فوضى المشاعر

2.9K 254 18
                                    

نظرت للسقف بإنزعاج للمرة العاشرة، حاولت ان تعود للفراش و تغطي وجهها لتنام و لكن لا أمل! إنها مستيقظة و لا تشعر بالنعاس ابداً و مع ذلك الوقت لا زال مبكراً انها الثالثة صباحاً!! عادت لنتظر لساعتها للمرة الألف أغلقتها بإنفعال، لتظهر لها صورة المرأة ذ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

نظرت للسقف بإنزعاج للمرة العاشرة، حاولت ان تعود للفراش و تغطي وجهها لتنام و لكن لا أمل! إنها مستيقظة و لا تشعر بالنعاس ابداً و مع ذلك الوقت لا زال مبكراً انها الثالثة صباحاً!! عادت لنتظر لساعتها للمرة الألف أغلقتها بإنفعال، لتظهر لها صورة المرأة ذات الإبتسامة الجذابة في حديقة ما! عينان عسليتان ناعستان و رموش كثيفة، شعر مرتب بلون أشقر فاتح، بشرة بيضاء و خدود حمراء كالفراولة، كانت كالملاك!
"شارلوت دالتون!"
فكرت في نفسها، كانت تعرف الكثير عن والدتها بنفس الوقت لا تعرف شئ، بالكاد تتذكر شكل والدتها لولا هذه الساعة و قد كانت التذكار الأخير الذي يحمل شئ من والدتها، فقد أعطتها اياه بنفسها حيتما كانت في الخامسة، كانت قد نسيت ملامح والدتها و لا تتذكر منها سوى إبتسامتها و رائحة مميزة، تتذكر انها في فترة ما حاولت ان تجد عطر والدتها و لكنها لم تفلح، لم تسأل والدها لأنه كان يتحاشى كل المواضيع التي تؤدي لوالدتها لم يكن يتحدث عنها كثيراً و كلما جاء ذكرها كان يتخلل حديثه الكثير من المرارة، بينما كريستوفر بالرغم من ان ذاكرته بوالدته افضل كونه الأكبر الا أنه لم يتذكر مثل تلك التفاصيل سألته كثيراً عن والدتها كان يجيبها بما يتذكره، فهو كان في ال١٥ حينما ماتت بينما باندورا كانت في الخامسة، ماتت بسبب مرض مفاجئ! كانت دوماً مرحة و نشيطة و مليئة بالحياة، كل من حولها شهدوا بجمال روحها ، كانت خفيفة كالنسيم تترك اثراً لا ينسى على من حولها، كانت متواضعة و طيبة، بالرغم من أنها كانت من عائلة نبيلة ومدللة كونها وحيدة والديها، و مع ذلك نجحت في جعل الجميع يحبها لأخلاقها و لروحها و أولهم كان زوجها!





"ابنة شارلوت اذاً، المسكينة لو رأت حالكِ اليوم لبكت كثيراً"
تذكرت باندورا تلك الكلمات و غلى دمها من الغضب وفي غمضة عين قفزت من الفراش لم تحتمل! كانت غاضبة لدرجة أنها كانت مستعدة لتحطيم المنزل بما فيه، نظرت لغرفتها المتواضعة، كانت تبحث عن شئ لترميه، غضبها هذا متأخر، وقعت عينيها على الشمعدان و راحت و رمته بغضب تلاه صحن حديدي و تلته مزهرية رخيصة مهترئة أفرغت غضبها في مكنونات الغرفة و لم ترتح روحها! ما الذي تعرفة تلك الشمطاء عنها!؟ او عن ظروفها يالها من متطفلة! ليتها تستطيع ان تحرق مشغلها الغبي لتتعلم الدرس.
أعادت نظرها لغرفتها، التي كانت و كأن عاصفة مرت بها و بعثرتها!! كل شئ مبعثر، غرفتها، حياتها و روحها! تشعر بضحالة كل شئ، حتى نفسها لأول مرة في حياتها تشعر أنها لا تحب نفسها، كان هذا شعوراً خانقاً بالنسبة لها.
نظرت للعاصفة بملل
"تباً علي تنظيف هذه الفوضى" قالت بملل
وقفت لتستعد فغضبها الأخير كان بلا طائل، فهي قررت ان تذهب في الوقت المناسب، لتثبت لتلك السيدة التعيسة أنها كفؤ ستجعلها تندم على كل كلمة رمتها عليها !




باندورا في الريفWhere stories live. Discover now