39 |تصيد الفرص|

Start from the beginning
                                    

"سمعتُ أنكَ تواعد إحدى طالباتك؟" حركتُ رأسي إيجاباً لتتابع "هذا جيد، أتمنى لكما السعادة."

"شكراً لكِ.."

شعرتُ أن المحادثة لم تنتهِ هنا، هي لم تأتِ لتقول لي أن سيريس تغير بسببي، هي أتت لسببٍ آخر، يمكنني الشعور بذلك حتى رغم كونها لم تقله، بعد لحظاتٍ ثقيلةٍ من الصمت بيننا قالت أخيراً "هل تعلم أنني أحد الأساتذة المسؤولين عن المتخرجين؟"

"أجل.. قرأتُ ذلك في تقسيم المواد، أنتِ مناقش أساسي في مشاريع التخرج، أظن أن هذا مذهل وحسب، أن تتعاملي مع الخريجين يعني أنكِ تتعاملين مع أشخاص يفصلهم خطوة عن كونهم مهندسين حقيقيين."

"أنتَ محق.. وهناك مراحلٌ بعدها، حتى وصلتُ إلى هنا فقد درستُ الماستر والدكتوراه ثم قدمتُ عدة بحوث حتى أصبحتُ برتبه بروفسور لذا أنا أشارك أيضاً بمناقشات رسائل الماستر والدكتوراه للأصغر سناً."

"واه" خرجت من بين شفتي بإعجاب وذهول لأن هذه كانت مكانةً كبيرةً للغاية للمرأة الوقورة التي تقف أمامي، تنهدت مجدداً تبعد خصلةً من شعرها القصير الذي تسللت لجبينها وترفعها للأعلى مع بقية شعرها بتسريحةٍ رسميةٍ للغاية تناسب عمرها ثم تابعت "كل سنةٍ يدخل الطلاب الماستر وفق علاماتهم، ولكن نحن نملك ميزةً خاصة بترشيح بعض الطلاب المتخرجين لدراسة الماستر ويتم قبول ترشيح من كل أستاذ."

"لا بد أنها مهمةٌ صعبة، أن تختاري طالباً من بين كل الطلاب!"

"أنتَ محق، ولكن لأكن صادقة.. السنة الماضية لم تكن مثمرة، لم يكن هناك مشروع تخرج مميز، حتى أنني تخطيتُ حضور معرض المشاريع لأنه لم يكن هناك أي شيء مثير للاهتمام سواءً في قسم هندسة الميكانيك أو غيرها."

"لم يتسنَ لي حضور معرض المشاريع، كنتُ في المشفى ذلك الوقت، يا لها من خسارة."

قلتُ بندم وتمنيتُ لو رأيتُ هذا الجو الممتع لأني فوتُه في لندن أيضاً فقد أُرسلتُ إلى هنا فور تخرجي، معرض المشاريع حدثٌ مميزُ ينتظره الجميع، حركت الدكتورة ليليان رأسها وتابعت "وصلتني من أسبوع وثيقة الترشيح، يمكنني أن أضع بها عشر أسماء وسيتم اختيار واحد ليدرس الماستر في ريكاتي أو في جامعة تورنتو (جامعة العاصمة الرئيسية)، وقد قضيتُ الأسبوع الفائت أراجع المشاريع والطلاب القدماء وأحاول التفكير بتلك الأسماء العشرة، وانتهى بي الأمر أسلمها اليوم مع اسم واحد."

حركتُ رأسي بتفهم منتظراً منها أن تكمل غير مدركٍ لم تخبرني بهذا، ابتسمت وقالت "لم أكن أعرف أن اسمك هو مارتينوس حتى كتبتُه على تلك الورقة."

كلماتها كانت كالصفعة بالنسبة لي، شعرتُ أني غير قادرٍ على استيعاب ما قالته، وكررتُه في ذهني عدة مرات حتى زمجر فوبوس بسعادة وصاح ديموس بحماس *ستدرس الماستر.*

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now