الفصل الواحد و العشرين

6.7K 444 443
                                    

خلال طريق العودة هو لم يتمكن حقاً من تجاهل الذهاب لقبر توأمه , و كالعادة هو فقط وقف أمامه بهدوء قبل أن ينطق بشيء من العبوس :" ها أنا ذا أتيت ! بالفعل ألا يمكنك تركي أنعم بقليل من السلام بعيداً عن هذا المكان ؟ "

صمت قليلاً قبل أن يردف بإبتسامة هادئة :" أنا آسف بشأن زيارتي السابقة , لكن تعلم ماذا شقيقك تزوج مجدداً ! و إكتشف أن إبنه الثاني يشبهه تماماً , و يعيش معه بذات المنزل دون أن يعلم ! مُضحك صحيح ؟ "

بعثر خصلاته ذات اللون الأشقر وهو يكمل :" تدرك ذلك من صوتي صحيح ؟ إذاَ لا حاجة لي بإخبارك للمزيد عني "

نهض بعدها من مكانه عائداً لمنزله فهو بالفعل تأخر وكما قال من قبل لا يمكنه ترك شبيهه وحده بالمنزل مع سوكي , فهي و إن قامت بإيذائه هو لن ينطق بحرف على عكس هوشي الذي كان ليستقبله بمقلب ما ثم يخبره هذا لإنك تزوجت منها و يشكوا له من أفعالها !

*****

هو كان يجلس بهدوء مُنذ مُغادرة والده , لا يعلم لما كل أفكاره أخذته لعمه المتوفي ! لما لا أحد أخبره بشأنه ؟! ثُم كيف هو دافع عن والده ؟ ولماذا بل و ضد من ؟ 

عبس بينما ينطق بسخط طفولي :" أنا تمت سُميت بذات إسمه ! إذاً عليهم إخباري بكل شيء عنه , ألا يُعد هو كعراب لي أو ما شابه ذلك ! "

شعر بوالدته تجلس بجواره بينما تتحدث بهدوء :" ماذا تريد أيها الفضولي من معرفتك لكل ذلك ؟ ثُم هي المرة الأولى التي أسمع بها عن عراب ميت ! ومع ذلك أظنه كان ليسعد حقاً بك "

نظر لأمه بحيرة فصوتها بدى به القليل من الحزن ! لماذا أهي تعرفه أيضاً ؟ عاد العبوس ليطغى على ملامح وجهه وهو يهمس :" ليس عدلاً أُريد التعرف عليه ! "

تنفس بعمق قبل أن يبتسم فجأة وهو يهتف :" هو أنقذ أبي ! أي هو بطل صحيح أُمي ؟ "

إبتسمت له بخفة لتبعثر له خُصلاته برفق وهي تجيبه :" أجل هو كان كذلك , بطل مُذهل "

وقف بينما ينطق بحماس :" و أنا أيضاً علي أن أكون مثله ! سأحمي يوشي دائماً ولو بحياتي "

شهقت بسرعة لتضربه على رأسه بخفة وهي تتحدث بإستياء :" لا تقل مثل ذلك الآن ! "

هتف هو بالمُقابل :" هذا مؤلم ! "

تجاهلته لتغادر فتلك الجملة أثارت بها الكثير حقاً , ماذا لو أتى يوم ما حيث يتم إهمالهما ؟! من يعلم ماذا قد يحدث لهما حينها إن لم يجدا من يمد بيده للإمساك بهما !؟ لا ترغب بأن تصحوا فجأة لتجد أن الآوان قد فات بالفعل ! 

~ أغلال طبقية ~Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu