(يا أنا يا أنت) By:No...

By NehalAbdElWahed

117K 3.4K 416

صديق دربها وكبرا معاً وكبر معها حبها له ، لكنه لم يراها يوماً أو يشعر بها بل إكتفي بتسلياته مع فتيات أخريات ب... More

(1)
(2)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(12)
(13)
(14)
(15)
(16)
(17)
(الأخير)
إعلان 🎤

(3)

7.8K 217 26
By NehalAbdElWahed

بقلم :نهال عبد الواحد

بعد أن جرى أدهم هاربًا من وجه داليا، وصل إليهم كانوا يضحكون عليه ساخرين منه، قد تكاثرت عليه تعليقاتهم اللازعة؛ قد أحرج نفسه بركضه، تسليته بخادمة... هكذا يظنون.

نظر نحوهم، ضاق من حديثهم، تركهم، انطلق بسيارته غاضبًا، لازالوا يعلّقون بسخرية وتعلو ضحكاتهم.

لا يدري أدهم لماذا ضاق صدره فجأة فقد إعتاد على طريقة حديثهما هذه منذ زمن، لم يكن يأبه لها كما لم يكف يومًا عن التسلية مع الفتيات،  كانت بالفعل تدمي وجهه وتشج رأسه خاصةً عندما تراه مع إحداهن.

هي التي رآها منذ طفولتها وهو يكبرها بأعوام، رآها تكبر يومًا بعد يوم، رأى عشقها له يكبر معها...
أجل يعلم بعشقها له وكل من يعرفهما يعلم ذلك، لكنه اعتاد على تركها والذهاب لأخريات لتضييع الوقت والتسلية الظريفة لكن دون تجاوز الحدود.

علاقتهما دائمًا هي أشبه بعلاقة القط والفأر المتلاحقين، بالرغم من أن ذلك يتعارض مع طبيعة عمله كضابط شرطة وأحيانًا يتنقل بين الخدمات.

لكن ما الذي حدث هذه المرة؟! لماذا تفاجأ بإعصار فجائي يقتحمه؟ لماذا شعر فجأة بالخوف عليها؟! رغم أنها ليست المرة الأولى لمشاركتها في عمليات ولا المرة الأولى في مشاكستهما التي لا تنتهي.

ظل شاردًا هكذا لا يدري ماذا جرى! لم يعد يفهم ذاته، أما عنها فقد دخلت غرفتها، أجهشت بالبكاء...
لمتى أيها المتبلد الأرعن تتسلى بي وتسخر مني؟! إلى متى يتبلد قلبك، لا تشعر بكل ذلك العشق الذي أضناني وكاد يفتك بي؟!
إلى متى أشتاق وحدي وأتألم من لوعة حبي لك؟! بينما أنت تلهو، تعبث بين هذه وتلك، تارةٌ مع السمراء، حينًا مع الشقراء، مرة مع الخمرية، وأخرى مع الصهباء.... آه منك يا قلب! قد كُتب عليك العناء.

مرت الأيام وداليا تقوم بعملها على أكمل وجه، أيضًا تراقب فتحية جيدًا، تلك المرأة الغامضة تشعر أنها تخفي الكثير فهي لن ترتاح لها منذ الوهلة الأولى.

أيضًا عزيز الأب تشعر نحوه بخطورة كبيرة، تشتم دائمًا من ناحيته برائحة الغدر والخيانة، لكنها حتى الآن تحسب حركاتها، تلاحظ بهدوء فمؤكد هي مراقبة دائمًا، عليها الحذر، هي في عُش الدبابير.

ذات يوم أرسلتها فتحية إلى السوبر ماركت لشراء بعض المسلتزمات، بالفعل قد ذهبت لأحدهم، اشترت بالفعل ما طُلب منها، شعرت منذ أن خرجت من الفيلا  بمن يعد خطواتها ويتبعها، كان المفترض أن تقابل شخصية مهمة وعليها أن تفلت ممن يراقبها، أخرجت هاتها المحمول الصغير، كان مجرد هاتفًا عاديًّا قديم.

فتحته أرسلت رقم ما إلى رقم هاتف غير مسجل بإسم، كأنها أُرسلت عبر الخطأ، بالطبع هي مجرد رسالة مشفرة بينها وبين ذلك الشخص الذي رد إليها الرسالة برقمٍ آخر.

كأن تلك الأرقام لها معاني خاصة جدًا، ظلت داليا تسير من هنا إلى هناك حتى عندما إقتربت من إحدى الصيدليات بعينها، تعثّرت عن عمدٍ غير مرئي لتسقط على ركبتيها، تألمت بشدة، نهضت بذلك التألم، تلفتت حولها، وقعت عيناها على تلك الصيدلية سارت إليها متعرجج برجلها، متصنعة البكاء.

دلفت داليا إلى داخل الصيدلية، تحدثت إلى تلك الطبيبة الجالسة، التي نادت شخصٌ ما ليقف مكانها بالخارج ثم أسنّدت داليا إلى الداخل.

تحركت داليا معها إلى الداخل حتى وصلت إلى غرفة صغيرة غالبًا هي من أجل الغيارات على الجروح وإعطاء الحقن.

لكنها بمجرد دخولها وجدت أدهم ومعه رجلًا آخر تبدو عليه الهيبة، وجهه يميل إلى الإسمرار، ملامحه  تشير لكونه يقارب الستين عامًا، شعره قصير أسود إلا عند السوالف فيها القليل من الشعيرات البيضاء، متوسط القامة وله شاربٌ يختلط لونه بين الأبيض والأسود رغم ارتداءه لملابس عادية وفوقها البالطو الأبيض الخاص بالأطباء.

دخلت داليا، ألقت التحية الرسمية دون أن تلتفت لأدهم.

تسآل الرجل: في إيه؟ اللي حصل يا زينة؟!

أجابت زينة(داليا) بتألم: متراقبة  طبعًا يا فندم.

-طمنيني عليكِ يابنتي!

تلفتت نحو أدهم بنظرة متسآلة مجيبة: بخير يا فندم.

إنتبه اللواء لنظراتها المستاءة من وجود أدهم، فاستطرد: أدهم معاكِ في المهمة دي، وهيكون حلقة الوصل بيننا فمقابلتنا ليست مأمونة خصوصًا في الأيام الجاية.

فإلتفتت بعينيها بعيدًا عن أدهم متأففة على مضد فتابع اللواء: هو مش قصده يستهزأ بيكِ إطلاقًا.

أهدرت زينة بلا مبالاة: أو يقصد! ما يهمنيش.

تنهد اللواء مردفًا: لا يا زينة،  عليكِ الإلتزام!  كفاية خناق إنتم مش أطفال صغيريين، تعاونكم مهم جدًا لإتمام المهمة ونجاحها، واعذريه يابنتي هو قلقان عليكِ.

رفعت حاجبيها بتعجب وتابعت بامتعاض: مين اللي قلقان ده معلش؟! يا فندم هو متنرفز بس لأني نفذّت خطتي وإن حضرتك وافقت على تصوري، هو ضدي دايما بيرفض دعمي بإستمرار وبيتمنى لي الفشل، لكني هثبت له أني أفضل منه وأدها وأدود.

قالت الأخيرة ناظرة إليه بتحدي، زفر اللواء قائلًا: للمرة الألف بقول إهدي،  هو عايز يعتذر. 

قال أدهم: آسف جدًا على اللي بدر مني، واتمنى إنك تقبلي إعتذاري.

أجابت بغرورٍ مصطنع: تقبلته.

زفر أدهم بغيظ قائلًا: شايف يا فندم عجرفتها، شايف بتتكلم إزاي قصدها تستفزني! 

صاحت زينة بغضب: شايف يا فندم، أهو ابتدينا!  

مسح اللواء على وجهه بغيظ، صائحًا بجدية: كفاااية!  كأني قاعد في روضة، إسمعي يا بنتي، أدهم هو أنسب شخص يكون معاكِ وقريب ليكِ، و وجوده تلقائي وطبيعي، ورجاء أخير! حاولوا تتعاونوا وكفاية خناق!

فقالت بتأفف: هحاول.

صاح أدهم: شايف طريقتها يا فندم.

زفر اللواء مجددًا وقد بدأ يزداد غضبه: أعتقد أني هتنحى عن القضية بالكامل أو أقدم إستقالتي وأتقاعد عن الخدمة أحسن، أسكتووووا!

أخذ نفسًا عميقًا ثم أكمل: المهم يا زينة إيه الأخبار؟!

أجابت زينة: تمام يا فندم لحد دلوقتي، اتوطدت علاقتي بيهم وبدأت أتعرف عليهم أكتر وأتقرب أكتر وأكتر... لكن....

ضيق اللواء عينيه متسآلًا: لكن إيه؟!

-فتحية واللي من المفترض إنها مديرة البيت لكنها بتتعامل بجرأة سيدة البيت، هي شخصية مكروهة من الجميع وفظة جدًا، في نفس الوقت واخذة حجم أكبر من حجمها بمراحل، كمان الغموض في تعاملها مع عزيز.

تدخل أدهم قائلًا: أؤيد كلامها بخصوص فتحية، هي بالفعل شخصية محيّرة، وحسب كلام يحيى عنها  وخطيبة أخويا، حدسي بيقول إن في صلة وثيقة بينها وبين عزيز وبين نشاطه في المنظمة.

أومأت زينة بشرود موافقة، وتابعت: فعلًا، يمكن تكون فتحية مفروضة عليه من شخص أكبر منه، في تصورط إنه مش الراجل الأول، وإحساسي بيقولي حاجة تانية.

تسآل اللواء: إيه هي؟!

أجابت : علاقة مريبة بين فتحية وعزيز.

تدخل أدهم بتهكم: إبتدينا نألف.

تابعت: لا يا ظريف، دي أمور تتعلق بالحاسة السادسة عند الستات.

صاح أدهم ينوي إستفزازها: ست!  أنا مش شايق أيتها ست. 

نظرت له بحدة تود أن تفتك به، ضحك وأكمل: كنت بهزر.

رفعت حاجبيها بتهكم قائلة: الأفضل ما تعيدهاش تاني..

ثم أكملت بجدية: المهم يا فندم إني بشوف دايمًا نظرة الغيرة والكره من فتحية لمدام عزيز وبنته، وكمان نظراتهمم المتبادلة بتوحي بده جدًا، وكمان عرفت إنها موجودة من أول جواز عزيز بمدام وجدان وبنفس طبعها ده، إيه اللي يخليه محتفظ بيها بطريقتها دي إلا لو كان بينهم حاجة، وحاجة كبيرة كمان.

أنصت اللواء لها بإهتمام، فرك ذقنه وتابع: لكن مفيش  أي دليل قاطع يؤكد كلامك يا زينة، عشان كده عايزكم تكونوا إيد واحدة، وتشتغلوا بروح واحدة. 

أهدر أدهم وزينة في نفس الوقت بجدية: تمام يا فندم!

ثم قالت زينة: أي خدمة تانية يا فندم؟ المفروض أرجع عشان  ماثيرش الشكوك.

أومأ اللواء برأسه موافقًا وأردف: تقدري تتفضلي، صحيح ما تنسيش تحطي بلاستر وغيار طبي، المفروض إنك اتعورتي.

فابتسمت على إستحياء قائلة: بصراحة أنا وقعت واتعورت بجد. 

ضحك أدهم بسخرية وصاح بتهكم: يا سلام على الزكاوة والنصاحة!

زمجرت زينة ثم جلست تطهّر جرحها، وضعت عليه غيارًا طبيًا،  انصرفت  تسير بعرجة حقيقية، لم تتزحزح عينا أدهم من عليها حتى بعد إنصرافها ظل متابعًا مكان خروجها.

فابتسم اللواء وقال: عايزين بعد المهمة دي نقول مبروك. 

أومأ أدهم برأسه أن نعم، فقال اللواء: كأنك أخيرًا بدأت تحس!

أومأ أدهم بشرود مجيبًا بتنهيدة: أيوة، ومش عارف إزاي! فجأة لاقتني بحبها بصورة مريبة، وخايف عليها أوي وأكتر من أي مرة قبل كده!

تحدث اللواء بلهجة أبوية: يبقى تحاول تتحملها، تكون معاها، وقريب منها.

ثم قال: واهدا عليها واتحمل عنادها،  والأهم أنكم تبطلوا خناااق! 

صاح أدهم مجددًا: يا فندم ما كله كان أدام سيادتك، وهي اللي بدأت.

جز على أسنانه نابسًا: أد إيه هي مستفزة وعنيدة!

أغمض اللواء عينيه بفرغ صبر، جز على أسنانه غيظًا ثم قال: انصرف فورًا يا أدهم من أدامي قبل أن أتهور عليك، مش هفتح دماغك بأه زي ما هي بتعمل لا، هخلي راسك مستقلة بذاتها عن باقي جسمك، يلا غور من أدامي فورًا...  يلا!

.......................................

NoonaAbdElWahed 

Continue Reading

You'll Also Like

34.7K 2.2K 28
يعرف بقوتة وجبروته صرامتة الحادة..ولكنٌ القدر أوقعهُ في فتاة لا تقل خطورة عنهُ تسمى الشبح الأسود رفض أن يترُكها وبدأ يعبث في ماضيها ويحاول الوصول إلى...
454K 14.5K 22
هى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ،...
693K 41.4K 25
ينتابني في أول الخريف إحساس غريب بالأمان والخطر أخاف أن تقتربي أخاف أن تبتعدي أخشى على حضارة الرخام من أظافري أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري...
1.1M 79.9K 84
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذ...