♣️6♣️

8K 615 50
                                    

بينما كانت العائلات تتدفق للقصر أطفالا و كبارا ، نساء و رجالا
كانت بيلا قد انتهت للتو من تغير ثيابها إلى فستان أسود طويل غطى معضم مفاتن جسدها و لأن شعرها الفحمي بالأصل ليس بذلك الطول تركته مسدولا على كتفيها ، رشت القليل من عطرها المفضل ذو رائحة الياسمين ، ثم نظرت لنفسها في المرآة للمرة الأخيرة , فرَّ تثاؤب من شفتيها ينبهها بتعب جسدها فهي لم تنم ليلة أمس خوفاً من إنتقالها لذلك المكان المرعب و كم تشعر بالتعب الآن قد سيطر على جسدها ، تشعر بالسرير ينده عليها لتستلقي عليه و تنام ، لكن ليست بيلا من تستسلم !

أخرجت زجاجة غريبة من درج مكتبها الخشبي , فتحت الغطاء ثم ابتلعت كل السائل الذي كانت تحويه ،قامت بإعداده قبل عدة أيام ببعض الأعشاب الطبية ليبعد النوم عنها لفترة لا بأس بها و يعيد نشاطها إليها ...

*** *** *** ***

دخل جاك إلى غرفتها فوجدها مستلقية على السرير تمرر أصابعها على جبينها لتخفف من وطأة الصداع

" أنت بخير ؟ " سألها بقلق بينما يقترب منها ليجلس بجانبها على السرير ففتحت عينيها و نظرت إليه مجيبة إياه

" هل تظن أنني سأنجح ، أعني لماذا قد تستمع تلك العجوز لي ؟ "قالت بيلا بتعب فقال لها جاك بينما يمسك يدها و يساعدها على النهوض من السرير " سوف تستغرقين في النوم أمامها و لترى هي ما يحدث لك لكي تصدق ! "

" ربما " قالت بعدم اقتناع , عدلت شعرها الأسود قليلا ، ثم تأبطت ذراع جاك و خرجت منطلقة إلى حديقة القصر فحفلة الإجتماع العائلة الملكي الأولى ستُقامُ هناك و بعد فترة من الزمن ستتبعها حفلات أخرى ...

*** *** *** ***

الموسيقى الكلاسيكية تصدح في الأجواء , العديد من الأشخاص , نساء و رجال , أطفال و عجائز , و كم تكره كل واحد منهم بشدة !دخلت بيلا التي تمسكت بذراع جاك بقوة و ملامح البرود اكتست محياها فهي تكن في أعماقها بعضًا و كرهًا للعائلة التي تنتمي إليها ، و أحسن حظها لم يستغرق البحث عن كايدي وقت طويلا فها هي ذا تتراءا لهما من بعيد , تلك العجوز في المستوى العاشر ، أي إن حلَّ مشكلة بيلا قد يكون لديها " تلك هي "

قال جاك هامساً لبيلا عندما لمح كايدي تقف بجانب الملك كارلوس و زوجته سندي و أماندا شقيقة بيلا من الأب

" و ها هي عائلتي المقرفة " قالت بيلا بسخرية بينما تلمح أماندا التي أطلقت ضحكة جعلتها الإشمئزاز يحتل كيانها بينما كانا يقتربان من كايدي بخطواتهما همس جاك لبيلا آمرا

" إبتسمي بيلا ! " و هذا ما حدث , أرغمت بيلا نفسها على الإبتسام ببشاشة و اقتربت منهم ، كان الملك كارلوس عالمًا بالطبع باعلاقة التي تربط بين جاك و بيلا لهذا لم يتفاجأ برؤيتهما معًا أبدًا...

" مولاي " قالا هما الإثنان بينما ينحنيان بإحترام للملك كارلوس، لم ترغب بيلا أبدا بأن تنحني للملك إلا أنها اضطرت لهذا فهي لا تريده إن يشك بأنها تخطط لشيء قد يؤذيه..."

آه , ايزابيلا ماذا تفعلين هنا ؟ " قالت أماندا بكره و هي ترى شقيقتها بيلا فهي لم تحبها يوماً و كانت تحقد عليها دائماً بطريقة أثارت كره بيلا هي الأخرى لسبب لم تعرفه يوما ، تصطنعت بيلا الإبتسامة البشوشة و أجابت أماندا قائلة

" الملك دعاني أماندا "أجابها الملك ببرود

" من الجيد أنك قبلتها "هناك أمرٌ كان يحير بيلا ، لماذا أصبح الملك طيبًا معها فجأة ، ربما هو فقط يدعي ذلك , شعرت بنظرات شخص مسلطة عليها ، لم تكن نظرات أماندا ، بل كانت نظرات ...
" زين ! "
تمتمت بيلا عندما لمحت ذلك الرجل ذي الزي الملكي الأسود الذي تتدلى منه عبائة باللون الأحمر الدموي كيف نسيت أنه سوف يأتي ، يا إلهي ماذا عليها أن تفعل الآن ،هل تعود أدراجها ؟لكن إذا عادت أدراجها لن تستطيع الحديث مع كايدي , إنه يأتي باتجاهها مع كل خطوة يخطوها يرتجف قلب بيلا في مكانه تشعر بدموعها تهدد بالخروج من مقلتيها و لكن كعادتها تحاول حبسها ، كم تكرهُه ، تمقت رؤية وجهه المقرف !
" سيدة كايدي هل ... نستطيع الحديث معك على انفراد " قال جاك و هو يحاول إعادة بيلا لوعيها فأشاحت بيلا بوجهها عنه غير راغبة بتلويث نظرها أكثر و قالت لكايدي
" هناك موضوع مهم علينا منافشته معك "
" أجل " أجابت كايدي تلك العجوز ذات الشعر الأبيض و الثوب الأبيض و الأحمر

" اذاً تفضلي معي "قال جاك و هو يدلها إلى طريق غرفة بيلا و بالطبع بما أنه ممسك بيد بيلا جرها خلفه بعد أن إستأذنا من الملك للمغادرة , لا يدري ما الذي حل بها ، من المفترض أن تكون قوية أن تخبئ ضعفها ، ألم تمر سنة على أخر مرة رأيته فيها ؟

و تمنت لو أنها لم تره ، لم ترى وجه من كان أحد الأسباب تحوُّل حياتها لجحيم !

" و صلنا "قال جاك لكايدي و هو يدخلها إلى غرفة بيلا أما هي فحاولت تناسي رؤيتها له و سلطت نظرها على مشكلتها الحالية ، كانت كايدي ذات ملامح باردة لا يعلم الشخص ما يدور بعقلها , و لكنها كانت تنظر إلى غرفة بيلا بتمعن و تفحص و خاصة درج الأعشاب الخشبي ذي النافذة الزجاجية

" لديك مجموعه أعشاب مميزة ايزابيلا ! "قالت كايدي و هي تفتح الدرج ثم أردفت متسائلة
" في أي مستوى أنت إيزابيلا ؟ "

" ليس لدي طاقة لهذا أنا عديمة المستوى , و أحاول أن أعوض عنها بإجادتي لإعداد المحاليل العشبية " أجبتها بكذبة فهي لم تثق بها لتبوح لها بمستواها الحقيقي ، اكتفت كايدي بالهمهمة كإجابة ثم قالت وهي تغلق درج الأعشاب

" إذاً ايزابيلا ما هي مشكلتك ؟ "

" بالواقع إذا سمحت لي أن أشرح لك " قالت بيلا و هي تشير لها بالجلوس على الكنبة التي تتوسط الغرفة فالشرح سيأخذ وقتا ليس بالقصير ...

نورسينWhere stories live. Discover now