~ أغلال طبقية ~

By Coldsnow5

198K 14.6K 11.9K

تمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر... More

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين
الفصل التاسع و العشرين
الفصل الثلاثين و الأخير
ملاحظة
اضافة

الفصل الثالث و العشرين

6.2K 422 377
By Coldsnow5

فتحت شيزوكا عيناها بشيء من الصدمة بينما تقدمت زوجة إبنها وهي تردف بهدوء :" لا أعلم حقاً إن كانت الكلمات ستكفي لتعبير عن الأسباب التي دفعتني للقيام بتلك الحركة الفظيعة معك لكن سأكون صادقة فحسب أولاً أنتي فعلتي الكثير مع هانا زوجة إبنك الأولى و أنا قطعاً لم أكن لأحتمل ما رأته هي لذا فضلت أن أسبقك بخطوة و أطردك من حياتي حتى لا ينتهي الأمر بي مثل الأولى ! "

صمتت وهي تحدق بوجه من أمامها و الذي ظهرت عليه الكثير من الملامح لتكمل :" و ثانياً هُناك الكثير من الأمور التي تجعل أي فتاة تكره والدة زوجها لاسيما إن كانت مُتسلطة و تُحب أن تكون كل القرارات بيدها ! و الحقيقة أنك واحدة منهن , ومع ذلك بعد التفكير بالأمر أظن أن ما فعلته كان فظيعاً فبالنهاية أنتي والدة , لذا أتيت للإعتذار و إخبارك أن منزل إبنك هو منزلك بالنهاية و أتمنى أن نبدأ صفحة جديدة معاً بسلام بحيث لا أُزعجك و لا تزعجيني بل ربما أشبه بصديقات ؟! "

صمتت تماماً وهي تراقب من أمامها بهدوء ما كان يوماً جزء من شخصيتها  و مع ذلك سوكي أظهرت لها حقيقة هي نفسها لم تدركها حقاً بسبب كبريائها و ترفعها ، هانا لم تكرها يوماً أو تقلل من احترامها مُطلقاً بل ما حدث كان العكس تماماً !

لكن بالنهاية وجود الأولى كان دون رضاها بل و بخدعة ما ، فإبنها حتى حرمها من حضور حفل زفافه لإدخالها للمنزل أما هذه فهي من أحضرتها !

ربما لو الظروف مُختلفة لكانت تقبلت هانا و هدأت لكن الآن ما حدث قد مضى و إنتهى و عليها تقبل ذلك لذا هي أومأت إيجاباً مُصافحة لمن أمامها عل الأوضاع بمنزل صغيرها تهدأ أيضاً .

بالنهاية تحدثت سوكي بشيء من الهدوء :" بكل حال ذلك هوشي اظن عاد للمنزل قد ترغبين برؤيته ؟ يمكننا الذهاب معاً "

*****
سار بخطوات سريعة لداخل منزله وهو يبحث بالأرجاء بهدوء بينما يراقب الخدم تحركاته بريبة فهو بدى وكأنه يتسلل للسرقة و ليس شخصاً عاد لمنزله تواً من المدرسة !

إقترب منه كبير الخدم بالمنزل لينطق بإبتسامة هادئة :" سيدي الصغير أهناك أمر ما يمكنني مساعدتك به ؟ "

توقف لينظر لمن أمامه بينما يبتسم بشقاوة :" أهي هنا ؟ "

ضحك بخفة بينما يجيبه :" لا ، بل ذهبت لزيارة جدتك أظنها ستدعوها معها للمنزل "

ظهر العبوس جلياً على الصغير الذي نطق بضيق :" لكن تطبيق مقالبي و جدتي هنا يعني توبيخ إضافي ! "

لم يتمكن كبير الخدم ومن حوله من عدم الضحك ليقطب هوشي حاجباه بضيق إلا أنه وقبل أن يتحدث بحرف شهق بفزع ما إن وصله صوت والده المُستاء :" تداشي هوشي ! مع الأسف ستكون مُضاعفة ثُلاثية ! "

إلتف لوالده بسرعة وهو يجيبه بضيق :" لكن أبي نحن إتفقنا على فعل هذا بالفعل ! "

إقترب منه بينما يجيب :" لم نفعل ! أنت كُنت تخطط وحدك و أنا فقط طلبت منك أن لا تفعل أتذكر ؟ "

عبس الصغير وهو يجيبه بتجهم :" ألا ترى معي أنك تتصرف بطريقة لئيمة ؟! هذه إحدى حقوقي ! "

بعثر خُصلاته الشقراء بهدوء ليحمل صغيره العابس لغرفته وهو ينطق :" لا ! لكن التصرف اللئيم هو أن تكون أنت من بدأ بالتهجم عليها ! ولو أن العكس هو ما حدث لكان الأمر مُختلف ربما ؟! "

أنهى عبارته بإبتسامة هادئة لينظر له صغيره بسرعة قبل أن ينطق بشقاوة :" أي كُل ما علي فعله هو إنتظارها حتى تُخطأ بمعاملتها لي صحيح ؟ وحينها أنت لن تغضب ؟ "

أنهى عبارته بتساؤل ليضحك آيكو بخفة وهو يجيبه :" تماماً ! "

صمت قليلاً و هو يضع صغيره على فراشه ويجلس بجواره وقد صمت الصغير بسبب تلك الملامح الجادة على وجه والده , ثوان ونطق آيكو بشيء من الإنزعاج :" هوشي أخبرني إن .. "

لم يستطع أن يكمل كلماته لينهض فحسب بينما يتحدث بهدوء :" إنسى الأمر ! هيا بدل ثيابك و حاول إنجاز فروضك قبل موعد الغداء "

رمش الصغير بشيء من الحيرة فماذا أراد والده ؟ أهو مُنزعج ؟ غاضب ؟ هل يتألم ؟ وهذا فقط جعله يقلق بشدة فهل هو مريض ويضغط على نفسه مُجدداً ؟ بالطبع لن يسمح لنفسه بإزعاجه أكثر إذاً !

لذا هو ببساطة فقط بدل ثيابه بسرعة ثُم جلس ليقوم بفروضه بما في ذلك الفرض الذي أمره مُعلمه بكتابه و بطريقة ما و أثناء إنجازه هو وجد نفسه يخطط لبعض المقالب على صفحات الدفتر بعضها لمُعلمه و البعض الآخر لزوجة والده ! .

******

خطواته الصغيرة كانت مليئة بالضيق و هو يفكر بذلك الفرض الذي طُلب منه , العبوس كان يُزين ملامحه الطفولية بينما عكست عيناه الزُمردية مدى الضيق الذي ينتابه حقاً و كأن الأمر حبل نجاته لا مجرد فرض مدرسي و ربما لو توأمه مكانه لسخر من الأمر و أخبره أن يعيش حياته التي يحرم نفسه منها , وهذا التفكير جعل ملامحه تزداد تهجماً وضيقاً بينما يتمتم :" هذا لإنه مجرد مغفل لا يهتم بدراسته ! "

توقف قليلاً عن السير مُفكراً أنه من تخيل شقيقه وردة فعله إذاَ لما شتمه أيضاً ؟ و فقط كيف تحول تفكيره له ؟ الواقع دائماً ما يقوده تفكيره لشقيقه و ما يفعله الآن أو لو كان بمكانه ماذا كان ليفعل و كأنها عادة تُسليه و تملئ عليه أوقات فراغه و وحدته .

تنهد مُكملاً طريقه وهو ينطق بهمس :" لقد إشتقت إليه بالفعل ! و لأبي أيضاً "

****

فضوله لم يسمح له أن يجلس بمكانه فقط دون أن يكتشف ماذا كان والده يريد منه , لذا هو غادر غرفته على عجل بعد مضي بعض الوقت عله يتحدث إليه و يخبره بما كان يريده ثم هو أنهى حقاً ما عليه من فروض و حان وقت تسليته !

هو إتجه لغرفة المكتب الخاصة بوالده إلا أنه لم يعثر عليه , أسرع بعدها بالذهاب لغرفة والده و طرق الباب بخفة لكن لا إجابة أيضاً , عبس بخفة ليركض للأسفل حيث غرفة المعيشة لكنه ما إن وصل حتى شهق بشيء من الصدمة عندما وجد جدته و زوجة والده تجلسان هناك ليتجهم وجهه لاسيما عندما تحدثت جدته :" تداشي هوشي ! لماذا تركض على الدرج ؟ ماذا لو تعثرت ؟ و من ثم ما بال  هذه الملامح أيها الطفل ؟ هذا بدلاً من قدومك و إلقاء التحية بشكل سليم "

هو تقدم منها ليحتضنها بخفة قبل أن يجيبها بمرح :" لكن جدتي أنا لم أتعثر لذا كل شيء بخير ! ثُم كنت أبحث عن أبي هل رأيته ؟ و هذه الملامح كانت لإنني أعلم أنني سأحظى بتوبيخ منك ! "

إختتم عبارته بضحكة قصيرة أجبرت جدته على الابتسام له بخفة بينما تجيبه :" كن حذراً لأجل المُستقبل ! و والدك عاد للعمل  و قال أنه سيكون هنا قبل الغداء هو فقط نسي إحضار شيء ما و بالنهاية إذاً لا تتصرف بتهور و شقاوة حتى لا يتم توبيخك "

عاد للتجهم قليلاً إلا أنه و فجأة عاد لإحتضان جدته بينما ينطق :" إشتقت لك أتعلمين ذلك ؟ "

نظرت له بقليل من التفاجأ بينما ابتسم هو بلطف طفولي ليغادر , هو لم يكذب حقاً فقد إشتاق للجميع بالفعل و وجوده هُنا يسعده مع كل من يعرفهم و إن كان جزء منه يريد العودة للقرية و آخر يطلب فقط حضور توأمه لأي مكان هو به صارخاً بأنه ليس من العدل بأن تنتهي العُطلة دون أن يعبثا معاً بشكل جيد !

قوس شفتيه للأسفل بشيء من الحُزن و شعور كبير بالفراغ إجتاح كافة مشاعره , توأمه كان هُنا رائحته لاتزال عالقة بأرجاء غرفته ومع ذلك هو لم يكن معه , يشعره التفكير بالأمر بفراغ فظيع إضافة إلى دموعه التي تتجمع بكل مرة يذكر هذا بها !

توقف بإنتظار والده أمام مدخل المنزل بهدوء , بالنهاية هو أقرب الأفراد من أسرته له و هو الوحيد الذي يستطيع إبعاد هذا الفراغ الآن من أعماقه أو على الأقل التقليل منه .

****

وقف على بُعد عدة خطوات من ذلك الجالس أمام التلفاز يقلب قنواته بملل شديد ، هو لم يتحدث معه كثيراً سوى أن كل منهما ألقى تحيته على الآخر فور وصوله ومع ذلك لازال يفضل طلب ما يريده منه على طلب ذلك من أمه !

تنفس بِعُمق فالأمر أصعب مما تخيل حقاً ، لا يمكنه الطلب منه ، أخفض رأسه بهدوء مُتراجعاً للخلف بصمته ذاته .

تاكاشي أدار بصره يراقب ذلك الصغير الذي إستدار للمغادرة بحاجب مرفوع ، فهو يقف هنا مُنذ عشر دقائق يتقدم تارة و يتراجع بتارة أُخرى دون سبب مفهوم حقاً ، تنفس بهدوء وهو ينطق :" يوشي ؟ أهناك خدمة ما تريدها ؟ "

جفل المعني بقوة فهو لم يتوقع أن خاله قد رآه أو شعر به حتى ، هو إستدار بشيء من الخجل قبل أن ينطق بصوت خافت :" فرض مدرسي ! "

آمال تاكاشي برأسه بعدم فهم ليتحدث :" اتريد مساعدة ما به ؟ "

عض على شفتيه قبل أن يتحدث بسرعة :" مطلوب منا الكتابة عن عمل أحد أفراد الأسرة و أنا لا أريد الذهاب مع أمي و رؤية ذلك الرجل "

أنهى عبارته ليخفض رأسه فهو حقاً لا يريد رؤية أمه مع خاطبها ذاك ، لا يعلم إن كانت حقاً موافقة على الزواج أم لا ، لكنه فقط بإنتظار تحقيق وعد والده له بأن يمنع الزواج مهما كلف الثمن !

و من جهة أُخرى ضحك تاكاشي بقوة شديدة مُحدقاً بالطفل الذي اشتعل وجهه فقط بسبب هذا الطلب البسيط ، يمكنه أن يفهم الآن سبب ذلك الوعد الذي أجبره هوشي على قطعه له بحماية شقيقه ، هو فقط بريء للغاية و لطيف .

نهض من مجلسه مُتجهاً له وهو يجيبه بلطف :" من حسن حظك وجدت عملا قبل أيام ، هو ليس بناء فاخر لكن على الأقل يمكنني العودة للعمل ! "

نطق بحيرة :" بناء ؟! "

بعثر له خُصلات شعره وهو يجيبه بهدوء :" أجل فهذا هو عمل المهندس صحيح ؟ "

ابتسم الصغير له بخفة قبل أن يتحدث بشيء من الخجل :" شكراً لك خالي "

أومأ له إيجاباً بينما ينطق :" إذاً غداً ستأتي معي لموقع البناء ؟ "

حرك رأسه إيجاباً بسعادة غامرة فهو يشعر بأن ذلك الحمل قد خف كثيراً عن كاهله !

عاد لغرفته بعدها مُباشرة وهو يتأمل كل زاوية بها ، وجه نظراته لذلك الدفتر الملقي بإهمال مع بعض الكتب ليشهق بفزع فمن حركه من مكانه ؟ و ماذا لو رأته أمه ؟

أمسك به بقوة و عاد لفراشه ليفتحه ويرى إن كان هُنالك اي دليل على أن أحدهم عثر عليه ، هو قلب الصفحات بسرعة حتى وصل لصفحة ما تم وضع علامة عليها ليقطب حاجباه فهو لم يفعل ذلك قط !

فتح تلك الصفحة لتتسع عيناه بسبب تلك الكلمات التي عثر عليها ' يوشي الأحمق ! منذ هذه اللحظة لا أسمح لك بكتابة أي حرف على هذه المُذكرات و كل ما ترغب بكتابته أكتبه برسالة ما لي ، لا يسمح لك بالبكاء وحدك و لا الألم بمفردك مفهوم ؟ حقاً لا تفعل ذلك هذا مؤلم بشدة ، الآن أنا معك و بجانبك موافق ؟ تذكر أنني أحبك يا نسختي اللطيفة .

ملاحظة افتح على الصفحة التالية لترى ماذا فعلت بأسرة ذلك المغرور '

مشاعره إختلطت تماماً و الآن هو حقاً يشعر بالكثير ، لا يعلم كيف وجد توأمه هذه المذكرات لكنه يشعر بالسعادة و شيء من الحزن ، دموعه تجمعت على أطراف جفنيه إلا أنه ما سمح لها بالهطول بل وجد نفسه يضم ذلك الدفتر و تلك الصفحة بالذات وهو ينطق :" شكراً لك يا أخي حقاً "

****

جلس بجواره وقد عقد حاجباه بضيق :" هوشي تحدث الآن هل أزعجك أحد ؟ لما تجلس بالخارج ؟ "

أجابه بسرعة :" لا ! لكنني كنت بانتظارك اشعر بالوحدة "

ضيق عيناه بحزن وهو يحتضن صغيره إليه بينما ينطق :" أعتذر يا صغيري ، أعدك سأبذل ما بوسعي لقضاء أغلب الوقت معك لا بالعمل "

شعر بشيء من الرضى و السعادة فحقاً لو يقلل والده أوقات عمله سيكون الأمر مُذهلاً !

و قبل دخولهما أتاهما صوت ثالث يتحدث بعتاب :" و ماذا عني ؟ ألم يشتق حفيدي لي ؟ "

إبتسامة كبيرة رُسمت على شفتيه وهو ينطلق بإتجاه جده بينما يهتف بمرح و سعادة :" جدي ! إشتقت لك بشدة "

ضحك جده بمرح وهو يمسك بيده ويسير معه للداخل بينما راقبهما آيكو بهدوء لينضم لهما وهو يمسك بيد صغيره الثانية ، لن يتركه ليشعر بالوحدة و يغرق بها .

عدة دقائق كانت الأسرة قد تجمعت حول مائدة الغداء و على خلاف الأسر النبيلة و عاداتها فهوشي و جده لم يتوقفا عن الحديث حول العطلة وما فعله هوشي بها من إنجازات !

آيكو كان يستمع فقط بإبتسامة هادئة بينما نهضت سوكي من المائدة أولاً و إتجهت للمطبخ لتتبعها شيزوكا بعد فترة قصيرة من الوقت .

هوشي نطق بمرح :" وهكذا أنا و خالي أصبحنا شركاء ! لا أظن أننا على وفاق تام لكن هو ليس سيء كما كنت أظنه بالبداية وقد وعدني بأن يعتني بيوشي جيداً "

آيكو ضحك بخفة وهو يجيبه :" شركاء ؟! هو خالك و إحترامه أمر أنت مجبور على فعله ! "

عبس الصغير وهو يجيب :" لكنه لا يحبك ! لذا نحن كنا نتشاجر دائماً , هو يقول أنك شخص سيء "

ضيق عيناه فهو للآن لم يفهم السبب , تنهد قليلاً بتعب قبل أن ينهض وهو يتحدث :" سأعود بعد لحظات فقط أريد القيام بمكالمة واحدة "

أومأ له صغيره بسرعة و من ثم عاد لينطق بمرح :" صحيح جدي هل رأيت ما فعلته بأسرة المُتنمرين ؟ "

ردد جده :" أسرة المُتنمرين ؟! "

ابتسم بسعادة وهو يقف :" أجل تلك الأسرة التي كادت تزج بي بالسجن ! بكل حال إنتظر لثوان حتى أحضر هاتفي و أُريك إياها ! "

هو أسرع بعدها لغُرفته للبحث عن هاتفه , وفور أن أمسك به حتى تجهمت ملامح وجهه بالكامل فهو وجد أنه فوت مكالمة ما من توأمه ! نطق بضيق شديد :" مُغفل ! لماذا إتصلت عندما لم أكن هنا ؟! "

تنفس بعمق وهو يحدق بذلك الإشعار حول تلك المُكالمة وقد تملكه شعور كبير بالإحباط , إلا أنه توقف أمام المطبخ عندما إلتقطت أذنيه أحدهم يتحدث عنه ليستمع لجدته التي نطقت :" لكن أخبرتك أن هوشي لديه حساسية من هذه الفاكهة ! لا يمكنه تناولها "

أجابتها سوكي بهدوء :" إذاً لا داعي ليتناول من الكعكة ! ثُم أنا قمت بإنهاء صنعها بالفعل فماذا يمكنني أن أفعل له ؟ "

وهو ابتسم بعبث بينما ينطق بسرور :" لقد بدأت المعركة بالفعل ! "

بعدها أكمل طريقه من فوره لغرفة الجلوس حيث فتح لجده ذلك الفيديو الذي نشره عن تلك الأسرة ليريه إياه وهو يبتسم بهدوء مُنتظراً ردة فعله .

*****

تناول طعامه بهدوء بينما يفكر لما هوشي لم يجب على مكالمته ؟ هذا جعله يشعر بشيء من الإستياء و إن حاول تجاهل ذلك بكل جهده !

خرج من أفكاره على صوت والدته التي نطقت بهدوء :" إذاً كيف ان يومك ؟ "

أجابها بهدوء :" بخير ! كان اليوم طبيعياً فقط لم أصادف أي مشاكل "

ابتسمت له بلطف وهي تتحدث :" جيد يا صغيري "

تحدث تاكاشي بهدوء :" بالمناسبة بالغد سيأتي يوشي معي للعمل "

نظرت لهما قليلاً بحيرة وهي تتحدث :" حقاً ؟ لماذا ؟ و ماذا عن المدرسة ؟"

أجابها يوشي :" بسبب فرض درسي حول عمل أحد أقاربك لذا الغياب بالغد بهدف كتابة الفرض مسموح به ! "

أومأت إيجاباً لتتحدث بشيء من السعادة :" جيد , يمكنك إمضاء القليل من الوقت الجيد "

إبتسم لها هو الآخر بينما حدق تاكاشي بهما , بالفعل هو نسخة مُختلفة تماماً و لا يعلم للآن حقاً عن ماذا كان ليكون شعوره إتجاهه لو قابله قبل هوشي !

لكنه يدرك بأعماقه أنه مهما كان من قابله أولاً هو لن يتمكن من إيذاء أي من أبناء شقيقته أو أي طفل صغير مهما كان حجم العداوة التي تجمعه مع أسرته , هوشي لديه تلك الشخصية المرحة و التي تجتمع بها الشقاوة و البرائة و يوشي الفتى الهادئ اللطيف و الخجول هما فقط مُكملان لبعضهما البعض بطريقة ما , وحقاً يشعر بالإنزعاج من عيش كل منهما بمفرده فكل منهما بحاجة للآخر بحياته !

******

هو نهض من موقعه فور عودة الأسرة للإجتماع معاً ليتصل بتوأمه بعيداً عنهم قليلاً وما إن أجاب حتى هتف بمرح :" أهلاً بنسختي اللطيفة ! "

عبس يوشي بينما يجيبه بضيق :" لا تطلق هذا اللقب علي مُجدداً ! و ثانياً  لما لم تُجب عندما إتصلت بك ؟ "

ضحك بذات المرح وهو يجيب :" هل أخي حزين لإنه لم يستمع لصوتي ؟ "

صمت لثوان قبل أن يهتف بجد :" أم أن هُناك شخص مُزعج 'قترب منك ؟! كل ما عليك فعله هو إخباري بالأمر ! "

شد على قبضة يده بينما ينطق :" أحمق ! بل أردت توبيخك بحق الإله أنت قمت بالتفتيش بكل غرفتي أثناء بقائك بها ! هل سمعت بشيء يسمى بالخصوصية بكل حياتك ؟"

كرر من خلفه بتهجم :" خصوصية ؟! نحن شقيقان و أنت هو نسختي اللطيفة لذا لا يوجد شيء كهذا بيننا ! "

تلك الكلمات أجبرته على الصمت وهو يخفض رأسه بينما هُناك إبتسامة هادئة على شفته إلا أنها سرعان ما إختفت عندما أردف توأمه بسعادة :" أنت تبتسم الآن صحيح ؟ يمكنني معرفة ذلك ! "

ضحك بعد إنهائه لجملته تلك ليكمل :" و الآن أزلت إبتسامتك ! أشعر بأنه يمكنني قراءة تحركاتك وكأنك أمامي , تعلم لقد إشتقت لك بالفعل "

جلس الآخر على سريره بهدوء وهو ينطق :" و أنا أيضاً إشتقت لك ! ثُم أنا سبقتك بمعرفة تصرفاتك و أفكارك "

أجابه بسرور :" هذا لإنك نسختي الذكية ! "

تلاشت تلك الهالة المُسالمة من حوله وهو يهتف :" توقف عن إطلاق لقب نُسخة علي ! هذا مُزعج إسمي هو يوشي ناديني به أو أغلق فمك "

وهوشي ما تمكن من كبت ضحكته أكثر فمُنذ متى و شقيقه يغضب بسهولة هكذا ؟ على الأقل هو لم يره غاضب يوماً بشكل لطيف هكذا مع أحد سواه إذاً ألا يعني هذا أنه مميز ؟

عدة ثوان و إنطلقت صرخة ما من الغرفة التي يجلس بها آيكو و البقية ليبتسم هوشي بشقاوة :" و أخيراً تم التنفيذ بنجاح ! "

الآخر نطق بحذر :" ماذا فعلت ؟ "

أجابه بشيء من الفخر :" أظن أن الكعكة ق تحولت لألعاب نارية ! "

شهق يوشي بخفة قبل أن يستمع كلاهما لصو آيكو الغاضب :" إذاً و سعيد بذلك أيها الصغير ! "

أبعد هوشي الهاتف عن أذنه بينما يلتف ليشاهد والده ويدافع عن نفسه إلا أن رؤيته لأبيه و جديه وسوكي ملطخين بالكعك و الكريمة أجبرته على الضحك بقوة شديدة مُتجاهلاً كُل شيء وهذا دفع يوشي ليضرب جبهته بخفة قبل أن يتمتم بعبارة " مغفل " ويغلق الخط .

آيكو هتف بحده :" توقف عن الضحك فوراً "

جلس الصغير أرضاً بينما يشير له بأصبعه وهو يتحدث بصوت متقطع بسبب الضحك :" لكن أنظر لنفسك ! و لهم , أنتم مضحكون "

تحدثت جدته بضيق :" ومن السبب بهذا ؟"

توقف عن الضحك قليلاً لينهض بينما يشير بيده لسوكي وهو يجيب :" هي السبب بذلك "

رفع آيكو بصره بإتجاهه بينما ينطق بإستنكار :" وكيف ذلك ؟"

أجابه بتهجم :" هي تعلم أن هذه الكعكة تُصيبني بحساسية مع ذلك لم تهتم ولم تحاول جعل أحد الخدم على الأقل يصنع لي حلى ما لأشارككم بالجلوس ! و فقط فظيع أكنت ستتناول الكعك و أنا أجلس دون أي حلوى !؟ "

رفع آيكو بصره لسوكي للتأكد من ذلك وهي نطقت بسرعة وغيظ :" عندما أخبرتني والدتك بذلك كنت قد أعددتها و إنتهى الأمر ! ماذا تريد مني أن أفعل ؟ ليس وكأنني كنت أعلم و تعمدت ذلك ! "

صمتت لبرهة قبل أن تردف :" ثم أنت هل زرعت أدوات تجسس بالمنزل أم ماذا ؟"

هو عبس ليقف أمامها بينما يجيب :" و من قال أنني أريد تناول أي شيء مصنوع من يديك أخشى أن الحساسية إتجاهك أسوء من حساسيتي إتجاه كعتك و لكن على الأقل كان يمكنك البحث عن بديل فأنا طفل فقط وما فعلته ليس بالأمر اللطيف لذا يحق لي الدفاع عن نفسي ! "

من ثم أجابها بتهكم :" الحظ يقف لجانبي فقط ! "

تقدم آيكو من صغيره ليتحدث :" حقاً سوكي أقدر أنك لم تعلمي بالأمر مُسبقاً لكن على الأقل كان يمكنك بالتفكير بشيء آخر سريع لأجله ! و أنت أيها الطفل لم يكن عليك فعل هذا "

عبس بينما يجيب :" أنت من قال أنك لن توبخني إن كانت هي التي بدأت ! "

توسعت أنظار الثلاثة و التي إتجهت لآيكو الذي نظر لإبنه بشيء من التوتر قبل أن ينطق بهدوء :" حسناً ,قلت ذلك لإنني ظننت أن سوكي لن تحتك به و بالتالي لا شجار بينهم و لن يبدأ هو بمقالبه ! "

الصغير تجهمت ملامحه بالكامل بينما يهمس بضيق :" إذاً فعلت ذلك لحمايتها ؟ أنا جدياً لن أتحدث معك مُجدداً "

ابتسم آيكو لصغيره بهدوء وهو ينطق :" مُطلقاً ؟"

أشاح الصغير بوجهه عنه ليتجاهله بينما حرك آيكو كتفيه بلا إهتمام وهو ينطق :" حسناً لا بأس , بكل حال سأذهب للإستحمام ثم علي إكمال مخططي حول ما علي فعله بأسرة كيجي بمفردي "

رمش الصغير عدة مرات قبل أن يلتفت لوالده الذي كان يصعد للأعلى بالفعل بحيرة , أقال مخطط ؟!

هو وجد نفسه لا إرادياً يهتف بحماس :" مُخطط ؟ لأسرة ذلك المُتنمر البغيظ ؟ هل حقاً ستقوم بمقلب ما لهم ؟ إنتظر مهلاً أنت بحاجة لمُساعدة شخص مُخضرم مثلي بذلك ! "

توقف آيكو عن السير و نظرلصغيره بينما يضحك بشدة وهو يكرر :" مُخضرم حقاً ؟ فقط من أين تعلمت ذلك ؟"

عبس هوشي وهو يجيبه :" من رواية ما بمكتبة يوشي , بكل حال ليس هذا هو المهم ! هيا إذهب للإستحمام حالاً فأمامنا عمل طويل للتخطيط ! "

تقدم سيزوكا منهما وهو يضع يده على جبهة صغيره بينما ينطق بقلق :" آيكو أتشعر بأنك بخير يا بُني ؟ "

أجابه بإبتسامة هادئة :" أجل بخير ! لما القلق ؟ بحق ألا ترغب برؤيتي هكذا ؟ "

أومأ سلباً قبل أن ينطق بهدوء :" لا تُجبر نفسك على شيء موافق ؟"

ضحك بخفة وهو يجيب :" أبي ! أنا لست لطيفاً مع من يؤذي أُسرتي فقط ليس وكأنني أتصرف بطريقة مُختلفة عن شخصيتي الحقيقية كتمثيل ! لا تقلق أنا حقاً بخير "

هوشي أمسك بيد والده بشيء من القلق فهو لا يعلم أحقاً والده ليس بخير ؟ أهناك ما يزعجه ؟ ولكن لما سيبتسم و يضحك إن لم يكن كذلك ؟

نفخ وجنتيه بضيق وهو يهتف بإستياء طفولي :" أنت ويوشي تُثيران إزعاجي ! إن كان هُناك ما يزعجكما فقولاه فقط , هذا مُزعج يفترض أنك شخص كبير يا أبي "

إنخفض آيكو قليلاً ليمسك بأذن صغيره وهو ينطق بإبتسامة مُخيفة :" صغيري هل نسيت أنك تتحدث لوالدك ؟ "

شهق بألم وهو ينطق بسرعة :" آسف ! فقط أتركها هذا مؤلم "

تدخل سيزوكا لإبعاد إبنه وهو ينطق بإستياء :" لا تفعل هذا بحفيدي ! كم أنت قاسِ "

تنهد آيكو بإستسلام وهو ينهض ليتحدث :" حسناً لا بأس , بكل حال حقاً علي الذهاب و إكمال ما سأفعله مع تلك الأسرة ثم سأقوم ببعض الأعمال بعد الإستحمام بفضل أحدهم ! "

عاد الحماس لوجه الصغير وهو ينطق :" سأسبقك للأعلى لنخطط معاً موافق ؟ و هذا مذهل لم أتخيل يوماً أن أكون شريك أبي بمخطط ما , هذا يعطي بعض الأمل لشقيقي "

نطق سيزوكا بسرعة :" و أنا معكما ! أجل أظن بالزيارة القادمة له سيكون علينا تحويله لنسخة ثانية منك "

صمت هوشي قليلاً بتفكير قبل أن ينطق بإعتراض :" لا , أرفض أن يصبح كذلك ! هو نسختي اللطيفة و الخجولة لن نقوم بجعله شخص آخر ! أنا سأحميه من التغير و من كل شيء ! فقط سأعلمه كيف يستمتع قليلاً و يضحك بسعادة بلا تردد "

نظر آيكو لطفله بقليل من الصدمة قبل أن يبتسم بحنان و شيء من الحنين وهو يسير للأعلى بخطوات أسرع , أما سوكي فقد نظرت لشيزوكا بهدوء قبل أن تنطق :" هذا لا يُحتمل حقاً ! "

بعدها هي صعدت للأعلى أيضاً لتبدل ثيابها وتغتسل , أما شيزوكا فقد حدقت بالفراغ قليلاً قبل أن تتنهد بتعب و تذهب للغرفة المخصصة لها هنا .

بعد عدة ساعات كان آيكو مُنغمس بعمله بينما هوشي نائم على الأريكة أمامه ووالداه قد عادا للمنزل , هو ما كان لديه عمل مُهم حقاً إلا أنه فقط يشغل نفسه عن النوم بإنتظار مُكالمة أو رسالة ما كرد على ما طلبه من مساعده بالصباح !

عدة دقائق ووصلته رسالة منه وهو فتحها بسرعة , عيناه كانت تتسع مع كل حرف يراه لينهض من مقعده بينما يهتف :" سجن ؟ و أنا من رفع دعوى ضده ؟! لكن هذا لم يحدث و أنا لم أفعل ! "

أعاد خُصله للخلف بشيء من الغضب , لا بل ربما الكثير منه فما كُتب هنا إتهام واضح له , هو لم يرفع دعوى قضائية طوال حياته حتى على ألد خصومه إذاً ماذا يحدث حوله ؟

شد على قبضته بقوة بينما يعيد إرسال طلب آخر لمساعده وهو يهتف بضيق :" هُنالك شخص ما كان يحاول إفساد حياتي منذ البداية لكن من ؟ ولماذا ؟"

******

بصباح اليوم التالي كان يوشي يستعد للخروج برفقة خاله , هو كان مُتحمس لذلك وبذات الوقت متوتر فهو ليس مُعتاداً عليه بعد و لا يعلم كيف يفترض به أن يتصرف برفقته !

لكنه قرر أن لا يزعجه و أن يكون مُهذباً فحسب لذا سار بجانبه بكل هدوء وبيده دفتر صغير للملاحظات حتى يعود و يكتب تقريره , تاكاشي كان ينظر له بكل ثانية للتأكد من أن الصغير قادر على أن يتبعه , فهانا أخبرته الكثير عن صغيرها هذا و منها و أهمها كان عمله و محاولاته الكثيرة لمساعدتها !

هو حقاً لا يدرك كيف يمكن لهذا الصغير بجواره أن يفعل كل هذا فحسب ما يراه هو طفل لطيف وربما سريع البكاء ؟! لذا لا يعلم بشأن هذا , تنفس بعمق محاولاً تغيير دفة تفكيره لأمور أُخرى و أهمها ربما هو محاولة تذكر أساسيات عمله وما كان يقوم به دائماً قبل ذلك الإنقطاع الطويل عنه , و بالفعل شغله ذلك بالكامل حتى وصل لموقع البناء , المشروع الذي سيعمل به هو لبناء مُجمع تجاري بسيط بالقرية و تقريباً مُدة المشروع تمتد من ثلاث لخمسة أشهر فهو ثاني مهندس يأتي بعد أن إستقال الأول بظروف مُفاجئة و هو كان أمامهم كحبل نجاة !

حدق بالأساسات التي تم بنائها بشكل أولي و بالرسومات السابقة بتركيز وهدوء وهو يقارن كل المُلاحظات التي كُتبت مع ما يراه أمامه بالواقع , إكتشف عدة أخطاء موجودة بدأ بالتعديل عليها و إعطاء التعليمات بشيء من الحزم و الثقة و يوشي كان يراقبه بإستمتاع , فهو رآى بعيناه بريق سعيد و متحمس حقاً للعمل و هذا جعل مشاهدته مُمتعة للغاية و لسبب ما جعلته يحترم من أمامه بشدة فمن سيعمل بكل هذا الجهد و النشاط حقاً ؟

و بعد مضي بعض الوقت خاله أشركه قليلاً حيث طلب منه الوقوف بجواره وشرح له العديد من الأساسيات المُهمة للعمل هو حتى علمه القليل عن أدوات الرسم الخاصة بهم , و من ثُم تطوع الصغير لحمل الأدوات كنوع من المُساعدة و بالرغم من إعتراض تاكاشي على ذلك فهي ثقيلة نوعاً ما إلا أن إعتراضه فشل أمام إصرار يوشي لذا سار أمامه مع العُمال للداخل ليتحدث معهم ومن خلفه سار يوشي بخطوات بطيئة وهو ينظر للأرض بكل حذر حتى لا يسقط و يتسبب بتلف شيء ما .

و تاكاشي و بعض العمال كانوا يسترقون النظر له بين الفنية و الأخرى فما يحمله كان يغطي نصف جسده تقريباً بينما عيناه تحدقان بالأرض و يسير ببطء شديد كطفل تعلم المشي تواً , وفوق هذا نظراته حقاً كان بها قدر كبير من البراءة و شيء من السعادة لإنه يقدم المساعدة ربما ؟

بالنهاية هو وصل لهم ليضع ما يحمله بجوار خاله و يقف بجانبه بينما ينظر بتوتر للجميع حيث توقفوا عن الحديث ونظروا له ليتراجع قليلاً حتى أمسك بقميص خاله ونظر له بقلق , بعثر تاكاشي له خُصلاته وهو ينطق بحزم :" ليعد الجميع لعمله وتوقفوا عن إزعاجه "

أجابه أحدهم بضحكة مرحة :" إزعاجه ؟ هو فقط طفل لطيف "

نطق يوشي بخجل شديد :" شكراً لك "

وقد قرر بداخله أنه حقاً لن يقدم أي خدمة لهم حتى عودته للمنزل فهو قد سجل ملاحظات كافية بالفعل لذا غادر بعيداً قليلاً عن تجمعهم وعاد للجلوس على صخرة ما يراقب خاله و البقية وهم يعملون وحقاً لا يدرك كيف نهض وبدأ بالمُساعدة بنقل الحجارة الصغيرة قائلاً أنه لا يريد الجلوس فقط !

بموعد الغداء هو جلس بجوار خاله ليتناولا الطعام معاً , لسبب ما شعر بأن التوتر قد إختفى منه تماماً ولم يعد خائفاً ممن يجلس برفقته الآن , أما تاكاشي فقد بدأ يفهم أن هذا الصغير أقوى مما ظنه بالبداية و قطعاً هو ليس بطفل مدلل .

الأجواء كانت هادئة نسبياً عندما توقفت سيارة فاخرة أمام المبنى ليترجل رجل ما منها وهو يحدق بالمكان بشيء من السخرية , عبس تاكاشي عندما تعرف على هويته وقد قرر تجاهله فحسب إلا أن الآخر لا يبدوا أنه رغب بأن يتم تجاهله بل إقترب منه بهدوء ليقف أمامهما وهو ينطق :" كم هذا مُذهل ! الخال و إبن شقيقته , لم أكن أعلم أن علاقتك بأبناء ذلك الرجل قوية ! كما لم أتخيل أن أقابل إبن زوجتي المُستقبلية هنا وبهذا المنظر "

حدق يوشي به بإستياء قبل أن ينظر لنفسه فهو مغطى بالتراب تماماً ومع ذلك لم ينطق بحرف بينما أجابه تاكاشي بضيق :" أنت ماذا تريد من هانا ؟ "

آمال رأسه بهدوء وهو يتحدث :" ماذا تعني ؟ أريدها زوجة لي فقط "

وقف تاكاشي بينما يتحدث بتحذير :" لا أثق بأن هذه هي نواياك ! "

رفع أحد حاجباه بإستياء مُصطنع وهو ينطق :" وكم هذا فظيع لقوله ! ومع ذلك فأنا أعذرك بعدم ثقتك بالأثرياء بعد ما واجهته بسببهم ! لكن أرجوا منك أن لا تشبهني بآيكو فهذا مزعج "

عض على شفتيه بقوة فمن أمامه عاش بالمدينة لذا لابد أنه يعلم بمسألة دخوله السجن , أهو أخبر هانا ؟ و حتى لو لم يخبرها للآن لابد أنه سيفعل ويكشف ذلك لها وهذا ما لا يريده هو لذا هتف بحده :" تلك المعلومات لديك إياك و أن تصل لهانا أتفهم ! "

أجابه بإبتسامة مُستمتعة :" أوه ! تعني دخولك السجن ؟ أحقاً لا أحد يعلم بهذا ؟ كم هذا مؤلم لقد عانيت بمفردك إذاً ! "

كز على أسنانه بقوة بينما يوجه نظرة خاطفة ليوشي الذي كان يحدق بمن أمامه بدهشة شديدة ليشده من ياقة عنقه وهو يهتف :" تباً لك ! "

أبعده تاتشوا بضيق وهو ينطق :" لا تعبث معي حتى لا تعود للسجن أيها المزعج ! أنا سأصمت على هذه الإساءة فقط لإن أختك خطيبتي حالياً , و ثانياً صاحب هذا المُجمع هو صديق لي وثق بي لن يرغب بالتعامل مع مجرم سابق لذا ربما من الأفضل لك أن تحترمني قليلاً "

أبعد تاكاشي قبضته وهو يشعر بدمائه على وشك الفوران , بالنهاية وجه أنظاره للصغير و الذي كانت عيناه مٌحتدة ليمد يده بإتجاه رأسه بنية العبث بُخصلاته إلا أن يوشي ضرب يده بقوة قبل أن تصل له وهو ينطق بإنزعاج :" لا تقترب مني أو تلمسني ! و لا يحق لك أن تتحدث معه هكذا "

ضحك المعني بخفة وهو يسير للعودة لسيارته :" أنا أغفر مرة واحدة فقط ! غلطة أخرى و ستصبح حياتك جحيماً يا ابن آيكو "

حل الصمت بعد رحيله ليعود كلاهما للجلوس وقد تبدلت الأجواء بينهما تماماً , بالنهاية تحدث تاكاشي :" إياك و أن تُخبر والدتك بما سمعته هنا مفهوم ؟ "

آمال يوشي برأسه بإستياء قبل أن ينطق :" لن أفعل ! بكل حال حتى لو علمت مما أنت خائف ؟ أنت شقيقها صحيح ؟ ليس وكأنها ستصدق شخصاً آخر سواك , و المؤكد أياً كانت الحقيقة لن تتخلى عنك  مُطلقاً , وأمر آخر شخص يعمل بشغف مثلك لا يحق للآخرين وصفه بالمجرم أنت مذهل و بشدة أظنني معجب بطريقة عملك حقاً , يوماً ما أريد أن أصبح مثلك ربما ليس ذات المهنة لكن أريد الذهاب لعملي بذات حماسك وحبك له ! "

أنهى جملته بإبتسامة لطيفة أجبت تاكاشي على الإبتسام للصغير بلطف , ربما هذا الطفل لا يعلم الحقيقة كاملة و لا يدرك سبب مخاوفه بعدم تصديقه لكن كلماته تلك بثت به نوع من السعادة , هو نطق بعد مُدة :" أنت طفل لكنك تتحدث كشخص بالغ ! "

ابتسم يوشي بهدوء وربما لو أن أحدهم قال له هذه العبارة قبل لقائه بوالده ليشعر بسعادة شديدة فهو لطالما رغب بأن يكبر بسرعة ليتمكن من مساعدة أمه , لكن لسبب ما هو الآن ألقى بنصف همومه ومخاوفه على والده لذا يشعر بشيء من الأمان و بات يفكر بأنه لا بأس بأن يكون طفلاً ويحاول أن يستمتع و إن كان معنى الإستمتاع لديه مختلف عن بقية الأطفال ؟

*******

مضت الأيام بعدها بهدوء نسبي و سرعة كما هي عادتها , إستمر تاكاشي بعمله ذاك و قد أوفى يوشي بوعده له بأن لا يخبر أمه بما سمعه , وقد أصبح يمضي أغلب وقته بالعمل , هانا أيضاً كانت تعمل بجد وإن كرهت عملها وصاحبه و القلق بداخلها كان يزداد مع مرور كل يوم يقرب موعد الوفاف المشؤوم منها , آيكو أكمل عمله بسهولة وقد بدأ بتنفيذ خطته تلك بحيث أرسل لوالد كيجي رسالة ما تطلب منه الحضور للمدينة لتوقيع عقد عمل مع شركته !

هوشي لم يتوقف عن الشجار و القيام بالمقالب المُختلفة للجميع فبإحدى الليالي هو قام بتجميع أنواع مُختلفة من الحشرات و أطلقها بفراش والده و زوجته بسبب شجار عابر مع الأخيرة و التي طلبت منه البقاء بغرفته فحسب !

و بإحدى الأيام المشؤومة عاد يوشي من المدرسة ليجد باب منزلهم مفتوح قليلاً , هو أسرع للدخول ليرى والدته تقف بمنتصف الردهة و أمامها ذلك المُزعج المدعو بخطيبها بينما تتحدث هي بضيق :" للمرة الأخيرة أيمكنك الخروج من منزلي فحسب ! "

عبس قليلاً وهو يجيب :" أخرج ؟ عزيزتي أنا سأصبح زوجك بعد فترة قصيرة من الوقت و من السيء حقاً أن تقومي بطردي "

أجابته بتهكم شديد :" بل من السيء أن يرى الرجل عروسته قبل الإحتفال بموعد قصير ألا تظن ؟ "

أجابها بسرعة :" هذه مجرد خرافات من العجائز , لا تخبرني أنك تصدقينها ؟ "

إتسعت إبتسامتها الساخرة بينما تنطق :" لا أعلم فأنت من يصدق أنني قد أصبح زوجتك حقاً ! "

بدى الغضب يحتل معالم وجهه وهو ينطق بتهديد :" هانا هيتومي للمرة الألف ربما سأخبرك بذلك أمامك خيارين لا ثالث لهما إما أن تقبلي العيش معي بهدوء وحينها ستصبح حياتك هادئة و جيدة أو تتحول لجحيم و الخيار بين يديك ! "

أغمضت عيناها بنفاذ صبر لتتحدث بنبرة حادة :" فقط غادر الآن ! "

وهو شعر بغضب فظيع لم تتم إهانته من قبل هكذا , وفقط لماذا هو يكلف نفسه عناء إقناعها باللطف و الواضح أن الطريقة المُثلى للتعامل معها هي العنف ؟ هو حقاً لن يحررها إلا كجثة هامدة لتبقى حسرة بقلب آيكو للأبد , إما كزوجة لألد أعدائه أو جثة لإنها بقيت وفية له !

تقدم منها ليمسك بها من خُصلات شعرها و ما إن أراد التحدث حتى شعر بإرتطام شي ثقيل بوجهه و ألم فظيع بأنفه و شفتاه !

شهقت هانا برعب وهي تنظر لصغيرها الذي ألقى بحجر ما على وجه من أمامه بينما عيناه تشعان بغضب شديد لتركض بإتجاهه و تضمه لها , هو لم يستطع تجاهل طريقة حديثه مع أمه فكيف له الصمت على رؤيتها تتأذى ؟ قطعاً لن يتمكن من فعل ذلك أبداً .

أبعد تاتشو يده عن أنفه النازف و قد بدى الألم على ملامح وجهه بالكامل وهو يهتف بحقد :" كيف تجرأ على ذلك أيها القُمامة ؟ ألم أخبرك أنني لا أغفر مرتين ! "

تقدم من خلف أمه لينطق بحده :" ومن طلب منك المغفرة ؟! إذهب للجحيم فقط ودعنا وشأننا "

تقدم من الصغير بخطوات سريعة وأمسك بيده بقوة ليرفعه منها وهو يهمس بسخط :" أقسم سأقضي عليك ! "

نهضت هانا لتبعده عن صغيرها و قد وضعته خلفه إلا أنه بتلك اللحظة التي جذبته أمه بها بقوة سقط هاتفه على الأرض ليشهق بقوة ويحاول التحرر لإستعادته أو التأكد من أنه بخير !

لاحظ تاتشو الأمر ليدهس على الهاتف بقوة شديدة مُحطماً شاشته لأجزاء مُتناثرة شعر يوشي بأنها أجزاء من قلبه , هو هدية من والده كيف يحطمه له هكذا ؟! كيف لم يستطع الحفاظ عليه بل وسمح لشخص قذر بتحطيمه ؟! إمتلئت عيناه بالدموع بينما سار تاتشو ليغادر وهو ينطق بألم :" تباً لك , سأجعلك تندم أعدك , هانا ودعي صغيرك جيداً "

إتسعت عيناها لتنهض لا أنه كان قد غادر وصفق الباب خلفه , أما الصغير فهو أسرع لهاتفه يلملم قطعه بقلب مفطور فهو الآن لن يتحدث مع والده أو شقيقه مرة أخرى بسهولة , و أيضاً لقد كانت هذه أول هدية من أبيه له وقد تحطم !

****

أغمضت عيناها بنفاذ صبر لتنطق :" بحق الإله آيكو تعال إلى هنا و تحدث مع إبنك هذا الآن ! "

عبس بينما يجيبها :" ماذا فعلت ؟ أنتي هي المُدللة ! كُل ما أردته هو صنع بعض الحليب لي و ليست غلطتي أنك أمرتي الخدم بالإنصراف اليوم ! "

وقف آيكو يشاهد الفوضى العارمة التي غرق بها المطبخ بشيء من الصدمة وهو ينطق :" أكل هذا من كأس حليب فقط ؟ و أنتي لماذا لم تصنعيه له ببساطة ؟ "

توسعت عيناها وهي تجيب :" أتعني أنها غلطتي أنا ؟! إبنك هذا سيتسبب بذهابي لمشفى المجانين ! "

إبتسم بإتساع بينما ينطق بسخرية :" هذا هو مكان المجانين باالفعل و لا علم لي من أعطاكي الإذن بالخروج منه ! "

أرادت أن تجيب إلا أنها صمتت موجهة نظرها لآيكو بينما يتنطق بسخط :" هل ستبقى صامت أم ماذا ؟ "

بعثر آيكو خُصلات شعره فكلاهما يتصرف كطفل صغير , هو واثق أنها قالت له بأن يتدبر الأمر بشأنه و أنه لا علاقة لها به بينما هو أقام كل هذه الفوضى فقط بسبب هذا !

تنهد بتعب وهو ينطق بهدوء محاولاً أن لا يجعل صغيره يظن أنه بجانبها ضده  :" هوشي لا تتحدث مع من هم أكبر سناً بهذه الطريقة  "

ضيق شديد إحتل صدره فجأة ولم يدرك أتوأمه السبب أم موقف والده بالرغم من هدوء نبرته إلا أنه تحدث بملل وقد ترك كوب الحليب بمكانه :" لا أهتم , أريد الصعود لغرفتي "

إبتسم له بخفة وهو يتحدث :" أحسنت , شكراً لك صغيري "

أومأ له إيجاباً ليغادر بينما نطقت سوكي بإعتراض ما إن إبتعد :" أأنت جاد آيكو ؟"

أجابها بهدوء :" أجل , سوكي هو طفل !  و أنتي لا تتوقعين منه الترحيب بك بمنزله بسهولة لاسيما وهو يرى أنك مجرد تهديد بحياته و تصرفاتك قطعاً لا تساعده على الشعور بالأمان ! "

أنهى عبارته ليغادر هو الآخر المطبخ بينما نطقت هي بصوت هامس :" ومن قال أنني أريده أن يشعر بالأمان معي ؟ أو أي شيء آخر فقط ليتجاهل وجودي و أتجاهل أنا وجوده ويكون كل شيء بخير ! لما علي التعامل معه مُباشرة ؟ "

****

شهقت برعب عندما شاهدت تلك الحافلة الضخمة و ما كُتب عليها لتهتف بصدمة :" أنت تمزح صحيح ؟ "

نطق بصوت مُختلف عن العادة بسبب تلك الضمادة التي تغطي أنفه :" لماذا ؟ ألم تنتهي من توديعه بعد ؟ أنظري ماذا فعل هذا المتوحش بي ! لقد كُسر أنفي و أنا قدمت بلاغاً لإحدى المدارس الخاصة التأديبية القاسية و التي بالمُناسبة داخلية أي وبعيدة عن المدينة و القرية ! "

شحب وجهها أكثر بينما تنطق بصوت مرتجف :" لن تتمكن من ذلك ! أتظن آيكو سيسمح بهذا ؟ "

ضحك بخفة وهو يجيب :" إن تدخل آيكو فأنتي ستفقدين حق الوصاية فتلك المدرسة غير قانونية ! "

عضت على شفتيها بشيء من الضيق إلا أنها إتجهت للهاتف بسرعة , لا يهمها حقاً أن تفقد حق الوصاية عليه أو لا فإن تم سلبه منها الآن فهي تفضل أن تعلم أنه مع والده وشقيقه وليس بمدرسة غير قانونية حتى .

قطبت حاجبيها بضيق عندما وجدت أن لا إستجابة بالهاتف لينطق ذلك الصوت الذي باتت تكرهه أكثر :" لا فائدة , توقعت ذلك لذا قطعت طرق الإتصال على المدينة بالقرية بالكامل ! الحل الوحيد هي الهواتف النقالة و التي بالصدفة حطمت الوحيد الذي تمتلكينه و أسرتك بالكامل إضافة لعدم تقديم الماعدة لكم من الشرطة أو من بقية السكان هنا ! "

هو وجه نظراته ليوشي الذي كان يحدق به بحقد ليكمل :" وبهذا عزيزي سترى الجحيم بنفسك الآن ! "

لم يُبدي الصغير أي ردة فعل على ملامح وجهه بل حدق به بكل تحدٍ وهو يسير لتلك الحافلة , بات يدرك أن أمه لا يمكنها فعل شيء ما و مقاومته أو طلب المساعدة منها ولو بنظرة ستؤلمها بشدة و قد تعرضها للخطر لذا هو أخفض رأسه بألم شديد فكيف يمكنه أن يطلب المُساعدة من والده ؟! بل كيف سيتحدث معه وقد حطم هديته الأولى ؟!

كادت هانا أن تتحرك عندما أمسكها تاتشو وثبتها بمكانها بينما يهمس :" أخبرتك أن الخيار بيدك ! و أنظري لهذا صغيرك أكثر شجاعة منك "

هي شعرت بالضعف يملئ كيانها وللمرة الثانية لا يمكنها فعل شيء , بل دائماً ما كان بإمكانها أن تفعل أي شيء لحمايته , تمنت لو أن شقيقها تاكاشي هنا على الأقل هو قد يتمكن من حمايته وتهريب صغيرها أياً كان الثمن !

تركها عندما شعر بإنهيارها حيث سقطت أرضاً بعينان شبه فارغة فور مُغادرة الحافلة بذات اللحظة التي أطلت بها يوري لتنطق بخوف وهي تقترب من شقيقتها الكبرى :" ماذا حدث ؟ ماالذي فعلته لها ؟ "

أجاب بهدوء :" لا شيء ! فقط أرسلت ذاك الجرذ لمعسكر تأديبي ليتعلم كيف يتصرف مع من هم أكبر مقاماً منه "

أنهى عبارته مُغادراً المكان تحت نظرات يوري الساخطة و المصدومة من ذلك , هي ساعدت شقيقتها على الإستلقاء لتتجه بسرعة لمكان عمل شقيقها عله يتمكن من فعل أي شيء .

و بالحافلة أخفض يوشي بصره وهو يشد على بنطاله برعب , صحيح أنه تظاهر بالشجاعة أمام والدته لكنه الآن خائف وبشدة , أيمكن لهوشي الشعور به ؟ هو يتمنى ذلك من أعماقه فربما إن وصلته مشاعره قد يتمكن من إجبار والده على البحث عنه ؟!

كاد أن يبكي ولكن أحقاً سيسمح لذلك المغرور بالإنتصار ؟ هو حدق بالأطفال الجالسين حوله بأعمار مُختلفة ثم نظر للرجال الثلاثة الذين جلسوا بالمقدمة , جميعهم ضخام الجثة وكل منهم يُمسك عصا كبيرة و مُخيفة لذا فقط أشاح بوجهه عنهم متأملاً النافذة بشرود داعياً بأعماقه أن ينقذه أي أحد !

~ نهاية الفصل ~

مُجدداً وللمرة المئة ربما أعتذر على كل هذا التأخير لكن بصدق الظروف هي من تحكم و مع الأسف سأختفي أكثر بمرور الوقت , بكل حال يفترض أن ما تبقى للرواية فصلين فقط !

لكن هناك أحداث جديدة لذا قد تطول لأربع فصول .. سأبذل ما بوسعي لإنهائها سريعاً قبل أن أنشغل أكثر بالمُستقبل القريب ...💔

أي توقعات للفصول القادمة ؟؟



Continue Reading

You'll Also Like

172K 13.5K 33
أأنتم من محبي مصاصي الدماء ؟ الخيال والقتال ؟ هل شاهدتم من قبل عالم يسكن به البشر مصاصي الدماء معا ؟ والسيد هو البشري بينما الخدم هم مصاصي الدماء...
11.9M 839K 62
‏كـ الحرباء داهيةٌ في الذكاء نكدية في بعض الأوقات حنونة دائمًا ومثل عود كبريتٍ سريعةُ الاشتعال هـي مثل جيش احتلال مثل لُغم موثوق مثل قضية اغتيال هـي...
50.9K 4.4K 29
ماذا عن رواية .. شريحة من الحياة في سنة الرابعة عشرة .. عندما عشنا الكثير من المشاعر بين الدراسة العلاقات و العائلة .. حيث بدأنا نفهم معنى الحقيقي لو...
62.6K 5.3K 29
يعود ذلك الشاب بعد ثلاث سنوات من اختفائه ليكون الامل الوحيد لكشف جريمة قتل عائلة باكملها وحرق منزلهم ولكنه كان فاقدا للذاكرة يقوم احد الاطباء بتبني ع...