40

4K 49 5
                                    



مشاعل دخلت دورة المياة المكان الوحيد اللي تقدر تلتقط فيه أنفاسها ..
كانت أنفاسها مسمووعة وصداه يرجع لها..ومن حسن حظها ان دورة المياه خالية.. قامت تتنفّس كأنها راكضه لها سنة ..
نظرراااته كانت ثاااقبة ..كانت مركّزه عليها بشككل يرربك... عُقدة حواجبه ذيك خلّتها تشك إنه عرفهااا..
وشلوووون ما فكككرت انه احتمال يكون موجود !!!
غبييييييييية... !!
مو وقته والله !
مو وقتـه تخلينه يعررررفك !!


فكت طرحتها وغسلت وجهها وقلبه يددق بجنون ما تدري ليش !!
وش بيصير لو عرفها ...بيخرب كل مخططها !!؟
لا ..
لا .... ماتبيه يكشفها بهالطريقة السخيفة ..

رفعت راسها للمراية وهي تشوف وجهها يقطر وعيونها تلمع ببريق ..
مستحيييل يكون عرف ...مستحيييل !!
وأنا عارفه انه مو متوقع وجودي أصلا..... ما رح يخطر على باله وجودي !! أبدا أبدا ..
هالفكرة طمّنتها ...

رن تلفونها بشنطتها وانقطعت افكارها..وبيدها المبللة طلعت الجوال : هلا..
رنا بعجلة : ويييينك ؟؟
مشاعل : رحت دورة المياه ..
رنا : طيب كان قلتي ...جلست احوس عليك...ويوم ما لقيتك دخلت عشان القى مكان..يلله ثواني ويفتتحونه..
مشاعل : اوككي...

سكرته وطلعت بسرعة ...وأول واحد قابلته بطريقها سألته عن المكان..
راحت لين وصلت ..باب كبييير ..بني أنيق مفتووح على مصراعيه وعرفت انه مدخل القاعة ..


مشت بسرعة واندفاع ناحية الباب وكل همها انها تلحق على مكانها .. والنتيجة انها تواجهت وياه عند المدخل بالضبط ..شهقت من الروعة وبغت تغوص بحضنه.. لولا انتباهه وفراسته تراجع على ورا وهو مررتاااع بسرعة ويديه تطيح على كتوفها من غير قصد عشان يخفف من اندفاعها ... ثبّتها بحركة اتوماتيكية لا شعورية وهو يناظرها مرتااع من اندفاعها المجنوون..
وقفت غصب وصدرها يطلع ويهبببط بصدمة.. وبتوترر رفعت يدها ومسكت البطاقة اللي على صدرها..واللي تشيل اسمها ..والجهة اللي تتبع لها وهي معهد التمريض..غطّتها بأصابعها تحاول تغطي الاسم قبل لا يقراه ، بحركة ما تحسسه انها تحاول تخبيها .. وعيونها على وجهه القريب اللي يقتلها مليون مررة والعقدة اللي انرسمت بين حواجبه.. ويديه اللي مستقرة على كتوفها من الجهتين سلبتها القوووة.. هاللمسة ما استمرت الا ثانيتين ..بس كان تأثيرها قووي عليها شللع قلبها من مكانه...ما تدري وش تفسر لحظة الصمت هذي .. هي تطالع بعيونه وما فيها تنطق بحرف لانها اذا قالت كلمة بيعرفها مباشرة..

قال بصوته اللي رسم معه ابتسامة اعتذار مؤدبة.. عقب ما امتص درعمتها ..وحط الغلط عليه : اعذريني اختي ما انتبهت !
رمشت كم مرة واشوى انها كانت مغطيه عيونه بطرف الطرحة الخفيف عالاقل يشوّش الرؤية عليه وما يلاحظ انها هي !
هزت راسها نفي بمعنى " عادي" .. وما تدري اذا فهمها .. وهي بس تبيه يبعد وما يطول هاللقاء اللي ينهي كل ذرة ثبات فيها .. قلبها قام يرجف نبضات .. وكرهت هالاستجابة منه !!
يا رب ما يلاحظ انها هي .. يا رب .. يا رب...

لا تبكــــيWhere stories live. Discover now