نيـوتروبيـا

De Die-Nacht

268K 18.5K 24.1K

"أعطـني لأعطـيك" هـذه قصـة الطـفلة التي اعتمدت هذا القانون كحل وحيد وأوحد للنجـاة في عالمـها المشـوّه. هي تل... Mais

-1- بداية السقوط
-2- مجمع القطب
-3- مصيدة الثعلب
-4- كهرمان
-5- خلف جدرانهم العالية
-6- الحرب
-7- رائحة دم
-8- إكصاص
-9- شِقاق الزهور
-10- السرداب
-11- عيون الصقر
-12- سيلست غولدن
-13- سليل السلف الأول
-14- هذا وذاك
-15- شتاء بحلة الخريف الأحمر
-16- صندوق زجاجي
-17- مشارف الموت
-18- لاشيسيا
-19- دموع شارلوت
-20- سمفونية أبواق الهلاك
-21- لأجلكِ أيتها الفاوانيا
-22- بئر من الأوهام
-23- رؤى
-24- رسائل السلام
-25- أونوس
-26- أضواء باهرة
-27- آل والثعلبة السوداء الصغيرة
-28- قمر حقل البنفسج
-29- خزف
-30- الدرجة رقم سبعة عشر
-31- دماء ورثاء
-32- بركة الملح
-33- قلوب بلا عيون
-34- أحضان الشمس الدافئة
-35- شتاء ديستوبيا الأخير
-35.5- ومضة
-36- ربيع الأرض الجديدة
-37- واجبات الحرس
-38- الكناري الصامت
-39- شبكة من خيوط الماضي والحاضر
-41- تمرد الوحوش
-42- الشمس والقمر
-43- خلف مخمل الستار
-44- رماد عينيه
-45- سالب
-46- سم وعسل
-47- شيطان
-48- براءة عذراء
-49- زهرة النوكس المشؤومة
-50- حنين للحنان

-40- أجيال

4.3K 371 632
De Die-Nacht

"في الواقع...كانت جلالتها قد قامت برمي أحد الموظفين الحكوميين هنا من أعلى نافذة الطابق العاشر."
تحدثت ماشميا بارتياح إذ أنها قضت الظهيرة بأكملها تتسكع أعلى الشرفة الواسعة مع الفتاة الفضولية.
"هذا ما حدث إذاً."
لم تبدو أي دهشة واضحة على ملامح كناريا حين تفوهت بحروفها بل حاجباها لم يرتفعا سوى لثوان قصيرة قبل أن يتشابكا مجدداً في نظرة متململة.
"يبدو أن رمي الأشخاص من علو شاهق هواية للنبلاء."
أضافت الفتاة بصوت خافت وهي تسند كفها لوجنتها حين قفزت مصاصة الدماء القصيرة بقربها لتستفسر:
"أستسمحكِ عذراً؟"

"كنت أتسائل...أمات؟"
كناريا تنحنحت وسألت لتهز ماشميا رأسها فيهتز شعرها الذهبي حولها لفعلتها.
"تمكنتُ من إلتقاطه قبل أن ينشطر رأسه لقسمين بواسطة حجر بارز."
قامت بتمديد كفيها لتحركهما بطريقة مستقيمة أمام وجهها شارحة الموقف للفتاة التي كرمشت عينيها وهي تتخيل ما كاد أن يحل بذلك الشخص.

"لا بد أنه اقترف أمراً سيئاً بحقها."
كلماتها لم تعكس ما دار في خلدها، طالما ظنت أن النبلاء يفعلون ما يحلو لهم.

"على العكس، جلالتها لم ولن تهتم إن قام البشر بالحديث عنها بالسوء لكنها تنفعل إن حاول أحدهم إيذاء أولئك الذين تعتبرهم من أفراد عائلتها أياً كان."
ماشميا نفت وهي ترفع كفيها في الهواء لينزلق كتان أكمام فستانها السميك حتى ساعديها النحيلين.

"أتعلق الأمر بالسيد آلان؟"
سألت كناريا وهي تتسائل عن مدى القوة الحقيقية التي تمتلكها هذه الأذرع الصغيرة.

"بالفعل. بالكاد يجرؤ الموظفون هنا على الحديث معه بسبب ذلك الحادث الآن، وليس لأنه مخيف لهم أو أي شيء من هذا القبيل إنما إنه خطأ جلالتها نوعاً ما."
لم تقم ماشميا بالتفصيل أكثر فتنهدت كناريا:
"لقد أسدته جميلة."

"لست أدري بهذا الشأن فجزء من عمله يقتضي أن يتحدث مع الناس هنا فهو كاليدين والذراعيين الذين لا يقوى مدير هذا المكان على الحركة من دونهما."
كناريا أدركت سبب عدم ذهاب الخاطفين وذوي المزادات خلفه. هو ليس عينه بالنسبة لهم بل كنز محمي من البشر والنبلاء بالآن ذاته، كنز ملعون كالإلدورادو ما أن يلمسوه حتى يتحولوا لكائنات ميتة مصيرها أن تغدو رماد.
"يا لها من حياة مملة يعيشها."
تمتمت.

"جلالتكِ!"
ماشميا إنحنت لحضور شارلوت التي سمعت كل حرف من محادثتهن الأخيرة.

"هلا تحدثنا على إنفراد؟"
طلبت شارلوت، عيناها ارتفعتا نحو كناريا التي رطبت شفتيها بتوتر واضح ثم أومأت بصمت لتختفي ماشميا على الفور عن أنظارهما.

"بينولوبي غاردنر ليست والدتكِ."
شارلوت بدأت بلا لف أو دوران ثم صمتت غير متأكدة إن كان يجدر بها التطرق للجزء الأهم الذي سيحطم الفتاة أمامها.

"ماذا؟"
بدت الدهشة واضحة في عيون كناريا التي أخفضت بصرها فاغرة فاهها لكلمات شارلوت الصادمة.
"هي كانت عقيمة وأيضاً متزوجة من بشري في الفترة التي أستطيع الافتراض أنك ولدتِ أنت خلالها."

"هي أمي."
قبضة كناريا ارتجفت بجانبها وهي ترفع بصرها نحو شارلوت التي رفعت حاجباً على موجات الغضب المتذبذبة التي أرسلتها الفتاة نحوها.
"يمكنكِ التأكد منها بنفسها. لما جدالي؟"
أردفت جاعلة شارلوت تتنهد وتنقل ثقل جسدها لساق جديدة.
"غاردنر توفيت منذ عقد من الزمن كناريا."
لم ترد قول هذه الكلمات لكنها علمت بمدى أهميتها وكناريا توجب عليها الاستماع شاءت أم أبت لتعرف الحقيقة.
"أنا آسفة، لا يمكنني أن أسأل شخصاً أصبح تحت التراب."
أضافت شارلوت وعيناها السوداوان هبطتا أخيراً عن نور الشمس لتواجه الفتاة أمامها.

جسد كناريا تمايل بخطوات مبعثرة وكأن ساقيها لا تقويان على حملها، وجهها اختفى خلف خصلاتها البنية اللامعة.
"أرحلت عني لتنهي حياتها يا ترى؟"
غمغمت بصوت مخنوق وشارلوت لمحت قطرات دموعها الرقيقة تسقط على الأرض لتبللها.
"أنا فعلت هذا بها."
أضافت ثم سقطت على الأرض كلياً لا تقوى على رفع اصبع.

"لقد كان حادثاً يا كناريا."
شارلوت تحركت لتنخفض على ساق واحدة أمامها. أناملها لامست كتفها فارتعشت بطريقة جعلتها تسحب كفها لنفسها حيث رفض كيانها أن تواسيها هي من بين الجميع.

"لو أنني كنت كاملة لما اضطرت هي للموت."
غطت وجهها بكفيها وجسدها اهتز لبكاء صامت، فقط دموع.

"فالنهدأ الآن."
شارلوت لم ترد المجازفة بلمسها مرة ثانية لكن حين وجدتها تنهض ظنت بأنه لا حاجة لذلك.

"أريد أن أبقى وحدي."
تسلقت قضبان الحاجز الحديدي وكأنها تنوي القفز من أعلى الطابق العالي بلا تردد.
"سأرحل."

شارلوت أمسكت بذراعها دون تردد هذه المرة. نظرتها تصبح قاسية على الفتاة التي لمحت بإيذاء نفسها بتصرفها اللامسؤول وكلامها المبهم.
"إلى أين؟"
سألتها أخيراً.

كناريا التفتت نحوها وعيناها الميتتان صرختا بأن تدعها لتذهب، غضب لم تفهمه قدح في عيونها.
"جلالتك لاشيسيا، لقد كان بيننا اتفاق. من دون أمي لن نجد والدي وأيضاً ورغم أنه لا علاقة لكِ بمصيرها إلا طلبي الأول كان حمايتها وهي ميتة بالفعل."
سحبت ذراعها بقوة لتتخلص من قبضة شارلوت التي لم تتخلى عنها.

كناريا تنهدت بتعب ثم مالت برأسها نحو شارلوت مرة جديدة مضيفة بنبرة خافتة للغاية:
"كان لدي طلبان منكِ، وأنتِ لم تستطيعي تحقيقهما وبالتالي أنا حرة."

"لا أستطيع ترككِ ترحلين بهذه الحال."
شارلوت هزت برأسها على مهل دون أن تحيد ببصرها بعيداً عن وجه كناريا التي رفعت حاجبيها باستغراب من العناد التي امتلكته. هي تكاد أن تقع معها من أعلى هذه الشرفة وتخلق مشهداً يهز صورتها أمام الناس لأجلها.
"علاوة على ذلك."
ضغطت شارلوت على بشرتها بأناملها حيث لاحظت شرودها.
"إن كانت بينولوبي مجرد شخص أشفق عليكِ ورعاكِ هذا يعني أن والديكِ في مكان ما وربما قريبان أكثر مما نتصور."
رطبت شارلوت شفاهها، تعلم أن كلامها سيكون قاس لكنها حسمت أمرها.
"لست أعطيك أملاً، ولكن فرصة لن تتكرر."

"كيف ستجيدينهم؟"
كناريا تملصت من لمسة شارلوت التي تركتها برضى ما أن لامست قدماها الأرض مجدداً. لم تمتلك جواباً في اللحظة لكنها تعلم عن طرق أخرى قد تساعدها في اكتشاف مكان واحد منهم على الأقل.
"أحتاج وقتاً للتفكير والبحث عن أثر، في هذه الأثناء فالتبقي قريبة."

"سأطيعكِ حتى نهاية اليوم فقط."
كناريا لوحت بكفها بنهي وبدت مستاءة. امتعاض تفهمته شارلوت فلم تقسو عليها. لابد أن معرفة ما حل بالمرأة التي ظنتها الفتاة والدتها هزها بشدة.

"لا أحتاج أكثر من ذلك."
ابتسامة رضى ارتسمت على شفاه شارلوت.

.
.
.

"أستعودين للمملكة بعد مغامرتك هذه؟"
سأل آلان وهو يلقي بنظرة على ماشميا تمسك بأنامل كناريا لتجرها خلفها. الأخيرة كانت تسير بتثاقل. تأسف في سره لحالها. ليست أول مرى يرى أحد أشباهه مكسور الخاطر ولن تكون الأخيرة.

"أحتاج لأن أفعل."
بصره إنخفض لشارلوت أمامه التي قامت بحك مؤخرة عنقها. عيناها تنظران بعيداً وكأن الأمور التي تحاول دفنها وعدم التفكير بها تنبش قبرها بنفسها.
"أعمالي هناك قد تراكمت بالفعل وهيرو سيكون مستاء."
اعترفت. أهداها يوتوبيا وهي راحت تشغل نفسها بأمورها عنه من فترة لأخرى. الفترات هذه أخذت تغدو أطول كل مرة والآن هي لم ترى وجهه منذ أكثر من ستة أشهر بالفعل.

"أراهن بأنكِ لم تظني بأن الملوكية صعبة حتى هذا الحد."
ضحك آلان مازحاً أما هي فرفعت حاجباً لتطلق ضحكة ساخرة:
"أجل خدعته تماماً ليتزوجني من أجل الحصول على كم لا نهائي من الحلوى."

"مازلت أعاني من تصديق كل هذا."
تنهد ونور الشمس الذي بدأ بالإنزلاق غرباً إلتمع ضد عيناه اللتان أضاءتا بنور أخضر خافت.
"لقد قام الجميع بالبكاء أعلى صندوق فارغ، هذا محزن ومضحك بالآن ذاته."
أضاف.

"أنت بكيت علي؟"
تخصرت وابتسامة قططية عابثة ظهرت على شفاهها ليستدرك كلماته:
"أنا لم ولن أبكي."
أشاح بعيداً مدعياً أن كبريائه أقوى مما تظن.

"بحقك، لقد فعلت عندما توفي أليجاه."
علقت باسطة شفتيها ليثرثر:
"دموع لم يستحقها. عاش لفترة طويلة، ظننت بأنني قمت بعدوته بجرثوم ما يحوّل الآخرين لمصاصي دماء أيضاً."

"من المؤسف حقاً أنك آخر فرد من عائلة كلاي."
شارلوت تحركت بلا راحة أسفل أشعة الشمس فما كان من آلان سوى أن يسير بقربها عكس النور ليحجبه بجسده عنها.
"لست كلاي بحق..."
تمتم ثم رفع صوته مضيفاً:
"كانوا ليكونوا مجموعة من الحمقى المتعجرفين على أية حال."

"فالتراقب هيماك جيداً آلان وانتبه للسانك. لا أريد لأحد بأن يعرف."
وصلا المركبة التي ستستقلها وكتفت ذراعيها ليؤدي تحية عسكرية سريعة ويطمأنها:
"لا تقلقي لطلالما نظفنا قمامتهم منذ الحرب، ثم بحقك اسم ملكة مصاصي الدماء شارلوت كمرسولة السلام تماماً. لابد أن لويز كما من سبقوها لاحظوا."
صوته إنخفض حين إنحنى بجذعه قليلاً لكيلا يسمع كل عابر محادثتهم.

"لا يهمني طالما يعرفون القواعد ولا يتفوهون بما يدور برؤوسهم التي لن تستطيع التفكير مجدداً إن حاولوا العبث معي."
نبرتها أصبحت خافتة بالمثل وهو دحرج عينيه قبل أن يسدل أهدابه ويغمغم باستسلام:
"اعتني بنفسكِ."

"وأنت أيضاً."
فوجئ آلان بذراعيها حول عنقه وشعر بأنه يرتكب جريمة عندما إنحبست أنفاسه في صدره.
"سأتي لزيارتك مجدداً."
شارلوت علمت بما أصابه وكم كرهت الرهبة التي شعر بها عندما لمسته.

همت بالابتعاد والخذلان يملؤها لكن حين مسحت كفه برقة مرة واحدة على ظهرها شعرت بالابتسامة تعود لتتسلل على شفتيها.
"بعد بضعة سنوات رجاءً. في كل مرة تفعلين بها هذا أشعر بأنني سأدفع الثمن بحياتي."
تنهد.

.
.
.

"أين هذا أيضاً؟"
كناريا سألت بملل وهي ترى شارلوت تركن السيارة في كراج مبنى مختلف عن السابق.

"مشفى المدينة."
عندما أجابتها تلك انتفضت في مكانها كمن صعقته الكهرباء وهمست بعيون متسعة:
"لما؟"

"لا تقلقي، أنتِ تحتاجين اللقاح وأنا أحتاج للتحدث مع أحدهم."
شارلوت رفعت وخفضت كفها ببطء حاثة الفتاة أمامها على التنفس فهلعها المفاجئ لم يبدو طبيعياً.

"ليس وكأنني أحتاجه."
كناريا أشاحت وهي ترفض بوضوح الترجل من المركبة فما كان من شارلوت سوى أن تعطي نظرة واحدة لماشميا التي أومأت برأسها بتفهم.
"لا أحد يعلم."
شارلوت رمت كلماتها الأخيرة قبل أن تشق طريقها باتجاه البوابة الخلفية وهي تسمع كناريا تصرخ بتفاجؤ من حمل ماشميا لها وكأنها شوال من البطاطا.

إمكانية أنها لم تحصل على لقاح مناسب في طفولتها عالية، حتى إن استطاعت التغلب على الأمراض الرتيبة كالجدري والحصبة مازال بإمكانها أن تلتقط بقايا الفيروس كأي شخص آخر.

"سيدتي النبيلة!"
شارلوت خرجت من أفكارها لرؤية عيون زرقاء سماوية تنظر لها من خلف زوج سميك من النظارات الطبية.

"يا له من يوم مبارك!"
الطبيبة الشابة هرعت باتجاهها كطفل صغير وشارلوت التقطت جسدها ما أن تعثرت الأخيرة في منتصف الطريق.
تعلم لكم هو صعب أن تمتلك نظراً ضعيفاً، حتى بعيون إضافية لن تشعر بالراحة.
"يوماً طيباً لكِ أيضاً غوين."
تحدثت بابتسامة والطبيبة الشقراء قامت بترتيب هيئتها على عجل. وجنتاها المتوردتين دللتا على كم شعرت بالحرج.

"كيف حال المصابين؟"
شارلوت سألت وهي تنظر عبر الزجاج. رغم أنه كان مظلل إلا أنها رأت بوضوح الجسد الممدد في الداخل يعيش على التغذية بالسوائل وجهاز إنعاش رئوي يجاوره آخر ساعد القلب على إتمام وظيفته بتدوير الدماء في الجسد.

"للآسف آخر الأدوية التي استحدثناها لا تظهر الكثير من الأمل في علاجهم."
ركزت غوين معطفها على كتفيها والبطاقة البلاتينية التي تعلقت على ملابسها التمعت باسم عائلة رايدر.
"رغم أنكِ اضطررت للتعامل مع القصر الملكي كي يرسلوا أطبائهم ويساعدونا لم ننجح. اعتذر بشدة."
بدا الأسى جلياً في نبرة صوتها اللطيفة وحين اعتصرت أهدابها للحظات شارلوت شعرت بالسوء.

"لا داعي للاعتذار أبداً. فريقكم أظهر تفاني عظيم في الاستمرار بالبحث عن علاج. نحن كأصدقاء يجب أن نبادر بالمساعدة بدورنا."
شارلوت بكلماتها جعلت أسارير وجه الطبيبة تتفتح. بالنسبة لها غوين كانت فتية لتطيق الجلوس هنا في العزل الصحي، لكنها تفعل وبإرادتها الخاصة.

"لا تنسي أن تحصلي على بعض أشعة الشمس."
غوين تلمست بشرة وجهها الرقيقة وشارلوت لمحت الإرهاق الذي بدا عليها فأردفت:
"حتى أنا أقضي وقتاً أطول منك أسفلها."

"سأبقي كلماتكِ بجدية في بالي."
غوين ابتسمت وهي تومئ برأسها بتفهم قبل أن تجلب كراسة قديمة مهترئة أمام صدرها وتردف بجدية:
"أشعر أنني اقترب مما أرادته عمتي الكبرى. أبحاثها هي الإرث الوحيد منها ونظرياتها إحجية تفتقد بعض القطع."

"ستكتمل يوماً. كما أنه لولا وجود اللقاح المعزز لأمسى الجميع أمواتاً عند هذه النقطة. أنا فخورة وممتنة."
تعابير وجه شارلوت المرتاحة جعلت غوين تحتضن كنزها على مهل معلقة:
"شكراً لكلماتكِ اللطفية يا سيدتي."

"كنت أفكر مؤخراً بأن بعض القطع تقع في تجربة المرض ذاته."
تحمست الطبيبة.
"إن كان كون المرء مريضاً يكشف عن أي شيء مهم فأنا..."

"غوين رايدر!"
هتفت شارلوت باسم الشابة أمامها باستياء كأم مؤنبة جاعلة وجه الطبيبة يشحب من المفاجئة.
"اعتذر...سيدتي، لم أعني إغضابكِ بهرائي."
تلعثمت غوين بطريقة جعلت شارلوت تشعر بالسوء.

تنهدت الأخيرة وهي تسحب خصلات شعرها المزعجة للخلف بعيداً عن وعينيها.
"اعذريني، لم أعني التحقير من فكرتكِ، كل ما في الأمر أنني لم أطق سماعك تتحدثين عن صحتكِ وكأنها لا تهم."
أخفضت شارلوت أهدابها السوداء بأسى مضيفة:
"إنها بقايا لكنها مازالت تعود لفايروس مميت، فالتحرصي على نفسكِ."

"محقة."
غوين شعرت بالحرج من نفسها فقضمت شفاهها قبل أن تضيف بأسف:
"لا يجب علي إخفاض دفاعاتي."

"جيد، وإن احتجتِ لرؤية أطباء القصر مجدداً فسيحضرون بسرور."
شارلوت تحدثت ورغم الثقة في صوتها إلا أنها داخلياً تشككت ما إن كان أحدهم سيقدر على مغادرة القصر بسهولة مجدداً. لاتشيا لا تتحمس للخروج أما جورج فيفقد أعصابه من الحماس ويحتاج لمراقبة.
"بأي حال أحتاج مساعدتكِ مجدداً على إيجاد ملفات ولادة طفل آخر يا غوين."
أردفت شارحة لسبب قدومها والأخيرة أومأت:
"بسرور. رؤيتكِ يا سيدتي تهتمين بأولئك الرضع الذين طالما تساءلنا عن مصيرهم ما أن فر ذووهم تثلج قلبي. أشعر بالأمان لأنني أعرف أنهم هم بأمان بالمثل."

اتجهتا نحو غرفة كانت قد ألفتها شارلوت. في هذا القبو بالذات تواجد حاسوب ضخم يسمى بالأرشيف الإلكتروني. بياناته كانت تحمل أسماء وتاريخ ميلاد كل شخص كان قد ولد منذ بداية السلام.

"كناريا ثم ابحثي عن اسم عائلة غاردنر."
شارلوت تحدثت وغوين سيرت أناملها على لوحة المفاتيح بخفة. الشاشة المضيئة تغطي بلونها الأبيض عدسات نظارتها.

"لا يوجد تطابق بين الاسم والعائلة. آخر جيل من غاردنر كان طفلة وحيدة تدعى بينولوبي. اسم كناريا ليس مسجل في الأرشيف."
غوين تحدثت بتأسف في حين راحت تمتم شارلوت أفكارها لنفسها بصوت مسموع.

أمها، أياً من كانت لم تلدها في مستشفى كما يفعل البعض ثم يلوذون بالفرار، لكن هذا ليس بغريب من أم تعلم أنها تحمل طفلاً ليس بعادي في أحشائها بالآن ذاته.
هذا التصرف للآسف لا يخبرها بنية الوالدين الحقيقة. مازالت لا تستطيع الحكم عليهما حتى الآن.

.
.
.

"إنه يؤلم، إنه يحرق."
كناريا تذمرت وهي تتلمس بشرة ساعديها بألم.
"لبضعة دقائق فقط."
أضافت ماشميا لتمط الفتاة شفاهها بغير رضى.

"لقد تم حقني منذ نصف ساعة بالفعل ومازال يؤلم."
حين ارتفعت عيناها المشمشيتان نحوها شارلوت ركزت بكلامها.
"جلالتكِ لا تحاولين تخديري، صحيح؟"

"لا أحتاج لشلكِ لكي أجعلكِ تطيعين."
صراحتها جعلت كناريا تضرب بظهرها ضد مقعدها قبل أن تغمغم من بين أسنانها:
"أين تأخذينني الآن؟"

"المدرسة العامة. هل ارتدت واحدة؟"
عيناها إنزلقتا نحوها تستشف ردة فعلها. سؤالها ليس عبطياً وجوابها سيقرر الكثير.

"لبضعة سنوات ابتدائية ولا أريد الذهاب."
أشاحت بوجهها نحو النافذة معلنة اعتراضاً جديداً وشارلوت باغتتها بسؤال آخر:
"لماذا؟"

"كنت أرتدي القبعات على الدوام. الصغار الذين سخروا مني بدأوا بمحاولة خلعها عندما أصبحوا أكبر وظنوا أن النيل مني أسهل."
قبضت كناريا كفيها في حجرها.

"أنت لم تؤذهم. صحيح؟"
نظرت شارلوت لها بطرف عينها.

"كسرت بعض الأضلع، أضلعي أنا. منذ حينها لم أذهب للمدرسة والآن لا أعلم لما نحن ذاهبون هناك ولكنني لا أريد."
كناريا فتحت باب السيارة رغم أنها تتحرك لتشعر به ينسفق مجدداً في وجهها وحين التف حولها حزام الأمان ليعتصرها ضد المقعد تذمرت:
"هذا بربري."

"وعدتِ بالطاعة. هذا عقاب من يحنث بوعوده."
شارلوت تحدثت وهي تركز عينيها على الطريق الذي انتهى بعض دقائق بكناريا تهبط من السيارة على مضض ما أن توقفت.

ما شجع كناريا على الإنصياع لماشميا التي كانت تجرها في الساعات الماضية من يدها كان صوت الأطفال البعيد إذ أن المبنى الذي دلفنه كان مخصصاً للأفراد الإداريين وحسب.

استقبلهم شاب حسن الملامح، أصهب، عريض المنكبين ببذلة رسمية.
"أنا لم أرى السيدة منذ فترة، مجيئكِ لنا يعني أنكِ قمت بزيارة غوين أولاً بالفعل."
تحدث وهو يعرض كفه بلا تردد ليصافحها ففعلت بشيء من الاستغراب.
"للآسف لم نوفق."
تمتمت ثم أضافت بعيون ضيقة.
"كيف حالك آرنولد؟"

"سيدتي أنا هو إيثان."
الشاب قام بالتنحنح بشيء من الخجل وشارلوت ابتسمت عندما تأكدت أن محدثها ليس الأب بل الابن الذي نمى أسرع مما تصورت.

"اعتذر السنوات تمر علي بوتيرة مختلفة. لقد نموت حقاً، أتذكر حين قمت بالبكاء لأن طعم الحلوى التي قدمتها لك كان النعناع؟"
الشاب أمامها تحول وجهه للأحمر. لاحظت أطراف أنامله ترتعش عندما سحبت أناملها من كفه.
"رغم أن استدراككِ للأشخاص ليس ما يمكنني مدحه إلا أن ذاكرتكِ تستحق أن أخاف منها."
دحرجت عينيها على تعليقه، لقد ظنت بأنها بالغت بتنمرها عليه لكنه أثبت أنه يستطيع مواجهتها وربما الإرتقاء لمستوى أعلى مستقبلاً.
"جدي ينتظرك بالمكتب. هو لم يعد خفيف الحركة ليستطيع استقبالك بنفسه فاعذريه."

"ليس عليه أي حرج. نحن نوعان مختلفان من العجائز هذا كل ما في الأمر."
هزت بكتفيها بعفوية ورأسها استدار نحو كناريا التي وقفت تحدق بما حولها بخوف فأضافت محدثة إياها:
"اذهبي للعب كناريا لن أطيل."

"ماذا عن ماشا؟"
تأبطت ذراع ماشميا لأول مرة بنفسها وبرضى كامل لتجيب شارلوت:
"ستأتي معي."
تريدها أن تتجول بمفردها لفترة.

"لكن جلالتك ماذا عن قرناي؟"
أشارت لرأسها ووجهها غرق في حمرة الخجل أمام أنظار الغريب، بدت وكأنها تريد دفن نفسها حين خبأتهم سريعاً مجدداً أسفل كفيها.

"فالتدعي أنهما للزينة، الأمر ليس بهذه الصعوبة."
شارلوت استأنفت السير في الطريق الذي أرشدها إيثان خلاله. هي لم ترد أن تسمع ما سيدور بينها وبين مدير هذه المنشأة في حال كانت غير صريحة. وفي الآن ذاته -ورغم بربرية الطريقة- تريد منها أن تخرج من قوقعة الخوف من مجرد قرنين على رأسها. إن نمت كما يجب قد تستطيع التحكم بهذا المظهر وإخفائهما. إخفاء ما خفي عن الكثيرين.
إن لم تستطع فيجب عليها التعايش مع الأمر، وهي سواء كانت بجوارها أم لا لن تستطيع حمايتها على الدوام. لا تفهم سبب إصرارها على الرحيل. هي قد تأخذ جهدها وتحبسها لكنها بالمقابل توفر الأمان الذي استمات الهجناء الآخرون للحصول عليه.

"انظروا من جاء ليراني قبل أن أموت."
الشعر البرتقالي المتوارث تحول للأبيض لكن الشبه العائلي كان حاضراً في العيون السماوية.

"مازلت تبدو كما عهدتك يا روب."
شالوت كتفت ذراعيها ليقوم العجوز بالضحك من خلف مكتبه الفاره ويضيف:
"أنا كما أنا، عدا أنني بلغت السبعين وأتبول في سروالي دون أن أشعر."

"جدي!"
إيثان عاتب بحرج أما شارلوت فسايرته باستمتاع:
"ولسانك مازال يتفوه بمثل هذه الدعابات، أنت -مما أرى-  على أحسن ما يرام."

"آسف، أبي ليس موجوداً اليوم لتسيير الأمور."
إيثان همس بقربها لتهز رأسها بالنفي.
"روبرت سيفي بالغرض."
هي حقاً تستمتع برفقة هذا العجوز الذي قارب بعمره خاصتها الإفتراضي.

"أسمعت يا ولد؟ اذهب وحضّر الضيافة."
حرك روبرت كفه وكأنه يطرد حفيده الذي تنهد حرجه مرة جديدة.
"سأعد بعض القهوة."

"سأساعد."
ماشميا سارت خلفه. علمت بأن ملكتها ليست بحاجتها وأمرتها بمرافقتها لترك كناريا لفترة وحدها.
إيثان حدق بالوجه الذي ألفه منذ طفولته بهدوء قبل أن يشيح مغمغماً لها بأن تفعل ما تشاء.

"لما لا تتقاعد؟"
سألت شارلوت وهي تسند بفكها لقبضتها. رأسها يميل نحو روبرت الذي ضاعت حدقتاه خلف نظارة سميكة.
"إيثان مازال فتياً وطبع والده المريض نزق ليدير مؤسسة تعليمية تحمل على عاتقها تدريس الأطفال من سن الخامسة وحتى المراهقة. يجب أن يتحلى مدير هذا المكان بالجلادة وأن يكون حليماً بالآن ذاته."
حين أجاب بطريقة فاجأتها نوعاً ما علقت:
"أرجو أنك لا تقول كل هذه الكلمات الحكيمة لتتأبط مقعدك هذا."

"لست طماعاً."
ضحك بصوته الأجش المتعب لتبتسم.
"أنت كريم لدرجة تسمح بها لغريبة مثلي بالتدخل في نظام منشأتك الخاصة."
أضافت وهو أظهر تعابير الجدية لأول مرة منذ أن حضرت.
"سيدتي، أفكارك أنارت طريقاً مشعاً بأنوار باهرة وتسجيل كل شخص مهما كان وإلحاقه بالصفوف دون أوراق ثبوتية أو هوية يساعدهم على التعلم عن العالم ويساعدنا ويساعدكِ على تقديم حياة كريمة لهم."
شرح وجهة نظره التي اتفقت عن طريق صدفة بحتة معها. ربما لن يكون لوريثه الرأي ذاته لكن فالتفكر بمثل هذه الأمور العويصة لاحقاً.

"آلاحظت أي فرد جديد؟"
سألت وهو أشار للشاشة الكبيرة التي أظهرت صور التقطتها كاميرات المراقبة بإبهامه.
"عدا الشابة التي أحضرتها اليوم لم ألاحظ أي فرد مختلف منذ بضعة سنوات."

شارلوت راقبت هيئة كناريا تحدق بعينيها من نافذة الطابق الثالث نحو ساحة اللعب التي امتلأت بالمراهقين.
"لديها عيون زاهية وصوت مميز. ألا تألفها؟ كانت تعيش في الضواحي وغالباً التحقت بفرع قريب لهذا."
عيناها ارتفعتا من عن الصور السلسة التي كانت تلتقطها الكاميرات الموزعة في كل مكان نحو روبرت.
"لا أذكر هجيناً بمثل هذه الصفات أو هذا الوجه. كنت سأذكر فكما تعلمين حفظ الوجوه إحدى مهاراتي التي لم أفقدها بعد، خاصة عندما بمتلك بعض الأفراد علامات الشمس."
كناريا امتلكت بعض النمش بالفعل أعلى وحول أنفها الدقيق.
"عائلتكم أنعمت عليها الشمس بقبلاتها بالمثل."
علقت شارلوت ليدعي التذمر:
"ليتها كانت قبلات القمر."

"آسفة، القمر لديه شخص آخر ليقدم له قبلاته."
عبثت بخصلات شعرها وروبرت إدعى مسح دموع وهمية جاعلاً.
"أعرف. لقد قلت هذا بالفعل للطفل الذي عرض عليكِ الزواج وحطمت قلبه منذ زمن."
شارلوت قهقهت.

أخذ الصورة التي التقطتها كاميرا المراقبة لوجه كناريا ثم ضغط أحد أزرار الحاسب أمامه ليبدأ بفرز صور مئات الأشخاص في ثوان.

هذا النظام تواجد في كل المنشأت الحكومية لكن استعماله هنا بالذات كان أكثر عملية لشارلوت فكناريا أكدت أنها ذهبت للمدرسة بعكس الأماكن الأخرى وإن كان هذا الأرشيف الضخم مازال يحوي ويحافظ على معلومات مدتها أكثر من عشرة سنوات فلابد أن يجد تطابق عكس ذلك لن يبقى لها سوى أن تجزم بأن كناريا تكذب.

الجهاز أمام الرجل أصدر صفيراً وحين تحركت شفاهه المتشققة أخيراً غمغم:
"إنها هنا. يوجد تطابق بنسبة أربعة وستين بالمئة في ملامح الوجه."

"هذا رقم مريب."
أضاف بعد لحظات من التحديث بالشاشة لتعلق شارلوت:
"لقد نمت، بالتأكيد لن يكون مطابقاً."

"حتى بعد البلوغ، المثير من الوجوه تتطابق بنسبة أقرب للثمانين لكن ماذا أعرف أنا؟"
حرك الملف الذي ظهر أمامه ليصبح مرئياً على الشاشة بكل تفاصيله.
"الاسم هو بيل وايت."

"هذا ليس الاسم الذي أعرفها به الآن."
غمغمت شارلوت وهو فاجأها حين قاطع:
"بالطبع اختارت اسماً عشوائياً أو أن هذا الشخص يشبهها فحسب. لا يمكن أن تكون هي."

"لا، إنها هي."
شارلوت تبسمت.
"هي تحب قصص الخيال. وايت كما في بياض الثلج وبيل اسم جنية."
شرحت وجهة نظرها. كناريا لم تبدي رد فعل واضح سوى اتجاه عدة مواضيع ومنها قصص الخيال.

"دعيني أقرأ عليكِ ما هو مدون في سجلها يا سيدتي."
ضيّق روبرت عيناه.
"التحقت بالصف الأول حتى الثالث بانتظام وفي عامها الرابع وقعت حادثة أودت بحياة الطالبة بيل وايت حين كانت تتشاجر مع رفيقاتها أعلى شرفة الطابق الرابع وسقطت من هناك."
حين توقف للحظة شارلوت سألت بتوجس:
"ما الذي حل للفتيات اللواتي تورطن؟"

"جروح وخدوش بسيطة. تخرجن بسلام."
أجاب وهو يعقد أنامله أمامه.

"عائلة الفقيدة؟"
مجدداً.

"لم يطالبو بأي تعويض أو يرفعوا قضايا جنائية على أُسر الفتيات. إنه أحد الحوادث الكثيرة التي أود نسيانها."
حين أطرق برأسه شارلوت صفقت بكفيها ليظهر التفاجؤ على محياه.
"لا تحزن روب، إنها حية."
تحدثت أخيراً ليعقد حاجبيه.
"كيف؟"
هذا السؤال بالذات أجابت عليه كناريا بنفسها حين حاولت الفرار منها برمي نفسها من أعلى شرفة الطابق العاشر بلا تردد. ظنت لوهلة أنها أرادت إنهاء حياتها لكن إصرارها على الحصول على الحرية المزعومة دحض هذا الشك.

"هي هجينة، سقطة كتلك لم تسرق حياتها فاضطرت لتزييف موتها عندما وقع الحادث لكي لا يشك أحد بأمرها. ربما استعانت بأي شخص فقير من الشارع ليقوم ببضعة دنانير من الإدعاء أن والدها أو شيء من هذا القبيل."
شارلوت استنتجت وإيثان فتح الباب برفقة ماشميا حاملاً صنية بأكواب بيضاء صافية.

"سأثق بما تقولين يا سيدتي."
روبرت علق بهدوء وشارلوت أومأت نحوه برضى. هذا كله لن يفيد إذ كناريا الطفلة وحتى إن كانت قد نشأت تحت رعاية بينولوبي كما تدعي، كانت تدير أمورها بنفسها بوضوح. والداها لن يظهرا في هذه السيناريوهات أو أي مما يليها لكن ربما تستطيع الوصول لسيناريو أقدم.

"هذا هو التفسير الوحيد المنطقي."
غمغمت قبل أن تهب واقفة وتضيف:
"سررت برؤيتكم بخير لكن يجدر الرحيل الآن."

"سيدتي أنت لم تقومي بلمس قهوتكِ بعد."
حين تحدث إيثان بإحباط رفعت شارلوت فنجانها وارتشفت السائل الساخن دفعة واحدة تاركة الشاب وجده يتسمران قبل أن يغرق الأخير بالضحك.
"شكراً على حسن الضيافة."
مدت يدها لجيبها وأخرجت قطعة حلوى مغلفة بغطاء داكن لتضعها في كف إيثان وتردف بابتسامة ودود وصوت خافت:
"هذه خالية من النعناع."

********


أين المسير بعد كل هذا؟
لفصل اليوم تفاصيل كثيرة ربما لا تبدو مهمة لكن قيمتها ومعناها سيتوضح أكثر في الفصول القادمة.
توضيح أخير:
سبب كل التساهلات في المؤسسات الحكومية مقصود
(أي التسجيل في المدرسة بأي اسم وما إلى ذلك دون أوراق ثبوتية) غرضه -في هذا العالم- ينفع أكثر مما يضر.
إن كان لديكم أي سؤال فتفضلوا بعرضه ✏️
أراكم حين أراكم
ناخت ❤️

Continue lendo

Você também vai gostar

1.5M 119K 50
اقرئي التعويذة و لا تلتفتي لأيِّ صوتٍ كان، أو حركة! فالكائنات الغير مرئية بالجِوار ___ # حائزة على المركز 1 في فئة مصاصي الدماء -- لا تخُن أمانتك مع...
1.4K 283 11
كتابٌ يعلمك تقدير ظروف الآخرين. note: الكتاب أقصر من إصبعك الخنصر
590 261 11
و القراءة ليست مجرد سرد كلمات بنسق وترتيب معين ... مفهومها أعمق ... أن تستفيظ مشاعرك ... ويكون لروحك حضور بدل عقلك ... أن تقرأ بمثل لحن الكاتب ... أ...
33.1K 3.2K 32
" أتدري كم من المشاكل التي سنقع بها هارولد؟ " " أدري إيم أدري، أرجوكِ فقط أخبريني هل تكُنين لي المشاعر ؟" " هارولد ستايلز ، إيميليا وانستون تُحبك وب...