أحببت معلمة ابنتي «مكتملة».

البارت السادس

كانت تربت على ظهرها وهي تحاول تهدئتها بعد ما تعرضت له لليوم والأخرى تبكي بشدة وهي تردد "هتضربني"
سألتها بحيرة من أمرها : طب انتي تعرفيها

اردفت الطفلة من بين شهقات بكائها : ماما

صُعقت آية من ما تفوهت به وهي تردد : ايه!! ..دي مامتك

اومأت إيجابياً فضمتها الأخرى وهي تمسح على خصلات شعرها شاردة بحديثها!!
كيف للأم بفعل شيئا كهذا!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى مقربة منهم كانت سيارات الشرطة متجهة صوب المكان الذي أعطاه مراد لهم
لمح أحدهم تلك السيارة المُصفاة على الطريق فاشار للسيارات التي تتبعه بالتوقف ومن ثم هبط مقترباً من السيارة والتي لم تكن سوا سيارة اية
ضرب زجاج السيارة بالعصا بيديه فانزلت الزجاج ليسألها بصرامة : بتعملي ايه في الطريق المقطوع دا.. ومين البنت اللي معاكي دي

زفرت براحة بعد أن رأت الشرطي تردف بلهفة كمن وجد طوق النجاة : حضرتك كان في ناس خاطفينها وانا مشيت وراهم لحد ما لحقتها و...

قاطعها مردفا بشك من أمرها فربما تكون هي من خطفتها : معاكي دليل..؟!

نظرت له بصدمة من شكهِ بها : يافندم انت ممكن تسأل البنت

التفتت ينظر بطرف عينيه للسماعد الخاص به مشيرا على ملاك : هات البنت

احضر الشرطي ملاك ووضعها بإحدى سيارتهم واتجه البقية حيث مكان الخطف يحضرون ملك ومن معها من مساعدين لها

أشار على اية مردفا : هاتوها

تقدم اثنان منها ممسكين بزراعها وهي تحاول الإفلات من بين قبضتهم مردفة : ياحضرة الشرطي والله ما انا اللي خطفاها

لم ينصتوا لها وتوجهوا بها يضعوها بسيارة الشرطة من الخلف
بينما قام الظابط بمهاتفة مراد يخبره انه تم الإمساك بالمتهم....او هذا ما ظنه هو!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توجه مسرعاً نحو مركز الشرطة بعد أن اخبره احد ضباط الشرطة انه تم الإمساك بالمتهم وما ان وصل حتى بدأ بالصراخ وهو ينظر في أنحاء المكان بصوت عالي غاضب : هي فين..هي فين

وقف الشرطي عن مكانه في محاولة لتهدئته : اهدي يامراد بيه هي محبوسة حاليا

التقط أنفاسه محاولا الهدوء : عايز اشوفها

سار الشرطي لإحدى الزنزانات قائلاً : تعالي معايا

تتبع مراد الشرطي إلى الآن وقف أمام إحدى الزنزانات وهو يرى تلك التي تضم قدميها لصدرها تبكي بعنف
آفاق على صوت الشرطي وهو يقول : اهي يا أستاذ مراد هي مش راضية تقول الحقيقة وبنت حضرتك نايمة مش عارف دا مخدر او هي فعلا نايمة بس احنا مستنين لحد ماتفوق وهي تقولنا فعلا دي اللي خطفاها او حد تاني

تعلقت انظاره بتلك التي تخفي وجهها بين قدميها ومن ثم اردف : ممكن اخوشلها

_ اه بس بلاش عنف يمكن تكون بريئة
"المتهم برئ حتى تثبت ادانته"

فتح له باب الزنزانة فولج مراد للداخل يسحب الكرسي خلفه يضعه أمامها ومن ثم جلس عليه
اما هي بمجرد ان استمعت لصوت جر الكرسي رفعت عينيها الممتلئة بدموعها التي لم تتوقف عن الهبوط لحظة واحدة منذ أن امسكوها
نظر لها مصعوقاً وهو لا يصدق انها هي نفس تلك الفتاة التي لاتتوقف ابنته عن الثرثرة عنها وعن كم تُحِبُها : انتي!!

بكت بعنف بعد أن رأت تلك النظرة بعينيه لتردف من بين شهقاتها : استاذ مراد والله مانا اللي خطفتها

نظر لها صارخاً بغضب : امال لقوها معاكي ازاااااااي

نظرت حولها بتشتت : والله كنت بنقذها

ضم يداه لصدره بتهكم : وهو اللي ينقذ حد يخدره

نظرت له بلهفة : مخدرتهاش والله..انا كنت بدي للأطفال حصة عادي فجأة لقيت باب الفصل اتكسر ودخل منه اتنين معاهم سلاح وقالولي عايزين ملاك ولما ماردتش اديهالهم خادوها مني وجروا
مشيت وراهم من غير ما يحسوا لحد ما وصلت للمكان اللي كانوا خاطفينها فيه
بعدين سمعت واحدة بتتكلم مع حضرتك بتقولك على فلوس ولما مليتك العنوان ضربتها على رأسها وخدت ملاك وبعدنا عن المكان اللي كانوا فيه هي فضلت تعيط ختها في حضني لحد ما نامت

صفق عدة مرات بيديه بسخرية : حلو القصة احكيلك انا بقى الحقيقية كنتي بتدي الحصة عادي وكنتي عارفة ان في رجالة هيتهجموا عليكوا وياخدوا ملاك مثلتي انك مش عارفاهم وبعدين سيبتهالهم ومشيتي وراهم بالعربية عادي مانتي مشتركة معاهم في الخطة كنتي واقفة مع ملك وهي بتقولي على الفلوس طمعتي
و فكرتي تاخدي الفلوس ليكي لوحدك ازاي
ضربتي ملك وخدتي ملاك وختيها العربية ولما فضلت تعيط خدرتيها

اردفت بزهول متسائلة : مين ملك...وبعدين لو زي ما حضرتك قولت كدا وان انا متفقة معاهم وطمعت مش كنت خدت ملاك وهربت مكنتش وقفت بالعربية إنما انا وقفت مستنية حضرتك تيجي..عالعموم انا معنديش مانع استنى ملاك تفوق وهي تقول بس خليك فاكر كلامك اللي قولتهولي دا لاني مش مسامحك عليه ولا هنساه

قالتها وهي تجفف وجنتيها بهدوء قاتل فتركها وخرج وهو يشعر بصدق حديثها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر لساعة يده بدهشة وهو يتسائل لما قد يتأخر شقيقه تلك المدة الكبيرة خارج الشركة
التقط هاتفه يهاتف مراد : الو يابني انت فين

_في القسم

انتفض عن كرسيه بفزع : نعم!! بتعمل ايه عندك

_ اما اجي يارائد المهم هنأجل مشوار إسراء النهاردة وانت خلي بالك من الشركة عما اجي

جلس مكانه مرة أخرى بتوتر : ماشي..مع السلامه

_ سلام

انهي المكالمة وهو يفكر مالذي قد يجعل اخاه يقوم بالذهاب للسجن!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر ما يقارب النصف ساعة وهي مازلت تجلس أرضا..تبكي...
وملاك التي استيقظت اخيرا وبعد وقت استطاعوا فيها تهدئة ملاك من بكائها وفزعها
هبطت ملاك عن قدم والدها تنظر حولها تبحث عن شيئا ما
فانخفض لمستواها يسألها بقلق : في ايه يا حبيبتي

التفتت له مسرعة : فين ميس آية

نظر لها الشرطي مردفا في محاولة للوصول لأي معلومة تدل على براءة اية : هي عملتلك ايه يا حبيبتي

_ هي خدتني من الناس الوحشة

نظر الشرطي لمراد كمن يخبره " لقد اهنتها" ومن ثم أشار لمساعده : طلعها يبني

توجه لباب الزنزانة وقام بفتحه فخرجت تلك التي كانت تتابع الحديث منذ بدايته
تحركت تجاه الباب وهي تجر جسدها عنوة، ألقت نظرة اخيرة على مراد ومن ثم تحركت للوقوف أمام الشرطي كالجسد بلا روح : دلوقتى امشي

نظر لها ذاك الشرطي بأسف : اه..واحنا اسفين يا...

قاطعته بهدوء وهي تمد كف يدها له : مفتاح العربية

اجابها بعدم فهم :نعم..؟!

ردت عليه بنفس الهدوء المريب : عايزة مفتاح عربيتي

نظر لها متردداً من حالتها التي تشبه الموتى : حضرتك هتعرفي تسوقي في حالتك دي

_ آه

اخرج المفتاح من إحدى ادراج المكتب يعطيه لها : اتفضلي

التقطت مفتاحها متجهة نحو سيارتها..استقلتها ومن ثم انطلقت نحو منزلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل مراد للبيت اخيرا فتجاهل أسئلة ابيه مردفا بتعب انه سيخبره بعد أن يلقى ببعض الراحة

- مساءً في تمام الساعة الثامنة -

استيقظ مراد متجها للأسفل فالتقى بأخيه عائد من العمل يصعد السلالم
توجه رائد نحوه يسأله : ايه اللي وداك القسم يا مراد

نظر له بمرح مشيرا للأعلى : ياخويا غير هدومك الاول

شاركه الاخر مرحه : اتنيل على جنب بوظتلي جوازتي وعايزني افضل ساكت

_ طب اطلع غير عما اشوف بابا واحكيلكم مرة واحدة

اومأ له رائد يستكمل صعود السلالم بينما الاخر اكمل هبوط السلالم
بعد مدة كان مراد يقف أمام المرآة بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه بعد أن اخبره والده ان أخطأ بحق اية وما كان يجب أن يفعل ما فعله ذلك ولا ان يتهمها هكذا من تلقاء نفسه

صعد السيارة بصحبة ابنته متجها لمنزل اية، التي كانت تجلس كالعادة بشرفتها ترتشف من كوب القهوة شاردة بالسماء تحاول نسيان ما حدث

خرجت من شرودها على صوت إحدى السيارات تصف امام منزلها فلم ترا اي شئ بفعل زجاج السيارة الأسود
الي ان هبط مراد منها وبكف يده تتمسك ملاك تنظر للأعلى مشيرة لها فتوجهت للأسفل تفتح لهم باب منزلها فبادر مراد بالحديث : ازيك يا آنسة آية انا كنت جاي اعتـ...

قاطعته تضع يدها امام وجه تمنعه من استرسال حديثه ومن ثم ضمت زراعيها لصدرها مشيرة للوراء بأعينها : خد بنتك واطلع برة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفاعل..♥️