28 |دعوة غير متوقعة|

Почніть із самого початку
                                    

لم تكن تعترض على ردودي الباردة على مشاعرها المتقدة، ربما لأنها كانت تؤمن أن فترة التواصل هذه بيننا كانت لأجل أن أتعرف عليها، بينما هي تقبلني كما أنا، رغم أني أخبرتُها مراتٍ عديدة أنها لا تعرف حقيقتي.

وضعتُ فنجان القهوة على الطاولة ورميتُ بجسدي على الأريكة ريثما أضع الهاتف على أذني لأسمع صوتها الجميل من الطرف الآخر "صباح الخير أستاذ مارتينوس، هل استيقظت؟"

"أجل.. منذ فترةٍ طويلة"

"هل تناولتَ إفطارك؟"

"فعلت، أشرب فنجان قهوتي الثاني وأنا على وشك تصليح أوراق امتحانكم، ماذا عنكِ؟"

"إنه اليوم الثالث من العطلة، سهرتُ البارحة مع أصدقائي لذا استيقظتُ للتو." قالت بنبرةٍ حفظتُها واستطعت أن أشعر بوجهها الأحمر يزداد احمراراً لأسأل "من هم أصدقائك؟"

"هناك العديد من الأشخاص، أربعة فتيات، وثلاثة شبان، ولا تخف جميعهم مرتبطين." ضحكتُ بسخرية حين قالت الكلمة الأخيرة لأنها ظنت أني أسأل غيرةً عليها، الأمر لم يتبادر لذهني مطلقاً، كنتُ أحاول فقط اختلاق حديث، ولكن نبرتي الجامدة جعلتني فاشلاً بهذا لأنها فهمتني بشكلٍ خاطئٍ تماماً.

"سينا وآرثر كانوا هنا." همست، صوتها خافت، واستطعتُ سماع نبرة حزنٍ خفيضةٍ به، ثم ضحكت وأضافت "هل تصدق أنني كنتُ الوحيدة هناك بدون أن أكون في ثنائي."

"مازلتِ في التاسعة عشر من عمرك، من الغريب أن تكوني مرتبطةً أصلاً."

"تعلم.. هكذا تسير الأمور هذه الأيام."

"أجل.. لا تتحدثي وكأنني جدكِ، تخرجتُ منذ سنة وحسب وأنا أكبر منكِ بسبع سنوات وحسب."

"هذا ما يجعلكَ أكثر أستاذ مثير للاهتمام في جامعتنا." سخرت مجدداً ولكني شعرتُ بشيءٍ مختلف في صوتها، الأمر وحده دفعني لأسأل معيداً محادثتنا إلى نقطة المنتصف "هل أزعجكِ ذلك البارحة؟"

"أوه لا.. مطلقاً، ضجرتُ وعدتُ للمنزل قبل ساعتين فقط!" ضحكت بالجملة الأخيرة وتنهدتُ لتقول بسرعة "على أي حال، أريد أن أمر على منزلكَ لعشر دقائق وحسب وأخبركَ بشيءٍ ما، هل يمكنني؟"

"أجل."

"بعد ساعتين، ما رأيكَ أستاذ مارتينوس؟"

"جيد.. يمكنني أن أعد الإفطار."

"لا تشغل نفسك، سأتناول الإفطار وأخرج من السكن، متشوقةٌ لرؤيتك."

قالت الكلمة الأخيرة بحماس مما دفعني لأضحك وأغلقت الهاتف لأرميه على الطاولة قبل أن أنفجر بالضحك مجدداً، كان يمكنها أن تقول ما تريد على الهاتف ولكنها فقط تصنع حجةً للمجيء، منذ المرة الماضية مرت على منزلي مرتين أو ثلاث ولكنها توقفت عند نهاية السنة الدراسية لأنها انشغلت بالإعداد للعودة إلى منتصف كندا حيث عائلتها.

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now