لندن مجدداً

668 67 0
                                    

أنهت كوب الشاي و راحت تتنهد براحة، فقد كانت تستمتع بمساء من مساءات لندن الصاخبة برفقة صديقات لندن"في ماذا تفكرين يا آنسة دالتون"سألت احدى الفتيات"لا أفكر بشيء"ردت باندورا باستغراب"بالتأكيد تفكر بخطيبها الغامض"ردت اخرى بخبث"صحيح أنتِ لم تعطينا اي م...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

أنهت كوب الشاي و راحت تتنهد براحة، فقد كانت تستمتع بمساء من مساءات لندن الصاخبة برفقة صديقات لندن
"في ماذا تفكرين يا آنسة دالتون"سألت احدى الفتيات
"لا أفكر بشيء"ردت باندورا باستغراب
"بالتأكيد تفكر بخطيبها الغامض"ردت اخرى بخبث
"صحيح أنتِ لم تعطينا اي معلومة عنه"سألت الثالثة
"لقد أخبرتكم اسمه والتر وايت" قالت باندورا بخجل
"ما هي مكانته هل هو دوق ام ماركيز!؟"سألت احداهن
"ربما بارون"ردت الأخرى بحماس
"تخيلي ان يكون أمير"قالت الأخيرة
ابتسمت لخيالاتهم، فالأمير كان من نصيب ويلامينا أما هي فنصيبها سيد و بالنسبة لها من أعظم السادة
"انه مالك مصنع" قالت بفخر
نظرن لها بصدمة، و لكن بعدها تلى ذلك حماس و صاحت احداهن:" اذاً انها قصة حب، هل هو من الريف؟!"
"أجل" ابتسمت بخجل
"كم هذا شاعري"قالت بحالمية
نظرت لخاتمها هي الأخرى بحالمية و قد غابت في الحب و تذكرت كيف ودعها و هو يهديها هذا الخاتم كان ذهبي يحمل تصميم يشبه الخزامى، ودعها بعدما طبع قبلة رقيقة على جبينها و هو يقول لها:" اعتني بنفسكِ سأفتقدكِ"
بينما هي اهدته منديل طرزت عليه حرفه و حرفها، كانت هدية معنوية فكرت كثيراً فيها، فلم تتوقع ردة فعله و هو يتأمل المنديل بسعادة فهو فهم انها بذلت مجهوداً و هي تفكر في هدية ذات قيمة فشاركت معه شئ تحبه الا و هو الخياطة.
كان عليها ان تعود للندن، لم يكن الأمر بيدها، فلو عليها كانت تريد ان تبقى في الريف، و لكنها كانت يجب ان تعود لترتب أمورها و زفافها، كانت ستتزوج في الريف، و كما حلمت دوماً ستتزوج مع بداية الربيع و انتهاء الشتاء، كانت صدفة و لكنها صدفة جميلة لم تخطط لها، في تلك الفترة كانت الرسائل هي جسر لوصول و إطفاء الشوق، حتى انها راحت تراسل ويلا التي استنكرت عدم مراسلتها، مع ان باندورا بررت بكل وضوح ان لشهر العسل خصوصية و يجب ان تقضيه مع زوجها و لكن من سيقنعها، ان كان زوجها هو من يشجعها قائلاً:"لا تقاطعي من تحبين بسببي و ارسلي تحياتي لهم".

استقبل أهالي لندن هذا الخبر بالصدمة فأشهر فتيات المجتمع كانت ستتزوج بمالك مصنع عادي، لم يكن له اسم او مكانة مجرد رجل ريفي عصامي شق طريقه بالحياة بصعوبة بالغة، هو لم يكن فقيراً و لكنه ايضاً لم يكن غني، متوسط الحال لأنه يملك هذا المصنع الذي ورثه عن والده. بالطبع لام الكثيرين أخيها فكيف يفرط بجوهرة المجتمع الراقي هكذا، و كأنهم هم سينفعونها، فحينما سقطت كانوا أول المتشمتين، فالقليلين من اقتنعوا بهذا الزواج و من بينهن صديقاتها في لندن، و لذلك دعتهن لهذا الزفاف فهي قد قررت انها لن تدعو الكثير من معارف لندن لأنهم لا يتمنون لها الخير حقاً فقط يبحثون عن القيل و القال !

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now