DEVILISH'|| (Arabic)

Par sims828

293K 22.3K 14.3K

إنني أرّى هاري، لكِنهُم هُنا يدْعونهُ نورثن وجدتُ نفسي في مكانٍ لا أعلْم إن كانَ حقيقياً بالفِعل، أنهُ فقط... Plus

Demonic'II
تذكير بالشخصيات
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4 - Part 1
Chapter 4 - Part 2
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7 - Part 1
Chapter 7 - Part 2
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12 - Part 1
Chapter 12 - Part 2
Chapter 12 - Part 3
Chapter 12 - Part 4
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17 - Part 1
Chapter 17 - Part 2
Chapter 17 - Part 3
Chapter 18
Chapter 19 - Part 1
Note for the next chapter and (chapter 18 )
Chapter 20
Chapter 21 - Part 1
Chapter 21- Part 2
Chapter 21 - Part 3
Chapter 21 - Part 4
Chapter 21 - Part 5 ((The Final chapter))

Chapter 19 - Part 2

4.9K 520 293
Par sims828

#ساوند تراك ((XX))

"وااو!"

صوت رعدٍ قوي ضرب في السماء فجأة أجبر كِلانا على رفع أنظرنا نحوه، نندهش للسماء التي أصبحت مليئةً بالغيوم وتُحذرنا بقدوم عاصفةٍ قوية.

"هل شعرتي بقدوم هذا؟" ماليا سألت بينما السماء بدأت تمطر.

"على الأطلاق!..."

لمع البرق خاطفاً أنظارنا وتلاهُ ضربةٌ رعد قوية أخرى جعلتنا نحمي أذنينا من شدتِها، ليزداد الطقسُ سواء عندما أشتد المطر وأصبح ينهمر بغزاةٍ مفاجئة جعلتنا ننهضُ من الدرج الخشبي لنختبئ تحت السقف الخارجي للكنيسة.

"أنني أكرهُ هذا، إنهُ يذكرني بحادثةِ موت عائلتي في الغابة" حدقت ماليا بهلع للأشجار وهي تكاد تُقتلع بسببِ الرياح "لقد كنتُ صغيرة، لكنني أذكرُ هذا المنظر المخيف"

"إنهُ يذكرني بحدثٍ ما أيضاً، أنهُ المنظر ذاته الذي رأيتهُ عندما قتلتُ ألايجا..." عيناي تُحدق في السماء المخيفة، أرى كيف أن الغيوم متجمعةٌ حول نطاق الغابة لا أكثر مما أكد لي حقيقة ما يحدثُ "إنهُ نورثن..."

استدرتُ سريعاً أدفعُ باب الكنيسة لأدخُل، لأتفاجأ بأخي ديڤيد وهو مرميٌ على الأرض بدماءٍ تنزفُ من أنفه ورأسِه والساحرةُ إيلينا لا تزالُ مقيدةً ولكِنها مرميةٌ هي الأخرى ضد الحائط, عدا نورثن, فهو ليس هُنا مما يؤكدُ لي بانه السبب في كل هذا.

ركضت سريعاً إلى ديڤيد، أتفقده بقلق لأهز رأسهُ وكتفهُ بقوة خوفاً عليه، وجسدهُ استجابَ عندما لهث وأفاق من ما كان عليه, لينهض عن الأرض عاداً للحياة.

"الأمر ينجح" أخبرني وهو يزيل الدماء عن أنفهِ بعُنف.

"لكن أين هو الأن--؟"

سألت، وإجابتي تلقيتُها من صرخِت نورثن الغاضبة والارتطام القوي القادمِ من العُلية، نويةُ الأسرع إلى مصدرِ الصوت إلا أن ديڤيد أمسك بي "ذهابك إلى هُناك سيشكل خطراً كبيراً عليكِ، كآس يتكفلُ بالأمر"

"لا يُمكنني ترك هاري وهو في أمس الحاجةِ لي الأن..." طلبتهُ مُترجية "لا تقِف في طريقي ديڤيد، ساعدني هذهِ المرة، من أجله!"

لم يأخُذ الأمر منهُ وقتاً عندما أطبق على فكِه وأومئ متعاوناً، ودونَ أن يُحررني من قبضته أشار لماليا نحو إيلينا الفاقدةِ لوعيها "أبقي عينيك عليها..."

"سأتكفل بها" أومئت له, لننسحِب عنها ولنخطو سريعاً إلى الأعلى.

بمُجرد أن وصلنا، لهثتُ لرؤيةِ الدماء التي تُلطخ هذا الممرَ الطويل وهي تقودُ بنا إلى الغرفةِ الوحيدة في هذا الدور، لأتحرر من قبضةِ أخي وأركض سريعاً إليها ولتقعَ عيناي على منظرٍ لم اتحسب لرؤيته.

أتصلبُ مكاني برؤيةِ نورثن واقعٌ على ركبتيهِ في عذابٍ يكادُ يقتلهُ في أيةِ لحظة. الدماء المنهمرةِ من ثقوبِ رأسه وصدرهِ لطخت كامل جذعه, لطختهُ بالكامل.

يضرب الأرضَ بكِلتا يديه ليتسبب في تحطيمها وهو ينتحب ويصرخ بألم، لأرى العروق السوداء تشوه عُنقه بينما تتصاعدُ في الجانبِ من وجهه أمام عيناي.

"أجعلوا ذلك يتوقف!!" صاح بأقوى ما لديه، صوتهُ أصبح بالفعل شيطانياً هذه المرة.

نظرتُ لكآستيال بينما يحاولُ الوقوف على أقدامه بجاني "إنهُ يتأذى كالجحيم، ما الذي تبقى؟"

"لم يتبقى شيء"

أجاب لتتسع عينا ديڤيد "إذاً ما اللعنة التي تحدثُ معه؟!"

أنظر لنورثن بعينين مرتجفة ومشتتة, أعلمُ الأن ما الذي يحصلُ معه ولِماذا هو لا يزالُ متواجداً حتى بعد إتمام كلِ شيء, لكنني غيرُ قادرةِ عن النطقِ بالطريقةِ التي ستنهي كل هذا.

لهثت وعقد تنفسي عندما رفع بنظرهِ إلي, لم أعدُ قادرةً على التحركِ شبراً واحداً بينما أراهُ يعودُ للوقف على أقدامهِ بصعوبةٍ مُجدداً. وبمُجرد أن بدى يخطوا اتجاهي لاحظ الجميعُ ذلك, ليتوقف كآستيال مقابلاً لي وليمسك ديڤيد بيدي نيةَ إخراجي من هُنا.

إلا أن كُل هذهِ المحاولات لحمايتي لم تنجح عندما صاح نورثن بشيطانيه وهو يلوح بكِلتا يديه اتجاههم "أخرُجا من هُنا!!"

قُذف كآستيال نحو النافذة الزجاجية ليُطرد من هُنا بقوةٍ خفيه ومُخيفة توهجت منه, جعلني أستديرَ سريعاً نحو ديڤيد عندما شعرتُ بيدهِ تنزلقَ بعيداً عني, إلا أنهُ هو الأخر رُمي خارج هذهِ الغرفة. وقفَ سريعاً ليعود إلي إلا أن الباب أغلق بيننا. أُحاول فتحهُ لكنه مغلقٌ من قبل نورثن، لأحتجز وحدي معه, لينتابني الذعر والخوف لِما قد يفعلُه.

"ديانا!! ديانا!!" أسمعُ صراخ أخي من الجهةِ المقابلة "ابقي بعيدةً عنه... هل تسمعينني" يضرب بقوةٍ ضد الباب إلا أنهُ لا فائدة "سحقاً... كآس!!"

ضرباتهُ توقفت وصوتهُ أختفى ليذهب مستنجداً بكآستيال, لأغلق عيناي بخوف, أرفض النظر إلى نورثن من خلفي. المكان أصبحَ هادئً, لا شيء سوى صوت العاصفةِ من حولنا وأنفاسي المرتجفةِ في هذهِ الغرفة.

شعرتُ بتحركِ خطواتهِ الثقيلة اتجاهي, إلا أنها لم توصلهُ إلي عندما سمعتهُ يرتطم بخفةٍ ضد الأرض. فتحت عيناي بعد مُده, بترددٍ وببطء أحركُ رأسي اتجاهه حتى وقع بصري عليه, لأندهش عندما رأيتهُ واقعاً على ركبتيهِ بتعب, ينظرُ إلي محاولاً التقاط انفاسِه.

العرق اختلط مع الدماء التي لا تزال تنهمر على وجهه ببطء, العروق السوداء عادة لتشوهه من قدميهِ إلى وجهه, لكنِها من الجهة اليُسرى فقط, لأرى عينيهِ الشيطانية تتبع الجهة ذاتِها. إلا أنني لم أُركز على ذلكِ كُله لكوني أحدق في الجهة الأخرى منهُ, في جهتهِ اليمنى التي لمعت فيها زمرديته من خلفَ شعره المبعثر .

"أجعلِه يتوقف..." نطق نورثن لاهثاً.

"لا يمكنني ذ—"

"قلت أجعلِه يتوقف!" صرخ وهو يرفع نفسهُ, لكنه لم يستطع التحمل عندما أختل توازنهُ وكاد يقعُ على وجهه لولا ذراعه التي ثبتته.

نطقت بهدوء "كلُ شيءٍ أنتهى نورثن, لا أمل في الرجوع" عبستُ لرؤيةِ كيفَ أنزلَ برأسهِ في ضُعف وربما استسلام "...أنت تقبلت الوصول إلى الختام, أيهُ أنهُ أنتَ من يجبُ عليهِ أنهاءُ كلِ هذا بنفسِك, لا يمكنني فعل شيء..." همست متألمة "أنا متأسفه"

"هل بإمكانكِ المحاولةُ على الأقل؟..."

الضعفُ في نبرةِ صوتهِ لم أسمعها أبداً تصدر منه حتى هذهِ اللحظة, وذلك جعلني أحاولُ طردَ مخاوفي بعيداً لأخطوا بترددٍ إليه حتى وصلت.

لايزال مطأطأً برأسه, لذلك جلستُ على ركبتاي مقابلاً له وقريبةً منهُ كفاية, لأشعر بتنفسِه المُتقطِع ولأرى الرعشة التي احتلت يديه.

((XX))

أتفاجئ عندما أراحَ رأسهُ ضد كتفي, يرفعُ يدهُ المرتعشةَ ببط حتى توصل إلى خاصتي ليُمسكَ بها. يتسبب في جعل الدموعُ تتكثفُ في عيناي لدهشة ما يحدثُ معه, لكوني لم أتوقع أبداً بأن أرى إبن ملكةِ الجحيم في حالةِ ضُعفٍ كهذهِ أبداً, أن أرى نورثن في حالةٍ يرثى لها.

ومع كلِ ما يحدثُ معه لم أتردد للحظة في احتضان كفه التي تمسك بي, ليتنهدَ بارتياح وليُشد أكثر حولها. يجعلُني أطبقُ على شفتي محاولةً عدم البكاء بينما أحتضنُ رأسه ضد صدري.

"رُبما كنت شريراً لكنك جعلتني شخصاً أفضل... أنتَ جعلتني أقوى, لا يُمكنني أنكار ذلك" همست, لتنهال دموعي "لن أنسى أبداً ما فعلتهُ من أجعلي نورثن... أعدُك بذلك"

"أعلمُ بأنكِ ل-لن تخذُليني..." نطقَ بصعوبة.

رفع رأسهُ بتثاقُلٍ عن كتفي ليُقرب المسافات أكثر بيننا وهو يُقابلني وجهاً لوجه بشفتيهِ المتفرقةِ واللهثة, يرفعُ يدهُ الحرة لتستقرَ على وجنتي لأرى شبحَ ابتسامةٍ ميته ظهرت على شفتيه "...أريدُ—أريدُ أن أنهي هذهِ القصة المريعة معاً"

ضحكتُ بخفه وأومئت بكُل الدموعِ المتجمعةِ في عيناي "سنفعل, سننقذُ هذا العالمَ معاً..."

اتسعت ابتسامتهُ بعض الشيء, بدى وكأنهُ يُعطيني ابتسامة رضا واستسلام. يسرحُ في كلِ شبر من وجهي في صمتٍ لمدةٍ ليست بقصيره, ليُنهي تلكَ المدة بكفهِ التي سحبها عن خاصتي ليُفاجئني بدفعي بقوةٍ بعيداً عنه.

حدقت نحوهُ بارتباك, ولكنني علمتُ سبب فعلتهِ لذلك عندما تشنجت أطرافُه وكاملُ جسدهِ في غضون ثوان, لينكمشَ وجههُ محاولاً التماسك, إلا أنهُ لم يستطيع...

ليستسلمَ للأمر أخيراً عندما فُتحَ كاملُ فمه بصرخةٍ متألمة سببُها هي روحٍ سوداء دُخانية تخرج منهُ.

أتراجعُ بهلعٍ لأصطدم ضد الباب الخشبي, أحدقُ لمنظرٌ لا طالما وأرعبني, لروح نورثن وهي تخرجُ من جسدِ هاري, لأرى كيفَ أنها متشكلةٌ على هيئة زوبعةٍ دخانية مخيفة تلتفُ على سقفِ الغرفة.

"...ديانا!! ما الذي يحدث؟! هل أنتِ هُناك؟!!" سمعت أخي من خلفِ الباب لكنني غيرُ قادرةٍ على الرد لأسمع نداءه "كآس سيُحطم الباب, فقط تماسكي هُناك"

خرج كاملُ الدخان عن جسدِ هاري, تحديداً عندما شهق وسقط أرضاً مما جعلني أقفزُ بسرعةٍ إليه. أتفقدُ نبضات قلب جسدهِ المتهالك, لألهث بارتياح عندما وجدت بأنه لايزال حياً.

أرفعُ بنظري إلى الدخان وهو يتحرك ليخرجَ من النافذةِ المُحطمة, وبمجرد أن أختفى تمامً من هذهِ الغرفة, تحطم الباب من خلفي, ليسمح بدخولِ كآستيال وديفيد أخيراً إلى هُنا.

سلك كآستيال طريقهُ إلى هاري بينما ركض ديفيد إلي "حمداً للرب" كلتا يديهِ احتضنت وجهي بينما أخذَ يتفقدُ كل شبرٍ فيني بقلق "هل أنتِ بخير؟ هل قام بإيذائك؟"

"أنا بخير, لكِن هاري ليس كذلك"

أجيبُه لينظر إلى هاري وهو فاقدٌ لوعيهِ بجانبي بينما يقوم كاستيال بتفقُده ليسأل "ألا يمكنكَ إشفاؤه كما تفعلُ كلَ مرة ؟"

"الأمرُ يحتاجُ وقتاً, جسدهُ مدمرٌ كلياً من الداخِل" أجاب "يجدرُ بنا أخذهُ إلى مكانٍ أمن"

أومئ ديڤًيد "حسناً, لنفعل ذلك" قرر هو حمل جسد هاري الثقيلَ بين ذراعيه, لنخرجَ من هذهِ الغرفةِ الدموية ونسلكُ طريقاً إلى الأسفل.

وبمُجرد أن وصلنا إلى صالةِ الكنيسة وقعت أعيُننا على ماليا وهي تلتوي ضد الأرض بيديها حولَ عُنقِها, تلهث محاولةً الحصول على الهواء.

ركض كآستيال بسرعةٍ إليها بينما نظرت أنا إلى السلسلةِ التي يُجدر أن تكون حول عنقِ إيلينا, إلا أنها لم تعُد كذلك بعد الأن.

"تباً! كيف تمكنت من الهرب؟" تسأل ديڤيد بتشتُت وغضب.

"لا يُمكنني إبطالُ تعويذتِها. إنها قويةٌ للغاية" قال كآستيال بينما يحاولُ إنقاذ ماليا "يجبُ أن توقفها إيلينا بنفسها ولا ستموت ماليا"

سألهُ ديفيد "ألا يمكنكَ فعلُ شيءً على الأطلاق؟"

"بإمكاني أبطاؤها—"

بمُجرد أن أجابهُ كآستيال ركضت بسرعةٍ إلى بوابةِ الكنسيةِ لأخرج منها متجاهلةً نداء ديڤيد, أتفقدُ الطقس الذي لا يزال عاصفاً, لأعلمَ بأن نورثن لا يزالُ هنا, ليجعلني ذلك اتوجه إلى داخل الغابة وعيناي تبحثُ في كل الاتجاهات.

"أيُ طريقٍ سلكت؟" سألتُ نفسي.

لمحت الدخان الأسود يُشكل غيمةً فوق إحدى الأشجار, تحرك فجأةً ليمين الغابة وبدوري لحقتهُ بسرعة, أتخطى الأشجار وأتبعهُ دون توقف وسط هذهِ الغابة الضخمة, لأجد نفسي أمام تلٍ صغير. أول ما ظننتهُ هو أنها ليست هُنا, لكِن سماعي لخطواتها الهاربة وهي تقودُها نحوي, لحظتها علمت بأنني سبقتُها.

استدرت بينما أخرجُ نصل هاري, لتظهر إيلينا من بين الأشجار ولتتصلبَ في مكانها غيرَ متوقعةً رؤيتي "كيفَ ذلك؟" هي سألت, تتفقد المكان من حولها بذُعر "أنتِ وحدك..."

"أنا لستُ ذلك"

ضحِكت بسُخرية وأخذت تلوح بكلتا يديها "لا أحدَ هُنا! ألا ترين؟..." تلاشت ابتسامتها لتُحدق نحوي بغضب "أنا أعدتُ لكِ هاري, فعلت ما تُريدونه, الأن ماذا؟ ما الذي تريدينه؟!"

"أريدُ إيقافك"

حدقت في النصل الذي أحملهُ لترفع بنظرها إلي "هل تظنين بأنهُ يمكنكِ إيقافي بهذا؟" لم أرُد وذلك جعلها تزفرُ بتذمُر بينما تُدير عينيها مُنفعلة "أنتِ فقط تعيقين طريقي, يجدرُ بي التخلصُ منكِ منذُ البداية"

وجهت يدها اتجاهي رغبةَ في التخلص مني, وبمُجرد أن فتحت فمها لتُلقي تعويذتها وبدل أن يخرجَ الكلام منها، سلك الدُخان الأسود طريقه بداخِلها, لكِن ليس بأكملِه. لأرى كيفَ لهثت بصدمةٍ وتصلبت أطرافُها لتُصبحَ غيرَ قادرةٍ على الحراك بشكلٍ كامل, لتعلمَ بأنني لستُ وحدي كما قُلت عندما نظرت أعلها واتسعت عينيها بصدمة.

"ن-نورثن!"

عبست لعلمي بأنهُ حان دوري, أشد على النصل أكثر للحظاء على بعض القوة, وذلك ساعدني في التقدم اتجاهها لتُحدق نحوي بهلع "توقفي ما الذي تفعليه؟ إ-إنه يتحكم بكِ, لا تفعلي ذلك..."

"لقد وعدتُه بذلك... أنا متأسفة"

فتحت فمها لترُد لكنها لم تستطع, هو أوقفها. ذلكَ جعلَ الدموع تنهمر من عينيها الخائفة, تحاول التحررُ من ما هي عليه لكن سيطرتُ نوثن القوية عليها منعها من كلِ ذلك.

لكنهُ لم يمنعُني في شيء, تحديداً عندما صرخت ودفعت النصل في المنتصفِ من صدرها بعمق, لتشهق بحِدة لموتها المحتم. الدموعُ أخذت تنهال من عيناي لتجعلُني أنظرُ بعيداً عنها وأسحبُ النصل خارجَ جسدِها, ليخرج الدخان منها عائداً إلى مصدرهِ الرئيسي ولتقعَ هي أرضاً.

أرى سحابة نورثن الدخانية والضخمة وهي تتحرك بعيداً من هُنا, يترُكني وحدي معها, ميته, لا عودة لها هذهِ المرة.

لم أستطع النظر إليها أو إلى النصل الذي أحمله, أنا فقط نظرت إلى السماء باكيةً بصمت, لا أُصدق بأنني قتلتُ شخصاً للتو. إنها ليست شيطان, إنها فتاةٌ مثلي. أنا فقط لا أعلم أن كان ما قمت بهِ أمرٌ صائب.

شعرتُ بقطراتِ المطر تلامس بشرتي, ليزداد هطولهُ بنعومةٍ شيءً فشيءً معلناً انتهاء العاصفة. أنزلُ بنظري إلى النصل, أرى كيفَ أن المطر يُساعدني في غسل الدماء عن كفاي بهدوء. 

لمحتُ ظل أحدهم, أرفعُ بنظري سريعاً إلى أعلى التل لأجد زين يقفُ هُناك, ثابتٌ دون حراكَ بينما يحاولُ تصديقَ ما يحدُث. أرى الدهشةِ والحزن في عينيهِ لكِن ليسَ بالنظر إلي, بل أتجاه حبيبتهِ السابقة, إيلينا. يُحدق بها وهي مقتولةٌ بجاني.

"زين..." حاولتُ لفت أنتباههِ.

أود أن أفسرَ الأمر له, لكون قتلِها لم يكن من ضمن الخطة التي وضعناها سوياً, لكنهُ لم ينظر إلي. هو فقط استدارَ بخيبةٍ وخطى عائداً من حيثُ أتى, لأعلمَ لحظتها بأنني تسببت في إيذاءه.

لينقبض قلبي بضيقٍ لحظتها ولأقع على ركبتاي غيرَ قادرةٍ على تحمل المزيد, لأستسلمَ لبُكائي ولكلِ الشهقاتِ الضعيفة وهي تُخرج كل ما في صدري من مخاوفَ وألامٍ أتعبتني طول تلك المدةِ الطويله.

وأيضاً لعلمي بأن الأمر لم ينتهي بعد, وأن مخاوفي هذهِ قد تقتُلني بالفعل. فلا زال لدي مارثا...

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

479 73 10
وكأن هناك هالة من الطاقه تجذبني نحوه رغم كرهي لهدوئه ونرجسيته الا انهم اثاروا فضولي
68K 2.5K 7
فـي احد ازقـه بغداد _ طـفله رضيـعه مَـشموره عَلى احد المصـطـبات الـجو برد قارص صـرخات اصـوات مخيـفه اطـلاق نـار قصـه حقيقيه : مـاهي قصـه غـليان ا...
68.5K 3.4K 27
(قصه خياليه) فزيت خايفه من حلم مريب ويخوف رفعت راسي الصاله ضلمه وماكو احد مسحت جبهتي المتعرقه بايدي الترجف من الخوف والبرد وخرت عني الغطى وحطيت رجلي...
9K 964 15
عِندَما يُصبِحُ الماضِي كابوساً يُطارِدُنا و نَسعَى خَلفَ الأنتِقامِ مِن أجلِ الفَوزِ بِمَعرَكَةٍ لا خاسِرَ فِيها سِوى المُستَقبَل ، صِراعٌ مِن أَجل...