8

3.3K 31 2
                                    




بعـد العشا في قصـر أبو خالد..
طلعت سحر مع مشاعل للدور الثاني عشان تعطيها هديتها اللي ما تدري عنها للحين.. واستغلت ان مشاعل مكتئبة فترة العشا عشان تشيل هالكآبة من صدرها ..

أول ما دخلوا الغرفة راحت سحر لمكتبتها وفتحت الدرج وطلعت الكيس الاسود.. ومشاعل عقدت حواجبها وهي تشوف سحر تقرب وهي تضحك : هذي هديتك يا أنثى يا قوية..

هالكلمة خلت مشاعل تبتسم صدق هي أنثى قوية والمفروض ما تخلي خالد أو أي واحد مثله من الجنس الآخر يخليها تكتئب... وبفضول خذت الكيس وفتحته شافت علبة جلدية أنيقة رفعت راسها لسحر متسائلة : وش هذا ؟؟
سحر : هديتك من ابوي.. طبعا ما يقدر يجيب لي وانتي لا بما انك طلبتي منه..

ولفت لورا من جديد وطلعت علبتها الخاصة وفتحتها توريها مشاعل : هذي لي والثانية لك...
ابتسمت مشاعل بفرح مو مصدقة وبسرعة فتحت الكيس وطلعت ساعتها تبي تتأكد.. وبالنهاية ضحكت بعذوبة وضحكت معها سحر...

رجعت مشاعل لطبيعتها بضحكتها وأكيد موقف مثل هذا مارح يهزها... وبتستمر على ماهي عليه بتستمر بمحاولاتها عشان تستحوذ على حب واهتمام خالد ... خالد الحنون مع اخته لكنه معها صاد ومتجاهل ..!!

لبستها بيدها وطلعت حلوة : شراااايك مو قلت لك بتطلع حلوة علي ؟؟
سحر : مبروووك عليك صدق حلوة ما كذبتي ..
مشاعل : ههههههههه وينه عمي أبي أشكره ..من أحلى الهدايا اللي وصلتني
سحر : لا تخافين بوصله كلامك اذا تبين

دخلت مشاعل العلبة داخل الكيس وخلت الساعة عليها ما فصختها ولفت للباب بتطلع : بنزل الحين أكيد بنطلع بأي لحظة ..
سحر بابتسامة : ايه عاد انسي اللي صار... ماحب أشوفك مكتئبة مو لايق عليك ابد ما تعودت أشوفك كذا
مشاعل بشقاوة وخبث : خخخخخ لا تخافين علي يا جبل ما يهزك ريح.. ومحاولة خالد هذي عشان يبعدني فاشلة مو أنا مشمش اللي تستسلم بسهووولة... وبالنهاية يا أنا يا هو...
سحر : ههههههههههههههههه ايه عاد لا تتحمسين بقوة..
مشاعل : لا تخافين علي هههههههههه بتعلق فيه لآخر رمق ما أقدر اشوف غيره..

لانت نظرات سحر على بنت عمها الشقية الحيوية لكن البريئة بمشاعرها ما تدري حست بالشفقة والعطف عليها ، لأي حد وصلتي يا مشاعل بمشاعرك وانتي متماسكة لحد الحين..

وأخيرا ابتسمت : يا حظ خالد فيك
مشاعل قبل لا تطلع وقفت عالباب والتفت بزاوية عينها مسوية نفسها معصبة : ايه عاد فهميه هالكلام..
سحر : هههههههههههههههههه هالمهمة عليك مو علي.. أنا خلاص شلت يدي من سالفتك مابي أتدخل أكثر مابي نظرات منه بعد كذا... تبينه اوصلي له بنفسك
مشاعل بغرور : انا من متى طلبت مساعدتك اصلا.. ساعدي روحك قبل مع حبك الأول ههههههههههههاي..
هنا سحر تنرفزت : الشرهه على اللي تواسيك..
مشاعل بثقة تتميز فيها دايم : انا ما حزنت ولا ضاق خلقي عشان تواسيني .. مو أنا مشاعل اللي بسهولة تزعل وتحزن.. أنا القووووية..
سحر : الله يستر ما تختفي هالقوة في يوم ..
مشاعل بعصبية خفيفة : لا تتفاولين علي بظل قوية طووول عمري اذا تميت ضعيفة مارح أعرف اعيش بين الناس..

قالتها وطلعت وسحر واقفة في مكانها آخر كلمتين تتردد في بالها...
الحب مو ضعف يا سحر مو ضعف!!
وبسرعة لحقتها عشان تودع شادن قبل لا يطلعوون...

في الصالة الرئيسية شافت شادن لابسه عبايتها وناويه تطلع.. ومشاعل واقفه جنبها توريها الهدية بوناااااسة...
شادن : ما شاء الله وش المناسبة ؟ لا يكون ماخذه الأولى على الدفعة وانا مدري!!!
مشاعل : هههههههههههه حبيبة قلبه أنا اكيد بيهديني..
سحر بغيرة : انقلعي ماله حبيبة قلب غيري انا بنته ..
مشاعل : ههههههههههههههه والله انك بزر!!
سحر : شادن لو تبين شي قولي لي مستعدة بنفسي أهديك شي احلى من هالغبية..
شادن ابتسمت وهي ودها تضحك عليهم : ههههههه لا لا مابي شي .. نسيتي وش الهدية اللي جابها لي عمي يوم الملكة ؟! مابي شي ثاني منه اللي جاني منه يكفي..
سحر : اذا ما اهديتك انتي مين أهدي..
شادن : هههههههههه عسل والله مااااابي شي جتني الهدايا اللي تكفي وزيـادة الا ان كانك تبين تهديني شي يوم زواجي..
سحر بحماس لهاليوم : اييييييييييه اكيد ما فيها كلام... انتظر زواجك بحماااس ما تصدقين شلون..
هدت ابتسامتها وبنعومة : ان شالله ربي يكتبه بالقريب.. ادعي عمر يرجع الحين
سحر : الله يرجعه بالسلامة..

طلعوا من الباب العريـض لبرا وشافت سحر في الساحة الأمامية اللي على يمينها خضرة وعلى يسارها خضرة أبوها واقف مع عمها ومعهم بندر.. من انتبه لها بندر تراااجعت بسرعة داخل لأنها بلا حجااب... ابتسم بندر عليها وتقدم لخواته المقبلين ناحيتهم..

بندر : وراها الحلوة انحاشت ؟؟
مشاعل التفتت وراها ما لقت سحر : انحاشت عشانك موجود..
بندر : ههههههههه ناديها خليها تطلع ..
مشاعل : نادها إنت !

وتعدتـه بسرعة رايحه لعمها وأبوها : عمي ..!
التفت لها ابو خالد وابتسم : هلا مشاعل شخبارك وانا عمك ؟
مشاعل بحماس : بخير عموووووو .. عمووو مشكور على هديتك يا حبي لك
ابو خالد بحنية : تستاهلينها ..بس هااا مو معناته انك تهملين دراستك.. جدي واجتهدي وانا عمك..
مشاعل ما جابت خبر الدراسة بس قالت : ابشر من عيوني ..
ابو محمد لبنتـه : وش معك أي هدية ؟؟
مشاعل وهي ترفع يدها توريهم الساعة : عمووو شراها لي..
ابو محمد لأخـوه : وشو له يا مساعد ماله داعي..!!
ابو خالد : الخير واجد ومشاعل تستاهل..حالها من حال سحر ..
مشاعل استاااااانست خلها تحصل شوي الدلال والعز اللي تعيشه سحر.. وياااا حلوه من شعوووووور..!


قريب بندر وشادن واقفين ، وبندر من شاف سحر ما تزحزح من مكانه..

بندر : شفيها الحين مو راضيه تطلع ؟!
شادن : هههههههه وش تبي فيها تطلع تستعرض عليك يعني ههههههه
ضحك : هههههه روحي ناديها
ودفها من كتفها يبيها تروح وهي مستغربة : اقوول انقلع يلله شف ابوي طلع ..

التفت شاف ابوه رايح للبوابة ومشاعل وعمه معه .. الا بدخلة خالد ومحمد من بوابة القصر جايين مقبلين ..

ابو محمد : وين سيارتك يا محمد بنطلع الحين..
مشاعل عيونها على خالد وهو يقرب تراقب تعابير وجهه اللي كانت عاديـة !، .. محمد وقف لأبوه، وخالد كمل طريقه وهو يمر من عند مشاعل من غير لا يلتفت لها ..

محمد : سيارتي برا تبيني أدخلها لك ؟؟
ابو محمد : لا ما يحتاج بنطلع لها ..

التفتت مشاعل لورا شافت خالد رايح للمدخل مو معبر ولا كأنه صاير شي حتى نظرة او التفاته ما عطاها ... اففففففف يا أنا يا أنت يا دكتور ..مو مشكلتي ان الله بلاني وأحبك !!

طلعت مع ابوها واخوها ، وبندر وشادن وراهم .. ، وطلعت ام محمد وانتهى اليوم بالنسبة لسحر عقب ما هدأ البيت..

دخلت غرفتها وتوجهت لبلكون غرفتها الوسييييييع وطلت عالحديقة الكبيرة واللي ماخذه مساحات كبيرة من هالقصر الفخم... تأملت أنوار الحديقة اللي بدت تنطفي اتوماتيكي بالتدريج وبعدها عم الظلام ما عدا أنوار معينة تظل شغالة طول الليل..

ابتسمت عاللي صار اليوم ولو انه محرج لها ولمحمد بس مالها الا تضحك الحين وهي تتذكر..
ولفت داخله للغرفة عشان تنااااام بكرة دوام!!

................................


في الصباح صحت متأخرة عن الجامعة وبسرعة أنهت أمورها وسحبت شنطتها وطلعت تركض.. المشكلة انها بتمر مشاعل على حسب اتفاقهم أمس ومشاااعل بطة مارح يمديها...

تجاوزت غرفة الطعـام من غير لا تناظر داخلها كانت مستعجلة تناظر ساعتها ، انتبه لها ابوها وخالد ومعهم بيان ..

خالد : وش فيها مطيوره ؟؟؟؟
ابو خالد ناداها : سحــر تعالي الفطووور تبين تطلعين من غير أكل؟؟؟

سمعوا صوتها وهي عند الباااب : متأأأخرة ياااااالله بلحق !! وراي علة ثانية بمر عليها..

وسمعوا الباب يتسكر ابتسم عليها ابوها والتفت لولده شافه ياكل بصمت بوجه متجهم ..

ابو خالد : شفيك ؟؟
خالد : سلامتك مافي شي... انا بعد ان ما قمت الحين بتأخر عالدوام..
شرب كوب القهوة حقه وقااام طالع لشغله..

::

وقفت سيارة سحر قدام فيلا عمها ودقت على مشاعل وهي معصبة : مشاعلووووه يلله يالبومة بنتأخر..
مشاعل وشكلها متورطة : دقيقة وجااااااااااية
سحر : وقسم لو ما تطلعين الحين توبة اخذك معي واجيبك..
مشاعل : اف لا تذليني خلاص هذاني نازله..

راحت عيون سحر للباب تنتظره ينفتح وبعد نص دقيقة انفتح ، تنهدت وهي في بالها انها مشاعل لكن اللي طلع من ورا الباب ... بنـدر ووراه محمـد وهم يسولفون..
وقف بندر مكانه وهو لابس النظارة الشمسية من طاحت عينه على سيارة عمه والمخصصة لسحر ما يغلط فيها .. وابتسم بوسع وجهه ابتسامة صباحية مافي احلى منها وقرب من السيارة..

بلعت سحر ريقها الحين بندر بيدق سوالف وصباح الخير وبيأخرها .. أحسن لها تسفهه!
طاحت عينها على محمد الواقف على الرصيف بابتسامة هادية والنظارة الشمسية على وجهه... آآآآه يا حلوك!
جا بندر وبشقاوة قام يدق على شباكها المظلل بالأسود الغامق... ماردت عليه ولا فتحت الشباك سافهته..

بندر وهو يدق : جايه لبيتنا اليوم عندك شي؟؟؟

جاية لاختك هالعلة ومن غيرها !!..
ماردت عليه وهي تنتظر مشاعل الخبلة تطلع من الباب...، وراحت عيونها من جديد لمحمد ما تقدر الا تناظره لما يتواجـد بمكان..،

بندر : الحين ليش سافهتني ؟!!!!
شافت محمد يكلم اخوه : ليش واقف هناك تعال وخل البنت في حالها..
التفت له بندر بنظرة خبيثة بس النظارة غطتها ، لكن ابتسامته وضحت الخبث اللي في باله..

محمد ببرود وهو رافع حاجب من ورا نظارته الغامقة : وش هالابتسامة ؟؟
بندر : ابد سلاااااااااااااامتك يا مستر محمد.. بس انت تعرف وش اللي في بالي..
محمد : كم مرة قلت لك ظنونك غلط..

مارد بندر ورجع لشباك سحر يدقه.. وسحر سمعتهم بس ما فهمت شي والحين متورطه مع بندر أبو المواقف والتعليقات..

استمرت متجاهلته ما فتحت الشباك ومشاعل الحمارة تأخرت!!..
بالنهاية بندر قال يا أنا يا أنتي ، راح لشباك السواق الهندي ودقه..

فتح له الهندي : فيه مشكل ؟؟؟

والله المشكل بقلبي اللي للحين ماعرف له حل !!..

بندر : افتح شباك سحر..
سمع صوتها معصبة : لا تفتحه أنا مستعجله
بندر : أفاااااا... وش هالعصبية والنفسية..؟؟
سحر شوي وتنفجر : من اختك الغبية متأخرة وبتأخرني معها!!
بندر : مشاعل ؟؟

لمحت محمد يروح لسيارته وتعلقت عيونها فيه : روح مع محمد شوفه راح اذا بتروح معه..
ابتسـم : تبين الفكة يعني !!... لا مارح أروح معه بروح بسيارتي ..
سحر شوي وبتصيح شافت ساعتها : الحين وينها هذي ؟؟؟

التفت بندر للباب شاف مشاعل تطلع ركض : هذي هي جت ..
سحر تكلم نفسها : بدري !!!!!!

ابتعد بندر عن الشباك وراااح لسيارة محمد الظاهر ان السواليف بينهم يوم طلعتهم من الباب ما خلصت...

سحر بعد ما ركبت مشاعل : بدرررري يا آنسة !!
مشاعل تتمصلح : حبيبتي سحوور روقي لا تعصبين..

سفهتها سحر ماردت الأحسن لها تحافظ على مزاجها قبل لا يتعكر بالكاااامل...

::


عنـد الشركة !!
نـزل تركي من سيارته وطلع درجات الشركة الأمامية ، وقبل لا يدخل من البوابة وقفت وراه سيارة أنيقة التفت وعرف انها سيارة أبو خالد...

شاف سواقه الخاص ينزل ويدور حول السيارة بيفتح له الباب ، بس تركي بسرعة نزل وهو يرفع يده يوقف السواق..

وينفسه فتح لأبو خالد الباب بابتسامته المميزة.. ،
ابتسم ابو خالد وهو ينزل وصبّح عليه : هلا وليد.. صباح الخير..
تركي بابتسامة بشوشة حلوة : صباحك نور وسرور شخبارك طال عمرك..
ابو خالد : بخير عساك بخير .. أشوف وصلت للشغل قبلي اليوم ما شاء الله عليك
تركي : ابد انا وياك بنفس الوقت توني حتى ما دخلت .. ومارح أدخل قبلك تفضل قدامي..

تحرك ابو خالد داخل بحضوره القوي ، وتركي يمشي على يمينه مبتسم.. حتى اللي بالريسبشن تفاجئوا من دخول وليد يمشي مع المدير...

دخل ابو خالد المصعد بس تركي ما دخل تم برا ..

ابو خالد مستغرب : ادخل ليش واقف..
تركي : لا بلحقك بمصعد ثاني.. مافيني عالكلام!!
ابو خالد بضيق : أي كلام !!... ادخل ولا تعيد الكلام..
أطاع تركي الأمر ودخل ووقف جنب ابو خالد وهو مبتسم ..

وصلوا فوق ومشى ابو خالد وتركي على يمينه والنظرات كلها تلتفت لهم بسبب أثر المدير وقوة شخصيته معهم ...
تركي ما اهتم للنظرات اللي تتوجه له خصوصا هذا غير التنغيزات اللي قاعد يحصلها كل يوم هنا بصفة انه واحد فقير غبي يتقرب من ابو خالد..

مر من اثنين واقفين عند باب مكتبهم واحد منهم يطالعه باستعلاء والثاني جنبه يعلق بهمس !!.. اذا ما غلط تركي هذا اسمه فايز ودايم يناظره بهالطريقة... بس مو تركي اللي ينهز بسهولة ومو نظرة وحدة تأثر فيه وإذا ما لعب فيهم ما يكون تركي ..!

فايز لأبو خالد وهو يمر من عندهم : صباح الخير طال عمرك..

وقف ابو خالد ووقف معه تلقائيا تركي : صباح النور شخباركم شخبار الشغل اليوم ؟؟
فايز : بخير طال عمرك والشغل اليوم حلو ماشي تمام..
ابو خالد : زين اذا احتجتوا شي مثل العادة تعالوا لمكتبي أو روحوا لاستاذ محمد..
فايز بابتسامة : ما يحتاج تقول طال عمرك خلاص لنا سنتين بالشغل الحين وفاهمينه
ابتسم ابو خالد ومشى رايح : زين الله يرضى عليكم..

حط تركي عينه بعين فايز هذا واللي جنبه ومشى ورا المدير مو مهتم لهم...
مارح يخلي ناس مثل هذي تكون حصى بطريقه تأثر عليه عن هدفه... واذا هم مستصغرينه بالنظرات وساكت للحين فلأنهم مو قده وما يبي يضيع وقته في تفاهات مثل هذي...


بعد ما جلس ابو خالد ورا مكتبه رفع راسه لوليد وشافه منزل عينه للأرض وسرحااان وتعابير وجهه غريبة..
ايو خالد : وليد شفيك ؟؟
انتبـه تركي : سم عمي.. مافي شي لا تشغل بالك..
ابو خالد وهو يتفحص وجهه باهتمام : متضايق من شي ؟؟؟
سكت تركــي شوي ما رد ، وبدّل ملامح وجهه للتردد... والمعنى اللي يبيـه وصل لأبو خالد بحذافيره : وجهك يقول انك متضايق من شي ؟!
جـا دور تركـي ينكر : لا لا مااافي شي شوية مشاكل بحياتي الشخصية..
ابو خالد : اهااا زين اذا متضايق من شي هنا يخص الشغل والشركة تعال قلي.. أحس انك تكذب علي بس بسكت عنك.. واذا عندك شي لا تتردد..
ابتسم تركي وهز راسه ايجاب ،، وترك الجـواب معلق وغيّر النقاش ناحية الشغل : ممكن أروح اشوف شغلي الحين..
ابو خالد : ايه براحتك بس روح شوف الاستاذ محمد شغلك عنده اليوم..


أخذ الأوراق من مكتب الاستاذ محمد عشان يوصلها لفرعهم الثاني ،،
وهو يمشي بالممر الطويييل جهة المصاعد ويمر بالأبواب الكثيرة ، طلع واحد فجأة من وحدة من المكاتب وضرب كتفه بكتف تركي بقـووة كبييرة لدرجة ان تركي تراجع لورا من قوة الضربة وتعثرت رجوله في بعض، الشي اللي خلاه يستند عالجدار بيده والأوراق تتنـاثر بالأرض...!،!

رفع عينه يشوف مين المسؤول عن هالشي وشافه فايز ، يناظره باستعلاء وبحاجب مرفوع..
استقام تركي بوقفته وبهدوء : وش مشكلتك انتبـه لا تدعم بالناس !!
فايز بسخرية طالع الأوراق بالارض وراح ماشي : ما انتبهت لك!.. خذ أوراقك ورح شف شغلك..

الحركة مقصودة ، شي واضح بالنسبة لتركي ،
من غير تأثر عدل ياقة قميصه بابتسامة هادية تخفي أشياء كثيرة... وراقب فايز لما اختفى عن عينه وبعدها نزل يجمع الأوراق وراح يشوف شغله !..
عمره مارح ينسى اللي يدوس له على طرف ، ومن بعد أبوه تعلم ياخذ حقه أول بأول ما يفوت أي حركة ضده من أي شخص ... أيا كااان الشخص !!

::::


في بيت أبو محمـد..

دخلت شادن الصالة وهي تغني وشافت بندر حاط راسه على رجل امه وجالس يطن ويزن عليها يبي الغدا..
ضحكت عليه : هههههههههه وش عنده دلوع أمه يطنطن !!
بندر : دلوع امه جوعان الساعة 3 الحين وانا ما اكلت شي من الساعة 9 الصبح..
شادن وهي تجلس : وبعدين غريبة فكرتك رحت للمزرعة انت ما تصدق تتركها الا ترجع لها .. وش جلسك عندنا اليوم..؟
بندر : جلست أغير جو وبعدين ام محمد اليوم الصبح زنت فوق راسي الا اجلس اتغدا بالبيت...
شادن لأمها : هههههههه يمه وينك عنه من زمان توك واقفتله الحين..
ام محمد : انا هالأسبوع رجلي على رجله متوعدتك اسبوع مارح تطب مزرعتك.. بتجلس عندي تاكل وتشرب وتنام على سنع..
بندر : يؤ وش اسبوعه الله يصلح قلبتس بس.. حيواناتي بيموتون مافي احد يأكلهم..
ام محمد بقوة : في ابليييييييييييييييييييييييييييييس..

فتح بندر عيونه عالأخير ، امه حاقده على حيواناته لهالدرجة وشادن ماتت ضحك : هههههههههههههههههههههههه يمه اذا مشاعل حبيبته ماتت هو يموت معها..
بندر : ايه صحيح كلام شدووون يمه لا تعاقبيني أسبوع ، ترا ما اقدر انا بيتي صار هناك واذا تزوجت ان شالله باخذ زوجتي هناك ..
شادن : ههههههههه ومين اللي بتتحمل هالعيشة !!.. ههههههههههه تحفة يابندر..
ام محمد : وخر عني اشووف هذي السفرة جابوها...

قامت امه تشوف ترتيبات طاولة الطعام أما بندر استعدل بجلسته وشادن تضحك عليه... الا هو يحط راسه على رجلها يبي ينام..
شادن : خيييير مانيب امك ترا وخر بروح اشوف امي بساعدها..
بندر : ههههههههه صدق الواحد ما يتميلح لك الا اذا يبي مصلحة.. يعني ما تبين تعرفين أخبار " حبيبي " ؟
يقلدها بنعومة ساخرة ، وهي فتحت عيونها وبدون شعور شدته من شعره تقومه عنها..
بندر : آآآآخ شعري يالظاااااالمة..
شادن وهي تستعدل بجلستها قدامه : صادق ولا تلعب علي..
حك راسه بألم وهي تناظره تنتظر رد... اختفت ملامح الألم من وجهه وقام واقف وهو يقول : مدري...!

شادن : ؟؟؟؟؟؟
ناظرها بابتسامة خفيفة : ايه مدري...
شادن بحقد : وش قصدك انك تعرف آخر اخباره؟؟
بندر وهي يررركض منحاش : يعني ما وصلني خبر عنه ..
رااحت وراه شافته يجلس على الكرسي عند طاولة الطعام ويمسك الصحن الا امه تطقه في كتفه..
شادن : ههههههههههه صاااااير بزر اليوم
ام محمد لبندر : اصبر صبر يامال الصلاااح انتظر ابوك واخوك..
بندر : وانا ملزووووووووم فيهم انتظرهم؟!!!!!
طقته امه مع راسه تهجده وراحت ..
راحت شادن جنبه وهي كاتمه الضحكة : بالله بندر لا تلعب قول الحقيقة..

اخذ بندر الملعقة ودخلها في فمه وصار يلعب فيها بملل ، وشادن تهزه : ها قول ؟
بندر : مدري عنه حاولت اتصل عليه بس رقمه متغير وهو الغبي ما عطاني رقمه الجديد..

دخل عليهم هاللحظة ابو محمد وبعد دقايق الكل كان مجتمع عالسفرة.. ابتسم ابو محمد لشادن وهي بادلته الابتسامة بصمت وبدوا غدا..

ابو محمد في نص الغدا : اقوول يا بندر شرايك تودي سيارتي اليوم الورشة ؟؟
بندر وهو مندمج بالأكل : ليه فيها مشكلة ؟
ابو محمد : مدري عنها المكيف صاير حار ومرة وحدة تشوف الزيت حقها..
تدخلت مشاعل : وشو له كلموا على عمر وخلوه يجي يصلحها أضمن وببلاااااااااش..
شادن ابتسمت من كلام اختها والتفتت لأبوها : صحيح تذكر شلون كان عمر يصلح سيارتك أول كل ماخربت.. ولا شغل أحسن ورشة بالريااض..
بندر يبي يغيضها : عاااد لا تباااالغين..
ناظرته شادن بطرف عينها وابتسم ابو محمد يأيد : صح ما شاء الله عليه مدري من وين تعلم هالشغلة اذكره صلح سيارتي القديمة فوق الخمس مرات كل ما خربت يضبطها.. ومن غير لحد يعلمه ما شاء الله عليه
شادن : لو عمر موجود الحين مارح يبخل اكيد ، هو يحب هالشغلااات والميكانيك مرة كانت هواية له..
محمد : دقوا عليه ، وخلوه يزورنا مرة وحدة..
التفتت شادن لبندر عشان يرد
بندر : مشغووول هاليومين وكل مادقيت ما أحصله..
ابو محمد : الله يعينه ..

رجعت شادن لصحنها تاكل منه ومرة وحدة رجعت ذاكرتها وراااا... يوم ما كانت على مشارف الـ 14 من عمرها ، وعمر 20 سنة تقريبا...

كانت في المطبخ وقتها فتحت باب الثلاجة وخذت قارورة موية وشوية بسكوت من اللي تحب تاكله.. وطلعت برااا بسرعة ناحية المكان اللي يوقف ابوها سيارته بالعادة جنب الحديقة...

وقفت عند السيارة وهي تناظر رجوله اللي طالعه من تحت السيارة ونص جسمه مدفون تحتها ..

ناااااااااادته وهي ترجـف رجله : عــمررر اطلع...
مارد عليها والصوت الوحيد اللي تسمعه هو صوت الحديد والأدواات .. رجفتـه من جديد بقوة أكبر وسمعت صوته يتألم : آآخ... ابعدي عني..
شادن : اطلع حشى خست تحت السيارة هذاني جبت لك موية ..

تحرك أخيرا وطلع راسه من تحت السيارة وحااااااالته صعبة... ناظرته شادن بقرف كان العرق يغطي وجهه واللون الأسود يلوثه ويلوث ملابسه لدرجة انه طلع انسااان ثاني..

عمر بابتسامة ناعمة وهو يمد يده لها : لهالدرجة شكلي مقرف..
شادن بصراحة : مرررررررررررررررررة...
عمر : حلوة الصراحة .. عطيني انا عطشان
رمت عليه العلبة من بعيد لبعيد عشان ما تلمس يدها يده وتتوصخ.. وهو فهم قصدها بس ما علق..
عقب ما شرب رفع راسه لها : اجلسي ليش واقفه ؟؟
شادن : لا أخاف توصخني..
عمر بهدوء : افااا... عفتيني الحين..
شادن : المهم اذا جوعاااان هذا البسكوت اللي تحبه... ليش ما تغديت ؟؟
عمر وهو ياخذ بسكوته وياكل نصها : قاعد أصلح سيارة ابوي .. ( مد لها النص الثاني )
شادن بقرف : لا مابي..

سكت عمر ورجع يتأمل قدااام وهو مريح يدينه على ركبه وشكله سرح ،، تعبت شادن من الوقوف وجلست جنبه..
التفت لها أول ما جلست وناااظر بوجهها بصمت ،، لا أراديا حست بالحرارة تشع من وجهها لأول مرة ونزلت عيونها للأرض ما تدري وش فيها وقتها ،، أو وش حصل !!..

عمر وهو ياكل بسكوتة ثانية ويناظرها ببرود وهدوء : شفيك ؟؟... مستحية...
فتحت عيونها وطقته من كتفه : من قاااال !!..
ناظر وجهها باستغراب : وجهك أحمر ..!!

شهقت مو مستوعبة وحطت يديها على خدودها تتحسسها .. وش هالملاحظة الغريبة اللي قالها لها ؟!.. هي ما تستحي منه طول عمره كان بير اسرارها بس بذيك الايام بدا الحال يختلف ، بدت كل ما ناظر فيها وطوّل بنظراته تحس بالحرارة في وجهها ويظل هو يستغرب من تغير ملامحها..

حست وقتها بالدم ينبض بعروقها وعمر لسبب غريب يقلب حالها وملامحها...

عمر وهو ماسك البسكوتة بأسنانه : شادن؟... شااادن...
انتبهت ولفت له بسرعة : هاه...
عمر : روحي عني الحين..
شادن باستغراب : ليش؟؟
عمر : لأني كذا ما أعرف اشتغل .. قربت أنتهي بس وجودك عندي بيأخرني..
شادن بحنق : يا سلااام!!.. وش دخلني انا ماني رايحة بجلس .. ما جلست معك من يومين كل ما أدورك ما ألقاك

ما علّـق انسدح تحت السيارة ورجفها برجله على خفيف يحارشها ، ومن قهرها طقته برجله ترد له الحركة..


وعـت من سرحانها لقت نفسها لحالها عالسفرة والكل قـام ماعداها هي ... ضحكت على نفسها انا وووين رحــت ؟!؟!..

::

بعد يوميــن ،!،

كانـت سحر متواعـده مع مشاعل يطلعون للمكتبة عشان بعض الأغراض وخصوصا لمشاعل..
وكان اتفاقهم هذا من يومين على أساس يتلاقون هناك..
وسحر تأخرت عن الموعد..

طلعت من مدخـل الفيلا وهي تلف طرحتها على راسها ، إلا أبوها بوجهها جاي يدخل..
ابتسم بوجهها وباستغراب : على وين سحر ؟
سحر : بطلع للمكتبة متواعدة مع مشاعل تحتاج لشوية كتب ومراجع ، وأنا بشوف يمكن الاقي لي شي أحتاجه هناك..
أبو خالد : اهاا زين.. لا تتأخرين طيب؟؟
سحر : ان شالله...
ركبت سيارتها اللي تنتظرها عند البوابة وطلعت جوالها عشان تدق على مشاعل .. بس مشاعل ما ردت !!

وصلـت لجريـر ونزلت وهي تعدل حجابها ودخلت مع البوابة ، وأول ما دخلت قلبت عيونها يمين ويسار لعل مشاعل تلمحها وتجي ...، شافت ساعة معصمها لقتها 8 وربع وهي متواعدة مع مشاعل على ثمان.. يعني متأخرة !
ما حصلتها ولا قدرت تلمح أحد يشبه مشاعل وبالنهاية اضطرت تدق عليها وهالمرة بالموت ردت..

سحر وهي متوترة من النظرات : مشيعل وينك يا غبية ؟؟
مشاعل وشكلها محتاااسه : هلااا سحور تعالي أنا فوق قاعدة أحوس مو عارفه وش اخذ ..
رفعت سحر عينها تلقائيا للدور الثاني ومشت للدرج طالعه : هذاني جايتك..!

طلعت فوق ، ومشت وهي تتلفت تدور مشاعل بين الأرفف والكتب والناس الرايحة والجاية ..!.. وأخيرا لقتها واقفة قدام وحدة من الأرفف وبيديها كتابين قد راسها ، وشكلها حيرانه مضيعه ما تدري وين ربي حاطها ..
كتمت ضحكتها وقربت منها : مشاااعل هههههه والله انك تحفة مو لايق عليك ابدا.. الكتب بجهة وانتي بجهة..
مشاعل وشكلها حايمه كبدها : انقلعي وش اسوي مو بيدي.. والا أنا أكره الكتب شوفي شلون شكلها تخرع تسد النفس كل واحد 200 صفحة يا كافي..!!!
سحر : ههههههههههههه أجل وش تبين انتي بالجامعة حبيبتي مو بالمدرسة.. أجل لو تشوفيني شلون كنت أدرس برا دراسة ما تجي للدراسة الغبية هنا !!
مشاعل وهي ترجع تقلب كتبها بيدينها : المهم شووووفي شرايك..
خذت سحر الكتاب وقرأت اسم الكاتب : مو قلتي لي عشان بروجيكت بحث ما ادري وشو ؟!
مشاعل : ايه !.. ولا انا وين والبحوث وين..والمشكلة البنات اللي في مجموعتي متوعديني والا انا كنت ناويه أصفطهم
سحر وهي تناظر بالأرفف فوق وتحت : ههههههه بتفيدك القراية شوي عالأقل تتثقفين وتقدرين تتقربين من خالد... مارح توصلين له وانتي على حالتك هذي غيري من نفسك الدكتور مثقف حاولي تجارينه شوي ..
مشاعل وهي تمد يدها تنرفزت : هاتي الكتاب اقول هاتيه وعن الفلسفة والكلام اللي ماله سنع..
سحبت الكتاب بقوة ورجعته مكانه بالرف ومشت قدام تبحث عن غيره .. وسحر لحقتها وكأنها تذكرت شي..!
سحر : الا تعااالي مين جابك ؟!.. ولا جايه لحالك ؟!
مشاعل وهي مركزة على أسماء الكتب ردّت بلا اهتمام : ..محمـد..!
وقفت سحر مكانها وهي معقدة حواجبها : محمد؟؟؟؟؟؟
مشاعل : يس..!
تلفتت سحر لا أراديا من سمعت اسمه ورجعت لمشاعل : وينه..حطك وراح يعني ؟؟؟
مشاعل : لا موجود بالمكتبة...
ما ودها تسأل عنه أكثر بس ما تقدر تمسك لسانها : وينه ما شفته؟؟
مشاعل : ما ادري عنه انا رحت من جهة وهو راح من جهة تلقينه الأخ عند قسم البيزنس يضيع وقته يعرفني مطوله ..
حطت سحر الكتاب اللي بيدها وراحت بسرعة وخطوات سريعة تشوف وينه بالضبط..!... تلفتت حولها بس ولا رجال كان يشبه له !!.. محمد مميز مو بالسهولة تلاقي اللي يشبهون له ...

وقفت عند الدرابزين الزجاجي تتأمل الناس المنتشرين تحت ... حركت عيونها يمين ويسار ونبض قلبها غير عن المعتاد يوم طاحت عينها على واحد معطيها قفاه بالدور الأرضي يشبه له بوقفته ... كان عند قسم البيزنس مثل ما قالت مشاعل وكان لابس تي شيرت أسود وبنطلون جينز...
من غير لا تتحكم بتصرفاتها نزلت رجولها الدرج لين استقرت تحت... وقفت ثواني قبل لا تمشي خطواتها لذاك القسم وهي تشوف كتوفه وشعره الأسود ظاهر من بين الرفوف !
تحركت لهناك وكل ما تقرب كل ما تشتد قبضتها .. كان هادي منزل راسه واضح انه مندمج مو داري عن اللي حوله .. وش قاعد يقرى؟؟؟؟
وقفت على بداية السيب اللي هو فيه وشافته محمد أكّد لها قلبها قبل لا تأكد لها عيونها ! ماسك كتاب بيزنس بيد واليد الثانية مدخلها بجيبه ومايل بوقفته ...
ضيقت عيونها بفضول تحاول تلقط اسم الكتاب بس ما فلحت... تأملت بعيونه المستقرة عالسطور لاحظت انه فعلا مندمج ومو حاس بقربها...
هو أنت أصلا متى حسيت ؟؟...
بجنون قررت تخليه يحس انها قريبة من غير لا يعرف انها قاصده..

قربت خطوة لداخل السيب ومدت يدها لأول كتاب بالرف، سحبته وفتحته بشكل عشوائي.. ورفعت عينها له شافته ما رف له رمش حتى.. فتحت صفحة ورا صفحة بصوت عالي لعلها تشوشر عليه الجو ويطلع من اندماجه، لاحظت ان ما عنده دم ولا هو حاس... فتحت الصفحات بسرعة أكبر يمكن هالشي يفلح معه لكن أبد ! شافته يفتح صفحة جديدة ويقرا وهو معقد حواجبه..!
ليتك تنتبه !! هو أنا وشو بالنسبة لك ؟.. لمتى بتحمل تجاهلك وانت تدري عني لمتتتتى ؟؟؟
بعصبية سكرت الكتاب بقوة وبصوت عااالي ودفته مكانه بالرف بيأس ، بالوقت اللي انتبه فيه محمد للصوت ورفع راسه عن الكتاب وطاحت عينه عليها ، استغرب من وجودها!!.. شافها معبسة وهي ترجع الكتاب مكانه ..
محمد : سحر؟؟؟؟
فززت كتوفها والتفتت مرتاعه ولقت نفسها تنطق اسمه من الربكة : محمد ؟؟؟؟
سكر الكتاب وظل ماسكه : تبين شي ؟؟
وااااثق !!!..،، بدون اهتمام صدت عنه تناظر بالكتب وتتفرج وهي ما تدري أصلا وش تتفرج عليه : جايه أدور على كتاب معين..
حست بعيونه السخرية واستحت على وجهها : تدورين كتاب في قسم البيزنس ؟!!
سحر وهي تدعي عدم الاهتمام وببرود : جايه ادور على كتاب ابوي موصيني عليه مو لي...
هز راسه بتفهم وبعدها اخذ كتابه معه وطلع من السيب للسيب الثاني تاركها لحالها واقفة بدون حتى ما يسألها لو يقدر يساعدها...
نفسها بس تعرف وش يزعجه ، كل ما شافها يبين انه منزعج من شي وهي للحين متحمله تجاهله ..!
زفرت بعمق وطلعت مرة ثانية لفوق تدور مشاعل ... شافتها للحين غايصة كل ما تختار كتاب ترجعه وتاخذ غيره..!
أما هي راحت لقسم الروايات تدور لها على شي وتتفرج تضيع الوقت ، ويمكن بالصدفة تحصل لها شي حلووو..
سمعت مشاعل تناديها تركت الرواية اللي بيدها وراحت تشوفها ..
سحر : هاه حصلتي شي ؟؟
مشاعل : تعااالي ساعديني حسيت اني داخله متاهة ماعرفت أطلع منها... الحين الناس كيف يختارون انا ضايعه عندي ألف اختيار واختيار ومدري وش الأحسن..
سحر : خلينا نسأل الموظفين ..
مشاعل : والموظفين وش عرفهم بيعطونا الأغلى ويخربطون علينا بكلمتين ..!!
سحر : ههههههههههههههههههه اسألي طيب مارح تخسرين شي!
مشاعل : شفتي محمد؟؟؟
سحر وهي ترجع تناظر بالكتب : لا.....!
مشاعل بخبث ونظرات شيطانية : عيني بعينك!!
سحر : قلت لك لا...
مشاعل : احلفي...
اعتـرفـت ببرود : شفته عندك مانع..
مشاعل : وان شالله طلعتي عليه كذا...؟
سحر ناظرت نفسها باستغراب : شفيني ...
مشاعل : اذا تبين تروحين له غطي وجهك ولا بيسفل فيك..
سحر انقهرت : خير ان شالله يسفل فيني ؟!... هذاني متحجبة حتى مكياج ما حطيت..
مشاعل : والله بكيفك انا علمتك بندر غير محمد يمشيها لك ، بس محمد ما يحب كذا..
سحر : والله مو مشكلتي من صغري وانا كذا..
طنشت سحر الموضوع وراحت بعد ما لمحت كتاب يلفت النظر : خلك من غطاي الحين تعالي شوفي ذا ..
انشغلوا من جديد مع بعض شيل وحط من ناحية مشاعل اللي كرهت عمرها اكثر واكثر وكرهت الجامعة وخرابيط الجامعة !!..وسحر تتحرك معها بكل جهة تشاورها.. والوقت يمــر عليهم..

ومع الوقت حصلت سحر نفسها بقسم قصص الأطفال باللغة الانجليزية .. وطاحت عينها بالصدفة على مجموعة كتب متنوعة بعنوان " سندريلا " ،، ابتسمت وهي تاخذ واحد وتتصفحه..
بيان تحب هالقصة وكان عندها كتاب عنها بس انه ضاع بيوم !.. فرصة تاخذ لها قصة جديدة بدل القديمة وبصور وألوان أحلى..!
خذت كتابين طباعة مختلفة بتروح تستفسر عنهم الا محمد واقف بوجهها يطالعها ويطالع اللي بيدها ..
نزلت عينها عنه وضمت الكتب لصدرها وسمعته يتكلم : وينها مشاعل؟؟
سحر وهي تقلد سخريته قبل شوي : جاي تدور مشاعل بقسم قصص الأطفال ؟!!
فهم قصدها وإنها ترد له الحركة ...ابتسم على خفيف وذااااابت ، ناظرت بعيد عن عيونه بتوتر
ليش يبتسم الحين ليش يفاجئها ؟!..
لف بجسمه بيروح ، وقال وهو على نفس الابتسامة الخفيفة : مو غريبة عليك ألاقيك هنا...
راح عنها وهي واقفه مكانها مخدرة.. مو مستوعبة محمد يبتسم ! يبتسم! يبتسم لها!!
حتى لو كانت ابتسامة خفيفة..لكنها تظل بالنهاية ابتسامة..!!

ما فهمت كلامه في البداية بس بعد لحظات فهمتها قصده واضح... انه يناظرها مجرد طفلة مو غريبة تنشاف هنا !!..
بووزت لهالدرجة الكل يناظرها بهالطريقة لهالدرجة مو مبينة ناضجة !!... حتى خووووويلد يقوله!!

ما تضايقت بالعكس عضت على شفايفها من الفرحة الخفية.. حلوو شعورها وهي تكتشف شلون محمد ينظر لها .. وابتسامته حتى لو انها طلعت منه من غير ما يقصد الا انها كافيه عشان تنعشها بقية اليوووم..
ركزت في بالها ابتسامته الشي الوحيد اللي مارح تنساه بسهولة ، تنفست وراحت تستفسر وهي مبتسمة فرحانة ، ابتسامة وحدة من محمد أسعدتها...

مشاعل واقفة وأخيرا قررت تثبت على راي والباقي بالطقاق.. تعبت نفسيا من الحيرة وهي بهالأمور ما تعرف شي..
الا محمد يطلع بوجهها : ها مشاعل ما خلصتي؟؟
رفعت راسها وتنهدت جااااا الفرج .. محمد رايه ينوثق فيه : يعني.. تعاااال تكفى راسي صدع ماعرف راسي من ساسي..
ضحك عليها : ههههههههههه عطيني اشوف..
عطته الكتب تبي الفكة وخلت له القرار ..
محمد : كلها مبينة كويسة خذي اللي تبينه ..
مشاعل بملل : على مسؤوليتك
محمد : ههههههه على مسؤوليتي ولا تكثرين الكلام..
توهم بيروحون الا مشاعل توقف وهي معقدة حواجبها ، ورجعت للرفوف تناظر ..
مشاعل : والا اقولك هونت باخذ هالأسود واللي معك رجعه مابيه..
محمد لاحظ ترددها وهي تقلب نظرها بين خياراتها واخيرا سحب الأسود والتفت لها : خلك واثقة كل الكتب هنا كويسة وكُتابها معروفين ..
مشاعل كلمت نفسها وأنا ليش مجننه نفسي يحمدووووون ربهم : ايه صح ليش اتعب نفسي خلنا ناخذ هذا...
خذته وهي مصرة ما تتراجع تعبت ،لها ساعتين دااار راسها وهي بهالمكااان..
مشاعل وهم يوقفون عند الدرج قبل لا ينزلون : وينها سحر ؟؟
محمد تلفت يمين ويسار يدورها ، وضاااقت عيونه فجأة.. وسكــت
التفتت مشاعل للجهة اللي يناظرها شافت سحر واقفة تكلم واحد من الموظفين اللي قاعد يضحك وهي شكلها بشكل عفوي تبتسم وهي تأشر عالكتاب بيدها والضحكة مكتومة بوجهها..
رجعت لمحمد شافته متجهم وهو ينااظر هناك.. بتوتر مدت له كتبها وهي تقول : بروح أناديها ...
وبسرعة راااحت هناك وهي تحس بالنار المشتعلة وراها ..
مشاعل : سحرررررر...
سحر وهي تلتفت لمشاعل : هلا مشاعل .. ( رجعت للموظف )..give me the best one.. with better colors and pictures..
العااامل وهو مبتسم : I'm sorry I didn't understand you at the beginning.. OK I will see what we have.. wait!
سحر : اوكي..
مشاعل : سحووور يلله خلينا نطلع محمد ينتظر..
سحر : دقيقة طلبت منه كتاب باخذه لبيان..
مشاعل : الله يهديك والموضوع يستاهل تضحكين وتبتسمين..
سحر استغربت : ضحكت ؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاعل : ايه تبتسمين..
سحر : مو قصدي الابتسامة طلعت من غير قصد هو غبي قاعد يضحك على نفسه..
مشاعل : المهم تعااالي محمد ينتظر..
رفعت سحر عينها وشافته واقف حاط يده على الدرابزين ومعطيهم جنبه وعيونه بعيد.. وناظرت بمشاعل وهي تنتظر العامل : طيب دقايق ..
لفت مشاعل لمحمد باللحظة اللي التفت لهم فيها وأشر لها تجي... راحت له وهي حاسة بمزاجه المتعكر..

محمد : قولي لها تجي بنطلع!
مشاعل : تقول دقيقة طلبت كتاب وراح الموظف يشوف سالفته..
محمد : والكتب اللي كانت معها قبل شوي وينها؟؟
مشاعل : مدري أكيد طلبت غيرها..
تأملت وجهه وهو يزفر زفرة عميقة وبدون كلام دف الكتب بحضنها وراح لجهة سحر..
محمد : سحر..!
لفت له باستغراب : نعم..
محمد : يلله قدامي بنطلع..
رفعت حواجبها : دقيقة طيب باخذ كتاب لبيان وبطلع وراكم..
محمد : قلت لك قدامي الحين..
ناظرته ماعرفت وش تقول وراه قاعد يتأمر!!!

سحر : طيب ما قلت لا ، دقيقة بس..
شافته ياخذ نفس عميق ويلتفت يمين ، التفتت يمين معه شافت الموظف جاي مبتسم والكتاب المطلوب بيده..
الموظف : that's it
سحر : ثااانكس..
توها بتمد يدها بتاخذه الا تفاجئت بيد محمد اللي سحب الكتاب من الموظف بكل قوة وأشر لها تتحرك : يلله قداااامي..

تجاهلت نبرة الجفاء وتحركت قدامه لأنها تعرف مزاجيته ومشت جنب مشاعل وهي ساكتة ومشاعل تعاتبها..
مشاعل : كان قصرتيها وماجادلتيه !!
سحر وهي مو فاهمه شي : أقصر ايش يا مشاعل انا ما قلت شي غلط ولا قصدي أجادله..
مشاعل : تعرفينه محمد وتعرفين طبعه..
سحر : لا ما أعرفه ولا أعرف طبعه.. ونفسي يوم أفهمه بكل لحظة له حال !

وسكتت وهي تتذكر ابتسامته وتعليقه قبل شوي ، ومزاجه اللي راق فجأة لكن الحين حسته تغير..... تعبت تظن ان العيب فيها !! تعبت تفكر انه فاشلة بكسب ودّه..!

راحت ناحية سيارتها الا محمد يقرب منها : اركبي معي انا أوصلك..
سحر باستغراب : لا ما يحتاج والسواق ليش جاي معي..
محمد بعصبية يحاول يخفيها : لا تطولينها اركبي معي والسواق ينقلع للبيت لحاله..

تفاجأت من نبرة العصبية هذاااا شفييييه ليش قاعد يكلمني كذا بأي حق..
سحر : شفيك؟؟ انا بروح بسيارتي مافيها شي ومو أول مرة متعوده أنا..
ناظر بعيونها بعصبية وصمت ، سحر عنيدة ومدللة ومارح ترضخ بسهولة وهذاااا شي يزعجه..
رمى كيسها قدامها : تنرفزين الواحد...!

قالها وراح لسيارته وتحرك من غير لا يلتفت لها ثانية.. أما هي واقفه مكانها بصمت مصدومة مستغربة ..
قلبها يعووورها من الاحساس المؤلم هذا.. من كلمته !.. من نظرته !
أنا أنرفزه ؟؟.. طيب ليش انا مااا سويت شي شفيه قبل شوي مثل العسل ابتسم وريَّح قلبي والحين تحطم هالشعووور...
نزلت وخذت كيسها وفتحت الباب وركبت وهي تتنهد... أسندت راسها عالشبااااك وغمضت عيونها بألم وحزن... تحبه والمشكلة ما تقدر تفهمه!!

::::
الصبح التالـي ..!،!

دخل تركي الشركة كعادته وصعد للطابق الاخير بيسلم بعض الاوراق...
دق باب وحدة من المكاتب اللي فيها أربع موظفين داقين سوالف وتاركين الشغل..

رفعوا عينهم له يناظرونه ويتأملونه بطريقة غريبة مثل كل مرة .. مازال السؤال يدور بينهم ، مو من عادة ابو خالد يوظف ناس واطين المستوى والعلم خصوصا بهالشكل ..
طاحت عين تركي على فايز الموجود قبال الباب وراح له وحط الأوراق قدامه وهو يقول : هذي الأوراق اللي طلبها أبو خالد شوف شغلها ..

فايز بكل اهمال أشر عليه يروح للموظف اللي جنبه : روح لحمد هذا هو فاضي..
التفت تركي لحمد هذا وتوه بيروح له لكن حمد أشر عليه يروح لغيره : رووح لفايز انا ماني فاضي..

ضحك فايز : مشغوول علينا !!
حمد : هههههههه وش عليك هذا انت من ساعتين ماسك لك كوب هالقهوة وتارك شغلك..
فايز : شوف شغلها انا ماني شايف شي... ولا اقولك يا وليد ليش ما تشوفها انت تتعلم لك شي يفيدك ..

رفع تركي حاجب من السخرية الخفية بكلامه وراح يقرب منه : ليش؟ وليد هذا ماعجبك..

فايز بسخرية تضحك اللي معه : انت ما شفت نفسك ؟.. انت جاي هنا وش تبي اللي مثلك ما يضفه الا بسطه في أردى الأسواق..
ابتسم تركي ابتسامة اكتفت انها تستفزه ومن غير لا يعلق..

تغيرت تعابير فايز وليد هذا مو معجبه أبد مو داخل مزاجه : على ايش تضحك ان شالله ترا هالغرفة واللي فيها ارقى منك لا تشوف نفسك اكبر من مقدارك..

قرب تركي زيادة ورمى الأوراق قدامه وبصيغة أمر اللي مثله ما يقولها : شوف شغلك وبلا هرج زايد..

فايز : من شايف نفسك انا اللي اعطي الأمر لك مو أنت..

تركي مازال على هدوءه : الظاهر تبي مشكلة ؟؟؟؟

قام حمد الثاني وراح لفايز بيهديه لأن الجو انشحن وصوته بدا يعلا ..
مسك ذراع فايز يهديه : اهدى شفيك ؟..

فايز : انت على ايش شايف نفسك ترا حدك مرسال لا اكثر ولا اقل وقدرك هنا قدر أي فراش تفهم...
تركي بابتسامة جانبية وبهدوء : عاد ابو خالد قاعد يسمعني كلام غير ... وقريب بيرقيني ويمكن اصير مديرك انت وهو تصدق ؟

من سمع فايز هالكلام انجن صابه جنون ،، بعد هذا اللي ناقص وليد الغبي هذا يصير مدير ، وابو خالد مو بعيده يسويها وهم يشوفون قرب وليد منه ودايم مخاويه !!

طبعا سالفة الترقية جابها تركي من راسه ما صار شي بهالموضوع ،بس استفاد من قربه الملحوظ من ابو خالد وان الموظفين كلهم يدرون عن هالشي...


في مكتب ابو خالد ..
كان ابو خالد يتناقش مع محمد اللي قاعد قدامه .. وفجأة سمعوا أصوات تعلا وتعلا غير طبيعية
رفع ابو خالد راسه باستغراب : خير ان شالله وش السالفة ؟؟
محمد الجالس قدامه استغرب : مدري طال عمرك ..

أرهفوا السمع وسمع ابو خالد سب ولعن وشتم وصراخ ، حس ان الموضوع كبير قام بسرعة من كرسيه ومحمد راح وراه ..

فتح باب مكتبه الأنيق وطلع للممر العريض الطويل .. وشاف الموظفين متجمعين وواحد منهم ماسك ثاني من ياقة بلوزته وملزقه بالجدار يلعنه ويهدده.. والثاني سااااكت ما يرد...

قرب ابو خالد بهيبـته وبصوته الجهوووري : خير ان شالله وش صاير ؟؟؟

ابتعدوا الموظفين عن طريقه احترام ، واندهش وهو يشوف فايز ماسك وليد من ياقته وملزقه بالجدار ووليد سااااااكت حتى ما يدافع عن نفسه...

عصـب وش هالمهزلة : فايز ابعد خير ان شالله بشارع احنا ولا بروضة اطفال .. هاااااااااااه ؟؟؟؟؟
شال فايز يده عن تركي وتراجع مرتبك .. أما تركي سحب ملابسه يعدلها وهو يناظر فايز الخايف والتفت لعمه ابو خالد..

تركي : ما عليه يا عمي حصل سوء تفاهم...
ابو خالد وهو معصب واذا عصب الكل يبقى ساكت : سوء تفاهم ماهو سوء تفاهم ماله حق يمد يده على أحد ..( التفت لفايز ) ها يا فايز طول وعرض بتجي الحين تخرب صورتك في عيني بهالتصرفات الرعنا..

فايز طالع تركي باستحقار : طال عمرك انت ما سمعته وش قاعد يقوول....
ابو خالد : ما يهمني اللي قاله اللي يهمني ان النظام يمشي هنا مابي مشاكل... احنا بشركة ومكان عمل بأي حق تقوم وتمد يدك عليه!!!

تركي قرب من ابو خالد وباس كتفه قدام عيون فايز وكنه هو الغلطان : عمي لا تشيل بخاطرك ان شالله ما يتكرر هالشي...

ناظر ابو خالد في وجه تركي ورجع لفايز : والحين قولوا لي وش صار ومين اللي بدا عالثاني ؟؟؟
سكتوووا كلهم وابو خالد أعاد السؤال وعصبيته تزيد : قلت مين اللي بادي وغلط عالثاني ، تصرفات مثل هذي ما اقبلها بمكان عمل ..

تركي نزل راسه يمثّل المغلوب على امره : عمي المشكلة ان كل اللي بالشركة مو طايقين وجودي .. أنا آآسف اذا أزعجتك .. عن اذنك...

وشق طريقه من بين الموظفين الواقفين وابو خالد يناديه يبيه يرجع ، وكلمة "وليد" الأخيرة أثرت عليه..

ابو خالد : وليد تعاااال ما بعد خلصت كلامي ..

لكن وليد أو تركي مارد كمل طريقه واختفى ..
رجع ابو خالد للموظفين وهو واصل لأقصى مراحل العصبية : محد متحرك من هنا قبل لا اسمع تفسير للي قاله وليد الحين... وش معناة هالكلام ان محد عاجبه وجود وليد معنا.. هالكلام صحيح ؟؟؟

حمد تدخل : طال عمرك هذا ماهو صحيح..
ابو خالد التفت لفايز : تكلم يا فايز هالكلام صحيح ؟؟

مارد فايز يخاف تطلع منه كلمة غلط وبعدين يروح هو ووظيفته فيها !!!

تدخل محمـد أخيرا بعد ما كان واقف يسمع ويشوف : طال عمرك هد أعصابك الحين وأنا اللي بتصرف..
ابو خالد : قلت ماني متحرك هنا قبل لا اعرف وش حصل؟.. أحد يتكلم قبل لا أتصرف تصرف تندمون عليه ..
واحد من اللي خاف على وظيفته تدخل : طال عمرك أنا شفت المشكلة كلها..
ابو خالد : طيب تكلم ..

طالع الموظف في فايز بلا اهتمام ورجع لابو خالد : طال عمرك فايز بدى المشكلة من لا شي.. وليد دخل علينا يعطيه بعض الاوراق وقال له فايز كلمتين ما تسر وبدت الخناقة ، وليد ما غلط حتى انه ما مد يده ودافع عن نفسه..

ابو خالد : هذا صحيح يا فايز ؟
فايز ينكر : لا ماهو صحيح !!
ابو خالد : يصير خير بهالموضوع تعال لمكتبي.. ( والتفت للواقفين ) .. هي كلمتين احفظوها ومابي مشاكل.. وليد حاله حالكم له نفس المعاملة اللي لكم ولو أسمع بمشكلة ثانية او مضايقة له باخذ تصرف واجراء ما يعجبكم... مفهوم ؟

عطاهم نظرة أخيرة واستدار بهيبته راجـع لمكتبه ، ومحمد طلب منهم يرجعون لمكاتبهم وشغلهم وينسون ان فيه شي حاصل ..

قبل لا يدخل ابو خالد مكتبه التفت لسكرتيره : اتصل على وليد خله يجيني الحين ..
السكرتير : ان شالله ..

دخل وجلس على كرسيه وهو يزفر وكلمة وليد الأخيرة تتردد بسمعه..


تحت في المواقف ..تركي جالس بسيارته مبتسم وهو يتذكر الموقف ..كان داخل المكتب وهو ناوي نية !!.. كان قاصد يستفز فايز هذا ويجره بالكلام ، وكان قاصد يخلي هالخناقة تقوم...
ترك فايز هذا يتهجم عليه من غير لا يحرك هو ساكن عشان يظهر بمظهر البرئ المعتدى عليه !!

دق تلفوونه ابتسم اكثر ، هذا الهدف وصل !!

تركي : هلا..
السكرتير : هلا وليد... المدير ابو خالد طالبك يبيك تجي له ضروري..
تركي : ان شالله قوله اني جاي بالطريق..

سكر وهي مبتسم بدهاء.. محد يوقف في طريق تركي يا فايز يا غبي.. واعتبر نفسك طاير من الشركة هههههه...


نزل من سيارته وطلع فوق ..
دخل مكتب السكرتير واستأذن يدخل على المدير بعد ما عدل ملابسه..

دق الباب ودخل وهو يرسم نظرة مكسورة على عينه وابتسامه مغصوبة مفتلعة ..

تركي : طلبتني طال عمرك ؟؟
ابتسم ابو خالد له بحنية : ارتاح يا ولدي أبي أكلمك شوي ..
جلس وهو يداري عيونه عنه : سم اطلب.. اذا زعلان من اللي صار فبقولك آسف مرة ثانية.. حقك عليك اعتبرني الغلطان..

ابو خالد : لا يا ولدي منت غلطان ولا تهتم للي يصير... انا بهتم بالموضوع بس شكلك مو مرتاح بشغلك ؟؟
تركي : لا مرتاح والحمدلله لا تشيل همي ..
ابو خالد : ليش ما قلت لي من قبل انك متضايق من تعامل الموظفين.. ليش يوم سألتك قبل يومين فيه شي مضايقك ما قلت لي.. انت تعرفني ماارضى هالامور تصير في شركتي وبين موظفيني..
تركي ابتسم بسره : ماحبيت اضايقك أو أشغلك.. مشكلتي ماهي مشكلة كبيرة ، لا تشيل همي أقدر اندمج مع اللي حولي..
ابو خالد : بس أنا ابي اللي يشتغل لي يكون مرتاح وهالحزازيات بين الموظفين ما أرضاها ابد.. الاحترام عندي أهم شي..
تركي : تسلم يا عمي على اهتمامك بس اعتبر ما كأن شي حصل..
ابو خالد : متأكد انك مرتاح بشغلتك ؟؟؟
تركي : مرتاح لا تخاف يطولي بعمرك
ابو خالد : زين اذا تضايقت من شي تعال قول لي سيدا ، ترا مارح يحصل لك خير لو دريت انه صار شي وما قلت لي مفهوم ؟
ابتسم بحلاوة يطمنه : تطمن اذا حصل شي بقولك..
ابو خالد : الله يرضى عليك..

طلع تركي من المكتب مبتسم ابتسامة رضى..
وهو يمشي بالممر شاف فايز وحمد وواحد ثالث واقفين على باب مكتبهم وكأنهم عارفين انه عند المدير وينتظرونه يطلع..

شاف ان فايز يناظره وهو بدوره حط عيونه بعيون فايز بكل جرأة وتحدي ... ويوم مر من عندهم سمع فايز يقول : حظك ان ابو خالد بصفك !!

وقف تركي خطواته والتفت له بوجهه : يزعجك هالشي؟؟
فايز : لا ما يزعجني وياليت تكمل طريقك قبل لا يصير شي ثاني

ناظره تركي من فوق لتحت والموظفين مستغربين وش هالانسان الفقير الواااثق من نفسه لحد الغرور !؟! .. مو راكبه أبد عليه هالشخصية ؟!

تركي بنبرة لها معنى : عرفت حدودك الحين لا تغلط ثاني مرة ولا صدقني النتيجة بتكون وظيفتك...

تهديد مبطن انه بيخسر وظيفته !!!.. انقهر فايز والكلام استفزه وتوه بيتقدم له الا حمد مسكه : فايز شفيك لا تعطيه أهمية!!

ابتسم تركي ببرود يزيد من استفزازه وتحرك من قدامهم وهو يصفر...

فايز : غريب!!.. مين شايف نفسه !!
حمد بتوتر : هالولد مو هين يا فايز مبين عليه ، انتبه على نفسك منه .. أحس الخناقة اللي صارت مقصودة منه انتبه لا يحطك براسه وانت عارف علاقته مع ابو خالد شلون..

فايز : يخسسسسسي يمس مني شعرة ..
حمد : حذرتك الولد واثق ونظرته ما تطمن !




يتبـــع..! 

لا تبكــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن