المصادفة

255 30 31
                                    

وقع السؤال علي رأسها وقع الصاعقة..

كيف عرف؟..

كيف أدرك ما تعانيه؟..

أنها تشعر بأنفاسها منتظمة عادية، صحيح ان قلبها يخفق في شدة، و لكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن ألقى سؤاله، اما قلبها، فقد كان هادئاً مستقراً..

و حاولت أن ترسم علي شفتيها ابتسامة مضطربة، و هي تغمغم في شحوب:

" ما الذي جعلك تتصور هذا؟"

أجابها في اهتمام مشُوّب بالقلق:

" ارتجافة أصابعك يا هانا.. أنها نوع من الشلل الرعّاش، يرافق بعض الأمراض القلبية، و بخاصة تلك المرتبطة بالحمى الروماتيزمية."

وضعت فرشاة الرسم جانباً، و هي تغمغم في شحوب:

" يبدو انك أسأت تفسير الأمر.. أن أصابعي ترتجف من شدة الإرهاق فحسب، لم يكن ينبغي أن أبدأ في الرسم علي الفور."

قال في قلق:

" و لكن تلك الارتجافة تختلف عن..."

قاطعه كانغ:

" كفي يا رجل.. الم تر كيف شحب وجهها؟.. لقد أثرت ذعرها بلا مبرر.. و ما أدراك انت بأمراض العلل القلبية؟"

تمتم اشرف:

" لقد قرأت الكثير عنها، و..."

قاطعه في مرح:

" الثقافة تصلح في كل الوجوه، الا في الطب يا رجل."

ثم التفت إلي هانا مستطرداً:

" و هل يصدق اي مخلوق أن هذا الملاك يصاب بعلة قلبية؟.. ما الذي ينبغي أن يصاب به عجوز مثلي اذن؟؟"

أجبرت هانا نفسها علي اطلاق ضحكة قصيرة، قبل أن تقول:

" أنت علي حق، استاذ كانغ."

هتف الرجل في مرح:

" انا دائماً على حق."

ثم أضاف في حماس:

" هيا.. اذهبي و احصلي علي قدر من النوم، و ستتوقف هذه الارتجافة تماماً."

نهضت، و أسرعت الي حجرتها فراراً من الموقف، و هي تغمغم:

" سأفعل."

دلفت الي غرفتها، و أغلقت الباب خلفها بإحكام، و كأنها تخشي أن تتسلل شكوك يونغي خلفها، و ألقت جسدها علي فراشها، و قلبها يخفق في عنف..

كيف كشف سرها؟؟..

كيف؟؟..

فلتحمد الله أن الأستاذ كانغ قد تدخل، و إلا فما امكنها أن تخدعه..

راح جسدها ينتفض في انفعال، حتي لقد خشيت علي قلبها المريض، فغادرت فراشها مغمغمة:

" لن احتمل البقاء.. لن احتمل."

You're my Destiny || MYGWhere stories live. Discover now