في محرابِ الحُب

135 33 198
                                    


على أرضيّةِِ ملساءِِ باردة

كانت ها هُنا مُستلقية

برداءِِ أسود حريريْ

التصق بجسدِها و كشف عن ذراعيها و نحرِها

و بأقدامِِ صغيرةِِ مخضَّبَةِِ حافية

استفاقت في فزع

و قلبها يدقُّ طبولَ الهلع

- أين أنا ؟.. كيف أتيتُ إلى هُنا ؟..
لِما أشتَّمُ رائحة دمائي الثائرة ؟
كيف سِرتُ بالطريقِ بتلك الثياب الفاضحة ؟
كيف أتيتُ إلى هُنا حافية ؟

ثم وقفت فلسعت أقدامَها برودة الأرضيَّة

فتحاملت على نفسِها و سارت تكتشف
أين هيَ؟

مكانُُُ مُتَّسع ذو أعمِدَةِِ طويلة

و أسقُفِِ مُقعَّرة .. ربما هي أقبيَة

بصيصُ نورِِ مُنبَعِث

و تنبَثِق خُيوطُ اَشِعَةِِ من تلك الزاوية

جرَّت أقدامَها لتلك الزاوية

كُلَّما اقتربت .. كُلَّما ابتعدت تلك الزاوية !

- يا ربي أين أنا ؟
تلك البرودة قد اجتاحت جسدي اللا مُنسَتِر
و أرهقت أقدامي الحافية

صرخت بخوفِِ لعلها تقطع ضجيجَ الصمتِ من حولِها
و تعرِفُ أين هيَ ؟

- من أنتِ يا ابنة الكِرام ؟

صوتُُ ترددَ في المكان

صوتُُ قويُُ ذو هيبَةِِ في النفوسِ مُدويَة

ربما هو اَتِِ من تلك الزاوية

القريبة .. القاصية

تلفتت حولَها و أجابت بصوتِِ مرتجف :
- لا أعرف مَن أنا ؟..
و لا كيف أتيتُ إلى قصرِكَ سيدي ساهية ؟
أمْنُن عليَّ بنُبلِكَ العظيم و اخبرني .. من أنت؟
و من أنا ؟ و ما كُنه ذاتيَ ؟

- أنتِ في محراب الحُبِّ أيتها الصغبرة اللاهية
في حضرَةِ ابن شداد و قيس ابن الملوح و جميل
و كُثَير كلنا ها هُنا سواسية .

فغرت فاها غيرَ مُصدِّقةِِ ما سَمِعَتهُ لتوِّها

و تسائلت بصوتِِ مُرتعِش :
- أهذا النورُ المنبَعث هو نورُ وجودكُم يا سيدي ؟
كيف أتيتُ إلى محرابِكُم و كيف ولجتُ إلى هنا ؟
و أنت .. أنت مَن مِن سادَةِ العِشق ؟ هل لكَ أن تُجيبَني فترحم عينيَّ الباكية ؟

خواطر (زهرة برية)Место, где живут истории. Откройте их для себя