فقط ملاحظة
هذا الرمز ▪️ يعني ان البطلة تكتب
و هذا الرمز ♣️ يعني انها تقرأ
.
.
.
* لا تدع الحياة تلعب بك كما تريد *
لقد أخبرت كايدي كل شيء حدث , من الألف إلى الياء ، و قد بدا من ملامح وجهها الإنكار لكل حرف خرج من شفتي بيلا ،لهذا قررت أن تثبت لها ، إستلقت على السرير و انتظرت لثواني ليبدأ النعاس بمفعوله الساحر ، شعرت بالرؤية تتشوش و تصبح غير واضحة و جفونها تغلق تدريجياً و لكن ماذا تفعل كايدي , ما هذا الدفتر الأسود الذي تضعه بجانب بيلا و من أين أحضرته ؟
لا تعرف جاباً لهذه الأسئلة لكن ما تعرِفُهُ أن عجفنيها قد أطبقا مستسلمين للظلام الذي لفها ، لكن لم يدم ذلك طويلا لأنها شعرت بالضوء يخترق عينيها , و كالعادة واجهت صعوبة في النهوض و داهمها دوار و صداع قوي بسبب أصوات عالية حادة تناءت إليها بدت كالصراخ !
إنقطعت أنفاسها و إرتعش جسدها بشدة و من بين أصوات الصياح سمعت صوتًا رقيقًا
" أمي " همس في أذنها ، حاولت فتح عينيها لترى ما يحصل حولها إلا أنها لم تستطع
" لماذا قتلتني ! " صاح ذلك الصوت المجهول بقوة فسبب ألمًا فادحًا بأذنها أطلقت على إثرهِ صرخة قوية نمت عن وجعها ، و فجأة شهقت تستنشق الهواء الذي حرمت منه لفترة عجزت عن تحديد مقدارها ، حاولت تحريك جسدها إلا أنه كان خاملاً مخدرًا ففتحت عينيها بوهن و صعوبة...على عكس العادة لم تكن تشعر بالأرض الصالبة الرطبة، بل بشيء طري لدن ، وزعت نظراتها المتعبة في الأرجاء فعلمت أنها مستلقية على سرير ، حاولت الإستقامة بجلستها على السرير و بصعوبة نجحت في ذلك و حينها فقط انقشع الخدر و التعب الذي كان يستفحل على خلايا جسدها و استطاعت عيناها أن تلمح ما حولها , تبدو غرفة كلاسيكية الطراز ، و قد كان الظلام مستحوذا على أركان الغرفة و مع هذا كان بإمكانها أن تلمح تفاصيل الغرفة ، السرير الذي كانت مستلقية عليه ، طاولة مستديرة توسطت الغرفة حوت فوقها على كؤس زجاجية و زجاجة نبيذ كانت مفتوحة بالفعل ، أهذا يعني أن هناك شخص قد أتى إلى هنا قبلها ؟!قبل أن تكمل تجولها في أنحاء الغرفة تذكرت ذلك الدفتر الذي وضعته كايدي بجوارها قبل أن تغط في النوم ، إلتفتت ناحية السرير فلمحت ذلك الدفتر قد إنتقل معها ! أمسكته بين يديها و فتحته على أولى صفحاته حيث كتب بخط عريض - أكتبي ما ترينه -أكايدي تطلب منها أن تكتب ما تراه ، لكن لماذا ، ربما لكي تصدقهاا و تزيح شكوكها ؟! خيط رفيع امتد من الدفتر الأسود علق بنهايتهِ قلمٌ إستعملته لوصف ما إلتقطته عيناها متبعة أوامر كايدي
▪ أنا حالياً في غرفة ذات طابع كلاسيكي الشكل و برأي أنا في غرفة رجل ، بسبب كل القمصان الرجالية التي ألقيت على الأرض بإهمال على شكل كوم مكدسة و هناك خزانة خشبية كبيرة الحجم أيضا، و بجانب الخزانة هناك مكتب خشبي كبير الحجم و عليه مرآه كبيرة، لكني لا أستطيع رؤية إنعكاسي بسبب الغبار الذي يملؤها ▪
توقفت عن الكتابة في الدفتر الأسود لتستطيع التجول بحرية في الغرفة فتتقصى طبيعة ما حولها ، و هناك على الطاولة الدائرية إستقرت ورقة بدا عليها القدم ، أمسكتها بحذر مقربتها نحو عينيها فوجدت كتابة بدت باهتة لم تستطع أن تلتقط منها كلمات عدا
♠ أشعر بالذنب و لكن ما بيدي حيلة ♠
أو أمرًا من هذا القبيل فتحت الدفتر و دسَّت الورقة القديمة بين صفحاته ثم أغلقته مجددًا ، مرَّ وقت قبل أن تقرر المغامرة و الخروج من هذه الغرفة ، فهي لم تستطع إيجاد شيء يفيدها فيها ، إتجهت ناحية باب خشبي صبغ بلون زيتوني راقي ظنًا منها أنه باب الخروج ، و فعلا كان كذلك لهذا فتحت الدفتر و كتبت
▪ أستطيع أن ألمح الباب، سأخرج من الغرفة ▪
أمسكت بمقبض الباب الحديدي البارد و أدارته فتناءى صوت صدى فتحه الذي كسر بعض من الصمت الذي كان حولها ، دفعتهُ للأمام أكثر مما جعل صوت الصرير المزعج يتفاقم أكثر و أكثر ، إبتلعت ريقها بخوف فهي حاليا في مكان لم تره في حياتها قبلاً في وضع مخيف للغاية ، تشعر و كأنها ستجن قريباً !فور أن خطت أول خطوة خارج تلك الغرفة تناءى إلى مسامعها صوت طفلة صغيرة بدا كالصدى
" ماما ابحثي عني ! "
الصوت كان مألوفا ، صوت هادئ لطفلة ، لكن ما الذي تقعله طفلة صغيرة في مكان كهذا , مهلا هل من الممكن أن تكون روحًا أو أمرًا من هذا القبيل !
حاولت تهدئة نفسها عبر أخذ شهيق عميق و زفير تخرج به خوفها ، فالجوُّ الصامت حولها الذي لا يكسره إلا صوت رياح هربت من بعض الشقوق كان يزيد من وطأة توترها ، و ذلك الصوت الغريب الذي لا يُردِّدُ إلا كلمة ماما ، هل من الممكن أنها تقصدها هي عندما تناديها بماما ؟الأرض مفروشة بسجاد إصطبغ لونه بالأحمر الداكن ، و الجدران مغطاة بورق حائط باللون الكحلي مع نقوش باللون الفضي و قد علقت عليه العديد من الصور الغريبة عملاقة الحجم، إضافة إلى العديد من النوافذ إلا أنها عكرة و لا تظهر ما بالخارج و كأن هناك عاصفة من الغبار خارج هذا المنزل , و هكذا كانت تتأمل تفاصيل المنزل بينما تتنمشى في الممر بحذر ، ببطء و ترقب خوفًا من أن يحصل شيء فجأة ، و بالفعل عندما مرت من أمام إحدى الأبواب التي كانت مقفلة فتحت ببطء مصدرةً صوت صرير مزعج ككل باب قابلتهُ بهذا العالم , تراجعت للخلف بخطى مرتجفة ، هل هذه إشارة لها كي تدخل إلى الغرفة ، و هل عليها أن تنفذ هذه الإشارة ؟!
إبتلعت ريقها ثم اقتربت من الباب تحاول إختلاس النظر لما يوجد في الداخل إلا أن الظلام كان مسيطر على المكان ، و لهذا لم يكن لديها خيار غير الولوج للداخل ، أمسكت بمقبض الباب الحديدي البارد و دفعتهُ بخفَّة ، أخذت نظرة على المكان على الرغم من الظلمة كانت بعض ملامحه واضحة ، فقد كانت تشبه إلى حد كبير الغرفة التي استيقظت فيها قبلا ، ذات طابع كلاسيكي ...
تقدمت خطوات لداخل الغرفة التي فرشت بسجاد أخضر إلا أن ألم فضيع داهمها فجأة و استفحل على أوصالها دفعها للصراخ بأقوى ما لديها ، لم تستطع قدماها حملها فانهارت على الأرض بينما تحكم إمساك رأسها لتخفف من الوجع الذي وصل إليه ، حاولت النهوض و تحمل الألم إلا أن جسدها لم يكن يستجيب لها فقد كان ينتفض بقوة ، و بينما هي تعاني استطاعت سماع صوت أشبه بالهمس أو الهمهمة بجوار أذنها صوت شخص مألوف ، يعتذر ثم تناءى لها صوت آخر مختلف تماما يصيح باستمتاع قائلا
" ماما جديني بسرعة ! "
شهقت بقوة ، منذ متى توقف الهواء عن دخول رئتها ؟ لا تعلم ، لكن ما تعرفه أنها قد عدت إلى غرفتها ...
.
.
.
هاي🤗
فوت و كومنت😁
و رأيكم؟
بصراحة أنا مستمتعة و أنا أكتب بارت العالم الثاني 😂💔