33

2.8K 40 3
                                    



بغرفة سحر كان الحال مقلووب .. ومن دقايق وأبو خالد يحاول يهدّيها وهو مو فاهم سبب واحد يخليها كذا !!
دخل عليها وهو مفزووع من اللي قالته صوفيا تحت وإن فيه شي كبير صاير لها ،،
والحين ماخذها بأحضانه وهو كله قلق وارتياب وحييررة !! .. كانت مستسلمة استسلام تام لهالموجة العنيفة من البكي وما حاولت تقاومها ،، ولا عندها ذرة مقااومة ..!!
حاول يسألها وهو يطلب منها تهدى لأن وضعها هذا ماله تفسييير واضح !! ، وبالمقابل هي ما كانت قادره تتكّلم !!
ابو خالد وهو يربّت على أعلى ظهرها بينما كانت راسها مغروز بصدره : بسس بابا بس اهدي وقولي لي وش اللي متعبك ؟!
كانت تلهث بقوة تحاول تجمع اكسجين وهالصوت الوحيد اللي كان يطلع منها نتيجة للطاقة الكبيرة اللي استنفدتها هالدقايق !!
ابو خالد بقلق : احكي وانا ابوك خليني أعرف وش صاير معك ؟!
ما ردّت وكان صعب الرد لأن طاقتها تقريبا تلاشت مافيها حييل حتى تفتح عيونها !! هي الحين بالموت تلتقط أنفاسها ..
أبو خالد بعطف : تبين المستشفى ؟... خلينا نروح بابا
هزّت راسها نفي كـ رفض وهو مدفون بوسط صدره...
قام يمسح على راسها وهو يقرى عليها وهالشي اخذ منه ثلث ساعة إلين حسّ ان طاقتها نفـذت والبكي أخذ منها اللي أخذه !! وهدت أخيراً وماعاد لها صووت ..
رن تلفونه داخل جيب بدلته السودا وعرف ان هالاتصال له علاقة بالاجتماع..اللي اقترب وقت بدايته..
رجع لـ سحر بنظرة قلقة لقاها هجدت تقريبا واستكانت .. وبتردد بين إنه يروح أو يبقى ... رفع عينه لـ صوفيا اللي كانت فاهمه تردده...
قالت يوم لاحظت هالقلق عليه : سأبقى معها ..لا تخف !
ابتسم بـ شكر ..ثم رجع لـ سحر وهو يغطيها باللحاف ويمسح على راسها ... وكأنه تطمّن نوعاً ما يوم غلبتها موجة الهدوء والطمأنينة.. وأغلقت عيونها تبي تغفى ..
أبو خالد انسحب يوم حس ان بنته تبي تنام ... ومشى بعيد عن السرير ناحية الباب .. وهو يقول : صوفيا تعالي لـ دقيقة !
لحقته صوفيا لـ خارج الغرفة ..وهي عارفه إنه بيعطيها عدّة وصايا جادّة وصارمة ، بخصوص سحر طالما إنه ناوي يطلع ألحين !
:
/


تحت بالصالة الكلاسيكية .. اللي تمتاز بألوانها الغامقة والدافية الممزوجة بين الزيتي والبيج والبني..
تركي كان ماسك فنجان قهوته وهو واقف عند الرف أعلى المدخنة اللي كانت مشتعلة بنار جديدة ..نتيجة للجو البارد بالخارج .. كان يلعب بالشمعدانات فوق الرف..يحرّك واحد ويحطّه بمكان الثاني بعبــث ، وانتظار ..
لحظــات ، ورفع عينه للساعة الدائرية الكلاسيكية المعلّقه فوق الرف يشوف كم دقيقة مرّ على روحة ابو خالد فوق.. ثم أرخى عيونه مرة ثانية وهو يرفع الفنجان لشفاته وأصابعه تعبث بهدوء وبدون توقّف...
سمع خطوات تطرق الأرض من وراه... ترك الشمعدانات وهو يلتفت بهدوء للخلف والفنجان حطّه عالرف...
تأمل أبو خالد اللي كان ينزل الدرج
واقترب وهو يحك خدّه وعقدة واضحة بين حواجبه : عمي بشّر عساه خير؟؟
وصل أبو خالد قباله وسط الصالة وهو يتنهّد : خير ان شاء الله ..
تركي : شخبارها الحين؟؟
ابو خالد : الحين تركتها غافية ... ( أخرج جواله اللي رجع يرنّ للمرة الثالثة ! .. ثم اتّجه لحقيبة الشغل المتروكه عالصوفا... وكمّل ) : مضطر أمشي ألحين...
جلس يلمّ أغراضه بسرعة وهو يقول بقلق واضح : بس قبل لا أمشي بغيت اقولك هالكلمتين..وسامحني بزعجك فيها ..
تركي عقد حواجبه باهتمام واضح ...
سكّر الشنطة ثم رفع عينه لـ تركي بجديّة : بما إني مارح أكون موجود هالكم ساعة قلت لصوفيا ووصّيتها اذا استجد شي أو صار شي ثاني مو زين .. تقولك !
تركي باستغراب وهو يأشّر على نفسه باصبعه الابهام : ...تقولي أنا ؟؟
ابو خالد وهو يدسّ بعض الأوراق بوسط ملف بسرعة : مدري وش بلاها اخاف تحتاج المستشفى وبهالحالة لازم واحد يعرف يتصرف ..ان شاء الله مارح يصير شي بس لأني أبي أتطمّـن من ناحية وجود أحد مسؤول ..واذا صار شي لا تنسى تدق علي !....لا تنسـى !!
رفع تركي يده يحك شعره المنعفس وهو يغمز بعينه بخفّة... ببساطة لأنه مو متخيّل وش بيصير ونتيجة لهالشي مو متخيّل وشلون بيتصرّف !! ..
ابو خالد وهو يلبس سترته لاحظ سكوت تركي : .. بغثّك وانا عمّك..بس والله هالبنت مقلقتني مدري وش صاير لها...مدري شلون بروح الاجتماع الحين وهي بهالحالة ...بس مضطر وان شاء الله دامك هنا وصوفيا معها برتاح شوي...
ترك تركي شعره وهو يبتسم مرة وحدة ابتسامة مريييييحة جداً : لا يهمّك... قلت لك اليوم هي اختي وخوفي عليها من خوفك... لا تشيل هم بكون قريب وان شاء الله مارح يصير شي !
رفع ابو خالد يده وهو يربّت على كتف تركي العريض : ..ما تقصّر يا ولدي... مع نبرتك هذي أنا بروح متطمّن...
تركي : لا تكبّر الأمور مافيها الا العافية .. روح لشغلك وانت مرتاح... واعتبرها في أيدي أمينة دامي أنا والشقرا معها ..
ضحك ابو خالد لنبرته المريحة وابتسامته العذبة ... فيه شي داخله يخليه يرتاح له وكل مالها الراحة تزداد مع الأيام !!..
اتجه ابو خالد للباب بخطوات سريعة وتركي مشى وراه...لين ركب السيارة اللي طلبها وتركي واقف يراقب أسفل الدرجات الحجرية...
ابو خالد وهو يفتح الشباك والسيارة تستعد للتحرّك : ارتاح بغرفتك يا وليد وان صار شي كايد صوفيا بتقولك...
رد عليه تركي بإشارة سلام صامتة من يده واليد الثانية بجيب بنطلونه...وابتسامة صغيرة على ثغره ،،

لا تبكــــيOnde as histórias ganham vida. Descobre agora