اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
~~~~
لَأنَّكَ أَخِرُ مَا تَبَقَّى لِي مِنِّي..
~~~~
ليالي الأحزان لا تنقطع، تطول حتّى يُخيّل لكَ أن لا شمسَ ستبزغ وأن لا بدرَ سيتجلّى، بل سيظلُّ محجوبًا بغيومٍ مكدّسة فوقَه وكأنه يخشى ملاقاةَ عينيكَ الحزينة، ينظرُ لها بقلةِ حيلة غير قادر على بثّ ولو قدرٍ ضئيل من الأمل، إليك
أيها الضال، من سيقودك في طريقكَ المعتم؟ من سيحملُ النبراسَ في أزقّةِ قلبكَ القاتم؟ من سيستعيدُ لكَ ثغرك الباسم؟
جميعنا ضالَّون، نبتهل، لتُقبلَ علينا أبوابُ الهداية جميعنا زائلون، وفي يومٍ ما، ستكتبُ لنا النهاية
~
" ما الذي تعنيه بأن بيونا قد اختفت؟"
ما حطّتِ الفرحةُ على صدره حتى جاءته ريحُ السخطِ العاتية، صاحَ في جميع الحرًّاسِ ثم بدأ يجوب أرجاءَ القصرِ بحثًا عنها بنفسه، إذا لم يجدها أحدٌ فكيفَ سيجدها هو؟
رمى جسده على الأريكة ثمَّ ضغطَ على صدغيه منزعجًا من نواحِ والدته فوقَ رأسه، هي لا تتوقف عن الإلحاح بإجادِ ابنتها المدللة كما يلقبها أخوها الكبير
لعن ولم يمسك لسانه عن لفظِ بذاءته مع انسحابه من أجواءِ الغم والهم هذه، ركبَ سيّارته ثم انطلقَ إلى أين ؟ هو لا يدري بالتحديد
~
عسعس الليل، وصدحَ صوتُ الصراصير ونعقَ الغرابُ عاليًا مع جثومه على أسطحِ المباني
لكنَّ الذي نقصده قد اتجه إلى حيثُ تتضاءلُ تلكَ المباني، شيئًا فشيء حتى تختفي عن الأعين، وكلّ ما يتبقى هو الخلاء والقفار الذي لا حياةَ فيه
هناكَ بيتٌ واحد، مريبٌ في هيئته يبدو لكَ مهجورًا مع طلاءه الزائلِ عنه
يعتبر موضعًا مثيرًا للشبهات، حيثُ تتوقع حدوث الجرائم بهدوء، دونَ أي أخطاء فادحة
