لا تبكــــي

By may_smile

227K 2.5K 692

بقلـم : عيووون القمر أولها شوية مملة لكن بعد ال 25 بتبدا القصة و الأحداث و الأكشن ! More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58

28

3.8K 35 3
By may_smile



وصلت شادن للمستشفى ومعاها سلة شوكولا فخمة شرتها قبل توصل ،،..
دخلت الغرفة وهي تبتسم وبصووت عالي اقتحم السكوون العايم ما عدا صوت التي في وفلم الأنميشن (ايس ايج) اللي حاطين عليه : أناااا جيييييييت !،
رحّبت مشاعل اللي كانت جالسة عالصوفا ورافعه رجولها عالطاولة قدامها ، باللي في يدها بكل بجاحة : يا أهلن بالصغننون اللي لي سنة خاطري فيه ،!
ضحكت شادن وهي توصل للطاولة ، وتحط الشوكولا فوقه .. ثم نزّلت الطرحة وهي تتنهّد : بجيحة ! ، ما فيه هلا بـ أختي نوّرت الغرفة فقدناك ووحشتينا !
ثم لفّت على سحر اللي كانت بـ وضعية الجلوس وقدامها صينية غداها .. ما انلمس منّه إلا شي بسيط .. وابتسمت بعذوبة : الحمدلله عالسلامة سحوورتي ! ، بسيطة يا حلوة !
تركت سحر الملعقة اللي كانت ماسكتها بأطراف أصابعها وتلعب فيها بوسط الشوربة وكن مالها نيّة تاكل ! ، وابتسمت ابتسامة صغيييرة جداً ترد التحيّة : الله ..يسلمك..
شادن وهي تشيل عبايتها وتلفّها بعشوائية : يلله خلصي غداااك عشان تذوقين نوعي المفضّل.. تراني ما اشتريه إلا بالسنة مرّة من كثر ماهو غالي ... بس هالمرة يهون لعيونك ! ( ناظرت مشاعل المتحفّزة حتى تنقض عليه ) .... مابي مشاعل تبدا لأنها إذا بدتْ بينقرررررض !
مشاعل : مرررْ... صحة وعافية علي !
شادن وهي تمسّ بلوزتها وتجلس بـ كرسي جنب السرير : .. يلله خلصي غداك لأني والله خايفه عليه منها.. أبي نستمتع فيه ،
سحر بنفس منسدّه : أكلت الحمدلله !


طااارت فيها مشاعل : أي أكلتي ؟؟.. والله ما أكلتي شي .. لك ساعة تحوسين بالشوربة..وما أكلتي إلا لقيمة على قولتهم !
شادن لفت لـ سحر : ..سحر مو معجبك الأكل ؟؟.. أطلب النيرس تجي تغيّره ؟
سحر ابتسمت لهم ابتسامة مهما حاولت تبيّن إنها حقيقية إلا إن هالابتسامة فيه شي ذابحها : .. والله شبعت.. كلميهم يجون ياخذونه لأني انتهيت
مشاعل بضيق : خالد وصّااااك تاكلينه كله.. وموصّيني أنا انك تاكلينه... بيطيح كل شي فوق راسي ، عاد اخوك ما يقصّر فيني صاير يتأمر ومخليني البيبي ستر لك ..!!
سحر بهدوء : انتي مالك علاقة... أنا ..بتحمّل مسؤولية ..نفسي !
تنهّدت مشاعل .. وباستسلام لأن لها ساعة وهي تحاول فيها وما كلت إلا ملعقة وحدة... قامت وشالت الصينية من قدامها وحطّتها بطاولة بعيدة ..

شادن حسّت إن وجه سحر مكتئب رغم هدوءها بس وضعها وانعدام شهيتها حسّسها إن النفسية عندها مو زينة.. وتوقّعت إنه بسبب طيحتها ومرضها مثل أي مريض يطيح منهك بالمستشفى..،
ابتسمت وراحت لسلة الشوكولا وهي تفتح الغلاف .. وضحكت وهي تقدّمه لـ سحر : خذي ذوووقي وانبسطي.. ترا فيه دراسة تقول إن الشوكولا تجيب السعادة للانسان.. خذي ووسعي صدرك ..
أخذت سحر لها حبة صغيرة .. ورمتها بفمها وهي ساكتة ومبتسمة لـ شادن اللي جت وغيّرت الجو شوي ،
مشاعل لقطت لها 5 حبات سوى عشان تضمن لها احتياطي ، لأن شادن عادةً تعذّبها على ما تعطيها حبتين وثلاث هههه
شادن طارت عيونها : مشفوحة وش ذا هههه !!!
مشاعل جمعتهم بمنديل .. وقالت وهي ترفع بحواجبها : الحين خذي حلاوك لين تشبعين .. أخذت اللي يكفيني وزيادة !
شادن : هههههههه ما تنعطين وجه وقسماً ،
'
وهم يحلّون بالشوكولا مع القهوة اللي كانت جابتها ام خالد سابقاً
لفتْ نظرْ شادن باقة الورد المميّزة .. الموضوعة على الطاولة قبال السرير واللي عند الجدار.. كانت عذبة وعطرة ومعطيه للغرفة منظر مشرق نوعاً ما..بدل الجدران البيضا اللي حولهم !
وسألت باستغراب : من ميين هالباقة ؟؟
ابتسمت مشاعل وهي تتأمل بالباقة وخاااقة مع شكلها : ... حلوة صح ؟
شادن بانبهار : عجيييبة ! ، قليل ما أشوف باقات بهالنوع من الورد ؟!.. وش نوعها ؟؟
مشاعل : مدري صراحة ما اعرفهم ..بس اللي اعرفه إنها عاجبتي مااااررررة !

نطقت سحر بخفووووت واااطي اخترق اصواتهم بسبب صوتها المبحوح جرّاء المرض ..وسط نقاشهم
".. أوركيد ... وسوسن ! "
قطعوا نقاشهم .. وناظروها باستغرراب ..
شادن بدهشة : متأكدة ؟؟
ابتسمت سحر ابتسامة صغيرة ما تمحي ولا ربع التعب : .. إيه...أعرفها زين
مشاعل : .. انا اخر انسانة بالوجود لها خبرة بهالأشياء
شادن : بالله سحر متأكدة ؟؟
سحر بنفس البحة والخفوووت : .. أعرفها أنا .. كنت أحبها من وأنا صغيرة ،
ابتسمت شادن : ايييه جميييلة ألوان الأصفر والبنفسجي معطيها منظر مُلفت ، ( لفّت لـ مشاعل اللي مشغولة مع الشوكولا ) ... مين جايبها ما قلتوا لي ؟؟
هزّت مشاعل كتوفها : مـا ندري ! ،، انا وسحر متوقّعين إنها وصلتنا بالغلط !
شادن باستغـراب وهي تطالع الباقة المحتلّة منتصف الطاولة : بالغلط ؟؟.. وشلون وصلت لكم ؟
مشاعل : عامل دق الغرفة وعطاني اياها .. مافيها حتى بطاقة .. واضح إنها وصلت للغرفة بالغلط !
شادن بـ ضحكة من قلب : وليش استحلّيتوها .. رجّعوها للعامل يتصرّف فيها ، يمكن تكون لأحد بغرفة جنبنا ومهمّة لشخص فـ الحياة..
مشاعل بلا مبالاة : احتريني بس أطلع ألحق العامل وأدوّره ...
شادن ضحكت : هههههههه.. يا ويلكم من الله لوكانت مهمة لانسان بالحياة ..
مشاعل : يشتري غيرها وش المشكلة !!
شادن : هههههههه كلي كلي... عطيني أبي قهوة ،
::

في مكـان آخر ،
دخلوا ثامر وتركي لـ الفندق اللي اعتادوا يرتادونه عشان يتغدّون أو يتعشّون فيه أحياناً ،، لـ درجة إن موظفين اللوبي ومطعم الفندق صاروا يفزّون لهم من يقبلوون ..
دخلوا قاعة الطعام الفخممة واللي كانت اليوم بوفيه مفتووح..
استنشق تركي الهوا بعمق داخل صدره : والله خمس ايام كنّها خمس سنين .. ما بغت ذيك الرحلة تنتهي.. اشتقت لهالحياة ولغدا مع غبي مثلك !!
ضحك ثامر وهو يوصل لـ طاولة محجوزة باسمه .. سحب الكرسي وجلس.. ورفع عينه لـ تركي اللي جلس قباله : ..ليش ما تقول إن نفسيتك تحسّنت عقب رجعتك لهيئتك النظيفة هذي ! ( يأشر على ملابسه ) .. وربي إنك أمير بهالملابس بس انت مو مصدق.. لك هيبة وشخصية بس انت تبي تدفنها عشان بعض أفكارك الغريبة
ابتسم بجانبية وهو يأشر لـ جرسون بعيد ويقول : اسكت خلني اعيش هاليوم كـ تركي !.. أبي أرجع لـ نفسي هاليوم بس ! .. مابي أكون وليد فلا تجيب طاريه..
ثامر بضحكة : .. محّد خلق وليد إلا أنت ، الحين بتتبرّى منه هههه..!!
تركي وهو يأشر بيده من شاف الجرسون يقبل بلكنـة انجليزية خطييرة : ووتر بليز .. ( نزّل نظره لـ ثامر وهو يريّح ظهره للمسند بابتسامة ).. أدري ..فعشان كذا يرحم أبوك... اتركني أنسى وليد .. أبي أرجع تركي هاليوم بس.. أبي ارجع للانسان اللي يتأمّر مو اللي يتلقى أوامر ويطيعها وراسه خاضع وما عنده غير " سم " وَ "ابشر" وَ " حاضر طال عمرك" ... (كشّر وجهه بقرف .. وثامر ساند وجهه على يديه ويناظره بملامح مستمتعة.. وكمّل ) .. مو مستوعب إنه مر 6 شهور من بديت ذيك الشخصية !
ثامر بضحكة : 6 شهور كنّها أمس !!
كمّل تركي بسخرية : ايه.. ومرّ علي شهرين بس من صرت سواق لأميرة قصر أبوها .. وكنّ هالشهرين سنتين.. من كثر ماهي متعبتني بمشاويرها !!

ضحك ثامر هالمرة زود وماخذ الموضوع نكتة عليه.. بالوقت اللي الجرسون وصل..وبدا يصب الموية بالكاسات بشكل أنيق ،
وقال : .. عاااد هالشي تنلام فيه انت..إنت اللي قبلته وكنت طاير من طلب ابو خالد منك هالشي !
تركي ابتسم ابتسامة غريبة : صحيح !... وتكفيني ذيك الثقة اللي عطاني اياها !
ثم رفع راسه للجرسون.. وهز راسه بطريقة لبقة وهو يقول : ثانكيو ..

أخذ ثامر نَفَس وهو يرفع كاسه لـ فمه.. بينما تركي التهم كاسه بجرعة وحدة ..
حط تركي الكاس .. ثم نزّل شماغة ورفعه من جديد يعدّله بطريقة أنيقة : بروح للبوفيه الحقني !

وبعد دقايق وهم ياكلون ،
ثامر وهو يقطع بالسكين والشوكة : ما أبي أتدخّل بقراراتك .. بس مو تلاحظ إن الموضوع طوّل ؟
تركي وهو مندمج بالأكل : أي موضوع ؟
ثامر : يعني فيه شي غير مغامرتك المجنونة ؟؟؟
ابتسم تركي من غير لا يرفع عينه عن صحن المشويات اللي قدامه : .. لا ما طوّل .. الوضع ماشي..وعندي احساس ان فيه شي بيصير قريب ! ( وهو يتذكّر نظرة ابو خالد له بالبر ! )
ثامر عقد حواجبه وعينه عالصحن هو الثاني : نص سنة مرّت !
ابتسم تركي وهو يرفع قطعة مشوية لفمه : ... اللي مثلي يحتاج وقت.. وضعي بالشركة.. ووضعي مع ابو خالد .. كل هذا يحتاج وقت... ماهو بالسهولة أقدر أحطّ يدي على كل شي ..!
ثامر رجع لـ صحنه وهو ساكت وفاهم قصد تركي... ما علّق بـ كلمة... لأنه يدري إن تركي.. من الأشخاص اللي لهم مقدرة خاااارقة وغيير معقوولة على صنع المفاجئات وهذا أسلوبه ! ، حتى بسير دراسته ما حقق أرقام صعبة إلا بهالنهج !
ابتسم ثامر وهو يهزّ راسه وتمتم بينه وبين نفسه !
لاحظ تركي التمتمة .. رفع عينه عن أكله ، ولقى ثامر يبتسم ويطالع بصحنه ،
قال : شفيك تحاكي عمرك ؟

ثامر وهو ياخذ كوب العصير : سلااامتك.. بس ببساطة .. ما أقدر أتوقعك !
ابتسم تركي ابتسامة جانبية جعّدت خده : لا تتوقعني... تعرفني وأعرفك .. أحد طلب منك تتوقعني
ضحك : ههههه.. لا بس صدقت إنتْ انسان مخلوق من مفاجئات ... ليتك جلست بكندا وقبلت بعرض الشركة الكندية .. انت لو بقيت هناك وقبلتها... كان الحين إنت بخير ! ، ومستقبلك مضمون... كنت بتكون من ضمن أفضل 5 شباب سعوديين نوابغ والعالم يشهد لك !
تغيّر وجه تركي للملل .. ورجع لصحنه بطفشش : ... كانوا يبوني أمسك قسم التطوير والأبحاث عندهم !
ثامر طارت عيونه لأنه مو مستوعب عدم ندم تركي على هالشي للحين : ... انت مستوعب اللي ضيّعته... يكفي انهم طلبوك من الجامعة مباشرة..وقدّموا لك ميزات وضمانات اللي بعمرك وبجنسيتك ما يحصّلونها .. مستوعب انك ضيّعت فرصة بـ شركة عالمية لها مكانها !!
تركي بطفشش : أنا ما أبي أمسك قسم.. أنا أبي أمسك الراس من فوق !
ضحك ثامر من طموحه اللي ما يحترم تدرّج بالخطوات : ... أنت ألحين امسك الذيل ثم فكّر تمسك الراس .. توّك صغير ما وصلت حتى الثلاثين الناس ياخذون الأمور بالتدريج... وبعدين......
قاطعه ترركي وهي يرفع كاسه : كان صعب أستمرّ هناك وانا كنت عارف ان ابوي مريض... كنت ناوي أكمّل الدكتوراه هناك بس ربّك ما كتب... وطيحة أبوي خضّتني ....ما تدري يمكن أسافر بيوم من الأيام... بعد ما انتهي من اللي بديته ومدري متى بينتهي...(ابتسم وهو يناظر العصير عبر الكاس الشفاف) لأني مارح أسافر... إلا لما أضمن إن ابوي وامي رجعوا لحياتهم الأولى.. وبعد ما أضمن إن جنى استردّت الحياة اللي كان المفروض تكون لها واللي حتى ما لحّقت عليها !!
سكت ثواني ... وكن فيه شي يتحشرج في صدر تركي... قاله وهو يمسح يديه بالمنديل القماشي : ... وقتها... كل الخير اللي خذناه منك ومن عمي ... بيرجع لكم بالملّيم ..
زعل ثامر : أفا عليك... حنا عايله وحدة .. كم مرة قلت لك !
ابتسم تركي بألم : ... صحيح ... لكن مو يكفي إن حتى البيت اللي اهلي ساكنين فيه... هو لكم ومن خيركم !
تضايق ثامر زود : ترريييك ما هقيت إنّك للحين تفكر بهالكلام ... ابوك هو عمي... ابوك هو أخو أبوي .. طبيعي نكون ظهر لكم !.. وش تتوقّع يعني .. ظروف عمي تتردّى وابوي يبقى ساكت... احنا أهل افهم... الفضل اللي تعتبر نفسك شايله إنساه لأن لا أنا ولا أحد من أهلي بيقبل إنّك ترد ريال واحد !
ابتسم تركي ما يدري ابتسامة ضيق ولا سخرية : صعبة يا ثامر .. فوق الـ عشر سنين واحنا ناخذ منكم ! ، سافرت أنا أدرس.. وإنت اللي قمت في أهلي ... صعبة عقب كل هالسنين أعتبر أهلي ما أخذوا شي منكم ... هُم اللي أخذوا وأنا اللي بردّه لكم ..
ثامر مسك الكاس الزجاجي من تحت : بتسكت ولّا قسماً بهالكاس على جبهتك !!...
ثم ترك الكاس ومسك شوكته بعنفف وضييق : .. كلامك غثييييث !
تركي سكت وريّح ظهره للمسند عقب ما انتهى أكل ..وقام يناظره وهو مبتسم بعفوية ومتعة عليه.. ومن شكله المتضايق والحمقااان ..
ومع هذا ... ما يقدر ينسى بسهولة !
رضى ثامر أو ما رضى ... هذا شي صعب ينتسى !
::
؛

المستشفى ،
طلع خالد من المصعد وهو ماسك الجوال على اذنه..
جمال كان على الطرف الثاني : ... لا تحتريني تحت مارح أخذ الاستراحة عندي حالة الحين..
خالد وهو يمشي بالممر : زين مو مشكلة .. بشوف سحر قبل واذا فضيت كلّمني !
جمال : يلله ما عندي وقت.. اشوفك

سكّر وهو ينزّل الجوال.. وهو واقف قدام باب الجناح .. سرح شوي وهو يناظر شاشة الجوال وأفكاره لـ بعيد ،
وفكرة وحدة تدور بخاطره وهي اللي مخلّيته قلقان من تشخيص حالتها اللي وصلوا له !
توّه الحين كان يتذكّر ويسترجع إن سحر بذيك الفترة.. طلعت من المخيم تبكي ومنهارة !
شي زاد من حيرته وخلّاه زود يستغرب !
طلع من هالأفكار وهو يرفع يده للباب واليد الثانية تدسّ الجوال جوّا اللاب كوت... دق الباب دقتين لأنه يعرف إن مشاعل متواجدة داخل ..ويوم ما سمع رد ..فتح الباب وهو يرسم ابتسامة حلوة ..ودخل متجاوز الممر وهو يدس يديه جوّا جيوبه والسماعة الطبيّة معلّقه على كتفه ،
اللي شافه على يمين الغرفة سحر فقط ، وهي منسدحه على السرير وما يشوف منها غير ظهرها لأنها كانت نايمه على جنبها والغطا الأبيض يغطيها لين خصرها ..ووضع الغرفة هاااادي وساااكن ،!
قال بنبرة هاديه وهو يوقف مكانه يتوجّس : .. صاحيه ؟
كانت صاحيه ومفتّحه رغم هدوءها المستكين .. وبصمت ومن غير كلمة استدارت تناظره وهي راقده وهذا كان جوابها على سؤاله ..
ابتسم وتقدّم من مكانه ابتسامة أكبر :... ها كيف حالك ؟
رجعت لوضعها الأول وهي تميل على جنبها ويدها تحت خدها : ... عادي !
كلمتها ما عجبته.. لأنه بدا يتيقّن ان فيها شي ما يدري عنّه ..
غيّر مكانه وراح من الجهة الثانية للسرير عشان يشوف وجهها : .. شلون عادي؟... عادي هذي ما تشرح حالة !
قالت وهي تناظر الشباك ونور الشمس وما تناظره.. وببحة : عادي مثل ما تشوف ...
رفع عينه بأجواء الغرفة يمين ويسار.. بتوجّس : .. وينها مشاعل؟.... (ناظرها ) .. راحت ؟
قالت بخفوت : ... بالحمام !

هزّ راسه فاهم وهو يرفع عينه لباب الحمام المسكّر وصوت المغسلة اللي صدر منّه هاللحظة ..وردّ يناظرها بهدوء .. واستغل تواجدهم لحالهم ولأول مرة من طيحتها...بسؤال : .. ما ودّك تتكلمين ؟
تركت منظر الشباك ..وناظرته وهي على جنبها راقده..بسكوووت!
ابتسم بعطف : تكلّمي يا سحر فيك شي ما أدري عنه ؟
صدّت عنه تناظر السما البعيدة وردّها السكوت ..

شاف سفهتها له وابتسم بعطف زود.. وهو يشيل طرف الغطا عن جنب السرير.. ويجلس مكانه ونص جسمه بالهوا ، وصار أقرب لها ،
قال : علّميني باللي فيك.. وش صار ليه طلعتي من المخيّم لحالك ؟

تحاااول تنسى .. والله تراها تحاول تنسى بس ليش ماهي قادره!!
مشاعل مو مخليتها تنسى ... والحين خالد !
فيه موجة اندفعت بعيونها وضحت اكثر من انعكاس نور الشمس عليها وانتبه لها خااالد بوضوح ... ولأنها تبي تمنعها مسكت الغطا اللي عند خصرها وسحبته لين وجهها وهي تهمس : اتركني ... أبي أنام !
خالد : مقدر أتركك أبي افهم سبب يا سحر !
صوتها مخنوق من تحت الغطا : .. سبب وشو يا خالد !!.. أنا ما فيني شي !
خالد : وشلون أصدّق ذا الشي ها ؟؟
وهي كاتمه عمرها تحت الغطا.. وبصوت عادي : .. تصدق ايش قلت لك ما فيني شي !
خالد سحب الغطا عن وجهها بضيق ورماه لين رجولها : .. تكلمي !
ما كانت تناظره ..باختصار تناظر السقف بجموود استغرب منه خالد : خالد اتركني !
خالد : انتي مريضة وطايحه قدام عيني شلون اتركك وانا مو فاهم
ناظرته ببرود بعد ما استردت قناعها الجليدي اللي بدت تحتمي فيه من بداية الصبح : وش تبي تفهم.. إنت أعرف مني إن معي حرارة والتهاب رئوي... فيه أكثر من كذا اعرفه أنا وما تعرفه إنت؟.. إنت الدكتور هنا ،!
رفع حواجبه من نبرتها وطبيعتها الغريبة .. ونفسيّتها اللي مهيب نفسيّتها المعروفة .. ودلالها اللي المفروض يطلع بهاللحظة عليه... مختفي ومتواري .. وماله وجود ! ، كل شي كان مفروض تسويه هاللحظة ،، مـا سوّته !
قال مستنكر كل هالتغيّر الكبير : انا مو فاهم ليه ما تبين تتكلمين ؟
ناظرته وهالمرة هي اللي مستغربة من اصراره : .. اتكلّم عن ايش ؟.. خالد انت الدكتور جاي تسألني انا عن اللي فيني !
غمض عيونه وهو يفرك جبينه ، عضّ لسانه من الحيرة والأسئلة وهي اللي مو مستوعبه سؤاله !
قال وهو يناظرها : ... طيب سؤالي واضح ،.. وش اللي صار بالبر عشان تطلعين من المخيم تبكين ؟!
صابها الجمووود الرهييييب وهي تسحب الغطا اللي رماه عند رجولها لين صدرها... بنبرة ميتة : .. كنت مكتئبة وأبي اجلس مع نفسي شوي !
ضيّق بؤرة عيونه عليها وهي تريّح جسمها قدامه بطريقة لا مبالية : ... هالكذب الماصخ ما يمشي !
لا مبالاتها قدامه زادت وهي تاخذ وضعية النوم متناسيه وقوفه ..
قال بجديّة : وضعك اللي لقيتك عليه ماهو وضعية وحدة مكتئبة وتبي تجلس مع نفسها شوي !

وضعيتها ذيك اللي يقصدها....خلّاها تتشنج وهي ماسكه بقبضتها على الغطا عند صدرها ..وتتذكر إنها افترشت الأرض وانفاسها تتناقص.. ودموعها تنهار بعد ما أنهى بندر اللي أنهاه بطريقة مؤلمة ..
طلعت منها كلمة وحدة .. وهي تغمّض عيونها .. كلمة جاااامدة : ... ما فيني شي... اتركني

بدا يشكّ بنفسه وبدا يشكّ بنتايج الفحص... للحين الوضع ماهو منطقي ..وسحر تصرّ إن مافيها شي !
وهذا اللي هو يتمنّاه.. يتمنى إن نتايج الفحص هو الغلط .. وسحر قدامه هي الصادقه !
قال بأمل أخير يوم شافها مغمضه وهااااديه : .. أكيد؟.. مافيك شي مضايقك ؟
قالت بهدوء وهي مستكينه .. هدوء خدع خالد : ... ايه ! ..
جوابها ونبرتها الثابتة هدّى من قلقه شوي .. ما يدري اصلا ليش كان قلقان كل ذاك الحد وهو واثق إن سحر متعوّده إنها اذا شكت من شي .. تجي تقوله ! وهالمرة ماهي مختلفة بنظره !
ليش أجل هالمرة ..خاف !!؟
ولا زال فيه شي ..يربكه بالموضوع ؟

قام عن السرير يوم لاحظ رغبتها بالراحة .. ومشى طالع من الغرفة .. ومن تسكّر باب الغرفة وراه ..
انفتح باب ثاني اللي هو الحمام... وطلعت مشاعل وهي تلملم خصل شعرها القصيرة وتجمعهم بربطة مطاطية حمرا
نقلت عينها من باب الغرفة المُغلق لـ سرير سحر وهي تقول : أخوك ما بغى يطلع ... ساعة انتظره ينقلع عشان اقدر اطلع واتنفس !
سحر على وضعها ما ردّت...
راحت مشاعل لسلة الشوكولا اللي جابتها شادن اليوم .. وخذت منها حبّة تروّقها : ... ليش ما قلتي له عن اللي مضايقك ؟
سحر ببرود وهي مغمضة : .. مافيه شي مضايقني !
مشاعل ابتسمت من تماسكها الغير متوقع : .. يا شيخة ايييه وربي مافيه شي يسوى... مافيه شي يسوى تتضايقين منه...

اكتفت سحر حكي عند هاللحظة .. حتى مشاعل ما تقدر تقولها عن حجم الجرح داخلها... الاهانة اللي تحس فيها .. الانخداع اللي تتمرغ فيه...
ما تقدر تقولها عن اللي صار مع بندر حتى... مشاعل تظن ان مسألة اكتئاب سحر ذا... سببه محمد.. ومحمد لوحده !
بس المسألة أكبر من كذا.... المسألة أكبر من كذا بـ كثير .... وتبعاتها مارح تكون سهلة أبداً... أبداً !!
مشاعل بابتسامة : سحر بطلب عصير فريش تبين ؟!
: لا ... بنام !
استسلمت مشاعل لوضعها الغريب من الصبح .. وانطوائها مع نفسها .. طلبت من التلفون العصير وراحت رمت نفسها على الصوفا تقلّب بالقنوات.. تبحث عن شي ممتع تتابعه ،!
::

بعد ساعتين ..
أنهت مشاعل صلاة المغرب .. ويوم أنهت التسليم التفتت تناظر سحر اللي لها ساعتين نايمه ومالها صوووت وواضح انها مستغرقه... تنهّدت وهي تشيل السجادة وتطويها .. حطّتها على الطاولة وهي تشيل عبايتها ... وتطويها هي الثانية على دقة باب الغرفة..
التفتت من غير لا ترد وشافتها الممرضة جاية مبتسمة ..راحت لصينية الغدا اللي كانت على حالها ما انلمس منها الا شي بسيييط الشي الوحيد اللي انشرب كامل هو العصير
الممرضة باستنكار : ليش مافي أكل ؟
مشاعل : .. سوري سحر ما يبغى
الممرضة هزّت راسها بعدم رضى وشكلها من النوع الحازم شوي : لازم ياكل .. هذا فروم دوكتور لازم ياكل
مشاعل بوهقه : ايه ادري هي ما تبغى اكل
الممرضة بنفس النبرة : بعد شوي فيه اكل ثاني... لازم ياكل اوكي ؟
مشاعل : لا تجيبين الحين ...بعدين جيبي لما هي يقوم.. الحين سليبينغ (نايمة)

رمت الممرضة نظرة على وجه سحر واللي كانت مسكرة رموشها وغاايبه في استغراقها ... رمت عليها نظرة عطف من وجهها وذبولها وضعفها الحالي..
الممرضة ردّت لـ مشاعل : اوكي... اذا يبغى تشينج فود .. تيل مي ؟!
مشاعل ميييييح باللغة .. قالت بفهاوة : .. هاه ؟
الممرضة عرفت انها ما فهمت : .. هاذا أكل ... اذا مافي كويس... كلام أنا يغيّر مافي موشكلاا !
الحين استوعبت : اها ايييه.. اوكي !

طلعت وهي شايله صينية الاكل ... ومشاعل تنهّدت من الملل .. ما تدري وش تسوي وسحر ماعاد هي سحر !.. راحت ومسكت الجوال... ورمت جسدها على الصوفا ومددت رجولها فوق مسند اليد.. وراسها على المسند الثاني ..ومن الملل.. والتعب اللي بدى ينتشر بكل عضلة بجسمها .. لقت نفسها تدق على بندر ،! تبي تشوف متى بيجي ياخذها لأنه ما عطاها موعد !
رد وهي تناظر السقف بسرحاان تحتريه ..
قالت بملل : ..هلا بندر
رد وشكله منشغل : ...نعم مشاعل ؟
مشاعل وهي تناظر السقف وتهزّ رجولها الممدودة يمين وشمال لعلها تريّحهم : وينك ؟
بندر : وش تبين ؟ .. انا بعيد !
مشاعل : متى بتجي تاخذني ؟؟
بندر : مارح أجي... نومي بالمستشفى !
مشاعل باستغراب تحسبه يستهبل عشان يطفّرها : عن الاستهبال .. جد متى بتجي بديت أتعب.. ما نمت بالليل إلا كم ساعة !
بندر : وانا أتكلم جد ... قلت لأمي إنك بتجلسين مع سحر مرافقة كم يوم .. ولا خالفت !
انقههرت منه : وش ذا ؟ اقولك تعبانة ابي انام وبكرة الصباح برجع... على كيفك تقرر عني ؟!
بندر ببرود وتطفير : يعني الحين انا خابرك تحبين سحر وتبين تبقين جنبها .. ومن أمس صاجتني ولاجّة أمي عشان تشوفينها... ويوم قلت بتركك عندها وخذت الموافقة من امي... جيتي بتهايطين .. ولّا عشاني يعني ما خذت رايك ؟
مشاعل بحنق وهي توطي صوتها لا يعلى عشان سحر : ... اييييه المفروض تاخذ رايي ! .. يمكن اكون تعبانة.. يمكن مرهقة .. وجلسة المستشفى بعد مو سهلة.. وانا وحدة ما نامت من امس غير ثلاث ساعات !
بندر : اجلسي غيّري جوّك عند سحر.. ونامي عندها وش المشكلة
مشاعل بحنق : سحر نايمة من ساعتين... وبعدين من جيتها وهي ساكتة..الجو هنا كئيب ...الجو شوي يطفّشش !
بندر : وليييه ما رجعتي مع شادن ؟؟؟
مشاعل بحنق : شادن ما طوّلت أصلا.. جلست ساعة يمكن وطلعت... وسحر كانت لحالها مين بيجلس عندها !
بندر : عاد مهيب مشكلتي ... انتي اختاروك مرافقة ... وبعدين ابعدي عني شوي أبي أرتاح من حنّتك
مشاعل بقههر : كريييييه أجل هذي نواياك ... طيب أنا ما أبي أكون مرافقه ... كيفي مابي أكون مرافقه ، بكرة بروح وبرجع اقولك تعبانة ونعسانة

بندر : تناقشي مع خالد مهوب معي ...
انقلبت نبرتها وعيونها تطلع من محاجرها : .. وخالد شدخله ؟؟...(ما استوعبت) .. لا تقول إنه هو اللي.......؟
بندر بطفش : خالد اللي طلب مني أخليك مرافقة لأخته وطلب اقول لأمي... من الصبح ! .. عاد انا قلت عزّ الطلب يلله انا جد مشغول مع واحد.. اقلبي وجهك !!
سكّر بسرعة بدون ما يطوّل .. وهي تناظر السقف بوجووم وجمووود ... نزّلت الجوال على صدرها وهي تتأمل فووق من هالكلمة !
خالد طلبها مرافقة !!
كذا بكل بساطة !!
مرافقة لأخته ... !!
اختارها هي ،
وبدون حتى ما ياخذ رايها !!
بدون ما يسألها لو كانت تقدر .. لو كانت تبي..!!.. طيب يمكن أرفض يا خالد ؟.. يمكن أكون تعبانة.. يمكن أكون مرهقة.. يمكن أكون كارهه عمري وما أقدر !!
ليه ما يسألها بنفسه !
ولّا رايها مو مهم !!
ولا خذتها في نظرك .. مجرد أمر من أوامرك اللي لازم أنفّذه .. لأنك بنظري خالد !!

وصلت معها ... قامت بسرعة ولبست عبايتها ...
وبراسها فكرة وحدة !!
مارح تجلس مرافقة ... إلا لما يطلبها بنفسه ... يقولها بلسانه
هي مو مكينة تستقبل أوامره وتمشي على كيفه وجوّه واللي يبيه !
بتروح تتفاهم معه... بتقوله مارح تبقى هنا ... مارح تنام .. وخلّه يلقى مرافقه غيرها ..
لفّت الطرحة ..ثم رمت طرفها الخفيف على وجهها عشان تقدر تشوف طريقها ... تأكدت إن سحر نايمة ثم طلعت من الغرفة ..




مشت بالممر وهي ضايعه ، المشكلة ما تدري وين مكان وجوده ، ... تتذكر إنّها قد جت مرّة مع سحر للمستشفى وسألوا عن رقم عيادة خالد وبأي دور... بس من الفهاوة اللي فيها نست وما تتذكّر !
مو مشكلة خلّها تمشي بممرات المستشفى تتعرف عليه دام زياراتها بتتكرر هالكم يوم طالما ان سحر منوّمه فيه ،
وصلت للكاونتر اللي قبال المصاعد.. بعد ما طلعت من ممر الغرف ... وشافت تجمّع ممرضات هناك يسولفون ويشتغلون ..
وشلون تسأل .. مافييييه لغة سنعة عندها مثل سحر !
الله يقلعني !! ... هذي فايدة اللي ما ياخذ دراسته جد يا مشاعل !!


قرّبت من الكاونتر .. وسمعت كل الممرضات اللي كانوا هناك يتناقشون بالانجلش .. دوّرت بينهم عن سعوديات تقدر تستفسر بس ما لقت...
تجاوزت الكاونتر وقررت تحلّ أمورها بنفسها ... بتمتّر المستشفى تمتيييير إلين تلقاااه ! .. وين بتروح مني يا خويلد..
اتجهت للمصاعد .. وضغطت الزر ووقفت تحتريه وهي تتأمل الناس القليلين اللي يمرون من حولها.. ركّزت بينهم يمكن تلقى خالد.. بس ما ظهر !
وصل واحد من المصاعد.. وأضاء السهم وانفتح بابه الفخـم .. بسرعة دخلته مشاعل وعينها تطيح على بنتين محجبات كانوا داخل يسولفون ..
وقّفت وراهم عند المرايه ... وشافتهم طالبين القراوند دور اللوبي.. وقررت تنزل معهم يمكن تلقاه ..

استغلت ثواني الانتظار .. وهي تواجه المرايه وتفك الطرحة عن وجهها عشان تعدّلها لا ترتخي..
والبنتين وراها يسولفون بضحك واندمااج ..
وحدة منهم : أسلوب شرحه فضييييع ! .. رحت أسأله عن حالة معيّنة قام يشرح بطريقة عجيبة .. يقلع شيطانه ايش هذا من وشو مخلوق !.. عليه غمّازة مدري من وين جايبها !!
ضحكت الثانية : بس يا هند ستوب إت !.. مو كل شوي رايحه عنده عشان شي تافه ... والله لو تدري ياسمين... إن تسحب القروب كله برا المستشفى.. she will do it seriously
الأولى (هند) : والله يا سناء.. إني رحت له جد مو استهبال هالمرة .. كنت شوي محتارة بتشخيص الحالة تعرفين الأعراض تتشابه !
ردّت سناء : عندك الدكتور نايف.. أما الدكتور خالد هذا خلّيه للحالات الطارئة.. اخاف تسمج معه حركاتكم !

اسمه خلّا يدها تجمد عالطرحة .. وتطالعهم بالمراية بصمممت بعيون مستغربة وشفاة شوي منفرجه وعدم ادراك بالبداية !
قالت هند وهي تهزّ كتفها بدلال خفيف ولاب كوتها معلّق بيدها : طالبات امتياز احنا .. هو قال لنا إنه بالخدمة...ليه ما نستغلّها !
ضحكت سناء : ما سوّيت خير يوم قلت لكم إنّه رجع من الإجازة.. مع إن ياسمين طلبت مني ما أقولكم .. عارفه حركاتكم هي ..I shouldn't told u all ! Yasmeen would kill me
هند بضحكة ومززح : ههههههههه اييييه فاهمينها ياسمينوه... تبيه لها لحالها... بس بدري عليها.. الدكتور خالد أبو غمازة لنا كلّنا !

خالد!!
أبو غمازة !!
عدّلت طرحتها بسرعة .. ولفّت عليهم بسرعة وهي مو مستوعبة الوضع .. ومن غير لا تغطي وجهها قالت بنبرة قوية : تعرفون وين عيادة الدكتور خالد ؟
لفوّا عليها لأنها كانت وراهم .. لقوا بنظرتها جرأة وشخصية وعدم خوف ..
هزّت سناء راسها بابتسامة ولكنتها المعتادة : ya ... in the second floor .. room # 15
مشاعل بسبب لغتها البسيطة.. مقابل لكنة سناء المتقنة واللي وحدة مثل مشاعل صعب تفهمها بسرعة... عقدت حواجبها تحاول تفهم
هند كررت بابتسامة وهي تناظرها من فوق لـ تحت بطريقة غير لبقة بعض الشئ : .. بالدور الثاني ؟.. بس هو الحين مو بعيادته !
ناظرتها مشاعل بقوة .. لأن نظرة التقييم هذي لفتت نظرها... وما عجبتها أبدا وبتااااتاً !
قالت بنفس النبرة ومن غير ارتباك : .. ووين أقدر ألقاه ؟
هند هزّت كتفها : والله مدري لأني شايفته من نص ساعة تحت عند الرسبشن يحاكي احد الدكاتره... (ناظرتها ).. انتي مريضة عنده ؟؟
مشاعل تناظرها : ... لا ..

انفتح باب المصعد وقطع نقاشهم .. وتلقائيا طلّعت سناء جوّالها وهي تقول : بكلم بالبنات أشوف خلّصوا .. هالمرة العشاء على حسابي !
ابتعدوا ومشاعل واقفه داخل المصعد .. وكل اللي سمعته بهالنص دقيقة .. مو داخل مزاجها كللللشش ! ، ومو مستوعبة الحكي ولاهي مستوعبة أي دكتور خالد يقصدونه !
فيه أحد غيره .. بغمازة تخبّل بهالعالم !!
رمت الطرحة بسرعة على وجهها وطلعت وهي مو متوازنة أبداً...
وبسرعة راحت للرسبشن.. حنقها على خالد كل ماااله يزيد ... وتضاعف هالمرة ..
غبية يا مشاعل... انسي هالمشاعر الغبية... مو أهو اللي حكوا عنه .. مو اهو اللي قصدوه... مو اهو وحتى لو كان اهو..
هذا شغله.. وهذولي زميييلااااته !!... فليييش هالمواقف دايما تألمك وتحرق أعصابك !!

حافظت على توازنها .. ووصلت للرسبشن الفخم وين ما كان واقف عنده دكتوور طويييل لابس الكوت الأبيض ومتكّي بيديه على حافّته ، ومايل بوقفته بميانة واضحة يحاكي الموظف اللي شكله متآلف وياه...
ارتاحت لأن الموظف واضح سعودي تقدر تسأله ..
قربت ووقفت جنب هالدكتور اللي حتى ما رفعت عينها تشوف وجهه.. وبينها وبينه متر.. وهي تقول بنبرة واضحة وبنغمة مميزة : .. لـو سمحـت !
لاحظت إن الدكتور اللي جنبها رفع راسه لها .. والموظف نقل اهتمامه من السالفة لها ... تجاهلت هالشخص اللي جنبها واللي قام يحدّق فيها بفضووول ..
الموظف : ..آمري اختي ؟
قالت وهي تكتم حنق العالم كله على خالد : ... أبي أعرف وين الدكتور خالد ؟
اللي جنبها واللي كان مايل ومسترخي بوقفته.. عدّل ميلانه وقام واقف باهتمام ..
قال الموظف : العادة يكون بعيادته... بس لحظة أدق عليه أشيّك !

رفع التلفون اللي عنده.. ودق رقم وحط السماعة على اذنه ثواني ..ثم نزّله وهو يبتسم بأدب واعتذار : ما يرد اعتقد ماهو موجود بعيادته حالياً .. انتي مريضة عندك معه موعد ؟
مشاعل : لا... وين ألقاه تقدر تعلمني ؟
الموظف : ما يبتعد عن عيادته هو .. تقدرين تنتظرين عند العيادة ..بالدور الثاني..

هزّت راسها كـ شكر .. ومشت أخيراً قبل تسمع اللي كان يتابع بصمت من البداية ، يقول من وراها : ... إنتي بنت عم خالد ؟
وقّفت باستغراب بعد ما كانت ناوية تروح المصاعد .. والتفتت باهتمام وطاحت عينها على الطويل اللي شافته مرّة قبل هاللحظة !.. بس وين ؟؟؟..
تقدّم صاحب الابتسامة الجذابة .. بطريقة خلّت مشاعل تصد عنّه .. وججع وش هالابتساامة ما تقدر تناظر !! ما تنكر تراها ابتسامة جذابة .. بس واضح إن عيونه زايغة شوي !
مشاعل وهي تحاول تصدّ : ايه .. إنت مين ؟
ابتسم زود وموقفها مع بندر بالمصعد للحين راسخ بباله : .. أنا دكتور جمال ! .. صديق خالد هنا !
ناظرته بسرعة وهو واقف على بعد متر عنها ...واسم خالد شدّها ..
صديق خالد !!..
شعور غريب تعرف شي يتجاوز معرفتها التروتينية بخالد... شعور غريب إنها تعرف محيط صداقاته !

سكتت بتوتر .. وبادرها : تبين أتصل فيه... كان تبينه ضروري ! ،
ترددت تقول إيه... تخيّلي يا مشاعل يكون مشغول مع احد هالمرضى.. ويقطع شغله ويجي ويكتشف إنه انتي...
مارح يقصّر فيك !!

هالتردد خلّاها تهزّ راسها نفي : .. لا خلاص شكراً .. ما رح أكون أهمّ من شغله ..(قالتها بنبرة واطية بس جمال قرا فيها شي مختلف ).. بنتظر عند عيادته.. ابي برجع لها بعدين..
ناظرته بسرعة وهي تداري ضيقتها : شكرا ما تقصر ..

مشت بسرعة للمصاعد وهي تغالب كل شي اختلط... حنق .. وضيق.. وغيرة .. وكل شي ما ودّها تحسّ فيه !!
دخلت المصعد..وضغطت زر الدور اللي فيه جناح سحر..
تسكّر باب المصعد عليها ...وبلا شعور.. خذت خطوات للخلف لين وصلت للمراية الخلفية..ورمت ظهرها عليه وهي تتنهّد !
بالله يا خالد !
كيف تبيني اكون مرافقة ؟ ..وإنت بتكون حولي كل اليوم ؟
ما جا هالشي في بالك ؟؟
مو تقول يا مشاعل انسيني ؟!!
مو تقول لا تفكرين فيني ؟!!!
أجل اللي تسويه فيني هذا ؟.. وشو أبي أفهم ؟!
كيف بنسى وانت بنفسك ما تعطيني الفرصة ..
تجيبني للمستشفى.. المكان اللي عايش فيه أنت أكثر من بيتك ..
وتبيني أنساك !!!!!

نزّلت راسها وهالحركة طيّحت الطرحة عن وجهها.. ما رفعتها تبي تتنفس من الضيقة ... وهي تستوعب ان ضيقتها انعكست على عيونها ... تصرف خالد هالمرة يقهر ..
يوجع.. ويؤلم ..!!
دموعها طاحت على ارضية المصعد وهي ضايقه منه .. ومن تصرفاته.. ومن كلامه ..وهالمرة من طلبه لبندر إنّها تكون مرافقه من غير ما يجي ويطلب موافقتها بنفسه !!
يدري إنّه ضامن موافقتها ... وتدري هي انها مارح ترفض لو جا وطلب !
بس كان لازم يراعي ... مدامه يبيها تنساه... كان لازم ما يفكّر حتى باختيارها... ويطلب شادن بدالها !!
هذا إذا كان يبيها تنساه...، مو يضيّق الخناق عليها ويستمتع بتعذيبها !

قامت تناشق وهي تمسح خدها اليمين اللي استقبل دمعتين سراع ... وبلحظة كانت منشغلة بمسح خدها بهدوء.. انفتح باب المصعد بأحد الادوار .. وطاحت عينها على منظر ما كانت تتمنى تشوفه هالوقت ...
كشف الباب اللي انفتح عن وقوف الشخص اللي كانت تبحث عنه .. واللي متعبها ...خالد قدام المصعد ،، وما كان لحاله ... معاه بنتين واقفات جنبه يناقشونه واللغة كانت اجنبية عشان كذا ما فهمت.. بس الابتسامات والضحك الرسمي اللي كانت وحدة منهم تضحكه.. هيّأ لـ مشاعل صورة مختلفة ارتسمت ببالها ... اختنقت زوود وهي تشوف ملامح خالد مستمتعة بالنقاش ، ونظراته تنتقل ما بينهم وتستقر على اللي كانت واقفه يمينه.. والابتسامة الحلوة على وجهه !..، النقاش حقيقة كان طبي بس مشاعل ما كانت فاهمه ولا همّها تفهم.. الأهم إن منظره معهم..بذاك القرب.. كان مؤلم بكل المقاييس !

خالد اللي كان ماسك طرف ملف مفتوح.. وياسمين اللي واقفه يمينه ماسكه الطرف الثاني بوقوفها جنبه وشكلهم يتناقشون صورة أو شي.. ومعاهم بنت ثانية تشارك وهي واقفه جنب خالد من الجهة الثانية.. رفع عينه لحظة انفتاح الباب اللي كانوا يحترونه .. وطاحت على مشاعل واقفه تناظرهم بنظرات ما فهمها وطرف الطرحة بيدها...قرى شي سريع بعيونها المتألمة والحمقاانة ، لمعة دموع غطّتها مشاعل بلمح البصر لأنها استوعبت انتباهه ورمت الطرحة على وجهها وتراجعت بالزاوية وكأنها تفسح مجال .. كانت لحظة سريعة بس خالد قراها وعرف ان هالمنظر .. هو السبب !
نزّل نظره عنها بسرعة وما طوّل بوقفته ونظراته .. ودخل المصعد وهو يسكّر الملف ووراه ياسمين وصديقتها.. وسلّم الملف لـ ياسمين وهو يتجنّب النظر بـ مشاعل اللي حشرت عمرها بزاوية : راجعي الحالة ..وعندك صور الأشعة بتساعدك !
ياسمين بابتسامة حلوة : .. شكرا دكتور.. كان النقاش معك .. حلو وممتع !
خالد بابتسامة حلووة : العفو.. عجبني إلمامك بأدق التفاصيل .. حتى الدكتورة مرام ( رمى نظرة لـ مرام الواقفة قدام مشاعل يشجعها )
عضّت ياسمين شفتها السفلى بسرعة ومرام صديقتها تبتسم وكل وحدة منهم يتبادلون النظرات.. عاشوا متعة غير محدودة بالنقاش ..
ومشاعل كتمتها زادت داخلهااا ... أسلوبه معاهم كلماته بسمته اللي تدري إنها لا تقاااوم... ليه ما يراعي لييييه !

ناشقت مرة ثانية وهالمرة من غير لا تحس.. وهالصوت خلّا البنتين يطالعونها باهتمام .. والاهم خالد اللي عارف وضعها وقاريه بس..سااكت ولا يبي يناظرها وهالموقف بالذات ... احتار فيه !! ولا يبيها تتأثّر من هالموقف !

وصل المصعد للدور ومن وضعها العصبي والعاطفي هاللحظة ورغبتها بالخروج من هالمكان .. كانت مرام قدامها.. مشت بسرعة بين مرام وخالد تبي تطلللع وهي تناشق من غير ارادتها ..
لاحظ عجلتها واستعجالها قدامه .. ما عجبه الوضع ... قال قبل تطلع : هذا مو دورك..!
وقّفت مكانها على حافة المصعد .. وهي تغالب نفسها ونبرته المهتمّه لها : مالك دخل.. جعلي ان شاء الله ارمي عمري من السطح لا تناقشني !

كلامها ونبرتها المهزوزه ما عجبوه..
ومشت طالعه ... بسرعة حط جسمه بين البابين قبل يتسكرون وهو يثبّت يديه عليهم.. وياسمين وصديقتها يطالعون بدهشة وعدم فهم..
قال وهو بذاك الوضع : ارجعي هالدور مو لك ولّا للزوار !
قالت وهي تبعد عن المصعد ، الأهم تبعد عنه وعن اللي معاه لا تسوي جريمة فيه : قلت لك لو أنتحر لا تناقش !
انقهر منها وعصّب .. ناداها بصوت عالي : مشاعل ارجعي هنا.. قلت لك ممنوع هالمكان ..
ما ردّت ... والظاهر انها كمّلت طريقها بالدور اللي كان خالي من الناس...

فلت الباب وفرك جبينه ... هو مو ناقص توتر ... عشان تجي مشاعل تزيده توتّر ... لف للبنتين وراه : عن اذنكم..
هزّت ياسمين راسها بأدب ومرام معها .. وفلت خالد الباب وطلع تاركهم عشان يلحقها .. وهو ضااايق من مشاعل !!

مشت مشاعل بالمكان اللي ما تدري وشو .. مافيه غرف وشكله كله معامل وأقسام أشعة ما يندخل لها إلا بملابس حماية خاصة .. وكل اللي تبيه إنها تهدى من توتر المشاعر ذا .. ومن منظر خالد اللي وجعها وما تدري ليش قهرها منه قام يتزايد أكثر وأكثر عن أول ووصل لحدود لا تُطاق !!
مسحت دموعها وكنّها هدت مع هدوء هالمكان اللي اضاءته مو مثل اضاءة ممرات الغرف والأجنحة بالأدوار المسموحة للزوار .. اضاءه أهدى شوي وجو أهدى وبعيد عن الناس !
جلست على كرسي بالممر وهي تفرك يدينها ..

على وصول خطواته المقبلة من بعيد ،، ما ناظرته ولا التفتت عليه.. واستردّت زمام نفسها وهي ساكتة
قال وهو يوقف على بُعد خطوتين وهي جالسه وساااكنة : .. ما قلت لك ارجعي؟.. هالمكان مو لك ! ليش ما تسمعين الكلام؟؟
قالت بجمود وهي تطالع قدامها : قلت لك بعد مو شغلك وين اروح ووين اجلس !

قال وهو يتنهّد من شاف نبرتها : كلمني جمال قبل شوي !
ناظرته مستغربه ومتحفّزه من كلمته !
قال وهو يناظرها بنفس النظرة الحنونة اللي يناظر فيها سحر : قالي إنك كنتي تدورين عني ؟
ارتبكت وصدت عنه بسرعة : غيّرت رايي ما أبيك !
رفع حاجب واحد : عطيني اللي عندك بسرعة ! .. سحر تشتكي من شي؟
ناظرته بسخرية .. ورجعت تصد تناظر الجدار : .. ماعندي شي... قلت لك غيّرت رايي ..
خالد بسخرية : مشاعل تدوّر عني ؟.. وما تبيني ؟ .. عجيبة هالنكتة والله
انقهررت وهي تزفر أنفاسها لا تلكمه الحين تفرّغ فيه كل الغيض اللي تحس فيه على طوول الأيام اللي فاتت
قامت واقفه وهي ماسكه اعصابها : .. حضرتك تبيني مرافقة لاختك ؟... ليش ما تاخذ رايي ؟...

رفع حواجبه فوق بـ دهشة : ..الحين هذا اللي تبيني فيه ؟؟؟
مشاعل لفت عليه بحنق : .. ليش على كيفك هو تقرر وتطلب من بندر اكون مرافقة !! ..انت حتى ما جيت وطلبت رايي.. طبخت الموضوع وقررت من راسك من غير ما تاخذ موافقتي !
خالد وهو رافع حاجب ويطالعها من فوق لتحت ببرود ونبرة هادية : يعني بتفهميني .. ان جلستك مع سحر صعبة عليك ؟
قالت وهي تتكتف : ايه صعبة جلستي بالمستشفى مع اختك طول الليل... حاليا صعبة ومالي قدرة .. انت ما فكرت يمكن اكون تعبانة ومنهكة ..مو على كيفك تقرر من دون ما تاخذ رايي !
تنهّد ولانت نبرته وهو يشوفها متشنّجة : ما أخذت رايك .. لأني توقعت إنها بتجي منك اصلاً من غير ما أقول.. وغير كذا لأن سحر تحتاج النفسية الحلوة ويكون حولها أحد مثلك ! .. ( سكت شوي وهو يختار الكلمات بحذر) .. بوضعها ذا... ما فكرت بأحد يكون حولها غيرك يا مشاعل !
صابها سكوووون ولا تدري ليش كلماته سحرتها مع انه اختارها بعناية فائقة..
قال بعد لحظة وهو يحك حاجبه : وغير كذا ...بغيتك تبقين ... لأني... أبي أتكلّم معاك !
ناظرته وسكوونها يزيييد ..
كمل وهو يحط عينه بعينها : .. لحالنا ...!

انقلب وجهها وهي مو فاهمه ..
ابتسم يوضّح لا تفهم غلط وتشطح بخيالاتها كالعادة : ابي اتكلم معك بخصوص سحر... ما اقدر اتكلم معك بالغرفة لأن سحر موجودة.. ولا أقدر أخليك تروحين بيتكم قبل أفهم .. ولأنك آخر شخص شافها قبل تطلع من المخيّم.. ما عندي أحد غيرك زيادة إني ابيك حول سحر بمرضها ... كل هالأسباب خلّتني أطلب من بندر يخليك ترافقين سحر ... اقتنعتي الحين؟
مشاعل تماسكت وتعلّقت ببقايا كبرياءها : برضو مو موافقة !
تبي تذلّه ويترجّاها يمكن ترتاح شوي ..
بس ما عرفت لأن خالد لو تنط للسما وترجع.. ماهوب الانسان اللي يترجا بسهولة
قال يوم شاف عنادها : راكبه راسك يعني ؟
قالت بهدوء : قلت لك انا تعبانه وابي ارجع ارتاح..منيب مكينة تبيني أقابل اختك لا وبعد مـا تطلب مني !!
قال ما ضغط عليها ولا ترجّاها مثل ما تبي : .. دام كذا ...سوّي اللي تبين... بس قلت لك إني محتاجك .. وأبي أتكلم معك .. ما تبين ؟؟؟
مشاعل سكتت وكل شي فوق احتمالها !!
ان بقت.. يعني بتقابل خالد اربع وعشرين ساعة !
وان ما بقت ... مين بيعاون سحر على مقاومة اثار صدمة خطوبة محمد.. واللي محد غيرها يعرف ان نفسية سحر الزفت بسببها !!
قالت بعد دقيقة : ... لا تحسبه أمر بنظرك.. إنْ بقيت ببقى عشان سحر !
ابتسم لأن سالفة الاوامر مأثره عليها بزيادة : .. مب أمر ... سويه عشان سحر .. مب عشاني !
مشت من جنبه بنبرة ساخـرة : .. وياليت تبطّل كلمة عشاني لا عاد تتوقع كل شي بسويه أسويه عشانك...

ورجعت للمصاعد بعد ما أشفت شوي من غليلها وطلّعت شي من اللي في خاطرها..خلاها تهدى شوي ..
وهو أنهى النقاش ومشى وراها من دون تعليق !.. طلبت المصعد وتراجعت خطوة تناظر السهم ..وهو واقف وراها وساكت ..ينتظرون المصعد ،
توّها الحين تستوعب بجو الانتظار الهادي هذا .. إنهم لحالهم ! .. وما حولهم أحد !!
حست بوقوفه على نفس مستواها بعد ما كان وراها .. هجدت وما عاد نطقت ما تبي تنفجر فيه من جديد ..
بس جوْ وجوده معاها ولحالهم بهالدور الكئيب.. شعور مو بالعادة تحسّه... ولا قد جرّبته !!
مواقفها معاه دايماً صاخبة ، عكس الهدوء المربك بالنسبة لها !

حرّكت بؤبؤ عيونها لجهته من غير لا تحرّك راسها... ولمحته رافع راسه يطالع سهم الأدوار .. والهدوء المعتاد على محياه.. ويديه بجيوبه والسماعة الطبية على كتفه... وكأنه كان أمس شخصية غييير عن اليوم ! .. فرق عن خالد اللي كان برحلة البر ،!
انفتح الباب وردّت بؤبؤها لداخل المصعد.. وتقدمت لداخل بنفس الصممت المخيّم عليهم الاثنين ،
طلب لها دور سحر ثم ضغط رقم دور عيادته .. ثم تراجع واستند على الجدار الجانبي للمصعد بظهره .. ومشاعل مستنده على المرايه.. والصمت هو العنوان بينهم !
ما يبي يحكي زود معها ..
ولاهي تبي تنطق كلمة ..
كلاهم فضّلوا السكووت عقب الموقف اللي قبل شوي !

وصل المصعد لدورها وانطلقت بسرعة خارج المصعد وكأنّها مو متحمّله كتم أنفاس أكثر .. باللحظة اللي كان فيها يناظر أرضية المصعد .. وما أخفى من عقبها ابتسامة صغيرة وهو يحاكي عمره !... ليش أأثّر فيها هالكثر !
:
؛

رجعت مشاعل لـ غرفة سحر وهي تنزل الطرحة عن راسها وهي تلاغي عمرها ..
ما انتبهت لـ سحر اللي كانت راقده بس مفتّحه وشكلها توّها صاحية : وين رحتي ؟
لفّت مشاعل بانتباه : .. متى قمتي ؟؟
سحر ببحة : قبل شوي... وين رحتي ؟؟
ما كتمت مشاعل ضيقتهااا : رحت اكلم اخوك الخااايس.. لقيت بنات معاه ( بعصبية)
سحر بعقدة بين حواجبها : بنات مين ؟؟؟
مشاعل : مدري بنات صغار زيي وزيّك ..دكتورات !
سحر بتقطيبة : المتدربات؟؟؟

مشاعل بانتباه : تعرفينهم؟؟؟
سحر وهي تتقلب بالسرير بحيل ميّت : ... قالي عنهم مرّة... بيشرف عليهم مدري ..نسيت وشو..بالضبط !
طنننقققرت مشاعل : يا زففت وليه ما قلتي لي من قببببللل؟؟؟؟؟
سحر وهي تفرك عيونها من صداع ألمّ فيها من دقايق .. وبصوتها المبحوح : من فترة قايل ونسيت !
مشاعل : مااالت وتخلّيني أتفاجأ بهالشكل ... بغيت أقتله وقسماً بالله !
سحر بـ كُره للنقاش : شغلته يا مشاعل وش بتسوين !
مشاعل : خييير انتي ما شفتي البنات وشلون كانوا حوله.. وجع كم وحدة!!؟.. قابلت ثنتين بالمصعد يتغزّلون فيه.. ثم قابلت ثنتين ثانيات واقفات معاه ينكّتون !
سحر تنهّدت مافيها حييل نقاش عصبي مع مشاعل هاللحظة : ... تراه بيشرف عليهم ..مهوب متزوّجهم !
مشاعل بحننق : .. اييه بس واضح على خالد رايق له الموضوع ! .. (عضت لسانها لا تفلت منها شتايم.. وراحت ترمي نفسها على الصوفا.. وغيّرت الموضوع ما تبي تتضايق زووود ) .. تراني برافق معك كل الأيام ..
ناظرتها سحر وتكشيرة الصداع على وجهها : ماله داعي ... ارجعي للبيت...
مشاعل برفعة حاجب : بعد قولي ما تبيني .. !!
سحر وهي تناظر السقف والقناع الغريب على وجهها : أنا وحدة تبي تجلس لحالها ...ارجعي للبيت..مابيك حولي كل الوقت !
مشاعل بحاجب واحد مرفوع ونبرة مستغربة : .. هالكلام جديد عليك يا سحر ؟..
سحر تناظر السقف ويدها على زوايا جبينها من الصداع :...............!
مشاعل : ما تبيني أرافق معك !؟
غمضت عيونها وبنفس النبرة الغير معهوودة : ما أبي أحد معي .. حتى لو كان أنتي !!
سكتت مشاعل اللي كانت جالسه عالصوفا وعيونها على سحر الراقده بس فيها شي متغيّر.. فيها شي بنفسيّتها.. بكلامها .. بأسلوبها .. فيها شي جديد وغير معهود... شي ما كان موجود من قبل !!
مشاعل : بس أنا عطيت خالد كلمة !
فتحت عيونها .. ولفّت براسها عليها وهي ساكتة ..
مشاعل : خالد يبيني أرافق معك .. لين تطلعين ان شاء الله عقب كم يوم !
سحر : قولي له ما أحتاج... وراك جامعة اصلا وش تبين بجلسة المستشفى !
مشاعل باستغراب : وش ذا مصررة ما تبيني ابقى معك ؟!
سحر : ابي ابقى لحالي افهمي !!
عصصصبت مشاعل : تدرين عاد .. كنت ابي ارجع البيت اصلا واجيك بكرة ..بس عقب كلامك ذا ركبت راسي اني أجلس .. رضيتي ولّا ما رضيتي !
سكتت سحر .. وهي تنقلب على جنبها وتعطي مشاعل ظهرها !
ومشاعل تناظر ظهرها والسكون المخيّم عليها .. لا بالله سحر من بداية اليوم ماهي طبيعية بزيااااادة !!
::



'
في قصــر أبو خالد ،،


بغرفته .. المُلحـق ،
اللي يشوفه بذاك الوضع يقول وراه امتحااان مصيري وقاعد يذاكر له !
لأن تركي بذاك الوقت كان متمدد على سريره ومتكّي ظهره على ظهر السرير..لابس نظارة القراءة وكتاب كثير الصفحات على رجوله.. وحوله متناثره عدة أوراق ..والنوت اللي يكتب فيه كل شي يخصه جنبه.. والتي في قباله مشغّله بس مقصّر على صوته !

سمع دقّ على باب غرفته.. وصوت ابو خالد وراه ، وبسرعة سكّر الكتاب اللي معاه ودسّه وراه ثم سحب كتاب ثاني عربي بنفس المواضيع وترك أوراقه حوله لأنها كلها عربي وحتى النوت خلاه جنبه ... ما حرّك شي من الوضع حوله !
دخل ابو خالد بملابس البيت وهو يبتسم لـ تركي اللي بادله الابتسام وهو يعدّل وضعية جلوسه ويحط رجوله عالأرض!

ضحك ابو خالد من شاف المنظر اللي لفته : ما شاء الله تدرس ؟؟؟؟
ابتسم تركي وهو يشيل نظارة القراءة اللي أعطته هيئة غير : ايه تقدر تقول .. ادرس بطريقتي .. أحب القرايه يا عمي هوايتي الأولى !

ابتسم ابو خالد : وانا اقول ليش احس فيك شي غير عن قراينك.. عقلك فيه شي ملفتني وانا عمك !
ابتسم تركي وسكت ..
ابو خالد وهو يجلس على كرسي جنب الطاولة الوحيدة : وش المواضيع اللي تحب تقرا عنها أكثر شي ؟؟
سكّر تركي الكتاب ورفعه قدام عينه ليشوف الغلاف والعنوان .. "كيف تطوّر من استراتيجيّتك الخاصة"
ابو خالد : تحب التجارة واجد ؟؟
تركي ضحك وهو يرمي الكتاب جنبه : اكييد وانا ما جيت شركتك إلا عشان ابدا أكوّن نفسي بالمكان المناسب ..
ابو خالد ضحك : طيب لو ما قبلتك وش كان بتسوي ؟؟؟
تركي : كنت بدوّر لي مكان ثاني ...بس أنا ما جيتك الا سامع عن شركتك وسامع كلام كثير عن صاحبها .. جيت أجرب حظي والحمدلله ما خاب ظني... كنت افكر اجمع راتب فوق راتب وابدا أكون نفسي بعد سنتين ثلاث !

تنهّد ابو خالد بابتسامة وفتح الموضوع اللي جا عشانه ..
: وليد .. جايك اليوم أبيك بموضوع !
انتبه تركي ورزّ ظهره باهتمام : آمر يا عمي !
ابو خالد : ... بعد اسبوع أنا مسافر ... وأبيك تجي ترافقني !
رفع تركي حواجبه باهتمام بالغ : .. تبيني أرافقك ؟
أبو خالد : اييه .. بسافر لـ روسيا عندي بعض الاجتماعات وشغل مع بعض شركات اعرفها من كنت دبلوماسي فيها .. وناوي أخذك معي !
عقد تركي حواجبه : بس خبري عادةً .. الاستاذ محمد هو اللي يرافقك ..
ابتسم : سفرتي هالمرة بتطول عن العادة... محمد بيجلس يداري الشركة بغيابي... وأبيك أنت معي ترافقني...

تركي حب يعرف السبب : ليش أنا يا عمي ؟؟
ابو خالد تأمّل حال غرفته وأوراقه والكم كتاب اللي حوله : .. لأني أبيك تكبر على يدي .. مثل ما كبّرت محمد... ناوي أكبّرك !
نقل تركي عينه على زوايا الغرفة بابتسامة غريبة : .. أخاف تتعب معي يا عمي !
ابو خالد فهمها ببراءة : أتعب كم شهر معاك ماهي مشكلة .. دام بعدين بنستفيد كلنا ..
تركي نزّل عينه لا يشوف اللمعة الغريبة اللي فيها ويلاحظ معاني غير البراءة : مُصرّ على روحتي معاك ؟؟
ابتسم ابو خالد وكمّل : ... منت الوحيد ترا... تدري انت عن حال شركتي الحالية.. والمشاكل اللي مو راضيه تنتهي .. الشهر الجاي برسل مجموعة من شباب الشركة لدورات خارجية لمدة شهر كلن على حسب مجاله وعلى حساب الشركة الخاصّ.. سمّها دورات تدريب مكثفة !... محتاجين التطوير بالشركة... محتاجين التجديد والجديّة أو حالة شركتي ممكن تسوء وتتردى وتدهور.. الحلول محدودة بيدينا .. لازم مشاريع كبيرة.. ولازم تطوير كفاءاتنا حتى نواكب التطوير والمنافسة بالسوق.. الضغط علينا كبير لأن شركتي توقّفت 12 سنة ومن سنتين واحنا نحاول نعالج مشاكلنا... المشاريع ما توفّقنا الا بشراكتنا مع ابو راهي.. وأنت من قائمة الأسماء اللي أدرجتها عشان ياخذون لهم دورة خاصة ومكثّفة برا ..

طارت عيونه تركي ... توقّع الموضوع مجرد مرافقة !!
بس وش دورة تدريبية ..وهو مو محتاج أساساً !
ابو خالد : وش قلت يا وليد ؟... ، إنتْ وخمسة من شباب الشركة رح يطلعون بدورة تثقيفية وتدريبية .. بس انت رح تكون معي مرافق وبتاخذ دورتك بمعهد متخصص بروسيا اعرف الناس اللي قايمين عليه..وباقي الشباب بيطلعون لـ برلين !

سكت تركي بعيون مليانه اهتمااام ..
وابتسم ابو خالد : واختار الدورة بأي تخصص تبيه....(ناظر الكتاب اللي جنبه ).. ملاحظ إنك تحب التفكير والاستراتيجيات من كنا بالبر من يوم نقاشك مع ابو راهي ... جرّب ان كان لك رغبة .. وإن طلعت بشي يرضيني من المعهد .. وقتها شركتي بتفتح لك أبوابها أكثر من قبل ،
تركي بدهشة : جااد يا عمي؟؟.. تبيني أخذ دورة هناك؟؟ ..تقولها صادق؟؟
ابو خالد : هالمواضيع مافيها مزح... هالموضوع في بالي من قبل روحتنا للبر... بس ما كنت متأكّد من قدرتك إنك تتحمّل وتقدر تنفّذ شي مثل ذا.. ! بحكم ظروفك يعني !
ابتسم تركي بمتعة مفاجئة : .. وألحين ؟؟
ابو خالد بنبرة صرييحة : تبي الصدق... للحين فيه عندي نسبة شك... بس اللي شفته منك للحين ... ثقافتك قراءاتك.. يعني تقدر تقول موضوع يستحق التجربة بنظري... والنتيجة تعتمد عليك قبل كل شي !
ابتسم تركي وسأل بصراحة : لو ما كانت شركتك تعاني مشاكل يا عمي ؟؟.. كنت بتفكّر بهالشي ؟؟
ابو خالد : لولا هالمشاكل كان ما فكرت ارسلك انت وبعض الشباب عندي برا وعلى حسابي... لكن اعتبرها فرصة وقلت لهم نفس الكلام .. اعتبروها فرصة واللي ما يستغلها فوظيفته وراتبه بيظل مثل ماهو !
تركي بهزّة راس : تحفييز حلو يا عمي
ابو خالد : وش قلت ؟ إذا لك رغبة علّمني .. ومن بكرة بجهّز أوراقك وأرسلها برا باسم الشركة ..
تركي ما عاااارض.. بل ابتسم ونظرته مليانه موافقه : اللي تشوفه... أنا موافق ... !
ابو خالد : لا تخيّب ظني .. متوقّع منك كثير وما أثار رغبتي هذا الا حماسك ورغبتك الدايمه وكلامك انك تبني نفسك
تركي ابتسم : بشد حيلي وان شاء الله أكون شاطر !

قام ابو خالد وهو يلتفت بالغرفة يبحث عن شي : الساعة عشر الحين.. ما أشوف صينية الأكل ..ما جاك عشاك؟؟
تركي : قلت لهم دايما العشا أبيه على عشر ونص... شوي ويجيبونه.. بكمّل قراية هالكتاب وعشاي يبيله نص ساعة
ابو خالد برضا : زين اجل تصبح على خير..

طلع من عنده بعد ما قال اللي كان ساااكن بخاطره لفترة ، وتركه راجع قصره ،
ليش مهوب متفاجئ... ليش مهوب منصدم !
الاقناع اللي كان هدفك..وكنت دايم تحاول توصله بعيون ابو خالد.... هذا هو تحقق يا تركي بعد هالشهور !
ابتسم وهو يردّ نظارة القراءة لعيونه بيد وحدة .. وسحب جسمه لورا لين أسنده على ظهر السرير ورجله اليمين حطّها على رجله اليسار ،،
رجع يقرا بالسطور وعُقدة عادية بين حواجبه والأفكار تداخلت ،
ومرّت فترة لين سمع دقة عالباب... ودخلت الخدامة رفع راسه وابتسم يشكرها
حطّت الأكل على أقرب طاولة وطلعت وهي ترد الابتسامة المؤدبة ..

بدا ياكل عشاه ،
وبعد ما أنهى أكله دفع الطاولة الصغيرة اللي كانت على عجل بعيد... وهو يمسك جواله بعد ما تذكّر شي لازم يأكّد عليه ،
دق الرقم وهو يرخي راسه على الوسادة وصار شبه راقد : I am Turky ..the one who came to your store today ! .. don't forget my order tomorrow.. how much does the gift cost?
( انا تركي ..اللي جاك بـ محلك اليوم... لا تنسى طلبي بكرة... كم تكلّف الهدية ؟ )
ابتسم : قوود ثانيكو ..
سكّر ورمى جواله.. ثم مسك الكتاب المرمي جنبه يكمّل ، وهو حاس بالمتعة من التصرفات اللي قام يسويها هاليومين !
وكأنه جالس يلعب !!
:
،

رجع بندر للبيت وهو ماسك ملف بيده .. دخل وهو يحك شعره من التعب ..
من الصبح صاحي ومن الصبح وهو طالع من البيت ولا رجع إلا الحين ،،
لقى أهله توّهم حاطين عشاهم على طاولة الأكل ويستعدّون للجلوس .. قرّب من الطاولة وهو يركّز في ملامح محمد اللي كان جالس وبهاللحظة يغرف له من طبق المكرونة وعينه على صحنه بملامح هاااادية .. مُريحة بعض الشئ ،
ما يدري يرتاح ، ولّا يعطف عليه ، ولّا يعطف على عمره ؟؟
رمى الملف على طاولة بطريقه من غير لا يوقف..وسحب الكرسي اللي جنب شادن وجلس بسكوت
امه : هااو بندر رح غسّل يديك من الصبح وانت برا ..
بندر مسك المغرفة : باكل بالملعقة أنا... مشوااار للمغسلة !
أمه : قمم اشوف منت بزر ..
غيّر الموضوع ما يبي يقوم.. تعب حركة من الصبح : إلا وين عمر ؟؟.. ما يبي يتعشى ؟؟
شادن بنبرة فيها مسحة ضيق مو واضحة : ..قلت للخدامة تناديه.. قبل شوي
طالعها باستغراب هالمرة : ..غريبة وليش ما تنادينه انتي ؟؟؟
سكتت شادن ..وش تقول ؟
بندر : قومي اشوف ناديه ..
شادن وهي تاكل من غير حماس : لو يبي عشا بيجي من نفسه !
بندر : غريبة حركتك ذي !.. أول عشا له معنا من زمن ..وش مجلّسك ولّا يعنني مسويه ثقل هههه (سخرية عليها )

وش تقول ؟..هي تسوي اللي هو يبيـه !!
قال أبوها : ناديـه يبه خلينا مرة وحدة نسولف معه عنكم !!

هالكلمة هجججدتها وخلتها تنزّل الملعقة وعيونها وهي ساكته...ما تبي تحسسهم بشي غريب وما ناقشت قامت وهي تقول : ان شاء الله !
طلعت من باب الصالة لبرا.. وراحت لملحقه معشوقه ومكانه الخااص ..،
الباب كان مسكّر ..وبنفس عميق دقت عليه الباب ..
ما انتظرت ردّه مباشرة فتحت الباب .. ووقفت على عتبته وعيونها تطيح عليه واقف قدّام المرايه وواضح عليه توّه مغّير ملابسه ..، أو .. ماخذ حمام انتهى منه الحين ،
تكتّفت وأسندت كتفها على اطار الباب : .. العشا بَرَد عمر !

قال وعينه على نفسه بالمراية يعدل بلوزته البسيطة اللي توّه لابسها : .. دقايق !
قالت : قلت للخدامة تناديك من نص ساعة ليش تأخرت.. ابوي يسأل عنك !
أخذ الفوطة من حافة الطاولة جنبه وفرك بها شعره بشكل سريع لأنه ما جفّ .. بطريقة عفست كل شعره وصار منظره جد فوضوي بس عذاب : .. ارجعي قبلي وجاي ،

ما تحرّكت .. واستمرّت على وضعها ،
رمى المنشفة على السرير الشبه معفووس وناظرها بعد ما طال وقوفها : وش اتفقنا ؟؟.. ما كان لازم تجين وتتركين عشاك.. الخدامة قالت لي وقلت لها جاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة نصّها وجع ونصّها تعب : ... أدري إنت للحين على كلامك امس... وتراني ما دخلت الغرفة واقفة عالعتبة لو تشوف ..ولّا بتمنعني بعد من العتبة..؟؟

ما علّق على كلامها وهو يسكّر كم بلوزته .. ومشى للباب وهي باقي واقفه ما تحرّكت ..
قال وهو يمسك وكرة الباب بيد وهي واقفه قدامه بصممت : ..يلله نتعشى ؟
يا هدوءك الرايق ، ولا كأنها تتقلّب على نار الحيرة ولا تدري وش خطواتك الجايه يا عمر !
خطواتك اللي قامت تنثر الخوف..وتبعثر الأمان داخلها !!

تراجعت خطوة لورا عشان تفسح له المجال .. وطلع بعدها وهو يسحب الباب وراه ..
دخلوا سوى للصالة وهو يسلّم على اللي كانوا ياكلون حول طاولة الطعام ..
أبو محمد : وعليكم السلام..تأخرت الله يهديك !

رجعت شادن لمكانها جنب بندر ..وعمر اخذ مكانه مقابلها وجنب محمد وهو يبتسم : كنت اخذ دش سريع ..عشان يكون عشا ووراه نوم على طول !
كمّلوا أكل والسوالف بين الشباب وابوهم.. شادن أول من انتهت قامت وهي تقول "الحمدلله..تصبحون على خير"

ابوها : وين بدري شوي !
ابتسمت : عندي اوفف بكرة عشان كذا بروح للمستشفى من بدري عند سحر ومشاعل !
ابوها ابتسم : اييه خذي لبنت اخوي هدية على ذوقك وقولي لها ذا من عمي ويقول ما تشوفين شر ان شاء الله..وان شاء الله بمرّها..
شادن : اكييد ان شاء الله ..(ناظرت بندر وأصابعها على طرف الطاولة )... بندر بتوديني بكرة ؟؟
بندر بجمود وهو ياكل : تكفيني مشيعل ... باخذها نومة طويلة بكرة لا تصحّيني ..شوفي لك غيري ولّا (ناظر عمر).. خلّي عمر يوديك !
لفّت مباشرة كنّها ما سمعت اقتراحه.. لـ محمد : .. وانت محمد تقدر ؟؟؟

حسّوا اثنينهم ..بندر ..وعمر .. بتجاهل هالاقتراح !
عمر ما علّق وكمّل أكله ولا كأن اسمه انذكر.. ولا أظهر أي حساسية ، ولو إنّ الموضوع لسعه شوي ،!
وبندر ما علّق هو الآخر ...
محمد : .. وانا طالع للشركة إذا تبين !
قالت : اوكي..

وتركتهم عشان تنام.. وبعز السوالف المستمرّه ،
قال ابو محمد لـ عمر اللي كان ياكل تفاحة : عمر مدري ان كان فيك حيل الحين نتكلم عن الزواج !
مجرّد فتح هالموضوع عوووورّ قلبه.. وأجج مشاعره اللي دايم يحاول يحبسها بزاوية غير معروفة داخله ..
نزّل التفاحة وبنبرته الهادية : ودي لكن مافيني حيل نقاش الحين والساعة تعدّت الـ 11 ..
ابو محمد : مهيب مشكلة ..رجعة ورجعت لبيتك.. يقدمّ الله خير ان شاء الله
ابتسم وكمّل تفاحته ثم استأذن بيروح ينام ..
::

طلع بندر لـ غرفته وبطريقه قرر يمرّ على غرفة محمد اللي كان ثاني واحد يترك العشا ..
بالنسبة لهم ماعاد فيه شي يحكون فيه مع بعض..انتهى الكلام.. كلن منهم وقف على نقطة ... نقطة قيّدتهم ما عاد يقدرون يتجاوزونها احتراما للآخر واحترام لـ مشاعر الآخر ،
دخل الغرفة ولقى محمد توه لابس بيجامته والغرفة ما تضيئها الا نور الأبجورتين الصفرا ..
محمد وهو واقف عند تسريحته يفك ساعته الفخمة : هلا بندر..!
بندر دخل وهو يبتسم .. لكن ابتسامته اختفت يوم شاف شي مُشرق وعَطِر محطوط بوضوح على مكتبه.... سكت وتقدّم يركّز عليه ..
كانت باقة جميلة من الورد الأحمر والسكّري ،، وورودها في بدايات الذبول الخفيف وواضح إنها تمّ شرائها من ساعات طويلة !
محمد ما كان منتبه وهو يرمي بساعته عالتسريحة وأفكاره مو مخلّيته يركّز بشي ،
بندر لمس الباقة وطاحت يده على بطاقة على حافتها ... فتحها بإصبعه من غير ما يشيلها.. متوقّع بيلاقي شي مكتوب لكنها كانت بيضا ..
قال بندر بعز الصمت : شاريها لـ سحر يا محمد ؟؟

هاللحظة رفع محمد عينه لصورة بندر بالمراية منتبه لكلامه... وباستدراك راح له وهو يمسك الباقة : ..مو لأحد !!..
بندر : ........؟
محمد بنبرة ضاييقة وخااافتة : ..أنا مدري وش كنت أفكر يوم شريتها !
بندر : شاريها لها ؟؟
مسك محمد الباقة من أغصانها من تحت..وبنفس اليد هوى بها بسلة المهملات اللي جنب المكتب ..ينهي تفكيره الغبي بنظره..واللي ما يدري ليش فكّر فيه ،
: ..مو لأحد قلت لك ...
بندر : .........!
محمد راح لسريره : اطلع بنام !
بندر : ... ليش ما أرسلتها .. ما تدري وش ممكن يكون تأثيرها على سحر عقب اللي صار.. يمكن تداوي شي فيها منك ؟
محمد وهو يبعد الغطا عن السرير : .. تبيني أطيّنها زيادة... هالموضوع بالنسبة لي انتهى ..قلت لك سحر صارت مسؤوليتك مقدر أفكر فيها مدامك طلعت داخل بالسالفة !!
عوّره قلبه ورفع الملف اللي بيدها يحك فيه راسه ..وقال بعد تنهيدة : ..مصر على رايك محمد ؟..مصر أدخل بالسالفة من عقبك ؟
محمد : أنا خطبت وانتهيت وش منتظر خطوة مني عقب ذي ؟
بندر اعتـررف : ..مدري يا محمد ..ان كنت باخذ سحر ... فحاليا مستحيل آخذها !

محمد ناظره يتابع وكلام بندر وراه معاني ومقاصد..
ابتسم بندر وهو يناظر الأبجورة المتلألأة ..ثم محمد عشان يشرح كل شي يفكّر فيه : ... عقب اللي صار.. مالي نيّة أتقدم معاها خطوة حالياً.. مع معزّتي لها ..وكل شي داخلي... بس الحين مافيني قوّة أخذ دروك.. حتى لو كانت هي تبي !
محمد : .. لك الخيار .. اعتبرني برا اللعبة .. كثير اشياء تشغلني وان شاء الله انسى سحر مع الأيام ..
ابتسم بندر وهو يسند جسمه على حافة المكتب : .. حتى لو قلت هالكلام... اللي صار مارح تنتهي آثاره بيوم وليلة ... قررت أنا اترك الموضوع فترة مثل ما تركته انت... لعل الموضوع يبرى لثلاثتنا .. نحتاج وقت يا محمد...وأنا أكثر واحد احتاج هالوقت ... ما اقولك ما اتمنى سحر... أتمناها من زمان لكن صعب علي أبادر بالخطوة حالياً ،
سكت محمد وهو يناظر بلكونه ، مافيه شي ممكن يعلّق عليه ، لأنه انسحب وصعب يرجع عن هالقرار ،،..وان كان لا زال يحاول يتماسك ويتعلّق بقوّته وجموده المعروف عن نفسه ،
قال بندر يكمّل قراراته وصرااحته وما فضّل يخفي شي عن محمد : ... ببتعد أنا .. طالما ان الموضوع لازال بقلبك..وهي لازالت بقلبك.. وان ربي تمم زواجك.. محد يدري يمكن تنقلب الامور وانت تلقى لك حياة أحسن.. وأكون انا لقيت طريقي مع سحر أو مع غيرها ..،!
رمى محمد نظرة على بندر ، من غير تعليق ، ولو ان بندر يأمّل على أشياء مستقبلية تختلف عن الواقع الحالي.. لأن الواقع الحالي ما يساعد أحد ، لا هو ، ولا محمد... ويمكن سحر !
بندر بابتسامة شبة مُرّة : ..هذا قراري... إنتْ سلّمت سحر لي ..لكن ما رح أقبلها الحين... قراري بأجّله بعد سنة أو سنتين .. لمّا أرجع بندر جديد..وعرفت وش أبي من حياتي .. وانت تصير محمد جديد ويكون كل هذا ماضي من ماضيك ، وقد بديت حياتك مع خطيبتك.. تكون وقتها نسيت... وانا سلخت نفسي ونسيت أي شي بينكم ..
( وكمّل ) : وقتها برجع أفكّر بكلامك !

ابتسم محمد ابتسامة متوجّعة وهو يرمي راسه عالوسادة : كلامك ذا كثير يا بندر... واللي بقلبك كثير... خلاص سوّ اللي يريحك ...لا تفكر فيني
بندر تنهّد : اقول هالكلام.. لأني الحين ما ابي اكون غير ولد عمها... ما ابي غير هالشي.. !
محمد : هذا قرارك من اليوم وطالع فرجاءً لا عاد تجي تسألني عنها..
بندر بابتسامة : وعشان كذا... رحت ازور المدرب حسام اليوم !
محمد باهتمام : المدرب حسام؟؟.. وش جابه على بالك الحين؟؟
بندر : نسيت يوم طلبني للمنتخب قبل اربع سنين !
محمد تذكّر : ايه ما نسيت... بس ليش الحين ؟؟
بندر : قلت لك برجع معاه من الحين .. كلّمته اشوف ان كنت اقدر احجز لي مكان مع المنتخب... الأولومبيات قريبة شهرين ثلاثة تقريبا
محمد باستغراب : ووش قال ؟
بندر : قال تعال النادي ما يقدر يقرر الا بالتدريب.. خبرك كثير شباب مترشحين... ومارح أضيّع الفرصة من يدي.. كل اللي أبيه الحين... اسافر وابتعد..وأشغل نفسي بشي أحبه الفترة الجاية...
تنهّد محمد وغمض عيونه : ..... قرارك لك...
بندر ابتسم : والمعسكر الجاي بعد شهر .. معسكر رح يكون بجدة لفترة .. وبعدها بنلعب بطولات ودية بكون فيها غايب عن البيت... تبي الصدق هذا اللي أدوره حاليا...
محمد : قلت لك اللي تشوفه سوّه .. الحين خلني انام ..

ترك غرفة محمد ..وأنهى بندر كلامه عقب ما طلّع كل اللي يجول في خاطره ،
هو خلاص قرر... ولقاه الحل الوحيد حاليا..لين تصفى النفوس ،
بهالحالة آمن بالمقولة اللي تقول .. إن الوقت هو المسألة وهو الحل ..للي مثله !

دخل غرفته ورمى ملف معلوماته اللي خذاه معه لمقابلة مدربه السابق .. عشان يتقدّم للترشيح وهو يؤمن بقدراته ويؤمن إنه بيخطف مكانه مع المنتخب اللي كان حلم من أحلامه أثناء مراهقته ،
:
/

المستشفى ،

في الصباح الباكر وبداية ساعات الدوام ،
دخل خالد على مكتب جمال ، ولقاه توّه يحطّ كوب قهوته على مكتبه ويجلس مكانه توّه حاضر للدوام ،
د. جمال : ها خالد وش جابك بهالصبح ! .. ليش ما تنقلع للمزايين اللي انت تشرف عليهم ..(بحنق) .. آخخخ ليتني مكانك عليك حظ ..بس المشكلة انك منت بكفو !
ضحك خالد وهو يجلس : بلاها طلعاتك ذي الحين..مب وقتها ... ( عطاه ملف فيه صور الأشعة ) .. ابيك تفهمني بشكل شامل عن ذي الحالات .. !
اخذ الملف وفتحه ..تأمل الصور شوي بتركيز عادي ..ثم رفع راسه : شفيها ؟؟
خالد : من أمس أبي أسألك عن شي نفسي اكثر منه جسدي..
جمال باهتمام : وشو ؟؟
خالد : الـ emotional trauma ?
جمال باهتمااام : الصدمة العاطفية ؟.. وش تبي تعرف عنها بالضبط ؟
خالد : كل الكلام اللي بقوله لك يخص اختي سحر.. بس رجاءً يا جمال لو شفت ابوي بالصدفة لا يوصله شي.. مارح يستوعبه ببساطة .. ابي اعالجه بنفسي معها وان شاء الله تكون مثل ما أتمنى بسيطة
جمال : اختك؟؟.. تعاني من شي غريب يا خالد ؟
خالد : الصور المقطعية اللي خضعت لها امس ما كانت طبيعية وزي ما قلت لك الدكتور وائل شخّص حالتها فوق ماهو التهاب رئوي.. إلا ان فيه شي أكبر اللي هو الايموشنال تروما.. وحاليا مافيه عوارض عليها وهذا اللي خلاني أشك.. وهي ما تبي تتكلم !
جمال ابتسم بمواساة : ..على هونك عليها ... عادةً اللي يعانون صدمة ما يدرون إنّهم يعانونها ... يعني الشخص ممكن ما يصرّح لكن العوارض تظهر عليه وهو نفسه ما يكون عارف ..
خالد باهتمام : ..طيب وش سببه؟.. سحر كانت طبيعية أذكرها زين هناك.. شفتها كذا مرة بالبر ماكانت تشكي شي ..

رجع يطالع الصور الكثيرة واللي توصف متغيّرات متفاوتة : .. أسباب كثيرة ما تنحصر على واحد .. وعادة تنشأ من حدث مفاجئ وغير متوقع بحياة الانسان .. ممكن تكون بسبب اصابة مفاجئة.. موت شخص قريب .. انفصال عن علاقة حميمة أو مهمة.. اصابة بمرض خطير .. فشل دراسي .. فشل اجتماعي .. يعني لها اسباب بس غالبا مثل ما قلت وقوعها بشكل مفاجئ وغير متوقع يكون هو التأثير الاكبر ..
(قلب الصور فوق بعض وهو يناظرها .. ) : بمعنى ثاني الشخص المصاب يكون غير مستعد له وقت وقوعه .. وأحيانا ممكن تكون الصدمة ناتج عن ضغط مستمر لفترة...وبحالات مختلفة تنتج الصدمة عن حدث متكرر.. اللي يولّد رد فعل عكسي... وبحالات يا خالد ..تكون ناتجة عن حدث صار في طفولة الشخص.... كل هالأشياء تندرج تحت الأسباب ..

خالد بجدية وهو يتابع كل كلمة : .. طيب ان فكرّت بكل هالأشياء .. ولا وحدة تنطبق عليها ..
جمال : .. خالد هالحالات تلاحظ عوارضها مع الوقت.. مقدر احكم على قوة الصدمة من غير ما أشوف الشخص وألاحظ تصرفاته قدامي .. اقصد بتصرفاته يعني اسلوب حياته .. تعامله مع الأشخاص من حوله.. تعرف وش اقصد يا خالد ،
خالد : ايه فاهمك... بس ماني مستوعب كيف اربط حالتها وانا ما عندي السبب
جمال : نصيحتي الوحيدة حاليا.. إنك تراقب سلوكها... ان كانت عانت صدمة مثل ما يقول د. وائل ..فأكيد بتظهر عليها عوارض مع الوقت.. راقبها وخل الكلام معها بعدين مدامك مو متأكد وهي ما شِكَت لك من قبل ،،
خالد بتنهيدة : هذا شورك ورايك ؟
ابتسم جمال : ردّيت عليك حسب كلامك... تقول شاك في وضعها..أقولك راقب سلوكها هالكم يوم وانت اخوها واكيد تعرف اذا فيه حاجة تغيّرت فيها ،

خالد : والعوارض الشائعة يا خبير ؟؟
ابتسم جمال من كلمته اللي فيها شوي تريقه : فيه كثير والله كان تبي الجد... أهمها.. تقلّبات المزاج .. الغضب والهيجان وحدة السلوك ..الشعور بالذنب.. انكار الواقع ..التشوش الذهني ..فقدان التركيز... الانطواء.. الانفصال الاجتماعي..الأرق والخوف ..الاكتئاب .. والقائمة تطول .. عندي كتاب عن هالحالات كان تبي...تستفيد !!
خالد : لا فال الله ولا فالك جعلي ما أحتاجه .. ان شاء الله الموضوع بسيط وما يكون مثل ما نتخيّل ، كلامك ذا يجيب الهم !!
ابتسم بمواساة : ان شاء الله .. اللي عليك الحين ..إنك تراقب سلوكها .. السلوك هو أكبر مؤشر يا خالد .. السلوك يعكس النفسية مهما كانت ..
ابتسم خالد وهو يوقف وياخذ الملف معه : شكرا على وقتك ..أول مررة استفيد من واحد مثلك
ضحك جمال : حاقرني يالسفيه .. تراني أكبر منك ولولا ثقتك اني بفيدك كان ما جيت يا سفيه
ضحك : هههههههههههه طيب طيب اشرب قهوتك بردت.. وأنا بروح أسيّر على سحر ،
د.جمال قلب عليه : انقلع فااارق !!

طلع خالد وراح لغرفة سحر .. الساعة كانت تشير لـ عشر الصبح ، ولقى عندها شادن ومشاعل اللي صحت من النوم على دخلة شادن وعليهم وبيدها كيس فيه شوية عصاير طبيعية لها ولـ مشاعل اللي دقّت عليها تمر السوبر ماركت تجيب شي يسلّيها في قعدتها مع سحر ،
دخل وسلّم وعلى طول ركّز بنظره على سحر اللي كانت هااااادية .. ساااكنه وهي لابسه ملابس المستشفى البيضا وبوضعية الجلوس.. وهالشي بدأ يصير غريب بنظره... ما كان يحس إنّها تسولف مع شادن ومشاعل يوم دخل عليهم ، بالوقت اللي كانوا هو يسولفون ،!
سألها عن حالها كم سؤال وهي ترد بإيه ولأ وكلمات مقتضبة ..قرر يمرّها بعدين.. وتركها عقب ما وصّى شادن ومشاعل عليهم ..وراح يستأنف شغله بعد ما انتهت اجازته ويُعتبر اليوم ..هو يوم دوامه الرسمي الاول بعد الاجازة ،
:
/

بمكان ثاني من المستشفى ..
دخلت ياسمين من بوابة المستشفى مع ابوها اللي وصل للدوام.. وانفصلت عنه عند البوابة مباشرة.. راحت لصديقتها سناء بكافتيريا المستشفى واللي كانت تنتظرها عند الكاونتر ..
سناء : وير آر يو ؟؟.. لي نص ساعة واصله ..
ابتسمت ياسمين وهي تلبس اللاب كوت حقها : كنت بجي لكن داد قال نروح سوى ..وبصراحة ما خالفت زمان ما ركبت معاه السيارة هههه
سناء اخذت طلبهم ..وأعطتها كوبها وهي تقول : زين إني ما طلبت بدري او كان برد.. يلله لتس قو ..؟.. بشرب قهوتي ثم بروح لغرفة رقم 105 .. لازم اتابع الحالة واسجلها ..

ياسمين ابتسمت : تبين الجد... من أمس أفكّر أمرّ على اخت دكتور خالد بغرفتها... ودي أشوفها وأتعرف عليها (بابتسامة حماسية)
سناء باستغراب : آر يو سيريوس ؟ (انتِ جادة؟ )
ياسمين : ايه.. تعالي نمرها عالسريع انا وياك.. ودي اتحمّد لها بالسلامة ومرة وحدة نشوفها .. ما فكرتِ فيها يوم عرفتي ان اخت د. خالد منوّمه هنا بالمستشفى
سناء : لا ..اونيستلي (بصراحة) ما فكرت فيها .. همّي شغلي وتدريبي و د. نايف اللي ماخذ تدريبنا جد وشكله صارم كثيير صراحة انصدمت من ابوك .. آيام شوكد !! (انا مصدومة)
ضحكت ياسمين وهي ماسكه قهوتها ومتّجهه للمصاعد : ههههه عشان كذا اقولكم خذوا سالفة التدريب جد .. لا تفشلوني مع الوالد يقول بالأول والأخير هذولي صديقات بنتي !
سناء : انا وش مدخلني طب من الأساس !!.. افففف والله ابوك يخوّفني ..

وصلوا للدور وهم يشربون قهوتهم ويسولفون .. انتهوا منها.. وعلى طول راحوا يبحثون عن الغرفة ..
سناء : سألتي عنها ؟
ياسمين وهي تمشي : يب .. الجناح 409 .... ذاتس ات !
لقوا الغرفة أخيراً .. تقدّمت ياسمين بهدوء وثقة ودقت الباب ... ودخلت وهي تسمع اصوات ضحك بنات وسوالف تملى الغرفة ..
تقدمت الممر ..وسناء وراها وهي تلقي التحية : السلام عليكم ..

قبل ما تطيح عينها على البنت عـ السرير.. طاحت عينها على اللي كانوا قبالها وجذبوا نظرها بطريقة طبيعية لأنها كانت مواجهتهم من دخولها ..
وسكتت لحظات يوم طاحت عينها على مشاعل تمص حلاو.. بدهشة بسييطة كـ رد فعل طبيعي لأنها لمحت وجهها بالمصعد أمس..
ومشاعل ما انتبهت بالملامح بالبداية لأن في يدها شي يشغلها ،
ردّت شادن عن الباقين وهي تبتسم : وعليكم السلام !

هاللحظة انتبهت مشاعل لثنتين دخلوا ، ورفعت عينها باستغراب .. باللحظة اللي طاحت عين سناء عليها .. وبطريقة عفوية أشارت عليها بإصبعها : ذاتس يووو !
مشاعل ناظرتها بدهششة هذي اللي كانت مع رفيقتها بالمصعد ...والفتت ياسمين باستغراب لـ صديقتها اللي أطلقت هالتعليق.. بس ما طوّلت ردّت نظرها لـ سحر المنسدحه واللي كانت ناعمه بكل المقاييس برغم مرضها الواضح وهاااديه..
ابتسمت ياسمين بودّ : الحمدلله عالسلامة ..سحر؟.. اذا ما غلطت

ابتسامة وحدة نوّرت وجهها التعبان ولو كانت ذيك الابتسامة نص ميتة ونص حيّة ، لكنها بااااردة ،!!
ياسمين تقدّمت قريب للسرير : .. لا باس ان شاء الله.. كيف حالك اليوم ان شاء الله احسن ؟
هزّت راسها ببحة خاافتة :.. زينة ..

شادن باهتمام وهي جالسة ..ومشاعل شغلتها بهاللحظة التحديق فيهم ثنتينهم من غير ولا كلمة ،!
: .. تعرفين سحر يا دكتورة ؟
ابتسمت ياسمين لـ شادن : أعرف انها اخت دكتور خالد.. سمعنا انها منوّمه بالمستشفى فقلنا نمرّ نسلّم دقيقة .. من درينا إنها اخت د. خالد اهتمّينا عليها مرة ..
شادن : ما تقصرريين ..
ياسمين : انا دكتورة ياسمين .. لو احتجتوا شي مني أنا حاضره .. يسعدني خدمتكم ،
شادن بذووق من ذوقها : اكيد بس شكلك صغيرة .. انتي طالبة امتياز ؟
ضحكت : ايه.. بس اعرف هالمستشفى زين.. (ناظرت سحر المرتخيه على وسادتها بأنفاس هاديه ونظرات ناعسه ).. سحر اذا احتجتي شي اطلبي ..اوكي؟
هزّت راسها ايجاب .. وسلّمت ياسمين وطلعت وسناء وراها ،

بعد خروجهم ..
شادن : يا حليلهم.. جايين عشانك يا سحر ..
مشاعل بحنننق بالغ : مصدقه عشان سحر ؟؟..عشان خويلد الزفت مب عشان سحر !
شادن ضحكت : هههههه لا تشتغلين علينا غيرة ..بالعكس من ذوقهم جايين يسلمون
مشاعل : عاد تدرين ما دخلوا مزاجي من عتّبوا الغرفة !
ضحكت شادن : وليش ما دخلوا مزاجك !..مرررة صراحة هم يهتمون لـ مزاجك.. ما دروا عنك ترا
مشاعل : وش جايبهم بالله؟؟.. وش جابهم فجأة لـ سحر وهم ما يعرفونها ولاهي تعرفهم !
شادن : قالوا لك انهم دروا عن اخت خالد وجوا يسلّمون .. وين العيب ؟
مشاعل بحننننق : عيب ولا مهوب عيب... ما راقوا لي ثنتينهم ..!!

غيّرت شادن الموضوع وهي تلتفت لـ سحر اللي تناظر التي في المحطوط على حامل مثبّت على الجدار.. ولا هي تسمعهم ولا هي معهم : سحوور.. تدرين كلّمتني أروى اليوم الصبح .. أرسلت لها رسالة أمس بالليل عنك.. ودقّت الصبح مرتاعة يا حياتي ههههه !
ناظرتها سحر ..وبصوت بااهت : ليه قلتي لها ؟
شادن : وش دعوة بالعكس قالت إنها بتزورك هي ورهف اليوم ..يمكن المغرب بيجون ..
ردّت سحر للتي في ببروود : كلّميهم لا يجون... مابي زوّار !
تضايقت شادن : ليش ما تبين ؟.. خافوا عليك مرة ويبون يشوفونك

سحر غمضت عيونها لا تنفجر بوجيه الكل : ... يكفي إني متحمّله دخلتكم وطلعتكم علي... ما تفهمون انتم ؟..قلت مليون مرة ابي اجلس لحالي ليش محد طايعني ؟؟
جت شادن بتتكلم باستغراب من اللهجة.. لكن مشاعل مدت يدها لفخذ شادن تنبهها لا تناقش.. لأن سحر مثل الفتيل اللي على وشك الانفجار بأي لحظة ..وهدوءها وقناعها ذا ..ماهو الا شي مزيّف انخدع فيه الكل ..بما فيهم مشاعل !!
:
/



 


تركي كان يسوق سيارته وثامر جنبه ،
مرّ تركي عليه بالشركة وأخذه وحالف عليه الا يعزمه عالغدا هالمرة ..
ثامر : وش صاير لك انت؟؟.. صاير فاضي ما عندك شغلة غير الغدا معي ..العادة مشغول يالسواق بمشاوير البنت اللي خبري خبرك
ابتسامة جانبية هادية انرسمت على وجه تركي وهو يناظر من المراية الجانبية : صحيح ، لو هي مو طايحه ذيك الطيحة كان انا الحين متبهذل بمشاويرها بعد ما ارتحت هالكم يوم !
ثامر : وينها عنك !؟..عاتقتك لوجه الله اجل !
تركي : صحيح ما قلت لك... هالبنت طايحه بالمستشفى من يومين .. من رجعتي للرياض !
استغربت ثامر زود : وشفيها ؟؟
تركي بسخرية : اللي فيها دلع بنات وافلام مراهقين ... لا تخليني اقول عشان ما تضحك !
ثامر : بلاش ألغاز ترييك ..
تركي : اسكت تراني ما مرّيتك عشان احكي عنها ..مرّيتك بنقضي مشوار صغير ثم هالمرة بغدّيك عن غدا أمس ، وبكلمك في موضوع استجد.. مارح تتوقعه ..
ثامر : يستر الله أنا إذا جيتني وخذتني وقلت بكلمك بموضوع احط يدي على قلبي... ما عقب جيّتك تقولي بنتقل لقصر ابو خالد..
ابتسم تركي وعينه عالطريق : ..والموضوع مشى مدري وش اللي كان مخوّفك يالجبان

قطع نقاشهم رنّة جوال ثامر ... ابتسم ابتسامة خليط من استغراب..وراحة ..وعدم تصديق للحين ..
ثامر : لحظة هذي الحبيبة ..
تمتم تركي بسخرية : ردّ يالحنيّن..!

رد واستمرّت المكالمة لـ دقيقتين كان وجه ثامر يتقلّب ما بين ملامح ضحك يحاول يكتمها طول ما هو يتكلم .. ومابين هدوء مسيطر على نبرته الطبيعية .. سكّر وهو يضحك باستغراب : ماني مصدق ذا البنت للحين كيف تغيّرت !
تركي : وش عندها ؟
ثامر : أول شي سألتني أنا وين ومن درت أني معك .. عصّبت كالعادة !
تركي : وخير تعصب !! .. لا يكون إنتْ ملكيّة احتكار لها هي بس !
ثامر بابتسامة متعة : أول إذا قلت اسمك عندها تتضايق بس ما تبيّن ..هالمرة صارت تقولها بالوجه ولد عمّك ما أطيقه مع إني ما أعرفه ههههههه !
تركي رفع حواجبه وهو يناظر السيارات الخلفية من المراية : يا سلام خطيبتك ذي شكلها ما شافت عيني الحمرا !
ثامر بضحكة : بس والله عاجبني الوضوع... حتى الكلمات الحلوة الناعمة تحاول تقولها لي بس ماااش..يبيهلها وقت تتعود ،
تركي : أهم شي لا تغيّرك علي لا أقلب عليك

ضحك ثامر : ههههههه ودّها كان تبي الصراحة ، توّها تقول يـ ليت ولد عمك ذا بقى مسافر ومارجع... صاير صمغ بتكس فيك يا ثامر ههههههههههههههههه... فهمت يالصمغ !!
تركي بسخرية : مقبولة دامها منك بس حذّرها لا تكررها لا والله أسرقك منها وأخليها تنابح لين باكر
ثامر : هههههههههههههههههه مشكلة والله الحين مين أراضي ،؟

تركي : وغير ذا البربرة ..ما قلت لي ليش متصلة وش تبي منك؟؟ ولّا كالعادة لقافة البنات المعتادة تبي تعرف خطيبها وين يروح ووين يجلس !
ثامر بمتعة : يعني تقدر تقول .. كلّمتني تسأل ، ومرّة وحدة تقولي إنها بتروح اليوم مع بنت خالها .. تزور صديقتهم.. وحدة تعرّفوا على بالبر كانت تسولف لي عنها وعن بنات عمها !
تركي : قل لها لا !
ثامر بعجب : وليش اقولها لا... خطيبتي ولا خطيبتك !
تركي : ياخي اضبطها من الحين ..
ثامر : ادري تبي تشيّشني عليها بس حامض على بوووزك...
ضحك تركي : هههههههههههههه جعلي ما أحب بيوم وأصير مثلك .. ياااوك !!
ثامر : هههههه منت بوجه تحب أصلا.. ولّا قلبك انت قلب واحد يقدر يحب.. الله يخلف عليك خلّ قلبك لأهلك هذا اللي أقوله ،
تركي باستهبال : بس حاب اذكرك ...نصيحة ترا فيه فرصة تتراجع.. وش لك بالبنات تراهم غثا..
ثامر : تبيني اترك اروى عقب ما تغيّرت... ما تركتها قبل عشان اتركها الحين عقب ما صارت تدوّر رضاي ، وتغيّر اسلوبها اللي والله وما أخفي عليك إني بفقده ههههه ،

تركي بنبرة ساخرة : ليتها ما تغيّرت عشان تحوّل عنها لـ جنى اختي اللي ماخذ قلبها واحد غبي مثلك !
ناظره ثامر بنظرة حانقة : لو كنت ما أدري ان هالكلام من استهبالك الغثيث كان شفت شغلك ...
ضحك تركي بمتعة : طيب خذهم الثنتين بس تكفى ريّح خاطر هالمراهقة اللي عندي ،
ثامر بسخرية يجاري استهبال تركي : قلتها مراهقة .. اعنبوك لا تكبّرني بعين اختك تراها مراهقة ما خلّصت الـ 15 وش ابي فيها غير اختي الصغيرة
تركي : هالصغيرة تسوى عشرين مثلك مالت عليك..اصلا ماهيب من مستواك يالخايس
ضحك ثامر : هههههههههههه لا تنخدع بمشاعرها.. ترا جنى ما تعلّقت فيني الا لأني أخذت مكانك يوم سافرت..
تركي : ايه ايه وهذا اللي مخلّيني مسامحك.. اهتمامك فيهم وقت غيابي ..ادري ان جنى تعلّقت فيك لأنك الشخص الوحيد اللي كان يروح لهم البيت باستمرار
ثامر : ايه اشوى انك فاهم الموضوع من هالناحية .. عرسي بعد شهرين يالخايس تصرّف مع اختك ولا تبي الراي عرّسها من الحين
تركي : هههههههههههههههههه اقول انطم ، ..هالبزر لو تكبر 10 سنين .. بتظل نفس نفس عقلها الحين.. فيها طفولة ما اظن تندثر !

وصلوا لـ محل ورود .. استغرب ثامر وقوفهم قدامه ..
ثامر : وش جايبنا هنا ؟
تركي وهو يطفّي السيارة : انزل بعدين تعرف ،

نزلوا ودخلوا المحل البارد والخالي من أي زبون بهالوقت... ريحة الورد.. وعطره المختلف ..
تركي بسخرية وهو ماشي لكاونتر واقف عنده الهندي اللي ابتسم من شاف دخول تركي : نصيحة فرصة تاخذ وردة للحبيبة..
ابتسم ثامر وما عارض : وليش لا ..
ضحك تركي : خبل !
(وسلّم عالهندي ) : هاي هو ار يو ؟
الهندي : هاي مستر .. يو كيم أقين !.. ( جيت مرة ثانية ! )
ابتسم تركي : يبْ... ابغى مثل امس بالضبط.. بس سوّي شوي تشينج.. الورد خلي نفسه اوركيد..وسوسن.. اوكي؟
جا ثامر بعد ما أخذ نظرة سريعة على الورود بالمحل : وش عندك؟.. انت جيت هنا امس؟
ابتسم تركي : يبْ .. اخذت باقة ولا أحلى ... شي من طفولتها ،
عقد ثامر حواجبه : لمين ؟؟

تركي يستهبل : سرررْ موب قايلك... مافي فايدة تعرف !
ثامر ضحك : أممما ... لا يصير اللي في بالي يا ترييك لا يكون طايح على راسك وانا مدري.. وكل الكلام اللي كان بالسيارة تبخّر بالهوا هههههه
تركي تنرفز بس ضحك : فالك ما قبلناه... عاد طايح مع ذيك ..ههههههههههههه.. انا انسان ما أطيح مرتين وشلون اجل لـ شخص واحد !!.. لا عاد تنكّت تكفى !
ثامر : ماااش أسرارك واجد شكلها ... فيه شي ما أعرفه انا ؟؟
تركي : مافيه شي مهم ما تعرفه ! .. المهم يا محمد ( الهندي).. سوّي كويّس بعد ساعتين بجي اخذهم ..اوكي (وهو رافع اصبعه الابهام )
الهندي بنفس الإشارة.. وبحماس لأن الباقة نوعها غالي وصفقة مربحة بالنسبة له : اوكي كلو تمام !

طلع تركي من المحل وركبوا السيارة وراحوا يتغدّون عشان يقول لـ ثامر الشي اللي استجدّ مع كلام ابو خالد أمس ،
:
/

بالمستشفى ، وبغرفـة سحر ..
أمها ومرة عمها كانوا عندها من ساعة بالاضافة لـ شادن ومشاعل..وبيان اللي جت هالمرة مع امها .. وطول جلستهم وسوالفهم كان وضع سحر غريب بكل المقاييس... ما تناقش .. ما ترد... ردودها مجرد ايه ولا... وأكلها قليل حيل ..
بهاللحظة كانت سحر جد تتمنى الجلسة لحالها... كانت جد كارهه الناس حولها .. كارهه الأصوات حولها... كارهه سوالفهم وضحكهم... مالها رغبة بأي شي... لا حركة.. لا أكل.. لا سوالف .. لا تعليق ...
كرهت كل ما حولها .. وتنتظر اللحظة اللي تطلع فيها من هنا ... وتنفرد عن العالم ...
ما تبي تشوف شادن ومشاعل .. خوات محمد وبندر... ما تبي تشوف أمها ... ما تبي تشوف مرة عمها ..
ما تبي زيارات .. ما تبي أحد يناديها باسمها .. ما تبي أحد يحاكيها ... فعلا صابتها حالة غير مفهومة بالنسبة لهم ... بالنسبة لهم كان وضعها أمس أحسن من اليوم عالأقل كانت تبتسم أكثر... تحكي أكثر ولو كان كلامها قليل ،
لكن نفسيّتها .. ووضعها .. كان فعلا يثير الاستغراب !!

قاموا ام محمد وام خالد اللي جوا مع بعض عشان يطلعون بعد ما قضوا ساعة من الزيارة ،
ام خالد تناظر سحر وقلبها يتقطع على حالها وعلى شكلها ووجهها المقتول : سحر ماما برجع البيت عشان غدا ابوك.. تبين شي اجيبه لك !
نطقت أخيرا بجملة كاملة من جلستهم..بس جملة باردة : ارسلي لي بيجامة .. تعبت من ملابس المستشفى..
ام خالد : مدري اذا ينفع بسأل خالد !
سحر بضيق : ابغى ملابسي.. هالملابس مو طايقتها ذابحتني !!

أمها راعتها : على راحتك.. اول ما اوصل البيت بكلّم وليد ياخذها ويجيبها ..
سحر ببرود الصقيييع : لا يتأخر علّميه !
ام خالد : اذا تأخّر يمكن يكون مشغول مع ابوك..بكلمه واقوله

قالت بحـدّة بدت توضح بمواقفها بالتدريج..ومع الساعات تزيد ببطء..
: هالغبي لا يتأخر انا مو طايقه هالملابس البيضا دقيقة زيادة .. ابي ملابسي أو الحين طلّعوني للبيت
ام خالد مو عارفه ليه بنتها متوتّره كذا : ولا يهمّك.. برجع للبيت الحين مع مرة عمك وأوصّيه على طول
سحر : إن تأخّر دقيقة لا يلوم إلا نفسه...!!!

شادن لبست عبايتها وهي تبتسم : سحور بروح الحين..والمغرب برجع على جية اروى ورهف .. نبي نغيّر جوّك !
سحر : لا تغيّرون جوّي... خذوا مشاعل معكم ابي اكون لحالي ..
ناظرتها مشاعل باستغراب : تطرديني يالظاااالمة !!

ضحكت ام خالد تلطّف الجوو : هههههههه استحمليها يلله شعولة.. بنتي وصيتي ..انتبهي لها
مشاعل : ولا يهمك قاعده على قلبها دام ذا اللي قالته لي !!

ام محمد لـ بنتها : مشاعل تبين شي من البيت ؟؟
مشاعل برجااا : ايه والله يمه .. ابي غيار ملابس .. شادن الفالحة نست تجيب وهي جايه ... ابي بيجامه بعد ، الجينز مو مريح بالنوم !
ام محمد : خلاص بقول لـ بندر وهو طالع العصر يجيبها لك... كلّميه ذكّريه ..

طلعوا كلهم وبقت مشاعل اللي لفّت لـ سحر بضييق : سحححييير ..ترا جد ما قمت افهمك .. إنتي متلبّسك شي ..لأن انتي مو انتي ،!
سحر بنبرة غريبة : مشاعل اسكتي
مشاعل بضيق : وش اسكت لمتى بتبقين كذا ؟؟؟
سحر : لين امووووت بس اسسسكتي او اطلعي .. ما تفهمين !!!

شوي ويتضاربون ، واللي قاطعهم دخول الممرضة بغداء سحر اللي حطّته قدامها ..
سحر ببحّة : تيك ات اوي ! ( وخريه بعيد )
النيرس : يو شود ايت ذسس فروم دوكتور خالد .. ( لازم تاكلين هذا من الدكتور خالد)
عصّبت سحر ووضح على نبرتها الحدّة : آي سيد تيك إت اوي... ام نوت ايتينق !! .. ( قلت لك وخريه..مارح آكل)
النيرس : يو هاف تو !!.. ( لازم تاكلين )..

بردّة فعل غير متوقّعة .. ولأن سحر ما ناقصها هالوقت إلا أحد يجي ويعاندها .. اشتعل بعض الفتيل داخلها وبدون شعور مسكت صحن من الصينية اللي شايلته النيرس ورمته بعنف بعيد نثر كل الاكل اللي فيه ..وهالحركة اختلطت بصرخة غااااضبة بوجه النيرس اللي فزّت مرتاعة وزين ان الصحن ما جا بوجهها ولّا كان كسره ..
: تيك ات اوي يو ستيوبد تيك ات اوي قو أوووووووووت !!!!!!! .. ( وخّريه يا غبييية وخررريه اطلعي بررررا ! )

على هالزوبعة المفاجئة والموجة الغاضبة من سحر قااامت مشاعل مرتاااعة من الوضع ، والنيرس صارت بوضع ما تعرف وشلون تتصرف !
مشاعل تحاول تهّدي الأمور : خلاص سستر .. بعد شوي بتاكل الحين هي ما يبغى ..
النيرس بضيق وهي تبعد : ذسس نوت قود اي ويل تيل دوكتور خالد .. ( هذا مو زين بقول للدكتور خالد )

وطلعت وأرسلت عاملة نظافة تنظّف الأكل الطايح بالأرض... ومشاعل من طلعت النيرس قرّبت لـ سحر اللي انقلبت لانسانة ثانية مو طبيعية.. ولا مرّة شافتها بهالشخصية الحارة والعصبية ، والمنفجرة !!
بعض الأكل انكب على ملابس سحر اللي قامت تتأفف وهي تنظف عمرها بكلينكس بطريقة عشوائية .. ومشاعل بصمت تمسح كمّها بكلينيكس ثاني من دون تعليق..!
سحر بعصبية : وخري.. عطيني جوالي !
مشاعل باهتمام : تبين شي أنا اتصل لك !
سحر : عطيني بكلّم وليد يجيب لي ملابسي الحين .. مارح اتحمل هالملابس المقرفة زود !
مشاعل : انتظري امك توصل للبيت وعلى طول بترسله
سحر عصّبت : ما تفهمين.. عطيني جوالي ..!!!

اخذت الجوال من طاولة السرير الجانبية واعطتها ..
ومباشرة اختارت اسمه من القائمة ودقّت وباقي آثار انفجار داخلها .. توه ما اشتعل .. وحظّه ردي اللي بيشتعل عليه!!
تأخّر ما رد بالبداية لأنه كان يتغدّا مع ثامر ... لكنّه يوم رد بمحاولة الاتصال الثانية.. ما عطته فرصة ينطق بحرف ، انهالت عليه بهجووووم كاسح خلّته يطالع ولد عمه بعيون مندهشة طايره بوهته... من الحـدّة البااالغة اللي اكتسحته من الطرف الثاني !
: ... وييييييييييييييينك يالغبي ساعة ادق عشان ترفع الخط لازم ادق مرتين عشان تتكرّم يالغبي !!
: ...........!!!
ما علّق لأنه ما استوعب هالهجوم المفاجئ ونبرة الحدة الواضحة ، والغضب المشتعل بصوتها.. والأكل اللي بلعه وقف في بلعومه من الروعة !
قالت : ... اسمع ، الحين تروح البيت وتجيب لي ملابس من امي.. بسرعة لا تتأخر سامعني !
قال عقب ما قدر يمتصّ صدمته القوية : ... آنسة سحر ؟ هذا انتي ؟؟ ، (مب مصدّق إنها هي )
سحر : سمعت وش قلت.. الحين تجيب أغراضي يا ويلك تتأخّر فاهم !!
حافظ على نبرة هدوءه ولو إن أسلوبها المتعالي والمتأمّر بزود عن العادة نرفزه لأبعد حد : ليش متضايقه كذا عسى ما شر !؟.. قد تأخّرت عليك انا لما تطلبيني !
سحر : لا تكثّر حكي .. نص ساعة بس اذا ما جيت والله يا ويلك !

صكّت بوجهه وما درت هي وش سوّت ..ورمت الجوال عند رجولها.. ثم فكت الغطا عن رجولها ومشاعل واقفه تراقب ..
قالت بقلق : وين بتروحين ؟
سحر وهي تنزل من السرير بأكبر حركة سوّتها من بداية اليوم اللي كانت فيه مرابطة على السرير الأبيض : بروح الحمام اغسّل.. شايفه منظري ذا !!
ومشت على دخلة عاملة التنظيف .. ودخلت الحمام وصكت على نفسها ..
/
:

بالمطعم اللي كانوا يتغدّون فيه ..
تركي ماسك تلفونه بعدم تصدييييق .. صدمة مكتسحته كلّه.. وعيونه طايره من مكانها : ... بنت اللذييييييييييينا !!!!!!!!!!!!
ثامر وهو ماسك الشوكة : علامك ؟
تركي يطالع اسمها بذهول ..ما صدّق إنها هي للحين .. هذا مو أسلوبها .. هذي مو وقاحتها : مسحت فيني الأرض ما بقّت فيني كرامة !!!!!
ثامر بغى يضحك بس كتمها من شكل تركي المرتاع : وشفيييك .. هذي الأميرة على قولتك ؟!!
تركي عصصصب من كلمتها : انا غبي يا تااااااافففففففهه !!!!!!!؟؟
ثامر ما تحمّل المنظر : هههههههههههههههههه ريلاكس وانا اخوك تحمّل السبايب ، شي طبيعي للي في وضعك !
تركي بحمممق : .. التاففهه عليها أسلوب معفن .. ما يكفيها اني متحمّلها كل هالفترة هي وطلباتها وطبايعها !!!
ثامر بسخرية : يقالّك متفضّل عليها الحين .. تراك تاخذ من فلوس ابوها مالك فضل عليها .. ههههههه (يتمصخر عليه)

انهى تركي كوب عصيره بعد ما انهى غداه لأن اتصال سحر كان على نهاية أكله .. وزين منها دقّت عقب ما انتهى ولو اتصلت وهو باقي ياكل .. وعقب هالأسلوب كان لو تنط للسما وترجع مارح يقوم لها وغداه ما انتهى ،!
قام واقف : بروح اخذ لها اللي تبيه..وحسابي معها بعدين .. كل حركاتها الغريبة اللي سوّتها معي لها حساب .. وين بتروح مني !
ثامر ضحك : وين بتروح منك !! ههههههههههه كنّك نسيت الكلام اللي قلته قبل شوي.. قريب بتسافر مع ابو خالد لفترة ما يندرى كم مدّتها .. قل لي بالله شلون ناوي عليها ههههه
تركي : لما ارجع عقب السفر يكون خير ،!
ثامر : رح يالخبل..رح لا تمسح فيك البلاط جد هالمرة ..
تركي : مهيب كفو هالتافهه ، والله لأطلّع كل كلمة قالتها قبل شوي من عيونها !!
طلع من المطعم ونسى يدفع الحساب وخلّاه على ثامر .. ابتسم ثامر بسخرية عليه .. جاي تغدّيني على حسابك فجأة صرت أنا اللي بغديك ..ههههه يا حياتك الغريبة يا تركي !!!
:
/

المستشفى ،

دقايق بس واندق الباب على صوت خالد .. سمحت له مشاعل بالدخول ودخل بسرعة ..وتغيّر وجهه وهو يشوف الأكل مرمي عالأرض والعاملة جالسه تكنسه ..
رفع عينه لـ مشاعل : وش صار النيرس جت تقولي سحر رافضه الاكل وسوّت مشكلة !!؟
مشاعل بضيق : شوفة عينك..ما تبي تاكل والنيرس أصرّت..وهذي النتيجة !
خالد : تقول سحر عصّبت وقامت تصرخ ؟!..وش فيها حكت عن شي ؟
مشاعل : ما قالت شي... جا الأكل ورفضته ثم عصبت على الممرضة...
خالد : وينها بالحمام ؟
مشاعل : دخلت تغسّل !

انتهت العاملة تنظيف ثم طلعت... وتلاها خروج سحر بملابسها البيضا اللي كارهتها ومزوّده نفسيّتها سوء .. ونظراتها يعتريها برووود وصقيييع ولا كأنها كانت قبل شوي غاضبة وتصرخ .. اختلفت هيئتها وهدت لكن هدوء غير مرغوب بنظر خالد ،
التقت عينها بعين خالد القلقة ..ومباشرة زاحت عينها واتجهت للسرير ودسّت جسمها فيه ،
خالد : مو عاجبك الاكل يا سحر؟.. أغيّره لك !
سحر وهي تنسدح : لا تغيّر شي ولا تجيب شي من الأساس .. ما أبي أكلكم !
خالد بحنية : وش تبين طيب؟
سحر : ابي اطلع افهموا !
خالد : ان شاء الله بكرة بالكثير أو بعده تكونين خفيتي وتقدرين تطلعين..
سحر وهي تتغطى : زين ابيك تمنع عني الزيارة خير شر !
ناظرها باستغراب يتزايد : امنع عنك الزيارة .. ليش ؟؟
سحر : ياخي ما يفهمون هالناس اقولهم مابي اشوف احد وأولهم بنت عمك هذي .. ( تأشر على مشاعل )

عقد خالد حواجبه من هالنبرة الجديدة.. والمود المتوتّر : ما يخالف ..مشاعل جالسه معك تبي تونسك.. تحمّليها هاليومين وبعدين انا اللي طلبت منها تجلس !
سحر : أنا طيبة الحين ومافيني الا العافية.. طلّعني
خالد : لسا باقي شوي عالمضاد..التهابك قام يخف ما يصير تطلعين اخاف تنتكسين وانتي تعرفين الجو برا برد.. طلعتك الحين ما منها فايدة لما تتشافين مية بالمية يكون خير..

سفهته بس طلعت منها تأفف بسيط بينها وبين نفسها .. خالد بدا يتوتّر من منظر اخته الغير مألوف قباله وبدت شكوكه تتنامى بعد ما هدت الساعات اللي طافت ..
التفت لـ مشاعل الواقفه بصمت وهو يوصيها : مشاعل انتبهي لها وتحمّليها ان كان تصرفت بغير طبعها .. انا مشغول الحين برجع بعدين ..اوكي؟
همست موافقة .. وطلع هو ..وبقت هي .. تحاول تسولف تغيّر الجو اللي خلقته سحر بانطوائيتها من جديد... ورجوعها لوضعها الصامت نفسه اللي كان قبل ساعات
قالت مشاعل لـ نفسها انها يمكن تبي تنام... فسكتت وطفّت انوار الغرفة ..يمكن قيلولة الظهر تكون مفيدة لهم اثنينهم ولـ سحر خصوصاً حتى تهدّي ثورة أعصابها اللي قبل شوي ..،


يُتبــع ..

Continue Reading

You'll Also Like

365K 8.3K 33
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
147K 13.5K 8
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
316K 6.3K 128
"هل اقتربت مني عمدا منذ البداية؟" "...... نعم." "لابد أنه كان من الصعب التظاهر بحب ابنة العدو." أنيت، من الدم الملكي والابنة الوحيدة لجنرال عسكري. وب...
11.5M 912K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...