رواية " وكر الملذات "....بقلم...

By ShaimaaGonna

516K 15.1K 368

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادل جميع الحقوق محفوظة للكاتبة _ كانت ترقد داخل المغطس الممل... More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
( الفصل الثلاثون_ الأخيرة) الجزء الثاني

20

14.4K 444 10
By ShaimaaGonna

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل العشرون )

_ فعل كل ما بوسعه ويزيد لكي يبث داخلها قليلاً من الطمأنينه حتي يستطيع الحصول علي أجابات مقنعه حول ما ينتوي سؤالها عنه ، ولكنه لم ينجح البته ، فقرر عدم إهدار الوقت عبثاً وفتح الحديث معها علي الفور ...

آمير بنظرات متفحصه : أنتي ساكته ليه ياهند ، بقولك مراتي حامل مني .. وأنا سليم ، أزاي ده حصل
هند مشيحه بصرها عنه بأنفعال :............
آمير ملتقطا أنفاسه بأختناق : يعني أنا كنت بخلف من الأول بس التحليل نتيجته غلط .. يعني سيبتيني علي الفاضي

_ حاول أستثارة شعورها لكي تتجاوب معه فتطرق بالحديث لمنحدر أخر يخص زوجته

آمير : بصراحه نور مش مخلياني محتاج أبص بره ، رغم أن ضلك فضل ملازمني فتره .. لكن كل حاجه رجعت زي الأول وأحسن ، لما عرفت أنها حامل في أبني كنت هموت من الفرحه و....
هند مقاطعه حديثه ، وقد بدأت نيران الحقد تتأجج بداخلها : أنت بتسمعني يومياتك أنت ومراتك ليه ، جاي عايز مني أيه ، مش كفايه بنتي اللي راحت مني.. جاي تشمت فيا وتقولي ان مراتك حامل
آمير وقد شعر ببعض الأنتصار : أنا مش شمتان ، أنا جاي أوريكي كل واحد فينا بقي فين ومع مين ، جاي أبلغك أني مش عاجز
هند بنبره متوتره : عارفه

_ كانت لهذه الكلمه ذات الحروف الخمس أثرها البالغ في تكوين علامات الأستفهام والتعجب علي وجهه ، تعرف!! كيف تعرف وماذا .. أقترب من فراشها بحذر ثم هتف بنبره هامسه

آمير : عارفه أيه بالضبط !؟
هند بقهقهه ساخره : عارفه
آمير وقد زاد توتره : هند ركزي معايا ، هو أيه ده اللي تعرفيه؟
هند مسلطه حدقتيها عليه : عارفه إنك مش عاجز

_ حدق بها قليلا ثم تنحنح لتحريك الكلمات التي علقت بحلقه ثم هتف بنبره حكيمه مزيفه

آمير : وعرفتي أزاي؟

_ نظرت لباب حجرتها ثم جابت ببصرها المكان وكأنها تتأكد من عدم وجود أحدهم ليتلصص عليهم ثم نظرت إليه وأقتربت لتهمس له

عند : عارفه ، ماأنت أصلا مش عاجز
آمير مبتلعا ريقه بصعوبه : ...........
هند مضيفه : اا انا ، انا اللي خليتهم يبدلو العينات في المعمل .. ايوه أنا عملت كده ، وخليتهم يغيرو النتيجه
آمير وشعور القهر يسيطر عليه : أنتي !!! طب ليه .. ليه ياهند
هند بنظرات حاقده : عشان أتجوزو ، ماهو قالي لو أطلقتي من جوزك هتجوزك .. كان لازم أبيعك ، عشانه .. أيوه عشانه هو
آمير فاغرا شفتيه من هول الصدمه :..........
هند وهي ترمش بعينيها وترجع بجسدها للوراء : بس هو باعني ، أه باعني .. هو بنتي باعوني وسابوني هنا .. شوفت بقي ، أهو باعني زي ما بيعتك ، بس أنا كنت بحبه اوي ، زي ماأنت كنت بتحبني

_ أقتربت منه مره اخري وقد أرتسمت علي وجهها أبتسامه بلهاء

هند : بس انا عارفه ، عارفه أنك بتحبني لسه .. اه عارفه .. بس هو مبقاش يحبني بعد بنتي ما راحت

_ لم يستطع كبح أنفعالاته أكثر من ذلك ، فنهض عن مكانه بتشنج وجذب خصلاتها بين يده وكاد يقتلعها من جذورها .. في حين كانت هي تقهقه عاليا كلما زاد من قبضة يده عليها وكأنها أعتادت علي الألم وأصبح جزءاً منها ، صفعها صفعه قويه وهو يسبها بأقذع الألفاظ ، فكانت صفعته مدميه لها حيث سالت الدماء من شفتيها علي أثر صفعته .. آلام السنوات الماضيه وعبئ العجز الذي حمله علي أكتافه ثلاث سنوات مضت أخرجه علي شكل صفعه .. قامت بغرز أظافرعا بيده وظلت تخدش كفه بيدها حتي تخلصت من قبضته ثم نهضت عن الفراش فجأه وبقوه وأنقضت عليه وكأنها أنثي الأسد المفترسه .. جاهدت لتشويه وجهه بأظافراها بكل حقد ولكنه نجح بكبح قبضتها والسيطره عليها ، تعالت أصوات صراخها وصوته الجهوري المنفعل وهو يصرخ بها حتي تسبب في دخول الأمن للحجره لينزعوهم عن بعضهم البعض بأعجوبه

الطبيب بنبره صارمه :أيه اللي حضرتك عملته ده ياأستاذ ، أنا أعتقدت أنك هتساعدنا مش تقوم بالتصرفات الهمجيه دي
آمير وقد أستشاط غضبا : أنت مبتشوفش ولا أيه ، مش شايف عامله فيا أيه ، دي خلاص فيوزاتها أتحرقت مش أضربت وبس
الطبيب : كان ممكن تبعت تستعين بالممرضه بتاعتها ، لكن متتعاملش معاها بالوحشيه دي .. المره الجايه لو جيت تاني لزيارتها أنا مش هدخلك
آمير مشيحا بيده وهو ينصرف من أمامه : ياشيخ ، أنا مش عايز أشوف خلقتها تاني ، أتقرفت

_ توجه للخارج وهو ينفض عن سترته بقايا الأتربه التي ألتصقت بها بسبب سقوطه علي الأرضية عندما هاجمته .. أستقل سيارته مش أنتقل بها بعيدا عن هذا المكان البغيض ، ظلت كلماتها تترد بأذنيه لا تتركه .. إذا هو ليس بمريض وتلك كانت خدعتها للتخلص منه ، ولكن لماذا ، لم يُجرم بحقها يوما بل أحبها بشده فقط ..
أطبق جفنيه بقوه وظل يضغط علي المقود .. أراد أن يبكي يصرخ ولكن الدموع لم تعرف طريقها لعينيه .

.............................................................................

_ قرر فارس السفر بزوجته يومان خارج القاهره لينعما معا بجو أكثر متعه وخصوصيه بعيداً عن كل المحيطين ، قررا سويا الفرار مش كل مشاكلهم ليومان لايستذكرا بهما سوا وجودهما معا .. فاأصر فارس علي أعداد حقيبة السفر معها ، فوقفا أمام الفراش يصفان الملابس داخل الحقيبه الكبيره فتعمد هو الألتصاق بذراعها المكشوف لتعتلي الأبتسامه ثغرها وتبتعد عنه لتحضر باقي ملابسها من الخزانه فتوجه خلفها .. وقفت تنتقي بعض القطع في حين جاء من خلفها محاوطها خصرها بذراعه وكأنه يحضر شيئا من الخزانه حتي ألتصق بها ، فألتفتت برأسها أليه لتصطدم شفاها بشفتيه ويقبلها بشغفٍ معهود منه .. بادلته شوقه لها ثم أبتعدت قليلا وهي تهتف

رغد : كده مش هنخلص النهارده
فارس وقد أتسعت شفتيه بأبتسامه ساحره : لا مش هنخلص
رغد وقد توهج وجهها أحمرارا : طب متضحكش كده
فارس مداعبا أنفها بأنفه : ليه هه ، ليه ليه
رغد بقهقهه صغيره : عشان ضحكتك أسري
فارس بهيام : ياااااالله ، طب بس بس متكمليش ، أحسن أنا بدوخ من كتر الكلام الحلو ده
رغد : طب خليني أكمل الشنطه
فارس غامزا لها : تؤ ، أحنا بقي هنعمل حاجه أحسن من الشنطه
رغد بأستسلام للمساته : ..................

.........................................................................

_ لم يطيق الذهاب إليها '' نور '' شعر أنه بحاجه للوجود بمفرده ليتعقل الأمور ويهدئ من حالة الهياج العصبي التي أصابته بعد تلك الحقيقه المُرّه .. فذهب للقصر وصعد غرفته منغلقا علي نفسه حتي الصباح ، لم يذق الراحه في ليله.. حيث مدد جسده على الأريكه وغلبه النعاس علي هذه الوضعيه حتي الصباح ..
في هذا الحين كان فارس في طريقه لقضاء عطلة شهر العسل بأحد الأماكن التي أختارها خصيصا لأجلها ، يدعي هذا المكان '' بساطه '' وﻳﻌﺘﺒﺮ '' بساطه '' ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺷﻬﺮ ﻋﺴﻞ ﻣﻤﻴﺰ، ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ " ﺑﺴﺎﻃﺔ " ﻟﺒﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻮ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺧﻼﺏ يخيم عليه سحر الطبيعه ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺃﻛﻮﺍﺥ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻰ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻀﻴﻒ ﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻷﻯ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻓﻰ عطلة ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﻮﻳﺒﻊ ﻃﺎﺑﺎ، لم يخبرها بالمكان الذي يصطحبها له بل أصر علي جعل عينيها تتشوق للجمال الطبيعي الذي تراه ..
وبعد وصولهم كانت لها مفاجأه بحق ، حيث أستأجر كوخاً يطل علي البحر ويبعُد عن باقي المساكن السياحيه ، أمام الكوخ يوجد العديد من الأحواض البيضاء الدائريه التي تصتف فوق بعضها و التي تصب المياه من الآبار مباشرة .. كانت زُرقه المياه تتعانق مع صفاء السماء وخيوط قرص الشمس الذهبي لتضفي علي المكان جمالاً لا يقاوم .. كما أنتشرت الأشجار والمزروعات الصغيره حول الكوخ ، جابت بعينيها المكان بأكمله حتي شعرت براحه نفسيه تجتاجها ، أستنشفت رائحة البحر وهي تستمع لصوت أمواجه التي تتضارب علي الشاطئ ذهابا وإيابا ، مع صوت حفيف الأشجار ثم نظرت له بأعين غير مصدقه وهي تهتف

رغد : أيه المكان ده ، روعه جدا
فارس رافعا نظارته الشمسيه عن عينه : مش قولتلك مفاجأه ، أيه رأيك بقي .. أنا جيت هنا مره واحده بس ومن ساعتها وأنا قولت تاني مره مش هكون لوحدي
رغد بنظرات منبهره : جميل أوي أوي يافارس
فارس مشيرا بيده للكوخ : أحنا هنقعد هنا ، المكان جوه هيعجبك جدا ، تعالي معايا

_ أصطحبها للداخل لتري الكوخ ، حيث كان مكون من طابقين ، الطابق الأول حجرة الجلوس وحجره للطعام والحمام والمطبخ ، والطابق العلوي غرفتين للنوم وحمام ملحق بأحد الغرف.. أما عن '' الروف '' كان يحتوي علي طاولتين من الخوص القاتم وعددا من المقاعد ، وزينت حروف '' الروف '' بأواني الزرع الفخاريه التي زُرع بها الأزهار البريه بألوانها مما أعطي عطراً طبيعياً للمكان

رغد : هو أحنا هنقعد هنا قد أيه
فارس محتضنا أياها من الخلف : زي ماأنتي عايزه ياماستي ، لو عايزه العمر كله نعيشه هنا معنديش مانع
رغد مستنده برأسها علي صدره : ياريت كان ينفع ، لكن شغلك في مصر

_ نفخ بأنفاسه علي وجهها فأغمضت عينيها وعلي مبسمها أبتسامه واسعه ، فهتف بنبره هامسه

فارس : خلاص هقولك علي حاجه ، مش مشكله كل فتره ناخد يومين تلاته أجازه ونيجي هنا ، عشان الشغل ميتعطلش
رغد : موافقه ، وأنا مش طماعه

.............................................................................

_ ضرب بيده علي سطح المكتب ثم نهض عنه بأنفعال واضح وألتف حوله ليقف أمام المحامي الخاص به بالشركه ، رمقه بنظرات مهينه قبيل أن يردف

آمير : أنت أتجننت ولا أيه ياربيع
ربيع وهو يهز كتفه : والله ياأستاذ آمير ده اللي حصل ، أحنا وقفنا المشروع فعلا لكن أتفاجنا أنه رجع يشتغل تاني وبمعدل أسرع ، يعني بقي في نبطشيتين عمال يافندم
آمير بنبره محتده : وأنا فين وكلمتي فين ، أنا قولت مشروع الكومباوند ده هيتوقف وميشتغلش غير بأمر مني

_ طرق '' مكرم '' باب الغرفه طرقات خفيفه ثم دلف ليجد آمير في ذروة غضبه ، فتقدم نحوه بخطوات ثابته ثم هتف

مكرم : حضرتك طلبتني؟
آمير بنظرات حانقه : مديرك فين ؟
مكرم : البشمهندس سافر هو ومراته من كام يوم عشان يقضوا '' honey moon '' عقبال حضرتك
آميره بلهجه حازمه ونبره مرتفعه : ولما الباشا مسافر مين بيدير المشروع وازاي تشتغلوا فيه بعد ما قولت لأ
مكرم بلهجه هادئة نسبيا : المهندس عامر هو اللي بيشرف عليه بموجب التوكيل اللي معاه ، وكل الأوامر بتوصلنا من المهندس فارس أول بأول
آمير باأبتسامه ساخره من زاوية فمه : طب أسمع بقي ، المشروع ده مش هتتحرك فيه طوبه واحده تاني من النهارده ، لأ .. من دلوقتي وتبلغ مديرك بكده .. واللي هيفكر يعارض أمري أنا هرفده رفد قاطع ملهوش رجوع
مكرم قابضا علي فكه : هبلغ البشمهندس بالكلام ده ، ونشوف هو هيقول أيه
آمير بنبره محذره : ميخصنيش تبلغه ولا لأ ، المهم عندي مفيش شغل علي المشروع ده تاني .. وأتفضل علي مكتبك

_ توجه مكرم للخارج وهو يسب ويلعن بسره ، فماذا هو بفاعل الآن .. عليه التواصل مع فارس بأسرع وقت ممكن ، فإن إهدار الوقت ليس من مصلحة الجميع

..........................................................................

_ كان الغروب قد سيطر علي المكان بألوانه البرتقاليه ذات الحُمره الهادئة في حين كانا يجلسان علي الرمال الناعمه الذهبيه أمام البحر ، حيث راحت الأمواج تتخبط بقدميهما مع حركة المد والجزر .. طال الحديث بينهم إلي أن قطع حديثهم رنين هاتف فارس ، فأخرجه من جيب بنطاله القماشي ثم نظر لشاشته وظغط عليه للرد

فارس : الو ، أزيك ياعامر
عامر بنبره مقتضبه : الحمد لله يافارس ، انتوا عاملين ايه؟
فارس ناظرا إليها والبسمه علي ثغره : أحنا كويسين الحمد لله ، أنت مال صوتك؟
عامر بتنهيده : آمير ، آمير وقف المشروع تاني وهدد مكرم بالرفد
فارس ذافرا أنفاسه متأففا : وبعدين في الوش ده بقي

_ نهض من جوارها وخطي بقدمه عائدا للكوخ ، ثم هتف بنبره خافته

فارس : آمير فاكر أنه كده بيلوي دراعي عشان وقفت قدامه ، بس هو ناسي أن المشروع اللي عايز يتحكم فيه ده أصلا شغال علي أرضي أنا .. أنا في فدماغي فكره هنفذها بمجرد ما هنزل مصر إن شاء الله ، الفكره دي آمير اللي أجبرني عليها ومفيش قدامي غيرها
عامر عاقدا حاجبيه : فكرة أيه؟
فارس : مضطر أفصل نصيبي عن نصيبه
عامر : هه .......
......................................................................

_ هبطا سويا من البنايه في حين كانت هي متأبطه بذراعه تتراقص الفرحه بعينيها ، فتح لها باب السياره لتستقل المقعد الأمامي ثم ألتف ليأخذ مكانه خلف المقود

آمير ناظراً إليها : أدينا أتجوزنا عند مأذون شرعي زي ما طلبتي
نور باأبتسامه صغيره : ناقص الناس كلها تعرف أني حرم آمير مهران
آمير بلهجه ساخره : تحبي أعمل أعلان في الجرايد والمجلات
نور رافعه حاجبيها : ليه لأ ، المفروض إني هظهر معاك بعد كده
آمير وهو يمط شفتيه بأعجاب : ليه لأ!؟ زي ما تحبي .. أنا عن نفسي معنديش مانع
نور ملتقطه أنفاسها بأريحيه :.....
آمير ضاغطا علي المكابح : ودلوقتي هاخدك عند ماما عشان تشوفك وتتعرفي عليها
نور مبتلعه ريقها بثبات : ماشي ، ربنا يستر

........................................................................

_ كانت تجلس علي فراشها مدثره بغطاء مبطن سميك ملمسه ناعم وثير تغوص فيع أصابع اليد ، يبدو علي وجهها الأرهاق وقد برزت أثار التجاعيد علي وجهها وأسفل عينيها .. نظرت لأحدي صورها المعلقه علي الحائط والتي كانت تتكرم بها من وزير التضامن الاجتماعي علي جهودها للنهوض بدار الرعاية المتكاملة ، أطبقت علي جفنيها بحسره وأستندت علي ظهر الفراش برأسها لتشعر بدوار قد بدأ يصيبها حديثا علي أثر الضغط المرتفع .. مدت يدها صوب الكومود ثم سحبت أحد الزجاجات البلاستيكيه الصغيره التي تحوي أقراص طبيه بحجم الحمصه ثم دست أحدهم بفمها وأرتشفت ورائها بعض المياه ، ليدخل إليها أبنها الأكبر

آمير : ماما ، عامله أيه النهارده
عثمت بلهجه ممتغضه : كويسه
آمير مقتربا منها : مش باين ، وشك عجز 20 سنه زياده .. ليه كل ده ياست الكل ، أعتبري أنك أخدتي أجازه من التعب والقرف ده
عثمت بتنهيده : كل اللي عملته السنين اللي فاتت راح هدر
آمير مربتا علي كفها : كله بيتعوض ياحبيبتي ، عايزك تلبسي وترجعي قمر زي عادتك عشان مرات أبنك تحت مستنيه تشوفك
عثمت ملتفته برأسها نحوه : أنت جيبتها؟
آمير بنظره متوجسه : اه ، ياريت بعد أذنك تتعاملي كويس و.....
عثمت بلهجه آمره : أنزلها وأنا هغير هدومي وأحصلك
آمير قابضا علي شفتيه : طيب

_ حك طرف ذقنه بقلق ثم توجه للخارج في نهضت هي وتوجهت نحو للمرآه تنظر لهيئتها .. ثم توجهت صوب الخزانه لترتدي ثوبا مكون من بنطال ذات فتحه متسعه ويعلوها ستره قماشيه أرجوانيه من أسفلها كنزه بيضاء .. جلست أمام المرآه ثم وضعت بعض المستحضرات التجميليه لتفتيح البشره وأزالة التجاعيد ثم مشطت شعرها الأحمر القصير وأنطلقت للأسفل

نور بتهكم : يعني أنت جايبني هنا عشان تحرق دمي
آمير بعدم أهتمام : أنا مقولتش كده ، أنا قولت لو قالتلك حاجه زعلتك أعتبريها متقالتش ، وأسكتي عشان هي نازله

_ نظرت نور لهيئة تلك السيده الوقور التي تظهر الحده في قسماتها في حين تفحصتها عثمت من رأسها وحتي أخمص قدميها ثم أقتربت منها لتسلط التركيز علي وجهها ، في حين بادرتها نور ومدت يدها لمصافحتها

نور : أزي حضرتك؟

_ تجاهلت عثمت يدها الممدوده ثم توجهت لأقرب مقعد وجلست عليه وأشارت لها بالجلوس، عبس وجهها '' نور '' لتلك البدايه الغير مبشره ثم جلست وهي تتأفف بصمت

عثمت : أسمك أيه؟
نور : أسمي نور ، نور حسن الشافعي
عثمت لاويه شفتيها : زي ما توقعت بالظبط ، أنتي بقي متجوزه أبني من قد أيه؟
نور بأرتباك ملحوظ : اا من حوالي ا...
آمير بلهجه سريعه : من 5 شهور تقريباً
عثمت شابكه أصابع كفها : وياتري وقعتي أبني أزاي وقابلتيه فين؟
آمير مطبقا جفنيه : مامااا ، نور كانت السكرتيره الخاصه بتاعتي مش أكتر

_ نظرت له نور بذهول ثم حاولت التغلب علي ملامح الأندهاش التي غزت وجهها ثم عاودت النظر مره أخري لوالدته التي كانت تتفحص ملامحها ثم هتفت بنبره ماكره

عثمت : مع أن مش دي الحقيقه لكن هعديها

_ حضرت رتيبه مطرقه رأسها لتهتف

رتيبه : تحبوا تشربوا حاجه ياآمير بيه
عثمت : أعملي عصير فريش ، عشان مدام نور محتاجه تتغذي كويس .. شكلها مش مهتميه بصحتها
رتيبه : حاضر ياعثمت هانم ، عن أذنكوا
آمير حاككا طرف ذقنه : أحنا مش هنطول ياماما ، يعني ملهوش لزوم العصير
عثمت ناهضه عن مكانها : لا لازم ، أنا هجيب حاجه ورجعالكوا تاني
نور وهي ترمقها بنظرات حانقه : والله أخوك أستريح لما ساب البيت
آمير بنظره حاده : نور ، خلي بالك من كلامك ومش عاوز تجاوزات
نور مشيحه بصرها للجانب الأخر : شكلها عقربه أصلا
آمير مضيقا عينيه : بتقولي حاجه؟
نور بتأفف : بقول عايزه أروح ، أتخنقت
آمير راجعا بظهره للخلف مستندا بمرفقه علي ذراع الأريكه : أصبري لما ترجع

_ دلفت عثمت للمطبخ لتجد '' رتيبه '' تسكب عصير البرتقال الطازج بالكأس الزجاجي المطعم بالذهب ، فهتفت بلهجه آمره

عثمت :هاتي لآمير عصير الجوافه بالموز اللي بيحبه
رتيبه : حاضر

_ أنصرفت رتيبه لتحضر كأسا أخر تضع به مشروب آمير ، في حين أخرجت عثمت قنينه زجاجيه صغيره من جيب سترتها ثم قطرت بكأس نور بعض القطرات وخبأت الزجاجه مره أخري

رتيبه : حضرتك هتشربي حاجه؟
عثمت : لأ مش دلوقتي ، هاتي الصينيه وتعالي ورايا

_ خرجت عثمت وخلفها رتيبه حامله كؤؤس المشروبات ، وقفت عثمت أمامهم ثم أشارت بيدها لرتيبه لتضع الصينيه علي المنضده الخشبيه

عثمت : حطيه هنا وروحي أعمليلي قهوه
رتيبه : تحت أمرك ياهانم
عثمت جالسه أمامهما : أتفضلوا أشربوا
آمير ملتقطا كأسه : أكيد دي جوافه بالموز
عثمت باأبتسامه هادئه :.......
آمير ملتقطا كأس البرتقال : خدي أشربي يانور

_ ألتقطت منه الكأس وبدأت ترتشف منه بهدوء .. لن تنكر أنها كانت بحاجه لسعرات حراريه لتعويض ما فقدته علي أثر القلق والتوتر ، حتي أنهت أكثر من نصف الكأس في حين كانت عثمت تراقبها بصمت ، شعرت برغبه شديده في التقيؤ وقد بدأت معدتها بحركه غير طبيعيه وكأنها تنقبض وتنبسط كنبضات القلب ، تحاملت علي نفسها حتي لا تُظهر ذلك ولكن لم تستطع أكثر من ذلك .. حتي نهض آمير عن مكانه وأغلق سترته وهو يهتف

آمير : مش يلا يانور
نور ناهضه عن مكانها ممسكه ببطنها : اا ا ه
آمير ناظرا لها بتوجس : في أيه ، مالك ؟
نور وهي تعض علي شفتيها من التألم : مش عارفه ، معدتي فيها حاجه مش طبيعيه اااه
آمير ممسكا بها : طب أقعدي أستريحي طيب
نور بصراخ : ااااااه ، مش قادره ، بطني بتتقطع ااااااااه
آمير وقد سيطر الخوف علي وجهه : نووور ........  

Continue Reading

You'll Also Like

3.7M 55.9K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
494K 15.7K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
759K 19.2K 45
في صحراء قلبي جئتي أنتِ لتنثري رحيقك القوي ؛ لتُزهر حياتي على أثره. كم أنتِ غريبة؛ تهاجمين الجميع بأشواككِ؛ ولكن أنا هاجمتيني بسحرِك ..♥️🍂 ميار خالد
460K 21.3K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...