كانـا طِفْلَين
صبيًا و فتاة
صغيرَين ..لاهِيَين
عُمرهما يساوي
أصابعَ الكفين
جلستُ أعلِمُهما القليلَ مِنَ العلوم
و جَلسَا هُما مُنْصِتَين
وجَّهْتُ للصبيِ سُؤالًا
لكنَّه صمتَ و لمْ يجبْ
فوبَّخْتُهُ بقليلٍ من الحِدة
فبـَـكَــا
انزعَجْتُ لبكائِه و حزِنت
شعرتُ بذنبٍ دَفين؛
لأني السبب
في بُكاءِ عَيْنَين بريئتَينواندهشتُ حين وجَّهتِ الفتاةُ
للصبي سؤالًا بعد أن هدأت دموعُ المُقلتَينكان السؤالُ مباغتا لقلبي الحزين
قالت : لما بكيت؟ أيوجد رجلًا يبكي؟
فأجابها الصبي باقتضاب:
-لافما كان مني إلا أن أفهمت الصغيرين
بأن البكاء ليس حكرا علي النساء
و أنَّه بكي لشعورهِ بخطأه في ذلك الحين
و اقتَنَعَت الفتاةُ و صمتت
و لم يصمتْ عقلي بعدها من الدورانِ و الأنين
كيف لهذه الصغيرة أن تعتقد مثل هذا الاعتقاد ؟
و تسألَ سؤالًا يُزيد من اضطراب الصبي الحزين !و كأنه ببكائه قد ارتكبَ جُرمًا مُهين
" أَيُوجد رجلًا يبكي؟؟!"
نعم ..و لِمَ لا يبكي
لِمَ نُربي الصغارَ بأنَّ بكاء الرجلِ
ضعفًا أو عيبًا مُشين
فيكبرُ الصبي ليصيرَ رجلًا
فظًا غليظًا جافيًا
و كأنَّ قلبَهُ قُضَّ مِنْ صَخرٍ مَتين
و إذا مسَّه الحَزَن
يهربُ بدموعِه عن الناظرين
أو يحبِسُها في مُقلَتَيِّه حتَّي يجِفُّ
نبع العينفيصبحَ رجُلًا بقلبٍ في أحَنِّ اللحظاتِ
لا يَـليـن!
__________________________________
# بقلمي ♡
أتمني أن تنال إعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
و انتقاداتكم البناءة-فايزة ضياء العشري"لوزة"
YOU ARE READING
خواطر (زهرة برية)
Poetryهي كلمات ربما تحوي علي بعض الأمل ...ربما توحي ببعض الحزن...أو هي انبثاق لغصص مكتومة و تنهدات حارة تخرج علي هيئة..كلمات كلمات ليست ككل الكلمات.