عندما بكي !

136 37 49
                                    

كانـا طِفْلَين

صبيًا و فتاة

صغيرَين ..لاهِيَين

عُمرهما يساوي

أصابعَ الكفين

جلستُ أعلِمُهما القليلَ مِنَ العلوم

و جَلسَا هُما مُنْصِتَين

وجَّهْتُ للصبيِ سُؤالًا

لكنَّه صمتَ و لمْ يجبْ

فوبَّخْتُهُ بقليلٍ من الحِدة

فبـَـكَــا

انزعَجْتُ لبكائِه و حزِنت

شعرتُ بذنبٍ دَفين؛

لأني السبب
في بُكاءِ عَيْنَين بريئتَين

واندهشتُ حين وجَّهتِ الفتاةُ
للصبي سؤالًا بعد أن هدأت دموعُ المُقلتَين

كان السؤالُ مباغتا لقلبي الحزين

قالت : لما بكيت؟ أيوجد رجلًا يبكي؟

فأجابها الصبي باقتضاب:
-لا

فما كان مني إلا أن أفهمت الصغيرين

بأن البكاء ليس حكرا علي النساء

و أنَّه بكي لشعورهِ بخطأه في ذلك الحين

و اقتَنَعَت الفتاةُ و صمتت

و لم يصمتْ عقلي بعدها من الدورانِ و الأنين

كيف لهذه الصغيرة أن تعتقد مثل هذا الاعتقاد ؟
و تسألَ سؤالًا يُزيد من اضطراب الصبي الحزين !

و كأنه ببكائه قد ارتكبَ جُرمًا مُهين

" أَيُوجد رجلًا يبكي؟؟!"

نعم ..و لِمَ لا يبكي

لِمَ نُربي الصغارَ بأنَّ بكاء الرجلِ

ضعفًا أو عيبًا مُشين

فيكبرُ الصبي ليصيرَ رجلًا

فظًا غليظًا جافيًا

و كأنَّ قلبَهُ قُضَّ مِنْ صَخرٍ مَتين

و إذا مسَّه الحَزَن

يهربُ بدموعِه عن الناظرين

أو يحبِسُها في مُقلَتَيِّه حتَّي يجِفُّ
نبع العين

فيصبحَ رجُلًا بقلبٍ في أحَنِّ اللحظاتِ

لا يَـليـن!

__________________________________
# بقلمي ♡
أتمني أن تنال إعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
و انتقاداتكم البناءة

-فايزة ضياء العشري"لوزة"

خواطر (زهرة برية)Where stories live. Discover now