العرض السابع عشر : ذلك الخادم ، على المسرح (2)

249 26 30
                                    

يفتح باب المحل واقفا خلفه خادم الايرل يدعوهم للدخول 
" لقد انهيت الأمر سيدي الصغير فلتتفضل بالدخول " يقول الخادم مبتسما 
" أحسنت صنعا أيها المهرج " يقول سييل ساخرا
"أشكرك على ثنائك لي سيدي الشاب على الرغم من أن مهاراتي المتواضعة قد لا ترقى لمستواك او مستوى المهرج الذي خلفك " يقول سباستيان وهو ينحي للايرل باحترام
"يبدو أنك لسانك أصبح طويلا سباستيان " يقول سييل بلهجة ساخرة 
" سأكون سعيدا بقطعه من أجلك إيرلي " يقول ألاستور مقترحا 
" فلتجرب حظك سيد ألاستور لكن أرجو ألا يخونك فقط " يرد سباستيان على الشيطان بابتسامة حيث بدأ الاثنان بتبادل نظرات القتل مع ابتسامة كبيرة تعلو وجهيهما 
" توقفا عن هذا حالا ، أن كنتما ستمزقان بعضكما فإفعلا ذلك حينما لا أكون موجودا في الجوار ، و انت سباستيان لا أصدق انك كنت ستعرض سيدك للخطر من أجل قتال أطفال ضد ذلك المتخلف , انت تهين  اسم الفانتومهايف " يقول الايرل صارخا على الشيطانين 
" فهمت، رجاءا فلتعذر تصرفي غير اللائق أمامك سيدي الشاب " يقول الخادم وهو ينحي باحترام 
"فلتعذر وقاحتي انا ايضا إيرل " يقول ألاستور بينما ينحني هو الآخر للايرل الشاب 
"ألاستور فلتتوقف عن هذه التصرفات أنت تثير اشمئزازي " يقول سييل بلهجة شديدة ليدخل بعدها إلى محل الاندرتيكر و يلحق خادمه خلفه
" أوبس يبدو أن إيرلنا الشاب ليس سهل الخداع " يقول ألاستور لنفسه ليلحق هو الآخر الايرل و خادمه للمحل
فيجدون أندرتيكر ملقى على الأرض غارقا في ضحكاته
" واو انت مهرج بالفطرة " 
"شكرا لك ، استلهمت مهاراتي منك "
" احممم….بما أننا أعطيناك ما تريد إذن فأعطنا ما جئنا لأجله أندرتيكر …...أولئك الأطفال هل تعرف شيئا عنهم ؟ " 
ينهض الحانوتي من على الأرض محاولا استرجاع أنفاسه من كل ذلك الضحك ليتجه نحو مكتبه و يحمل الملفات التي عليها صور الأطفال المفقودين ثم يقول مبتسما
"آسف إيرل لكن أنا لم أرهم من قبل ولم أستلم جثثهم أيضا " 
"أيها الحقير لقد خدعتنا " يصرخ الايرل غاضبا في وجه الحانوتي
"أنت طفل متسرع إيرل …..لقد منحتك إجابة عن سؤالك للتو" يرد اندر مبتسما على صراخ الايرل
"هاه؟ ما الذي تعنيه؟"
" في الحقيقة سيدي الصغير إنه محق لقد اعطانا بالفعل معلومة مهمة ، فبما ان الحانوتي لم يتسلم جثث هؤلاء الأطفال ولم يسمع عنهم شيئا أفلا يعني هذا أنهم لا يزالون على قيد الحياة "
"تخمين خادمك صحيح إيرل ، فهؤلاء الاطفال لا يزالون على قيد الحياة " يقول الحانوتي
" إذا كان الأمر هكذا فإنه من الافضل لنا التحرك بسرعة للموقع التالي قبل أن يصبحوا موتى بالفعل " يقول سييل ليهم بعدها بمغادرة المحل مع الثنائي ، لكن قبل أن يغادر يوقفه أندرتيكر بكلماته 
" حظا موفقا إيرل ….فلتقم بحماية روحك جيدا " يقول وهو يلوح للايرل المغادر 
" هممم؟…..طبعا لهذا السبب سباستيان موجود " يقول الايرل ليغادر بعدها 
"إذن وجهتنا التالية ستكون؟"
"السيرك الذي دلتنا إليه الملكة بالطبع ….سنذهب إلى سيرك سفينة نوح " يقول سييل وهو يركب العربة مع خادمه و ألاستور لتنطلق بهم نحو السيرك ، و بينما العربة تشق طريقها نحو المكان المنشود كان الثلاثة يتناقشون داخلها حول تطورات القضية 
 " حسب السيد أندرتيكر فالاطفال ما يزالون على قيد الحياة ، هذا يلغي الفرضية الاولى إذن " يقول الاستور 
" لا ، لا يلغيها تماما فمازالت الفرضية تحتمل الصحة اذا وضعنا في حسباننا إمكانية أن الخاطف قد تخلص من الجثث في مكان مخفي لم تكتشفه الشرطة ولا الاندرتيكر ، لذا ولحد الان سأعتبر احتمال موتهم صحيحا نسبيا حتى نجد دليلا قاطعا يثبت عكس ذلك " يرد الايرل على الاستور 
"  ألهذا تتجه إلى السيرك ، مشتبه به الوحيد الذي أشارت لك الملكة به " 
"نعم ، مدامت الملكة دلتنا اليه فهذا يعني ان أمرا يحدث هناك" 
" إذا كانت الملكة تعرف بلفعل أين تبدأ البحث فلما لا ترسل رجالها إلى هناك؟ بدل إرسالك و إهدار وقت ثمين " 
" ربما لانها غير متأكدة بعد من أنهم خلف الاختطاف كما ان الملكة لا تستطيع التدخل مباشرة في مثل هذه الشؤون فهي من اختصاص الشرطة في المقام الأول ، لكن بما انها طلبت تدخل شخص يعمل في الظلال مثلي فالأمر خطير ، في كل الحالات إنه واجبي كفنتومهايف " 
" كل شيء سيتضح عندما نصل، يجب علينا الآن أن نتحرك بحذر في الوقت الحالي  " يقول سباستيان 
" هذا صحيح إيرل فأيا ما كان الخاطف فسيكون متوقعا أن الحكومة سترسل من يقبض عليه في النهاية لذا سيكون حذرا في تحركاته لذا تأكد من أن لا تسقط في أحد فخاخه "  
" أنا مدرك لهذا هذه ليست مرتي الاولى في التعامل مع هكذا قضايا ، لذا فهو الشخص الوحيد الذي عليه أن يحذر ، لان كلب الملكة قادم لاصطياده " يقول سييل بابتسامة واثقة 
يبتسم كلا من الشيطانان لابتسامة الايرل الواثقة التي ستجلب لهما كثيرا من التسلية
تتوقف العربة  لينزل الثلاثة في محطتهم أمام بوابة حديدية ضخمة كتب على لافتتها "سيرك سفينة نوح"
"إذن فهذا هو المكان "
"أجل سيدي الشاب"
" حسنا ، لندخل الان " 
يدخل الايرل و مرافقاه الى الباحة الخارجية للسيرك الذي تتوسطها خيمة كبيرة للعروض الرئيسية 
"هذا المكان حيوي جدا ايرل و مليء بالاطفال اللذين اتوا لمشاهدة العرض مع اوليائهم ، إن هذا المكان هو بمثابة فخ مفتوح لاصطياد الاطفال لا عجب ان الملكة ارسلتك الى هنا كوجهة اولية "
"أنا أتفق معك ، هذا أسهل مكان لخطف الاطفال ، فلتبقيا اعينكما مفتوحة على كل صغيرة و كبيرة تحدث" 
"حاضر لوردي"
يبدأ الاستور بتفحص البيئة الخارجية للسيرك لعله يجد دليلا صغيرا ، لقد كان المكان مفعما بالحيوية في كل بقعة فيه حيث انتشرت دكاكين الالعاب و الحلوى و الاطفال يركضون في الانحاء و بين الدكاكين و السعادة تغمرهم ، لكن هذا السلام السعيد الذي كان منتشرا في المكان لم يَرُقْ للكائن الشرير الذي يتجول في الارجاء باحثا عن عرض يسلي به ملله ، و بينما الاستور يواصل تفحص المكان برفقة الايرل و خادمه شد انتباهه صوت طفل يركض باتجاه خيمة السيرك وهو ينادي والده
" هيا يا ابي فلنسرع سيبدأ العرض قريبا " 
" يبدو ان العرض سيبدأ قريبا ايرل " 
" أجل لقد سمعته " 
" أرجو ان يكون في المستوى الذي نتطلع اليه" 
يدخل الثلاثي خيمة السيرك و يقومون بالجلوس في أماكنهم لانتظار بدأ العرض الذي لم يلبث طويلا أن بدأ باطفاء الاضواء و توجيهها نحو شاب كان يتوسط ساحة العرض ، كان الشاب في مقتبل العشرينات يرتدي ثيابا مبهرجة تشبه الخاصة بالمهرجين مكياجا كثيفا حول منطقة العين مع رسم على شكل قلب في عينه اليمنى لكن أكثر ما لفت إنتباه ألاستور إليه هو يده اليسرى التي هي يد هيكل عظمي . بدأ الشاب عرضه برمي كرات صغيرة الحجم ومختلفة الألوان في الهواء الذي تركها تسقط على رأسه عمدا كحركة كوميدية منه ، ونجحت في إضحاك معظم الجمهور (جمهور غامل ) 
"سيداتي وسادتي أهلا بكم في سيرك سفينة نوح، دعوني أقدم لكم نفسي إسمي هو جوكر و انا و فرقتي المتواضعة سنقدم لكم الليلة عرضا لن تنسوه "
بدأت عروض السيرك المختلفة من المشي على الحبال و القفز في الهواء التي أثارت دهشة و إعجاب الجمهور بينما الايرل يتابع العرض بتركيز شديد لعله يجد خيطا يقوده للحل 
"هؤلاء الأشخاص لا يبدون أبدا كأنهم متورطون في قضايا اختطاف الاطفال " يقول الاستور هامسا 
" هذا ليس مفاجئا إن البشر يجيدون تغيير ألوانهم كالحرباء تماما " يرد سباستيان 
" لما لا نهجم مباشرة و نقوم باستجوابهم بدل تضييع الوقت بمشاهدة هذا العرض الغامل" 
" لسنا متأكدين بعد من أنهم جزء من عملية الاختطاف نحن هنا فقط للتحقيق في العملية يجب ان لا نتسرع " 
واصل الثلاثة مشاهدة العرض حتى وصلت الفقرة التي أثارت اهتمام سباستيان
" سيداتي و سادتي المتفرجين لقد وصلنا لفقرتنا المميزة من تقديم جميلتنا beast و نمرتها بيتي ، في هذه الفقرة سنحتاج الى متطوع من الجمهور "
يقف سباستيان فجأة بعد كلمات الجوكر و يتوجه نحو ساحة العرض تحت دهشة سييل و الاستور 
" إلى أين يذهب ؟ هل من الممكن انه قد وجد شيئا ما " يقول سييل مستغربا من تصرف خادمه 
" آآآه ، شكرا على تطوعك سيدي فلتتفضل هن…" يتوقف الجوكر عن كلامه عندما يلاحظ تجاهل سباستيان لكلامه و توجهه نحو النمرة ليمسك هذا الاخير بوجهها وهو في غاية السعادة 
" آآآهه ، يا لجمالك أيتها الجميلة بوبرك الحريري اللامع (يمسك قائمتها ) و قوائمك الناعمة " يقول سباستيان وهو يتغزل بجمال النمرة تحت دهشة الجمهور و الجوكر و beast
" مالذي يفعله هذا البهيمة؟ " يقول الاستور 
"اغغغغ …..هذا المهووس بالقطط لقد نسيت ان النمور من فصيلة القطط الكبيرة أيضا " 
" سيدي …...مالذي……. تفعله ؟ " يقول الجوكر متفاجئا بتصرفات سباستيان 
"توقف ايها الاحمق هذا خطير " تقول بيست صارخة عليه
يتجاهل سباستيان كلام الاثنين و يواصل اللعب مع النمرة حتى تقوم بعضه في وجهه و يقوم الجمهور بالصراخ فزعا من تصرف النمرة الطبيعي بينما الاستور يحاول كتم ضحكته و سييل يتمنى ان تبلعه الارض بطبقاتها السبع
" تبا …..بيتي توقف " تصرخ بيست وهي توجه صوطها نحو النمرة لابعادها عن سباستيان لكن سباستيان يوقف الصوط بيده 
" لا داعي ان تكوني عنيفة مع هذه الآنسة الجميلة فالخطأ خطأي ، انا من تقدمت بطريقة غير مهذبة " قبل ان ينهي الخادم كلماته قامت النمرة بعضه مجددا في مؤخرة رأسه حيث أصبح الجمهور أكثر فزعا من ذي قبل 
"  سإفعل شيئا قبل ان نخسر كرامتنا و القضية " يقول الاستور للايرل الذي اغرق وجهه في يديه من الاحراج
" نعم فكرة جيدة " 
ينزل الاستور نحو ساحة العرض للتحدث مع الجوكر ، فيبدأ بالكلام بصوت مرتفع
" إعذرونا على تصرف صديقنا المعتوه ، في الحقيقة هو يعاني من تخلف عقلي فالحيوانات تذكره في العادة بخطيبته الهاربة مارغريت فهما من نفس الطينة كما تعلم لذا قد يصبح مزعجا لذا رجاءا تواصلو باقرب مصحة عق.." 
قبل ان ينهي الاستور كلماته تقوم النمرة بعضه هو الآخر في وجهه 
" oh my ,يبدو ان خطيبتي الهاربة مارغريت  قد ضجرت من سماع صوتك القذر  " يقول سباستيان وهو بحاول منع نفسه من الضحك
" كان يجب ان اتوقع هذا عندما أرسلت عود الكبريت المشتعل هذا نحو الحطب " يقول الايرل لنفسه وهو غارق في الاحراج من تعليقات الجمهور 
" بيتي توقفي ...توقفي " تقول بيست صارخة لانجاد الاستور من أنيابها بينما الايرل يقوم بالتسلل خارجا بعد سلسلة الفضائح التي قام بها الأبلهان لينتظر الى ان تمكن فريق السيرك من إنهاء العرض


 

Black Butler : book of the DevilWhere stories live. Discover now