صباح يوم جديد وتحديدا بداخل منزل اية .. انتهت من ارتداء ملابسها فخرجت من غرفتها تتجه صوب باب المنزل استعدادً للرحيل
وما كادت تخطو خطوة أخرى للخارج فأوقفها صوت جاسر الذي كان يستند بجزعه على باب غرفته : الهانم راحة فين
التفتت له عاقدةً حاجبيها : بشتغل مُدَرِسة يبقى راحة فين ديسكو !
التفت يسير صوب المطبخ يخرج قنينة من المياه من البراد يقوم بفتحها يلقى نظرة عليها من الأعلى للأسفل : بهدومك دي
نظرت لثيابها التي كانت عبارة عن كنزة ثقيلة من الصوف لما قبل الركبة بقليل وبنطال اسود اللون وحذاء ابيض ومن ثم سألته باستغراب : مش لابسة انا يعني ولا ايه
أغلق القنينة بعد أن انتهى من الشُرب وهو يلتفت جهة البراد يعيد القنينة : خشي غيريها عشان خفيفة
ابستمت اية ببلاهة مردفة : لا يا جدع !
ابستم جاسر باصفرار مشيرا على غرفتها : اه يلا غيريه
سار نحو الاريكة يستلقي عليها ببرود فجلست لجانبه وهي تقول برجاء فقد تأخرت اليوم عن العادة : طب النهاردة بس
فتح عينيه ينظر لها مرة أخرى ومن ثم قال : طب ارفعيها شوية على كتفك
نظرت لأكتافها التي تغطيها كنزتها بالكامل ومن ثم رفعتها لمستوى وجهها وهي تقول بتهكم : ها حلو كدا
أشار على باب المنزل بعينيه : في داهية
وقفت عن مكانها بحنق وفتحت باب المنزل ولكنها توقفت مرة أخرى على صوتِه يُناديها : بت بتخلصي امتى
التفتت له مبستمة باصفرار فهو وكأنه يتعمد تأخيرها : الساعة 1 يا جاسر ياخويا ها يا خويا عشان حساك قلبت على جوزي
نظر لها جاسر مشمئزاً : تصدقي اني هُزء وعايز اكون اخ قمور لطيف واجيلك المدرسة قدام صاحباتك واخدك وبعدين يفكروا اني حبيبك فاضطر ادورلك على واحد يتجوزك عشان الفضيحة و...
ولكن قبل أن يُكمل حديثه استمع لصفعها لباب المنزل فنظر للباب مصيحاً : مفيش احترام لكبير خالص كدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التف الجميع داخل منزل الشاذلي حول الطاولة بانتظار هبوط مراد
وخلال لحظات كان يهبط السلالم بغرابة وهو يراهم جميعا يجلسون بانتظاره فهو بالعادة من ينتظرهم
جلس على المقعد الخاص به عاقداً حاجبيه باستغراب : هو انا صاحي متأخر اوي كدا النهاردة
اردف رائد الذي امتلئ فمهُ بالطعام بمرح : لا احنا اللي صاحين بدري
طالعه مراد باشمئزاز وهو يقول : واشمعنا بقى وبعدين ابلع يا معفن وكلمني
ابتلع رائد ما بداخل جوفه ومن ثم قال بغرور : هجيب الدبلة لخطيبتي بقا وكدا
قلب مراد عينيه بملل فأخيه يتقمص دور العاشق الولهان من الان هذا ما كان ينقصه أخيه وثرثرته الانهائية
اشار مراد على الطبق أمام رائد وهو يبتسم بتهكم : طيب تقدر تكمل طفح خلاص
رفعت ملاك وجهها عن صحنها وهي تنظر لرائد : انكل انت سو مهزق
نظر لها مراد بتحذير : ملاااااك
لم يكد يُنهي حديثه حتى استمع للجميع يقولون معا بذات الوقت : عيييييب
لوحت ملاك بيدها وهي تقول بتذمر : شوفت يا بابا كلنا حافظين كلامك
أشار لطعامها أمامها بغيظ : كُلي يا ملاك عشان اتنيل اوصلك
اومأت له وهي تعتدل بجلستها تضم أصابع يديها معا بجدية : انا قررت قرار
نظر لها الجميع بزهول فنظر رائد لمراد وكأنه يخبره "الست مصدوماً من كلمات ابنتك" فلوح مراد بيده بلامبالاة : لا مهو انا مش هتصدم تاني
التفت لها يستكمل حديثه وهو يرفع كوب من الماء لفمِهِ : قولي ياختى قررتي ايه
كورت قبضة يديها وهي ترفعها أمام فمها تتحمحم : احم قررت اني هنادي ميس آية ياماما
انزل القنينة بسرعة وهو يسعل بشدة ورائد الذي يحاول منع ضحكاته فأخذ يربت على كتفه بمواساة : معلش يا مراد ياخويا هي الدنيا كدا يا ضنايا
ارتشف القليل من المياه ومن ثم مطر لها بتعجب : ليه يا ملاك
نظرت ملاك ارضاً بحزن وهي تتذكر بعض كلمات الأطفال برفقتها بالروضة كـ"انتي بدون أُم" او حتى سُخريتهم منها : يا بابا كل زمايلي عندهم ماما بتحبهم وانا ماما مش بتحبني وكمان صحابي بيقولوا اني مش حد بيحبني بس ميس آية بتحبني ومش بتعمل زي ماما ولا حتى بتضربني ولو قولتلها اني عطشانة وسط الشرح مش بتزعق فهقولها يا ماما
ربت على رأسها بحنان : مين مش بيحبك انكل بيحبك وجدو بيحبك وميس اية بتحبك وانا بحبك واسراء كمان بتحبك وبعدين اللي يقولك كدا تاني تقولي للميس عليه وتيجي تعرفيني ويمكن هي مش عايزة حد يقولها ماما فمينفعش
اسندت وجهها على يدها وهي تقول بحزن : مينفعش ليه يعنى هي بتحبني
زفر بقلة حيلة فهو يعلم مدى عِناد ابنته فاشار على طعامها بحدة طفيفة : كلِ يا ملاك قولت لأ يبقى الموضوع خلاص انتهى
هبطت عن مقعدها تدفعه وهي تسير للخارج : بس خلاص انا نفسي اتسدت
نظر لها وهي تغادر ومن ثم لرائد فرفع سبابته يشهرها امام وجهه : إياك اشوفك قاعد معاها تاني
قالها ومن ثم نهض عن مقعده يتبعها للخارج منادياً عليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل منزل عائلة الدمنهوري تحديدا غرفة إسراء وسارة
كانت إسراء تأخذ الغرفة ذهاباً واياباً وعلى الاريكة المواجهة لها تجلس سارة تعبث بهاتفها
صرخت سارة وهي تُلقي الهاتف من يدها بغضب : يوووووووه حَولتيني كِني بقى الله
اجابتها إسراء وهي مازلت تأخذ الغرفة ذهابا وايابا ، ترفع يدها لفمها تقوم بقطم اظافرها بتوتر : يعني انزل الشركة ولا منزلش .. بس لو نزلت هيقول نازلة تشوفني .. ولو منزلتش هيقول خايفة مني يادي الشورة .. وانتي سيبي الزفت ده وانصحيني كدا بأي حاجة
رفعت سارة كتفيها ببرود وهي تعبث بهاتفها : انا من رأى حطي راسك على المخدة ونامي ومتصحيش غير وانتي نازلة تجيبي الدهب
التفتت إسراء حولها حتى وجدت مبتاغها فجذبت الوسادة تُلقيها على سارة شقيقتها : غبية انتي وافكارك
نظرت لها سارة بغيظ وهي تجز على أسنانها : بدل ما تقولي شكرا يا سوسو
استلقت إسراء على الفراش وهي تجذب الغطاء مردفة : تصبحِ على خير
ابتسمت سارة بثقة : عشان تعرفي بس قمتي انا وافكاري .. ها هتخديني معاكوا
أزالت الغطاء عن وجهها تبتسم باستفراز : لأ
ابتسمت سارة ببرود : على فكره مش بمزاجك انتي .. وبابا موافق
هبت إسراء عن الفراش تصرخ بها : كان جوازي ولا جوازك عشان تلزقي كدا يختي
هبت الأخرى كذلك عن الاريكة تتجه نحوها : لا دا كدا هبت منك على الآخر طب تعااااااالي
قالتها وهي تصعد على الفراش تجذبها من ثيابها فانتهزت الأخرى الفرصة تصرخ باستنجاد : يا ماماااااااا
أسرعت من الجهة الأخرى تركض صوب غرفتهم فرأت الوضع لتصرخ بسارة بسرعة : مايل بختك يا ضنايا انتي سافرتي بلد الخواجات تجيلي آكلة لحوم انزلي يابت من على اختك ... انزلي يابت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولج مراد لشركته فوجدها تعم بالضوضاء فعقد حاجبيه مستغرباً سبب ذلك
استوقف احد الموظفين الذي كان يحمل بعض الأوراق يسير بها نحو مكتب مراد : في ايه
توقف عن السير زافراً براحة : استاذ مراد اخيرا حضرتك جيت حضرتك النهاردة معاد استقبال لمدير سلسلة جواهر جروب و كان جاي النهاردة يشوف هل قدرت شركتنا تأمن ليه مكان هنا في مصر عشان أمور النقل
نظر مراد حوله : وايه لزمته دا كله
اخفض الموظف رأسه بحرج : ابدا يا فندم احنا بس كنا مترقبين عشان نشوفه بما اننا منعرفش اي معلومات عنه وكدا
ربت مراد على كتفه بتهكم : طب خف وقولهم يخفوا مش هنتسقبل رئيس الجمهورية
ومن ثم تركه يستكمل سيره نحو مكتبه بترقب هو الاخر لرؤية ذلك المجهول !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في رعاية الله ❤️