في المصيدة لغز محير

581 55 3
                                    

كان الصباح قد طلع اخيراً، أولى خيوط الشمس، لم تتخيل ان تخرج سالمة، ظنت انها ستموت مع المغيب، مع ذلك جلست هناك بصمت، كان في عقلها فراغ شديد، حالة بين الحقيقة و الخيال قمة الضعف إلى قمة السلام و الهدوء! كان للمكان رهبته و الذي فرض صمته المطبق على ال...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كان الصباح قد طلع اخيراً، أولى خيوط الشمس، لم تتخيل ان تخرج سالمة، ظنت انها ستموت مع المغيب، مع ذلك جلست هناك بصمت، كان في عقلها فراغ شديد، حالة بين الحقيقة و الخيال قمة الضعف إلى قمة السلام و الهدوء! كان للمكان رهبته و الذي فرض صمته المطبق على الجميع اساساً، رعشة سرت بأوصالها، كان هذا أول إحساس بالواقع، أنها موجودة و لم تنفصل عنه بعد، مع ذلك لم يلفت نظرها شئ، لم تفتح فمها بكلمة فقط الصمت رافقها و التزمته صديقاً، لطالما حلمت بمقابلة أسرتها و أصدقاؤها، و لكن الآن هذا الشعور بدى غريباً عليها بعيداً، كان هناك همس من حولها لم تعره اهتماماً
" هل لا زالت ترفض الحديث؟"
"لم تتحرك من مكانها منذ ساعات و نحن اساساً طلبنا أهلها "
" بصراحة ما عاشته ليس ببسيط"
"صحيح و لكننا بحاجة لأقوالها لننهي الأمر"
"هل وجدتم الرجل؟"
"لقد جهزنا الكمين و أنا واثق اننا سننهي أمره قريباً"

هنا فقط فتح الباب على استعجال، و كأن عاصفة باردة هبت في المكان، دخل الماركيز و خلفه زوجته، الفزع و القلق و الشوق، هذه المتناقضات رافقت وجوههم، تكلم كريستوفر بقلق و هو يسأل عنها
"إنها بخير فقط اهدأ فلا أنصح ان تدخل عليها و انت بهذا القلق"
"و لكن يا سيدي انها أختي و هي عانت" ود كريستوفر بقلق
"أعلم يا ماركيز دالتون اتبعني" قال المحقق بهدوء و هو يحاول ان يتدارك الأمر
دخل عليها معه جيزيل، كانت تجلس هناك بفستان أبيض، و شعر مبعثر و بقايا ورود في شعرها! فارغة و كأنها نست روحها في مكان آخر! اعتصر قلبه، وصية والديه ها هي تعاني مجدداً، و هو لم يستطع انقاذها مبكراً
"باندورا" صاح بخوف و هو يجري ناحيتها
رفعت رأسها و اخيراً كانت هذه أول ردة فعل حقيقية، ذاك الشعور الموحش تحول لدفء، ذلك الشوق و البحث عن الأمان كله تحطم في هذه اللحظة، وقفت و هي تجري ناحيته ترمي نفسها عليه، علمت أنها الآن بخير فعلاً انها لا تحلم هذا هو الواقع! انها ليست غائبة، انه أخيها السند والحماية انه أخيها الذي يخاف عليها من هبة النسيم ، كيف حصل كل هذا؟ كيف فشل مجدداً في مساعدتها؟ وجدها تبكي، معه بكى شعور ذنبه، بكت كثيراً و لم تتوقف الا حينما رأت جيزيل و التي ركضت ناحيتها هي الأخرى و احتضنتها و هي تربت عليها و هي تقول بحنان:" لا بأس عليكِ أنتِ في أمان الآن" كانت بحاجة لكل احتواء في هذه اللحظة لم تكن تريد ان تفوت أحد، أرادت ان تكسر شوقها مع الكل

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now