رواية " وكر الملذات "....بقلم...

By ShaimaaGonna

516K 15.1K 368

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادل جميع الحقوق محفوظة للكاتبة _ كانت ترقد داخل المغطس الممل... More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

( الفصل الثلاثون_ الأخيرة) الجزء الثاني

24.4K 733 90
By ShaimaaGonna

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل الثلاثون_ الأخيرة)

الجزء الثاني /

_ رمقه بنظرات مزدريه ثم جلس علي المقعد المقابل له ووضع قدماً أعلي قدم .. ثم تحدث والغرور يحتل نبرته

شهاب : وهتساعدني ليه وأزاي إن شاء الله
فارس وهو يحدجه بنظرات قاتمة : انت متسألش ، أنت تسمعني وبعدها تختار اللي يريحك
شهاب وهو يكز علي أسنانه بحنق : هات اللي عندك وخلصني
فارس مشيراً حوله : هخرجك من هنا بس بشروط ، هتطلع من هنا علي المطار وتسيب البلد كلها .. وده طبعاً بعد ما هتتنازل عن كل حاجة في ايدك لمدام زيزي ، إما بقي بالنسبة لنص الشركة اللي أخذته بالنصب فنو دلوقتي بقي في قبضتي يعني مفيش لزوم أتكلم عنه.. ها ، أيه رأيك في عرضي

_ أنتصب شهاب في جلسته وقد أنفلت زمام الهدوء منه فبدت تقاسيمه أكثر حدة وشراسه من زي قبل

شهاب : أنت شارب حاجة قبل ما تيجي ولا أي ، مجنون مين قالك إني ممكن أوافق على شغل الجنان ده
فارس بإبتسامة ساخرة : مش معقول هتضحي بحريتك وتقضي مؤبد في السجن .. دي قضية قتل ياشوشو
شهاب وهو يصيح به بإنفعال : مقتلتهاش ، انا مقتلتهاش
فارس بنفاذ صبر وقد أطلق أنفاسه متأففا : أنا بصراحه معنديش خلق أسمع دفاعك عن نفسك .. بأيدي أخرجك من هنا وبأيدي أخليك تتحسر علي عمرك اللي هتقضيه في أبو زعبل
شهاب وقد أمتلئت عينيه بالغيظ : ....
فارس وهو ينهض عن مكانه مغلقاً لزر سترته : فكر وهابقى اجيلك تاني ، معلش نسيت اجيبلك زياره معايا.. المرة الجايه بقى

_ أنصرف شامخاً رأسه يشعر بالأنتصار عليه في حين شعر شهاب بأن هذه هي المحطة الأخيرة له ، إما أن يتركه ينتصر ويغادر البلاد بأكملها.. إما أن يظل تحت سلطته منتظراً لحكم الأعدام أو السجن المؤبد المشدد .. إذا ما العمل !!

....................................................................

_ لم يقوى علي الأنتظار أكثر داخل جدران الحجز الكئيبة ، لذا قرر وبسرعة الموافقه علي عرضه والتنازل عن كافة أملاكة لزوجته وكذلك تطليقها بعد أن رغبت هي بذلك .. حيث رغبت وبشدة أن تراه بحالته هذه ولذلك قررت الذهاب بنفسها بصحبة المحامي الخلص بفارس لأنهاء هذا الأمر

شهاب وهو ينظر للأوراق بتحسر : .....
زيزي متهكمه : مقهور اوي !! كان لازم تفكر بدل المرة مليون قبل ما تخوني وتلعب من ورايا .. انت كنت هتفضل عايش بقيت عمرك ملك .. بس الأنسان دايما مش عاجبه حاله ، دايما بيبص لفوق لحد ما يقع على جدور رقبته
شهاب مطبقا علي جفنه بقوة : مش عايز أسمع حاجه منك
زيزي وهي تشير بيدها للمحامي : خليه يمضي ياأستاذ عشان نخلص
مكرم : اتفضل أمضي هنا

_ مد له بالقلم ثم أشار له علي مكان التوقيع ، فألتقط منه القلم علي مضص ثم خط سريعاً للأنتهاء من هذا الأمر .. في حين هتف المحامي قائلا

مكرم : تذكرة السفر هتتحجز في اليوم اللي هتطلع فيه من هنا
شهاب بسخرية : وأنت هطلعني أزاي يامحامي الغبره أنت
مكرم مبتلعاً أهانته : كل اللي عليك هتطلب ان الجثه تتشرح والمعمل الجنائي هيثبت وقت الوفاة بالظبط ، وأحنا علينا نثبت مكانك كان فين وقت وقوع الجريمة
شهاب وقد أنعقد حاجبيه : يعني أي !؟
مكرم : يعني هنجيب الشهود اللي يشهدوا بأنك كنت في شركاك وقت وقوع الجريمة ، وساعتها مفيش قضيه
زيزي وهي تنعض عن مقعدها : متنساش ورقة طلاقي بمجرد ما تطلع من هنا .. مش عايزه أشوف وشك تاني
شهاب وهو يتعمد أهانتها : ولا أنا عايز أشوف خلقتك تاني يابومة أنتي
زيزي :.............

................................................................

_ كانت حالتها النفسية غير مستقره ، أحياناً تبكي بصمت وأحيان أخري تعلو شهقاتها الممزوجة بالنحيب .. لا يساعدها على تحمل كل تلك الأعباء سوى طفلها الذي تحمله برَحمها ، كما جاهد فارس لزرع الفرحة بداخلها ورسم البسمة علي وجهها وكثيراً ما نجح بذلك .. وذات يوم ، أصر فارس على أن يصطحبها بنزهه للخارج ، حيث جعلها ترتدي ثيابها ثم أعد لها كوباً من العصير الطازج لترتشفه قبيل أن يذهبا

رغد : يافارس مش قادرة أشرب تاني صدقني
فارس وهو يرغمها علي الأرتشاف من الكوب : عشان خاطري ياماستي تكملي الكوبايه للأخر
رغد علي مضض : طيب

_ أكملت تجرع كأس العصير ثم جلست بأريحية علي الفراش لتنتظره حتي ينتهي من إرتداء ثيابه .. في هذه الأثناء شعرت رغد بثقل في رأسها وقد بدأت رؤيتها تتشوش قليلاً .. فركت عينيها لتسيطر علي حالة من النعاس أصابتها فجأة ولكن لم تستطيع ، فحاولت التحدث ولكن خرج الكلام من فمها متقطعاً غير واضح .. فأبتسم فارس بإنتصار و....

رغد : اا ا م مش شايفه .. اا
فارس مراقباً لها : .......
رغد :.........
فارس وقد أقترب منها ليقبل بطن كفها بعمق : معلش بقي ياماستي ، ماأنتي مكنتيش هترضي لا و قلتلك

..................................................................

_ كان كل مايشغل نور هو كيفية الأستحواذ علي رضى والدتها مره أخري ، مهما كلفها الأمر .. فگثرت زيارتها لها وجعلت آمير ينصاع لرغبتها أيضا وبدأ هو في التودد لها .. حتي أن '' فاطمه '' بدأت بالفعل تتناسى ما مضى وتتعايش مع واقع سعادة إبنتها .. وترسخت العلاقة بينهما أكثر بمرور الأيام ، وبيومٍ تجمعت فيه أسرة آمير الصغيرة بمنزل فاطمة لتناول وجبة الغداء ، أصر آمير على عرض أمر أنتقالها للسكن معهم عليها ولكنها قابلت الأمر بالرفض

آمير : مش فاهم أيه المانع في كده!؟
نور بلهجة راجيه : أرجوكي ياماما تواقفي .. القصر كبير والله
فاطمه وهي تؤكد علي رفضها : أستريحوا أنتوا الأتنين ، مش هينفع يعني مش هينفع.. انا مستريحة في بيتي ومش هعرف أطلع منه
نور وهى تنظر لآمير بحزن : خلاص ياآمير.. طالما صممت يبقي مفيش فايدة من الكلام
آمير وقد قوس فمه بحنق : براحتك ياطنط
نور وهى تنهض عن مقعدها : انا هشوف فارس صحي ولا لسه
آمير : طيب

_ أمسك آمير بالملعقه ثم وضعها بصحن الحساء وأغترف منه ثم أرتشفه بهدوء لحرارته الساخنه .. رفع بصره ليجدها تنظر له بتساؤل فبادرها قائلا

آمير : عايزة تقولي حاجه ياطنط؟
فاطمه بنبره خافته وهي تستند بساعديها علي الطاولة : نور هينفع تتعالج ولا لأ؟
آمير بنبره هادئه : متقلقيش ياطنط ، انا اتكلمت مع الدكتور وقالي ان العلاج ممكن ليها لكن مش الفترة دي خالص .. يعتبر لسه والده فارس من شهرين بس
فاطمه بضيق : ربنا يجعله بفايدة
آمير وهو يربت علي كفها الذي برزت به التجاعيد : متقلقيش

_ حضرت نور وهي تقبل الصغير بحب وتداعبه بكلماتها ثم وضعته بين يدي آمير .. والذي نهض به وتوجه نحو الأريكة ليغمره بعاطفته الأبويه قليلاً ، فكانت أسعد أوقاته هي التي يقضيها بجانب ذلك الصغير .. في حين كانت تشعر نور بسعادة كبيرة عندما تراه هكذا ، لقد أتى صبرها بنتائج مثمرة وناجحة وهى تحظى الآن بحياة سعيدة تعوضها عما مضى .

...................................................................

_ ترى سحابة بيضاء علي عينيها ويصيبها بهما ثقل غريب .. كانت تستمع لصوت أمواج البحر وتخبطه بعضه ببعض ، فيصدر صوتاً تطرب له الأذن .. وبعد محاولات عديدة منها لمحاولة أسترجاع أدراكها ووعيها بما يحدث ، نجحت أخيراً بفتح عينيها لتصتدم حدقتيها بسماء زرقاء صافية .. فحركت رأسها لليمين واليسار لتكتشف أنها على اليخت، فأنعقد ما بين حاجبيها بذهول ثم فركت عينيها لتصدق ما تراه ثم جاهدت لتعتدل في جلستها ولكنها كانت تشعر بثقل حركتها .. حتي وجدته ينحني عليها فجأة ليقبل جبينها ثم بدأ بمداعبة خصلات شعرها وهو يردف بنبرته الساحرة

فارس : حمدلله على السلامة
رغد وهى تتأمله عن كثب : أحنا فين؟
فارس : أحنا في بساطة ياماستي

_ خلل أصابعه بشعرها ثم نمق وضعيته ، ثم بدأ بملامسة وجنتيها بظهر أصابعه وهو يبتسم لها بعذوبة . في حين بادلته هي البسمة ورددت بمرح

رغد : يعني جبتني هنا غصب بقي؟
فارس وهو يهز رأسه بإيجاب : بالظبط كده .. هنقضي يومين في عرض البحر وبعدها نرجع

_ جذب ساعدها برفق ليعاونها علي الأعتدال في جلستها
ثم أقترب ليكون ظهراً لها لتستند على صدره .. طوقها بذراعيه ثم أخذ يحك بطنها المنتفخه بأصابعه وهو يتغزل بها.. حتي أظهرت رغبتها الشديدة في تناول الفاكهة فأصطحبها للطابق السفلي ليفاجأها بالمبرد الذي يحتوي على أشكالاً وألواناً مختلفه من الفواكة والخضروات والأطعمة المعلبة والجاهزة للأستخدام الفوري .. فرغت شفتيها بعدم تصديق ثم هتفت ب

رغد : أنت عملت كل ده أمتي؟
فارس غامزاً بعينيه : عيب لما تشكي في قدرات جوزك حبيبك وأبو رغد الصغيرة
رغد بقهقهه منخفضة : لسه مصمم على الأسم دة
فارس : مينفعش أصلاً تتسمى بأسم غير ده .. ها عايزة تاكلي أيه
رغد وهي تتأمل ثمار الفاكهة المختلفه : أعملي طبق fruit salad ( سلطة فواكه)
فارس بحركة نشطه : أنتي تؤمري

_ أجلسها علي المقعد الصغير المبطن ثم أنتقي بعض ثمرات الفاكهه المختلفه وبدأ بتقطيعها قطعاً متساوية الحجم بينما كانت تتأمله وتتابع أقل حركاته بصمت وأعين عاشقه .. حتي فرغ من مهمته فأمسك بعصا بلاستيكية صغيرة بحجم الأصبع وذات رأس علي شكل فاكهة ( خلة فواكه) ثم أقترب منها وبدأ يقوم بغرز العصا بالفاكهة و يدس القطع بفمها لتتناولها بتلذذ وشهية مفتوحة .. وذات مرة أقترب منها فجأة وقضم القطعه من فمها ليلامس شفتيها بقبلة مسروقه .. فعلى ثغرها إبتسامة واسعه و ......

..................................................................

_ وقفت تراقب الطائرة من خلف نظارتها السوداء ، والتي تركت أرض مصر متجهه نحو أحد العواصم الأوروبية .. فلقد نجح مخططها وأستطاعت أن تجعل '' شهاب '' يقوم بتطليقها عقب أن تم الأفراج عنه لعدم ثبوت الأدلة ضده وقد تم تحويل القضية لضد مجهول ، فحقاً القول القائل '' إن كيدهن عظيم '' .. كانت سنوات عمرها التي قضتها معه ما هي إلا فناء لحياتها ، فقررت نسيان الماضي ومحوه لتعيش حياة سرمدية جديدة ستهنأ فيها بالحرية ، زفرت أنفاسها بتمهل ثم أستدارت لتترك أرض المطار والتوجه للعقار الجديد الذي ستقطن به .

....................................................................

_ كانت تعيش أزهى أيامها معه ، فقد صدق وعده لها بأن ما هو آتي هو الأفضل .. أنفصل عن المحيطين به وقطع الأتصال بهم ليتفرغ إليها بضع أيام يهنأن فيهم بالعيش سويا .....
جلست علي الرمال الذهبية وأقتربت كثيراً من شاطئ البحر حتي كانت تلامس الأمواج قدميها ، حيث كانت تمسد علي بطنها بهدوء وتشهر بأستجابة الجنين معها والتحرك بداخلها ، في حين آتي هو ليجلس جوارها ثم تبادلا الحديث سويا .. وحين شعر هو ببرودة النسمة التي تداعب وجوههم فضل الدخول بها للكوخ المخصص لهم.. فنهض وعاونها للنهوض ولكنها توقفت فجأة وهى تصرخ بقوة ، فقد شعرت بالآم قوية أسفل الظهر وركلات قدم طفلها في الجزء الأسفل من البطن .. فتوترت حركته وتوقف تفكيره عن العمل في مثل هذا اليوم ثم هتف بخوف بيّن

فارس : ططط طب اي ، يعني حاسه بأيه
رغد وهي تصرخ بتألم : بولد بولد ، مش قادره اآآآآآآه
فارس وهو ينظر حوله بأرتباك : طب أعمل اي ، هعمل اي دلوقتي !
رغد : وديني مستشفي بسررررررررعه
فارس منتبها لها : اه اه ، مستشفي ، صح .. طب يلا

_ سار بها مسانداً إياها ثم تركها بضع ثواني وركض للداخل ليحضر مفاتيحه وهاتفه وحافظة النقود الخاصه به ثم خرج سريعاً وتوجه بها نحو سيارته وعاونها علي الصعود للمقعد الخلفي ثم أستقل مكانه وأدار السيارة سريعاً .. حاول مراراً الوصول لموقع أقرب مشفى عن طريق جهاز تحديد المواقع ( GPS) ولكنه لم يتوصل لشئ .. وفجأة لمح سيارة تأتي خلفه فهدأ من سرعته وأضاء المصباح عدة مرات متتالية حتي أنتبه له سائق السيارة وبدأ يخفف من سرعته أيضاً ليري ما الذي يريده هذا الشخص .. فسارا علي نفس الخط ثم أقتربا بسيارتهم قليلا و...

فارس : لو سمحت ياأستاذ ، مفيش مستشفي قريبه من هنا
الشخص وهو يتأمل الطريق أمامه : مستشفي!! اه اه ، في مستشفي علي بعد 3 كيلو من هنا
فارس محملقا به : 3 كيلو ؟؟ مفيش حاجه أقرب من كده؟
الشخص وهو يهز رأسه نافياً : فيه مستوصف صغير بس الخدمة فيه مش ولابد ، خليك في المستشفي أضمن
فارس وهو يحيه بيده : شكرا ياأستاذ .. سلام عليكم

_ أغلق زجاج سيارته ثم أسرع من قوة سيارته في حين كان صراخها مدويا بالسيارة ، فكان الآلم يهاجمها تارة ويهدأ تارة أخرى .. وتفاوتت المسافات بين كل مره حتي تقاربت بشده فعلمت أنها علي وشك الولادة ، هدرت به لكي يصل بها سريعاً للمشفى حتي وصل بها أخيراً بعد عدة كيلو مترات من القياده .. فترجل عن السيارة وأستغاث بمن في المشفى ليعاونوه في نقل زوجته للداخل حتي لبوا رغبته وأصطحبوها عن طريق الفراش النقال..
قام بفتح هاتفه الذي أغلقه عدة أيام ليجد أتصالات متعدده ورسائل كثيرة ، حتي على صوت الهاتف بالرنين معلناً عن أتصال ما ، فأجاب سريعاً و...

فارس : أيوه ، ايه ياعامر .. سافرت كام يوم كده .. مفيش حاجه .. لأ متقلقش قلقان شوية بس .. رغد بتولد ، انا مش في القاهرة ياعامر .. لالا متتعبش نفسك ، طب تعالي عن ( ... )
_ وصف له الطريق فأنطلق عامر إليه سريعا ليكون بجانبهم .. في حين ظلت رغد بداخل العمليات لمدة ليست بطويلة ثم أخرجوها بعد أتمام عملية الولادة ، وأقلوها لحجرة منفصله

الطبيب بنبره مبشرة : مبروك ، جالك ولد
فارس محدقا به : ولد!! أزاي ده الدكتور قال بنت
الطبيب وهو يضع يده بالمعطف الطبي :وارد جداً يحصل أخطاء في تفسير السونار، لأن المدام جابت ولد زي القمر
فارس بفرحة : شكراً ، شكرا بجد
الطبيب : الشكر لله ، عن أذنك

_ توجه لحجرتها ثم جلس جوارها يتابع سكون حركتها وهي غافية .. حتي بدأت تتململ في الفراش وصدر منها إنيناً خافتا وهي تردف

رغد : فارس ، فف فارس
فارس وهو ينهض بسرعه عن مقعده : انا هنا أهو ياحبيبتي
رغد وهي تتمعن النظر حولها : هى فين؟
فارس بقهقهه خفيفه : لأقصدك هو فين
رغد وقد أنعقد ما بين حاجبيها : ها ، ولد؟!
فارس وهو يقبل جبينها بعمق : اه ولد ، ربنا يباركلنا فيه يارب
رغد بتلهف : طب عايزة أشو......

_ لم تستكمل كلمتها حتي وجدا الممرضة تخطو للغرفة وهى تحمل المولود الصغير بين ذراعيها .. فجاهدت رغد لتعتدل في جلستها ولكنها شعرت ببعض الآلم فأستكانت مكانها حتي دنت الممرضه منها ووضعت الوليد بين يديها .. نوبة فرح غير عادية أجتاحتها فجأة ، حتي كاد قلبها يقتلع من مكانه من شدة الفرح .. فهاهي الآن تمسك به بعد أنتظار أياماً وأسابيعاً وشهوراً عديده ، في حين كان فارس يداعب أصابعه البيضاء الصغيرة للغايه وهو يهتف

فارس : بسسس ، أصحي يابني عايزين نلغب مع بعض شوية
رغد : تلعب أيه بس لسه بدري
فارس : لالا ، متدخليش بيني وبين أبني لو سمحتي.. وبعدين أنا هعلمه اللعب من بدري عشان لما يكبر يبقي محترف
رغد وهى تلامس جبينه الناعم : ده حلو أوي اوي
فارس مقبلاً رأسها : يعني هيجيب الوحاشه منين ياماستي

_ بهذه اللحظه .. أنفتح باب الغرفة ليدلف منه آمير وزوجته وطفلهم ووالدتهم أيضا ، حيث تفاجئا بوجودهم في هذا الوقت .. بينما تقدمت منها عثمت ومسحت علي جبين الصغير ثم حملته عنها وهي تتوق لتقبيله

فارس مشدوهاً : أنتوا عرفتوا أزاي؟
آمير ناظرا للصغير بتشوق : أكيد عامر مكنش هيخبي عننا .. سببيه ياماما وهاتي أشيله شويه
عثمت وهى تبعد بذراعها عنه : لأ أبعد وخليك في ابنك ، سيب حفيدي في حضني شوية
آمير وهو يتقدم نحوها بتلهف : ماهو ده ابني برده ، هاتي بقي عايز أشوفه
نور بلهجه فرحة : الف الف مبروك يارغد ، مبروك يافارس
رغد : الله يبارك فيكي يارب
فارس بمرح : عقبالك يانور مع انك سبقتينا

_ حمل آمير المولود الصغير ثم غمز لوالدته وأبتعد عنها، بينما تثدمت عثمت نحو رغد ثم مسدت على جبينها بحنو وهتفت

عثمت : مبروك ياحبيبتي ، يتربى في عزكوا إن شاء الله
رغد وقد أتسع فمها بالأبتسامة : الله يبارك في حضرتك يارب

_ دلف عامر وهو يحمل باقة الورود البنفسجيه وعلبة من الحلوى ثم ردد بمزاح

عامر : وطبعاً وكالعادة جيت بدري
فارس بمزاح : بدري! ؟ كداب في أصل وشك
عامر متنحنحا : عيب عليك ياأبو فراس ، بقيت أب ياجدع ولازم تحترمني شوية .. وإلا ابنك مش هيعملي حساب
آمير وقد وضع قبله على جبين الصغير : سميتوه أيه يافارس؟
فارس بنبره عذبه : آمير ، أتفقت أنا ورغد نسميه آمير
آمير :........
نور بأبتسامه واسعة : فارس وآمير الجزء التاني .. كلاكيت تاني مره

_ علت أصوات القهقهات بالغرفة وأنتشر جو البهجه بينهم.. في حين ألتقط لهم عامر العديد من الصور الفوتغرافيه التذكارية التي علقت بأذهانهم كما علقت بجدران القصر في لوحة خشبية كبيرة .......

( بعد مرور خمس سنوات )

_ كان قد أصر آمير على عودة فارس لمقر الشركة التي كانت تجمعهم حتي أنصاع فارس لرغبته .. بينما ظلت عثمت تلح في رغبتها لأنتقال أبنها وزوجته للعيش بالقصر حتي أنتقل للحياة بالقصر عقب أن تم تجهيز حجرة مزدوجه لهم وحجرة لآمير الصغير .. كانت الألفه والود يملأن المكان و........

'' في مقر الشركة ''

_ كان قد أنتهي للتو من أحد الأجتماعات الهامة التي كان يترأسها فأنتقل لحجرة مكتبه والأرهاق يبدو على تقاسيم وجهه المنزعجه .. فألقي بثقل جسده علي المقعد الجلدي وهو يهتف

فارس : خلص الحوار ده ياعامر
عامر : حاضر ياأبو فراس متقلقش ، بس أبعتلي ايميل بكل الصور وانا هشتغل عليهم
فارس واضعا يده بجيب سترته : طب روح أستقبل ، انا هبعتهم دلوقتي

_ أنصرف عامر في حين ظل فارس يعبث بمحتويات جيبه حتي لامس ورقه صغيره مطوية فأنعقد حاجبيه بأندهاش ثم فتحها ليجد..

'' وگالعادة لازم أجدد زهرة حبي ليك ، النهاردة عيد جوازنا السادس .. بحبك يأغلي حاجة في حياتي ''

_ شعر بالأنتعاش يملأ صدره وقد تبدلت ملامح وجهه العابسه بأخري سعيدة .. فأمسك هاتفه وكتب لها رسالة نصيه ..

'' كل سنة وأنتي منورة حياتي.. كل سنة وأنتي موجودة دايما .. كل سنة وأنتي أحلي زهرة كبرت في بستاني .. وأثمن جوهرة عايمة في بحر قلبي ''

_ أرسل رسالته ثم ترك الهاتف وفتح أحد الأدراج المجاورة له ليمسك بعلبة حمراء مخملية .. ثم فتحها لينظر للقلادة الثمينه التي تحملها العلبة .. وكان يتوسطها فص فيروزي أخضر اللون متدلياً منها ، رمق القلادة بنظرات راضية ثم أغلقها ووضعها بجيبه .. ثم تحرك عن مقعده للتوجه خارج مقر الشركة

.................................................................

_ كانتا تجلسان سويا بحديقة القصر يرتشفون الشاي الساخن گعادة كل يوم في هذا التوقيت .. حيث تبادلا أطراف الحديث سويا و.....

نور وهي تمسح علي بطنها : الحمد لله يارب ، كنت فقدت الأمل إني ممكن أخلف تاني
رغد وهي تضع الكوب علي الطاولة : متقوليش كده ربنا كبير ، وأهو عوض صبرك خير
نور بمزاح : عقبال ما تعمليها تاني
رغد بقهقهه خفيفه : إن شاء الله قريب ، بس لما نطمن عليكي الأول

_ حضر من خلفها ثم طوق عنقها بذراعيه وطبع قبلاً كثيره علي جبينها ووجنتيها حتي خجلت وأزدادت حمرتها

فارس : أنتي مش غريبه يانور
نور بقهقهه عاليه : خدوا راحتكوا ، أنا هطلع أشوف آمير وآمير الصغير أحسن منسجمين مع بعض من الصبح
فارس مشيرا بيده : لالا خليكي ، فين فارس الصغي....

_ لم يكمل كلمته حتي وجد فارس الصغير يقف جواره ويجذب بنطاله وهو يهتف

فارس الصغير : عمو عمو ، فارس بيلعب بليشتيشن ( بلايستيشن) من الصبح مع بابي وسايبني لوحدي
فارس وقد أنحني ليوازي طول الصغير : متزعلش نفسك ياروفي .. سيبك منهم وتعالي معايا بس ده انا جايبلك شيكولاته هتحلف بيها
فارس الصغير وهو يهمس له : لايبقي نطلع سوا فوق بقى ، بس متقولش لماما أحسن بتخبي مني السكولاته وتقولي سنانك هتتكسر
فارس بخفوت : طب يلا

_ بداخل حجرة فارس الصغير ، أحتدت المنافسة بين الطفل وعمه بأحد ألعاب البلايستيشن الشهيره والتي قد علمه إياها عمه حتي أحترفها الصغير

آمير وقد أرتسم الأمتغاض علي وجهه : مش معقول اللي بيحصل ده ، ده تالت ماتش تغلبني فيه ياض انت
آمير الصغير وهو يقهقه ببراءة شديدة : عشان بس تحرم تلعب معايا
آمير وهو يلقي بذراع البلايستيشن : أحرم !! لا ده أنت خدت عليا أوي .. أنت هتصاحبني ولا أي
آمير الصغير وهو يلوح بيده : ياعمو وهو أنت تطول
آمير فاغراً شفتيه : .. لأ كده أنا مضطر أفرض سيطرتي قبل الموضوع ما يخرج من إيديا

_ جذبه إليه ثم أخذ يدغدغه حتي أحمر وجهه الصغير علي أثر الضحك ، فقام آمير بالتوقف ثم أسنده علي صدره وهو مستلقي علي الأرضيه وظل يعبث بحواسه حتي دلفت إليهم نور وعلى ثغرها أبتسامة متسعه

نور : عيب عليك ياآمير سيب الواد ينزل لأمه عشان تأكله
آمير : لا سيبهولي شويه وهننزل سوا
آمير الصغير : طنط تعالي خديني ، جوزك قافش فيا ومش عايز يسيبني في حالي ، الله بقي
نور وقد أصابتها هيستريا الضحك علي أثر كلمات الصغير : سيب الولد ينزل حرام عليك

_ دفعه آمير من فوقه بخفه ثم هتف
آمير : طب روح لأمك خليها تنفعك
آمير الصغير وهو يلوح بيده بعدم أكتراث : ياعم بقي
نور بقهقهه عاليه : ....
آمير محملقا عينيه : أنتي بتضحكي ، الواد بيشوحلي ، طب لما أنزلك أنت وأبوك .. مااااشي

............................

_ بحجرة فارس .. بعد أن بدل ثيابه دلف للمرحاض للأغتسال فتتبعه فارس الصغير .. حيث وقف جواره وظل يقلد كل يفعل ، حيث أمسك فارس بفرشاة الأسنان وبدأ يغسل أسنانه فقام الصغير بتقليده .. ثم أمسك بفرشاة الشعر السميكة وبدأ يمشط شعره ، فقام الصغير بألتقاط المشط الخشبي وقام بتمشيط شعره .. لاحظ فارس تقليد الصغير له فأبتسم في نفسه ثم خطي خارج المرحاض ووقف أمام المرآه فتتبعه الصغير ووقف جواره .. أمسك فارس بقنينة الغطر ثم نثر منها علي ملابسه بغزاره .. فأمسك الصغير بقنينة عطر أخرى وكاد ينثر منها الي أن أستوقفه فارس وهو يقول

فارس : يخرب بيتك ده برفان طنط رغد
فارس وهو يضع يده أسفل ذقنه : ولما بيتي هيتخرب أنت هتعيش، فين بقي
فارس بقهقهه عاليه : يابني بطل مناقره، مش خدت الشكولاته خلاص، عايز أيه تاني
فارس وهو ينظر لأعلي بتفكير : مش هنلعب يعني ولا أيه
فارس وقد أنحني عليه يقبله : عايز تلعب أيه؟
فارس بخفوت : شيلني وأنا أقولك

_ حمله فارس ثم أقترب الصغير من أذنيه وهتف بخفوت شديد

فارس : علمني بلايشتيشن عشان ألعب مع آمير وأغيظه ، وأكسب بابا زي ما هو بيكسب
فارس بأبتسامه عذبه : ده أنت تؤمر ياأبن الغالي
فارس عاقدا حاجبيه : غالي مين ، لأ بابا أسمه آمير أنت نسيت ولا أيه

_ أنفتح الباب لتطل رغد برأسها ثم أبتسمت للصغير وهي تردد

رغد : مش هتنزل يافارس عشان آمير مستنيك تحت ، الغدا جاهز
فارس الصغير : طيب نزلني ياعمو ونكمل كلامنا بعدين
رغد بنصف عين : كلام أيه ده بقي؟
فارس بطفوله : لأ دي اسرار ، مش هقولك عشان بتقولي لماما كل حاجه
فارس مقبلا جبينه : طب يلا ياعم فارس أنزل أنت وأنا جاي وراك
فارس الصغير مشيرا بسبابته : أوعى تتأخر زي كل مره
فارس بقهقهه صغيره : لأ متقلقش

_ خرج الصغير وكادت تتبعه رغد ولكنه أستوقفها وأغلق الباب بهدوء ثم حاصرها بين ذراعيه وهو يهتف

فارس : ايه؟
رغد : ايه؟
فارس وقد أسترق قبله من شفتيها : كل سنة وأنتي جمبي
رغد وهي تمسح علي وجهه بأناملها : كل سنة وأنت دايما معايا

_ أمعن النظر لتقاسيمها ثم أنزلق بصره علي شفتيها وأقترب حتي كاد يطبق عليهما ولكنهما تفاجئا بطرقات الصغار علي الباب

آمير : يامانا ، انا جحان '' جعان ''
فارس بتهكم : مش قولت نازل ورايا ياعمو ، أتأخرت لي

_ التوي فمه ثم تحدث بسخط

فارس : البيت اللي فيه عيال مستحيل الواحد يرتاح فيه
رغد وقد على صوت ضحكتها :.......
فارس بنصف عين : أضحكي أوي ياماستي ، عموما ليكي يوم معايا

_ علي مائدة الطعام ، أمتلئت المائدة بألواناً مختلفه من الأطعمة الساخنه والشهيه .. كما أصطف الجميع حول المائدة وترأستها عثمت وهي تنظر لعائلتها بكل حب .. أبنائها وأحفادها حولها وقد أشاعوا البهجه والفرح عليها .. كل منهم يمزح مع الأخر ويحاوره ويجادله .. لا مجال للكراهية بهذا المكان ولا وقت يضيع بالمكائد .. فقط عائلة سعيده قررت صنع حياتها المنفصلة عن العالم الخارجي .. بعيدا عن دنيا الملذات .. دنيا تلغمت بالرذائل وأندفنت فيها الفضيلة .. إلا من رحم ربي

.................. تمت بحمد اللّه وفضله ...................  

Continue Reading

You'll Also Like

514K 16.3K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
236K 9.3K 39
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
464K 10.4K 38
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
33.2M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...