كان جاسر يقود السيارة ولجانبه آية التي تمسك بيدها كوبًا من القهوة .. دفعته فجأة بزراعه وهي تصيح به : وقف يالا بسرعة .. وقف.
ضغط الكابح سريعًا يطالعها بقلق فوجدها تثبث نظرها بمكانٍ ما فصرخ بها : ما تردي يا حلوفة انتي في اي.
أشارت بعينيها على احد الفتيات : ملك.
نظر لما تشير ثم قال وهو يعقد زراعيه مبتسمًا بإصفرار : ااااه ملك...
صرخ بها مستكملًا : عرفتها انا كدا يا زفتة انتي.
نظرت له بغيظ وهي تصرخ بالمقابل : متوطي صوتك كدا اومال...
نظرت مرة أخرى من النافذة وهي تجيبه : ملك ام ملاك.
_ اللي دخلتي بسببها السجن يا رد سجون.
ابتسمت بإصفرار تجيبه : اه يا جاسر انا رد سجون .. اطلع على شركة الشاذلي.
نظر للطريق أمامه مردفًا ببرود : عربيتي وانا حر فيها اروح مكان ما عايز.
صرخت به حين بدء بالقيادة : طب وحياة امك اللي وحشتني دي لو ما روحت لأنط من العربية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجميع ملتف حول مائدة الطعام في جو لم يخلو من المرح أثر دعابات رائد الذي يلقيها بكل ثانية ..فرد زراعيه بالهواء وهو يقول بهيام : الواحد هتيجوز يا ولاد دا هييييح اوي.
نظرت ملاك له وهي تقول بسخرية : معاكم الأخ رائد مكتشف الذرة.
صفعها على مؤخرة عنقها : كلي وملكيش دعوة اكتشف الذرة اخترعها ملكيش دعوة.
وقف مراد يتجه صوب الباب وهو يقول موجهًا حديثه لإبنته : خلصي وحصليني عشان اوصلك.
وبالفعل بعد عدة دقائق لحقت به فقام بتوصليها ثم من بعد ذلك لعمله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجل مراد من سيارته في نفس اللحظة توقفت سيارة جاسر فترجل منها برفقة آية التي تطالعه بحدة تتمتم ببعض الكلمات .. نظر لها متجاهلاً المكان من حوله : سمعيني كدا بتبرطمي تقولي اي.
صرخت هي الأخرى غير منتبهة لمن يطالعونهم باستغراب : ابرطم ألطم اعمل اللي انا عايزاه انت مالك ياض انت.
جذبها امامه ثم دفعها لداخل الشركة : على نفسك يا آية يا رد سجون ها أعلى صوتي كمان.
التفتت له صارخة : علِّي يا حبيبى براحتك هخاف انا يعني لا يا بابا مش اية اللي تخاف.
كان على وشك الرد فقاطعه ذلك الصوت المتحمحم لجانبه فوجده رائد الذي ابستم ببلاهة : اصل يعني الكل بيبص عليكم.
طالعته اية باشمئزاز ثم رفعت رأسها بغرور : اصل كان في بغل بيزعق يا استاذ رائد بعيد عنك.
نظر لها جاسر ثم لرائد وابتسم : اه كان في برضو جموسة بتزعق بعيد عنك.
استمعوا لصوت ضحكات خلف رائد فوجدوه مراد الذي تابع الحوار منذ البداية فجذبت اية جاسر من زراعه ثم دنت على اذنه مردفة وهي تجز على أسنانها : عجبك كدا فرجت علينا اللي يسوا واللي ميسواش يابن نوران.
دفعها مشمئزاً : اسم الله يختي.
سار حتى وقف أمام مراد ثم اردف ببرود : اي دا مراد ازيك.
رفع مراد وجهه له ثم قال : اهلا يا جاسر في حاجة ولا اي.
تقدمت اية منهم وهي تتحمحم : انا شوفت ملك...
استرسلت متسائلة : إزاي خرجت !
زفر مراد بضيق ثم اجابها : ملك طلعت براءة.
قلبت عينيها بسخرية وهي تقلده بخفوت : ملك طلعت براءة نينينينيني.
تحمحمت تجذب انتباهه : خلي بالك من بنتك ياريت عشان ملك مش سهلة اللي تقدر تعمل كدا في بنتها مش هيفرق معاها حاجة بعد كدا.
قالتها ثم جذبت جاسر الذي ينظر لمراد بغيظ من زراعه بينما صاح رائد بعد مغادرتهم : البت دي جامدة وقادرة عليا النعمة قادرررة.
التفت مراد يصيح بوجهه : أخرس خالص.
قالها ثم ولج للداخل وهو خلفه .. بينما ولجت من باب الشركة الخارجي سارة التي اخبرتها والدتها بالذهاب للشركة والعمل بشهادتها : كان مالي ومال مصر وهي أمريكا قصرت معايا في حاجة .. انا اشتغل .. انا .. اه يفرحتك يا إسراء زمانك دلوقتي نايمة ومبسوطة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبداخل منزل إسراء وقفت على إحدى مقاعد البيت ومن فوقه وضعت العديد من الاغطية تحاول إزالة ستائر المنزل .. بالأسفل وقفت لجانب المقعد فاطمة والدتها بتذمر : كل ده بتفكي ستارة يا موكوسة.
نظرت لوالدتها وهي تجز على أسنانها بغيظ : يختي تعالي اعملي مكاني يختي.
دفعتها فاطمة من قدمها حتى كادت ان تقع وهي تصرخ بها : انا اللي امك يا كلبة.
رفعت رأسها عاليًا صارخة بقلة حيلة : يارب .. يارب انت اللي عالم بعبادك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❤️❤️❤️
