{KILL ME WITH KINDNESS | Obs...

By code00a

297K 28.2K 36.9K

Season Two | استحوَاذ عِندما يَسأل الجُوكر : -مَن الذي استحوذَ عَلى الآخرِ يَا تُرى ؟- ♦• أَنَا لَا آخَال، أن... More

•♦ اقتُلِينِي بِرفْق | استِحْوَاذ ♦•
• ♦ لماذا احببتني ؟ ♦ •
•♦ ضريبةُ الاعتِراف ♦•
•♦ بواكير الاجتذَاب ♦•
•♦ فُولَاذيُّ القَلْب ♦•
•♦ حُروف مَسمُومة♦•
• ♦ قنينة كاملة من ثمالةِ الشغف ♦ •
•♦ طليعةُ الارتحَال ♦•
•♦ إدبَار و إقبَال ♦•
•♦ تحريضُ صديق ♦•
•♦ بداية الحقبة ♦•
•♦ لأنّي أبكيتك ♦•
•♦ ابْكِي في حضنِ من تحبّك ♦•
• ♦ وإنه لرجلٌ عظيم ♦ •
•♦ اغتيال شفاه ♦•
•♦ النّجمُ الوقّاد ♦•
•♦ وتدُ السّماء ♦•
•♦ تَهويدةُ الحُبْ ♦•
- non part -
•♦اقتليني برفق | ONE ♦•
- non part 2 -
•♦ اقتليني برفق |TWO ♦•
•♦ بوني وكلايد ♦•
♦Special Thing | TRAILER♣
•♦ قضية افتتان ♦•
•♦العندليبُ الأحمر ♦•
♦ نجلُ إبليس | ONE ♦
•♦ نجلُ إبليس | TWO ♦•
•♦ الشّفقُ الأحمر ♦•
•♦ نهايةُ الحقبة - The End ♦•
♥♣♠♦أسطورة الجوكر ♦♠♣♥
♦ NEW SEASON ♦
♠♦♦♣{ المَغفِرَة }♣♦♦♠
•♦ المغفرة : يومًا بعدَ يوم ♦•
•♦ المغفرة : شعلةُ الصّراع ♦•
•♦ المغفرة : صحوةُ الأولياء ♦•
•♦ المغفرة : لهيبٌ ودخّان ♦•
•♦ المغفرة : كانت لِي قُرّة عَين ♦•
♥♦ special gift |Trailer♦♥
•♦ المغفرة : اجترَاع أَلم ♦•
•♦ Gifts ♦•
• ♦ المغفرة : الكسوفُ الأول ♦•
•♦ المَغفِرة : نارُ الفنَاء ♦•
•♦ المغفرة : نزعةُ الثوَّار ♦•
•♦ المغفرة : تقفي المصير ♦•
•♦ المغفرة : مات الشاه ♦•
•♦ بقايا ورُفات ♦•
•♦ المغفرة : فِي قلبِي لعنة ♦•
•♦المغفرة: الأجزاءُ الناقصة ♦•
•♦{ المغفرة : انعاش }♦•
•♦{ المغفرة : رَصاصة }♦•
•♦{ المغفرة : أرضُ المجانين }♦•
•♦{ المغفرة : تساقُط الشهب }♦•
•♦{ المغفرة : ڤانيسا }♦•
•♦{ المغفرة : اشتِبَاك }♦•
•♥♦{ ممارسةُ الكُره }♦♥•
*special present*
♦{ ممارسةُ الكره : 2 }♦
•♦{ أُزلفت النهاية }♦•
{ المغفرة : النهاية }
♠♥♣♦luxurious♦♣♥♠
♠♥♣♦{ النهايةُ المُثلى }♦♣♥♠
♦.{ألماسةُ الجوكر}.♦
♦.أنثى فوقَ المعيار.♦
♦.النظير العشقي.♦
•♦ Set Fire To The Rain ♦•
exo

•♦ مثوى القلوب ♦•

6.6K 563 451
By code00a

__________

أنتِ مرتعي و مثواي
في دنيا اغتربتُ عنها
وفي بردٍ أقرسه الشجون
أبدلتِ تناهيدَ جوفي بترانيمَ مباركة

كنتُ أنا حينما قلتُها
كنتُ أنا ، ولم يكن إلاي

__________________

اسدلت أكتافها وهبطت أنفاسها ، ضمورٌ في شواهق المشاعر قد أصابها ، أحزانه تنخرُ قلبها تلقائيًا ، كما أنّ الأماني ترتصّ في دواخلها قائلةً ' ليتها فيّ وليسَ فيك '

هزّت كتفه علّها تعيدُ عينيه التي تصبو للأجراف فهو لا يبصرُ إلّا قمم الجبالِ عادةً ، فأحالَ عينيه إليها ليجدَ ابتسامةً قيلَ أنها هبطت من الفردوسِ إليه

فاستحى منها ومن عظمةِ هذه الهبة المُنزلة ، وبما أنهم على مقربةٍ من السّماءِ فذلك أمرٌ وارد جدًا ، أليسَ كذلك ؟ نحنُ في دنيا فانية فلمَ لا نجعلُ من أجمل التفاصيل عجائبًا إضافية لعجائبِ الدنيا السّبعة ؟

ابتسمَ هو بحدّ ذاته يخفضُ رأسه ليسَ بإسمِ الأسى كما حدثَ منذ قليل ، بل لأن الخجلَ طرّزَ شفتيه المحدّدة بطبيعتها الوسيمة

" هل يمكنني أن أطرحَ عليكَ سؤالًا ما ؟"

أومأ بتؤدة ، بطريقةٍ تبعث الطمأنينة لها كي لا تتخوّف من أي سؤالٍ ستنطق به

ومع هذا هي ستبقي بعضَ الأسئلة خلفَ الستار ، حتى لا تثيرَ الشوائبَ الزائلة بينهما من جديد

" لماذا قبلتني ليلة أمس ؟"

هي شعرت بالإحراجِ مباشرةً بعدما وضعت علامة الاستفهامِ على آخر الجملة ، لثمت ثغرها بتوتر
لأنه بدا متفاجأً من سؤالها

ومع هذا ، هي تعلم أنّه يحقّ لها سؤاله عمّل فعلَ فيها ، ألم تكن تلكَ شفتيها ؟ وألم تكُن تلكَ المشاعر المتأججة هي خاصتها ؟

إذًا رُفعت الجلسة ..

" آه ..ربما "

باختصار هو ارتبك وتلعثمَ قليلًا وكانت تلكَ هي مرتها الأولى التي تراه يخبطُ في حروفه وكلماته هكذا ، كان إمّا يسكت أو ينطق لكن لا شيء بينَ الاثنين كما يفعلُ الآن

" المرءُ بطبيعته يقبّل الأشياء الجميلة "

منذ الذي يقتنع بإجابةٍ كهذه ؟ بدا الأمر وكأنه قد نبّشَ عن أي تبرير و كانَ هذا ما وجد ، لم تجب عليه بل نفثت في كفّيها لأنّ البرد قد اجتاحها

" سأذهب للداخل أنا أرتعش "

قالت مع نهوضها من جانبه وإسراعها بالاختفاء من محيطه ، و كانت تلكَ إشارة قوية على أن نهاية الحديثِ ، مجدبة ..

تنهدَ بثقل ، لم تكن هناكَ إجابةٌ لسؤالها بالنسبةِ إليه
لكنّه الجوكر الذي لا يعترفُ بجهله عن أمرٍ ما أو غفله عن نقطةٍ سالفة ، والأهم بأنها كانت من صنيعه هو لا غيره

لكن وفي الوقتِ نفسه ، ألم تكن إجابته تلكَ حقيقية ؟ على الأقل بالنسبةِ إليه ؟ لو كان مقتنعًا بها لما استاءَ هذا الحدّ ، وما لبثَ إلا القليلَ من الدقائق ليقرر بعدها التوجّه إليها مباشرةً

فما البعدُ إلا محرقةٌ لذوي القلوب المتسائلة

~

توقّع أن تكونَ عندَ المدفأة ، لكنه ما شمّ عبقها حتّى هنا ، فتنبأ بخروجها مما أثار قلقه

لكن كيفَ وهو حتى لم يسمع صوتَ الباب يُفتح ؟ ، كما أنه لم يرى جسدها الراحلَ حينما كان في الأعلى

ربما هي في مكانٍ ما هنا على بعدِ خطواتٍ بسيطة وهو فقط يتقلّب في هواجسه بلا أي عوائدَ تذكر

بدأ بالبحث عنها في المحيطِ حوله أي الطابقِ الذي هو فيه ، ثم حوّل وجهته للطابق العلوي ففتحَ باب الغرفةِ ليجدَ جسدًا متكوّرًا داخلَ البطانية ، قهقه بخفوت تحسبًا لسماعها إياه ، تقدّم منها فرفعَ البطانيةَ عن وجهها ، فوجدَ أن مقلتيها محجوبتانِ عنه من خلالِ جفنيها الراقدين ، أُغمر في تساؤلاته

أهي نائمة أم تدّعي ذلكَ تجنبًا للحديثِ معه ؟

ومع هذا هو لن يسأل فقط سيكتفي بتمنّي أحلامًا لا ترى فيها إلا السّعادةَ بأشكالها ، طفقَ يمسّدُ خصلها الناعمةَ برفقٍ ثم جنحَ إليها يطبعُ قبلةً على مخزني اللؤلؤ ثم ذلكَ النتأ الذي يسمّونه بأرنبةِ الأنف ، بعدها استوقفَ ذاته عندَ زهريتها فماله منها نصيب ، لا يمكنه حتى تذوّق رحيقها ولو اشتهى ذلك بغتةً

حينما فعلَ سابقًا ، كان مخمورًا
و ليلةَ أمس ، كان مسحورًا
لكنّه واعٍ كفاية الآن

لذا كان جبينها محطةً أخيرة لقاطرته المغادرة ، استقامَ من جديد يفركُ ما بينَ حاجبيه مرهقًا هو بحدّ ذاته ، فانخفضَ بتلقائية يجلسُ على الأرض مع اتكاءه على السرير

كان يمسّد صدره تحديدًا جهةَ خافقه المضطرب ، متحدثًا بصوتٍ خفيض

" أأنتَ حيّ أم ميت ؟
أنعم علي بإجابة ، رفقًا بهذه الصبية
فهي متشبثة بك ، وأنا منكَ مكتفٍ

لكن أنتَ بها مكتفي "

~~~~~~~~~~~~

خرجَ ذاك الطويل من مركز عمله فما إن رفعَ رأسه عن هاتفه حتى وجدَ أنثى كحلاء الشعر متشحة بالأسودِ ابتداءً من سترتها الجلدية حتى سروالها ، يتبعه حذائها الشبيه بأحذية رجالِ الجيش ، رغمَ كلّ هذه الخشونةِ التي تغلفها سترى وجهًا ناعمًا الملامح متخمًا بتوردِ سنينِ الطفولة وعينين تهتزانِ براءة ورقة

كانت أنثى فريدة جدًا من نوعها تستهوي الأعين الباحثة عن النوادرِ باهظة الثمن ، لذا لم يخب الجوكر يومًا حينما هتفَ قائلًا أنه عثرَ على جوهرةٍ سوداء لامعة

وتلكَ الأنثى قد أثارت استغرابه وحثت حاجبيه على الالتحامِ معًا وحينها هو سارَ بخطى رزينة إليها

" ما لذي تفعلينه هنا ؟ هل جننتِ ؟!"

" أنتَ قلتها ، لا أحد يعرف من أنا سواك "

قلّب عينيه ممتعضًا ثم استلّ ذراعها مغادرًا بها عن مقرّ عمله حيثُ يدخلُ ويخرجُ رجال الشرطة باستمرار

وصلا إلى الجهةِ الخارجية من السّور المحيط بمخفر الشرطة ، هناك هو أفلت ذراعها بعدما أطلقت الأنين متألمة

" تبًا لمَ تجرّني هكذا ؟"

هو داول عينيه بينَ جوانب الطريق ثم أعادها للواقفةِ أمامه ، يشزرها بالتحديد

" وأنتِ ما لذي جاء بكِ إلى هنا ؟!"

" ماذا برأيك ؟ جئتُ أكلمك
حوارنا الأخير لم يكن عادلًا أبدًا
أمهلني الفرصة ، حتمًا ألا تودّ ذلك ؟
نحنُ لم نتحدث لفترة ، ألم تشتق لي ؟"

بدأت جملتها بنبرةٍ حازمة ثم أنهتها مع تودد ملحوظ حيثُ عبثت قليلًا بياقته وبشاراته المتربعة على عرشِ كتفيه

منذ الذي سينكر بهاء طلته مع زيّه هذا ؟

ظنّت أنها تمكّنت منه لكن الحقيقة لم تكن كذلك ، حينما ابتسمَ هو فعل لأنه أراد ذلك ، لأن الأمور بدت تسير على النهج الذي شكله لها داخلَ عقله

" بلا فعلت ، لذا علينا أن نذهب إلى مكان مناسب كي نتحدث فيه ، فنجان قهوة ؟"

تهللت على بشاشةِ وجهه فأومأت له ثم مشت بمحاذاته إلى المقهى الذي اصطفاه هو

~~~~~~

" أنا وقّعتُ عقدًا معه ، لذا لا يمكنني جداله في ذلكَ حتى "

قلّب هو عينيه وذلكَ قد أحبطها زيادة

" لهذا أنا أخبركِ بأن تتركي كلّ ذلك ورائكِ يا فتاه "

"أتظن بأنه لن يلحقني ؟ حينما فعلت وابتعدت عنه
وجدني ثم أخذني إليه من جديد "

وثبَ حاجبه الأيسر عن مكانه مع تثبيت بصره عليها
كانَ يراقبُ عينيها كيفَ ترمش وكيفَ لا يثبتُ بؤبؤها في مكانه ، هي تحاول تمرير شيء ما لكن ومن الواضح أن محاولاتها قد باءت بالفشل حينما بدأ يتحاذق معها هكذا

" تقصدين تلكَ الفترة التي اقتربتِ فيها مني ؟ كنتُ خيارًا ثانويًا بل بديلًا له لأنه وكما يبدو عليه قد جرحك ، لكن ربما قد تصالحتما الآن أليسَ كذلك ؟ هذا يبدو فظيعًا بالنسبةِ إلي ، كنتِ تبدين ممزقة
بفضله ! وبدلًا من أن ترميه خلفكِ للأبد وتحاولين الخلاص منه ، أنتِ تذعنين له من جديد
ترى كيفَ أغشاكِ بحبه هكذا ڤاليري ؟"

انقبضت جرّاء ما يقول ، ظلّت تشزره حتى حوّل عينيه عنها بسلاسة وكأنه لم ينطق بشيء يشعل نارًا داخلها

ضربت الطاولة بقبضتها فقفزت الفناجين بأطباقها ثم ارتدت على الطاولة من جديد مما صبّ الانتباه عليهما ، لكن والأهم من ذلك ، أن بوادر العجبِ بانت على كامل وجهه

" أنا لا أذعنُ لأحدٍ إلا ربّي
كنّا أصدقاءً ولم تكن أبدًا خيارًا ثانيًا لي
لأنه لا توجد خياراتٌ حتّى ، فمالكُ قلبي هو مستفردٌ بكيانه لا يشاركه في ذلكَ سواه ،

أنتَ تعلم أنه من الخطير أن أجلس وأتحدث حتى معك ، عليكَ ان تكونَ شاكرًا لهذا !"

ضحكَ شاخرًا وذلك قد أربى ألسنة اللهبِ داخلها

" ولمَ قد يكون جلوسي معكِ خطيرًا بالأساس ؟ أنتِ تجلسين مع من ؟ شرطي أليسَ كذلك !
إنما الخطر في ذاك الآخر الذي تتكلمين عنه "

" فقط توقف عن الحديث عنه هكذا ، إن كانت لديكَ الحجةَ فأخبرني بها ، لماذا أنتما تعاديان بعضكما البعض هكذا ؟ أنا متأكدة أن هناكَ أمرٌ آخر غيرَ هويته كرجل عصابة ، هناك شيءٌ آخر أخبرني إياه إذًا !"

سكتَ بينما يرفعُ حاجبيه مع تحريكه لكفّه قبالها عسى أن تهدأ قليلًا فكلّ من في المقهى أصبحَ فضوليًا بشأن ما يتحدثانِ به

وبعدَ مضي بضع ثواني هو آخذ يرتشف بكل هدوءٍ من فنجانه أما هي فقد ظلّت تزدرد ريقها وتخفض من أنفاسها الشاهقة إزاء الغضبِ منذُ قليل

لكن لمَ هي غاضبةٌ هكذا تحديدًا ؟ ألانه يخطأ بحقه أم لأنه يبدو محقًا بطريقةٍ تناقدُ مشاعرها الجياشة نحوه ؟

" هل جربتي سؤاله ؟"

سأل دون أن يرمي بنظراته عليها فقط الطريقُ الظاهر من حاجز الزجاج جنبَ كليهما

لم تفعل وقد أعارته إجابتها عبرَ هزها لرأسها يمينًا وشمالًا ، ابتسمَ حينها

" لابد أنكِ تخافين سؤاله عنّي
هذا الخوف هو عقلكِ الباطني ، يخبركِ أن هناكَ خطبًا بكلّ هذا وأن المصداقية على وشكِ السقوط "

" إذًا أنتَ أخبرني !"

" أحقًا ستكونين قادرة على تحمّل ذلك ؟ "

تحمّل ماذا بالحديد ؟ توسّعت عينيها فكان هذا تلميحًا قويًا على أن ما يحمله في ثغره شيء ذو وزنٍ ثقيل وفاجعة لن تحتملها ، تريدُ أن تبقى مموهة لبعضِ الزمن ، تريدُ أن تعيشَ مغشيةً بمشاعرها تجاه الآخر ، حتمًا هي مرتاحةٌ هكذا بقربه

لا تريدُ المزيد من ذاك الألم الذي سبقَ وأن ذاقته حينما أراها وجهًا بغيضًا منه ، ثم برر بعدها سبب ظهورِ وجهه ذاك لكنّه تركَ لها ذكرى بشأنه

وكيفَ أن المثالية التي أطّرته لم تكن إلا بروازًا مشيّدًا بالذهب ، لكنّه وفي داخله صورة لإنسانٍ ممتلئ بالنواقص

كل تلكَ النواقصَ قد جعلته أكثر واقعيةً وقربًا من الصورةِ العملاقة البعيدةِ لها عنه ، كالأوراقِ الغير مشذبه

هي تجعلُ الأشجارَ تبدو طبيعيةً جدًا وأكثر جمالًا دون أي تدخّلٍ بشري

أمرٌ كهذا لن يجعلها إلا أقرب ثمّ أقربَ إليه ، وكأنها تعلم بكافّةِ عيوبه التي يراها الغير أثامًا لكنّها ليست إلا ،

يراعات مضيئة تحوم حوله مضيفةً بريقًا مميزًا إليه

لذا أومأت له بلا ، مما جعله يضيّق عينيه
ربما مستخفًا بما تفعل

لا تريدُ أن تعلم ، هذا ما توضّح له
هي تريدُ أن تكونَ مضللة ، لذا دعها في ضلالها تعمه

هذا ما أشادت به إليه

وقفت ثم نطقت بنبرٍ ثابت يخلو من كل الشوائب

" صدقت ، كنتُ ممزقة

لكنني لا أجيدُ التمزيق

لذا لن أمزّقه .."

حتى لو لم يخبرها بيكهيون بذلك
هي تعلم ، أن بُعدها عنه كان عذابًا ، إذًا ماذا عن تخليها عنه تمامًا بعدَ كلّ هذه الثقةِ التي أودعها فيها ؟

ربما الجحيم بعينها

~

كانت تشعر بالضيق ، فتشانيول قد تركها تغرقُ في بحرٍ من الحيرة ، هو دائمًا ما يذكره بالمجرم
ألم يكن يعني أنه قائد عصابة الجوكر ؟ أم أن هناكَ شيءٌ آخر أجلّ هو يعلم به ؟ بما أنه ضابط الشرطة المركزية في سيئول ، إذًا لابدّ أن له علمٌ بكافّةِ الجرائم التي تحدث

وربما لم تقتصر على ما تعرفه هي عنهم ، ربما هناكَ مهامٌ أخرى قد أخفوها عنها ، فجعلت تتذكّر تلكَ المرةِ التي قال لها أنّ هناكَ جوانبَ أخرى سيئة ما أرادَ منها أن تعلمها

اشتبكت الأمورُ داخلَ عقلها فأرادت الاسترخاء ، وبما أن والدها قد أصبح يديرُ متجرًا مفتوحًا لبيع المشروبات والمأكولات الساخنة ، هي فضّلت الذهابَ إليه

~

بشّ وجهها مع ملاحظتها لعدد الزبائن وكم يبدو والدها منسجمًا في عمله وسعيدًا به ، لم تراه يومًا بهذا الوجه الحيّ فكما ذكرنا هو أخيرًا قرر المضي في الحياة

لوّحت فرد التلويحة بأكبر منها وجعلَ يعرّف الزبائن حوله بأنها ابنته ، ضحكت لهذا

وقد كانَ جميعهم يمتدحونَ جمالها المتباين بينَ عمر الطفولةِ والشباب ، سترى في حوافِ عينيها حدّة سنّ النضوجِ لكنّ لمعةَ قزحتيها تتأرجح ببراءةٍ كما يتأرجح أطفالُ الحضانة في ساحةِ لعبهم

ردّت التحيةُ عليهم ، ثم استقطبَ انتباهها ذاكَ الذي يجلسُ منفردًا قبال طاولة منزوية عن البقية ، مع فنجان شاي نصف مشروب ، هو منتكس و خوذة الدّراجة النارية تغطي رأسه

فتقدّمت منه ثم انحنت بجذعها مع شعورها أن هذه الهيئة تبدو مألوفة

" عفوًا ، هل أنتَ بخير ؟"

سألت ليرفع رأسه فتحاول التدقيق في عينيه ، هو أخرج الخوذة بعدها لتتسع عينيها حينَ استدراكها لهويته

" المعلم كيم كاي !!"

نطقتها بحماس مع جرّها لكرسيٍ لتشاركه الطاولة ، ثم اتكأت مع مشابكتها لأصابع يدها

" أهلًا ، يا لهذا الصباح الجميل "

نطقها ساخرًا مع وجهه التعيس ، فتدقق هي للمرة الثانية لتلاحظَ تلوّن أعلىَ خدّه

" مـ..ماهذا ؟"

أشارت بسبابتها على ما لاحظته فيقلّب هو عينيه و يزفر مع جمع كفيه ثم توسّده إياها

" لقد ضربتني "

" من ؟ سولار أوني ؟"

بدأ صوته يضمحل مع وضوحِ نبرةِ البكاء التي حثتها على الضحك

" كلّ هذا لأني لم أغسل الأطباق
أنا رجل لمَ علي أن أغسلها ؟
لماذا هي تعنفني بهذا الشكل ؟
أنا مسكين حقًا !"

قالها يمسحُ دموعه وهي لا تدري إن كانت وهميةً أم حقيقية ، إلا أنه بالفعل يبدو مسكينًا مع تذمّره هذا

لكن الأمر يبدو فكاهيًا جدًا أكثر من كونه حزين ، ربتت عليه مع كتمها لضحكتها

" ربما كان مزاجها سيئًا ، لا تحزن
صدقني هي حتمًا تحبّك وستعتذر لكَ عن هذا "

سكت هو ولم يتبقى إلا صوتُ شهقاته ، هي حظت على فرصةٍ لدثر كامل ضحكتها عن الخروج لتقول أول ما لاحَ في ذهنها حينما رأته هنا

" صحيح ، إنها صدفة عجيبة
هذا متجر والدي "

توسعت عينيه بينما ينظرُ يميلًا وشمالًا

" أوه حقًا ؟ موقعه لطيف
أحب كونه مفتوحًا على ناصية الشارع
كما أن الشاي الذي يعدّه مخففٌ للآلام"

لم تحتمل زيادة ، وانفجرت ضاحكة
حينها هو قد ضيّق عينيه مدركًا أنها لم تكن تتعاطف معه منذُ البداية

" ياه توقفي أنا لستُ نكتة !"

____________________

ها هي تسيرُ نحو بيتها بعدَ مغيب الشمس ، قال والدها أنّه متوجه لزيارة بعض رفقته ولن يتأخر
أقلقها ذلكَ قليلًا فقط ، لكنها واثقة بأنه لا ينوي الكذبَ عليها مرةً أخرى أبدًا

هو لم يعد الشخص ذاته وهذا أمرٌ مسلمٌ به ، كانت تدندنُ مع ذاتها حتى اختلطَ صوتُ دندنةٍ أخرى مع خاصتها ، سكتت ثم استدارت بحثًا عن مصدر الصوت

حتى وجدته ، العندليب الأحمر

نعم إنه هو ، متسلقٍ على مقدمة سيارته بينما يدندنُ للسماء أعلاه ، لربما ؟

جفلت لثواني معدودة ، سؤالٌ حيّرها
ما لذي يفعله هذا الشّخص بحقّ الإله هنا ؟

" الجوكر يعبث حول تشونغ ڤاليري
هكذا أفسّرُ وجودك قرابة منزلي هاه !"

قالت مع مشيها صوبه ، هو قد نهضَ أخيرًا يمدد ذراعيه كما لو أنه كان نائمًا هنا ، إلتفتَ ثم قفز فجأةً إليها

وللمرةِ المليون ، كانت تلكَ حركة غير متوقعة منه
ما زالت تضع كفها على قلبها متفاجئة

" لا أنا لا أعبث حول أحد
أنا أعبث كما أشاء في هذه المدينة
إنها ملكي ، كُلّها ملكي "

من الواضحِ أن هالة الغطرسة بدأت تتملكه من جديد حيثُ أنه يشرّع ذراعيه كسلطانٍ طاغٍ

" حسنًا فهمت ، لنعد للواقع الآن
هل جئتَ لتكلمني عن أمرٍ ما ؟"

عندما يضعُ قبضته عندَ ذقنه مع تضييقه لعينيه هي تعلم أنّه يفكّر في شيء جديد وهذا لم يكن يومًا مريحًا ، تراجعت بخطاها للوراء

" أجل ، هناك !"

" لا تقلّ لي مهمة جديدة
ليسَ الآن أرجوك "

" أنظر لهذه الصغيرة
أتخرجين عن طاعةِ سيدكِ الآن ؟"

جمعت كفيها على الفور

" أعتذر مولاي أعتذر
أطلب مني ما شئت "

هو قهقه مع تمسيده لرأسها راضيًا عن سلوكها المهذّب هذا ، و هو على الأغلب يعلم أنه محضُ تمثيل

" غفرتُ لك
والآن لنعد لأمرنا المهم "

لاحظَ اهتزاز ساقها بتوتر ، هي حتمًا لا تبدو مستعدةً لأي مهمةٍ في هذا اليومِ شاق البرودة ، كسائر أيامِ ديسمبر

ابتسم يحشرُ كفيه في جيوبه بعجرفة مع حاجبه الذي يثبُ بتبخترٍ كذلك

" لقد قررت أن أنتحلَ شخصية جديدة "

جمعت حاجبيها بفضول و تخوّف مجتمعان في الوقتِ نفسه

" ما هي ؟"

" ماردٌ سحري ؟"

رفعَ طرف شفته مبتسمًا

" ثلاث أمنيات تشونغ ڤاليري
قولي لي أي شيء ، رغبتِ حقًا بتجربته
أو فعله في هذه الحياة "

استقطبَ ذلكَ انتباهها وقد راقها كذلك
ضغطت بسبابتها على زهريتها كإشارةٍ للتفكير

" أوه !"

تقوّست شفتيها بطريقةٍ لطيفةٍ جدًا لعيني الآخر

" لقد تمنّيت أن ...
أعني حتمًا رغبتُ بتجربة ذلك ، سلفًا "

بدت مرتبكة بقول ما يخفى خلفَ حروفها ، لكنه حثّها على الاسترسال ، فزفرت ثم شكّلت وجه الجرو مع ضمّها لكفّيها

" حتمًا أردتُ تجربة ما يسمّى بالمواعدة
لم أخرج في موعدٍ قط ، لم يطلب أحدٌ مواعدتي بالأصح "

شُدِه ، لم يستوعب بعد ، كيفَ لأنثى متميزة مثلها
أن لا تحوزَ على عيني رجل ، إلا لو لم يكونوا رجلًا !

" كيف عساهم أن يتغاضوا عن أجملِ الحواري في أرضنا هذه ؟ أكانَ بصرهم ضعيفًا أم أن قلوبهم مطليةٌ بالحديد ؟"

أليسَ قلبك مطليٌ كذلك يا أيها الجوكر ؟ أم أنّ طلاء النّحاسِ قد ذاب وبانَ جوهركَ المتوهّج ؟

قلبكَ العظيم الذي استُهلكَ في الفناء ،

هل تمّ انعاشه ليناشدَ البقاء ؟

رفعت كتفيها فهي بحدّ ذاتها لا تدري ، لكنها متأكدة أنها لا تلمع إلا الآن لأنها سابقًا كانت منطفئة تمامًا
وكانَ نورها خافتٌ جدًا ، لم تكن وضاءة
والمدهش أن عينيه وحدها من استقطبت ذلك الضوء ، ثم بثقته نحو السّماء فهكذا أصبحت على ما يراه الكلّ الآن

صدقًا ، لم تكن إلا جُرمًا وحيدًا في الفضاء
والآن هي شهابٌ متفاوتٌ في البهاء

" أيعقل ؟"

طرحَ السؤال لنفسه لا لها ، هي من أرجعت انتباهه إليها عبرَ جذبه لرغسه

" ياه أنتَ تحرجني هكذا ، أجل لم يواعدنِ أحد
أينبغي علي الخجل من ذلك ؟ أنا لا أود أن أفعل
لذا توقف عن التعجب من هذا "

هو بحق لم يقصد إزعاجها فابتسم مباشرةً يشيرُ لها بالهدوء

" حسنًا لن أتعجب من ذلك لكن يحقّ لي التعجب بشأن أنكِ لم تخبريني بأمنيتكِ الثانية "

" أمهلني الوقت ، لا أريدُ استهلاكَ جميعها "

أومأ متفهمًا ثم جعلَ يمشي ويجيء مفكرًا و مفتعلًا نفسَ إيماءته السابقة تلك ، تنهدت لأنه لا يتحدث فقط يتردد في ذاتِ المكان شاغلًا عقلها معه

" أخبرني بماذا تفكر يا رجل !"

" أفكر بانتحال شخصية أخرى "

" لماذا ؟!"

قالتها متفاجئة من قراره هذا مع انسحابه نحو باب سيارته

" أمنيتكِ تبدو صعبةً التحقيق
آسف المارد السحري قرر الاستقالة الآن ، وداعًا "

قبل أن تنطقَ بحرف آخر هو قد اختفى تاركًا الغبارَ خلفه كأثرٍ لا غير ، كيف يمكنه أن يدهس الدواسة بهذه السرعة في طريق ضيّق كهذا ؟ ، هي أبدًا لن تفهمه

ماذا نتوقع من فائق التوقعاتِ على كلّ حال !

~~~~~~~~~~~~~~~~~

أفاقت على يومٍ أشدّ برودة مما يسبقه ، وقد تنبأ مختصو الطّقس أن هناكَ احتمالية كبيرة بنزول الثلج

ليست متأكدة إن كانت تترقّب نزوله حتمًا أم لا ، فآخر نزولٍ للثلجِ كانت قد شاهدته بتمعّن بجانبِ أخيها ، هكذا سيكونُ الأمر كاسترجاع للذكريات ليس إلا ولن تشعر بجمال اللحظةِ بحدّ ذاتها

تنهدت لأنه لا يسعها فعلُ شيء ، عندَ كلمةِ الأقدار الأفواه تسكت ، فهذا تحديدًا ما فعلته

ومع هذا تستطيع وصفَ هذا الصباحِ باللطيف حيثُ أنها وجدت والدها يحضّر الإفطار لكليهما مع قهوةٍ دافئة بالحليب

قضيا الوقتَ سويًا وكانَ يحكي لها عن بعضِ المواقف المثيرة التي تحدث هناك في السّجن ، ليسَ من الضروري أنّه عاشها لكنّه مرّ بها ورأى أناسًا فيها

كانت مشوّقة لكنها مخيفة وهو قد أنهى حكايته قائلًا

" نحنُ لن نسلكَ طريق المجرمينَ أبدًا
سنعيشُ هذه الحياة بكرامتنا كأناسٍ يسترزقون بأعمال شريفة ، لن أسلكَ الطريق ذاته مرتين "

كلّ حرف من تلكَ الجملة كان قد وخزها كشوكةٍ تتبعها شوكة ، هو حتمًا لا يعلمُ ولا القليل عمّا أولجت نفسها فيه

ابتسمت له مع انقباضها من الداخل ، هي أيضًا تودّ الخروجَ من كلّ ذلكَ الآن ولكن كيف ؟ هناك عقدٌ يلزمها إضافةً إلى الخبراتِ التي تكتسبها
والإثارة التي تكمن في كونها عضوة داخلَ العصابة

رنين الرسائل كان له دور كبير بانتشالها من غمرة أفكارها فاعتذرت مبتعدة كي تقرأ الرسائل القادمة من تشانيول

' حسنًا لم ينتهي حوارنا بشكل جيد بالأمس لذا أتمنى بأن ذلكَ لم يجعلكِ تأخذين فكرة سيئة عني أو تفضلين الابتعاد عني لفترة

أنا أكره هذا ، عندما يؤول الحديث إلى شيء كالذي حدث

أرجوكِ ڤاليري أمهليني فرصةً أخرى كي أتحدث معكِ بشكلٍ أفضل لا أعرف ما لذي جرى لي لكن الحديث عن الجوكر يجعلني أصبح وقحًا تلقائيًا

أنا أعتذر حسنًا ؟'

رُغمًا عنها هي ضحكت ، أجل ، ملأت الابتسامةُ كلّ شبرٍ من وجهها الأقمر

تساءلت بحق الإله كيف يمكنه أن يكونَ لطيفًا هكذا معها كما لم يفعل أحدٌ قط ، يمكنها أن تشعر برغبته الشّديدة في الحفاظِ على علاقتهما رغمَ المخاطر التي تحيق بها

يمكنها الشعور بأنه يريدُها حقًا أن تنجو من المعامع التي هي فيها وسلوكِ الطريق الصحيح ، فتذكرت مباشرةً حديثَ والدها منذُ قليل

هذا قد أصابها بالحيرة ، فكيفَ لها أن تخونَ بعذرِ إتخاذِ طريقِ الصلاحِ فجأة ، بعدما قررت أن تتمثّلَ كسلاحٍ فتّاكِ لا غنى عنه في أشهرِ العصابات عالميًا

هزت رأسها تبعدُ عنها تلكَ الأفكار الشائكة للحظةِ الحالية ، فهو يعلم أنها قرأت رسائله لذا عليها أن تجيبه فليسَ لها خبرةٌ في فنّ التجاهل ، حتّى لو عُوملت به كثيرًا هي لن تتخذه أبدًا نهجًا لها

لأنه لا يروقها بتاتًا

' اعتذاركَ مقبول
لأنه لا يمكنني الغضب منك أساسًا '

' ❤ '

' لحظة ما هذا الذي أرسلته منذُ قليل ؟'

' لم أجد ما يصفُ مشاعري لذا
أرسلتُ قلبي بأكمله '

بالرغم من كونِ هذا مبتذل إلا أنه أضحكها بشدّة ضحكةً تنمّ عن رضى قد اتّخم داخلها

" ڤاليري ما لذي يضحككِ هكذا ؟"

سأل والدها حينما رآها تضحكُ مع ذاتها فأشارت له أنه لا شيء مهم ، وبررت أنها مجرد طرفة قد أعجبتها

ثم أجمعت شفتيها معًا كي تمسكَ نفسها هذه المرة

' آسفة لقد ضحكت '

' لا بأس ، هل هناك شيء أفضل من الضحك ؟'

' في هذه الحياة ، لا أظن '

' هممم..... أنا أفكر '

' في ماذا ؟"

' اليوم يبدو جيدًا '

' في نظركَ فقط !'

' لا أعني أنا ليسَ لدي الكثير من العمل
المجرمون يفضلون الاستلقاء أمام المدفئة في جوٍ كهذا لذا ، ربما علي أن أتجولَ قليلًا ؟ أنا حتمًا متشوق لرؤية الثلج يسقط ، يقال أنه اليوم !'

' أنتَ محق يقولون ذلك '

' إذًا ألن تخرجي معي ؟ >.<'

الجملةُ قد صفقت بعقلها وقلبها معًا ، فقط استذكرت أمنيتها منَ الأمس وكيف يبدو هذا السؤال مشابهًا جدًا لها

' يبدو وكأنك تطلب مواعدتي XD'

' الخروج في موعد على نهاية ديسمبر
أوه لنجعله كذلك !'

أحقًا هو جادٌ بهذا ؟ فغرَ فاهها مندهشة
هو يجيبُ بسرعة دون أن يمهلها حتى فترةً للتفكير

و لا يبدو أنه يمهلُ نفسه حتّى فرصةً للتفكير

ربما لأنه ارتغبَ بذلكَ منذُ زمنٍ قد مضى ..

قضمت أصبعها متحيّرة ، هي حتمًا تود لقائه والخروج معه لأنه شخصٌ يجيدُ صنع مزاجها ، كما أنها تستطيع أن تتصرفَ بأريحيةٍ معه دونَ الانتباه لسلوكها أو ما شابه ، تعلمون

هي لا تجري خلفَ اهتمامه لذا لن تحاول أن تجمّلَ ذاتها وشخصها من أجله

لذا من المريحِ جدًا ذرفُ وقتها معه ، عادت إلى والدها والذي انشغلَ بمشاهدةِ التلفاز ، لملمت الأطباق ثم أسرعت لغرفتها كي تجهّز نفسها للخروج

عندما عادت للصالة هو قد انتبه لمظهرها المختلف فناداها لتجلسَ على الأريكةِ على مقربةٍ منه

" ماذا هل ستخرجين ؟"

" أجل إذا سمحتَ لي بذلك بالطبع "

" من الواضح أنكِ تقضين وقتًا جيدًا مع أصدقائك ، هذا جميل لم يكن لديكِ أصدقاءٌ من قبل "

جعلَ يخلخل أصابعه في خصلها السوداءَ و البسمةُ قد افترشت قسمتها تومأ له بنعم ، لكن ها هو يبددها لها عندما طرحَ سؤالًا ما كانت متخوفة منه مسبقًا

لابد أنه تساءل كثيرًا عن هذا

" كيف جلبتِ هذا الأثاث الجديد بنيتي ؟"

ازدردت ريقها وجابت الصالة بعينيها بحثًا عن الإجابة

" أنا كنتُ أعمل وما زلتُ كذلك ، كنتُ أعمل منذ الثانوية في عدّة وظائف جزئية ، تعرف أن بيتنا مملوك لذا لا يوجد قلق من ناحية الايجار وهكذا استطعت جمع المال "

" حقًا ؟! يبدو بأنكِ أرهقتِ نفسكِ كثيرًا ڤاليري
لماذا صرفته في أثاث البيت ؟ كان من الأفضل أن تستخدميه لجامعتك "

هي هزت رأسها بلا مع اشارةِ كفّها كذلك ، تريدُ منه أن يزيلَ كل ذرةِ قلقٍ من قلبه بشأن هذا الموضوع

وهي حتمًا شاكرة لصوتِ الجرسِ الذي صدحَ في الأرجاء منقذًا هي من توتر هذه اللحظة ، أشارت له أنها ذاهبة لفتح الباب وقد كانت مسرعة حدّ عدمِ سؤالها عن هويةِ الطّارق حتى

فتحته لتجفل بل تُرسلُ رعشاتٌ من البردِ على طولِ جسدها ، قد كان في معطفٍ رمادي مع اختفاء ذقنه بفضلِ وشاحه الثخين ، عينيه تبصرُ الأرض حيثُ تعبث قدمه بالحجارةِ الصغيرة وكفيه محشورانِ في قلبِ جيوبه حتى يشعرُ بالدفء

هو رفعَ بصره لها ثم ابتسم لتشعر بانتفاضةٍ أخرى للمشاعرِ داخلها

" أوه أنتِ تبدين مستعدّة للخروج
آسف ، أيًا كان المكانُ الذي ستذهبين إليه لن يكون أهم من قضاء هذا اليوم رفقتي ، صحيح ؟"

نبرته الواثقة أعادتها للواقع بعد أن سهت عنه منذ قليل وكلّ هذا بفضلِ تفاجئها من وجوده ، والآن من طلبه

تردد جفنها تعبيرًا عن الاندهاشِ ، هي لم تجب عليه بحرف فلسانها معقودٌ في مكانه ، كلّ ذلكَ بفضلِ فائق التوقعاتِ من يتصيّدُ الأوقاتَ التي تقلّ فيها احتمالية رؤيتكَ له

لوّح قبال وجهها مستغربًا كلّ هذا الفراغَ الذي هي فيه

" انتظر لحظة "

تنبهت لنداء والدها بالدّاخل ، كان يتساءل عن هوية الطّارق المجهول والذي أخذ منها كل هذا الوقتِ لاستيعابِ وجوده

أرجعت رأسها للخلفِ رافعةً صوتها

" أه إنّه صديقي الذي كنتُ سأخرج معه "

قالتها مع شعورها بأحرفِ كلماته تغرزُ إلإبر تترًا فيها ، إنه ليسَ هو من كانت ستخرج معه

ليسَ هو من تهندمت أمام المرآة كي تقابله ، ومع هذا هي قالت أنّه هو

لأنّه دائمًا عندما توضعُ الخياراتُ أمامها ستختاره حتى لو بعينين مغمضة ، فارتعاشها من وجوده ليسَ دليلًا على أنّها لم ترد ذلك

العكس ، هي فقط كانت في أتمّ تفاجئها منه

أومأ الأب متفهمًا مع لقمه إياها عدة كلمات عليها أن تضعها كالحلي في أذنها

" لا يمكنكِ التأخر ، بعد مغيب الشمسِ تكونين هنا "

أمرَ رافعًا سبابته فأومأت له مطيعةً ثم عادت لمن ينتظرها عندَ الباب

" ماذا هناك ؟"

" لا إنه أبي فقط لا يريدُ مني التأخر
أوه لمَ لا تظهر له ، تعال .."

كما باغتها بحضوره هذا هي باغتته تستل ذراعه ثم تجره ليتعدّى عتبة البابِ مصروعًا

" أبّا هذا هو صديقي !"

وكزته كي يبتسمَ ويلوّح للأكبر ، ثم هو تلقائيًا قد انحنى بزاوية تسعين درجة ووجهه مخضبٌ بتدرجاتِ الأحمر

" أوه أنتَ تبدو لطيفًا ، هل تتواعدان أم ماذا ؟"

هما فقط حدقا ببعضهما البعض مذهولَين من سؤاله ، وما كانت الإجابة حاضرة

هي طافية فوقَ رأسيهما لكنهما لم يلتقطانها بعد ، سيتعرفانِ عليها جيدًا اليومَ فلمَ الاستعجال ؟

الأب قد لاحظَ ارتباكهما من سؤاله فحبّ أن يغيّر من كلماته لشيءٍ آخر

" اعتني بها جيدًا ولا تتأخرا
ساعة بعدَ مغيب الشمس ! فقط ساعة واحدة "

منذ قليل كان قد أمرها أن تعودَ بعدَ انطواء السّماء المشرقةِ مباشرةً ، لكن ها هو يمدّها بساعةٍ أخرى بعدَ أن تتكحّل السماءِ بالمغيب فكان هذا غريبًا

ربما لأنه رأى فيها حماسًا وسعادة ما سبقَ له أن لمحها في وجهها قط ، لا أحد ينكر ذلك أبدًا

ولا حتّى سماء هذا اليومِ التي تجهّزت بمخازنها المملوءةِ بندفاتِ الثلج ، قيلَ أنها ستحطّ فوقَ رؤوسهم برفقٍ بعدَ قليل

متى ؟ اللّه أعلم

فقط ليترقّب المترقبون
ولتهتف قلوبهم بالأماني حينها
لأنه يُقال أن أصدقها ما يبرحُ من فاهٍ حينما تتجلّى تلكَ الندفاتُ الصافية أعلاهم

" ائتمنِّ جيدًا سيدي ، شكرًا لك"

انحنى للمرةِ الثانية فانسحبَ سريعًا للخارج وتبعته هي بعدما انتعلت حذائها وأخذت بحقيبتها كذلك

أغلقت الباب ثم أخيرًا تمثّلت أمامه لتراه يمسدُ صدره بينما ينفث بتوتر

" ألهذه الدرجة ؟"

قهقهت ففعلَ المثل

" نعم ، قبوله شرطٌ أساسي في أخذكِ معي "

ابتسمت ابتسامةً منقوعةً في واحةٍ شكّلها ودقُ الهيام ، لا يعتدلُ الطّقسُ في داخلها أبدًا والغيومُ قد لازمت التجمّع لأيامٍ تليها أيام ، فتارةً تغدقها بمطرٍ من الحزنِ وتارةً أخرى ، هي تغدقها بمطرٍ من الهوى

" على كلّ ، الأهم من ذلكَ كلّه
أن تشرح لي سبب أخذكَ إياي !"

" لنتواعد !"

تخشّبت في مكانها ذاهلة فأمسكَ ذراعيها يهزها معيدًا وعيها أليها

" لم أستطع ، أنا مغرم بالمارد السحري الذي انتحلنِ ، أنا من سيحقق لكِ رغباتكِ تلك
لن أعطي الفرصة لغيري بذلك ، أعني سأكون الأول بالأصح "

" الأول والأخير "

أخيرًا عادت لوعيها ونطقت بذلك مع نبرها الخافت إثرَ بقايا صعقتها القلبية منذُ قليل

ضحكَ لتعابيرها ، لهذا الوجه الذي يبدي له كلّ ما في قلبها دونَ أي شوائب ، كيف تعكس على ظاهرها ما في داخلها بكل بساطة

إنها شفافةٌ رغمَ غموضها الكثير ، مشاعرها دائمًا ما تطفو على سطحِ البحيرةِ فتلمع مع خيوطِ أشعةِ الشّمس الذهبية ، ذلكَ لا يعني أن منالها سهلٌ الحصول

بل يعني أنها صادقة في كلّ حرفٍ قد نطقته من كلمة أعشقكَ سابقًا ، الألفُ في اشتياقها الدّائم له
والعينُ في عيونها الوهّاجةُ إليه ، الشّينُ في شموخها رغمَ الاذعانِ الذي تقدّمه إليه ، القافُ في قوّة حبّها الجبّار والكافُ في كبريائها الذي خالط الكرامة كما خالطَ الحديدُ الكربون صانعًا الفولاذ

إن أخطأ وداسَ على طرفِ ثوبِ خيلاءها فستجرّه بعتو كي تجعله يهوي بأكمله ، كما فعلت سابقًا وكما ستفعل كلّما تجاوزَ حدوده في الاستهانة بها

وهذا ما لن يفعله قط ، امانه بها أشبه بإيمانه بعقائده الخاصّة و ڤاليري أصبحت اعتناقا جديدًا له

وقرطاسٌ شاءَ أن يقرأه بحذافيره كي يتعرّف أكثرَ عليها

" حسنًا لا أؤيدكِ في ذلك
سيأتي ذلكَ اليوم الذي تواعدين فيه غيري
الآن لنبدأ بموعدنا المحدود "

أحجرها عن انكار ما قال ، كانت ستنكر لأنها لا تظن نفسها قادرة على ذلكَ أبدًا يومًا ما

بالرّغم من أنها كادت أن تخرجَ مع غيره قبلَ قليل !

خروج فقط وليسَ موعدٌ كما كانت تحلمُ هي ، وكما يريدُ هذا الشّاب تحقيقه لها

شابكَ أصابع يمناه مع خاصتها ثم أدخلها في جيبِ معطفه الثخين ولم يترك لها فرصةً حتى لإبداء الإعجابِ بما فعل بل هو بدأ يركض بحماسٍ كي يبدأ الجدول الذي خطط له اليوم

العفويةُ التي تغلفه حتمًا جذابة ، هناك فرقٌ جلي بينه وبين تشانيول الذي هو أيضًا عفوي لكن بطريقته المختلفة

تشانيول يجعلها تشعر أنها بعمرها معه ، لا تكلّف ولا تغنّج ولا حرصٌ شديد

لكن بيكهيون ، يجعلها تشعر أنه أصغر منها وأحيانًا لا يمكنكَ حتّى التفكير في مسألة العمر

فهو يأخذكَ لعالمٍ آخر لا يمت للواقع بصلة

عالمٌ لا تعني فيه الأعمارُ شيئًا حتى والحواجز فيه منقوصة الحواف

أول ما حطّت قدماه عنده هو متجر للهدايا ، بما أنها الأيام الممتدة من عيد الميلادِ حتى رأس السّنة الجديدة ، سترى كلّ شيء زاهي مع الأنوار الصغيرة

وستزدهر متاجرُ الهدايا المزينة بالأجراسِ الذهبية على أبوابها ، حينما تفتح الباب أنتَ ستسمع ذاكَ الرنين الذي لا يمكن أن يكونَ مزعجًا حتى

هو مجددًا يجرّها خلفه فتتبعه بصمتٍ دون أن تحزر حتى بشأن ما يفكّر أو يخطط له

تجوّلت بعينيها فقط لأنه لا يترك لها فرصة إمساكِ أي شيء فقط سيأخذها إلى ما جاء من أجله ، من الواضحِ أنه نظّم قائمة مخصصة ولن يخرجَ عنها أبدًا

اجتذبَ طوق الرنّة فأدخله برأسه أمام المرآة المعلقة جنبَ زينة الرأس المرصوصة هنا ، ابتسمَ لذاته ثم أراها مظهره طالبًا رأيها

" أظنه سيناسبني أكثر "

قالت ثم انتشلته منه تلبسه في رأسها وتنظر للمرآة راضية

" هو من أجلك ، هل تظنين أنني سأتجول في الشوارع بشيء كهذا فوق رأسي ؟"

رمقته ليضحكَ مباشرةً على ردّة فعلها ، لا أحد يكذّب مدى ظرافتها حينما تغتاظُ بهذا الشكل ، فالانسانُ بسجيته يستظرفُ أوجه الأطفالِ محمرةَ الخدين ، كانَ هذا ما تبدو عليه بالاستعانةِ مع موجةِ البردِ الكاسحة

سوّر وجنتيها بكفّيه ثم ضغطهما لتجتمع زهريتيها معًا

غمغم بكلماتٍ غير مفهومة كما لو أنّه يكلّمُ رضيعًا لم يتجاوز الأربعةَ أشعر ، أبعدت يديه لأن خديها قد أصبحا متورّمين بفضله

" أسترتديه معي أم لا ؟"

زفرَ مستسلمًا بينما يأخذ طوقًا آخر من أجله

" اتفقنا ؟"

" اتفقنا !"

------------------------

بمجردِ أن فارقا عتبةِ باب المتجر هي توقفت في مكانها حينما سمعت رنين الرسائل لهاتفها فأخرجته بينما تخبر بيكهيون أن يمهلها دقيقةً سريعة

معدتها قد انقبضت فهناكَ شعورٌ قوي يخبرها أن تلكَ الرسالة قادمة من تشانيول وكان شعورها في محلّه

لا أحد غيره يراسلها من الأساس ، فتحتها لتجده يخبرها أنه على أتمّ الاستعداد الآن

' لنلتقي عندَ المنتزه العام القريبِ من مشفى سانغ ، أنا بانتظاركِ لا تتأخري '

ازدردت ريقها فتلفتت حولها لتجدَ أن البقعةَ التي تقفُ فيها قريبةً جدًا من مكان اللقاء معه

لم تعلم بما تجيبه وما أربى توترها زيادةً هو اختفاء بيكهيون ، هو فجأة لم يعد موجودًا حولها والشخوص تدفعها إما بغرضِ الخروجِ أو الدّخول

" بيكهيون ...بيكهيون "

جعلت تنادي عليه متخوفة من عدّة أمور معًا وها قد استرخت أخيرًا حينما وجدته برفقةِ المتجمعين حولَ من يغنّي مع غيتاره هناك

تنفست الصعداء ثم ركضت إليه تمسك بذراعه

" لمَ اختفيتَ هكذا ؟!"

" أوه آسف ، سحرني صوته لم أستطع المقاومة
ثم أنني لم أذهب بعيدًا "

" ولو..."

خرست تمامًا حينما أدركت أن المكانَ الذي يقفون فيه هو جزءٌ من ذاك المنتزه المقصود ، المشفى على الجانبِ الأيمن والحديقةُ ظاهرة خلفَ الشاب الذي يغنّي

شهقت ثم بدأت تجرّ بيكهيون لكنّ الآخر قد عاندها كصبي صغير بل هو قد تسلل بين الحشدِ هروبًا منها ووصولًا إلى المغني هناك

زفرت بنفاذ صبر فهذا الشخص لا يفعل إلا ما يريدُ أن يفعل وكأنه قد خرجَ معها ليمتّع نفسه أولًا ليسَ إلا ،
و بينما تتأفف هي منه هناكَ صوتٌ قد ارعشها وبثّ موجةً من الذعرِ فيها

صوته الشثن ما كانَ جذابًا أبدًا هذه المرة بقدرِ ما هو مخيف ، إلتفّت بعدَ أن نده باسمها وليتها لم تفعل

" أنتِ هنا ؟"

لم تستطع الرّد ، ضاعَ صوتها في دهاليز الحيرةِ والقلق ومزامنةً مع ذلك ، كان صوتُ بيكهيون قد تجلّى عبرَ مشاركةِ الشّابِ بالغناء

ازدردت ريقها وتمنت لو تنخسف الأرضُ بها فها قد رأت عينا تشانيول الجاحظة مع انعقادِ حاجبيه حينما لمحَ بيكهيون هناك ثم عادَ بعينيه إليها يستجوبُ تفسيرًا ما

وكان التفسيرُ هو عيونها المتحيّرة وقزحتيها المتأرجحة..


_______________________

- ☺ -
ما عندها شي تقوله

-رأيكم ؟-

-توقاعتكم 😦 !-

لنلتقي ..❤

~~~~~~~~~



Continue Reading

You'll Also Like

4.8M 208K 42
-قَيد التعدِيل- كَـان كَلوحةٍ مُبهِرةٍ بتفاصِيلِها ،و كَـانت رسّامةً تجْذِبهـا التّفاصِيل إقْتربَ منها بِبُرود، و عيْناه كجليدٍ ديسمبرَ مُردفًا "أنت...
748K 37.2K 22
كان رجلا وحشيا شيطان مع الجميع و لا تستطيع وصفه سوى انه أفعى و الحب معه سام مميت لكن لِمَ كانت هي تغرق في الأمر كما لو أن ما يفلت منه حلو كالسكر ؟...
406K 18.9K 31
" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد...
661K 54.2K 66
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...