♣️9♣️

7.7K 584 84
                                    

إستغرقت في النَّوم , أو بالأحرى استيقظت منه , رمشت عدة مرات تبعد طبقة الضَّباب التي تكوَّنت على عدسة مقلتيها , نظرت يميناً و يساراً فوجدت نفسها ملقاة في تلك الغرفة الباردة

آه إنها في ذلك العالم مجدَّداً , نهضت من على الأرض ببطء و قد كان الهدوء هو كل ما يسمع حولها في أركان تلك الغرفة الكئيبة , وقعت عيناها على دفتر كايدي الأسود ملقى بجانب قدميها , انحنت و التقطته ثم فتحته ممسكةً بذلك القلم مكملةً تدوين ما يحصل حولها

⁦▪️⁩لا أظن أن هناك داعي لأصف الغرفة فقد وصفتها في المرة الماضية , لم يتغير أي شيء فيها ابداً فقد عدتُ للإستيقاظ في تلك الغرفة الكَئيبة◾
أغلقت الدفتر و خرجت من الغرفة تتلفَّت يميناً و يساراً علَّها تجد شيئاً تستطيع من خلاله أن تفهم ما يدور حولها , بقيت تمشي في ممرَّات القصر المظلمة حتَّى صادفت درجاً يقودُ للطابق العلوي , و بالطَّبع لم يكن لديها خيارٌ غير الصُّعود إليه لهذا فتحت الدَّفتر الذي يستقرُّ بين يديها و كتبت وجدت سُلَّماً خشبياً, سأصعد فلا خيار آخر لدي فالأبواب حولي كُلُّها مغلقة تمشي درجة تلو درجة بخوف و ترقب فمن الذي يعلم ما قد يظهر لها فجأة , تشعر بالبرد الشديد يلجم عظامها و يدفع جسدها للإرتعاش بشدَّة , تحسُّ و كأن هناك عينان تراقبانها و تراقب خطواتها , و فجأة تناءت إليها أصوات همسات غريبة من أعلى السُّلم

و مع كل خطوة تخطوها كان الصوت يعلو إلا أنها فزعت عندما أصدر أحد السَّلالم صوت صرير دلَّ على قِدمها , تنهَّدت بخفوت تخفف وطأة ضربات قلبها القويَّة

" تأخرتِ أمي بسرعة تعالي "

سمعت صوتَ طفلة أفزعها ثم صوت شيء قذف من أعلى السلم بقوة لم يكن إلا دلواً خشبياً و لحسن الحظ لم يُصبها بل أصاب الجدار خلفها , لم يكن لديها وقت للخوف أمسكت بذلك الدَّلوِ و جرت لأعلى الدرج راغبةً بمعرفة هويَّة من رماهُ عليها إلا أن عيناها لم تلمح أحداً عند وصولها , بل كان المكان في حالة هدوء تامَّة , رمت الدلو على الأرض بقوة تخرج قهرها ثم انهرت قدماها اللتان عجزتا عن حملها أكثر , تشعر بالقهر الشَّديد , لماذا هي من عليها أن تعاني ؟!

في خضُمِّ تعاستها و دوَّامة حزنها و تساؤلاتها شعرت بشيء غريب , بيد وضعت على كتفها اليمنى , إلتفتت سريعاً فرأت ما جعل عيناها تتوسَّعان من الصَّدمة التي شلَّت أطرافها

طفلة عيناها واسعتان للغاية و لونها غريب , رمادي فاتح مع درجات آسرة من الأزرق , رموش سوداء كثيفة و شعر أسود طويلٌ نسبياً منسدلٌ على كتفها , نظرت الطِّفلة إليها بينما تلمعُ عيناها بسبب الدُّموع التي تكدَّست فيها فتحت شفتيها و نطقت بصوت رقيق متحشرج " أريد ماما ... أريد ماما ! " في لحظة رفض الهواء الدُّخول إلى رئَتها و دبَّ شعور غريب بالخدرِ في أنحاء جسدها

*** *** *** ***

فتحت عيناها بصعوبة بسبب الصداع الذي داهم رأسها فوجدت نفسها مستلقية على سرير ناعم , نظرت حولها و النعاس ما يزال يجثم عليها فوجدت أنها في غرفتها لكن كيف وصلت إلى هنا , ألم تكن في البُحيرة ؟

نورسينWhere stories live. Discover now