دورٌ سقوفُها مِنَ الخُوص
و منازِلٌ شُيِّدت مِن زمنٍ بعيـد
أكلَ علي جُدرانِها الزمانُ و شَرب
و ها هي قد قاربت على الانهيارِ فوقَ روؤسِ
ساكنيها
هذا خبرٌ أكيـد
تلك المنازلُ يحيَ بها بغيرِ حياة
ذلك العاملُ البسيطُ الذي يَكِدُّ
طُوالَ نهارِهِ مِن أجلِ أنْ يعودَ لزوجِهِ الصابرة
و أطفالِه المُنتظِرينَ بلهفةٍ
لُقمَةَ خُبزٍ لا تَكفِي لِسَدِّ صِراخِ بُطونِهم
أمَّا عَنِِ اللحومِ فَهيَ بالنسبةِ إليهم
سرابٌ و حُلْمٌ سعيـد
فالفقرُ المدقعُ ينهشُ أجسادَهُم
و يصيبُ الجميعَ بالكربِ الشديد
ينتظِرون في أسى ما يحمِلُهُ لهم غدًا مِن عِيشَةِ العَبـيـد
هل بالحياةِ قهرٌ أكثرَ مِن ذلك ؟
هل هُناكَ مَزيـد ؟
أمَّا عن الضفَّةِ الأخرى
فقد شُيِّد بها القصورُ المُترفات
قصورٌ جدرانُها من النُّور
و لآلئُ تَدَلَّي هُنا و هناك
و دُرٍّ منثور
و أرضـُها فِضَّـة و سقوفُها قرميد
يحيَ بها كلُّ ظالمٍ مُجرمٍ عتيـد
ينهَشُ من كلِّ أصنافِ اللحومِ حتي لحومِ رعيَّته
أجل
فهذا حقّـُهُ فهو السيد
و أنتم مُجرد عبيد
و الغانياتِ اللاهياتِ يعِشن في القصورِ
و تتمدد أجسادِهن على الحرائِرِ
أجل ..هذا حقُّهنَّ
ألَم يرقُصْنَ و يتمايلنَ لوقتٍ مديـد
من أجلِ أنْ يـُغدِقَ عليهنَّ السادة الطغاة
من أموالِهم الطائِلة
و يلهثون ورائهنَّ كالكلبِ الشريـد
اصمت ..
و هل لديكَ حقُّ الاعتراض؟
و هل لديكَ القُدرة على قولِ
آه ؟
اصمت قبل أن تُخرِسَ أنفاسَك السياطُ
و سلاسلُ الحديـد
لا تسألني عنِ الرحمة
فقد فارقت الصدورَ و حلَّ مكانَها
الغلُّ و الظلمُ الذي
يقتلُ الأبرياءَ قتلًا و ئيـد
و لكنِّي ها هنا انتظر أنْ ينقشعَ الغمام
و يزولَ الظلام
و يأتي الفجرُ الوليد
فانتظرْ مَعي فإني مُنتَظر
بطشَ الإلَـــهِ
بكلِّ ظالمٍ مُعتَدٍ مَريـــد
__________________________________
- بقلمي✒
اتمنى ان تنال اعجابكم و في انتظار ارائكم و انتقادتك البناءة
دمتم نجومي اللامعة⭐⭐