تنهدت بقوة تحاول تخليص نفسها من ذلك الخوف الذي عشعش في داخلها بسبب الكابوس المريع , و بالفعل هدوء المكان بعث الطمأنينة فيها إلا أن الأمر لم يستمر ...
" ما الذي تفعلينه خارج غرفتك في هذا الوقت المتأخر ايزابيلا ؟ "
سمعت صوتاً تكره و تحقد على صاحبه بشدة صادر من خلفها , ألا تستطيع البقاء وحيدة لترتاح فقط لثواني ؟! , تنهدت بهدوء لتستطيع جعل صوتها يخرج واثقاً و إرتدت قناع البرود ثم إلتفتت لترى ملامح الملك الباردة التي تفنن برسمها على وجهه كالعادة , برود جعل الحقد و الكره الذي في قلبها يزداد و يصب كالحطب على نيران قلبها ليزيد إشعالها
" لم تجيبي على سؤالي إيزابيلا ! "
قال الملك ببرود , فدججته بيلا بنظرات حاقدة حادَّة و قالت له ببرود مشابه
" ما أفعله لا دخل لك به مولاي "
إبتسم الملك بهدوء و عقد يديه خلف ظهره بينما يقول لها
" أصبحت وقحة للغاية إيزابيلا "
" تربيتك مولاي ! "
أجابته بيلا بسخرية , و مع هذا كل كلمة قالتها كانت حقيقة , فهو رباها على كرهه و الخوف منه , نظر الملك إليها بهدوء و قال
" جيدٌ اذاً "
سيطر الهدوء على الأجواء للحظات إلا أن بيلا كان باستطاعتها أن تقرأ ملامح وجه الملك , فبدا لها أنه راغب بقول شيء ما إلا أنه متردد , يا ترى ما هو هذا الشيء الذي يدع الملك كارلوس العظيم متردداً !؟ , حسنا هذا السؤال لم يبق في بال بيلا طويلاً لأن الملك شمخ برأسه عالياً و سألها بشك
" هل حقاً شاهدتي والدتك في رؤيا ؟ "
تنهدت بيلا و أشاحت بوجهها بعيداً عنه غير راغبة بالنظر إلى عينيه التي تمقت أنها ورثت لونهما منه و أجابته قائلة
" أجل فعلت , و لا يوجد لدي أي سبب لأكذب في موضوع كهذا ! "
أومأ الملك متفهماً ثم صمت قليلاً يفكر بأمر ما , لكنه لم يستمر لوقت طويل , أشار الملك إلى إحدى الكراسي التي تقع في الحديقة و قال لها
" أعلم أنك لا تطيقينني و تكرهينني بشدة لكن و مع هذا أظن أن علينا الحديث قليلاً بما أنه بإمكاننا هذا الآن "
فكرت بيلا بالأمر قليلاً , هل عليها أن تبقى مع الملك و تستمع للكلام الذي سيقوله أم تفعل مثلما فعلت في وقت سابق تبث على مسامعه بعض الكلام اللاذع ثم تغادر ؟ , بقيت متصنمة في مكانها تفكر و بعد فترة ليس بالطويلة تنهدت بخفوت و بدا على ملامحها التردد و هي تقرر أن تعطي لكلام الملك فرصة , فربما تكتشف إجابة إحدى أسئلتها التي تكدِّر صفوةَ مزاجها , اقتربت من الكرسي الخشبي و جلست بجانبه و لكنها حافظت على مسافة كبيرة بينهما و سألته ببرود
" ما الذي لديك لتقوله ؟ "
ربع الملك يديه و إتَّكأ بظهره على المِقعد ثم قال لها بهدوء بينما يوزِّع نظره على منظر الطبيعة الهادئة حوله
"هل رأيت وجهها أو تحدثت معها ؟ "
" تقصد أمي ؟ "
سألت بيلا بغباء و استخفاف متعمد محاولة حرق أعصاب الملك و جعل مزاجه يتعكر , فهي تعلم كم يكره أن يجيب أحد على سؤاله بسؤال أخر , و بالفعل قال لها الملك بجدية بينما يحاول ضبط أعصابه و السيطرة على غضبه
" إيزابيلا أنا أتحدث معك بجدية لهذا إذا كنت فعلاً رأيتها أجيبيني على أسئلتي لأتأكد ! "
" و أنا لست مرغمة على التأكيد لك , فأنا لست بحاجة إليك , كما تدبرت أمري سابقاً بدونك سأفعل الآن و سأجد الحقيقة التي تخفيها أنت و زوجتك عني ! "
قالت له بيلا بحدة ليقول الملك ببرود
" عن أي حقيقة تتحدثين , لقد أخبرناك الحقيقة "
تنهد الملك بخفة يحاول السيطرة على أعصابه ثم قال لبيلا في محاولة يائسة منه ليقنعها بكلامه ، فهو يعلم جيدا أنها لا تشبهه فقط في الشكل بل في الشخصية أيضا و خاصة في العناد !
" أمك كانت مجرد جارية إيزابيلا ، و كل ما كان يهمها هو المال و الجاه و السلطة لم تهتم لأمركِ يوما ! "
كلامه كان جارحا للغاية لكن من كثرة الكلام القاسي الذي ألقاه عليها قبلا لم يؤثر الأمر عليه كثيرا بل أجابته بسخرية فاجأته
" و أنت لا تختلف عنها كثيراً , أنت أيضاً لم تهتم لأمري ! "
أشاح الملك بوجهه بعيدا عنها سريعاً بعد سماعه لكلامها و أجابها ببرود و قال بينما يجز على أسنانه بصعوبة
" لا ، لم أفعل "
أومأت بيلا بتفاهم ثم نهضت من الكرسي الخشبي و إلتفتت لتقابل وجه الملك الذي يطالعها ببرود و قالت له بجدية
" أتعلم مولاي آخر جملة نطقتها قبل قليل كانت أصدق جملة سمعتها صادرة منك من كثرة أكاذيبك أصبح من الصعب علي تصديقك ، و الثقة بك أصعب بكثير, أعلم أني لا أعني لك شيء في حياتك أبي و لكني أتمنى أن تستطيع في يوم أن تتحدث معي بصدق ! "
بعدما ألقت عليه هذه الكلمات انتظرت لثواني علَّه يقول شيء إلا أنه فضل الصمت و هذا ما جعلها تلتفت و تعطيه ظهرها ثم تغادر , لم تكن راغبة بالعودة لغرفتها لكن تذكرت أن رينزمي و سمانثا هناك ، تنهدت بخفة ثم شقت طريقها متجهه إلى غرفتها ، فتحت الباب و دخلت لغرفتها بحذر لكي لا توقظ رينزمي و أغلقت الباب بهدوء خلفها , كانت الغرفة غاطسة في ظلام دامس إلا من ضوء الشمعة التي استقرت على الطاولة و بسبب هذا الضوء الخفيف استطاعت أن تلمح وجه سمانثا التي تجلس على الكُرسي ...
لامت بيلا نفسها عندما رأت القلق و التعب مرسوماً على وجهها ، إقتربت منها ببطء و جلست بجانبها على الأريكة فانتفضت سمانثا سريعاً بخوف من شعورها بشخص يقعد بجوارها لكنها هدأت فور ما لمحت ابتسامة بيلا البشوشة , تنفست الصعداء و بعدما خف خوفها وضعت يدها على خد بيلا بلطف و همست بصوت مسموع لكي لا توقظ رينزمي
" أنتِ بخير عزيزتي إيزابيلا , أقلقتني عليك عندما غادرت بهذه الطريقة ! "
قالت بيلا لسمانثا بابتسامة لطيفة لا تظهرها إلا لأشخاص قليلين
" أنا بخير لا داعي لتكوني قلقة علي مولاتي , شكرا لك على بقائك مع رينزمي في هذا الوقت المتأخر "
" هل قلت مولاتي للتو ثانيةً ؟! "
قالت بعتاب لتبتسم لها بيلا بحرج ، ضحكت بخفة ثم أمسكت بيدي بيلا و همست لها قائلة
" نادني أمي صغيرتي فأنا اعتبرك بمثابة ابنتي "
أومأت لها بيلا بهدوء و اجابت سامانثا قائلة
" بالطبع أمي ... ، لكن لقد تأخر الوقت الآن و أشعر بك نعسة ترغبين بالنوم لهذا يمكنك أن تنامي في غرفتي لا داعي لتذهبي لغرفتك فقد تأخر الوقت "
أومأت سمانثا بهدوء و تثاءبت بنعاس ثم قالت لها بينما تنهض من الأريكة لتفعل بيلا المثل
" سوف أكون ممتنة بهذا ، فأنا اشعر بنعاس و تعب شديدين و لا أستطيع الذهاب إلى غرفتي "
" يمكنك النوم على سريري فأنا لا أشعر بالنعاس و لن أنام الآن ، سآخذ كتابا و أخرج للحديقة لأقرأ قليلا "
أومأت سمانثا بتفهم ثم اتجهت إلى السرير تستلقي عليه بجانب رينزمي لتنام ' أما بيلا فأخذت مذكرات تومس ريد بيد و الشمعة التي كانت على الطاولة بيد أخرى و خرجت من غرفتها , لكنها لن تذهب الحديقة الملكية كما قالت لسمانثا فهي ليست واثقة من أن الملك قد غادر منها , تمشت في أروقة القصر المضاءة بالشموع و اتجهت إلى المكان الوحيد الذي من الممكن أن تحصل فيه على بعض الهدوء , و الأهم بعض الخصوصية , إسطبل الخيول , كان المكان خالياً و هادئاً إلا من الحارسين اللذان يقفان أمام بوابة الإسطبل يتحدثان و عندما رأيا بيلا انحنيا لها و فتحا بوابة الإسطبل لتدخل هي و تتجه على الفور إلى حيث تقعد خيلها البيضاء أوار النائمة و جلست بجوارها بهدوء , إبتسمت بهدوء و نظرت إلى خيلها أوار النائمة بينما تبتسم بهدوء , صحيح أنها لا تظهر الأمر إلا أن أوار غالية لديها , مميزة عن بقية الخيول , أوار كانت هدية من شخص عزيز عليها , شخص تحدَّى الجميع من أجلها و حاول جعلها تعيش بهناء و سعادة و لكن ككل شخص كان سبباً في سعادتها القصيرة إبتعد عنها !
مسحت الدمعة التي فرت من مقلتيها حزناً على أريوس والد جاك الذي قضى نحبه في إحدى الحروب كان بمثابة الأب بالنسبة لها , لم تفهم يوماً سبب حبه الغريب لها , سبب عنايته الدائمة و رعايته المستمرة و دفاعه عنها أمام الملك , لم تعرف يوماً و لن تعرف أبداً !
تذكر أنها بكت بحرقة في ذلك اليوم عندما أعطى والدها أماندا خيلاً بني اللون أما هي فأهداها اللامبالاة و عدم الإهتمام كالعادة , كانت تشعر بالألم يكوي صدرها و بالقهر يتفشى في خلايا جسدها و لم تجد إلا البكاء ليكون حلاً ليريحها , بكت حتى تبللت وسادتها بقطرات دموعها و إحمرت عيناها و ذبل صوتها , و مع هذا لم يسمعها أحد , لم يفكر أحد بمواساتها غير شخصين , سمعت صوته يهمس بأذنها
" سأنتقم لك منه , أتريدين ؟ "
" لا دايمن عندها سيغضب مني عمي إريوس ! "
قالت بيلا بصوت مبحوح , تشكل دايمن على شكل رجل ذو شعر أسود غامق و عينين بلون أحمر لامع و قال لها
" أنظري إلي بيلا .... أنظري إلي عزيزتي "
ببطء إلتفتت بيلا ناحيته إلا أنها بقيت مستلقية على السرير , نظرت إليه بعبوس و بحزن غلف قلبها , حزن شعر به دايمن فهمس لها قائلاً بينما يضع يده على منطقة قلبها
" أنا موجود لمساعدتك لأمحو هذا الشعور يا بيلا , و لكنك لا تعطيني فرصة ! "
" لكن عمي ... "
قالت بيلا إلا أنها لم تستطع أن تكمل كلامها لأن دايمن قاطعها قائلاً بعصبية
" و أين هو عمك الآن بيلا أين هو تركك تنغمسين في حزنك و ذهب ! "
نظر بعينيه الزاهيتين إلى عينيها و همس قائلاً
" أنا جزء من روحك بيلا أنا جزء منك , أشعر بك أشعر بحزنك "
أرغمت بيلا نفسها على الابتسام بهدوء بينما تمسح دموعها بباطن يدها ثم اقتربت من دايمن و قبلت خده بلطف بينما تقول له بهدوء
" و كما تشعر أنت بي أفعل أنا دايمن , أنا و أنت وجه لعملة واحدة و مهما كان عدد الأشخاص الذين يدخلون حياتي , دايمن سيكون له مكانه لن يحصل عليها أحد غيره ! "
ضحك دايمن بسخرية على كلامها إلا أنه استطرد سريعا قائلا
" أنتِ فعلا غبية ! "
ثم تنهد بهدوء و رغب في أن يقول أمرا إلا أن طرق الباب منعه
" من ؟ " سألت بيلا باستغراب ليأتيها صوت إريوس والد جاك
" أنا عمُّكِ إريوس صغيرتي هل يمكنني الدخول ؟ "
شهقت بيلا سريعا و قالت لدايمن بنبرة آمرة
" تحول إلى قط الآن ! "
قلب دايمن عينيه و قال لها بسخرية و كبرياء
" أنا دايمن القوي أتحول إلى قط ضعيف ؟ "
" دايمن ليس وقتا مناسب لكبريائك إذا دخل عمي و رآك , لا أدري ما الذي سيحصل ، لكنه سيكون سيئا ! "
تنهد دايمن ثم قال لها
" اذا سأختفي فقط "
"لا "
أجابته بيلا بعناد ثم أردفت سريعا بنبرة حزينة
" أريدك أن تكون معي "
قلب دايمن عينيه ثم تحول سريعا إلى قطة ذات فراء أسود و عينين حمراوين و قفز في حضنها مستلقيا
" تفضل عمي "
قالت بيلا بهدوء بينما تربت على شعر دايمن القط بهدوء فدلف أريوس بابتسامة متأزرا ثيابه الرسمية ثم جلس بجانبها على السرير وقال لها بهدوء بينما يمرر أنامله على وجهها
" بما أن عينيك صبغت باللون الأحمر هذا دليل على أنك كنت تبكين ، صحيح ؟ "
أومأت له بيلا بابتسامة باهتة و أنزلت رأسها إلا أن أريوس أمسك بذقنها و رفع وجهها بينما يقول لها
" أعلم بما حصل بينك و بين الملك و أنا واثق انك لم تحاولي دفع أماندا عن صهوة الحصان الذي أهداها إياه الملك بسبب غيرتك منها ! "
ابتسمت بيلا بسخرية و أشاحت بوجهها بعيدا عنه ثم قالت بثقة
" صحيح أني أكره أماندا و أرغب ببعض الاهتمام من أبي إلا أني كنت بعيدة عنها عند سقطت "
ابتسم بهدوء لنبرة صوتها الواثقة و لأنه يعرفها جيدا علم أن هناك حزنا كبير في داخلها و إلا ما كانت لتذرف دموعا تستطيع كبتها
" لدي أمر مهم أريد أن أريك اياه "
قال أريوس بابتسامة واسعة فتقابله بيلا بالعبوس بينما تسأله
" و ما هو ؟ "
ضحك بخفة و قال لها متظاهرا بالتفكير
" على ما أذكره هناك من عاد من المدرسة الداخلية !؟ "
سرعان ما تغيرت نظرات بيلا إلى السعادة بينما تقول بحماس
" هل عاد جاك ؟! "
أومأ لها أريوس بالإيجاب فقفزت بيلا سريعا على السرير متناسية أن دايمن الذي تشكل على هيئة قطة كان في حظنها , سقط دايمن القط على الارض بقوة بسبب نهوض بيلا المفاجأ فأطلق مواء غاضبا و نظرات حادة نحو بيلا التي كانت واقفة على السرير و فور ما سمعت مواء دايمن نظرت إليه بندم و سارعت بالنزول من السرير و أحتوته بين يديها بينما تعتذر منه و تربت على فروه الأسود , نظر اليها أريوس باستغراب و سألها
" منذ متى تملكين هذا القط هذه أول مرة أراه معك ! "
" إنه قط وجدته عندما كنت أتجول في الغابة و شعرت بالشفقة عليه لأن الجو كان باردا فأخذته معي "
أجابته بيلا بكذبة , إتسعت إبتسامة إريوس بينما ينهض من السرير و يقترب من بيلا يمسك يدها الصغيرة بخفة قائلا لها
" أنت ذات قلب طيب صغيرتي ، هيا لنذهب لجاك إنه في إنتظارنا "
أومأت له بيلا و مشيت معه إلى أن وصلا إلى إسطبل الخيول و هناك رأت جاك بعينيه ذات لون البن و الشعر الزيتوني و زيه العسكري , اقترب جاك من والده و بيلا التي تحمل دايمن القط , يطالع بابتسامته الواسعة بيلا بينما يمسك بيده اليسرى لجام لخيل أبيض اللون صغير الحجم نسبيا ., ناول لجام الحصان الى والده و كذلك ناولت بيلا القط دايمن إلى إريوس ثم اقترب من بيلا و دفنها في حضنه فبادلته هي العناق بعاطفة شوق شديدة تتأججت في داخلها , همست له
" أشتقت إليك كثيرا صغيري "
ابتعد عنها و نظر إلى وجهها بسخرية قائلا
" من صغيري, أنا اكبر منك بثلاث سنوات "
قهقهت بيلا بخفة ثم مررت أناملها على وجهه بهدوء و سألته
" متى سوف تعود الى المدرسة الداخلية ؟"
تنهد جاك بهدوء ثم قال ببتسامة لطيفة
" سوف أبقى لشهر واحد ثم اعود "
" فقط ؟"
قالت بحزن ليلكز جاك أرنبة أنفها بلطف ثم قال
" لا بأس لدينا شهر كامل سنفعل فيه كل ما تريدين "
" و هناك شيء آخر ! "
قال أريوس والد جاك لبيلا التي نظرت إليه باستغراب فقال إريوس بينما يقرب ذلك الحصان إليها قائلا
" هذه هي هديتي لك ، لا أريد ان يكون هناك شيء بخاطرك أستطيع إحضاره و لا أفعل، لهذا مبارك لك حصانك الجديد أسميتها أوار ! "
نظرت إليه بيلا بدهشة و نقلت نظرها سريعا للحصان بينما تسأله بدهشة
" حصاني؟"
ضحك أريوس على تعابير بيلا المدهوشة و السعادة تتغلغل إليه بهدوء فكم هو يُحبُّ جعل هذه الطفلة سعيدة " تعالي "
حمل أريوس بيلا سريعا و وضعها على ظهر الحصان ثم جلس خلفها و أحاطها بذراعيه لكي لا تسقط , و بينما هو يعلمها كيف تقود الحصان كان جاك يراقبهما بابتسامة سعيدة ، يراقب تعابير بيلا المستمتعة و ضحكاتها اللطيفة التي من النادر أن تخرج , و لكنه لم يكن الوحيد، فخلفه في الظلال كان الملك واقفا متوارياً عن الأنظار يراقب بيلا و أريوس بأعين حادة...
كانت الذكريات تقتحم عقلها ، لكنها لم تكن ذكريات حزينة , بل من ذكرياتها السعيدة النادرة ، و مع هذا كانت تشعر بالألم و الحزن عندما تتذكرهم , تنهدت بخفوت تحاول طرد الذكريات من عقلها و لكي تحاول التناسي فتحت ذلك الكتاب ، مذكرات تومس ريد , ذلك الكتاب الذي استهواها محتواه الذي يتحدث عن ساحر ما , إذا فكرت في الأمر قليلا هي لا تعرف سبب قرار العائلة الملكية في إبادة السحرة , ربما عليها البحث عن هذا الموضوع لاحقاً ...
.