"تؤثر عليك؟"

"لدي مشاكلٌ عائليةَ كبيرة آفيلين، لقد حظيتُ بحب ورعاية أمي وأبي وكان يجب أن يكون هذا كافياً وأكون ممتناً للغاية، ولكني لم أكن سعيداً، عائلتي لم تتقبلني مطلقاً رغم أن أبي وأمي فعلوا، وغالباً كان ذلك يدفعني لأبتعد عن المجتمع، صديقتي الوحيدة كانت تقف بصف الشخص الذي آذاني، وهذه الصديقة نفسها أوذيت مجدداً من قبله على الأغلب بسببي ولم أستطع الاطمئنان عليها حتى، وقد كرهتُ كل تفصيلٍ بائس جعلني ما أنا عليه."

قلتُ ما لدي دفعة واحدة، قلتُ كل ذلك لأني مشتت وخائف أن أخسر شخصاً جديداً كان جيداً معي، سأدعي اللامبالاة وعدم الاهتمام، ولكني في أعماقي أعلم أني أبالي وأهتم أكثر بكثير مما أظهر، وأن هذه الأشياء مدفونةٌ بداخلي وتخرج من بين شفتي هاربةً من جدران عقلي ومن سيطرة فوبوس وديموس.

أعرف في هذه اللحظة أني كنتُ أغار حقاً من حقيقة أن روسلين كانت معي طوال الوقت ولكنها تنفذ كل أوامر روي، كنتُ أعلم أنها تعارض طريقة تفكيره، هذا لم يمنع أنها كانت تقف في صفه، أعترف أمام آفيلين التي لم تفهم شيئاً من كلماتي أنني أتوقع أنني السبب في المشكلة بين روسلين وروي ولو كان ذلك يجعلني أنانياً أو مغروراً بعض الشيء.

"لا أحب حياتي كثيراً، لذلك أنا أجرح الأشخاص حولي حتى حينما لا أعني ذلك، سأقول أشياءً كثيرة لم أَكن أعنيها ولن أعتذر لأني أظن الأمر عادياً أن تجرح الآخرين أو تؤذيهم، لذلك أنا آسفٌ كثيراً لأني قلتُ لكِ تلك الكلمات وأنا حقاً لم أعنيها، وأتمنى أن تنسي ذلك لأني لا أريده أن يجرحكِ كلما فكرتِ أنني نظرتُ لكِ بهذه الدناءة. "

صمتت لفترةٍ طويلةٍ تنظر نحوي بتعابير وجه مصدومة، تلك الفتاة الحمقاء قالت لي من فترة أنها نسيت أنني أملك حياتي، وأظن على الأغلب أنها لم تتذكر حتى الآن أنني أملك أحزاني أيضاً، ومشاكلي العائلية والاجتماعية والنفسية، وعلى الأغلب لم تتوقع أن أخبرها مطلقاً عن ذلك الشيء المختبئ بداخلي، حتى أنا لم أتوقع أيضاً.. رغم أني لم أقل شيئاً فعلياً.

"سأسامحكَ بما أنكَ اعتذرت." قالت بنبرةٍ دافئةٍ بعد فترةٍ من الصمت الذي ساد بيننا لأبتسم، لم تعلق، لم تسأل شيئاً، كان ذلك مريحاً، يمكنني سماع نبضات قلبها السريعة في كل مرة تقف بها معي، معي وحسب، وهذا كان يشعرني بدفءٍ من نوعٍ خاص، ومشاعر لم أرغب مطلقاً بنسيانها.

"تأخرتُ بالاعتذار، ولكني سعيدٌ أني فعلتُها."

"ولأنني لم أشكركَ المرة الماضية فشكراً لأنك أبعدت آدم عني، كنتُ خائفةً أنني سأعيش حياتي الجامعية كلها بهذه الطريقة البشعة عند وجوده."

"لا بأس، أخبريني دوماً إن حصل معك أي مشكلة."

"سأفعل.." قالت وتوجهت للخارج، قبل أن تغادر استدارت نحوي وهي واقفةٌ بجانب الباب المغلق وأضافت "حياتي مع عائلتي كانت مثاليةً تماماً، لذا لا يمكنني أن أفهم يأسكَ كثيراً، وأعلم أني مجرد طالبة ولا أعني شيئاً لك، ولكن إن كان هذا الشيء يثقلكَ فأنا مستعدةٌ لأستمع لك."

Hybrid | هجينWhere stories live. Discover now