رواية " وكر الملذات "....بقلم...

By ShaimaaGonna

516K 15.1K 368

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادل جميع الحقوق محفوظة للكاتبة _ كانت ترقد داخل المغطس الممل... More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
30
( الفصل الثلاثون_ الأخيرة) الجزء الثاني

29

13.4K 405 2
By ShaimaaGonna

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل التاسع والعشرون )

_ تندى جبينه بقطرات العرق وزاد شحوب وجهه عندما تسائل '' فارس '' عن سبب رغبة زوجته المميته برؤية '' رغد '' بماذا سيجيبه فالأمر برمته صعب الأستيعاب والتعقل ولكنه جاهد للتملص منه علي أن زوجته تود رؤيتها لكثرة حديثه عنها.. وانها طريحة الفراش لا تقوى علي الذهاب إليها ، فما كان من فارس إلا الموافقه علي رغبته بمضض.

رغد بعدم إكتراث : خلاص يافارس مش مشكلة نأخر السفر ساعة زمن
فارس بلهجه متذمره : طيب يارغد ، ألبسي ويلا بينا نخلص المشوار اللي مكنش علي البال ده عشان نرجع

_ أرتدت ثوب فضفاض واسع حتي لا يبرز تفاصيل بطنها المنتفخه والتي أستحت الظهور بها أمام العامه ، فقد أرتدت فستان خريفي ذات ألوان خضراء زيتونيه تتناسب مع لون عينيها ، ذات فتحة صدر بيضاوية ليست واسعة ، كما زُين الأطار فصوص الجُعران الأخضر الصغيره وكذلك أكمام الثوب .. أصطحبها فارس ورافقهم '' راضي '' حتي يستطيعان الوصول للعقار القديم الذي يقطن به راضي وزوجته ، حيث كانا يعيشان بالطابق الأرضي من العقار .. كانت رائحة المنزل طيبه وكأنها المسك والعود وبخاصة حجرة السيدة المريضه '' صباح '' أستشعرت رغد الراحة بهذا المكان وأتسع صدرها من رائحته .. جلست رغد وجوارها فارس علي الأريكة القديمة التي تقابل فراش السيدة في حين سلطت '' صباح '' بصرها عليها لدقائق مما جعل رغد تشعر بشئ مريب في الأمر في حين بادرتها صباح بصوت متقطع

صباح : ماشاء الله عليكي ، مكنتش متخيله أنك كبرتي كده
رغد وقد أنعقد ما بين حاجبيها :....
فارس محاولا التخفيف عنها : ربنا يشفيكي يارب ياست صباح ، متقلقيش هتعدي إن شاء الله
صباح بإبتسامة من زاوية فمها : خلاص يابني ، الأجل علي الباب ، عشان كده طلبت أشوفكو .. عشان أخلص ضميري قدام ربنا

_ ظن فارس أنها تهذي وتتحدث بحديث ليس له قيمة علي حين كانت رغد عكسه تماما .. حيث طغى عليها الأحساس بوجود لغز بهذا المنزل .. سينكشف لها لا محاله ولكن تتوق لمعرفته سريعا ، لذا فأردفت تقول...

رغد مترقبه : حضرتك عايزه تقولي حاجه معينه !! أحنا سامعينك

_ أدمعت عينيها ثم أبتلعت ريقها بصعوبه وكأنه يأبى المرور من حلقها .. ثم تابعت بنظرات نادمه

صباح : عايزاكي الأول توعديني ، آآ.. أ أوعديني تسامحيني
رغد وقد شعرت بالريبه : أسامحك!! أسامحك على أيه هو أنتي تعرفيني من قبل كده؟
صباح وهي تطبق بقوه علي جفنيها : أيوه ، أنا جزء من ماضيكي ، أنا المفتاح يابنتي

_ نظر فارس صوب '' راضي '' نظرات فضوليه متسائلة ولكن قابله راضي بنظرات منكسره يملأها الحزن .. في حين نهضت رغد عن مكانها وجلست علي فراش السيده بحذر ثم هتفت بنبره متألمة

رغد : أرجوكي تتكلمي بوضوح ، تعرفيني أزاي ومنين؟
صباح : أعرفك وأعرف أمك كمان
رغد بتلهف شديد : تعرفي أمي!! مين هي فين .. تعرفي مكانها !! هي مين وفين مكانها
فارس بتوجس : قولي ياست صباح ، مين أهلها!
صباح بنبره خافته : راندا ، أمك تبقي راندا محمد رشيد
رغد وقد شعرت بهاله من السواد تغطي ناظريها : م مين!؟

_ تشنجت عضلات وجهه وعبست فجأه ثم نهض عن مكانه بأندفاع وهدر بنبره صادحه وهو يهتف

فارس : قومي يارغد عشان نمشي، مش ناقصه تخريف علي الصبح
راضي وهو يضغط علي ساعده بخفه : فارس بيه ، ده مش تخريف أسمع منها للآخر
فارس نازعا ذراعه من قبضتة بعنف : أسمع أيه وزفت أيه ، علي أخر الزمن الست ال..... دي تبقي أم مراتي وجدة أبني أنت خرفت ياراضي علي كبر ولا أيه
رغد وهي تهز كفها بأنفعال : أمي أزاي ، قولي كل اللي تعرفيه
فارس بلهجه منفعله : أنتي صدقتي أنتي كمان
صباح وقد أصابها الآلم : اا انا ، أنا كنت الخدامه بتاعتها ، انا اللي سلمتك بأيدي للشرطه.. انا
فارس مبتلعا ريقه بصعوبه وقد سيطر عليه الذهول :...
رغد وقد أدمعت عينيها : طب ليه عملتي فيا كده !! ليه ؟
صباح وقد آلمها قلبها : كنت عايزه أحميكي ، كنت ببعدك عن جبروتها وقسوتها
رغد وهي تهز رأسها بعدم تصديق : مش مصدقاكي
صباح وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه : لازم تصدقيني ، أمك كانت عايزاني أرميكي في النيل ، كانت خايفه من جوزها يرجع ويلاقيها كانت حامل وخلفت كمان .. مكنش قدامها حل تاني غير انها تخلص منك وانا مكنش قدامي غير اني أخدعكوا كلكوا وأفهمها أنك موتي
رغد وهي تتحسس بطنها التي أنقبضت فجأة : ايه كمان!؟
صباح وهي تسترجع ذكرياتها : وديتك القسم وقولت إني لقيتك ، وهما حولوكي علي دار الرعايه اللي كان شغال فيها راضي ساعتها بس أستريحت واطمنت أنك هتفضلي تحت عينا ، هتكبري واحنا شايفينك.. كنتي بنتي اللي مخلفتهاش ، مكنش يعدي عيد ميلادك غير لما ابعتلك الهديه ولا كان يعدي شهر الا لما أبعتلك الصندوق .. مكنتش عايزاكي تحسي أنك اقل من اي حد
رغد وقد شعرت بصعوبة خروج الكلمات من فوهتها : يعني أمي كانت خاينه!! ؟ يعني أنا بنت زنا
فارس : رغد !!
رغد وقد أنهمرت الدموع كشلالٍ لا ينقطع : يعني أنا جيت من الحرام !! طب وأبويا مين؟ هو فين .. وأزاي سمحلها تعمل فيا كده
صباح وهي تهز رأسها بأسف : معرفش هو مين ، اللي أعرفه أنه هو نفسه اللي هدد أمك عشان تنزل الحمل وهددها تاني لو مخلصتش منك
رغد وقد أطلقت تأوه : ااااااه

_ خطي نحوها ثم جذبها عنوة لكي يخرجها من هذا المكان علي الفور فقد وصلت لحالة لا يرثي لها .. كانت تقاومه بكل ما أوتيت من قوة فهي لاتزال تحتاج لبعض الأجابات علي أسئلتها

فارس : رغد كفايه أمشي أرجوكي
رغد وقد أمتزج صوت بكاؤها بحديثها :وهي عارفه أني عايشه !! تعرف أني أتربيت في دار بأسم مش أسمي وعشت مش معروف مين أهلي ، تعرف كل ده!؟
صباح وهي تضغط علي صدرها الذي شعرت بوغزه به : معرفش يابنتي ، أنا عملت اللي عليا وحافظت عليكي أنا وجوزي من بعيد ، لحد ما ربنا عوضك بجوزك
فارس وهو يجذبها بهدوء : لو مش هتمشي معايا هضطر أشيلك يارغد

_ تركت قدميها تتحرك لجاذبيته لها حيث خرج بها سريعاً ثم توجه لسيارته المصفوفه أمام العقار وأجلسها بالسيارة ثم أستقل مكانه خلف المقود وقادها بسرعة .. حاول مراراً التحدث إليها ولكنها رفضت الأستماع لحديثه ، لم تكن الصدمه لها فقط بل له أيضا ، أيعقل أن هذه الملعونة هي والدة زوجته وأمها !! كيف يحدث ذلك .. لقد تعدي ما حدث الكابوس بمراحل متعدده .. كابوساً لا يقوى إيا منهم علي مجابهته ، كيف سيعيشيون بهذه الحقيقه المُره.. كيف!! كاد عقله يحترق في حين كان قلبها هي قد أحترق بالفعل من هول الفاجعه التي تلقتها .. لقد عاشت سنوات عمرها تمني نفسها بلقاء والديها يوماً ولكن لم تتمني أن تكون هذه هي الحقيقه ، فالتنشق الأرض لتبتلعها الآن .. هكذا تمنت.

...............................................................

_ تلقي الأمر بصعوبة بالغه .. شعر بالأهانه وإنه علي وشك السقوط للهاوية.. كل شئ يتحطم أمامه ، فماذا هو بفاعل ؟

شهاب وقد أحتل الغضب نبرته : بقولك العقود أتسرقت مني ومفيش حاجه تثبت إني مالك نص الشركه ياغبي
شهير وقد أنتابه الذعر : ياباشا أزاي بس الكلام ده ، مش أنت قولتلي هتسجل العقد في الشهر العقارى
شهاب وهو يضرب الحائط بقبضته : متنيلتش ، أتشغلت بألعاب ولاد مهران ونسيت أوثق العقد
شهير وهو يبتلع غصه علقت في حلقه : يبقي حلال عليهم ياباشا
شهاب بصراخ : أنت بتقول أيه ياحيوان ، شوفلي صرفه .. النهارده الأمن رفض يدخلني الشركة بأوامر من آمير يعني هو عارف أن العقد مبقاش معايا يبقي هو اللي وراها
شهير وهو يحك مؤخرة رأسه : طب والعمل؟
شهاب بنبره متوعده : لو هتوصل أني أجيب أهل بيته تحت رجلي عشان العقد ده هعمل كده ، ويبقي يوريني نفسه
شهير بتوجس : اا أهل بيته !! دي كده هتخرب خالص !!

......................................................................

_ حبست نفسها بغرفتها وأوصدت الباب حتي يبتعد عنها .. كيف لها أن تواجهه بعد أن كان يسب هذه السيدة أمامها ، فهي الآن أم لها ، فكيف ستواجهه وتنطر لعينيه .. كيف تكون زوجة له وهي أبنتها ..
أطاحت بكل أدوات الزينه ومتعلقاتها التي تأخذ موضعها أعلي منضدة الزينه ثم أخرجت كل ثيابها من الخزانه وألقتها علي الأرضيه وهي تصرخ بأعلي صوت لديها وتبكي بكاءا حاراً يدوي صوته بالغرفه .. ثم توجهت نحو حقيبة السفر وأفرغتها علي الأرضيه فوقعت عينيها علي زجاجة عطر زوجها فأمسكت بها وقذفتها لترتطم بالمرآه الكبيرة الملتصقه بمنضدة الزينه وتسقط المرآه قطعا صغيرة .. بينما ظل هو يصرخ بها لتفتح الباب ولكن دون جدوي .. جاهد لكسر الباب ولكنه لم يستطع فقام بأحضار آله حادة من المطبخ لتساعده علي أختراق الباب وكسره حتي نجح بذلك .. وجدها تجلس علي الأرضيه وسط هذه الحالة المزرية التي عليها الغرفه، تقطع بالثياب وتمزقها بأظافرها وهي تصرخ بقوه فأندفع نحوها ليجذبها بعيداً ولكنها قاومته بقوه .. وفي النهاية خارت قواها أمامه

رغد وهي تصرخ به : أبعد عني ، متلمسنيش سيبني .. سيبني بقولك
فارس بنبره مرتفعه : أهدي يارغد أرجوكي ، أهدي مش كده
رغد بصراخ : ليييييه تعمل فيا كده أنا ذنبي أيه ، ذنبي أيه أعيش مجهول نسبي وهي عايشه ليه
فارس محتضنا رأسها بين راحتيه : أهدي ياحبيبتي ، اللي أنتي عايزاه هعمله بس أرجوكي تهدي ونتكلم بعدين وحياتي
رغد وهي تدفع يده عنها : أبعد عني ، أحنا مش هينفع نعيش مع بعض .. مش هنقدر نبص في وش بعض تاني
فارس جاحظا عينيه : بتقولي أيه!؟ أنتي أكيد مش مدركه لكلامك دلوقتي أهدي و....
رغد وقد على صوت بكاؤها : أنا مش مجنونه ، أنا مش عايزه أكمل معاك ومش هقدر .. أنا تعبت ، والله العظيم تعبت واللي بيحصلي فوق طاقة إي بشر .. أنا أتولدت عشان بس أحارب الدنيا اللي دايما جايه عليا وكأن مفيهاش غيري ، والله تعبت ومش قادرة خلاص .. أنا بستسلم وبعلن أنها قدرت توقعني وتهدني
فارس متمسكا بذراعيها : رغد!! أنتي بتتخلي عننا!؟ أزاي خطر علي بالك إني ممكن أستغني عنك مهما كان السبب
رغد وهي تقبض علي رأسها من شدة الآلم : أنا بستغني عنك وعن نفسي ، لو بأيدي أستغني عن الدنيا دي كنت عملتها .. مش عايزه الدنيا دي ، دنيا كله بيستني الفرصه عشان ينهش في التاني .. الأخوات واقفين في وش بعض والأم بترمي بنتها عشان تعيش دنيتها بحرية .. كله ماشي بمبدأ أناني وجشع ، كله بيضحك ويكدب علي التاني ، وكله بيكره بعضه ومحدش بيتمني الخير للتاني .. ليه بيحصل كل ده ، أنا بكره الدنيا دي .. دنيا الملذات والشهوات وكله عايش عشان نفسه ومش مهم غيره .. اااااااااه

_ جذبها عنوة عنها لتندفن رأسها بصدره وتبلل عبراتها صدره ، ليخترق آلمها صدره لعله يخفف عنها ، أراد لو يمتص كل ما داخلها من وجع ولكنه لا يستطيع ، دمعت عيناه من أجلها وشعر بالعجز لأول مرة بحياته .. شعوراً بقلة الحيله يسيطر علي كيانه فماذا سيفعل من أجلها لا يعلم !

...................................................................

_ نظرت حولها بأرتباك ملحوظ ثم نظرت لشاشة هاتفها الصغير التي تضئ معلنة عن أتصال هاتفي فضغطت عليه للرد ثم تابعت مراقبة خلو المكان من حولها

رنيم : ألو ، هنفذ النهاردة .. مش هينفع أستني تاني ، سمعت أنها ممكن تسافر وساعتها كل اللي عملته هيضيع، أنت ملكش علاقه بالموضوع به .. أنت يدوب بس عرفتني مكان البيت وأنا نفذت كل حاجه.. انا هقفل دلوقتي عشان هي نازله

_ أغلقت هاتفها لتجدها تهبط الدرج ببطء فتوجهت صوبها بملامح جامده خاليه من التعابير في حين تحدثت الأخري قائله

راندا : رنيم ، في إي تليفون جالي ؟
رنيم وهي تهز رأسها نافيه : لأ ياهانم
راندا وهي تنظر لساعة يدها : طب أنا هاخد شاور ومتنسيش القهوة بتاعتي معادها بعد ساعتين من دلوقتي
رنيم وهي تومئ رأسها وقد لمعت عيناها بمكر خفي : حاضر

رنيم في نفسها : أخيراً بيني وبين حلمي خطوة واحده بس ، النهاردة بس هنام مرتاحة وهتناموا مرتاحين ياأغلي ناس عندي

..................................................................

_ كانت تتألم بقوة لرؤية هذا الحال الذي عليه أبن أخيها ولا تستطيع مساعدته .. ربتت علي كتفه ورددت ب.....

تفيده : ياحبيبي متعملش، في نفسك كده
فارس دافناً وجهه براحتي يده : أطمنتي عليها ياعمتي!
تفيده وهي تطلق تنهيدة مشتعله : أيوه أطمنت عليها ، لسه نايمه بس ياحبيبتي عينيها زي ما تكون صاحيه .. مش مبطله دموع
فارس قابضاً علي عينيه : أعمل أيه أنا دلوقتي ، راندا!! راندا ياعمتو .. مش مصدق اللي بيحصل أزاي دي أم دي .. الكائنه البريئه دي أزاي تكون الشيطانه هي أمها
تفيده و هي تهز رأسها بأسف : طب ناوي علي أيه! مراتك حامل والزعل وحش علي اللي زيها
رغد : أنا عايزه أروح لم..... لراندا

_ نطقت بعبارتها وهي تقف علي أعتاب غرفتها ويبدو علي وجهها الضعف الشديد وقد وهنت عينيها من كثرة البكاء ، فنهض عن مكانه وخطي نحوها وهو يردف

فارس : تروحي لمين!! أنا مقدرش أسيبك تروحي لواحدة زي دي برجلك
رغد مبتلعه أهانته لوالدتها بضيق : مينفعش ، لازم أواجهها لأول مرة .. يمكن تقول حاجه تشفعلها عندي ، يمكن تقدر تخليني أسامحها
فارس بعدم تصديق : ناقص تقوليلي هتخلي علاقتك بيها علاقة أم وبنتها
رغد وهي تبتسم من زاوية فمها بسخرية : مستحيل حاجه زي دي تحصل .. ولو فكرت أعمل كده هيمر قدامي شريط واحد وعشرين سنة مروا من حياتي وأنا بتوجع كل يوم
تفيده : خليها تروح يافارس
فارس بأنفعال : أزاي بس ياعمتي؟! مش هتقدر تعمل كده مش هتتحمل .. أنا كده بوديها للأنهيار بأيدي

_ جذبت كفه وكادت تقبله لكي يوافق علي ذهابها ولكنه جذب كفه فجأة ونظر لها بعدم تصديق .. رأي بعينيها أشباه روح ، نعم .. فهي حية وليست حية ، عليه تنفيذ ما طلبته لو كلفه الأمر ماذا

رغد وقد أمتلئت عينيها بالدموع : هتسيبني أروح؟
فارس وهو يهز رأسه :..........
تفيده وهي مطرقة رأسها للأسفل : لاحول ولا قوة إلا بالله

_ أستجاب لها ورافقها حيث ( ڨيلا) راندا رشيد ، كانت تجلس في مقعدها بإنكماش علي نفسها في حين قاوم هو رغبته في ضمها لأحضانه.. كان يري بضعفها مرضاً يأكل من زهرة شبابها ونضرة وجهها ، لم يتحدث بل رغب بتركها تهدأ قليلا .. حتي توقف فجأه أمام أحد البوابات الرئيسية فخفق قلبها بشدة .. حيث شعرت بقرب لحظة المواجهه ، كم خشيت منها ولكن لابد منها وحتما ستقوم بها .. ألتقطت نفساً عميقاً ثم ترجلت عن السيارة وأستدارت لتجده ترجل هو أيضا

رغد : أنا هدخل لوحدي
فارس : مقدرش أسيبك لوحدك
رغد وهي تهز رأسها بأعتراض : مش هينفع النهاردة بالذات ، مش هينفع يافارس .. سيبني أعمل اللي يريحني
فارس : وبعدين يارغد! ؟
رغد بنبره ضعيفه : معلش .. أخر طلب
فارس : .....

_ بدأت تخطو للداخل عقب أن سمح لها الحارس بذلك ، فكان لديه الأمر بترك الزائرين للدخول إليها طالما هي متواجدة بالمكان .. كانت تشعر بثقل حملها وثقل خطواتها ، كان الجنين يركل بطنها من حين لآخر وكأنه يرجوها لعدم فعل مثل هذا الشئ ، فمسحت علي بطنها بهدوء وتنفست بعمق قبيل أن تضغط علي مفتاح الجرس .. حتي أعتلت الصدمة ملامحها عندما رأت رفيقتها بالدار مسبقاً هي التي تقف أمامها .. في حين أرتجفت الأخري وشعرت بالذعر من هول تلك المفاجأة

رنيم : رر رغد!! بتعملي أيه هنا!؟
رغد بلهجة متسائله : أنتي اللي بتعملي أيه هنا يارنيم، وخرجتي من الدار أمتي؟
راندا وهي تأتي من الداخل : مين يارنيم! ؟

_ وقفت محلها ولم تتحرك خطوة واحده عندما رأتها .. ثم تقدمت خطوتين وهي تهتف بلهجة مُرحبه

راندا : أهلا يارغد أهلا ، قصدي يامدام رغد
رغد وهي تتأمل ملامحها : ....
راندا مبتلعه ريقها بصعوبه : هتفضلي واقفه كده!
رغد : عايزاكي في موضوع
راندا مشيره للداخل : طب أدخلي نتكلم جوه.. رنيم حطيتيلي القهوة فين؟
رنيم بتوتر : في المكتب ياهانم
راندا مشيره بأصبعها : طب انا هجيبها وأعملي للهانم حاجه تشربها
رغد :مش عايزه ، ياريت نتكلم علي أنفراد دقايق ومش هأخرك

_ أشارت لها نحو حجرة الجلوس ثم أستأذنتها لتحضر قهوتها .. أرتشفت البعض منها ثم تركته علي المنضده الخشبيه الصغيره ثم نظرت لها بعاطفه وهتفت

راندا :أؤمري يارغد
رغد وهي تقبض علي أصابعها بقوة : ليه عملتي كده فيا؟
راندا وقد بدأ الأرتباك يظهر عليها : عملت فيكي أيه!؟
رغد وقد تغرغرت عيناها بالدموع : أنا متأكده أنك فهماني وتعرفي كل حاجه .. عشان كده جيتي يوم حفلة السبوع

_ ألتقطت كوب القهوة بتوتر ثم تجرعت منه الكثير وتركته مرة أخري ورددت

راندا : أنا مش فاهمه بتكلمي عن أيه؟
رغد : لا فاهمه ، ليه رمتيني ، ليه مشوفتيش حل تداري بيه أثمك غير أنك تموتيني
راندا بتعلثم : اا ن انا ...
رغد بنبره ممزوجه بالبكاء : أنتي أيه !! ؟ أنتي مستحيل تكوني بني أدمه
راندا وقد ترقرقت عبرة من عينيها : سامحيني يابنتي ، انا ...
رغد بصرخة مدويه : أخررررسي ، متنادينيش بنتي.. أنا مش بنتك مستحيل
راندا : ....
رغد : ليه تعيشيني حاسة بالنقص عن كل اللي حوليا دايماً .. أزاي تعملي كده
راندا بنبره نادمه أختلجها صوت البكاء : كنت عاميه ولهياني الدنيا يابنتي ، فوقيني من غفلتي يمكن ربنا يسامحني وأنتي تسامحيني
رغد : أزاي هنت عليكي ، أحنا كنا بناكل سوا ونشرب مع بعض لمدة تسع شهور ، كان أكلنا وشربنا واحد ، أزاي قدرتي تنسي وترميني.. أزاي كنتي عايزة تخطفي أنفاسي وتسرقي عمري وأنا لسه حتت لحمة صغيره .. أزاي هنت !!
راندا وقد على صوت نشيجها : ......
رغد : سنين وأنا عايشه في مجتمع قذر ، بيحاسبني على أخطاء ناس معرفهاش .. وكأني أنا المذنبه عشان بس معرفش مين أبويا ومين أمي .. وكأني وصمة عار علي المجتمع ده .. ميعرفوش إني المجني عليها مش الجانية ، ميعرفوش إني جيت الدنيا بذنب أم ربنا شال من قلبها الرحمة وقلبها كأنه حجر
راندا بشهقات عاليه : أرجوكي أسكتي ، أرجوكي
رغد بنبره متشنجه : بيوجعك كلامي أوي ، أتوجعتي!! هو أنتي بتحسي زينا كده عشان تتوجعي .. طب كان فين أحساسك واحد وعشرين سنه ، كاااان فين !!
راندا وهي تدفن رأسها بكفيها : ..........
رغد وهي تطبق بقوة علي جفنيها لتنهمر منهما الدموع : ياريتني عشت معرفش مين أهلي .. كان هيكون أهون عليا من أن واحده زيك تكون هي ..... مش قادره حتي أنسبك ليا بأي صفه ، مش قادره
راندا : .......
رغد ساخره منها : بتعيطي!!!
عيطي ، يمكن الدموع دي تغسل ذنوبك ، يمكن ربنا يسامحك .. لكن أنا مش مسامحاكي ، مش مسامحاكي لحد موتي

_ كانت رنيم تستمع لحديثهم وهي تشعر بمرارة الآلم ، لا تصدق ما سمعته .. هل وصل بها الامر للتخلي عن أبنتها ، في كل يوم يمر عليها الوقت بهذا البيت يزداد إيمانها بأن الموت هو الحل الأسلم للتخلص من هذه الوباء الذي يسير علي الارض في هيئة بشر .. تحركت رغد ببطء لتدلف خارج حجرة الجلوس فتحركت رنيم للخلف قليلاً حتي لا تراها ، فخرجت خارج ( الڨيلا ) لتجده أمامها..
أرتمت بأحضانه وأجهشت بالبكاء ، فطوقها بذراعيه وجذبها لخارج هذا المكان .. في هذا الحين خطت رنين داخل حجرة الجلوس لتجد راندا مازالت بمكانها وتنسال دموعها بصمت علي وجنتيها فأبتسمت بتهكم ورددت

رنيم : مكنتش متخيله أنك زبالة أوي كده
راندا وقد أنعقد ما بين حاجبيها : أنتي أتجننتي ، أنتي أزاي تكلميني كده
رنيم متهكمه : لسه بتأوحي ، الموت حلال فيكي يا.....
مش ندمانه ولا عمري هندم إني أخدت منك باقي عمرك
راندا رامشه بعينيها :......
رنيم وهي تهز رأسها مؤكده : أيوه ، أنا اللي جيت أسرق منك حياتك .. زي ما سرقتي مني حياتي وسرقتي مني حلم إني أعيش جوه أسرتي زي إي بنت طبيعيه
راندا وقد شعرت بتجمد الدماء في عروقها : اا انتي بتقولي أيه!! ؟
رنيم ونيران الأنتقام تقفذ من عينيها : بقول أنك هتموتي دلوقتي ، القهوة اللي شربتيها دي .. كلها سم

_ أطاحت راندا بفنجان القهوة ثم نظرت لها بعدم إكتراث ، وكأن هذا ما أرادته ، في حين هتفت رنيم بلهجه متشفيه

رنيم : حالا مش هتحسي بالدنيا من حواليكي ، هتحسي بس برحلة العذاب اللي هتشوفيها قدام ربنا وهو بيحاسبك علي كل أفعالك

_ شعرت بروحها تتهرب منها تدريجيا ، وكأنها تنسحب من بين أصابع قدميها .. كان الآلم مسيطر عليها ولكنها تماسكت لكي لا تظهره .. فأنتشلها الموت بلا رحمه ليسكن جثمانها بلا حركه و.......

..................................................................

_ كان مسلطا بصره علي الطريق تارة وتارة أخري يراقبها وهي تجلس جواره .. فمد يده نحو يدها وشبك أصابع كفه بأصابعها لتنتشل هي كفها بهدوء ولكنه قبض عليه متمسكاً به وهتف

فارس : متشيليش أيدك من أيديا
رغد : فارس أرجوك
فارس ملتفتا إليها : ياريت تسكتي بقي شوية ، أنا عملتلك اللي أنتي عايزاه أظن كفاية كده .. أنا عارف أن اللي حصل مش هيتنسي وأنك موجوعه منه ، وعارف أنك خدتي صدمه مش قدها ، بس اللي بتعمليه في نفسك مش هو الحل يارغد .. أنا عايش وأنتي عايشه وأبننا بيتنفس جواكي ، حطي ده في دماغك يارغد .. متتخليش عن حياتنا أرجوكي
رغد وهي تومئ رأسها بحزن : .......

_ تنهدت بقوة ثم أستندت برأسها علي المقعد لتضرب رأسها ذكري رؤيتها لرنيم في منزل راندا، حملقت عينيها بقوة حين تذكرت ذلك الأسم الذي كثيراً ما أطلقته رنيم علي أذنيها .. أذن هي التي تنتوي الانتقام منها وقد جاءت إلي حيث هي لتنفيذ مخططها للنيل من هذه السيده .. خفق قلبها بشده ثم قبضت علي ذراع فارس ورددت بلهجه مرتعشه

رغد : فارس ، أرجع بسرعه علي بيت الست دي ، بسرعه
فارس : ....................   

Continue Reading

You'll Also Like

256K 24.2K 19
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
210K 3.2K 19
[ S E X U A L C O N T E NT ] لم أتوقع بأنّني سأنْجذب لـِزوْج عمّتـي الأربعيـني بمُجرد تصادم سُبُلِ طُرقاتـنا في تلك الليلة و هِي ليلة مُقدّسة بالخطـ...
456K 20.9K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
33.1M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...