البحث عن وظيفة

442 23 5
                                    

في زحمة مدينة سيؤول

حيث كانت الشوارع مكتضة بالسكان الرجال والنساء والأطفال

شعور بالأختناق لمجرد إنك تدخل وسط هذه الزحمة السكانية

اما عن السيارات فحدث ولا حرج.. سؤال واحد تداول في رأسه

هل كل منزل يمتلك سيارة؟ أم هل كل فرد فيهم يمتلك واحدة؟

وصلَ إلى تلك الدائرة الحكومية... كانت أشبه بالمظاهرة هناك

الشباب يتدافعون فيما بينهم وحتى النساء.. نسينَ فجأه معنى

الانوثة ويتدافعن فيما بينهن فقط لأجل هدف واحد.. إدخال

معاملاتهم وسجل تخرجهم من الجامعة ليلتحقوا بالدوائر الحكومية

"إبتعدوا عن طريقي دعوني أدخل اللعنة" صرخ يونغي

محاولاً الدخول وسط هذا الحشد الغفير.. من الشباب العاطلين

وبعد محاولات وتلقي العديد من الضربات والدفعات نجح في الدخول

"من ادخل هذا الشاب؟ قلتُ لكم توقفوا عن إدخالهم لدينا عدد كافي بالفعل"

صرحَ هذا الموظف السمين الذي يشبه الخنزير في هيئته.. كرشه يتدلى من بطنه

ويضع تلك السيجارة ذات الرائحة الكريهة وسط شفتاه السوداوتان

صرخَ ذلك الشاب ذو الأعصاب الركيكة.. فهو يغضب ويثور لأتفه الأسباب

وماذا ان كان يتلقى الطرد من رجل مثل هذا؟

" ماذاااا؟ كيف تطردني أيها السيد أين الاحترام.. انا خريج للغة الانكليزية

ومنذُ ثلاث سنوات وانا لم أجد عملاً.. أدرستُ لأجل ان اجلس في البيت؟"

خرجت ضحكة مُستهزئة من فم ذلك السمين و ردَ عليه

" تستمرون في إضحاكي إيها الشباب.. إنظر يا هذا وضعك لا يختلف عن الباقين في الخارج

ولن آخذ ملفك هذا.. نقطة انتهى"

قفزَ الشاب على الرجل السمين وأمسك بخناقه وهزه بقوة وصرخ بوجهه تحت صدمة الرجل

"لما إستقبلتَ هذه الملفات إذن؟؟ بما يفرقون عنا.. ام لأننا فقراء لا تستقبل ملفاتنا.. أتريد

المال كي تدخل ملفي تكلم "

بالكاد إستطاع الرجل السمين التحدث بسبب الشاب الذي يجلس عليه والذي يتسبب بأختناقه

"ضـ ضع ملفك اللعين وأخرج.. فقط أتركني وشأني"

نهض الشاب ووضع ملفه على الطاولة وإبتسم بنصر وخرج من الغرفة

رنَ هاتفه فجأه وبعد إن قرأ الأسم أجاب فوراً

" جدتي... جدتي لقد نجحت بالدخول.. نجحتُ بالدخول جدتي"

أستقبل صوت جدته وهي تصرخ بفرح وسعادة

"دُبدوبي الصغير يونغي  يا إلهي ... يا إلهي هل سأراك مُدرساً.. أتمنى رؤيتك موظفاً تأخذ أول مُرتب لك قبل أن اموت"

تجهمت ملامح يونغي فورَ سماع جدته تلفظ تلك الكلمة التي يمقتها بشدة

شعرَ بالضيق واجابها بحدة

"إياكِ... إياكِ وقول تلك الكلمة التي أكرهها بشدة... هل تريدين تركي وحيداً.. انتي كل ما أمتلك.. انتي الوحيدة التي أمتلك من عائلتي فجميعهم تخلوا عني "

شعرت الجدة بالحزن على حفيدها الوحيد.. ونظرت للهاتف بحزن مُتخيلة شكل حفيدها أمامها... وكأنها تخفف عليه قالت

" لم يتخلوا عنك يا يونغي .. لا تكره عائلتك فالقدر قد أخذهم وليس هم من رحلوا.. لقد ماتوا بسلام وعليك الاقتناع بذلك صغيري "

إستقبلت صوته الغاضب برحابه صدر

"بلا... هم من تركوني وحيداً وبلا أي سند... لا مال ولا منزل.. انتي من ربيتيني وأدخلتيني المدرسة والجامعة وقمتي بتدريسي والصبر عليَ.. انا أكرههم وبشدة "

اغلق يونغي ذلك الهاتف وحاولَ ضبط غضبه... لا ينكر انه شعرَ بالضيق بسبب صراخه على جدته المُسنة

وليتخلص من ذلك الشعور الحقير والمريع الذي يشعر به تصفح هاتفه وإتصل على حبيبته إيرلا..

سألها بدون أي مقدمات..

" حبيبتي... نور عيني... هل قمتي بتحضير المال لي؟ "

إبتسمت إيرلا من خلف الهاتف وأرسلت قبلة له وقالت بسعادة

"نعم حبيبي... قمتُ بالفعل بتحضير المال لك.. لكن ألم تنفق المال الذي أعطيته لك المرة السابقة بسرعة؟"

قهقه من خلف الهاتف وأجابها بحرج

"لا لا.. لم انفقه بسرعة لقد إحتفظت به لثلاث أيام... ولكني إستمعتُ به كثيراً لكونه من يد حبيبتي الجميلة ذات السيقان المنحوتة "

" بالضبط تعرف كيف تُوقع بي إيها المحتال... تتغزل بسيقاني لأعطيك المال "

سمعت إيرلا صوت تذمره من خلف الهاتف

"ولكني لم أكذب بشأن سيقانكِ يا فتاة... إنها حقاً تصيبني بالجنون... وماذا عن جسدكِ الأبيض والممشوق... يا إلهي لن اتكلم عن خصركِ النحيل... "

" يونغي توقف انت تشعرني بالخجل... "

ضحك عليها بصوتٍ عالي ثم تكلم بصوتٍ منخفض إستطاعت هي فقط سماعه

"ثدياكِ... الأبيضان.. الكبيران يصيبانني بالجنون كلما لمستهما... أشتقتُ لهما بالمناسبة... ومؤخرتكِ البيضاء المنحوتة.... "

غداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن