أحببتك أيها المخادع

nourhaankhalees

28.7K 1.4K 1.2K

لماذا أشعر بالانتماء لها ؟ و كيف أستطيع الشعور من الأساس و أنا مجرد منه فأنا يتيم المشاعر منذ الأبد .. كيف يت... Еще

البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت الحادي عشر
note
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
وداعا قطتي
البارت العشرون
البارت الحادي و العشرون
البارت الثاني و العشرون
البارت الثالث و العشرون
البارت الرابع و العشرون
البارت الخامس و العشرون
البارت السادس و العشرون
البارت السابع و العشرون
البارت الثامن و العشرون
البارت التاسع و العشرون
note
note
البارت الثلاثون
البارت الحادي و الثلاثون
البارت الثاني والثلاثون

البارت العاشر

1.2K 69 22
nourhaankhalees


البارت دة اهداء إلي أكثر المتابعين إخلاصاً و حباً و نشاطاً أختي و صديقتي ( سارة ايهاب " المحنكة " ) التشيزكيك خاصتي و ربنا يخليكي ليا و يسعدك دايماً يارب <3 <3 <3

لا تنسوا نجمتي

........................................................................................................................................................ 

" السرقة عزيزي "

تجمدت الدماء في عروقه محدقاً بها و كأن الوقت قد توقف مع آخر كلمة نطقت بها، يستحيل بأن تكون أدركت حقيقته فهو لم يفعل أي شيء يدعو للشك، حذر في كل فعل و ينتقي كلماته بعناية حتى و إن كان معظمها أكاذيب يختلقها في لحظة

- ما الذي قد جعلها تقول ذلك ؟ -

ابتسم بثقة مزيفة محاولاً قراءة ما يدور بعقلها رافعاً إحدى حاجبيّه مماطلاً حتى يلتقط طرف الخيط للمزيد من المعلومات في حين إنها تراقب ملامحه ثابتة على وضعها مبتسمة بثقة كأنها نسخة أخرى عنه 

" هل أنت خائف لهذه الدرجة مني أم منهم ؟ "

تنهد بهدوء عكس ما يحدث بداخل عقله من حسابات لكل لحظة مرت على وجوده هنا ليتمكن من معرفة سبب جملتها و خاصة الأخيرة لأنها استحوزت على اهتمامه

- فماذا تقصد بمنهم! .. الشرطة مثلا!؟ -

و لكنه ابتسم حين أدرك بأن فتاة كهيوري لن تقف صامتة قيد أنملة لو كانت اكتشفت حقيقته التي تحاول الشرطة منذ ثلاث سنوات الوصول إليها، كما أن لا داعي للهلع فحتى إن كان المستحيل ممكناً فلا يوجد دليل لتلك الترهات لذا أردف بقلة اهتمام

" أخاف ؟؟! ولما سأفعل ؟ "

زفرت بتفهم مستقيمة بجذعها مثلما كانت وضعيتها الأولى مشيحة بيدها على أصدقائها تستثني ثلاثتهم بينما مازالت تحدق بوجهه

" لا تخف، فأنا لست منهم .. أنا أفهمك لأنني مثلك "

ضيق عدستيّه محاولاً ربط كلماتها للحصول على جملة مفيدة، فهو إن أخذ كلماتها على محمل الجد قد تكون لصة أو مجموعة لصوص متخفيين تحت مسمى أسرة

ولكن حدسه و كل حساباته تؤكد بأنهم ليسوا سوى أسرة عادية ساذجة، و أن حس الفكاهه لدى تلك الفتاة عالياً لذا في الغالب تحاول بثق جملة مبتذلة محاولة تلطيف الأجواء كي تُشعر جيمين بأنها لا تكترث لوجوده

" هل أنتِ ثملة ؟ ما الذي دهاكي ؟ "

حرك أنفه ناحيتها يشم حولها متحدثاً بنبرة ساخرة متأكداً من استنتاجه الأخير حين علق جيمين على طريقتها الجادة التي تخفي خلفها مزاح قد يسبب لأحدهم توتر ، زفرت بعض الهواء بملل ممررة عدستيّها بين الجميع وكأنها تسب غبائهم قبل أن تهتف بنفاذ صبر

 " سرقة قلوب الفتيات، و لا تخف لن أعجب بك لست منهم، فأنا جميلة و مثيرة مثلك تماماً لذا أتفهمك جيداً " 

انهت جملتها مبعثرة شعرها بتفاخر فابتسم متفاخراً بذاته داخلياً أضعافها متمنياً بأن يعود لحياته الطبيعية بدلاً من المكوث مع مجموعة الحمقى الذين قد يؤثرون على تفكيره بالسلب

انتشله صوت جيمين يخبره بأنه دوره فهتف موّجها إليه السؤال

" جيمين، ما الوظيفة التي تحب بأن تجربها لمدة شهر كامل ؟ "

" همممم مغني "

أردف بعد تفكير دام للحظات فرفع بيكهيون حاجبيّه متفاجئاً، فهو يبدو شاب بسيط ريفي لا يمتلك تلك الهالة المتعجرفة ولكن سوهو عقب ضاحكاً

" لقد سمعته يغني قبلاً بينما يستحم .. صوته رائع و دافيء "

" بينما يستحم! أنت منحرف بحق "

رفعت هيوري شفتها العلوية باشمئزاز تهز رأسها بخيبة أمل في صديقها الطبيب الذي ضحك مستمتعاً غير مصدوماً من تلميحاتها التي لا تتوقف عن التفوه بها دون حياء

استمروا في اللعب حتى وقت متأخر من الليل إلى أن غلبهم النعاس فقرروا إنهاء السهرة، توقف سوهو على باب غرفتهم ملتفتاً لبيكهيون متحدثاً بحنق

لا يوجد في الغرفة سوى فراشين للأسف و لن يستطيع جيمين النوم براحة بجانب أحداً منا لذا ستنام معي في فراشي و سنترك الآخر له 

استند المعني بالحديث على الباب مبتسماً بتكلف سخيف

" لن أنام معك على الفراش ذاته لو انقلبت السماء على الأرض "

شد سوهو وجنتيّه من الداخل محاولاً كبح غضبه من ذلك الغريب الذي يتحدث وكأنه منزله محاولاً الالتزام بالأخلاق التي تربى عليهم 

" صدقني لا أطيق النوم بجانبك و التفكير في الأمر يشعرني بالغثيان و لكن جيمين الأهم اليوم "

ضم ساعديّه لصدره رافضاً الوضع فحبذا لو مكث في فندق بدلاً من التعامل مع دودة الكتب الواقف أمامه لذا أردف بكل عجرفة

" للأسف لا أستطيع تغير فراشي بعد أن اعتدته، يصيبني الأرق لأيام "

اتجه سوهو لفراشه جالساً عليه براحة محدقاً بالآخر بنظرات ساخرة ثم هتف 

 " عذراً ولكنها غرفة مْن من الأساس !؟ "

ألقاها كأنما يذكره بمالك الغرفة الحقيقي كي يعرف حجمه، فهو مجرد ضيف مكث أيام و ليس مقيم دائم لذا يقبل ما يتم تقديمه له أو يغادر لو أراد

 رفع بيكهيون حاجبيّه بعد أن تم استفزازه و جُرح كبرياءه للتو، فاقترب من سوهو بخطوات ثقيلة و الشياطين توسوس بنقش بعض الرسومات على ملامحه لولا خروج جيمين من الحمام واقفاً بينهم محاولاً منع نشب أي شجار

" ألن تتوقفا؟ لينم كلاكما على فراشه و سأعود لمنزلي  "

تنهد سوهو مغمضاً عينيّه قبل أن يضع يده على كتف صديقه يختصه بالحديث مكتفياً بسماع الوقاحة السابقة

" استخدم فراشي، سأكون على الأريكة بالخارج "

" ستدمع عيناي حقاً من هذه التضحية "

أردف بيكهيون دون تعابير واضعاً ابتسامة سخرية على ثغره فاقترب منه الآخر فاقداً سيطرته على أعصابه لولا جدية جيمين في توبيخهما واضعاً حداً لهما

" كفاكما ألعاب طفولية! سنحرك الفراشين بجانب بعضهما و سيكفي ثلاثتنا و لا أريد سماع حرفاً آخر "

تبادلا نظرات اشمئزاز لاعناً كل منهما الموقف خاصة ذلك الذي لعن اضطراره لتمرير طريقة حديث جيمين التي لو لم يكن الموقف ليؤخذ ضدده إن اعترض كان لينقش رسومات على ملامحه هو الآخر

بعد دقائق كان كل شئ تم ترتيبه ليتوسط الغرفة فراش ضخم يضمهم بينما يتوسطهم مقترح الفكرة مانعاً نشوب شجار آخر

- و لنتغاضى عن نشوب شجار لفظي مرتين تقريباً بعد أن استلقوا بالفعل -

استيقظ بيكهيون منتفضاً بفزع على إثر ضوء مفاجيء موّجه ناحيته فوجد جدته تقف أمامه و خلفها ايميليا و صديقتها تلوح بكاميرا و تكاد تفقد وعيها من الضحك فالتفت مغمضاً إحدى عدستيّه بملامح منكمشة بجانبه ليدرك سبب ضحكاتهم

  فقد كان سوهو نائماً بعشوائية واضعاً رجله على ظهر جيمين الذي يعطيه ظهره محتضناً الآخر النائم بقطر الفراش 

- كأنه دميته الضائعة منذ سنوات -

 حاول بيكهيون التملص من بين أحضانه فسرعان ما اشتدت قبضته حوله متوسداً صدره بكل راحة و تملّك إلى أن انفجرت ايميليا ضاحكة مع جدتها، فاستيقظ سوهو قبل جيمين الذي وجد نفسه في وضع محرج بعد أن حرك رأسه لأعلى ليقع في تواصل بصري مع بيكهيون متوعداً لخروج حرف محرج من فمه  

" ديباااااااااااك لم أكن أعلم بأنكما حبيبان "

كانت فرصة الطبيب ليثأئر محافظاً على كبريائه هاتفاً بكل سخرية رافعاً شفته العليا بتقزز مشيراً على صدر الآخر الذي أردف بثقة مستخفاً بكلماته

" هذا بسبب عضلات صدري المفتولة التي تفتقدها "

نظفت الجدة حنجرتها كي تنبههما بوجودها فتوقفا فور ملاحظتها إلى أن غادرت مع الفتاتين اللتان لم تتوقفا عن الضحك لحصولهما على صورة لفضيحة جديدة 

 لم تمر أكثر من نصف ساعة حتى اجتمعوا حول طاولة الفطور التي لم تخلوا من أحاديثهم عن المهرجان السنوي المُقام غداً

" كل عام يصبح أفضل من سابقه، هل تتذكران ما حدث العام الماضي ؟ "

نطقت ايميليا بحماس ماضغة طعامها فابتسم سوهو معلقاً بينما عدستّه لم تتزحزحا عن وجهها

" مازال يوماً يمثل الكثير من السعادة لك، فمنذ الصغر وهو من الأيام المفضلة لديكِ "

أومأت ايميليا توافقه قبل أن تخرج من فهمها عده قهقهات بسبب ما ألقته صديقتها و هي تبحث عن الصوره في هاتفها

 " ما لا أستطيع نسيانه سوهو الذي انزلق فجأة في الوحل و هو يتحدث عن أناقة ملابسه "

كانت في تلك اللحظة مشاعر مختلفة تحلق فوقهم متضاربة لدى الصامتين، فأحدهما تمنى لو كان أستطاع رؤية الطبيب غارقاً في الوحل لتكون تلك اللحظة عالقة في ذهنه تسعده للأبد، أما الأخر فقد توقف عن تناول ما بيده محدقاً بنقطة ما في طبقه شارداً متخيلاً كم الذكريات التي فوّتها قبل أن يتشله صوت بيكهيون مستفسراً

 " ألم تكن معهم العام الماضي ؟ "

" لا، كنت بالخارج "

اكتفى جيمين برد قصير متفادياً نظراتها عن عمد منغمساً في تناول طعامه، ابتلعت ريقها محاولة السيطرة على ملامحها رافعة هاتفها الموجود عليه صورة سوهو و قبل أن تديره للجميع أمسك معصمها محرجاً

" إياكِ سأقتلك "

لاحظ بيكهيون ذلك الجو المضطرب بين الحبيبين، مشاعرهما واضحة أمام الجميع و لكن يوجد شئ ما بينهما يمنعهما من التواجد في علاقة واحدة فقرر التزام الصمت و المتابعة خاصة حين لم يستطع رؤية الصورة التي تمناها

 انقضى اليوم و لم تتواجد أحداث تُذكر سوى عراك سوهو و بيكهيون على أتفه الأشياء حتى بدأ يوم المهرجان بأصوات الطيور وكأنها كانت تنتظر كالجميع تقريباً

استيقظ بيكهيون على يد تهزه ففتح عينيّه ليجد أمامه جيمين شآداً شفتيّه في خط مستقيم محاولاً ألا ينفجر ضاحكاً، فرمش متثائباً قبل أن يحاول تحريك يديه ليجدها ثقيلة نوعاً ما فالتفت بجانبه قبل أن يلعن تحت أنفاسه

 فهو يعانق سوهو من الخلف نائماً في منتصف الفراش فانتفض من مكانة ساحباً يديه بخفة ليس لاكتراثه عن استيقاظه بل لحفظ ماء وجهه أمامه مستفسراً بنبرة غاضبة منخفضة

" ما اللعنة التي حدثت لأنام بجانبه ؟ "

 طرقت ايميليا الباب بعد أن نمنا بقليل تسأل عنك لتعطيك ذاك " ثم أشار نحو قميصه الأزرق المعلّق على الخزانة الخشبية و استرسل موّضحاً " و حين عدت كنت قد حليّت مكاني في وسط الفراش بجانبه حاولت تحريكك ولكنك كنت تغط في نوم عميق " انهى شرحه محدقاً بصديقه الذي زفر الهواء بتقزز قبل أن يستقيم متجهاً للحمام كي يغتسل

خرج بعد فترة قصيرة مرتدياً ملابسه قبل أن يرفع عدستيّه لقميصه الذي تم إصلاحه دون علمه مبتسماً بخفة على تلك الحمقاء حتى سمع صوت هيوري تنادي عليهم ليتناولوا الفطور

اتجه نحو غرفة الطعام فوجد ايميليا ترتب الطاولة فابتسمت حالما رأته ثم أردفت بلطف " صباح الخير " بادلها مبتسماً يمد لها الأطباق مساعداً قبل أن يهتف

" شكراً لإصلاحك قميصي، لم يكن هناك داعي لذلك "

" لا تقل ذلك، فأنا السبب في تمزيقه "

نفت متاسفة بلطف قبل أن تخبره بأنها اخذته حين ذهب للبيات عند صديقهم المريض الذي دخل بصحبه جدته و خلفهما هيوري والطبيب الذي رمقه بإنزعاج قبل أن جلسوا حول الطاولة 

" هل سيحضر السيد سونغ و زوجته المهرجان ليلاً؟ "

تسائلت هيوري بفضول موّجه حديثها لجدتها التي أومأت مسترسلة

" لقد هاتفني بالأمس مساءً ليسألني إن كنا سنذهب "

مضغت هيوري ما في فمها قبل أن تتنهد باستنكار ساخر

" ألم تقل زوجته شيئاً؟ أنا لا أستطيع فهمها، لما تغير منك بهذا الشكل؟ "

" لأن جدتي أجمل نساء البلدة مثلاً "

ابتسمت بخفة حين نطق سوهو بلطف كعادته و قرصت وجنته برقة بسبب تلك المجاملات التي يغدقها بها دوماً، ثم رفعت عدستيّها نحو الباقي تشملهم في حديثها 

" إذاً لتكونوا جاهزين قبل غروب الشمس "

انتهى الفطور بعد أن تبادلوا الحديث عن ما يرغبون بفعله، ثم غادر سوهو لمساعدة جين صديقه و أصر على أن يرافق جيمين أولاً   يوصله إلى مزرعته ليطمئن على العمل في حين أن الفتاتان تساعدان الجدة في أعمال المنزل، أما بيكهيون فقد جلس على مقعد جلدي   معين في نهاية غرفة الضيوف كاشفاً زوايا المنزل منتبهاً بألا يسترق أحدهم النظر في هاتفه من خلفه متصفحاً عن أي أخبار تخص سرقة المتحف أو شكوك الشرطة حول مواصفات اللص، ولكن كما توقع لم يستطيعوا الوصول لمعلومات مفيدة

- نتيجة لشدة إتقانه في التنكر -

 و لكن لا مانع من الحذر خاصةً بعد عودة الظابط لاي الذي ينتظره بالمرصاد لامحاً ظهره في آخر محاولة سرقة لذا الابتعاد عن الأنظار فترة سيكون جيداً كافي، استمر في تصفح الأخبار التي فاتته الأيام الماضية بسبب ضعف شبكات الهواتف في البلدة حتى توقفت أنامله عن نقر الشاشة منتبهاً لذاك الخبر

( استقبال متحف كوريا الوطني بسيئول ماسة كالينغام أكبر ماسة في العالم و التي لا تقدر بثمن )

لم يهتم بالجزء الأخير بقدر ما راقه نقاءها و رَوْنَقها الذي جعله يشعر بالنشوة، لمجرد التخيّل بأنه يشعر بملمسها بين أنامله متمنياً ضمّها لممتلكاته ولكن التفكير في ذلك الآن كالذهاب للجحيم بقدميّه، فالشرطة مُعلنة حالة الطوارئ و بالتأكيد سيكون المتحف مُلغّم بالشرطة في كل مكان 

 سيكون من السهل إلقاء القبض عليه لذا لا يجب عليه المخاطرة الآن، فقرر الانتظار إلى أن تسنح أمامه اللحظة الحاسمة بعد أن يجمع كل المعلومات اللازمة التي يحتاجها

دخل سوهو المنزل حاملاً شيئاً لم يستطع بيكهيون تبيّنه خاصة حين تحرك الآخر سريعاً نحو المطبخ واضعاً ما يحمله أرضاً ملتفتاً بخطوات هادئة نحو غرفته التي لم يصل إليها بسبب أصوات صراخ الفتاتيّن راكضتيّن نحوه و كل منهما تحمل صندوقاً ملوناً مربوط بشريطة يشابه شخصيتها

 " سوهو، ستظل دائماً الأفضل في كل شيء "

أردفت ايميليا بامتنان تمرر عدستيّها بينه و بين صندوقها الأبيض بابتسامة سعيدة كصديقتها التي هتفت متأثرة بحب و لكنها لم تتخلى عن جانبها المرح في نهاية جملتها

" ظننتك نسيت ولكنك لم تنسى أبداً، سأكون مطيعة من الآن فصاعداً .. احم أوبا "

" لو علمت بأنكِ ستكونين مطيعة هكذا على غير عادتك لأحضرت هدية كل يوم  "

ضحك بخفة باثقاً قبل أن يداعب بأنامله شعرها مقترحاً بأن تفتح كل منهما هديتها، فامتثلت هيوري بفك الشريطة بفوضوية قبل أن تصيح بحماس رافعة إبهامها باعجاب في نهاية جملتها

" حقيبة للكاميرا!! كيف عرفت بأنني كنت أنوي شراء واحدة بهذا اللون و مرسوم عليها جمجمة أيضاً !! أنت رائع "

ابتسم سوهو راضياً عن رد فعلها يتابعها بعدستيّه و هي ترتديها أمام المرآة ثم اشار لايميليا بأن تفتح ما في يدها، رفعت الغطاء قبل أن تفتح فمها متفاجئة بتأثر قبل أن تميل صديقتها برأسها تكتشف في ما الصندوق بفضول لطيف

" أنت فتى أحلامي "

هتفت ايميليا مبتسمة بسعادة ممررة عدستيّها بين الصندوق و صديقها الذي ما إن سمع جملتها ابتسم برضا بعد أن تلألأت عدستيّه بذاك البريق الذي يكاد أن يفضحه لولا سذاجتها

ضاقت عينيّ بيكهيون بينما يرمقها بنظرة مميتة رافعاً إحدى حاجبيّه في استنكار متمنياً أن يأخذ الصندوق منها ليكتشف بنفسه المعجزة  المذهلة التي أحضرها ذلك الأحمق، لم يتأخر في استنتاج الأمر حالما نطق سوهو متحمساً

" إذاً إرتديه الآن أرغب برؤيتك "

امتثلت بخطوات متحمسة للحمام قبل أن تلتفت هيوري نحو صديقها مميّلة رأسها تتأمله في سعادة فنطق ساخراً

" ماذا! هل اقتنعتِ بكوني وسيماً للتو؟ "

اقتربت منه بخطوات بطيئة حتى توقفت أمامه مباشراً مضيقة عدستيّها مبتسمة تلك الابتسامة التي تجعلك تدرك بأن جملتها التالية ستكون ساخرة

" لقد قررت بألا أريهم صورتك ساقطاً في الوحل العام الماضي "

أردفت بتفكير تكافئه على فعلته اللطيفة بأكثر طرقها نبلاً فضحك بخفة مدركاً بأن الهدية نالت استحسانها بشدة، فهي في العادة تفضحه بتلك الصور التي تلتقطها على غفلة أمام الجميع مستمتعة بازعاجه، تنفس بصوت مرتفع واضعاً يده على صدره في راحة

" سأحضر لكِ هدايا كل يوم "

ضحكت بخفة قبل أن تضربه بعض اللكمات المؤلمة على ذراعه مستمتعة بمحاولاته لتفادي ضرباتها قبل تحتضنه خلسة هاتفة بنبرة سريعة تكاد لا تُفهم

 " شكراً لطبيبنا الوسيم الذي يعتني بنا دائماً "

ابتسم مستمعاً لكلماتها الممتنة التي من النادر سماعها تزامناً مع دخول ايميليا من خلفها

" ها؟ ما رأيكم ؟ "

التفت بيكهيون نحوها بملامح شاردة متأملاً شكلها .. ابتسامتها العفوية و ملامحها الرقيقة، فهي ترتدي فستاناً لأسفل ركبتيّها دون أكمام، ضيق الخصر بفيونكة رقيقة بيضاء، أرضيته أزرق فاتح بنقوشات ورد متطابقة للون الفيونكة، و قد جعلت شعرها منسدلاً ببساطة على كتفيّها .. كل شيء بها لطيف من وجهة نظره

" أووه تبدين فائقة الجمال  "

صفرت هيوري عالياً مادحة صديقتها التي ابتسمت ممررة عدستيّها على صديقها الذي أمسك يدها بخفة يديرها هاتفاً بنبرة هادئة محبة

" تبدين كالأميرات "

ابتسمت بسعادة تحتضنه محاوطة خصره بيدها هاتفة بامتنان 

" شكراً لوجودك في حياتي فلولاك لما استطعت الصمود حتى الآن "

بادلها الحضن سانداً ذقنه على رأسها متحدثاً بأكثر نبرة دافئة يمتلكها محدقاً بنقطة أمامه معينة بعيدة عن صديقته التي كانت منشغلة بحقيبتها الجديدة قبل أن ترفع عينيّها نحوهما

" أنتِ تعنين لي أكثر مما تتخيلي "

يستطيع مْن بالغرفة أن يشم رائحة المستشيط غضباً، فهو مبتسماً بسخرية رافعاً إحدى حاجبيّه في استنكار تام موّجهاً عدستيّه بنظرات حادة لتلك التي لم تلاحظ وجوده من شدة إنشغالها بأحضان صديقها السعيد الذي ابتسم له القدر للتو

شدد قبضته غارزاً أظافره في راحة يده و متنفساً بوتيرة سريعة تاركاً الغرفة في عصبية منسحباً للخارج دون أن يلاحظوه  و دون أن ينتبه لتلك التي مر بالقرب منها دون ان يلاحظ فبدت متعجبة و هي تناديه دون أن يسمعها فهتفت بنبرة مرتفعة أكثر

" بيكهيون "

انتشلته جدته من تلك الأفكار التي فتكت بعقله ملتفتاً نحوها بتفاجؤ، حدقت بملامحه المتجهمة قبل أن تستفسر

"ما بك؟ لقد تخطيّتني دون رؤيتي و ناديتك و لكنك لم تسمعني "

" عذراً، لم أنتبه "

نطق مبتسماً بتكلف قبل أن ينحني معتذراً بينما مازالت عدستيّه توضح مدى استيائه فهتفت محاولة تلطيف الأجواء

" إلي أين تذهب؟ لقد أوشك الغذاء أن ينضج "

" سأستنشق بعض الهواء قليلاً " 

اكتفى بمبرر بسيط مغادراً بعد أن أومأت متعجبة حالته التي فهمتها حين دخلت المنزل متجهه لمصدر صوت أحفادها بالقرب من المطبخ حتى وجدت سوهو يحتضن ايميليا و حفيدتها تلقي بنفسها عليهما صائحة

"أحبكم أيها الحمقى "

ابتسمت جدتهم بدفء حالما لمحت الصناديق التي اعتاد سوهو منحها للفتاتيّن كل مهرجان منذ أن كانوا صغار، لمعت عدستيّها في حب تنظر إليهم بعاطفة كبيرة، فهم بالنسبة إليها جزء من روحها .. أطفالها الذين عاشت معهم تطوّرات اعمارهم و مراحل تكوين شخصياتهم و مشاعرهم

 فهم اعتادوا التجمع في منزلها طوال السنين، يعودون من المدرسة لينتهوا من حل الواجبات ثم يستمر لعبهم حتى المساء إلى أن يعود كلا من ايميليا و سوهو إلى منازلهما

ولكن تغيّر الحال بعد أن حدثت ظروف قاسية لايميليا فانتقلت للعيش معها إلى أن دخلوا الجامعة و اضطروا للإفتراق في مقاطعات مختلفة متعاهدين على قضاء الصيف باكمله معاً 

- فهي تعامل ثلاثتهم بالمثل .. أربعتهم بجيمين - 

لاحظت ايميليا وجود جدتها فاسرعت تدور حول نفسها لتريها الفستان متسائلة بسعادة 

" جدتي ما رأيك؟ لقد أشتراه سوهو لي "

ضحكت على تلك الطفلة التي تكاد تقفز فرحاً من فرط سعادتها 

" تبدين رائعة صغيرتي "

ركضت نحوها ايميليا شاكرة مقبلة وجنتها ثم عادت تتحدث مع صديقيها عما سيفعلونه في المهرجان قبل ان تدخل جدتهم المطبخ تجهز الطعام  

الجدة POV

سمعت صراخ الفتاتين بحماس بينما كنت في حديقة المنزل فاستقمت لأرى ما الذي يحدث بالداخل و لكنني جفلت حين وجدت بيكهيون يتخطاني بعصبية بدون ملاحظتي بعدستيّن مظلمتيّن فتوقعت بأن سمة شيئاً حدث بينه و بين سوهو، قررت أن أناديه لأعرف ما به و لكنه من فرط الغضب وكأنما صمّت أذنيه فلم يلتفت نحوي أو يلاحظني فحاولت مجدداً بنبرة مرتفعة جعلت رأسه تواجهني

 معالم وجهه متجهمة مقطباً حاجبيّه يتنفس بوتيرة سريعة تؤكد فكرة عراكه مع أحدهم، فممررت عدستيّ بتفحص نحو أسفل لأراه قابضاً يديّه بقوة و أكاد أسمع صوت صك أسنانه من كبته لعصبيته، حاولت الاستفهام بطريقة غير مباشرة لأجده مكتفياً بابتسامة متكلفة غير راغباً في الحديث متمنياً بأن أصمت و اتركه لذلك فعلت دون أن أشكل ضغطاً عليه 

تأكدت أن ما حدث له علاقة بأصوات الفتيات في الغرفة فدخلتها لأرى سبباً وجيهاً لذلك الغضب في الحالات الطبيعية، فايميليا تدفن رأسها بداخل حضن سوهو الذي يبادلها في سعادة، بالنسبة لي أجد هذا الحضن طبيعياً تماماً لأصدقاء طفولة و أكثر من الأشقاء على الرغم بمعرفتي التامة بالمشاعر التي يكنّها حفيدي لها منذ الصغر ولكنها لم تشعر بأي شئ أو تعرف عن هذا الأمر طوال هذه السنوات

و بالنسبة لملامح السعادة المحفورة على وجه سوهو فقد فهمها بيكهيون جيداً، هو ليس غبياً لدرجة جهله بمشاعر الآخر الواضحة للأعمى، و برؤيته لمثل هذا النوع من الأحضان بينهما ستجعله مستاءً خاصة بأنها لا تدرك منه سوى مشاعر الصداقة و العائلة

ولكنني مازلت ردة فعل بيكهيون غريبة بما إنني لا أجد سبباً مقنعاً لغضبه في حالته الاستثنائية، فهو بدا كما لو أنه يغار عليها من صديقها بالرغم من معرفتي بأنه لا يحمل مشاعر حب لها  و إلى حداً ما كنت مقتنعة و لكن الآن ينتابني شعور آخر، فحالته المزاجية دبت الظنون بداخلي

منذ أن وطأت قدمه البلده معها و لم أستطع تحديد سبب قدومه معها و أحاول جاهده قراءة ما بين السطور في شخصيته، فأفعاله تجعلني أتسائل إن كان قد وقع لها بعد أن تعرّف عليّها، فهي فتاة دافئة لطيفة قد تستطيع تغيير قلبه نحوها ثم أعود للنقطة الماضية أمحيها مفكرة بأنه قد شعر بالغيرة لفوز رجلاً آخر عليه في إبهارها 

ماتزال تلك النظرة التي رأيتها في عدستيّه تستوقفني، فهي لم تكن نابعة من غيرة بسبب تنافسيته مع سوهو فقط بل آخرى .. تلك التي تأكل قلبك، التي تجعلك غاضب لدرجة رغبتك في الشجار و الصياح، تلك التي تجعلك تخاف من خسارة أحدهم 

فبمجرد أن أخبرتني ايميليا بما حدث مع بوك سو و موقفه الحازم معها الذي نال استحساني، فجميع فتيان البلدة يحبونها من مثالية جمالها الخارجي فقط و هو أول مْن يرفضها مدركاً بشاعتها محترماً مشاعر حفيدتي 

لاحظت مدى تأثرها و احترامها لما فعله و دون أن استفسر حول مشاعرها وجدتها بملامح مشرقة خجلة تعترف لي بأنه يعجبها و بشدة فلم أرغب بأن أفسد فرحتها أو أبث شكوك حول رؤيتي لإنعدام مشاعره، فحاولت احتواء الأمر عن طريق إخبارها بأن تتأكد أولاً من مشاعرهما إن كانت صادقة أم لا 

ولأنني ربيت ايميليا منذ الصغر و أعلم مدى عِندها حين ترغب في شيئاً ما، اتخذت قراري في لحظتها و هو عدم إخبارها أي شيء و المتابعة من مسافة كافية لحمايتها إن احتاجت، فلو حاولت إخبارها بما يدور بعقلي من ناحيته لن تقتنع و ستكمل ما بدأته حتى تصل للنهاية

- أفكار متضاربة تتخبط بعقلي حول أسبابه و مشاعره -

لا أثق به و لن أفعل حتى أفهمه تماماً، فما توّصلت إليه هو وجود شخصيّن بداخله أحدهما جيد بينما الآخر يجيد الإختباء و ذلك ما يقلقني .. فهو مْن أرغب في معرفته   

end pov

سار بيكهيون بلا هدف وسط الأراضي محاولاً التنفيس عن غضبه متمنياً لحظة ينقض بها على ذلك الطبيب يطرحه أرضاً، فمنذ رؤيته و أصبحت الأمور لا تُطاق .. محاولته للتودد لتلك الساذجة التي أغمرتها السعادة لمجرد قطعة قماش جديدة كما ما اللطيف في ذلك الاسم السخيف الذي يناديها به إيمي!! تزعجني وقاحته لتحدث أمامي بما تعنيه له و كأنما على وشك اعتراف و قبلة أمامي بينما أقف متكئاً علي الحائط حزين غاضب لخسارتي أمامه مبتعداً أجر خيبتي ورائي 

جفل بيكهيون حين وُضعت يد على كتفه تشده للخلف فالتفت سريعاً لذلك الذي تتعتلي ملامحه القلق متسائلاً بأنفاس لاهثة

" ماذا بك ؟ "

" ماذا ! هل تجدني أسير على يدايّ ؟ "

أردف بيكهيون بنبرة حانقة ملتفتاً يكمل سيره تاركاً جيمين متفاجئاً من رده لاحقاً به موضحاً بهدوء

" ناديتك عدة مرات و لكنك لم تتوقف "

زفر منفساً عن غضبه بعد أن شعر بأنه صب غضبه الغير مبرر على الشخص الخطأ فانزعجت ملامحه معتذراً بطريقة غير مباشرة

" لم أقصد .. ماذا تريد ؟ "

 " لا شيء "

أردف جيمين بنبرة متفهة بينما يسير بجوار ذلك الذي لا يتوقف عقله عن نسج قصص و سيناريوهات عن عصفوريّ الحب السُذج، لاعناً عقله الذي إن بدأ في التفكير لا يتوقف أبداً، اسنتشه صوت جيمين متسائلاً بعفوية

" ماذا سترتدي في المهرجان ؟ "

قلب بيكهيون عدستيّه متأففاً من تلك الأسئلة الغريبة التي تدور بينهما فتسائل بنبرة ملل 

" هل يوجد زي محدد ؟ " 

همهم نافياً محاولاً خلق حوار جيد بينهما 

" لا، و لكن الجميع يرتدي ألوان مبهجة "

" إذاً سأرتدي قميص ذو لون مبهج "

نبس بنبرة ساخرة مغلقاً مجال الحديث مشيحاً برأسه لنقطة في الجهة البعيدة بدون إدراك منه بأن الآخر لا يمل و لا يكل إلا حين سمع اقتراحه المفاجئ 

" ما رأيك بأن نتسوق قليلاً ؟ "

" لن أفعل، فلتأخذ هيوري معك "

نفى الآخر سريعاً متحدثاً بضيق قبل أن يسمع كلمات جيمين الذي يشاركه تفاصيل لا يهتم لأمرها من الأساس بأنه يود ابهارها في المهرجان و بأن التسوق معه مختلف عن أي شخص آخر و كلمات كثيرة لا تحصى 

" لا أود الذهاب للتسوق  "

أردف بيكهيون بجدية ملتفتاً للآخر الذي انزعجت ملامحه قليلاً محترماً رغبته، اكملا سيرهما قبل أن يتمتم الثرثار بابتذال مصطنع 

حسناً كما تريد، ماذا سأفعل الآن ! لا أملك قميصاً مناسباً للمهرجان،و إن بحثت في أغراضي ستكون هيوري رأتني به مئات المرات .. هووف سأحاول البحث عن حجة لعدم الذهاب سأقول بأن لدي عملاً طارئاً أو ... لا لا سأخبرها بأنني " اغمض بيكهيون عدستيّه زافراً بقلة حيلة من استماعه لتلك المسرحية المبتذلة بطولة ذلك الثرثار الذي ابتلع ما في فمه حين سمع الآخر يهتف متخلصاً من زنه

"اللعنة، لنتسوق "

وصلا السوق بعد ثلاثون دقيقة تقريباً فاتجه جيمين لمتجرعتيق محدد يعرض بعض القمصان المبهجة... المبهجة للغاية و خلفه بيكهيون الذي حاول تشتيت نفسه عن طريق التركيز في مهمة شراء شيئاً صالحاً للاستخدام له و لذلك الرومانسي، اختار مجموعة قمصان لهما فدخل جيمين غرفة القياس مختفياً عن الأنظار لحظات قبل أن يخرج بثقة يسير كعارضين الأزياء سانداً إحدى يديه على خصره رافعاً حاجبيه باعجاب

" ها ؟ ما رأيك ؟ "

تجهمت ملامح بيكهيون محدقاً بتقزز و كأنه على وشك الغثيان، فالآخر يرتدي قميصاً لونه أصفر بنقوشات وردية كبيرة مكتوب عليها بخط مائل الفتى المثير، نطق معبراً عن رأيه بكل سخرية

" أظنك تشبه عربة حلوى متجولة "

" يجب أن ترى ملامحك الحالية المشمئزة، أود وضعها في محفظتي ستمنعني من صرف أموالي "

أردف جيمين ضاحكاً مستمتعاً بنظرات الآخر الذي شاركه مسترسلاً في التعبير عن مدى بشاعة منظره خاصة حين قرر بأن يقيس قميص آخر ليفاجئه، اختفى عن الأعين دقائق قبل أن يخرج بثقة أكبر مرتدياً نظارة شمس رديئة زمردية اللون ناظراً لنقطة محددة بعيدة عن بيكهيون متكئأً على الحائط خلفه بقميصه الأحمر الدموي المطبوع عليه نقوشات كثيرة بشكل عشوائي على شكل شفاه و مكتوب تحتها قبلني

حاول بيكهيون بأن يحافظ على صورته الوقورة و لكنه لم يستطع و انفجر ضاحكاً حتى كاد أن يبلل سرواله ناطقاً بصعوبة 

" لا أستطيع التقاط أنفاسي بسببك "

" بالطبع سلبتك إياها "

أردف جيمين مزيفاً الثقة و الجدية خالعاً نظارته بطريقة مبتذلة مستمتعاً برؤية صديقه الجديد يقهقه عالياً بعد أن كان قد أوشك على الإنفجار من الغضب منذ قليل، صدع صوت سيدة تحدثهما فالتفت بيكهيون باحثاً عنها حتى وقعت عدستيّه على سيدة عجوز في عقدها الثامن شعرها أبيض متوسطة الطول ترتدي فستاناً لا يختلف عن تلك القمصان الموجودة في المتجر مبتسمة باتساع على الرغم من عدم وجود معظم اسنانها

" وااااااه جيمين تبدو رائعاً "

أردفت السيدة ريتا بكل إعجاب و جدية استوقفت بيكهيون الذي ظن بأنها تمزح في بادئ الأمر إلى أن لاحظ ابتسامه جيمين التي يحاول كبتها حين اكملت " أنيق و مثير للغاية، ذكرتني بزوجي حين كنا متزوجين حديثاً امتلك مثل هذا القميص بالظبط ..لحظة هل كان الأصفر منه! مازلت أتذكر محاولات الفتيات لمغازلته و لكنه أحبني فقط .. فليرقد بسلام

شد بيكهيون شفتيّه في خط مستقيم محاولاً السيطرة على ضحكه حتى وقع في تواصل بصري مع جيمين الذي يكبح نفسه عن التنفس من الأساس كي لا يقهقه فسأله غامزاً

" إذاً ستشتريه ؟ "

قضم جيمين شفتيّه محاولاً كبح ابتسامته من الظهور خاصة أمامها متمتماً بصوت مسموع

" لقد قالت بأنني رائع و مثير بهذا القميص "

" همممم و أنيق كالمرحوم "

همس بيكهيون ساخراً قبل أن ينفجرا ضاحكين بصوت مرتفع حتى أدمعت أعينهما، تسائلت السيدة ريتا عما يضحكهما دون استيعاب منها فانحنى جيمين معتذراً بأدب ملطفاً الأجواء 

" سيدتي، صديقي يستهزأ بي و يقول بأنني لست مثيراً "

التفت بيكهيون مبتسماً على طريقته في تفادي الإحراج متفاجئاً من ردة فعلها حين اقتربت منه مستفسرة بسخرية

" هل تظن بأنك أكثر إثارة ؟ "

أومأ بثقة مبتسماً بجانبية قبل أن يجدها تقترب منه مضيقة عدستيّها بتحدي ساخرة

" أثبت لي صحة حديثك "

رمش مرتين بعدم استيعاب قبل أن يجدها تلقي بصدرهما بعض القمصان ناطقة بكل إصرار

" اذهبا لقياسهم و سأحكم منْ المثير بينكما "

ضحك جيمين بينما يرى صديقه يتراجع عن رأيه معترفاً بأنه الأقل إثارة للسيدة ريتا التي دفعته نحو غرفة القياس بعد أن حاول الاستغاثة به ثم جلست بين الغرفتين بمسافة كافية لتقيّمهما

خرج بيكهيون يسير بملل مرتدياً أول قميص باللون الأخضر عليه خطوط صفراء رأسية و خطوط كحلي أفقية، تأففت السيدة ريتا   مشيحة ببصرها بعيداًمعلقه على ملامحه المنزعجة

 عزيزي، ارتدي الملابس ببشاشة أكثر من ذلك، وليكن بعلمك لن تخرجا من المتجر إلا و قد اخترت بينكما الأكثر إثارة فلا تختبرني 

ظهر جيمين في تلك اللحظة بقميص مقلماً أحمر في ذهبي ليبدو كتمثال هندي قديم يسير نحوها ببشاشة عكس الآخر الذي اغمض عينيه محاولاً نسيان ما رآه من صدمة لعالم الأزياء

" بالطبع جيمين مازال الأكثر إثارة، أظنني لو ارتديته لأصبحت أكثر إثارة منك "

أردفت ساخرة من بيكهيون الذي تنفس بعمق لاعقاً شفته السفلى في تحدي بعد أن تم استفزازه

" سنلعب بطريقة عادلة و لتحكمي بيننا بالعدل "

دخلا لغرفة القياس مجدداً ثم ظهرا بعد دقائق بقميصيّن مختلفين ملطخيّن بألوان غير متناسقة بينما يحاول كل منهما أن يقدم عرضاً مثيراً، فجيمين متكئاً بكوعه على مقعد موضوع ممسكاً ذقنه بابهامه و سبابته غامزاً لها بينما بيكهيون يسير بثقة جبارة واضعاً كلا يديه في جيب سرواله مميّلا رأسه ناظراً بإغراء

 اعترفت السيدة ريتا بإثارة ابن بلدتها تارة و صديقه تارة ليصبح الوضع جنوني داخل المتجر حتى أعلنت السيدة ريتا تعادلهما  ليكون القميص القادم هو الفيّصل بينهما، اختار بيكهيون قميص هاواي باللون البرتقالي و الأسود أما جيمين فاختار قميص مشابه أرضيته بيضاء منققوش بالأزرق و ما هي إلا دقائق حتى خرجا في نفس اللحظة بطريقة سينمائية 

 يمشي جيمين ناحيتها بثقة قاضماً شفته السفلي باثارة قبل أن يشرع في تأدية رقصة من رقصات البلدة ليسحرها، فهي أخذت تصفق بحماس حتى انتهى بحركة إنحناء شاكراً لها ملتفتاً بتحدي مزيف لصديقه الذي ابتسم بجانبية متجهاً نحو إحدى المزهريات الموجود بداخلها زهوراً طبيعية ملتقطاً واحدة حمراء بحركة سريعة منحنياً أمامها بكل انسيابية جاعلاً منها تلعن كونها مسنة قبل أن يضعها بين خصلات شعرها لتحمر وجنتيهّا ضاحكة ممررة عدستيّها بينهما في تخبط قبل أن تردف

 ليتني كنت شابة كنت لأواعدكما سوياً، المهم لا يمكنني تحديد من هو الأكثر اثارة لهذا أعلن تعادلكما .. اذهبا لتحصلا على قلبيّ فتياتكما المحظوظتيّن

شكرها جيمين مبتسماً باتساع بعد أن احتضنته متمنية لهما الحظ مغادرة المتجر ممسكة بتلك الزهرة، اتجه بيكهيون نحو مالك المتجر ليدفع ثمن القميصين قبل أن يصر الآخر على ابتياعهم ناطقاً بامتنان

" أرغب في إعطاءك هدية بسيطة لتسترك على لفظي لاسم هيوري أثناء هلوستي "

خرجا من المتجر يسيرا و أصوات ضحكهما مسموعة في الأرجاء كلما تذكرا منظرهما منذ قليل، توقف بيكهيون عند إحدى المتاجر التي تصنع أساور ملونة بأشكال مميزة قبل أن يسمع الآخر مستفسراً

" هل تريد شراء اسورة لأحدهم ؟ "

نفى بيكهيون معلقاً بأن المتجر شكله مميزاً فأعجبه ليس إلا قبل أن يضيف الآخر ما جعل الأفكار تعود لتتلاعب بعقله

" هذا أفضل متجر للأساور في البلدة و الذي دائماً ما يشتري منه سوهو لايميليا تلك الاسورة كل مهرجان "

استفسر بيكهيون عن تلك الاسورة فاخبره الآخر أن سوهو يصنع لها كل مهرجان اسورة خصيصاُ لها مطبوع عليها أشياء و كلمات مختلفة كل عام لا أحد يفهمها غيره

هز رأسه مستمعاً محاولاً كبح عقله عن حرية التفكير كي لا يغضب مجدداً، فهو بالكاد تمالك ذاته بسبب الثرثار الذي شتته معترفاً بأن صحبته كانت ممتعة ذات فائدة لولا ذلك لكانت رأسه انفجرت من كثرة التفكير و الافتراضات

عادا للمنزل قبل ميعاد المهرجان بقليل فوجدا هيوري تجلس في الحديقة مرتدية سروال قصيرلمنتصف فخذها أبيض  و تيشيرت بنفسجي اللون و قميص أصفر مربوط حول خصرها حاملة حقيبة الكاميرا مصفرة باعجاب حالما رأتهما

" اوووه ما تلك الملابس الرائعة " 

ابتسم جيمين باتساع حاككاً رقبته فابتسم بيكهيون داخلياً ملاحظاً نظراتهما لبعضهما البعض قبل أن يلمح جدتهم بفستان وردي بسيط و أنيق و بجانبها ايميليا بفستانها الذي اهداه لها صديقها الأحمق الذي ارتدى قميصاً أزرق فاتح  اللون بنقوشات بيضاء مشابهاً في الشكل لفستانها 

- وكأنهما ثنائي .. لن تستطيع التفريق إلا من مسافة قصيرة -

ادار بيكهيون رأسه بعيداً بضجر قبل أن يجدها تدخل المنزل مجدداً لنسيانها تلك الاسورة التي اشتراها ذلك الذي يبتسم بسعادة زادت حين ظهرت بجانبه فامسك يدها ليلبسها إياها بكل تلقائية، رفعت رأسها تبحث عن حبيبها الجديد فوجدته يسبقهم بمسافة و لا تدري بأنه بالكاد يمسك أعصابه

انطلقوا لوسط البلدة حيث يقام المهرجان المنازل بأكملها مزينة بالالوان و الإضاءات التي أعطت روحاً و بهجةً للمكان، جميع الأهالي يرتدون ملابس مبهجة بالإضافة لوجود الكثير من الأنشطة الممتعة و عربات الطعام و المثلجات، بدأت مراسم الاحتفال و عم المكان صوت الضحك و المرح 

" إلى أين سنتجه أولاً الأنشطة أم عربات الحلوى ؟ "

تسائل جيمين بصوت مرتفعاً كي يسمعه الباقيين فأجابه سوهو بأن الأنشطة ستصبح مزدحمة كلما تأخروا لذا اتجهوا خمستهم نحوها بعد أن قابلت جدتهم جيرانهم و جلست معهم، بدأوا بلعبه النيشان و الفائز سيحصل على دمية كبيرة محشوة .. ما هي إلا ثواني حتى خسرت ايميليا ثم  لحقها جيمين بينما استمروا الثلاثة الآخرين لتخسر هيوري يكمل كلا من سوهو و بيكهيون و كل منهما مُصراً على الفوز بأي طريقة، كل منهما يصب كامل تركيزه على الهدف بينما يشجعهم المتبقين

 من الأكيد إن تطلّب شيء الكثير من الدقة و التصويب و التركيز فسيكون بيكهيون في المركز الأول بلا منازع و لكن سوهو لم يكن الخصم السهل بالمرة خاصة بأن غريمه ضده، استمرا كثيراً حتى وصلا للضربة الحاسمة التي ستحدد الفائز بينهما من خلال مجموعة النقاط، ليبدأ الطبيب أولاً مصوباً نحو منتصف الهدف فيعلو صوت الهتاف و التصفيق مِن مْن حولهما بينما الآخر يحدق بتركيز نحو منتصف الهدف و لسوء حظه صدم أحد المارة كتفه فتغيّرت وجهته إلى مكان آخر خاسراً المباراة لذلك الذي أخذ الدمية يعطيها لايميليا التي ابتسمت باتساع محتضنة إياها كالأطفال قبل أن تحاول البحث بعدستيّها عن حبيبها الذي سار مبتعداً بغضب

  اتجهوا للعبة آخرى تعتمد على قوة الضربة بشاكوش ليفوز جيمين عليهم، و بعدها كرة الطاولة التي فازت فيها الفتاتين و استمر الحال هكذا يتنقلون بين الالعاب ليفوز كل مرة أحدهم، توقفت هيوري عن السير محدقة بساعة هاتفها قبل أن تردف

" لم يتبق أمامنا الكثيرعلى موعد حلبة الرقص لنلعب آخر لعبة سريعاً "

كانت اللعبة عبارة عن ماكينة كبيرة موضوع بداخلها العديد من الدمى المحشوة و بتحريك عصا يدوية تستطيع الامساك بأحدهم و بالطبع فاز بها بيكهيون دون منازع من أول جولة ممسكاً بالدمية بين يديه متجاهلاً تلك التي تحمل دمية الطبيب ملقياً ما في يده لهيوري التي قطبت حاجبيّها في تعجب مرجحة بأنه فعلها ذوقياً بأن صديقتها لديها واحدة بالفعل

تغيرت ملامح ايميليا لأخرى متعجبةحالما تأكدت من وجود خطب ما، فهو يتجاهلها عمداً منذ وصولهم لذا قررت التحدث معه في طريقهم لحلبة الرقص، كان يسير في المقدمة واضعاً يديه في جيب سرواله بينما خلفه سوهو و بجانبه هي و خلفهما هيوري و جيمين فتقدمت بخطوات سريعة بجانبه تستفسر باهتمام

" ما بك اليوم ؟ ألا يعجبك المهرجان ؟ "

تنهد مكتفياً بهز رأسه نافياً مشيحاً برأسه قبل أن يسمع تساؤلها الذي لم تكمله بسبب تعثرها في رباط حذائها المفكوك فكادت أن تسقط أرضاً لولا إمساك سوهو لها من خصرها، توقف بيكهيون محدقاً بموضع يده التي تزين خصرها قبل أن يجده جاثياً على إحدى ركبتيه ليربطه لها

 برزت عروق يده و رقبته غضباً مغادراً قبل أن يسمع الآخر يحذرها من تلك العادة التي تلازمها منذ الصغر فيزيد من اشتعاله لمعرفة تفاصيلها و بجاحته في توضيح ذلك

وصلوا حلبة الرقص التي كانت منصة  دائرية كبيرة مرتفعة عن باقي الأرض بدرجة واحدة، مزينة بإضاءات مختلفة الأشكال سالبة للأنفاس،  يلتف حولها العديد من الطاولات و المقاعد

- كحلقات الرقص في القصص الخيالية -

 جلسوا جميعاً على طاولة واحدة و معهم جدتهم التي كانت تنتظرهم بالفعل، اقترب منهم جين و نانا يلقون التحية ملتقطين صورة لهم سوياً قبل أن يستفسر باهتمام

" هل سجلتم أسمائكم في مسابقة الرقص ؟ "

 " هيوري و جيمين سوياً و أنا وايميليا معاً "

أردف سوهو بهدوء فالتفتت نحوه ايميليا متفاجئة ممررة عدستيّها بينه و صديقتها التي ابتلعت ريقها بتوتر لما يفعله صديقها من إقصاء واضح و سخيف لبيكهيون الذي ابتسم بسخرية واضحة قبل أن يرمقه بنظرة ذات معنى، بينما ظل جيمين  متابعاً في صمت متأملاً صديق طفولته الذي يتصرف بريبة مزوداً جرعة اهتمامه و لطفه بصديقتهما، حتى نظراته مختلفة .. أكثر وضوحاً لا تتزحزح من عليها متذكراً حديثهما القديم عن الحب حين شعر بأن صديقه لديه مشاعر نحوها و لكنه لم يخبره بطريقة مباشرة

" لماذا لم تكتب اسمه معنا ؟ "

غمزت ايميليا كتف صديقها متسائلة بنبرة منخفضة غاضبة قبل أن يلتفت نحوها يهز كتفه بلامبالاة

"ظننت بأنه لن يحب المشاركة، كما أنه لا يمتلك شريكة "

تجهمت ملامحها و كادت أن تخبره بأنها ستكون شريكته قبل أن تسمعه يتحدث بحزم على غير عادته معها 

" ايميليا تلك عادة لدينا بأن نكون نحن الأربعة شركاء "

رمقته بنظرة عتاب واضحة، فهو لم يهتم برأيها و هو أعلم الجميع بمشاعرها و رغبتها في وجودها بجانبه، رفعت عدستيّها نحو بيكهيون الذي يتجاهل وجودها محدقاً بنقطة ما بعيدة مدركة بأنه غاضب .. مقارنة بما فعله من أجلها مع بوك سو هو معه كامل الحق ليتعامل بذلك البرود و أكثر

 سمعوا صوت السيد سونغ و زوجته فتبادلوا التحية لتُعلن بداية مسابقة الرقص، اتجهوا للحلبة ماعدا جدتهم و بيكهيون يجلسان يتابعان ما يحدث في سكون، كانت الرقصات تابعة للبلدة كأنها خليط بين التانجو و الفالتز ولكن بطريقة أبسط دون مقاومة جسدية كبيرة

 كان سوهو يراقص ايميليا باحترافية شديدة  يده على خصرها بينما الأخرى ممدودة ممسكة بيدها شارداً في عينيها و كأنه لا يرى غيرهما، فهو لن يكبح مشاعره مثلما فعل قبلاً بل سيظهر لها مشاعرة علناً كي تبادله مثلما يتمنى، لهذا فهو يحاول أسر قلبها و لحسن حظه جميع الظروف تسانده أما عند هيوري و جيمين فكانا يرقصان بينما تعلو أصوات ضحكهما على الأحاديث الجانبية التي يتبادلونها

لطالما بيكهيون غير مبالياُ مرتدياً زي البرود و لكنه لم يتخيل كيف لتعابير وجهه أن تغيرت بعد بداية الرقص حين شاهدها تراقص صديقها الذي يتمنى لو بتر يده عن خصرها، هي مستمتعة دون أن تبالي بوجوده .. شعر بأن كبرياءه قد جرح و لكنه فضل بأن يبقي الأمور بطريقة مهنية تحت السيطرة  من أجل مهمته الأساسية 

لاحظت جدتهم الضيق الظاهر على وجه صديق حفيدتها الجديد و نظراته التي تأكل سوهو غيظاً و ارتشافه لأكواب العصير التي لعلها تخمد البركان بداخله فالتمست له العذر، فهي لم تعجبها طريقة سوهو في إظهار مشاعره باقصاء بيكهيون خارجاً بطفوليةلذا قررت مساعدته بطريقة غير مباشرة و لطيفة لن تسبب مشكلة لأحدهم 

" هل تعلم .. كنت أنا و زوجي الثنائي الفائز لسنوات متتالية في مسابقة الرقص  "

هتفت بنبرة لطيفة تستحوذ على اهتمامه لخلق حديث متبادل شاركها فيه حين نطق مبتسماً

" حقاً! أظنكما استمتعتا بتلك الأيام "

" هممم فقد تُوجنا بملوك الرقصات، لم تمر مسابقة رقص إلا و فزنا بها "

همهمت مؤكدة تستعيد ذكرياتها متأملة ذلك الذي ابتسم بتكلف رامقاً حفيدتها كي لا تغيب عن ناظريه ناطقاً يجاريها

" لم أكن أعلم حبك الشديد للرقص "

"  أود الرقص الآن و لكنني لا أجد شريك لي.. ها ما رأيك ؟ "

اقترحت بنبرة خبيثة مبتسمة متفحصة معالمه التي تغيرت لأخرى محرجة هاتفاً بتردد

" ولكنني لم أرقص قبلاً لذا لا أعرف الخطوات "

" سأعلمك إذاً .. فاليوم يوم حظك "

رفعت حاجبيّها بينما تضحك بخفة متابعة تردده قبل أن ينهض منحنياً أمامها يمد يده عارضاً عليها مشاركته بلطف فاستقامت ممسكة بيده لحلبة الرقص قبل أن تجده يتفحص منْ حوله فأرشدته بطريقة هادئة على الرغم من دهسه لقدمها العديد من المرات

" ضع يدك على خصري هكذا و يدك الأخرى ممسكة بيدي هنا هكذا، لا بأس .. ليس هكذا .. بل هكذا "

 تعلم سريعاً نسبياً لأول مرة يرقص فيها بعمره مبتسماً بمزيد من الثقة دون أن ينكس رأسه لقدميّه قبل أن يسمع صوت ايميليا مقتربة منهما محاولة تلطيف الأجواء حين هتفت بحماس

" أووه ملكة الرقصات عادت للحلبة مرة أخرى "

" ولكنني لم أعد بمفردي معي راقص متدرب مذهل "

أردفت جدتها بفخر بعدما لاحظت تجاهل بيكهيون لكلمات حفيدتها مزيفاً التركيز في خطوات الرقصة زافراً بخفة حين نطق الطبيب بنبرة ساخرة

  " ولكنه دهس قدمك مئات المرات جدتي، أنا أجده مبتدئاً "

رفع بيكهيون رأسه نحوه ضاحكاً بسخرية قبل أن يتمتم " أحدهم ولد راقصاً " استوقفته ضغطة جدتهم على يده بخفة تزامناً مع نطقها بطريقة خبيثة لم يلتقطها سواه

" إذاً لتراقصني أيها المحترف لأقرر "

ضحك بيكهيون بخفة غير مصدقاً تصرف جدتهم الذكي لأخذ حفيدها الطبيب لتتيح له المجال مع حفيدتها التي وقفت أمامه تحدق به منتظرة أن يطلب منها مشاركته الرقص، للحظة أراد أن يتركها ليذيقها طعم التجاهل و لكنه تمالك نفسه خاصة أمام نظراتها السعيدة بوجوده منحنياً بانسيابية

" أتسمحين لي؟ "

" و كيف يمكنني رفض رجلاً نبيلاً مثلك "

أمسكت بيده مبتسمة بخفة متابعة تحركاته حولها متخذاً وقفته الصحيحة ضآماً لها يراقصها محاولاً الهروب من الوقوع في تواصل بصري معها و لكن انتهى به المطاف بتبادلهما لغة العيون التي تملأها الكثير من التساؤلات و المشاعر المختلفة، فتلك أول مرة له ليكون على مسافة قريبة منها هكذا .. أو من أي فتاة في العموم

ظل شارداً يتأمل ملامحها و أبسط تفاصيلها غارقاً في بريق عينيّها أما هي فبالكاد تتنفس، أصيبت بلعنة بيون بيكهيون كونه لا يزحزح عدستيّه من عليها جاعلاً وجنتيًها تتلونان بلون الطماطم ، و كلما تحاول أن تقطع ذلك التواصل بينهما تفشل و كأنهما مغناطيسين منجذبين بالسلب و الموجب 

تحطمت اللحظة الرومانسية بسبب دهسه لقدمها فاعتذر منها محرجاً قبل أن تتغير الموسيقى فجأة  لأخرى أكثر بطئاً كرقصة الزفاف الأولى، وقف متردداً لحظة بعد تركه ليدها ناظراً حوله يحاول معرفة ما يجب عليه فعله ليتفاجأ بتلك التي أقتربت منه ممسكة بيديه واضعة كلاهما حول خصرها و محاوطه عنقه بيديها مقلصة المسافة بينهما أكثر

ابتلع ريقه محدقاً بها ملاحظاً مراقبتهما من هيوري و جيمين اللذان التقطا لهما صوراً و لجدتهم و صديقهم الذي لم تتزحزح عدستيّه عن حبيبته قبل أن تزدحم الحلقة و تعج بالراقصين، و بعد فترة طلب جيمين من أحد الجالسين أن يلتقط صورة له مع هيوري التي تحاول الهروب من عدستيّه بمزاحها و كأنها غير مبالية بمشاعر كلاهما

انتهت الرقصة و صفق الجميع مستمتعين بتلك الأمسية الرائعة قبل أن ينطلقوا نحو عربات الحلوى و الباعة الجائلين الذي وقف سوهو عند أحدهم منتقياً طوق ورود بيضاء يناسب فستان ايميليا واضعاً إياه على شعرها باعجاب

" تبدين أجمل فتاة في البلدة كلها "

صرخ متألماً بسبب ركلة هيوري الغاضبة التي وضعت يديها حول خصرها بضجر مزيف " أيها الأحمق ألن تقول أي شيئاً لي ؟ " همهم لحظات قبل أن يضم شفتيّه للأمام  بتفكير " أنت أكثر الفتيات .. " ضيقت عدستيّها بانتظار تحاول مساعدته في انتقاء كلمة مناسبة 

" اثارة، جاذبية "

" كنت لأقول جموحاً " 

أردف بجدية قبل أن يتلقى ضربة أخرى منها متمتمة بعدة شتائم رافعة شفتها العليا بغضب تشد صديقتها التي تقهقه مستمتعة بشجاراتهما الطفولية دون أن تنتبه لصديقها الجديد الذي رمق الطبيب بحدة زافراً بقوة متبادلاً نظرة خاطفة مع جيمين الذي تدارك الوضع في صمت

" لقد سُرقت "

دوى صوت صراخ فتاة باكية وسط الازدحام فنظر نحوها الجميع قبل أن تهرع نحوها هيوري و يلحق بها اصدقائها إلا بيكهيون الذي سار بخطوات ثقيلة متنهداً بملل مستمعاً لتساؤل ايميليا التي تحاول تهدئة الفتاة الملقبة بجاين

" ما الذي حدث ؟ "

" كنت أحمل محفظتي و بداخلها نقود تبرعات المهرجان داخل حقيبتي و لا يوجد لها أثر "

أردفت جاين وسط نحيبها واضعة يدها على صدرها بحرقة فاستفسر جيمين محاولاً المساعدة " متى لمحتيها داخل حقيبتك آخر مرة ؟ " ابتلعت ريقها محاولة التذكر قبل أن تخبرهم بأنها كانت عند عربة المثلجات الموجودة في أول الطريق، هاتفت هيوري نانا و خطيبها ليساعدوهم متفرقين للبحث عنها

سار بيكهيون بخطوات ثقيلة زافراً بملل مزيفاً البحث معهم ملاحظاً عصيبة ايميليا المبالغ فيها، فجاين الضحية نفسها ليست بهذه الحالة ، توقف ملتفتاً يميناً و يساراً مستمتعاً بأجواء المهرجان غير مبالياً بالسرقة متأكداً بأن اللص الذي سرقها لابد و أنه احتاج النقود أكثر منها

-  الغاية تبرر الوسيلة -

سار بمهل شارداً في خطواته القادمة مستمتعاً بالأجواء قبل أن يسمع صوت ايميليا تركض بجانبه معاتبة ترمقه بنظرة ضيق

" بيكهيون، هل هذه هي سرعتك ؟ "

"أبحث بمهل و إتقان، كما إنني لم أحفظ طرق المهرجان "

هتف مبرراً متعجباً من نبرتها السخيفة وكأنها تحوّلت لفتاة جافة آمره تهرع نحو منطقة الأنشطة و خلفها الطبيب الذي امسك بيدها يلحقها

" لا تكترثي به، فهو غريب عنا و لن يهتم بشئوننا"

خطى بيكهيون خلفه راغباً في تسديد لكمة في فكه قبل أن يختفيا وسط الزحام قابضاً يده في غضب قبل أن يشعر بيد تمسكه من كتفه فالتفت بملامح متجهمة لتقع عدستيّه على جيمين و بجانبه جين الذي سمع كلمات سوهو فشعر بأن وجوده سيكون محرجاً فتصنع الاتفات سائلاً البائعين عن المحفظة

 أعتذر عما بدر منه و لكنه يحاول حمايتها من نوبة غضبها ليس إلا، فموضوع السرقة حساس بالنسبة لها منذ .. منذ سنوات " أردف جيمين معتذراً بنيابة عن صديقه الطبيب محاولاً شرح الموقف الذي زاده الغموض بكلماته التي بثقها ملتفتاً حوله في شفقة على حالها ممرراً أنامله في شعره يبعثره " يا لي من غبي، نسيت بأنها مازالت تعاني من تلك الحادثة و كأنها حدثت بالأمس

قطب بيكهيون حاجبيّه بفضول لمعرفة ما الذي حاول قوله ثم استعاد رشده، ما اللعنة التي تعانيها لتجعلها متحولة في ثانية لأخرى فظة، كاد أن يسأله عن سبب نوبتها قبل أن يصدع صوت نانا بحماس بالقرب من حلبة الرقص

" وجدت المحفظة "

اتجه نحوها الجميع ماعدا بيكهيون الذي أطرق رأسه لأسفل مفكراً فيما قد يكون قد حدث لها قبل أن يشعر بيد صغيرة تلتف حول قدمه   ليجد طفلاً صغيراً لم يتعدى السادسة يطلب منه مساعدته في حمله لشراء حلوى لأن طوله لا يسمح له بذلك، ابتسم بيكهيون على برائته ممسكاً بيده سائراً للعربة التي اختار منها حلوى السكرالكبيرة، فتقدم نحو البائع و يأخذه منه ملتفتاً للبحث عن الطفل ليعطيه إياه قبل أن يلمح ايميليا تقف على مقربة محدقة بخيبة أمل و تقزز من انعدام مسؤوليته ممررة عدستيّها بينه و بين الحلوى الموجودة في يده، رمش متعجباً من طريقتها و نظراتها و كاد أن يتحدث قبل أن يجدها تطرق رأسها أرضاً تهزها وكأن لا رد مناسب لديها متنفسة بعمق و قد أوشكت على السير مبتعدة قبل أن تهتف بسخط

"  أنت بارد عديم الفائدة و مضيعة للوقت "

تركته واقفاً يرمش في عدم تصديق لما تفوهت به، فتلك أول مرة يتعدى أحدهم حدوده معه في الحديث و يوبخه، من صدمته لم يلاحظ شكر الطفل الصغير له و أخذه للحلوى و المغادرة، فهو ظل محدقاً بالنقطة التي اختفت منها بفك محتدم بالكاد يمنع نفسه من ارتكاب جريمة 

" أعلم أنك غاضب للغاية من كل ما حدث اليوم و خاصة من سوهو "

انتشله صوت جيمين يقف بجانبه محدقاً بمعالمه الغاضبة متحدثاً بعفوية توحي بأنه لم يكن موجوداً في اللحظة السابقة التي تمادت فيها، رفع بيكيهون يده باتراً كلماته بنبرة مرعبة مغادراً

" لا أرغب بالحديث "

يااا لا تتحاذق معي، أعلم جيداً بأنك معجب بايميليا .. لست غبياً كي لا أرى أفعالك و نظراتكما ولكن ما أود قوله هو أن سوهو صديقها  المقرب و حسب، لذا يعملها بتلك الطريقة دائماً .. من المحتمل أنه اليوم كان لطيفاً بطريقة مبالغ فيها، أظنه يشعر بالغيرة لأخذك قلبها .. فهو و هيوري كل ما تبقى لها لذا فلتتفهمه قليلاً " هتف جيمين محاولاً اللحاق بصديقه الجديد الذي اخذ مساره مبتعداً عن المهرجان كله

بيكهيون POV 

كدت لأنفجر ضاحكاً على تكهنات جيمين و تخيلاته الرائعة التي نسجها عقله العبقري، وددت لو بإمكاني هدم ثقته المنعدمة بنفي لإعجابي بتلك الساذجة المتقلبة و لكن لدي خطة يجب عليّ الحفاظ عليها لذا مضطر للبقاء بينهم فترة

تعجبت من غبائه حين تحدث عن الحب، فأنا لا أعلم شيء في هذه الدنيا يسمى بالحب، لم أعاملها بتلك الطريقة سوى لاستغلالها مدركاً بأنها فتاة صالحة حمقاء تسهل لي مرور خطتي بسلاسة من خلالها

 و لكن حديث جيمين جعلني وكأنني أشعر بالغيرة من سوهو لوجوده بالقرب منها ! أظنني أتقنت تمثيلي لتلك الدرجة .. أنا لا أطيق رؤيته في محيطي البصري، وجوده يثير حنقي و يستفزني، لا أشعر بالراحة بمدحه أمامي و لا أشعر بالراحة لوجودة بجانبها .. اكره فكرة فوزه علّي في أي أمر 

اغضب من ردة فعلها حين تكون حوله و تتجاهلني أو تختاره وسيماً بدلاً عني .. استفز من تفاخره بمعرفة تفاصيلها و كل ما هو متعلق بها و اشعر بتنمره عليّ في تلك اللحظة

- خاصة كلمة منذ الصغر التي يختم بها كل جملة -

أنا الأفضل دائماً في كل شيء و لكنها تقارنني بطريقة غير مقصودة بذلك المغفل، و أكثر ما أمقته هو أن يحاول شخصاً أمتلاك ما وضعت عينيّ عليه و بالفعل عينيّ عليها

و لكن أن أشعر بالغيرة منه !! أليست هذه مبالغة 

لا أحبها ولكن يروقني وجودها بالقرب مني، فهي نقية لا يشوبها شيئاً  .. اشعر بالراحه لوجودها حولي، طفلة تشعرني بأنني عليّ مراقبتها، أجد نفسي راغباً في حمايتها وليس لأنني أخشى عليها و لكن بسبب كونها خرقاء فتقترف العديد من الأخطاء و أنا لا أستطيع تحمل رؤية ارتكاب الأخطاء

لأكن صريحاً مع نفسي أشعر بريبة كوني غضبت لمراقصتها رجلاً غيري .. إن اعتبرته رجلاً، مجرد لمسته لخصرها تؤرقني جعله سامحاً لنفسه ببساطة التخفي خلف قناع الأصدقاء .. قد تكون مشاعري متعاطفة معها لأنها هشة ..لن تستطيع التعامل معه لو اكتشفت مشاعره لذا ارغب بابعادها عنه

اعترف بأن بها شيئاً مميزاً يجعلني فضولياً نحوها، فحين راقصتها وجدت في عدستيّها شيئاً لم أراه سوى في عين والدتي .. لا أستطيع تحديده قد يكون سلاماً نفسياً أو راحة لا أعرف ، و لكنني لم ارغب بابعاد مقلتيّ عنها أردت دراسة تفاصيلها عن كثب، بأن أكون السبب الحقيقي وراء ابتسامتها الصادقة .. أردت حفظ تلك اللحظة في ذاكرتي من أجلي

 هي كالجوهرة التي لا أستطيع فهم إن كانت التي أريد امتلاكها أم الاستمتاع برونقها لفترة وجيزة إلى أن يصيبني الملل، فأنا قد تجردت من كل المشاعر منذ زمن .. مايزال شغفي و حماسي متعلقان بالسرقة و التخطيط و لكنها كانت سبباً في جعلي اختبرهما بسبب تصرفاتها و التي تبدل حالي بين غضب و قلق .. و استمتاع أحياناً

و لكن ما حدث منذ قليل لن يمر مرور الكرام، لن اسامحها على تلك الطريقة التي تحدثت بها معي، نست منْ تكون و تمادت معي لأنني عاملتها برقة و تهاونت لذا سأجعلها تتحمل نتيجة أخطائها قبل أن اغادر

endpov 

عادت ايميليا للمنزل بعد نصف ساعة حالما أدركت ما تفوهت به طارقة على باب غرفته منتظرة سماع صوته يأذن لها بالدخول و لكنها لم تسمعه، فعاودت الطرق تدير المقبض بهدوء بعدما ظنت بأنه يتجاهلها غاضباً ناطقة بنبرة نادمة

" بيكهيون، أنا آسفة " 

مشطت الغرفة بعدستيها ولكن لا اثر له، فاتجهت نحو الحمام تسترق السمع إن كان بالداخل قبل أن ترفع عينيّها للخزانة الخشبية تزامناً مع دخول صديقتها لاهثة خلفها متسائلة بتعجب

" أين هو؟ "

اشارت ايميليا نحو الخزانة متمتمة بصوت مهزوز

" لقد اختفت ملابسه "

..........................................................................................................................................................................................ستووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووب..........................................................................................................

 شكر خاص للجميلة اللي توقعها كان في محله و عرفت اللي هيوري كانت بتفكر فيه <3 <3 شكراً لمتبعتك جداً و أتمني أشوف  تعليقاتك دايماً user47070088 

 <3 <3أحلى متابعين في الدنيا

ايه رأيكم في البارت؟

لا تنسوا الفوت و التعليقات

البارت كلمة 7747

 <3 <3 بحبكم

Продолжить чтение

Вам также понравится

5.4M 157K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
رقص السراب آسيا الشمري

Любовные романы

577K 18.7K 34
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
309K 26.4K 12
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
150K 7.3K 28
قصة رومانسية اجتماعية