34

3.6K 44 3
                                    



هذا اليوم الثالث لـ سحر من وصلت موسكو ...
والوقت ألحين بساعات الصباح الأولى.. وسحر هالوقت توّها خلّصت من الشاور..وبدّلت ملابسها بـ ملابس دافيه وبأكمام طويلة بحكم الجوو اللي رغم برودته إلا إنها تعشقه !
كان واقفه قدام المرايا تنشف شعرها وتلمّه وهي تفكر بس شلون تبدا هاليوم بشي مختلف ..!..يومين من جت هنا والروتين هو الروتين..واللي تبيه ألحين إنها تغيّر روتين الرياض هذا...وترجع لنفس الحياة قبل سنتين ..بكل ما فيها من اختلاف !!
من صحت من النوم وهي ناويه بخطط مختلفة..وبرامج يومية غير عن الجلسة هنا بالفيلا..للحين ما تدري وش بتسوي لكن اللي هي متأكدة منه مستحيل تجلس بهالحالة !!...وأكيد فيه بحوزتها مليون اختيار واختيار!...
أبسطها إنها تقضي اليوم كله برا الفيلا ! وما يهمّ المكان !
موسكو حلوة...وكثير أماكن لازالت بذاكرتها وتبي تزورها مرة ثانية !


انفتح باب الغرفة ودخلت صوفيا بابتسامة بشوشة وهي لابسه ملابس الشغل عشان بتقولها إن أبوها بيطلع لشغله المزحووم وسأل عنها قبل يمشي..
وسحر من شافتها بهالهيئة ، عاتبتها : .. ماذا قلتُ لكِ؟..لماذا ترتدين هذا ؟
صوفيا اقتربت بضحكة بلكنتها الروسية : حتى لو لم يكن عملا رسميا...اعتدتُ على ارتداء هذا بينما انا هنا !
سحر وهي ترمي المنشفة على طرف التسريحة : ذلك قبل سنتين !.. الآن لستِ خادمة بقدر ما أنكِ مجرد رفيقة !.. أبي أخبرني هذا !
صوفيا : أعرف ..فأنا هنا لأجلك.. ولكني مرتاحة هكذا !
سحر وهي تستدير للمرايا والحنق بنبرتها : هذا ليس عملاً رسمياً تعرفين هذا ... !..حتى أني لا أجبرك على البقاء معي طوال اليوم..أعلم أنّ لكِ التزامات أخرى ولا تستطيعين البقاء هنا كل الساعات ..وربما أُحرجتي من طلب والدي لكِ بالبقاء معي...أليس كذلك؟
اقتربت صوفيا اللي تبلغ من العمر 28 سنة تقريبا..والابتسامة لازالت على ثغرها وهالشي من طبيعتها : ..أعلم أنه عمل غير رسمي ... ولقد اخبرتُ والدك أني قد اُضطر بعض الأحيان لمغادرة الفيلا... فلم يمانع !
سحر وهي تدهن كريم على يدها : جيد.. فأنا لستُ طفلة ... ليس من المعقول أن تجالسيني طوال اليوم مثل بيان !
ضحكت صوفيا : ..تلك الدمية ! ..مضت سنتان ونصف لا أتخيل كيف تبدو الآن..
سحر بسخرية ممزوجة بحنان : ..لم يتغيّر فيها شي ! لا زالت جبانة !
صوفيا ضحكت ..وسحر لفت لها عقب ما انتهت وهي تكمّل : .. صوفيا تستطيعين أن تتركيني اليوم فلستُ أنوي البقاء هنا !.. سأفعلُ شيئا ما !
صوفيا بفضول :.. ماذا ستفعلين !؟
سحر : لم اقرر ولكني سأقضي اليوم خارجا...لذلك لا داعي لبقاءك هنا !
صوفيا ابتسمت بـ مرح : رائع !...إذاً سأخرج معكِ !
سحر باستغراب : متأكدة ؟؟؟
صوفيا وهي تلوّح بيدها للتأكيد : أجل لا يوجد ما يشغلني اليوم ..
سحر بتساؤل : وماذا عن عائلتك ؟..ربما ترغبين بزيارتهم أذكر أنهم في محافظة خارج موسكو..وقد تكون فرصة للذهاب !
صوفيا : لا بأس.. إنهم مسافرون حاليا ولن يعودوا قبل عدّة أيام ..
سحر بقلق : وماذا عن أصدقائك؟
صوفيا وهي تحط اصبعها على طرف دقنها بتفكيير : اممم يمكنني رؤيتهم لاحقا ..على كل حال معظمهم لديه ما يشغله (ضحكت وهي تناظرها مباشرة )..ما الأمر !؟..يبدو وكأنك لا ترغبين أن أرافقكِ !
سحر وهي تحكّ راسها بحيرة وحرج : ليس الأمر كذلك ، بل لأني أدرك أن لديك عملا آخر ومشاغل أخرى.. وما أتيتي إلى هنا إلا تلبية لـ رغبة والدي...دعيني أخبرك مجددا..لست طفلة ويمكنني الاعتناء بنفسي إذا أردتِ الذهاب لأي مكان يمكنكِ ذلك..فلستُ أهتم حقاً..افعلي ما تشائين !
صوفيا برحابة صدر : أجل أجل أعلم لذلك.. أخبرتُ والدك أني قد أحتاج للذهاب في بعض الأحيان لأنهي بعضاً من أموري..فلا تقلقي أعلم أنك لم تعودي طفلة !
ابتسمت سحر كـ رد صامت.. واسترخت لأنها أولا ما تبي تكون ثقل ..وثانيـاً.. تحتاج لوقت تقضيه مع نفسها من دون وجود أحد حولها..وهذا السبب الأول اللي خلاها تقرر تسافر وتجي هنا لأنه عارفه انها بتلقى الجو الوحداني اللي هي تبيـه ،،!
وهـي ..ما ترفض وجود صوفيا ...لكن ما تبيها حولها كل الوقت !

لا تبكــــيWhere stories live. Discover now