فتـاة الجـيش-K.TH ⁦✓

By Pinky_____S

739K 61.8K 104K

فمٓا أنا سِوى بشرٌ من التّرابِ خُلقت ، ومِن المّاء إرتويتُ و مِنٓ المصيِرِ أخذت ، لكن ما يثنِينيِ هو أنّني من... More

تٓـقريـِر
001
002
003
004
005
006
007
008
009
010
011
012
013
014
015
016
017
018
019
021
022
023
024
025
026
027
028
029
030
031
032
033
034
035
036
037
038
039
040
041
042
043
044
THE END
Special part

020

13K 1.2K 1.5K
By Pinky_____S

🌺🌺🌺🌺

مع كلِّ إبتسامةِ شخصٍ نقيّ !..هناكٓ زهرةٌ تنبت !
إذن إبتسموا ليصبحٓ العالمُ أجمل !

🌺🌺🌺🌺

وقف جميعهم من مجلسهم في لمح البصر عندما دلفت الممرضّةُ ذلك الرّواق مع إبتسامةٍ لطيفةٍ في ثغرها مبادرةً في حديثها :

"السّيد سوبين بخيرٍ..لكن هناك حروقٌ بليغةٌ في جسدهِ..سندرسُ حالتهُ لنرى إذا ستشفى الآثار أم لا..أستأذنكم"

إنحنت نهايةٓ حديثها وغادرت بصمتٍ ليلتفت جميعهم لتايهيونغ الذّي رفع حاجبيهِ من نظراتهم التي تخترقهُ..

"ماذا أيضاً !..أقسمُ أنّني لم أكن أعلم !"
صرخ متذمراً بينما يتمسّك بيد وويون التي مسحت دموعها المتناثرة على وجهها بخشونةٍ متجاهلةً تحديقات جينيونغ الثّاقبة بها ..

نفخت أونسون الهواء من بين شفتيها وإستقامت من مجلسها حاملةً سترتها العسكريّة...إنحنت لذلك العجوز شوا الذّي إبتسم لها بدفئٍ وهمّت بمغادرة الرّواق لولا صراخ ذلك العقيد بها :

"كانغ أونسون !..إلى أين ؟!"

"إلى الجحيم...هل تريد الذّهاب معي ؟؟"
بإبتسامةٍ متهكّمةٍ ساخرةٍ أجابته جعلت من جينيونغ وذلك العجوز يقهقهان خفيةً عن ذلك العقيد الذّي زمّ شفتيه بغضبٍ عندما غادرت أونسون الرّواق..

"تايهيونغ...اللّيلة يريد الأكبر مقابلة كليكما في منزلهِ..للتّحدثِ "
تحدّث شوا بعد مدّة من الصّمت محدثاً تايهيونغ بينما يشير لكلٍ منه وويون التي تتكئ برأسها على كتفهِ..

إكتفى تايهيونغ بالإيماء بهدوءٍ بينما يحاول تفادي نظرات جينيونغ الذّي غادر الرّواق مباشرةً تاركاً ثلاثتهم ..

وقفت أونسون أمام نامجون الذّي ركض ناحيتها بلمح البصر ما إن رآها متسائلاً عن حالة الأصغر وهي إكتفت بقولِ :

"إنّه بخيرٍ نامجون..هيّا لنعد للمعسكر سريعاً حتّى نهتمّ  بما حصل هناك من خسائر"

~•~•~•~••~•~

"أفلتني !.."
صرخت بعينيها الزّجاجيةِ بينما تسحب يدها بعنفٍ من قبضةِ جين الذّي أفلتها مباشرةً وملامح الصّدمة إعتلت وجههُ..

تارةً ينظر لها وتارةً ينظرُ لذلك الطّفل الذّي تمسّك بثوبِ والدته خوفاً..

"هل وبالصّدفة رأيتكِ منذ أن وطئت اليونان ؟؟"
تسائل بوجهٍ خالٍ من الملامح لتشيح بوجهها محاولةً الذّهب لكنّه أمسكها مجدداً بينما قد علت ملامحه الجديّة متحدثاً :

"أخبريني..حالاً"

"كـ-كنتُ على وشكِ الذّهابِ للمطار لديّ رحلة"
فسّرت وعضّت على شفتيها بقهرٍ عندما سحب الطّفل من خلفها متمعناً ملامحه بينما نبضاته تضربُ في صدرهِ بعنفٍ..

"هـ-هل هذا إبنكِ ؟؟"
تسائل رافعاً رأسهُ حتّى يتمعّن وجهها وملامحها المتوتّرةٓ بوضوحٍ .. طالت المهلةُ وهي فقط تنظر بالأرجاء محاولةً النطق لكن لسانها يعجز عن نبس الكلمات !

"أ-أجل إبني"

همهم جين متفهماً وأفلت الطّفل الذّي شدّ يده على كرتهِ وعاد متراجعاً للخلفِ مختبئاً ..

"هل تعرفين منزل تشانيول هنا ؟!..أريد مقابلتهُ"
غيّر الموضوع مباشرةً عندما تشنّجت الأجواء بينهما لتومئ مبتسمةً بتهكّمٍ ممّا جعلهُ يعقد حاجبيهِ بشكٍّ خفيةً ليسترسل مع إبتسامةٍ لطيفةٍ :

"إذن يمكنكِ مساعدتي صحيح ؟!..من فضلكِ"

أومئت برأسها مؤيدةً لطلبه وسارت بخطواتها أمامه وقد لحقها بينما يشدّ بقبضته على الحقيبة فوق ظهره وكلّ الأفكار والإستفسارات تجمّعت برأسهِ !

بعد مدّةٍ من السّير وقفت هي وسط الطّريق ليقف خلفها وجذب إهتمامه ذلك الرّجل الذّي يقف خلف سيّارته واضعاً أمتعتهُ ونظّراةٌ شمسيةٌ فوق عينيه زادته وسامةً مع لباسه الرّياضيّ الأسود وقامته المثيرةِ..

أخذ جين نفساً عميقاً مع إبتسامةٍ غبيّةٍ عندما أدرك أنّ الذّي أمامه يكون أخوه !..

لم ينتظر بعد !..بل ركض بسرعةٍ وقفز متعلقاً برقبة الأطول وتشبّث بقدميه حول خصره متحدثاً بسرعةٍ :

"تشاني ! تشاني ! تشاني !..إشتقت لك أيّها الزّرافة !..لقد إشتقت لك لدرجة أنّني صرت أتحدّث مع الجدران "

تذمّر تشانيول بصوتٍ طفوليٍّ عندما شعر بالإختناق والتفاجئ بسبب جين الذّي لا يزال متعلقاً به من الخلف غير تاركٍ المجال له حتّى يراه ويدرك هويّته !

"مهلاً !..أفلتني !..من أنت ؟!"

"أنا حزين !..أنا شقيقك الأصغر الذّي كنت تتشاجر معهُ يومياً. على جهاز التّحكم الخاصّ بالتّلفاز.."
صمت جين قليلاً مشدداً ذراعيه على رقبة تشانيول الذّي إبتسم بدفئٍ ما إن أدرك هويّته وسرعان ما إسترسل جين بدراميّةٍ :

"أنا الشّخص الذّي كان يناديك داروين خاصّتي وتناديه غامبول خاصّتك.."

"جين !..حسناً إنزل لا أستطيع التّنفس !"
تذمّر تشانيول ضاحكاً بينا يضرب جين على قدميه الملتّفة حول خصره..

وسرعان ما نزل جين على الأرض ليستدير الأطول له بينما قد لمعت عيناه حزناً وسعادةً في الآن ذاته برؤية شقيقهِ الأصغر .. !..بالرّغم من فارق العمر بينهما الذّي يكون سبعة سنواتٍ كاملة لكنّه كان الأحبّ لقلبهِ..

إرتدّ جسد جين للخلف عندما عانقه تشانيول ماسحاً على شعرهِ محاولاً عدم البكاء !..سنواتٌ عديدةٌ تمّ تفريقه فيها عن أخيه المفضّل !..

"إشتقت لك غامبول خاصّتي"

"أنا أيضاً داروين خاصّتي أيّها الزّرافة..لقد إزدت طولاً..ما أحوال الطّقس اليوم ؟!"
سخر جين ما إن فصل كلاهما العناق ليقهقه تشانيول وضرب كتف الأصغر متذمراً بإسمهِ..

متناسين تلك التي قد باشرت بالبكاء بالفعل !..ممسكةً بطفلها الذّي يناديها مراراً بنبرةٍ حزينةٍ ما إن لاحظ دموعها..

إستدارت على وشك الذّهاب لولا صراخ جين بإسمها مانعاً إيّاها جاذباً إنتباه تشانيول الذّي قضم شفتبه بتوترٍ !

هو يظنّ أنّ جين سيعلم الآن بأمر ذلك الطّفل الذّي يكون إبن تايهيونغ كما يعتقد !

"لا تذهبي !..إنتظري!..أريد أن أتحدّث معكِ"
إستدرك جين ممسكاً بذراع تشانيول بينما يحدّق كلاهما في ظهر شينهاي التي إستدرات لكليهما بعد أن مسحت دموعها بخشونةٍ بكمّ سترتها وأومئت بسرعةٍ لتخطو ناحيتهما !

ثلاثتهم !..

يجلسون في ذلك المقهى البسيط في ساحةٍ كبيرةٍ من ساحات اليونان العتيقةِ !..

جين يأكل الكعك ويحتسي كوب قهوته بشراهةٍ كمن لم يأكل لأيّامٍ..متجاهلاً تحديقات شينهاي وتشانيول وحتّى ذلك الطّفل به !..

حشر جين الكعكة كاملةً في فمهِ ليتحدّث بصوتٍ مكتومٍ :

"ياإلهي !..طعمها لذيذٌ للغاية !..تبدو كطعم البيض و البطّيخ..كما أنّ القهوة غريبٌة قليلاً.."

قهقه تشانيول معدلاً نظّاراته الشّمسيّة بينما شينهاي قد أمسكت بخصر طفلها متحدّثةً له :

"إذهب للعب مع الأطفال في ذلك المنتزه صغيري"

قفز ذلك الطّفل بحماسٍ وركض للعبِ تاركاً ثلاثتهم على إنفرادٍ ليبادر جين بالحديثِ :

"إذن..سأسأل من دون مقدّمات...إذا كان ذلك الطّفل طفل شينهاي..فمن الوالد إذن ؟!"

"إنّـ..في الواقع....."
توتّرت شينهاي في حديثها بينما تحدّق في أصابعها الموضوعة على الطّاولة قبل أن يقاطعها تشانيول فجأةً متحدثاً :

"إنّه إبني أنا "

علق الطّعام في حنجرة جين الذّي سعل بشدّةٍ بينما شينهاي قد شهقت بصدمةٍ شديدةٍ محدقةً في تشانيول الذّي همس لها خفيةً :

"فقط دعيني أتولّى الأمر"

أومئت مشيحةً بوجهها و حدّقت عالياً حتّى لا تنساب دموعها !..

هو الآن قد تحدّث بغية إنقاذها من هذا الموقف !..معتقداً أنّه قد كذب بشأن هذا الموضوع حتّى يساعدها !..غير مدركٍ الحقيقة التي تسري تحت رماد كذبته !..بكون كلّ ما قاله صحيحاً !..وهو إبنه بالفعل !

إحتسى جين المياه وإستعاد أنفاسه مستدركاً بملامح مستنكرة :

"هل تمزح ؟ ألهذا السّبب هرب كليكما معاً من كوريا ؟؟ ..كليكما خان تايهيونغ بجدارة !..و حضرتك تشانيول تستعرف بهذا بكلّ جرأةٍ ؟!"

وجهّ حديثه الأخير لتشانيول الذّي زمّ شفتيه ونزع نظّاراته الشّمسية مدلكاً ما بين عينيه بسبب تعب عقلهِ من شدّة التفكير المتواصل وكان على وشكِ الحديث لولا حديث شينهاي الذّي بدر :

"جين !..هذا كان شيئاً من الماضي..ولا أحد ينكر كون طفلي إبنه..هو بارك دو يانغ"

شعرت بشيئٍ ينزاح عن كاهلها عندما نطقت بتلك الجملة التي لطالما أرادت نطقها على مسامع تشانيول حتّى تعترف بكون الطّفل يكون منه ومن لحمهِ هو !

نظر لها تشانيول مستغرباً جديّتها المفرطة !..فهمهم جين بتفهّمٍ وحشر بقيّة الأكلِ في فمه مستمتعاً بينما ينطقُ ضارباً الطاولة:

"رُفعت الجلسة..هيّا لنواصل الأكل...أخيراً أصبحت عماً !.."

رفع كليهما حاجبيهما بسبب تقبّله السّريع للموضوع مراقبين جين  راقص كتفيه كتفيهِ ونظر خلفهُ منادياً :

"ياأيّها الطّفل تعال !..تعال إلى عمّك !..ياحبيب عمّك تعال !"

ركض ذلك الصّغير ناحيته بحماسٍ ليحاوط جين وجهه ضاحكاً بسبب أسنانه الأرنبيّة التي ظهرت وكلٌّ من تشانيول وشينهاي يحدّقان بهِ بتوترٍ شديدٍ !..

"أنا عمّك جين حسناً ..أنا الأذكى في هذه العائلة !..أتعلم أنا الوحيد المتخرّج بين إخوة والدك جميعهم..حسناً جينيونغ أيضاً متخرّج..لكن أنا أفضل!..لا داعي للجلبة !..فقط نادني الوسيم العالميّ وسأحبّك"

~•~•~••~••~•~•~

"كيف تشعرُ الآن ؟!..في أيّ وقتٍ قد يسمح الطبيب لأهلكٓ برؤيتكٓ"

إستدركت تلك ذو النّظرات الطّبيةِ لذلك الذّي ينظر للنافذةِ بينما ظهره مقابلٌ لها بالضّمادات التي تحيط جسده رافضاً تماماً رؤيتها له !..

"لا أريد لأحدٍ أن يراني..أريد الذّهاب من هنا وحسب..للأبد"
تمتم بصوتٍ تملئه البحّة الشّديدةُ بسبب صمتهِ طيلةٓ الوقتِ لتتنهّد آيري بحزنٍ شديدٍ وخطت ببطئٍ وإنتصبت أمامه محاولةً جعله ينظر لها !..

لكنّه دفع جسدها برفقٍ بواسطة يديه الشّبه سليمةٍ مستنكراً :

"هل تريدين تلويث بصركِ ؟!..إبتعدي !"

تعالى صوته تدريجياً لكنّها لم تستسلم !..بل نزلت لمستوى جلسته و ضمّت يديها على قدميهِ محدقةً فيه عن كثبٍ بينما هو يشيح بوجهه شاتماً إيّاها جهراً..

"سوبين !..هيّا !..توقّف عن قول هذا !..أو سأغضب منك !.."
بصوتٍ لطيف نهرته بينما تضرب ركبته بكفّ يديها بخفّةٍ ليحدّق فيها لجزءٍ من الثّانية ونفخ الهواء مبعداً أنظاره مجدداً..

"جيون آيري !..أخبرتكِ أن تبتعدي حالاً !..من فضلكِ !"

"أريد أن أبقى هكذا وأتمعّن الجمال !..هل تمانع ؟!"
أضافت بسرعةٍ بينما قد وضعت إبتسامةً لطيفةً على محيّاها معدلةً نظّاراتها على عينيها وأبعدت غرّتها لينظر لها فاتحاً ثغره بسبب ماقالته !..

وكلّ ما يجول في ذهنه !..

كيف لها أن تقول أنّها تتمعّن الجمال !..بينما وجهه الأيمن وجبينه مشوهٌ بالكامل ؟!

"هل تفعلين هذا بدافع الشّفقة ؟!"
تسائل بإنزعاجٍ ورمش مراراً بصدمةٍ عندما صفعت شفتيه بيدها ناهرةً إيّاه :

"توقّف عن قول تلك الكلمة أو أقسم لكٓ أنّني..."

لم تنهي جملتها لأنّها صمتت مفكّرةً في تهديدٍ صالحٍ ممّا جعله يقهقه لوهلةٍ على ملامحها المضحكةِ تلك..

"أحسنت واصل الإبتسام !..أتدري أنّ هناك زهرةّ قد نمت في مكانٍ ما من الأرض بسبب ضحكتك هذه "

تحدّثت مبتسمةً بعينيها بينما ترمش مراراً مستندةً على ركبتيه لينظر لها وقد إختفت إبتسامته بخجلٍ من حديثها !...

"آيڨو !!..سوبيني اللطيف !.."
إنتحبت بطفوليّةٍ وقرصت بطنه ليقهقه مجدداً مسبباً تزايد إنتحابها على لطافته بسبب ضحكاته التي تعالت !

"حسناً !..حسناً توقّفي !..سوف تنبت حديقةٌ كاملةٌ بسبب شدّةِ ضحكي !"
تمتم بينما يأخذ أنفاسهُ التي هربت بفعل ضحكه ممّا جعلها تتراجعُ ووضعت يدها على جبينها تقوم بتحيّة الجيش متحدثةً بجدّيةٍ مزيّفةٍ:

"حاضر حضرة الجنديّ الصّغير !"

زمّ شفتيه وأومئ لتعلوا الجديّة ملامحه بريبةٍ ممّا جعلها تحدّق فيه متسائلةً عن سبب عبوسه المفاجئ هذا !..وكانت على وشك المبادرة والإستفهام لكنّه طلب متحدّثاً :

"آيري..هل يمكنني أن أعيش معكِ ؟!..أقصد .. أبقى لمدّةٍ حتّى تشفى جزءٌ من إصابتي الشّنيعة هذه..وسأدفع الإيجار معكِ..و.."

لم ينهي ما بادر بهِ لأنها أومئت بحماسٍ متحدّثةً :

"أجل أجل أجل !..بالطّبع أقبل !..ولا داعي لدفع الإيجار فهو منزلي بالفعل !..وأيضاً يمكنك العيش معي للأبد !..أنا حتماً أشعر بالوحدة بعد مغادرة أخي لليونان..أتخيّل أشباحاً وأشياء مخيفة !"

كانت تتحدّث بسرعةٍ وحماسٍ مفرطٍ جعل سوبين يضحك بعدم تصديقٍ على هذه الممرضّة النشيطة والثّرثارةِ !..

لم يدرك أنّه تناسى الهمّ الذّي على كاهله للحضاتٍ بسببها وتناسى جروحه وتشوّهاته وركّز على كلماتها!..

هي ساندته !..ليس شفقةً !..بل حماساً و حباً أخوياً بصديقها القديم هذا !..

؟؟

~•~•~••~•~•~•~•~

أحاط كفّ وويون عندما بلغ قصر ذلك العجوز ذو الأسنان الذّهبية !..

متسائلاً مراراً عن سبب طلبه لكليهما معاً !..

وويون كانت تحدّق في الأرجاء بغباءٍ بسبب كِبر حجمِ القصرِ !..بينما تطلق أصواتاً غريبةً من فمها ما إن لاحظت حسن طلّة منزلهِ العملاقِ !

دلف تايهيونغ للدّاخل حيث تلك القاعة العملاقة لتشدّ وويون على كفّ يديهِ ما إن لاحظت ذلك العجوز الأكبر الذّي صفّق بيديه بحماسٍ وهو يجلس على كرسيّه أمام الطّاولةِ..

"وااه !..بطلي تايهيونغ و وويون قد شرّفوا !"
صرخ العجوز بصوته الأجشّ ليبتسم تايهيونغ بسخريةٍ تامّةٍ خفيةٍ بينما وويون لا تزال تنشر نظراتها بالأرجاء كالأبله تماماً !..

جلس ذلك العقيد المتجهّم الملامح أمام العجوز على الطّاولةِ لتأخذ وويون مكانها بجانبهِ بينما تفرك يديها في بعضهما عاقدةً حاجبيها بإبتسامةٍ متهكّمةٍ .. !

"إذن حضرة الأكبر !.. حدّد سبب طلبك !"

إستدرك تايهيونغ ليقهقه المعنيّ بصخبٍ بينما يحدّق في الخدم الذّين يضعون الأكل على طول الطّاولةِ تلك مجيباً إيّاه :

"لنأكل أولاً !..ثمّ نتحدّث على مهلنا !..رويداً رويداً سنتّفق !..أليس كذلك وويون صغيرتي ؟!"

سأل تلك المتوترّة نهاية حديثه لتومئ هذه الأخيرة بإبتسامةٍ خفيفةٍ بينما قد وضعت يديها على خاصّة تايهيونغ أسفل الطّاولةِ ليشدّ هذا الأخير على خاصّتها حتّى يطمئنها قليلاً..

"ليس كذلك حضرة الأكبر !..لديّ ثكنةٌ ومترّبون بين يديّ !..يجب أن أعود هناك !..أظنّك تعلمُ بما حصل لسوبين !"

"أجل !..أعلم !!..أتمنّى سلامته !..فلا دخل لهُ بكلّ القصّة هذا المسكين"
أجاب ذو الأسنان الذّهبية مبتسماً بشرٍّ لتعقد وويون حاجبيها متسائلةً بهمسٍ:

"مالذّي يقصدهُ؟!"

"لا شيئ ..لا تكترثي .. إنّه مجرّد هذيان عجائز"
أجاب تايهيونغ وقهقه بخفّةٍ لتومئ ضاحكةً خفيةً مسببةً نظرات ذلك العجوز الذّي حدّق في كليهما وإبتسم بشرٍّ متحدثاً :

"يا عصافير الحبّ !..أنا هنا لأخبر كليكما بخبرٍ جميل !..لي ولكليكما !"

"نحن نستمع لك !"
تمتم تايهيونغ بينما قد عقد ملامحه بتجهّمٍ شديدٍ مستمعاً للكلمات التي خرجت من ثغر هذا العجوزِ :

"إذن !..أعلمُ كم !..تحبّانِ بعضكما أليس كذلك ؟!..لذلك قررّت القيام بحفلةِ زواج رسميةٍ لكليكما الأسبوع القادم !.."

صمت قليلاً متمعناً ردّة فعلهما !..حيث تايهيونغ الذّي عضّ شفتيه بغيضٍ و وويون التي راقصت قدميها أسفل الطّاولة بسعادةٍ شديدةٍ !..لكن عندما واصل حديثه جعل صدمتهما تتزايد ! ..

"وسوف أعقد قراني مع كانغ أونسون المتمرّدة التي أخذت قلبي في نفس يوم زواجكما !..بذلك نكون ضربنا عصفورين بحجرٍ واحد !"

"ماذا !!!!!"
صرخت وويون وسعلت بشدٌةٍ عندما علق لعابها في حنجرتها ساحبةً كوب المياه حتّى تزدرد منهُ ملتقطةً أنفاسها !..

بينما تابهيونغ قد تعالى صدره وإنخفض بعنفٍ شديدٍ لا يوصف وقبض على يده وويون التي بين كفّه بشدّةٍ مسبباً تأوّهاتها !..

حدّق في ذلك العجوز بحدّةٍ ونظراتٍ قاتلةٍ قبل أن ينبس ببرودٍ عكس الحرائق في داخلهِ :

"هي لم تقبل الزّواج على حسبِ علمي ألي كذلك حضرة الأكبر ؟!"

"بلى !!..لقد قبلت !..وإن أردت التّأكد !..يمكنك سؤالها وجهاً لوحه !"

قهقه العجوز ساخراً جاعلاً من وتيرة غضب ذلك العقيد تتزايد وأفلت يد وويون مستقيماً من جلستهِ وغادر القاعة تاركاً حبيبته التي نظرت لذلك العجوز بتوترٍ قبل أن تستقيم من مكانها منحنيةً لهُ وغادرت خلف ذلك الغاضب الذّي يتوعّد سراً لتلك !..

~•~•~•~••~•~•~•~

"هذا آخر كلامي أونسون !"
تمتم جدّها بنظراتٍ قاتلةٍ بينما يلملم أغراضه الطّبيّة في غرفته مرتباً إيّها متفاديا تلك التي رصّت على أسنانها بغضبٍ شديدٍ..

"لكن !..جدّي !..أهذا عقابٌ لي !!..لا أريد أن أتزّ ج ذلك العجوز !"
صرخت بشدّةٍ حتّى إحمرّت بشرةُ وجهها ليحدّق فيها جدّها بتجهمًٍ وترك ما بيده من معدّات ومشى ناحيتها ممسكاً بذراعها بعنفٍ..

"أونسون !..من الذّي يتجرّأ ويرفض أوامر الأكبر !..ببساطةٍ ..يموت"
هسهس بينما يحدّق في أعين حفيدته بضعفٍ !..ليس من إرادته القيام بذلك إطلاقاً !

"حسناً جدّي !..لطالما أنت راضٍ عنّي سأفعل ما تطلبه..فقط لا تغضب منّي أرجوك"
همست وحشرة رأسها بصدرهِ ليمسح على شعر رأسها البسيطِ بحنانٍ بكفّ يدهِ الخشنةِ محاولاً أن يبثّ الحنان بها..

"آسف صغيرتي لم أقصد ضربك ذلك اليوم..كنت غاضباً"

"لا باس..لكن !..ماسبب خوفك منه لهذه الدّرجة أبي !..أنا حتماً أجهل هذا !"

"قصّةٌ طويلة..لا تشغلي بالكِ بها .. همم ؟!"
أجاب بنبرةٍ حنونةٍ وقبّل فروة رأسها قبل أن يبعدها عنه محيطاً وجهها مسترسلاً :

"والآن عودي لعملكِ..وإرفعي رأسي فخراً..ولا تنسي أنّك ستصيرين رسمياً زوجة الاكبر بعد ستّة أيامٍ"

~•~•~•~•~••~•~•~

كانت تسير بإنزعاجٍ في السّاحةِ بينما تشتم مراراً وتكراراً بصوتٍ عالٍ محدقةً في عمّال البناء الذّين يرمّمون مكتب تايهيونغ المحترق والرّجال الذّي يتدرّبون وبعضهم مستلقٍ على الأرض الخشنة مطالباً براحةٍ !..

كانت ستباشر بالرّكض حتّى تتجاهل أفكارها !..فجأةً شعرت بشيئ مؤلوفٍ بين قدميها لتتسع عينيها متوقّفةً عن ركضها ولعنت مراراً !..

هي في أسوءِ فترةٍ من شهرها !..والأسوء هو كيف ستقنع العقيد بأنّها لا تستطيع التّدريب اليوم ؟!

وبذكر هذا الأخير !..هو قد دلفٓ المعسكر بينما قبّعته أسفل إبطهِ وسار بطول السّاحةِ ليركض الجميع مصطفّينن بنظامٍ أمامه..

جال بعينيه بحثاً عنها !..محاولاً إيجادها !..

هي كانت تسير بسرعةٍ محاولةً دخول الحمّام لولا صراخه بإسمها جعلها تتوقّف عن سيرها شاتمتةً إسمه مراراً وتكراراً وإكتفت بوضع سترتها على خصرها وركضت بخطواتٍ بسيطةٍ لتقف بين حشد الرّجال في الصفّ الأماميّ أمام أنظارهِ !..

"سنبدأ التدرّيبات المسائية حالاً !..كما تعلمون هناك جزءٌ منكم سيلتحق بمعسكرات مغايرة لهذا في كوريا بعد أن تلقّى الرّسالة الحكوميّة..لهذا يجب تكثيف التدريبات قبل إنتهاء المهلةِ.."

صمت في حديثه العالي و سيره ذهاباً وإياباً أمامه متوقفاً قبالة أونسون التي نظرت لهُ مستفسرةً قبل أن يبادر بحديثهِ رافعاً صوته :

"أماّ قبل أن نبدأ التدريب !..كانغ أونسون !..قومي بأربعين حركة ضغطٍ أمامي على الأرض..وأيّ خطأٍ سيزيدُ من حدّةِ العقاب..وهذا لأنّك غادرتي الثّكنة وثملتي مخالفةً أوامر ثكنتنا"

الجميع قد حدّق فيها من دون إستثناءٍ !..بسبب غضب العقيد الفادح تجاهها !..غضبه هذا لا يكون سوى في أشدّ الحالات سوءً في ثكنته !..وهاهو الآن يوجهه لهذه المتدرّبة في ثكنته !..

رفعت أونسون رأسها حتّى تنظر لهُ ورمشت بثقلٍ وضجرٍ بسبب نظراته الحادّةٍ متحدّثةً بهدوءٍ :

"لا أستطيع "

"بلى !..أنا لا أطلب رأيكِ !..أنا آمركِ..حالاً..ولا تختبري غضبي !"
صرخ حتّى أوشك خلقه على النزّيف لتغلق عينيها بعنفٍ وشدّت قبضتها على ربطة السّترة متقدمةً لوسط السّاحة !

هي في دورتها الشّهرية وتحرّكاتها ستكون بطيئةً ولا سيما الدّماء التي ستظهر على بنطالها لو تحرّكت ولو قليلاً !..

"لا أستطيع"
أضافت بنبرةٍ باردةٍ وملامح متجهمةٍ ومنعقدةٍ ليسير ذلك العقيد ناحيتها ساحباً رأسها للخلف محدقاً في وجهها القريب صارخاً حتّى برزت عروق ذراعه :

"قلت ستفعلين ما آمركِ !"

دفعها حتّى وقعت أرضاً لترتكز بيديها على الحصاةِ أسفل كفّها بينما تزمّ شفتيها محاولةً التحكّم بغضبها وعدم تنهيش وجهه !..

عدّلت جلستها و جعلت نفسها على وضعيّةِ ذلك التّمرينِ وهمّت بالقيام بالضّغط المطلوبِ ..

كانت تنزل وترتفع بجسدها بصعوبةٍ !..وهو يتمعّن حركتها بعقدةٍ بين حاجبيهِ !..

وقفت عند حركة الضّغط الخامسة و سقطت أرضاً بسبب آلام خصرها المفاجئةِ و تأوّهب بشدّةٍ جاعلةً من ملامحه خوفاً على حالتها !..

كان على وشك الإنصياع لها و سؤالها عن سبب ألمها وإنكماشها على نفسها هكذا !..لكنّه ركل قدمها بخفّةٍ مهسهساً :

"سيكون العقاب شديداً .. لقد قمتِ بربع ربع عدد الحركات فقط !"

تأوّهت مجدداً لينحني لمستواها واضعاً كفّ يديه على جبينها ملاحظاً حراراتها الطبيعيّة !..مسببةً خوفه على سبب ألمها..

"هـ-هل أنتِ بخير ؟!"

سأل بعد تردّد طويلٍ ونظراتُ الرّجال متجهٓةٌ نحوهُ لكنّها نفت برأسها وحاولت تعديل جسدها لتقف و سقطت مجدداً لتكشف عن بنطالها الملوّث جاعلةً ذلك العقيد يحرجُ بشدّةٍ مبتلعاً رمقه وإستقام في وقفته متحمحماً بحمرةٍ طفيفةٍ على وجنتيهِ لاعناً نفسهُ مراراً..

نفخ الهواء من شفتيه متذمراً وإنحنى حاملاً جسدها من الأرض ليمرّ أمام الرّجال الذّين حدّقوا فبه بصدمةٍ من حركته هذهِ !

طيلة مروره بالسّاحة وهو يتحاشى النّظر لملامح وجهها المتألمةِ محاولاً السّيطرة على نفسه وعد الإعتذار لها !..

بلغ غرفتها ووضع جسدها على السّرير من دون أن ينطق بكلمةٍ غادر مباشرةً تاركاً إيّاها مع ألمها الشديدِ !..بالنّهاية هي فتاة !..كيف تناسى هذا ؟!

~•~•~•~•~••~•~•~•

تحلّق جميعهم في السّاحة كعادتهم متناولين عشائهم بنهمٍ شديدٍ أسفل ضوء القمرِ ذلك !..

دلف العقيد الثّكنة من الباب الخلفيّ حاملاّ حقيبة ظهره وحدّق في كلّ من في الثّكنة باحثاً عنها وعندما لم يلمح هيئة جسدها سار ناحية غرفتها !..

طرق الباب بلطفٍ مراراً وتكراراً ..وعندما لم يتلقّى إجابةً دلف مباشرةً للدّاخل ولمح جسدها المستلقي على السّرير محدّقةً في السرير أعلاها والدّموع إنتشرت على وجنتيها..

وما إن لاحظت وجوده حتّى مسحت ما على وجهها بفوضويّةٍ متحدثةً :

"إن أتيت للإعتذار..لا تفعل فأنا لا أحتاج لهذا"

لم يجبها !..بل تقدّم ناحيتها وسحب كيساً من حقيبته مغلقاً الباب خلفهُ بهدوءٍ..ألقاه ناحيتها ولم ينطق ببنتِ شفةٍ !..بل ألقى بجسده على السّرير الذّي بجانبها لتحدّق بالمجود في الكيس تارةً وتارةً أخرى في جسدهِ الملقى على ذلك السريرِ..

"ماذا !..ماهذا الذّي في الكيس ؟!..ومالذّي تفعله فوق السّرير ؟!"

"تلك حاجياتٌ نسائيةٌ تحتاجينها..وبعض المسكّنات..ولا داعي لشكري..أمّا بالنّسبة لوجودي في هذه الغرفةِ هو بسبب إحتراق مكتبي وسريري .. لهذا لا مكان أنام فيه"

فسّر بنبرةٍ هادئةٍ عميقةٍ بينما يغمض عينيهِ لتهمهم هي بالإيجاب مستلقيةً على سريرها مجدداً محدقةً في السّرير الذّي أعلاها مغلقةً عينيها قبل أن يبادر هو متسائلاً بنفس نبرته :

"لماذا قبلتي ؟!..ألم أخبركِ أن ترفضي الزّواج ؟!"

"هذا ليس من شأنك"
أجابت منزعجةً في ذلك الظّلام الحالكِ بينما قد تكوّنت عقدةٌ بين حاجبيها بملامح غاضبة..

"بلى هذا من شأني وأكثر كانغ أونسون..لن يحدث هذا الزّواج !"
تعالت نبرتهُ تدريجياً حتّى صرخ في نهاية جملته معتدلاً في جلسته على السّرير في تلك الظّلمةِ ليسمع قهقهاتها المستفزّةِ وصراخها :

"ومن أنت ؟!..مالذّي بيننا حتّى تتحكّم في قراراتي ؟!..هل أنت بالصّدفة قريبي ؟!..حبيبي ؟!..صديقي ؟!..أخبرني أيّها المعتوه ! أتظنّ نفسكٓ عقيداً وأنت تتحكّم في حياتي الخاصّة !..يمكنـ ..."

لم تنهي حديثها ؟..فهو قد وضع شفتيه على خاصّتها في تلك الظّلمة بجرأةٍ وبخفّةٍ بطريقةٍ سطحيّةٍ !..جعلها تنظر للظلام أمامها بصدمةٍ شديدةٍ !

حسناً !..أظنّ أنّ جميعنا  يطالب بتفسير !!!

Continue Reading

You'll Also Like

3.9K 554 17
Short Story تصطدم الكرة البلورية بكوكب أو نجم من زمن أو عصر آخر وتنكسر
6.4K 970 9
"أين أنتِ؟" "بعد السماء" "كيف أجدُكِ؟" "حلّق أو إتبع المنطاد زُر الحمَام وشُق طريقكَ عبر السحاب" -نحنُ نَعيش في السماء. -قِصة قَصيرة لِكيم تايهيونغ ...
190K 17.7K 30
"هل هذا هو الكابوس الذي جلبكِ الى هُنا؟" "انهُ اسوء من هذا ، هو سبب مرضي الآن" .. 'جيمين ، ڤيلي'
74K 6.3K 29
[مكتملة ] "كيم تايهيونغ" × "بارك سيلين" عندما يسيطر الظلام على الكوكب، تبعث قوى النور حماتها للدفاع عنه 《دافئ أنت كخيوط الشمس الذهبية، نقي وصافي كزرق...