لِـلـمـرة الأخـيـڕة || ƠƝЄ Լƛ...

By merry_ah

324K 22.7K 10.3K

{B.BH/ مستوحاة من قصة حقيقية} -[حُبي ، انظري الي.. هل ما زلتي تُحبيني؟]. More

{ مقَدُمة }
/1/ ذو الشعرِ الأحمر.
/ 2 / ملاك
/ 3 / منقذ
/ 4 / مقتطفات
/ 5 / تغيير
/ 6 / ثواني من السعادة
/ 7 / ما قبل الفراق
/ 8 / تلاشي
/ 9 / فرصة
/ 10 / نظرة
/ 11 / نقطة الصفر
/ 12 / ~ صاحب العينين الداكنتين ~
/ 13 / ضائعة
/ 14 / امل
/ 15 / موافقة ؟
/ 16 / استعادةُ قلب
/ 17 / وفاء
/ 18 / رسالة
/ 19 / كذبة
/ 20 / استسلام ؟
/ 21 / اهديني عناقا
/ 22 / رصاصة
/ 23 / آخرَّين
/ 24 / قرار
/ 25 / صحوة
/ 26 / اغنية
/ 27 / آفـيون
{ خِـتـام }
{ مُـقدِمـة الجزء الثاني - لِـلـيلة أخيـرة }
/ 2-2 / باكون
/ 3-2 / قِـصـة
/ 4-2 / تـجـرُبـة
/ 2 - 5 / مَـرحـبـاً !
/ 6-2 / نَـعـيـم
/ 2-7 / لليلةٍ أخيرة!.
/ 8-2 / حينَ استيقِظُ غداً.. (1)
/ 9-2 / حينَ استيقِظُ غداً..(2)
/ 10-2 / حُـبٌ طاهِـر.
/ 2 - 11 / نهايـةُ الحكايـة~.
/ ختام! /
مُقابلة مع طاقم التمثيل!💖.

/ 1-2 / رِحلَة

3.7K 302 89
By merry_ah


سلاااام شلونكم يا جماعة ؟!! 

اججلللل يا جماعة انها العطلة اخيرا !! - ترقص بجنون من الفرح - 

وهمين انه الوقت كي ينزل البارت الاول من الجزء الثاني لرواية للمرة الاخيرة !!

طبعا متحمسة علمود هالجزء مع العلم حيكون قصير بس فكرته لطيفة وانا متأكدة حتعجبكم لان وظيفة هذا الجزء هو ارضائكم واعوضكم عن نهاية الجزء الاول ..

اوك متحمسين؟ فالننطلق.

- \تقفز من الحماس - 

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

" يا يا ! تشين هيا بحقك امسك الكاميرا جيدا ! "

"حسنا امسكتها ! اين بيكهيون الان ديتي ؟ "

" في الغرفة .. سوف نذهب ونزعجه ! لا تقم باصدار اي صوت ابدا ! حسنا هيا لنصور ردة فعله حين افزعه على الكاميرا لا تفوت هذا ! "

صوت تشين وافروديت كان مسجل على ذلك الفيديو الذي يُعرض في غرفة صغيرة , شاشة كبيرة تعرضه وسط مكان ساكن لا يُسمع فيه سوى صوت عقارب الساعة الذي كان يختفي من حينٍ لآخر حين يظهر صوت مرتفع ما من التسجيل ..

كانت تلك الغرفة مهندمة ومنظمة للغاية ويبدو ان كل شيء في مكانه تماما , ايحائها لطيف وشبابي بلون طلاء جدرانها الازرق المختلط بالابيض ..

رغم بساطة الغرفة الا ان هنالك الكثير من الاغراض فيها .. هنالك آلات موسيقية كالكمان والغيتار تختبئ خلف خزانة الجدار التي نسي ان يغلقها احدهم ..

رفوف خشبية عديدة وممتلئة بالكتب ايضا , ولكن تخللتها شرائط حمراء واخرى ذهبية تدل على حصول صاحبها على اكثر من تكريم مدرسي ..

رغم وجود نافذة واحدة فقط الا انها كانت كبيرة وبما ان ستائرها بيضاء فهي ادخلت شعاع الشمس الندي بسخاء الى الغرفة التي مُلِئ سكونها بصوت قهقهات صادرة من الفيديو المعروض ..

ذلك السرير الواسع ذا الملاءة الزرقاء الذي ينتصف الغرفة كان يبدو مريحا رغم ان صاحبه تجاهله يوم امس ..

فقرب زاوية الغرفة كان هنالك مكتب صغير مكون من الطاولة وكرسيها البيضاوان مع وجود مصباح للدراسة وكتب واوراق كثيرة متناثرة على سطح الطاولة ..

وبالطبع فهنالك ايضا الشاب الذي كان يضع رأسه على احدى الكتب ويبدو انه يغط في النوم بهدوء , كان لا يزال يرتدي نظاراته الطبية على غضروف انفه بينما جفنيه المغلقين كانا مختفيان تقريبا تحت خصلات شعره البنية المبعثرة ..

انفاسه المنتظمة والواهنة تزامنت مع ارتفاع صدره وانخفاضه فبدا جزءا من سكون الغرفة المثالي رغم امتلاء غرفته بشعاع الشمس , الا ان ذلك لم يزعجه حقا ..

تلك الدقائق الصامتة لم تدم طويلا بعدها .. فلقد بلغ شريط الفيديو مشهد دخول افروديت على بيكهيون في الغرفة واطلقت صراخا مرعبا بينما هي تلكزه على غفلة كي تفزعه ..

في تلك اللحظة التي التفت فيها بيكهيون بهلع نحوها فقد انتفض ذلك الفتى بالمقابل وفرق جفنيه كي يكشفا عن عينيه البنيتين الناعستين ..

حينما كان يحاول استيعاب اول الدقائق بعد استيقاظه فلقد اقتحمت اذنيه اصوات معروفة بالنسبة له وبدأ بتمييز ما يُقال بعد ثوانٍ ..

" تشه حقا ما هذا ؟! اتدركين انني قلقت لدرجة الموت بسبب صراخكِ ؟! "

" انا اسفة ! هيا لقد كانت ملامحك لا تقدر بثمن صحيح تشيني ؟ "

صوتُ والده كان مؤنبا عكس والدته التي كانت تضحك وتحاول التهدئة من اعصابه الثائرة , فور ان سمع صوتيهما حتى بدأ بمحاولة رفع رأسه من على تلك الطاولة ..

هو اصدر تآوها حينما اعتدل بجلوسه بسبب آلام رقبته وقد اغمض عينيه كي يمدد جسمه مريحا عضلاته من تلك الوضعية الغير مريحة في النوم ..

بعدما انتهى من ذلك فهو ارخى جسده وما زالت عينيه مغمضتين بسبب انزعاجه من عدم ادراكه كونه غفى هنا يوم امس , لقد انغمس في الدراسة حتى لم يشعر بنفسه وهو يستغرق في النوم ..

" ابتعدي ! لا تتكلمي معي ثانية "

" بيكوا ! هيا اريد عناقا صغيرا فحسب ! "

وسريعا هو فتح عينيه الناعستين كي تسقط مباشرة على التلفاز امامه بما ان طاولة دراسته تقابله تقريبا , لقد رأى والديه هناك رغم ان نظره كان لا يزال مشوشا ..

ابتسامة بسيطة ارتسمت على شفتيه بملاحظته للحب الذي كان واضحا على والده حينما كان يحاول دفع والدته عنه ليظهر لها انه قد انزعج منها الا انه في الحقيقة تركها تعانقه بينما هو يحدق بما تفعله من تعابير لطيفة في وجهها كي يسامحها ..

هو رفع يده الى وجهه كي يخلع نظراته التي شعر للتو انه يرتديها فعقد حاجبيه انزعاجا من الم طفيف على غضروف انفه للدلالة على ان اثر قاعدة النظارة الخاصة بالقراءة قد قد طُبِع هناك ..

بعد ثوانٍ اخرى من فرك تلك المنطقة فعينيه قد فُتِحتا مجددا محاولا ان يسحب نفسه من خمول النوم هذا فما كان الا من صورة والديه في الفيديو ان تقابله فورا ..

لقد بدأ صباحه اليوم كالعادة ..بابتسامة مشرقة لرؤية والده يمزح مع تشين بتأنيبات جدية بينما يلقي تشين اللوم على افروديت التي سامحها مسبقا بسبب عدم قدرته على الانزعاج منها , وبالتالي فهي كانت تخرج لسانها لتشين كي تغيظه وتتمسك بذراع بيكهيون اكثر ..

بعدما استعاد وعيه جيدا هو استقام من على الكرسي ومدد جسده في الهواء ثانيةً ويحرك رقبته يمينا ويسارا كي يبعد تشنجاتها , ثم وضع بالنظارة جانبا قرب كتب الطب تلك التي ملأت الطاولة هناك ..

مع اصوات الفيديو تتداخل في اذنيه معا فهو تمتم مع نفسه ما حفظه منه , انه يحفظ كل فيديو من تلك الشرائط المصففة تحت التلفاز جيدا ..

" سنذهب الى الحديقة بعد هذا مع تشانيول واومورفيا "

صوته الهامس بسبب اكتسابه لبحة النوم انطلق يتحدث مع صوت والده الواضح ليبين عن تزامن مدهش معه بسبب حفظه الدقيق لكل نصوصه ونصوص والدته ..

" هل يمكنني المجيء ؟ "

" لا "

بعد سؤال تشين فهو قد ابتسم بلطف واجابه بالنفي كما فعل والده مجددا , لقد كان دائما يسعده ان يتداخل صوته مع صوت والده او والدته ولهذا هو متمسك بهذه العادة كثيرا .. اعني العادة المتمثلة بحفظ نصوصهم وقولها معهم ..

بعد لحظاتٍ من وقوفه توجه بعدها نحو تلفازه الكبير المعلق بجدار غرفته والذي لم يعرض يوما الافلام او البرامج , ربما يشاهد بعضها ولكن تبقى هذه الفيديوهات هي اكثر الافلام والعروض تفضيلا لديه ..

هو ذهب هناك فقط لكي يرفع الصوت قليلا , لم يبدأ صباحا يوما دون فيديو يعرض عن والديه ولم يكن ليوقفه ابدا بل كان يتركه يستمر بالعرض حتى يُنهي تحضيراته في غرفته ويذهب للطابق السفلي كي يذهب الى جامعته ..

كان يحب ان يتجول ويسمع صوتيهما في غرفته دائما , هذا كان يشعره انهما معه حتى لو لم يكن قادرا على التكلم معهما في الواقع ..

" صباح الخير "

همس بصوته المبحوح جراء النوم بابتسامة دافئة ارتسمت على شفتيه بينما هو يحدق بجسدّي والديه المتحركين في الفيديو , ربما هذه عادة اخرى لن يتخلص منها ابدا ..

-----------------------------------------------

في الدور الاول لذلك المنزل ..

وحيث المطبخ الذي كانت تقف فيه احداهن كي تحضر الفطور وتضع الاطباق الاخيرة منه على المائدة , كان يرافقها رجلٌ اخر يجلس على احدى الكراسي مرتشفا القليل من قهوته الصباحية بينما يحدق في الجريدة الموجودة على الطاولة امامه ..

كانت الاجواء هادئة بينهما فلم يكن يسمع الا صوت تحركها في المطبخ وصوت بعض العصافير اللطيفة التي تغرد في هذا الوقت من الصباح ..

حينما انهت تحضير الطاولة التي باتت ممتلئة باشهى الاطباق للفطور فهي توجهت بابتسامة ساحرة كي تقف خلف زوجها وتقوم بتطويق رقبته من الخلف مسندة ذقنها الى كتفه كي تنسدل خصلات شعرها السوداء جانبا ..

" اما زلت تشعر بالتعب عزيزي ؟ هل اقوم بتحضير شيء اخر لك ؟ "

سألته باهتمام بينما تتفحص ملامح وجهه بعينيها القلقتين الا انه اجابها بابتسامة حانية والتفت برأسه كي يقابل وجهها ويحدقا بعينّي بعضيهما ..

" انا بخير صدقيني .. لو اكلت كل هذا سأصبح دبا في ثواني ! لقد كانت مجرد حمى ولقد اختفت الان "

قهقهة خفيفة صدرت منها بسبب رؤيتها لوجهه المشرق اخيرا بعد تلك الايام التي قضاها في سريره بسبب الحمى التي اصابته , لذا هي الان في منتهى سعادتها لانه اصبح بخير ..

" هل اقوم بمقاطعة شيء ما خالي ؟ "

في اللحظة التي كانا قد اقتربا من بعضهما بقصد منح قبلة صباحية اخرى لكلٍ منهما فقد ظهر صوت جعل منها تبتعد قليلا عن زوجها وينظران معا الى من اقتحم المطبخ بحيوية قافزا على الطاولة ذات الاصناف الشهية ..

ذلك الشاب قد لاحظ وضعيتهما حينما دخل الى المطبخ لذا دائما ما يحب ان يمزح ويعبث معهما , لقد جلس مباشرة قرب خاله وبدأ بتناول الافطار بشهية مفتوحة ..

" تشه ! هل اقوم بتربيتك كي تكبر كل سنة ام كي تبقى على هذه التصرفات الصبيانية ؟! "

قالها كيونغ سو وهو يلكز ابن شقيقته ليجعل منه يبتسم بشقاوة ويرمي محل انتباهه نحو الطعام فقط بينما قهقهت الاخرى وابتعدت عن زوجها قاصدة الكرسي الاخر الذي يقع قربه ..

" صباح الخير عمتي يورا ! "

" صباح الخير آفيوني "

حياها آفيون بابتسامة واسعة مما جعلها ترد له التحية باشراق كون هذا الفتى مُعدي بسبب اشراقه حقا , كيونغ سو يظن انه اخذ هذه الخصلة من والدته ..

من شقيقته افروديت التي ما زال يشتاق اليها والى زوجها كل صباح في مثل هذه الاجتماعات العائلية حول المائدة , لطالما اراد ان ترى شقيقته كيف اصبح ابنها بعد ان كبر وبات يدرس في جامعة الطب ..

لم يكن لأحد ان يكون فخورا به كما سيفعل والديه ..

لقد مرت الان خمسة سنوات منذ ان شارك آفيون في عرض المواهب ذاك , موهبته سمحت له بالتقدم وقتها في مراحل نهائية الا انه لم يفز .. هذا جعله يدرك انها كانت هواية فقط والان هو يعمل بجد من اجل مستقبله ..

بنظرة اخرى من كيونغ سو نحو آفيون الذي يتناول طعامه جيدا هو ابتسم برضى وترك صحيفته جانبا كي يبدأ بتناول الافطار ..

.

.

.

.

.

.

.

.

.

" هل انتم مستعدون ؟ مهما حدث لا تفترقوا .. قد تفقدون طريقكم فالمبنى كبير لذا حافظوا على النظام وابقوا معا "

هتف الاستاذ للطلاب اللذين كانوا يقفون في ساحة كبيرة لمبنى ضخم جدا بينما هو يتقدم ليقف امامهم معطيا اياهم الارشادات من اجل هذه الرحلة المدرسية التي سمحت بها جامعتهم ..

" اجل ايها الاستاذ ! "

رد الطلاب بالمقابل بصوت واحد عدا عن ذلك الذي كان يقف مبهورا في مكانه وعينيه ترتفعان حيث قمة المبنى الخاص بمركز البحوث الطبية , ربما هذا سيكون اعظم يوم في حياته !

هو استفاق من شروده فقط حينما شعر بأن رفاقه قد بدأوا يتحركون لذا هو اسرع كي يلحق بتلك المجموعة التي اصبح لكل شخص فيهم تصريح دخول يعلقونه حول ارقابهم ..

حينما دخلوا فالاستاذ لم يسلم ابدا من اسئلة آفيون الكثيرة التي اقتضى فيها تسجيل ملاحظات في دفتر كان يحمله حتى بدأ الطلاب يتسائلون فيما بينهم عن كيف يجد اسئلة ملائمة لطرحها بل وحتى ان كانوا قد درسوا الاشياء التي يسأل عنها ؟!

في كل ركن من المركز كان يجول عينيه ويفكر بكيف يفعل الاطباء هذا او ذاك , كان كثير الاسئلة وهذا ما جعل الاستاذ الخاص بهم يستمتع باجابته ويمنحه بعض المعلومات الاضافية ايضا ..

اخيرا توقفت المجموعة قرب القسم الخاص بطب الاعصاب تحديدا امام جهاز كبير وغريب جذب عينّا آفيون بسرعة , لقد تسائل عما يفعله هذا الجهاز وما هية عمله ؟

لسوء الحظ فالاستاذ منح وقتا للطلبة الاخرين بطرح الاسئلة عما شاهدوه من قبل هنا قبل ان يبدأ بشرح هذا الجهاز لذا اكتفى هو بالصمت وحدق بالجهاز كي يعرف ما الاشياء المتكون منها ..

في حين ان المجموعة بدأت بالتكلم مع استاذهم فهو قد ابتعد عنهم بقليل كي يحصل على رؤية اوضح لما عرف انه شبيه بجهاز التنويم , يبدو انه غير مكتمل بعد لكن ايا كان من صنعه فهو قد ابهر آفيون تماما ..

كان يحتوي على مكان ليستلقي المريض عليه كما ان هنالك اسلاك كثيرة موجودة قرب المنطقة الذي سيوضع فيها الرأس لذا لا بد انه خاص للفحص بالنسبة لأطباء الاعصاب ..

هو انحنى لمستوى الارض مسندا ثقله الى قدميه كي يرى الاجهزة الصغيرة الملحقة به من الاسفل وما زال لا يجد العمل الحقيقي الذي يقوم به , هو فضولي لذا لن ينتظر شرح الاستاذ بل قرر ان يكتشف ولو شيء واحد بنفسه ..

حينما كان يسجل بعض الملاحظات التي رآها في الجهاز كي يسأل عليها لاحقا بعدما ينتهي الاستاذ من الرد على اسئلة الطلبة فهو شعر بظل ما يغطي النور الذي كان يصل اليه ..

توقف فجاة عن الكتابة بشعوره ان احدا ما يقف قربه وبالفعل فهو قد لمح قدمين امامه , هذا جعله يرفع رأسه كي تقع عينيه فورا بعينين عسليتين تبيّنهما بسبب الضوء الذي يشع عليهما ..

تسائل آفيون عن السبب الذي يجعل هذا الطبيب كما يبدو من سترته البيضاء يحدق به هكذا مما جعله يرمش بعينيه عدة مرات ليفهم فلم يظهره هذا الا بمظهر اللطيف بالنسبة للطبيب ..

ابتسم بهدوء وقتها مظهرا تقوس عينيه وامال رأسه لليمين قليلا كي يفرق شفتيه ويسأله باهتمام ..

" هل حاز على اعجابك ؟ "

صوته الرجولي الهادئ انطلق يحدثه لذا فآفيون انتفض ونهض سريعا من مكانه مدركا انه يجب ان يقدم له الاحترام اللازم بما انه طبيب , لذا فهو استقام امامه بعدما ثبت نظارته على غضروف انفه وانحنى بتسعين درجة مجيبا اياه ..

" اه اجل سيدي .. انه .. مثير للاهتمام فعلا "

بمراقبة الطبيب له بتلك الطريقة فهو قد شعر بالغرابة حتى ان صوته لم يكن بالارتفاع المناسب الا ان الاخر سمعه , لقد توسعت ابتسامته وقتها كأنه فخور بسماع ذلك واومئ برأسه له فقط ..

وضع الطبيب يديه في جيوب سترته البيضاء بعدها وتوجه ناحية مجموعته تاركا اياه يراقب خطواته المتزنة حتى توقف قرب استاذه كي يجذب انتباهه بصوته الجدي ..

" صباح الخير ايها الاستاذ .. صباح الخير ايها الطلاب "

" اوه بروفيسور كيم ! انا ممتن جدا لمقابلتي اياك ! ايها الطلاب .. رجاءا رحبوا بحرارة بالبروفيسور كيم , انه احد اشهر المطورين للاجهزة الطبية كما انه قد حصل على شهادات كثيرة تؤهله للمركز الكبير الذي يشغله حاليا "

بعدما انتبه الاستاذ لوجوده قام بمصافحة يده بحرارة وعرفّه الى المجموعة التي انبهرت لكون شخص مثله قد يأتي ويقابلهم خصيصا , جديا من منهم لا يعلم بشأن هذا البروفيسور الذي ذاع صيته في انحاء البلاد وخارجها ؟

بعد ان ادرك آفيون الى من كان يتكلم منذ برهة برؤية كل رفاقه يحيون البروفيسور باحترام وسعادة ففكه اراد ان يسقط حرفيا بسبب صدمته , هو تكلم للتو مع كيم جونغهيون البروفيسور المشهور ؟!

بعد ان استفاق من صدمته تلك التي اقتضت بتجمده في مكانه والتحديق بابتسامته الواثقة وكلماته المرحبة بالطلاب فهو قد اسرع ليقف مع مجموعته وعينيه لم تبارحا وجه البروفيسور ابدا ..

" يسعدني ان اكون انا من يستقبلكم اليوم ايها الطلاب , رؤية من هم في اعماركم حين يأتون الى هنا برحلة مدرسية يجعلني اتذكر دوما انني كنت يوما ما في مكانكم واجاهد للحصول على مكانتي هذه اليوم .. اريد رؤيتكم جميعا في مراكز جيدة في المستقبل كما فعل اللذين سبقوكم ايها الاطباء ! "

بكلمات تشجيعية اخرى رماها البروفيسور بابتسامته اللطيفة هذا جعل من الطلاب يبتسمون ويردون عليه بالايجاب وحماسهم بدا اكبر حتى من الوقت الذي دخلوا به ..

" ايها الطلاب سيشرفنا اليوم البروفيسور بشرح جهازه العبقري الذي كان يعمل عليه مع بعض معاونيه , تفضل ايها البروفيسور "

قالها الاستاذ قبل ان ينظر هو الاخر للبروفيسور الذي ابتسمت في وجهه الطالبات بكل بلاهة بسبب وسامته تلك التي لا تدل على عمره الذي ربما يكون في منتصف الاربعين بينما هو يخرج يديه من جيوبه وينقّل نظره بين الطلاب ..

" بالنسبة لمن يريدون الالتحاق بقسم الاعصاب فأنا اؤكد لهم ان هذا الاختصاص عبقري للغاية ودقيق , لذا كنموذج عن الاجهزة المستخدمة في هذا الاختصاص ساقدم لكم احدث اختراعاتي التي توصلت اليه ابحاثي .. اي سؤال ممكن ان تطرحوه بعدما انتهي من الشرح "

هو تكلم بمقدمة بسيطة ليومئ الطلاب بفهم بينما كل ما يفعله آفيون هو الشرود في وجهه الا انه بدأ يستعيد تركيزه حين بدأ البروفيسور بالشرح بينما هو يؤشر على الجهاز الذي بات خلفه ..

" هذا الجهاز متكون من ثلاثة اجزاء مهمة .. جهاز قراءة الخلايا العصبية للمخ , جهاز عرض النتائج ومنظم ضربات القلب .. عمله يعتمد على هؤلاء الثلاثة كثيرا اذ ان هذا الجهاز قادر على فك شفرات الدماغ ومعرفة ما يدور في رأس الشخص بناءً على نشاط الخلايا العصبية في الدماغ "

توقف للحظة حينما كان يؤشر باصبعه الى تلك الاجزاء المهمة من الجهاز كي يستمع الى اصوات الانبهار والتعجب التي ظهرت من الطلاب الذين صبوا كامل اهتمامه على ما يقوله , من ضمنهم آفيون الذي بدأ يفكر بنتيجة هذا الجهاز ..

" هذا الجهاز عُرض عنه فيلم وثائقي في الولايات المتحدة باسم «قراصنة الذاكرة»  ويعرض التطورات الأخيرة التي توصل إليها العلم في مجال الذاكرة  .. كانت فكرته الاساسية منطبقة على ان «الذاكرة كانت تعتبر منذ وقت طويل جهاز تسجيل يحفظ المعلومات ويسترجعها بدقة ، لكن الباحثين بدأوا يدركون أن عملية التذكر مرنة جداً» .. لهذا انا اخترعت هذا الجهاز كي يعرض الذكريات فهو يتناول التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم لزرع الذكريات وتعديلها وحذفها "

" امن المعقول ان هنالك جهاز مثل هذا ايها البروفيسور !؟ "

بعدما بدأ التهامس بين الطلاب بسبب اندهاشهم من وجود امر كهذا فهنالك شخص منهم عبّر عن افكاره بصوته المتعجب بينما هو يسأل البروفيسور الذي ابتسم بخفة على انبهارهم هذا واجاب بعدما اعاد يديه في جيوبه ..

" بالطبع هناك ! فها هو الجهاز امامك ! التكنولوجيا تطورت ايها الصغير .. او كما نقول نحن العلماء ( الدماغ البشري هو من تطور ) ! , لقد قمت بتطويره كي يقرأ ذكريات الشخص ويعرضها امامه اثناء نومه او حتى يمكنه ان يضيف ذكريات واحداث جديدة الى رأسه ..  اه ولن تستيطعوا التحزير اية تقنية نحن نستخدمها من اجل ذلك ! "

اجابة البروفيسور كانت تشتمل على المزاح في جملته الاخيرة فهم لم يعرفوا بالتأكيد اية تقنية استخدموا لكنه احب اثارة فضولهم قبل ان يرد , الا انه لم يدرك ان احدهم كان بالتحليل الكافي كي يستنتج الاجابة ويصرخ بها بكل حماس ..

" اهي تقنية الليزر ؟! "

في تلك اللحظة بالضبط التفتت جميع العيون ناحية صاحب النظارات الذي كان يحدق بالبروفيسور بأريحية , هو لم يظن ان كل ذلك الاهتمام سينصب فجاة عليه بسبب اجابته التي جعلت حتى من استاذه ينظر اليه بحاجبين مرفوعين ..

لوهلة هو شعر بالتوتر , فابتسامة البروفيسور قد اختفت وحلت محلها تعابير التعجب حين حدق بذلك الفتى ..

لقد بدأ يشعر انه قد اخطأ بقول شيء ما فهو لم يشعر بأن صوته مرتفع لتلك الدرجة , وحينما بادل البروفيسور النظرات الغامضة التي كان يوجهها نحوه هذا جعله يبلع ريقه بسبب توتره ويبدأ بتبرير قوله ..

" انا اسف .. كنت اعتقد فقط ان .. اعني ان جهاز قراصنة الذاكرة  خاصتك من المفترض ان يعمِل باساس تقنية الليزر التي ستسمح بزرع ذكريات جديدة في عقول الاشخاص بل وحتى حذف بعض منها و .. ظننت انه لو تم تطويره بعد هذه المدة كي يضيف احداثا لم تحصل في الواقع لهذا الشخص فسيحتاج اليها مجددا لانها تناسب كهربائية الدماغ وطريقة عمله "

بعد قوله هذا فقد ساد الصمت مجددا في جو تلك المجموعة التي لم تكتفي من التحديق بآفيون والتفكير باستنتاجه هذا , هو كان متوترا فقط لأن البروفيسور يحدق به بتلك الطريقة بعينيه الكبيرتين تلك من دون اية تعابير ..

بعد لحظة فالبروفيسور قد تحرك من مكانه بخطوات هادئة ومتزنة ناحية آفيون حتى انه لم يبعد عينيه ذوات النظرة المباشرة عن عينّي الاخر الذي بلع غصته ثانية بسبب توتره ..

" لما يرمي بنفسه في مشاكل كهذه ؟ "

"لم يكن من المفترض ان يتكلم ويقاطع شرح البروفيسور! "

تمتمات سمعها قادمة من بعض زملائه في الدُفعة وهذا ما جعله يدرك خطأه الاحمق , ولكنه لا يستطيع السيطرة على لسانه احيانا فهو قد نطق باستنتاجه دون استئذان حتى !

" لما تعتقد ان هذا الجهاز قد صُنع ايها الطالب ؟ "

سؤال مباشر قد توجه من البروفيسور ناحية آفيون الذي حاول اخذ شهيق يُهدأ من توتره كي يجيبه بما يأتي في باله من استنتاج , كان من الواضح عليه انه يحاول ان يتمالك نفسه ويستعيد ثقته بجوابه الاول ..

" هو تخصص بالذكريات .. لذا لا بد من انه سيكون ذا منفعة لأولئك اللذين يعانون من فقدان للذاكرة , والشواهد في جرائم القتل كي يعرض ما في ذاكرتهم عما رأوه وبهذا يكون قاطعا لأي كذبة قد ينطقون بها للشرطة .. وربما لأولئك اللذين يعانون من صدمة جراء حدثٍ ما ويريدون نسيانه كي يتحسنوا "

اومئ البروفيسور بفهم لوجهة نظره بينما هو يقترب اكثر منه حتى وقف امامه تماما واعينهما لا تزال متصلة , لقد بدى انه يتفحص آفيون جيدا بتعابير تحاول رسم ابتسامة لطيفة له ..

ومن دون سابق انذار فهو قد رفع يده كي يأخذ ذلك الدفتر الخاص بتسجيل ملاحظات آفيون كي يرى ما كتب حتى ان الاصغر بلل شفتيه بارتباك بينما يستمر الاخرون بالتحديق بهم دون تعليق ..

مرت اقل من دقيقة فقط حينما كان البروفيسور يتجول بعينيه في انحاء دفتر آفيون ليقرأ ما فيه قبل ان يرفع بنظره نحوه وهناك ابتسامة قد ارتسمت على شفتيه بينما هو يحدثه بنبرة راضية ..

" احسنت .. بيون آفيون , احسنت حقا " 

قالها البروفيسور قبل ان يعيد الدفتر الى يدّي آفيون الذي نالت الصدمة من ملامحه بينما هو يحدق بنظرة الاهتمام التي وجهها اليه البروفيسور , هل حقا سمع ما سمعه قبل قليل ؟! البروفيسور كيم جونغهيون اثنى عليه ؟!

تركه بعدها البروفيسور في صدمته حينما التفت ناحية المجموعة كي يوسع ابتسامته اللطيفة اليهم بعينيه المقوستين ويطلب منهم السماح بالمغادرة ويودع الاستاذ بسبب انشغاله في عمله , في الحقيقة فآفيون لم يركز كثيرا بما قالوه او فعلوه في الثواني الاخيرة بل اخفض عينيه ناحية دفتره المليئ بالملاحظات وتصريح دخوله المحتوي على اسمه والذي بالتأكيد هو السبب في كون البروفيسور يعرف اسمه ..

ومرة اخرى هو رفع عينيه ليحدق بظهر البروفيسور الذي بدأ يبتعد عنهم بعد التوديع وتعابيره لا تزال متفاجئة , لقد وضع بطاقة عمله في احدى طيات دفتره !

لما قد يفعل ذلك له ؟ ايطلب منه رؤيته مجددا بهذا الفعل ؟!

كيم جونغهيون منحه بطاقة عمله المحتوية على رقمه بكل بساطة هكذا ؟! الصدمة قد نالت منه بالفعل !

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

انتهى !

رأيكم بالبارت الاول من الجزئية الثانية ؟؟

صبروا علية بس وافاااجئئكم باشيااء تجننن 

رأيكم بجونغهيون كشحصية ؟؟

ليش اعطى بطاقة عمله لآفيون دون علم احد من الطلاب ؟؟

شتتوقعون دور جونغهيون وجهازه بالرواية ؟ ركزوا عليهم ترى اثنينهم تلميح 

لوووف يووو لتنسون تتابعوون البارت الثاانيييي

Continue Reading

You'll Also Like

18.3K 1.3K 14
ومَا كَانْ لكَ أنْ تَفتِكُ بي ولَكِني من أعطَيّتُكَ السْكين. Started : June 8 , 2017 Ended : December 6, 2017
1.1K 303 14
[COMPLETED . 24-03-2022] أضعتُ طفولتي لتفكيري الزائد من خوفي أن أكبر، و لما كبرتُ ندمتُ على تفكيري الكثير. - قصة قصيرة، تحمل رسالة.
134K 7.6K 63
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
15.7K 1.7K 8
"أبحَثُ عَنِ الحياةِ فِي وَسطِ الموتِ" 11:02 / 12:01