باندورا في الريف

By autumn_midnights

179K 15K 4.1K

باندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا... More

رقصة السقوط
المنبوذة الخاسرة
الإختناق
غد متعب
مشاعر هجينة
الفضوليين و المسكينة!
ملاحظة من الكاتبة
الأمل يأتي مع الخزامى
إنهيار كبرياء
فوضى المشاعر
صانعة الفوضى...
الخاملة
تهديد
شئ من المرح شئ من الحزن
الغراب
الفيلسوف و دمية البورسلين
تحامل
المرأة التي منحت كل شئ
رحلة فراشة
ملاحظة من الكاتبة
كان الربيع
يا صغيري الحياة لها وجهان!
ثرثرة
زوجة إبليس
الشائعة البغيضة
المواجهة
البحث عن مخلص
الظلم و الإنتقام
ملاحظة شديدة الأهمية من الكاتبة
بعضٌ من الأحزان
ما بعد...
الحنين المر
ملاحظة من الكاتبة
طفلة لا غير
محاكمة
محكمة الظلم
وصية والديه
سندها
الإنعكاس الشنيع
لعبة خطرة
الخيانة
المهزلة
ملاحظة من الكاتبة
كل شئ من أجل لا شئ
فجر الإبن الظال
البراءة، الشك و الذنب
فوضى عارمة
مخاض المشاعر الغريبة
ملاحظة من الكاتبة
الباكية
الأكذوبة
هروب المخلصة بيري
ربيع ساني
البحث
الفتاة الفطر
الإنطباع؟
المسؤولية الحلوة
الملهوفة
الماضي
ذكريات مؤلمة
شئ من الحقيقة
السعادة التي لا تدوم
سندريلا الفقيرة
سارقة البريق المزيف
العودة
تقارب
خيانة متناقضة
أعطها فرصة ثانية
جولات شتوية
الصدف الجميلة
بين اليوم و الأمس
العربة
الفرحة المرتقبة
كونشيرتو السعادة
الفيلسوف الذي عشق دمية البورسلين
الأميرة التي أحبت الغراب
إعلان السعادة
عتاب وحب
لندن مجدداً
في قصر الوحش
خلف الأبواب المغلقة
الإحتراق
مواجهة الأفعى
عقد من الماس
اما الحياة او الحياة
بعد التحية
معركة الورق و الحبر
تلاعب
عرس الشيطان
في المصيدة لغز محير
النعيم
كانت للحكاية بقية
الحب والحرب
الحب والجنون
على أمل
ملاحظة أخيرة من الكتابة

النجدة

1.8K 186 79
By autumn_midnights


هل هذا العقاب الذي ستناله؟ هل هذه النهاية؟ هل هذه هي نتيجة أعمالها؟ كل شرورها ستتحول ضدها، هل يجب ان تودع الدنيا ؟ كانت تشعر أنها كجثة هامدة و هي تشعر باليد الغريبة تقتادها لزقاق بعيد معزول عن هذه الدنيا! و الذي يفعل شئ كهذا لا يريد لها اي خير بالتأكيد، ستموت و لن يبكي عليها أحد، لن تترك خلفها سوى العار،فجأة استوعبت ما يجري من حولها فقد اختلطت خصيلات شعرها بوجهها الملئ بالدموع و العرق،

صرخت و هي تقاوم اليد التي كممت فاهها،  شعرت بأداة حادة على رقبتها و صوت رجولي خبيث يقول
"هل تعتقدين انكِ تستطيعين ان تفلتي دون عقاب أيتها المدللة ؟"
قام الشخص بدفعها على الحائط شعرت بألم شديد فقد ضرب رأسها في الطوب اطلقت صرخة خفيفة بفعل الألم و راحت تصرخ و هي تستعد للركل في الهواء و لكن السكين الذي توجه لوجهها جعلها تخرس راحت تراقب السكين بذعر، و رفعت نظرها للشخص الذي حملها لنهايتها! كان صوته مألوفاً و هيئته مألوفة و في هذا الظلام ميزته تلك الملامح القذرة الخبيثة كيف تنساها ؟ وقفت و قد ابعدت سكينه عن وجهها بعنف و صاحت فيه بقسوة، و قد انقلبت الآية فقد هجمت عليه بغضب: "أيها الدنئ القذر ألم يكفيك تشويهك لسمعتي؟"
ابتسم بخبث و قد استغل هجومها عليه كان مستعداً لتدنيس شرفها فعلاً، كان قد خطط للأمر اساساً، هذه المرة ستكون حقيقة سيضعها في موقف لا تستطيع فيه ان
تنكر الشائعات، فقد تعرض لضرب مبرح بسببها و هذا غير ضربها له، و اخيراً طرده من عمله في المصنع، كان سيفاجئ المحامي القذر و سيضمن جائزته، فقد حلم بالمجد و المال الكثير من خلف هذه العملية.
لم تنتبه باندورا لنيته الدنيئة و لكنه مع ذلك استطاع ان يستعيد سكينه امسك بكتفها بقوة و السكين قد وجهها لوجهها مجدداً
"توقفي عن المقاومة و دعيني انهي عملي بهدوء فالليل في أوله" قال بخبث، و راح يحاول ان يجردها من ثيابها، ليجردها من شرفها، هنا فقط استوعبت ما ينوي فعله فراحت تقاوم، ركلت بقوة و ضربت ما استطاعت ضربه، و لن تعبأ لسكينه و لا لتهديده، و لذلك قام بغرس السكين في ذراعها لتتوقف عن المقاومة و استطاع ان يمزق جزء من ثوبها .  كان يقف كذئب جاهز مستعد للإنقضاض.


و لكنها لا تدري متى شعرت به يبتعد عنها و كأنه ذهب فجأة دون سابق إنذار ابتلعته الأرض او الحيطان او حتى ظلام الليل، هنا فقط انتبهت للظل الآخر الذي سحبه بقوة كانت عاجزة عن الحركة و لكنها انتبهت للضرب الذي تلقاه الرجل القذر من الظل الآخر، استطاع ان يلكمه مرتين و يركله مرة في بطنه،و لكنه هرب كما تهرب الجرذان، رمت بنفسها على الأرض فهي لم تميز الرجل الآخر و لكنها في تلك اللحظة كانت متعبة و بحاجة لتلقط أنفاسها
"هل أنتِ بخير يا آنسة؟"
كان صوته الذي بات بالنسبة لها ادماناً و بلسماً لجروحها، رفعت نظرها له تريد ان تراه جيداً و تكحل ناظريها بوجهه الوسيم لتنسى شئ من همومها ابتسامته تكفيها، و مع ذلك كانت يائسة و محطمة و متعبة و متسخة و ملابسها مبعثرة، كانت تريد ان تراه لتهدئ اقترب منها بهدوء و سألها مجدداً
"هل أصابكِ مكروه يا آنسة دالتون"
رفعت رأسها له و انتبهت انه ليس الطبيب كانت ستكشر عن أنيابها بمجرد ان لمحت تلك العينين السوداوتين و لكن تعبها وقف في طريقها و حاجتها للمساعدة اخرستها فرأسها كان يؤلمها أكثر من ذراعها و قلبها كان ينبض بسرعة شديدة، كانت مستعدة لرفض مساعدته لكي لا يكسر كبرياؤها العظيم و لكنها أساساً اخذت نصف المساعدة
"ان ذراعكِ مجروحة يجب ان نذهب للطبيب" قال بهدوء قلق و هو ينظر لذراعها
رمقته بإنزعاج و كانت مستعدة للصراخ في وجهه و لكن سكتت وجدته ينزع معطفه و بتهذيب و هو يغطيها به، ساعدها على الوقوف،
قال بهدوء:" لا أعرف مع من خلقتي عداوة لتصابي بكل هذا؟"
مجدداً هو يلقي عليها اللوم! يفترض ان كل ما يحصل لها هو بسببها ؟ فلماذا لا يفعل ؟ في نظره هي شريرة و قد صرح لها بذلك دون خجل! انه غبي و سطحي و عينيه لا ترى سوى ما تريد!
رمقته بعنف و كانت مستعدة فعلاً للتشاجر معه، فاساساً لا يوجد لديها ما تخسره، صرخت : "انه عاملك رومان دالاس" و أكملت:" ألم أخبرك من قبل؟ ألم أطلب مساعدتك؟ أنت رددتني يومها، كل هذا بسببك"
نظر لها بصدمة كان سيرد فهو يمتلك كم كبير من التوبيخ لها فبسببها تعرض مصنعه للخسارة و في الأيام الأخيرة كان عليه ان يعمل حتى منتصف الليل ليعوض هذه الخسارة و لكن دموعها و بكاؤها أخرسه، هذا الضعف الذي كان على محياها و بشكل سخيف جعله يتراجع مع انه ليس من النوع الذي قد يتأثر بسهولة بأي مخلوق انه جامد كالحديد الصلب و لكنه في تلك اللحظة لا يدري لماذا أمام دموعها صمت، فهو يحترم آلام الناس دائماً و لكن ليس حينما توجه له الإهانات!.

رمت نفسها على كتفه لا شعورياً، و غرقت في نحيب طويل لا تدري في اي قاع كانت قد حبسته، افرغت كل ما في جوفها، لا تدري كيف فعلت ذلك؟ كيف تجرأت و رمت نفسها هكذا و تنازلت عن غرورها، ولا يدري متى أمسك بها؟ و تنازل ليشفق عليها و أصبح يواسيها كالأحمق، لماذا ضعف أمام دموعها؟ هو كان قد قطع على نفسه وعداً ان لا يشفق عليها فهي لا تستحق الشفقة في نظره، لا تدري سبب شعور الأمان الغريب هذا، ربما لأنها تفتقد أخيها بشكل لم تتخيله، تفتقد حنانه و لطفه، اعتادت ان تختبئ خلف أخيها في طفولتها ان شعرت بالخوف، كان هو سندها من بعد والدها هو من يقف في ظهرها دوماً. يا لها من مثيرة للشفقة فاليوم هي تبحث عن أخيها الذي فقدته بأفعالها الدنيئة عند الغريب، استوعبت تصرفها الغبي رفعت رأسها بهدوء لم تكن تريده ان يشعر بتوترها و انزعاجها، ساعدها على المشي، لم تمانع فقد كانت قد نزفت بعض الدماء و تشعر ببعض الدوار و الصداع يقتلها فهي لم تشعر بالدماء التي راحت تصب من رأسها!

بقيا يعبران الشوارع الهادئة و كأن العاصفة التي قبل قليل لم تحدث، فقد كانت باندورا لا تزال تحت تأثير الصدمة، كان الصمت رفيقهما، كان صوت تنفسها المتقطع يملأ الأرجاء، و لكن اذنها لم تلتقط سوى صوت دقات قلبه المنتظمة، و ذلك بحكم قربه منها فهو كان يساعدها على المشي، هذا الصوت جعلها تسترخي بشكل غريب، وصلا اخيراً لمنزل الطبيب،  طرق والتر الباب عدة مرات حتى فتح الطبيب الباب و هو يحك عينيه بشعره الأشقر المبعثر، نظر لهم بصدمة، و خرجت من فمه :" يا إلهي" و بعدها أكمل و هو يفسح لهما المجال للدخول و قال:" ادخلها بسرعة"
راح الطبيب يفحصها و هي تنظر له براحة، كانت في داخلها بدأت تشعر ببعض التحسن، كانت سعيدة لأنها كانت قريبة من الطبيب فمنظره و قربه كانا كافيان لتشعر ببعض الأمان.
"والت كيف حدث هذا؟" سأله بقلق
"لست متأكد يا جوهان و لكن يبدو انني وصلت في الوقت المناسب" قال بهدوء و هو ينظر لجرحها بقلق من مكانه فقد اتخذ مقعداً في الزاوية  بينما الطبيب يفحصها
نظرت لهم بإنزعاج و قالت بسرعة:" أنا هنا أستطيع ان اجيبكم"
"أنا آسف أعتذر منكِ يا آنسة دالتون ظننت ان التعب قد تمكن منكِ و ليس بمقدوركِ الكلام" قال بلطف و ابتسامته قد رسمت على وجهه الوسيم
"لست بذلك الضعف" قالت بسرعة و هي تدافع عن كبرياؤها المهدور
"حقاً و لكن يبدوا ان ويل دائماً هناك لنجدتكِ" قال الطبيب بضحك
نظرت له بإستغراب و لكن قاطعها كلام الغراب قائلاً:" ما الذي دفع الرجل لفعل ذلك يا آنسة؟ "
نظرت له بإنزعاج و صاحت فيه بتعب:" هل أنت غبي؟! هل نسيت انني جئت و طلبتك ان ترد حقي منه فهو قد..."
توقفت في اللحظة المناسبة فهي لم تكن تريد ان تتكلم أمام الطبيب ثم ان صراخها هذا سيشوه صورتها أمامه
رمقها والتر بنظرة ذات مغزى كان قد بدأ يشعر بتأنيب الضمير فعلاً! فهو قد يكون سبباً من الأسباب فقد طرد الرجل حينما فتحت ويلامينا عينه على الحقيقة! انه عامله السابق يستطيع ان يصل له، عليه ان يوقف الرجل عند حده،
"لا تشغل نفسك بالأمر كثيراً أستطيع الإعتماد على نفسي" قالت بهدوء و كأنها قد قرأت أفكاره
"كأنه سيقف عند هذا الحد انه لن يتوقف" قال و قد بدأ ينزعج من غرورها
"ما دخلك في شؤوني ؟" قالت بإنزعاج
"لا تستطيعين ان تحمي نفسكِ، اليوم كان حسن حظكِ انني مررت من ذاك الشارع و لكن لست موجوداً كل يوم في تلك البقعة" صرخ بإنفعال
"لست لقمة سائغة و أعرف كيف أضع له حد" صاحت بصوت أعلى
"صحيح اذهبي للورد ليزيد الطين بله" صاح فيها و قد تمكن منه غضبه
"آنسة دالتون" قال الطبيب مقاطعاً إياهم، التفتت له بلهفة و هي تنظر له بحماس
"عليكِ ان تبقي في العيادة لدي لمدة أسبوع يجب ان اتأكد ان رأسكِ بخير، اما ذراعكِ فهي بخير تماماً جرحها بسيط" قال الطبيب و هو يبتسم لوالتر و الذي فهم مقصده
نظرت للطبيب بانزعاج و بعدها قالت:" و لكن العمل..."
"لن تستطيعي العمل بهذه الذراع في الفترة المقبلة"قال بهدوء لطيف
نظرت بإستلام و اختارت ان يكون هذا الأسبوع هو فترة إجازتها لترتاح من كل شئ، و الأمر الجيد انها ستبقى في عيادة الطبيب كانت سعيدة جداً بهذا الأمر بالرغم من كل ما مرت به.


————————————————————
مرحباً يا أصدقاء

اتمنى ان ينال الفصل على إعجابكم

هنا مساحة للتعليق

دمتم بود

Continue Reading

You'll Also Like

146K 13.6K 40
بين البحار قُبعَ كنزٌ مجهولٌ سَعى له العمالقة والصغار، طريقه فقط الضياع ! فلا قوياً عاد من رحلة البحث عنه سِوى واستحال مجنوناً او صار من خبر كان ! لك...
8.1K 840 11
«أيا جميلتي، تذكارك حفر نفسه بقلبي قبل أن يخط ذكراه بلوحتي!.» كحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، حكايات أثرية تحوم حولها أتربة الزمان الساحرة، كلماتٌ م...
10.8K 3.3K 38
-أسمعك و أسمع أفكارك الباردة، الا مشاعرك الغامضة و نبضات قلبك. -انا الذي استنجدت الأصم وجوما و هي سمعت صراخي. -كيمورا و كامورا ليسا نفس الشيء عزيزي...
193K 12.7K 66
انقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عيني...