تَدَفُّقْ

HagerPink által

79.9K 7.8K 2.9K

يمر الجميع بتجارب جديدة، تكون أحياناً قاسية أكثر مما نتصور، نمر بالفقد ويزورنا الآلم، نشعر بالضغط وأحياناً أخ... Több

Part 1..(تَبايُن)
Part 2..(ألــم)
Part 3.. (تَلاشـي)
Part 4..(حُطامُ مَاضـيٍ)
Part 5..(تَخبُط)
Part 6..(دَوَائر)
Part 7..(2 دَوائـر)
Part8..(هُدوء ما قبل العاصفه)
Part 9..(هُدوء ما قبل العاصفه 2)
Part 10..(إنتِشالٌ غَيرُ مُتَوَقَعْ)
Part 11..(المَوجَةٌ التى غَيَرَت السكون)
(Part 12) {3}هدوء ما قبل العاصفه
Part 13..(العـاصـفه)
part 14..(ْصَرخة نُكران )
Part 16.. (مُشَوَشْ)
Part 17..( تَــائِــه )
معلومات هامة
Part 18.. (عَودةٌ غيرُ مَحمودَه)
Part 19.. (مُلَـغَمْ)
Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )
Part 21.. (إنهيـار)
Part 22(عــودة)
Part 23...(أغــرَق)
part 24..(استغاثة)

Part 15..(غُصَةٌ صَامِتَه)

2.3K 318 73
HagerPink által

الثلاثاء الساعة السابعة و عشرون دقيقه صباحاً بأحد غرف المشفي والتي إمتلئ عدد أسرتها بالمرضي......

عشر دقائق ثم فتح الباب ككل صباح ليدخل فريق التمريض المسؤول عن هذا القسم وبدأ عمله بنشاط

إبتدائاً من فتح النوافذ والستائر لتجديد هواء الغرفه وإدخال ضوء الشمس يلي ذلك تنظيف الأرضيات بمواد معقمه
وانتهائاً بتغيير أغطيه الأسره بأخرى نظيفه وتغيير المحاليل المغذية للمرضي وأباريق الماء

ذلك الروتين الذي يدخل بعض البهجه والتغيير علي المرضي والذي يتكرر دورياً بشكل يومي حتي إعتاده المرضي حتي المستجدين منهم........

لكن ليس مستجدنا الغائب عن إدراك ما حوله حتي اللحظه لليوم الثالث على التوالي....

إقترب منه أحد الممرضين ليغير له المغذي الخاص به والذي كان قد انتهي بالفعل ثم بدأ في قياس مؤشراته الحيويه....

كان حالهُ بائس يرثى له ببشره شاحبه وشفاه متشققه وسكون تام
لولا تلك الأنفاس التي تدخل وتخرج بانتظام لظنه الواقف أمامه قد فارق الحياة

هم بتركه عندما تأكد من إستقرار حاله إلا أنه قد إلتفت سريعاً عندما لاحظ إنعقاد حاجبيه ومحاولته لفتح عينيه....
لا شك بأن بروده المغذي الذي تسلل عبر أوردته إلي جسده قد أيقظته ..

أسرع الممرض من فوره لإخبار الطبيب سام باستيقاظه فهو الوحيد القادر على تهدأته إذا ما ثارت ثورته كما حدث من قبل فهو الوحيد الذي يعرفه على كل حال....

____________

عقد حاجبيه بغير إرتياح وقد تسللت رجفه بارده إلي أجزاء جسده الدافئ مع تسلل ذلك السائل الشفاف البارد عبر أوردته فأطلق آنه منزعجه.

ثم سكن محاولاً إستعاده نومه المريح الذي كان يغرق فيه منذ مده، لكنه لم ينجح في ذلك فقد أزعجه ذلك الضوء الذي إخترق جفنيه رغم أغلاقهما وتلك الهمهمات المنتشرة من حوله.

أصدر له عقله أمراً مزعجاً بفتح عينيه فانصاع للأمر مكرهاً وعلى مضض....

سمح لذلك الضوء الساطع بالاندفاع نحو عينيه دفعه واحده مسبباً له العمى للحظات ثم اتضحت له صوره السقف الأبيض فوق رأسه.

وارتفعت تلك الهمهمات إلي ما هو أكثر وضوحاً وازعاجاً إن صح التعبير.

أعاد إغماض عينيه بقوه ثم فتحهما محاولاً اعتياد الضوء والضجه من حوله ثم استقام بجزعه جالساً بصعوبه بالغه صرخت بها فقرات ظهره المتصلبه.

نظر حوله بعيون ناعسه شبه مفتوحه وملامح هادئه تماماً كذلك النسيم الذي تسلل من النافذة شذراً للتو.

أدار ببصره نحو النافذه الزجاجيه الكبيرة أقصي يمينه وأخذ يتأمل الستائر المتطايرة بخفه وضوء الشمس الذي أضاء كامل الغرفه....

جال ببصره أرجاء الغرفه يتأملها بصمت.... إلي يساره عده أسره يشغلها عدد من المرضي العجائز الذين بدأو بتناول إفطارهم حالياً....
وعدد من الممرضين والممرضات يتحرك في كلا الإتجاهين ذهاباً وإياباً لخدمة المرضي و تلبيه إحتياجاتهم.

هل هو بدارٍ للعجزه؟!

بينما هو في حاله فحص شامل لكل ما حوله لاحظ كون العجوز الذي يشغل السرير المجاور يلوح له محاولاً جذب انتباهه بابتسامه بشوشه !

رفع حاجبيه في دهشة ثم أشار إلي نفسه بسبابته مستفهماً إن كان يقصده هو ؟!

فأومئ له العجوز وقد اتسعت ابتسامته ثم سأله بلطف إن كان يشعر بحال أفضل الأن.....

تفقد أجزاء جسده بكلتا يديه ثم أعاد بنظره نحو العجوز وأومئ بملامح هادئه تماماً فعلي ما يعتقد كل شيء بخير....

دمجت ابتسامة العجوز بمسحه من الحزن و هو يراقب تصرفات الفتي مشفقاً علي حاله أسفاً لفقده وهو بمثل هذا السن الصغير.

تقريباً صار هو ووالدته وأخيه الحدث الأهم في المشفي فالجميع يثرثر بشأنهم طوال الوقت.

عن تلك الأم التي فاضت روحها إلى بارئها وهي بريعان شبابها بموت مفاجئ تاركهً خلفها طفلين أحدهما أصيب بانهيار عصبي لدي معرفته برحيلها والأصغر أدخل إلي غرفه الطوارئ بمصير مجهول لكليهما.

عاد الجد ينظر نحو الفتي بابتسامته البشوشه ثم حمد الإله علي سلامته وأخذ يوصيه بالاهتمام بنفسه وبصحته متعمداً عدم ذكر أيٍ من أفراد أسرته أمامه.

كان صوته حنوناً وابتسامته دافئه للغايه وحديثه اللطيف يجبر أي شخص علي الإبتسام لكن هناك أمر غريب به.... !

لقد فقد قدرته على الابتسام تقريباً....هو لا يعلم حتي لماذا ؟! لكن ومنذ استيقاظه وهو يشعر بذلك الثقل يچثم علي صدره مثقلاً أنفاسه ومشتتاً لأفكاره........

تلك الغصه التي تتوسط حلقه بشموخ وقوه لا يعلم حتي سبباً لها وذلك الجمود الذي طغي ملامحه

يستطيع الشعور بحدوث أمر ما.... أمر إهتزت له جميع أوصاله...... لكن ماهو ذلك الأمر ؟!
لا يستطيع التذكر
لا يستطيع مهما حاول.....
بل ربما لا يريد أن يفعل..... لا يريد ذلك أبداً
لا يمكنه الابتسام كذلك........ ومهما دعي موقف الجد الطيب لذلك ؟!

لذلك اكتفي بالإيماء للعجوز شاكراً إياه علي سؤاله غير مدركٍ حتى لمدي جمود ملامحه في تلك اللحظه..!

ذلك الجمود الذي ينافي تلك المستعره بداخله حتي طالت كل ركن بكيانه...

عاد للنظر نحو كفيه المرميان بحجره باهمال وشرد بافكاره بعيداً حيث يسبح بفضاء رمادي وحده فقط حيث الفراغ ولا يستطيع تحصيل أي شيء جديد

غارقٌ باللا شئ عدا عن صوت تلك القطره اليتيمه التي تهوي من كيس المغذي لترتطم ببحيره صغيره من سابقاتها لتتحد معهن بداخل ذلك الوعاء الصغير  بمجري الأنبوب.....

رفع رأسه سريعاً لدي شعوره بتلك اليد التي احتوت كفيه معاً ليلقي وجه الطبيب سام القلق يحدق به......

كان يجلس مجاوراً لسريره  عيناه تلتهما خاصته بقلق جارف كعادته لكن هذه المرة تصرفاته هادئه....

هادئه للغايه..... حزن عميق بداخل عينيه وارتباك يغلف ملامحه

وللمره الأولي يتصرف بحكمته كطبيب وليس بجارف مشاعره كصديق والده المقرب وبدأ بفحص كل انفعالات الفتي بدقه وهدوء لبعض الوقت.

حتي توصل إلي استنتاج وارد اتسعت له حدقتيه بدهشه يعلوها بعض الفزع فما كان منه إلا أن نطق بإسم الفتي بنبره أعلي من سابقاتها مما جعل كتله الصمت أمامه تجفل فزعه.

أدرك كونه تسرع وتصرف بلا وعي منه لذلك استعاد هدوءه سريعاً وبدأ عقله بفرض كل الاحتمالات وكيف يتصرف بها.

أما الفتي فكان يرمقه بنظراتٍ هادئه تماماً وربما بارده من وجهه نظر البعض ويراقب مدي تقلب انفعالاته والتي تؤكد شيئاً واحداً بداخله.

أن هناك شيء قد حدث بالفعل ؟! .... وشعوره يقول بأنه أمر سئ..... بل سئ للغايه!!! 

عاد للشد علي كفي الفتي مطمئناً إياه برفق وهو يشعر بمدي عظم فجوه الحيره والفراغ بداخله الأن.

فتنهد بثقل وهو يستشعر ذلك الضغط المهول الواقع عليه الأن.....
يذكر تماماً وللأسف كم كان رد فعله كارثياً ومدمراً بالنسبه إليه عندما علم بالأمر.

والأن يتحتم عليه إخباره... وإلا كيف سيدعه يعود لمنزله ليجده فارغ ؟! .....
وقد يؤذي نفسه
ولكن كيف سيخبره ؟!.... كيف سيفعل ذلك ؟! ؟!

تنهد مجدداً وقد حسم أمره فعاد لمناداه ذلك الغارق بأفكاره ليرفع المعني رأسه لمحدثه ويرمقه بنظراته الضائعه الحائره تغلفها طبقه رقيقه من دموع العجز والقهر...

ذلك الشعور الذي يكرهه..... يشعر بالضياع... يشعر بأنه تائه.... لا يعلم ما عليه فعله.... لا يعلم حتي ما يفعله هنا... منذ استيقاظه وذلك الشعور يداهمه.

لا يحب كونه جاهل بأمر ما..... فماذا إن كان الأمر يخصه بذاته...

صبغت نظرات الطبيب بالشفقه علي حال الفتي فعاد يشد علي كفيه بشكل أقوي ليدعم روحه الهشه وسأله بنبره أبويه حانيه :
"أتريد أن نذهب من هنا ؟ "

أومئ الفتي برأسه عده مرات وكأنه كان يتشوق لذلك ولكن في الحقيقة هو يريد الهرب... يريد الهرب فحسب فهذا المكان يخنقه تماماً ويطبق علي أنفاسه بشده.

ابتسم له سام ببعض المرح مجيباً حماسته :
"لك ما تريد "

ثم ابتسم ساخراً من سذاجه سؤاله فبالطبع سيود الخروج من مستنقع الذكريات الموحل هذا بأسرع وقت....

نقل کيس المغذي علي حامل ذو عجلات ليمكنه من حمله معه بحريه وسأله ما إن كان يواجه صعوبة بالمشي فأجابه بهز رأسه نافياً للدلالة على أنه بخير.

وتوجه كلاهما إلي المكان الوحيد الذي يستطيعان
التحدث به بحريه دون أن يزعجهما أحد.....مكتبه الخاص.

جلس كايند علي طرف ذلك السرير الجلدي البارد بأخر الغرفه فختار الطبيب كرسي مكتبه ذو العجلات مجلساً له وعاد الصمت....

رفع كايند رأسه متطلعاً إلي سام بنظراته وكأنه يطالبه ببعض التفسير والأن.

لكن سام المسكين كان بداومه أفكاره ولم يلحظ نظراته....إلا أنه انتبه لنفسه حين عاد كايند لإخفاض رأسه ببعض الخذلان
فسحب نفساً عميقاً ثم زفره بهدوء وقاوم ذلك الثقل بشروعه أخيراً بالحديث :
"اذا كايند......أنت لا تذكر شيئاً مما حدث صحيح ؟"

لوقي سؤاله بالصمت وتلك النظره الهادئه فقرر إعاده صياغه السؤال بشكل أوضح وإن كان أكثر مجازفةً :
"أقصد ما حدث ........لوالدتك."

جعد الفتي ما بين حاجبيه ببعض الاستغراب فما دخل والدته بالأمر.....
لكن بالتفكير ملياً.......أين هي الأن ؟!

تري ما الذي تفعله بهذا الوقت...؟!

هل تعلم بوجوده بالمشفى ؟!......لما ليست إلي جواره الأن ؟؟

لما لم تتصــ..........

اتسعت عيناه علي أشدهما ببطئ في فزع جسيم وخرجت شهقه مخنوقه من بين شفتيه عنوه بعد صراع مع تلك الغصه التي مزقت حلقه.

أمسك فوراً برأسه مخللاً خصلاته بعدم تصديق ثم أحني بجذعه قليلاً وقد تسارعت أنفاسه وتلاحقت بصوره جنونيه ككل ما يحدث معه.

وهو ما أفزع طبيبه الذي أخذ بمحاولة تهدئته حتى لا ينتهي الأمر بنوبه سعال أخري.

حتى هدأ أخيراً بعد دقائق وسكن تماماً مطأطأً برأسه كما كان يفعل قبل أن يأتيه الطبيب سام.

كان كامل جسده يرتجف تماماً خصوصاً أطرافه وأصابعه......

لم ينطق بكلمه واحده منذ استيقط
لكن سام لا يستطيع أن يضغط عليه بأي شيء الأن.

لا يعلم ما عليه فعله بهذه اللحظه أيبقي بجانبه أم يتركه بمفرده لبعض الوقت حتي يهدأ.

تنهد بثقل للمره الألف لهذا اليوم الطويل المتعب الذي لا يريد أن ينتهي ثم جلس علي كرسي مكتبه من جديد متكئاً بجسده إلي ظهر الكرسي وقد ألقي برأسه إلي الخلف وأخذ يتطلع السقف بشرود
ناطقاً بصوت رخيم هادئ بعض العبارات التي من شأنها أن تساعده بهذا الوقت :
"انصت إلي كايند.......
أعلم تماماً مدي قسوه ما تشعر به الأن................. وأنا أسف تماماً لذلك .......... البكاء ليس عيباً إن أردت أن تبكي ففعل ذلك......لكن لا تبقي صامتاً هكذا ....وأريدك أن تعلم أيضاً بأنني سأكون إلي جانبك دائماً
ولن أترككما وحدكما أبداً........"

استقام واقفاً بعد أن أنهي حديثه ثم شرع بهندمه معطفه الطبي وأضاف ممهداً لخروجه بذات النبره الهادئه :
"هذا كل ما أريدك أن تفكر به الان ولا تشغل نفسك بشئ أخر أنا سأهتم بكل شيء .......والأن إرتح هنا ريثما أعود."

________________________________________

ألقي بكلماته ثم جر أقدامه نحو الخارج ليترك الفتي وحده لبعض الوقت حتي يستوعب أمر رحيلها الذى لا مفر منه بهدوء وليأخذ وقته فرد فعله كان أكثر حساسيه مما كان يتوقع منه.

أغلق الباب بهدوء فور خروجه ثم زفر بعضاً مما يثقل صدره وقد تشابكت أفكار رأسه مكونة فوضي عارمه لا تفيده حالياً بشئ.

يؤلمه حال الفتي بشده ويعيد إلي ذاكرته ذكري ذلك اليوم....
يوم وفاه صديقه المقرب ورفيق دربه والذي هو بالمناسبه والد كايند.. 

كان الخبر صادماً للجميع ومؤلماً كالطعن في مقتل.....
كانت الأجواء بذلك الوقت كما الان ركود وصمت....وصدمه واستنكار داخلي للخبر....
هكذا هي الحياة.....صادمه بل صاعقه

وأحياناً.....صامته

وتوالت الصعوبات علي تلك الأسره منذ ذلك اليوم حتي اللحظه وكم کان مدهشاً مدي سرعه إدراك كايند لانتقال المسؤليه التلقائي إليه.

والأكثر اثاره للده‍شه هو ماقام به بعد ذلك لتحسين الأوضاع من قرارات صعبه وتضحيات جعلت من الصعب ان تنظر إليه دون أن تري نسخه مصغره من والده.

كمحارب صغير.....لكن كم سيصمد المحارب بعد كل تلك الطعنات.

بداية رحيل والده ثم حاله مايك النفسيه المعقده ثم تلاها اعتلال قلبه واقامته بالمشفي وبعد كل ذلك تأتي طامه والدته لتكمل سنفونيه الفقد المفجعه باحترافيه....

لكنه خائف أكثر من وقع تلك الأخيره التي يبقيها بجعبته لوقت لاحق.....فالفتي لن يحتمل أي شيء الان بأي حال .....أما هو فلم يستطع النوم منذ أتاه أخر الأنباء......ولا يدري حتي اللحظه كيف سيخبره به.....فهذه المره ليست كسابقتها وليس في كل مرة تسلم الجرة....

وقد تكون القطرة التي ستفيض الكأس.

انتبه من سحيق أفكاره عندما نادته أحد الممرضات لتخبره بأن أحدهم قد طلب حضوره.

أومئ لها ثم ذهب معها وأخذ يمسح وجهه بكفيه في تعب وتشتت محاولاً صب تركيزه على عمله لكنه لايستطيع فعقله مشغول بأمر واحد فقط الأن...
ذلك الأمر الذي منعه من النوم لأيام.......

________________________________________

كان منحنياً إلي الأمام......خصلاته البندقية تغطي ملامحه المعتصره ألماً وقهراً .

أطرافه التي ترتعش بغير إذن منه وهدوء ذلك القابع أمامه وكلماته التي يدرك تماماً مدي يأس صاحبها في التخفيف عنه.

أصبح الحزن قطرة واحده ببحر ما يموج به..
ما إن سمع صوت انغلاق الباب بخفه خلف محدثه حتي سقطت تلك الشامخه منهمره دون أدني مقاومه  منه.....فقط لا يعرف كيف صمد حتي اللحظه...كيف لم تخنه تلك العبرات....كيف تمكن من كبحها...فهو بالكاد يكبح صراخه الان.

ساخنه سياله دموعه.....منسكبه كمنبع لا يبور.......مندفعه متقافزه وكأنها تهرب من كونها بالداخل فتلوذ بالفرار.....
من ذلك الجحيم المستعر بدواخله.

أمسك بخصلاته بكلا كفيه وأخذ يقبض علي شعره يعتصره بين يديه محاولاً كتم صرخاته التي تنذر بالخروج...

شهقاته تتوالي وتتسارع تخرج حاده من صدره المذبوح كالسيوف.

كيف سيعيش بدونها.....كيف سيتمكن من ذلك ؟!

كيف سيدخل البيت الخاوي بعد الأن ؟

كيف سيكمل حياته دون رؤيه ابتسامتها.......

دون أن يبهجه مرحها.......

دون أن يغمره لطفها....

دون أن يحتمي جسده بحضنها الدافئ....

ودون أن ينعم بعبيرها الفريد.....

إشتاق إليها.......إلي قلقها الزائد عليه دائماً......

إلي حنانها الجارف.......وآاااه كم كانت حنونه.

إلي أن تغمره باهتمامها الرائع......

أن تمدحه بكلماتها العذبه...

أن تخبره بأنه يشبه والده.....وبأنها تحبهما أكثر من أي شيء أخر وبأنه طفلها الأول المميز

كم سيشتاق إلي ملامحها الرقيقه حينما تبتسم......

كم سيشتاق إلي سرعه تأثرها دائماً .....

كانت تشكل أثمن ذكري من ذكرياته مع والده........لكنها الأن رحلت وتركته خلفها لتنضم إلي ذكرياته.....

يكاد يموت شوقاً إليها.....إلي كل شئ....

كل تفصيله بها....كل أفعالها.....كل تحركاتها

الأشياء الصغيره التي إعتادت على فعلها لتدخل السرور على قلبه حين تقرأ حزنه...

وكم كانت بارعه في ذلك.....

لكن الان....رحلت تلك التي تمسح حزنه...رحلت من كانت بلسم جرحه.....
فقط....رحلت.

#يتبع

2073 words
النجمة بالأسفل وهي تحب أن تضغطوا عليها⭐
لترسلوا للكاتبة بعض الفراشات 🦋
نجمتي تراقبني وأنا أكتب وتعلم كم أنتظر منكم إرسال النجوم 🌠
دمتم بخير 💙

Olvasás folytatása

You'll Also Like

854K 12.9K 26
نبذه?: كان محاوطها ويناظر بعيونها انصدمت من جرائته دفعته وباس شفتها انصدمت منه ودفعته وضربته كف و هزت راسها وركضت. ............... كانت تدور عليه وفي...
461K 12K 22
اول روايه لي في الاوتباد
891K 40.2K 14
"إلين" "أصحاب القصر فاحشين الثراء الاخوة السبعة"
381K 30.4K 53
بِـسـبـب جـهـل و قـلـة مـسـؤولـيـة والـدتـه ، سُـجـن شـقـيـقـه بــيـن أربـع جُـدران و هُـو بـالـسابعة ، يـجـاهـد فـي إيـجـاد الأخـيـر و مـحـو الـذنـب...