29

13.4K 404 2
                                    

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل التاسع والعشرون )

_ تندى جبينه بقطرات العرق وزاد شحوب وجهه عندما تسائل '' فارس '' عن سبب رغبة زوجته المميته برؤية '' رغد '' بماذا سيجيبه فالأمر برمته صعب الأستيعاب والتعقل ولكنه جاهد للتملص منه علي أن زوجته تود رؤيتها لكثرة حديثه عنها.. وانها طريحة الفراش لا تقوى علي الذهاب إليها ، فما كان من فارس إلا الموافقه علي رغبته بمضض.

رغد بعدم إكتراث : خلاص يافارس مش مشكلة نأخر السفر ساعة زمن
فارس بلهجه متذمره : طيب يارغد ، ألبسي ويلا بينا نخلص المشوار اللي مكنش علي البال ده عشان نرجع

_ أرتدت ثوب فضفاض واسع حتي لا يبرز تفاصيل بطنها المنتفخه والتي أستحت الظهور بها أمام العامه ، فقد أرتدت فستان خريفي ذات ألوان خضراء زيتونيه تتناسب مع لون عينيها ، ذات فتحة صدر بيضاوية ليست واسعة ، كما زُين الأطار فصوص الجُعران الأخضر الصغيره وكذلك أكمام الثوب .. أصطحبها فارس ورافقهم '' راضي '' حتي يستطيعان الوصول للعقار القديم الذي يقطن به راضي وزوجته ، حيث كانا يعيشان بالطابق الأرضي من العقار .. كانت رائحة المنزل طيبه وكأنها المسك والعود وبخاصة حجرة السيدة المريضه '' صباح '' أستشعرت رغد الراحة بهذا المكان وأتسع صدرها من رائحته .. جلست رغد وجوارها فارس علي الأريكة القديمة التي تقابل فراش السيدة في حين سلطت '' صباح '' بصرها عليها لدقائق مما جعل رغد تشعر بشئ مريب في الأمر في حين بادرتها صباح بصوت متقطع

صباح : ماشاء الله عليكي ، مكنتش متخيله أنك كبرتي كده
رغد وقد أنعقد ما بين حاجبيها :....
فارس محاولا التخفيف عنها : ربنا يشفيكي يارب ياست صباح ، متقلقيش هتعدي إن شاء الله
صباح بإبتسامة من زاوية فمها : خلاص يابني ، الأجل علي الباب ، عشان كده طلبت أشوفكو .. عشان أخلص ضميري قدام ربنا

_ ظن فارس أنها تهذي وتتحدث بحديث ليس له قيمة علي حين كانت رغد عكسه تماما .. حيث طغى عليها الأحساس بوجود لغز بهذا المنزل .. سينكشف لها لا محاله ولكن تتوق لمعرفته سريعا ، لذا فأردفت تقول...

رغد مترقبه : حضرتك عايزه تقولي حاجه معينه !! أحنا سامعينك

_ أدمعت عينيها ثم أبتلعت ريقها بصعوبه وكأنه يأبى المرور من حلقها .. ثم تابعت بنظرات نادمه

صباح : عايزاكي الأول توعديني ، آآ.. أ أوعديني تسامحيني
رغد وقد شعرت بالريبه : أسامحك!! أسامحك على أيه هو أنتي تعرفيني من قبل كده؟
صباح وهي تطبق بقوه علي جفنيها : أيوه ، أنا جزء من ماضيكي ، أنا المفتاح يابنتي

_ نظر فارس صوب '' راضي '' نظرات فضوليه متسائلة ولكن قابله راضي بنظرات منكسره يملأها الحزن .. في حين نهضت رغد عن مكانها وجلست علي فراش السيده بحذر ثم هتفت بنبره متألمة

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادلWhere stories live. Discover now