حَوّاء الصغيرة

By raghad_10

476K 7.9K 461

مَاذَا تُعْرَف عَنْ حَيَاتِي حَتَّي تتحكم بِهَا ؟ أَقَلْت لَك أَنْ سمائي مَلِيئَة بِالغُيوم أَم أَنَّهَا لَي... More

الابطال
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
مهم جدا
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون و الاخير
مهم
✨️حُبي لك✨️
✨️هِمْتُ في حبها✨️
🥰 هِمْتُ في حبها - إقتباس 🥰
هِمْتُ في حبها ♥️
الإقتباس الثاني - هِمْتُ في حبها 😍

الفصل الحادي عشر

22.7K 385 7
By raghad_10

تجلس شارده في غرفتها ، ملامحها حزينه ، لا تشعر بأي شئ حولها..لا تعيي حتي الان ما فعلته..صراخ والدتها ورفضها كان يقتلها..ولكن ما باليد حيله..تتذكر عندما وافقت علي الزواج من اجل حبيبها !
لقد مضى اكثر من شهران حتي الان لم تراه..بالطبع يبحث عنها ولكنها لن تسمح له بذلك.. لا تريده أن يظلم ذاته مع امرآه مثلها.
ولكنها أيضاً كانت تتمنى رؤيته ولو مره واحده.

*فلاش باك لما حدث منذ شهرين*

"عايزين تعرفوا مين اللي عمل كده؟؟" قالتها هند بحزن لينتبه لها كلا من خديجه وخالد فأكملت بقهر
"انا هقولكوا بس اوعدوني انكوا هتساعدوني"
كادت تكمل حديثها ولكن قاطعها طرق الباب وخلفه صوت ابن عمها شهاب "افتحي يا هند انا عارف ان امك مش هنا افتحي"
نظرت تجاه الباب بخوف و جسدها ينتفض بزعر لتنتبه اليها خديجه التي توجهت لتهدئتها بينما توجه خالد ليقوم بفتح الباب ولكن منعه صوتها بترجي "استني.. "
نظر لها بتعجب فأردفت بخفوت
"متفتحش الباب ارجوك"
كاد يتحدث ولكن تحدث من خلف الباب بغضب عارم
"بقولك افتحي عايز اتكلم معاكي"
نهضت بحذر واردفت "انتوا لازم تمشوا دلوقتي.."
اردف خالد بغضب طفيف "انا عايز افهم مين ده"
اردفت هند بحذر "بعدين بس لازم تمشوا.. انا هفتح الباب دلوقتي هقوله اي حاجه وانتوا امشوا ونبي"
نظرت لها خديجه بتعجب من توترها وخوفها الزائد واردفت "طيب خلاص اهدي"
توجهت هند لفتح الباب ليندفع شهاب للداخل بغضب وهو يردف "ساعه عشان تفتحي يا هانم.."
ثم ما لبث أن وجد خالد وخديجه ينظران له بتعجب من اندفاعه هذا..
فأردف شهاب بحاجب مرفوع "مين دول يا هند"
تحدثت هند بتوتر حاولت اخفاءه "د..دول ..دول ناس عايزه تشتري الشقه"
نظر لها بغضب واردف "هو انتي مبتفهميش انتي وامك ولا ايه.. مش ابويا قال محدش هيشتريها"
كادت تتحدث فقاطعها قائلا "وبعدين منادتنيش ليه و قاعده معاهم لوحدك"
ثم نظر لخالد الذي لم يروق له منذ دخوله ليردف "مفيش شقق للبيع يلا من هنا"
كاد خالد يقترب ليلكمه في وجهه لتمنعه يد خديجه قائله بهدوء "يلا يا خالد"
رمقه خالد بنظرات متفحصه غاضبه ليتعجب شهاب من نظراته الغير مريحه.. لتسحبه خديجه بهدوء ليذهبا.

نظر شهاب الى هند بغضب "انتي متتصرفيش تاني من دماغك فاهمه"
اومأت بخوف فنظر الى جسدها بتفحص فتوترت كثيرا من نظراته فأردف مره اخري بحده
"اما امك تيجي عرفيني"
ثم توجه لمنزله بالطابق الثاني بينما هي ارتمت فوق الاريكه بقهر وقلة حيله.. فكلما تجد طريقه للخلاص.. يقف امامها كالعائق.

في مساء اليوم ذاته اجتمع كلاً من شهاب و هند ووالدتها فأردف شهاب بجديه
"طبعا يا طنط حضرتك عارفه اني بحب هند وكنت عايز اتجوزها"
نظرت له بيأس وقهر فأردف بضيق مصطنع
"وطبعا بعد اللي محمد عمله فيها ده.. مفيش عريس هيقرب من باب البيت ولمؤخذه"
تتابعه نظرات هند المحتقره فهو يحاول كسرها وكسر والدتها لتقبل بزواجهم.. بينما اردف هو بجديه وهو ينظر لوالدة هند
"انا لسه عايز اتجوز هند يا حجه.. ولو حضرتك موافقه كل حاجه جاهزه و هند هتعيش معايا فالشقه بتاعتي اللي فوق"
نظرت والدة هند لها بحزن علي حالها ثم نظرت لشهاب بإنكسار لتتحدث "بس يابني.."
اردف شهاب مقاطعا اياها "انا مش عايز اعرف رأيكوا دلوقتي"
ثم نظر لهند وتحدث بحزن مصطنع
"انا عارف ان هند كانت بتحب محمد اوي ومتعلقه به.. بس لو ادتوني فرصه انا هنسيها محمد خاااالص"
نظرت له الوالده بقلة حيله بينما هو نهض قائلا
"انا همشي بقا عشان عندي شغل.. فكري براحتك يا هند"
ثم توجه للخارج وهو يبتسم بخبث على خطته الناجحه..
كادت تدلف هند لغرفتها ولكن قاطعها صوت والدتها بجديه "استني يا هند احنا لازم نتكلم"
نظرت لها بحزن فأردفت الوالده "اقعدي.."
جلست هند بحزن وهي تفكر في ما قاله شهاب و اثر حديثه علي والدتها
اردفت والدتها "انتي لازم تتجوزي شهاب يا هند"
نظرت لها هند بصدمه مما تقوله "شهاب يا ماما!! .. انتي اللي بتقوليها!! .. مش ده شهاب اللي بيسهر ويشرب وحالته بايظه .. دلوقتي عايزاني اتجوزه ! "
تحدثت والدتها بقلة حيله "يا حبيبتي انا عايزه مصلحتك صدقيني.. وشهاب بيحبك و..."
هند بصراخ وقهر "انتي بتقولي ايه يا ماما!! ..انتي ازاي وافقتي كده!!"
ثم اكملت بإنكسار يفطر القلب
" ماما انتي عايزه ترميني ؟؟"
اردفت الوالده بتسرع "لا ي..."
قاطعتها هند بصراخ وغضب "لا ايه وانتي عايزاني اتجوزه اللي اغتصبني ودمر حياتي.. عايزاني اتجوز اللي سجن محمد وبعدني عنه.. ازاي جايلك قلب تعملي فيا كده.. كنتي فاكره ان محمد اللي عمل كده يا ماما !!.. احب اقولك انه مش محمد.. ده شهاب.. شهاب هو سبب كل اللي بيحصل.. وجاي دلوقتي عشان يضحك عليكي ويقنعك انه راجل وعايز يستر بنت عمه.."
نظرت لها والدتها بصدمه.. صدمه حقيقيه ، فهي لم تفكر ولو بلحظه ان شهاب هو من فعل كل ذلك!!.. صحيح انه زير نساء ولكنها لم تفكر بذلك إطلاقاً .
نظرت لابنتها لتجدها تبكي بحرقه وقهر فاحتضنتها بقوه لتتمسك بها هند بضياع وهي تقول
"دمرني يا ماما.. بعدني عن محمد خلاص.."
الام ببكاء وهي تحاول تهدئتها "هششش اهدي.."

*إند*

عادت من ذاكرتها على لمساته وهو يحاول تقبيلها لتشعر بالتقزز منه وتحاول ابعاده ولكنه يأبي فأردفت "شهاب اوعي انا تعبانه"
لينظر لها بغضب قائلا "هو كل شويه تعبانه تعبانه"
نظرت له هند بجديه قائله
"يا شهاب ما انت عارف اني حامل"
لم يبالي وحاول تقبيلها مره اخري ولكنها ابعدته
قائله بتقزز "شهاب ابعد بقا"
ابتعد عنها قائلا بغضب شديد
"ماشي يا هند انا هبعد دلوقتي.. بس خلي بالك انا صبري له حدود"
ثم تركها وذهب تعاني كالعاده فمنذ اول يوم زواج اخبرته بأمر حملها لتمنعه من الاقتراب منها وبالفعل هو لم يقترب منها ولكنه يحاول الان والامر بات يقلقها ف الى متي ستظل توقفه !

..

تقف أمام المرآه تهندم خصلاتها المرفوعه علي شكل كعكه رقيقه مع بعض الخصلات التي تزين وجهها.. ترتدي ثوب رقيق مثلها..
ثوب طويل لونه اسود ذو حمالات رفيعه تظهر بياض كتفيها.. الان مضى شهران أخيراً وانهت اختباراتها .. طوال هذه الفتره كان تعاملها مع عمر كالمعتاد.. لا يتحدثان كثيراً او يظل بالعمل لوقت متأخر.. رؤية كلا منهما للاخر كانت شبه معدومه.
طرق أحدهم الباب لتردف "اتفضل.."
دلفت خديجه لتردف بسعاده
"خلصي يلا ده العروسه نفسها خلصت"
ابتسمت جميله واردفت باتساع قائله
"خلصت اهو يلا"
هبطا للاسفل حيث يجلس السيد احمد بجانبه اخته رشا وابنها مراد بدون رنا التي سافرت الي خالتها بعد ما حدث بينها وبين عمر وجميله..
هبطت عائشه ومعها مريم لتنظر لها جميله قائله بانبهار "ما شاء الله يا عائشه شكلك حلو اوي"
ابتسمت عائشه ابتسامه باهته فاليوم يوم خطبتها من الدكتور وليد فطوال الشهرين الماضيين لم تتحدث مع يوسف بالمره وهو أيضاً لم يحادثها..
تفكر به دائماً.. يأخذ كل وقتها.. تحبه كثيراً.. لا بل باتت تعشقه.. فكرت كثيراً في امر زواجه.. ايمكن انه تزوج ؟؟.. انسى عائشه بهذه السهوله؟
قاطع شرودها صوت والدها قائلاً
"اهو وليد جيه يلا يا عائشه"
توجهوا للخارج بينما شعرت عائشه بانقباض في قلبها للغايه عند رؤيتها لوليد.. يقف امام سيارته بابتسامه توصف مدي سعادته.. شعرت عائشه ببعض الندم لعدم اعجابها به او رغبتها بالزواج به.. فبمجرد رؤيتها اللمعان والحماسه بعيونه عند رؤيته لها فتأكدت من حبه لها..
تقدمت منه لتجلس بجانبه بالامام وبالخلف عمتها وابن عمتها مراد.. نظر لها وليد بسعاده لا توصف واردف "شكلك حلو اوي.."
لتشعر عائشه بالخجل الشديد مما يقوله ومن تواجد عمتها ومراد لتجيب بالصمت ففهم خجلها ليبتسم باتساع وينطلق بالسياره نحو مكان الخطبه..
ما أن ذهبت سيارة وليد حتي تقدمت سيارة عمر و ورائها سيارة فارس ليهبط كلاهما متجهين نحوهم ليردف الوالد "يلا يا عمر خد مراتك معاك"
لينظر عمر الي جميله التي كانت جميله بما تحمله الكلمه من معنى .. شعرها الرائع المرفوع وفستانها الطويل الرقيق و وجهها الابيض الناعم الذي لا يلوثه اي مساحيق تجميل..
كادت تتحدث ولكن قاطعها صوته الرجولي الذي تعشقه "اتفضلي.."
لتنظر له بتوتر وتتقدم معه نحو سيارته بينما تحدث فارس بجديه "عمي انا ممكن اوصلكوا.."
اردف احمد بأبتسامه "لا متتعبش نفسك يابني احنا هنروح بعربية خديجه.. لو عايزه تركبي مع خطيبك يا مريم اركبي"
نظرت مريم الى والدها وهي غاضبه من داخلها فهي لا تريد الجلوس معه بمفردهما لتغمز لها خديجه قائله
"ايوا يا مريم اركبي انتي مع فارس وانا هركب مع بابا.."
لينتهي بها الامر تجلس بجانبه بالسياره متجهين نحو الفيلا التي سيقام بها حفل الخطبة .. كان يحاول فارس تجاهل النظر اليها ولكن شوقه يقتله للنظر لها وتأملها.. فهو لن ينسي ما فعلته به.. ينتظر انتهاء هذا الاسبوع لتصبح زوجته مثلما اتفق مع عمه بعدما استسلمت مريم للامر واخبرت والدها بموافقتها ليتفق مع فارس الذي أصر علي اتمام الزفاف وكتب الكتاب مره واحده بعد خطبة عائشه بحجة أن منزله مجهز وكل شئ جيد..
..

في سيارة عمر
ظل عمر ينظر الى جميله طوال الطريق مما ازعجها ولكنها فضلت الصمت ليردف عمر بعد قليل محاولا الحديث معاها قائلاً "احم..شكلك حلو اوي النهارده"
شعرت جميله بالخجل من حديثه ولكنها لم تجيب ليتحدث عمر مره اخري "جميله ا..."
ولكن قاطعه صوت رنين الهاتف ليمسكه بتذمر ويرى رقم شريف ليجيب "ايوا يابني بتتصل ليه.."
اردف شريف بسخريه "بتصل اشوفك اتأخرت ليه"
اردف عمر بجديه "انا خلاص وصلت اهو اقفل"
اغلق الهاتف ليصف سيارته لتفتح جميله باب السياره ما ان توقف عمر محاوله الهرب منه ومن نظراته ولكنه لم يعطيها فرصة لذلك..
امسك يديها بلطف واردف بهدوء
" استني هندخل مع بعض"
كان يمشي بكل ثقه ممسك بيدها بين يديه بينما هي تشعر بالخجل الشديد من نظرات الحضور منهم من يشعر بالغيره ومنهم من يشعر بالسعاده من اجلهم ومنهم من يتساءل من هذا الثنائي الرائع.. لتتوقف جميله وتفلت يديها منه قائله
"ا..انا هروح اشوف مريم"
ثم ابتعدت مسرعه بينما هو ابتسم بحب صادق فهو يعلم انها مازلت تحبه.. وهو أيضاً يشعر بانه يحبها !.. ولكنه لا يعلم .. لا يعلم لما توقف عن معاملته القاسيه معها!.. لما توقف عن تجاهلها !.. لما توقف عن السهر والشرب !!.. لما لا يري غيرها الان !.. اصبح الان يتمني قربها منه.. يتمني ان تسمح له بالاقتراب منها.. يتمني ان تعود معاملتها واهتمامها به.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء...
.

كان الحفل روتيني بعض الشئ.. تهنئات من هذا و هذه.. موسيقى تعلو المكان.. الرقص و الضحك و المزاح.. شعرت بأن هذا ليس مكانها.. لا يجب ان تكن جالسه على هذا المقعد الان بجانب هذا الرجل.. هي تستحق يوسف و يوسف أيضاً يستحقها.. لما تقوم بتعذيب حالها !!... لما تقبل كل ذلك.. لما لا تنهض و تصرخ بهم ان يتوقفوا عما يفعلوا... لما لا تخبر وليد انها لا تريده !.. اعتقد انه من السهل التخلي عما نختاره !!.. واعتقد أيضاً انها ليست نهاية العالم لكي نتقبل شئ لا نريده.. فنحن لن نحيا مرتين !!

جلس بجانبها بعدما ترك ساحة الرقص وسط اهله واصدقائه ليقول لها بحب
"احم..انتي كويسه يا عائشه؟"
نظرت له بأبتسامه بسيطه حاولت رسمها قدر المستطاع حتي لا يشك بأمرها و اردفت
"ايوا..بتسأل ليه؟"
اجابها بتعجب "اصل حاسس انك مش مبسوطه"
ابتسمت بسخريه علي حالها فهي تحاول اقناعه بما لا تستطيع اقناع حالها به ، كادت تتحدث ولكن قاطعهم صوت عمتها قائله "الف الف مبروك يا حبايبي"
اردف وليد بأبتسامة "الله يبارك في حضرتك.."
نظرت عائشه حولها ثم قالت لعمتها
" اومال فين جميله وخديجه؟"
اردفت العمه "خديجه بتعمل مكالمه برا وجميله باين مع عمر"
اومأت عائشه ليردف وليد بحماس
"تعالي يا عائشه عايز اعرفك علي صحابي"
اومأت وتوجهت معه بينما نظرت العمه الى اثرها بأبتسامه وهي تدعو لها بكل خير وبأن يتمم لها الله علي خير.

كانت تقف خارج الفيلا تنتظر حضوره فهي تتذكر عندما دعته لحفله الخطبه بالامس.. طوال الشهرين الماضين كان التعامل بينهما جيد جداً حتي انها بدأت تشعر بالاعجاب الشديد تجاهه.. اصبحت تخاف وتقلق عليه كثيراً... تهاتفه لاتفاهه الاسباب فقط لسماع صوته.. تتحجج بأي شئ لرؤيته.. وهو أيضاً كان يتقرب منها وكان يهاتفها كثيراً.. برغم ما حدث في قضية هند الا انها لم تتركه وحيداً في ضيقه.. حدث الكثير بالطبع بهذه القضيه الغامضه.. ولكن في غمضة عين خرج خالد منها رغماً عنه.. ولكنه لم يخرج منها الا عند تأكده من خروج محمد من السجن.. برغم عدم معرفته لسبب خروج محمد الا انه مازال يبحث بالامر..
وجدته يصف سيارته ويهبط منها بطلته وهيئته الرائعه الرجوليه لتبتسم ببلاهه وهو يتقدم منها ويبتسم قائلاً "الف مبروك للانسه عائشه"
ابتسمت خديجه قائله بحب
"الله يبارك فيك..اتفضل"
دلفا سوياً متجهين نحو والدها الجالس لتقول بخفوت "بابا..الاستاذ خالد منصور المحامي يا بابا اللي بشتغل معاه"
ابتسم والدها ورحب به كثيراً قائلاً
"أهلاً اتفضل.."
جلس ثلاثتهم يتبادلون اطراف الحديث..

كانت تجلس طوال الحفل بجانب مقعد عمتها بارهاق.. نعم فلا ننسى انها حامل والان بالشهر الثالث لها.. هي تعاني بشده هذه المدة بمفردها.. تفكر بما سيفعله معها فارس بعد زواجهم الذي هو بعد اسبوع من الان.. هل سيحبسها ويعذبها !!.. هل يقتلها اذا علم بحملها.. كيف ستكون ردة فعله.. يجب عليكي يا مريم اخباره قبل ان ينفضح امرك وينمو الطفل وتبرز بطنك.. لا استطيع اخباره !!.. اخشاه بشده !..
فارس رجل .. ولن يتقبل هذا كله .. بالطبع سيقتلني ليتخلص مني ومن بداخلي .. ف انا الان اصبحت عاله..
قاطع شرودها جلوسه بجانبها وهو يقول بسخريه
"سرحانه في مين يا ترا"
انتفضت بخفه ونظرت له ثم نظرت حولها لتجد انه لا يوجد سواهم علي الطاولة لتنظر له مره اخري وتقول بأرهاق "مش سرحانه ف حد ريح نفسك"
اردف فارس بحده طفيفه "اتكلمي عدل"
نظرت للجهه الاخر بتأفف فهي لا تريد الخوض معه في مشاكل كالعاده..
اردف فارس بجديه "انتي ليه قاعده كده مقومتيش من ساعة ما جينا غير عشان تسلمي علي عائشه و وليد غير كده متحركتيش!"
نظرت له مريم بنفاذ صبر "وانت مالك اقوم ولا مقومش خليك في حالك.. مش كفايه مستحمله القرف ده"
ثم نهضت بغضب وذهبت بينما هو يجلس مكانه يحاول السيطره علي اعصابه كي لا يثور عليها وهما بمكان عام والجميع هنا.. نهض من مكانه متجهاً للخارج ليركب سيارته عائداً للمنزل حزيناً غاضبا في أنٍ واحد .
..

تجلس حزينه بغرفتها.. تشعر بالخنقه.. تريد إخراج ما بداخلها.. تريد الحديث والحديث حتي يهدأ قلبها.. دقائق وامسكت ورقة وقلم.. لتكتب كل ما يخنقها في هذه الحياه تكتب وتكتب وهي تتذكر كل ما حدث معها بالأونه الاخيره..

*فلاش باك*

"مين اللي عمل كده؟" قالها خالد لهند التي تجلس امامه في مكتبه
اردفت هند بتوتر "انت طلبت اني اجي المكتب ونتكلم وانا جيت.. انما متضغطش عليا اقول مين.."
تحدث خالد بغضب شديد من جملتها
"انتي لحقتي تغيري رأيك !!.. كنا لسه عندك من يومين فالبيت وكنتي هتقولي مين.. ايه اللي خلاكي مش عايزه تقولي دلوقتي !!"
انتفضت هند من صراخه لتدلف خديجه قائله محاولة تلطيف الاوضاع
"هند.. دي قضيه مش لعب عيال.. محمد فالسجن ومش هيخرج غير بشهادتك وانك تقولي انه مش هو اللي عمل كده.. خلاص كلها كام يوم ويطلع الحكم.. ومش بعيد ياخد فيها سنييين سجن.. وظلم يا هند!"
نظرت لها هند بحزن والدموع تتجمع بعينيها.. فحديث خديجه صحيح.. وهي ستظل تشعر بالذنب الشديد طوال حياتها اذا ظل بالسجن بسببها!
رن هاتف هند لتنظر للشاشه لتجد شهاب من يتصل فتنظر لهم بحزن وقهر وهي تتذكر تهديده لها بقتل محمد اذا اخبرت احد..
اغلقت الهاتف لتردف بجديه وهي تنهض
"انا لازم امشي"
نظر لها خالد بغضب ونهض متجهاً للخارج بينما نظرت لها خديجه تردف بجديه
"غلط يا هند.. اللي بتعمليه ده غلط.. فكري في محمد وفاللي بيحصله"
نهضت هند بارهاق واردفت "انا تعبانه يا خديجه صدقيني.."
****

تبكي بشده ولا تتوقف عن البكاء من قهرها وحزنها.. تدمرت بالكامل الان.. تكره نفسها وحالها.. تدعو الله ان يخلصها مما حل بها.. تحتضنها والدتها التي تبكي بقهر هي الاخري علي ما توصلت له ابنتها.. فبعدما حدث اكتشفت الان انها حامل من شهاب!!.. تحمل في احشائها ابنه.. ماذا سيحدث لهااا !!. استضطر علي الموافقه به.. اتوافق علي الزواج منه ؟؟ ..ام تجهض الطفل وتغضب ربها !!

في المساء تجلس العائله المكونه من شهاب و والديه و هند و والدتها.. تحدث والد شهاب قائلاً
"شهاب ابني عايز يتجوز هند.. وده شئ ميزعلنيش ابدا برغم اللي حصل معاها"
لتكمل والدته حديثها السام
"برغم انكوا فضلتوا اللي اسمه محمد ده علي ابننا شهاب.. بس برضو الواد راجل ولسه عايز بنت عمه"
ليكمل الوالد حديثه الساخر "احنا نعمل خطوبه لمده اسبوعين كده تكون كل حاجه جهزت بعدها نتمم الجوازه"
""بالطبع والداي شهاب لا يعلمون بأمر الطفل""
تحدث شهاب بسخريه "ايه يا عروسه مش عايزه تقولي حاجه"
نظرت له بقرف لتردف والدتها "زي ما بتقول يا حج.. اسبوعين خطوبه وبعدها نتمم الجوازه"
اردف والد شهاب "يبقي نقرا الفاتحه"

****

بعد مرور اسبوع على خطبتهم.. يجلس امامها ينظر لها بسعاده لنجاح خطته ونيله لها بسهوله.. فها هو سيتزوجها ولا يوجد عائق يسمي محمد ليقف امامهم..
اردف شهاب بسخريه
"جرا ايه يعروسه مش هتتكلمي ف ليلتك دي"
لم تجيبه هند فأردف "الله انتي مكسوفه..ده كلها كام يوم وتبقي مراتي"
نظرت له بغضب لتصرخ في وجهه
"انسي يا شهاب..انا عمري ما هتقبلك زوجي ابدا.. انا مش بحبك ولسه بحب محمد.. ومتنساش انك السبب في كل ده.. وان محمد هو المظلوم ف لعبتك القذره دي "
نظر لها بغضب شديد ليصفعها بقوه و يردف بغضب و حده " متنسيش نفسك يحلوه.. انا مسمحلكيش تكلميني بالطريقه دي.. استني بس اما نتجوز يا هند.. هخليكي تتمني الموت ومتطليهوش"
ثم تركها وذهب لتبكي هي بحرقه وهي تضع يديها علي خدها المتورم اثر صفعته.

****

"مش هقدر يا خديجه صدقيني"قالتها هند بقهر بعدما فكرت كثيراً في الحديث مع خديجه التي تطمأنت لها ولحديثها وتعاملها معها.
اردفت خديجه بهدوء "طب ليه مش عايزه حد يعرف.. انتي ومامتك ساكتين كده مينفعش.. صدقيني ب شهادتك وشهادة مامتك الموضوع هيتحل بسرعه"
نظرت لها هند ببكاء "خديجه انتي مش فاهمه... دول مش ناس طبيعيه لا.. عمي لو عرف اني اتكلمت ممكن يطردني انا وامي من البيت ده غير شهاب هيقتلني.. ده قالي انه بعت ناس تضربه فالسجن يا خديجه.. وقالي لو فكرت بس اروح اقول اي حاجه هيبعتهم المره الجايه يقتلوه.. دول مش سهلين يا خديجه.. وده اللي مخليني مش قادره اتكلم.. انا مش عارفه اعمل ايه.. مش قدامي حل تاني غير ده"
صمتت خديجه قليلاً لتردف بعدها "طب انتي مفكرتيش موقف محمد هيبقي ايه لما يعرف؟"
تنهدت هند واردفت "انا لازم اعمل كده يا خديجه.. لازم اخرجه من السجن.. محمد هناك بسببي"
صمتت قليلاً ثم اردفت بحزن "وبعدين انا ومحمد مش هينفع نكمل يا خديجه.. مش هخليه يضيع مستقبله وحياته مع واحده زيي"

****

تجلس امامه بهدوء تحاول ترتيب الحديث بعقلها لتخرجه بشكل مناسب وتحاول اقناعه..
نظر لها بنفاذ صبر ليردف
"اخلصي يا هند عايزه ايه"
تحدثت بهدوء تحاول السيطره علي حالها
" ك..كلها كام يوم وهنتجوز..."
نظر لها وابتسم بخبث ليردف "اه طبعاً"
اردفت هند بخوف بعدما لاحظت نظراته
"انا..انا موافقه اعيش معاك و..ونبقي زي اي اتنين متجوزين"
نظر لها بتعجب من حديثها ولكنه شعر بالسعاده قليلاً ولكنه سمعها تكمل "بس عندي شرط"
تحدث بجديه " شرط ايه"
ابتلعت هند ريقها بتوتر وقالت
"تخرج محمد من السجن"
رفع حاجبيه بغضب وهو يردف "محمد تاني!!"
كاد ينهض ولكنها اوقفته قائله بتسرع
"عشان خاطري يا شهاب خليه يخرج .. وانا مش عايزه حاجه تانيه.. وبعدين احنا هنتجوز حرام يفضل فالسجن ظلم"
نظر لها بغضب واردف "انتي مجنونه.. يعني انا مبلغ البوليس يوميها وهو اللي فالحكايه.. عايزاني اخرجه ازاي يا حلوه"
توترت قليلاً لتردف "معرفش اتصرف بس محمد يخرج من السجن"
حاولت ان تستعطفه قائله
"صدقني لو خليته يخرج من السجن هنفذ كل اللي تطلبه مني و عمري ما هعمل حاجه تضايقك"
كان حديثها اشبه بتوسل له.. لا تعلم كيف سمحت لحالها بالحديث بهذه الطريقه ومع من !.. مع شهاب الحقير ! ..بينما هو ينظر لها بتفكير ويبتسم بخبث فإذا اخرج محمد من السجن ستصبح هند ملكه وستحبه كما يحبها !

*إند فلاش باك*

تركت القلم وهي تبكي بشده لما يحدث معها..
فليس لديها من تتحدث معه وتخبره بضيقها.. بل تلجأ للكتابه.. نهضت متجه نحو المرحاض تأخذ حماما لتريح به اعصابها.
..

انتهى الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

2.4K 102 6
هى فتاه متدينه وتحفظ دينها وهو شاب متدين ايضا وهو دكتورها الجامعى وصديق والدها مجنونه تحب صديقتها كثيرا بل تعشقها
5.9M 169K 109
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
37K 846 20
قصة تحكي عن فتاه رقيقة شديدة الجمال وشاب من المافيا اعجب بها من النظرة الاولي واقسم انها ستكون لة برضائها او بغيرة فقام بأختطافها وسنعرف باقي الاحداث...
719K 15.2K 45
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...