على أمل

974 86 29
                                    

وسط القطن، الأجهزة و خرير الماء، غاص بين أوراقه برتابة كان مشغول حتى أخمص قدميه! حتى انه لم يشعر بنسيبه الذي دخل للمكتب و هو يراقب انغماسه بالعمل"هل أنت مشغول لهذه الدرجة؟" سأل الطبيب يوهان بإنزعاج"لقد تسلمت طلبية كبيرة و مهمة كما ترى و قد تضمن لي...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

وسط القطن، الأجهزة و خرير الماء، غاص بين أوراقه برتابة كان مشغول حتى أخمص قدميه! حتى انه لم يشعر بنسيبه الذي دخل للمكتب و هو يراقب انغماسه بالعمل
"هل أنت مشغول لهذه الدرجة؟" سأل الطبيب يوهان بإنزعاج
"لقد تسلمت طلبية كبيرة و مهمة كما ترى و قد تضمن لي مسألة ذلك المحل الذي أخبرتك عنه فالتعامل مع تجار القماش بات متعب " قال والتر و قد انغمس في أوراقه
"متى عدت من لندن؟" سأله
"فجراً" قال بهدوء
"يبدو انك جئت لهنا مباشرة" قال الطبيب بإستهجان
"أجل انه أمر مستعجل يجب ان أرسل نقاط الإتفاق للطلبية سريعاً لأتسلم المبلغ" قال والتر و هو يحاول ان ينهي عمله
"انت تعلم انه يوم الأحد ان عمالك ليسوا هنا حتى" قال صديقه
"كما أخبرتك الأمر مستعجل"
"لو أخبرت ويلا بفعلتك.." قال يوهان بسخرية
"أرجوك لا تفعل لا نريد ولادة مبكرة" قال والتر ليرد له سخريته و أكمل و هو ينظر له بإستغراب:" ما الذي تفعله في هذا الوقت المبكر اساساً؟"
"حالة طارئة لمريض" قال الطبيب ببساطة
"اذاً حالك ليس أفضل من حالي" قال والتر بسخرية
"على ما يبدو" قال الطبيب و هو يتنهد و أكمل
" كنت في طريقي للمنزل، فانتبهت لمكتبك مضاء" قال صديقه
"شكراً لزيارتك" رد والتر بابتسامة خفيفة
"يجب ان أغادر فعيناي بالكاد مفتوحتان" قال الطبيب بمرح و وقف و هو يهم بالوقوف
" اساساً أنا سأغادر قريباً فأنا يجب ان أعود للمنزل" قال والتر و هو ينظر لساعته التي كانت تشير للثامنة صباحاً. خرج صديقه و في نصف ساعة كان دوره للخروج، أغلق أوراقه، و خرج و كانت وجهته مكتب البريد و الذي كان يفتح لوقت أقصر في الإجازات سلم أوراقه المهمة، و أكمل طريقه حتى وصل للممر العشبي كان يشعر بالتعب الشديد و النعاس، كانت زيارته للندن هذه المرة متعبة، تنفس هواء الصيف الجاف و قد عبأ اذنه صوت الهواء و هو يعاكس أوراق الشجر و أصوات الحشرات الغريبة و الطيور، لامست أنفه رائحة مميزة، كان دائماً يميزها بها، فالخزامى كانت تذكره بها، امتلأ صدره بها، مهما مر الوقت فهو كان يعلم انها ستبقى كما هي تكبر في عينيه ، يتذكر قبل سنة عند الخزامى أخبرها انه سينتظرها مهما طال الزمان و انه رهن إشارتها، داعبت خياله تلك الذكريات و جعلته سعيداً بالرغم من تعبه، حتى ذكرياته معها في لندن كانت هي من ساعدته لينهي رحلته تلك دون ان يشعر بالوحدة. لاحق رائحة الخزامى حتى التقى اخيراً بمجموعة لا يستهان بها من هذه الزهور، ابتسم و هو ينظر لها و يشتم عبقها


باندورا في الريفWhere stories live. Discover now