46 |النهاية|

Start from the beginning
                                    

تذكرتُ مناقشتي لرسالة الماستر، كان الأمر صعباً وكنتُ متوتراً للغاية وخائفاً كثيراً لا سيما أن آفيلين جلبت عائلتها وكان ذلك لقائي الأول معهم، كان ذلك منذ سنتين، وبعدها تعرفنا بشكلٍ جيد، أنا وشقيقها الأكبر أصدقاء، شقيقها الأصغر يجبرني على اللعب بالإكس بوكس في كل مرة، لم أكن أمانع الأمر كثيراً سوى أنه كان يفوز علي دوماً.

علاقة آفيلين بعائلتها كانت مثالية وأكثر، كنتُ أحسدها دوماً على قربها منهم، لاحقاً.. وبأنانيةٍ مطلقة صرتُ أشعر أنني جزءٌ من ذلك العائلة، والدتها كانت حنونة، والدها مهندس ميكانيك صارمٌ قليلاً بالذات حول مهنته ولكنه يحب أولاده أكثر من أي شيء آخر، شقيقها الأكبر منفتحٌ كثيراً، مهندس إنشاءات ذكيٌ وناجحٌ للغاية، عرفتُ أن العائلة كلها تدرس الهندسة بسبب شغف الأب بذلك.

هذه المرة أنا أكثر راحة من ناحية عائلتها ولكني خائفٌ من ناحية مناقشتي الرسالة، كل شخص فيهم برتبة بروفسور تخرج من أكبر جامعات كندا، وأنا على وشك أن أخطو أكبر خطوةٍ هنا وهي الحصول على الدكتوراه، خطوة لم أكن لأفكر أو أحلم بها لو كنتُ مازلتُ في القطيع، أدور بين المنازل، أتبع أوامر روي، وألقي الأوامر على من هم أدنى مني، أبحث عن مرتبةٍ أعلى وأموت غيرةً من روي الذي حصل عليها، لذلك أنا هنا، وأنا ممتنٌ لروي لأني هنا!

سمعتُ صوت أبواق سيارةٍ من الخارج، كانت صاخبة وعالية وكأن أحدهم يحتفل، وسمعتُ صوت لويس يصرخ باسمي بصوتٍ عالٍ وكأنه في حفل.. وكأنه ليس دكتور جامعة في منطقة دراسية.

قفزتُ من مكاني نحو باب المنزل وفتحتُه لأجده يلوح لي من نافذة سيارته ويقول "هل جهزت؟"

"ألن تكبر؟" سألتُه بسخرية وأنا أضحك، حصل لويس على الدكتوراه بنفس سنة حصولي على الماستر، هذا الارتقاء العلمي نفى عنا صفة الأساتذة المميزين في جامعة ريكاتي، ولكن لا أحد يمكنه أن ينسى أننا دخلنا هذا المكان معلمين وطلاب في الوقت نفسه، وقد بذلنا جهداً كبيراً ونحن ننال نتيجة ما نبذله.

خرج لويس من سيارته وقفز راكضاً نحو باب منزلي ليقول "اذهب وبدل ملابسك!"

"أنا متوتر، أريد مراجعة معلوماتي للمرة الأخيرة." اعترفتُ كطفلٍ صغيرٍ ليدفعني بيده نحو الداخل ويتجه لغرفة الجلوس وهو يقول "مراجعة المعلومات تكون البارحة، اليوم أنتَ تنجح وحسب! هل فهمت؟"

ضحكتُ لنبرته المشجعة وحمل الملابس التي اشتريناها معاً ثم دفعني لخارج الغرفة نحو الدرج وهو يقول "بدل ملابسك، سأصنع لكَ القهوة، أنتَ لا تطاق دون أن تشرب قهوتك."

"شربتُ فنجاناً مع آفيلين."

"تلك الصغيرة كانت هنا من الصباح؟" قال لويس وهو يتوقف فجأة ويرفع حاجبه وكأنه يشعر بالغيرة لأني لم أشارك اليوم المميز معه ثم ضحك وأضاف "لا بأس.. أنتَ مدمن لا تُطاق دون أن تشرب فنجاني قهوة!"

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now