/ 10-2 / حُـبٌ طاهِـر.

1.6K 158 257
                                    


حين غطى الظلام سماء العاصمة سيؤل.. كان آل بيون يستريحون في منزلهم بالفعل بعد أن قُضي وقت العشاء.

على تلك المائدة ارتفعت ضحكات أفروديت بين فترةٍ وأُخرى حين يقوم آفيون بشيءٍ مُضحك، كان مُشرقاً وسعيداً وسرعان ما تسللت بهجته الى قلبّي والديه.. الّذان كانا يُراقبانه بابتسامة دافئة وعيون حانية.

تكلم وتكلم، ضحك واستغل الفرصة جيداً ليرى ابتسامتيهما، يستمع الى صوتيهما حين يُحدثانه ويتأمل وجهيهما بحُب.

فقد كانت هذه الوجبة الأروع بالنسبة اليه.

ساعد والدته في غسل الصحون كما فعل صباحاً، يمرحان معاً حين يمسح أحدهما الرغوة بالآخر فيكبحا قهقهاتهما ويتحدثان بأمورٍ عشوائية اختارها آفيون.. بما انه أحبّ أن يستغل تلك الليلة الأخيرة جيداً.

وهذا بالطبع ما جعله يُزعج بيكهيون في مكتبه، اقتحمه على غفلة وراح يسأله عن هذا وذاك.. ثم يُلبي طلباته ويُساعده بنقلِ عِدة ملفات ومخططات على الأرفف الخشبية.. بعدها يعاود التصرف بصبيانية ويكشف عن موهبته في التحامق فقط ليرى والده يبتسم بسببه.

هُما الأفضل، وسيبقيا كذلك دوماً.

 كانت هذه الليلة تاريخية بالنسبة لآفيون.. وبهجته تكاد تتلألأ في عينيه كالنجوم في السماء.

لكن حين تأخر الوقت.. وأصبح منتصف الليل قريباً لاحظ بيكهيون وأفروديت بأنهما حصلا على بعضِ الوقت بمفردهما، مما جعلها يتعجبان ويتساءلان عن مكان آفيون الذي كان مُلتصقاً بكليهما طوال اليوم.

كانا في غُرفتيهما، تلك التي تتزين باللونين الأحمر والأبيض، ستائرها مُنسدلة لتُغطي النافذة الكبيرة ووحدها الأنوار الصغيرة المستقرة على الطاولات الخشبية على جانبّي السرير الواسع ما تمنح الاضاءة للغرفة.

بيكهيون يستلقي على السرير، سارحٌ في شيءٍ ما وعينيه مثبتتين فقط على زوجته أمامه بعينين ناعستين، كانت أفروديت تقف أمام مرآتها الكبيرة تتفحص شعرها المُنسدل.. فحينما كانت تُفرّش خصلاته الشقراء حكت لبيكهيون ما بقلبها من سعادةٍ ارتسمت على شفتيها بابتسامةٍ نقية جراء تذكرها لابنها.

" تمنيتُ لو كنتَ هناك بيكوا! أردتُ قرص وجنتيه اللطيفتين حين ابتسم لي بوجهٍ مُشرق و..! "

التفتت افروديت لتنظر في عينّي زوجها فتُكمل له.. ولكنها توقفت على الفور حين رأته يُحدق فيها بشرود، أبطأت يديها عن عملهما ولاحظت عينا بيكهيون تتبعان خُصلات شعرها الذهبية وهي تنسدل على كتفها.

لِـلـمـرة الأخـيـڕة || ƠƝЄ ԼƛƧƬ ƬƖMЄحيث تعيش القصص. اكتشف الآن