38

2.4K 38 4
                                    


الصبـــاح ..

طلع محمد من المصعد وهو ماسك يد شادن اللي شوي شوي تمشي .. ومشاعل تمشي وراهم وعيونها تراقب شادن خايفه لا تطيح ما تدري ليش.. مع ان الإصابة براسها مو برجلها بس بطء شادن بالمشي والأنهاك اللي هي فيه خلاها تحس انها ممكن تتعثر ..

طاحت عينها بالصدفة على خالد وهو واقف عند الكافيتريا وكوب قهوة بيده .. وما كان بروحه !!
كانت معه ذيك البنت تسولف وهي شايله قهوتها بالمثل !!

تأمّلت وجه خالد من بعيد لقت الابتسامة البشوشة تشع من ملامحه ..
ما تقدر تنكر ان الإعجاب يطل من عيون خالد... فيه شي يلمع بعيونه وهو يحاكي ذيك البنت اللي اسمها ياسمين اذا ما خابت ذاكرتها..،
صدّت بسرعة عن لا تاخذها الخيالات وتأثر عليهاا ... وتقدمت بسرعة لمستوى شادن ومسكت يدها وهي تركز اهتمامها على أختها عشان تطرد خالد وحبيبتـه من ذهنها..

كانت متوقعه إنه بيناديهم اذا لمحهم وما خاب توقعها ، يوم بقى شوي عالبوابة سمعت صوته من ورا
التفت محمد وهو قابض على يد أخته : هلا خالد ..
اقترب خالد باهتمام.. وياسمين تمشي وراه يوم حست ان هذولا من اهل خالد ووحدة منهم مريضة..
خالد: طالعين خلاص ؟؟
محمد : إيه .. الدكتور طمنا.. بس باقي اجيبها عقب فترة عشان تعقيم الجرح..
خالد : سلامتك شادن ما تشوفين شر ..
شادن ببحة واطية : الله يسلمك!

ياسمين بعفوية وهي توقف قُرب خالد : سلامتك ما تشوفين شر !!
شادن : الشر ما يجيك..
مشاعل رمت نظرة حادة على ياسمين..، لا زالت تكرر الحركة اللي سوتها مع سحر يومها بالمستشفى... مُصرّه ان سؤالها هذا مو لله بس عشان خالد!! وكرهت هالتملق اللي فيها !!

لاحظ خالد تصدد مشاعل المستمر للحين..
وعشان يكسر هالحاجز اللي انبنى بواسطتها ...قال بصوت واضح وبرسمية : وش الاخبار مشاعل ؟؟؟
مشاعل فهمت النبرة ومقصده .. قالت وبنبرتها بروود : بخير !

رفع حاجب واحد باستنكار صامت، لأن الجواب نفس جوابها البارح!! ، وتغيرت ملامحه لـجمود من إصرارها شنّ هـالحـرب الباردة اللي ما يحس فيها غيره ،
وخاطبها داخل نفسه .. بلاش هالحرب الباردة اللي محّد بيتأذى فيها غيرك !

محمد : اشووفك..
خالد ابتسم له : الله معكم ..

مشوا لبرا .. وخالد رافقهم لين البوابة بالخارج ،..
محمد لخواته : انتظروا بجيب السيارة ..

مشاعل وهي تمسك شادن بداله : اوكي ..

ووقفت تنتظر وهي تحس ان خالد واقف وراها.. ينتظر السيارة معهم ،،
التفتت عليه ببرود : ، ما يحتاج تنتظرنا لما نروح.. تقدر تروح تشوف شغلك !
خالد وهو يناظر سيارة محمد ما ناظرها ، وبتطنيش : ما شكيت لك وقوفي !

سكتت، وبجوابه ألجمها ..واستوعبت انه يعاملها بنفس الأسلوب البارد !
طييييب يا خالد !
تحاسبني على شي انت السبب فيه !
طييييب!

جت السيارة ووقفت قدامه .. ونزل محمد وهي يساعد شادن على الركوب ..
وبينما محمد منشغل مع شادن..

خالد بصوت هامس ما يسمعه الا مشاعل : .. بلاش هالحرب الباردة اللي قاعده تعيشينها !!
ما اهتزّت من اللي قاله لأنها ارسلت له ذيك الشرارات الباردة متعمدة وعرفت انه بيفهمها لأنه ذكي...
وهمست وعيونها على محمد وشادن : .. بعدك ما شفت الحرب الحقيقية !!

عقد حواجبه وهو يتأمل قفاها وجوابها اللي ما ترددت فيه !

قبل يقول شي رفع عينه لمحمد اللي التفت لهم وسبقه : اركبي مشاعل وش تحترين!
مشاعل ببراءة : يلله جايه !

ومشت بسرعة وركبت وهو يراقب بصممت..
عاقد حواجبه بجدية وحيرة بسببها ،، لا زالت تحب تتحدى !! .. حتى بعد ما جرحها بكلامه لازالت تصرّ على التحدي ..

راحت السيارة وخالد استدار راجع لداخل المستشفى وهو يتنهد..
طبعك يا مشاعل ما تتركينه !!
::
/

في موسكوو..
كان يوم دافئ نوعا ما عكس الأيام الماضية ، معتدل مع لفحة برودة ناعمة ..
فتحت صوفيا نافذة غرفة سحر اللي كانت نايمة وراها ..وابتسمت وهي تشوف تركي بالأسفل وهو جالس قدام الفيلا على الطاولة الموجودة هناك.. يقرا بشي مع نفسه وهو حاط الكتاب على فخذه ورجل على رجل..وقدامه كوب قهوته...
الساعة 10 الصبح تقريبا واليوم اجازة عشان كذا ماراح المعهد ..

التفتت لـ سحر اللي كانت تتأفف من الضوء اللي دخل الغرفة : صوووفيا..أغلقققي النافذة !
صوفيا : استيقظي ..! .. الساعة جاوزت العاشرة ..
سحر : لا أريييد !.. دعيني !
صوفيا : يكفيكِ نوماً... لديّ خطط لنفعلها اليوم ..هيا
سحر : ليس الآن دعيني ..!
صوفيا وهي تقرب للسرير : الجوو دافيء اليوم... استيقظي فسنفعل شيئاً تحبينه حقاً..
سحر بنعاااس من تحت اللحاف : صوفيا ارجوكِ اخخخرجي..

ما تركتها لييين قامت بعد اصرار...
جرّت عمرها للمغسلة ..غسّلت سحر وعقب ما صلّت ..
تنشّطت شوي وراحت ناحية التسريحة تلم شعرها المحتاس...بينما صوفيا كانت جالسه على كرسي جنب النافذة وعيونها تتأمل اللي برا.. وتحديداً تحت ،!
سحر وهي تربط شعرها : .. ماذا تشاهدين هناك ؟
التفتت صوفيا لها... وابتسمت : لا شئ ...
رجعت سحر تركّز في شعرها ، وصوفيا قامت من مكانها بشي من الحماس وفي بالها قرار : اسمعي الآن ...
سحر بملل : ماذا ؟
::

بعد فترة قصيرة ،

رفع تركي راسه عن الكتاب باستغراب وعيونه عالشقرا اللي جالسه على نفس الطاولة معه : ماذا ؟... نزهة للصيد ؟؟
صوفيا بابتسامة : أجل صيد الأسماك .. هل تريد أن ترافقنا ؟..إنها عطلة نهاية الأسبوع ولا شئ لديك ..أليس كذلك ؟
تركي وهو يحك شعره بحيرة : لم أجرّب الصيد من قبل...لا أعرف كيف أصيد الأسماك !
ضحكت بنعومة : لا تقلق سوف أعلّمك ..
ضحك عفويـاً : الأفضل أن تعلمي الآنسة..!
صوفيا بضحكة : لا عليك...فـ الآنسة قد جرّبت الصيد من قبل وتعرفه جيداً..

تركي باهتمام : أوه ..حقاً ؟!
وهي تهزّ راسها ايجاب : أجل لقد اعتادت هي والعائلة من قبل على فعل أشياء مختلفة خلال نهاية الأسبوع.. ومنها صيد الأسماك في البحيرة !
تركي باستغرااب : وهل هناك بحيرة قريبة !!؟؟
صوفيا باستمتاع : أجل... هناك بحيرة صغيرة قريبة من هنا... تبعد حوالي 3 كيلو متر مشياً على الأقدام... انها تجربة ممتعة صدقني ..!
تركي قلّب وجهه مو عارف ان كان فعلاً مهتمّ بهالتجربة اللي تقول عنها ، وجلس ساكت للحظـة ..
وقالت بمحاولة لاقناعه : الجوو اليوم يبدو مناسباً .. وقد قررت هذا لأجل الآنسة ..!
تركي ما فهــم : لأجل الآنسة !
صوفيا وهي تتذكر اللي صار قبل كم يوم : ..أجل لقد أحسست بأنها مكتئبة وعصبية خلال الفترة الماضية... ومتوترة كذلك ولا أعلم ما بها حقاً.. وسيكون هذا جيد لها ولك أيضا !
تركي بتساؤل : لي أنا ؟؟...وما دخلي ؟؟؟

ضحكت : .. لـ سببان ، أولاً لأنني أشعر أنك وهي لستما على وفاق ..
تركي بابتسامة ملتوية من هالملاحظة : ..من قال هذا ؟
صوفيا بإقرار : .. يمكنني ملاحظة ذلك !
تركي ما علّق على هالنقطة ، وتجاهلها : .. حسنا.. وثانياً ؟
صوفيا : ثانياً أنك مذ جئت لم تمارس شيئا غير دراستك ..!
ضحك بعفووية من تعليقها : .. لم أشتكِ فأنا مستمتع هكذا ..
صوفيا باهتمام : ألا ترغب فعلاً بقضاء اليوم معنا ؟؟
تركي تنهّد...ولا رفض : وهل الآنسة تعلم بذلك ؟
صوفيا ابتسمت : لا لم أخبرها ..قلت لها فقط بأنني أخطط أن نذهب للصيد ووافقت... لم أخبرها بأنك ستأتي فلم أكن أعرف رأيك بعد !
تركي بابتسامة ملتوية على جنب : وهل تعتقدين أنها سترفض ؟!!
صوفيا : لا داعي لإخبارها .. أخشى إن أخبرتها أن تغضب وترفض الذهاب !
تركي : هههههه حسنا حسنا ...سأذهب ...شكرا لاهتمامك !
ابتسمت وهي تقوم واقفه وعيون تركي ترتفع معها : .. سأذهب لإعداد بعض الحاجيات... أتريد شيئا ؟؟
تركي بابتسامة ناعمة من خلف نظارته الشمسية : ..شكرا لكِ ..

بادلته الابتسامة الحلوة..ومشت من قدامه وعيونه تتابعها والابتسامة الهادية على ثغره ..
دخلت جوّا ، وهو دنّق لكتابه اللي على فخذه والفكرة راقت في باله نوعا ما ...
::

بعد ساعة وشووي...
سحر حاطه شنطة ظهر على التسريحة وجالسه تحشيها بعض الأغراض اللي بتاخذها معها للصيد ..
ابتسمت وهي تلبس كاب فوق حجابها من هالفكرة اللي ماتدري شلون طرت على صوفيا .. أول وآخر مرة مارست صيد السمك كانت بأول سنة جوا فيها هنا... بعمر 15 سنة... وتذكر انها راقت لها وتعلّمت أساسياتها بسرعة وللحين راكزه ببالها...
دهنت يدها ووجهها بواقي الشمس ، ثم خذت نظارتها الشمسية وطلعت من الغرفة وشنطتها بيدها..
نزلت تحت ..وسمعت صوت بالمطبخ راحت هناك ، ولقت صوفيا جالسه تجهز بعض الساندويتشات الخفيفة مع بعض المشروبات ..، وهي لابسه بنطلون جينز أزرق ، مع بلوزة هاينك سماوية تناسب الجو اللي برا..وشعرها رابطته على جنب وراسها يغطيه هات بيضا كلاسيكية..
سحر : هل انتهيتي ؟
صوفيا وهي تحطهم بشنطة ظهر : اجل... هيا !
سحر : أين عدّة الصيد ؟؟
صوفيا : كل شيء جاهز لا تقلقي !

طلعوا سوى برا الفيلا ، وكل وحدة شايله شنطتها على ظهرها استعداد للمشي ..
وما شافت سحر الأغراض برا ..
سحر باستغراب : أين عدّة الصيد ؟؟؟
صوفيا : إنها معي لا تقلقي !

سحر بنص عيوون ، رمت نظرة على شنطة صوفيا اللي ما تقدر تشيل عدّتهم كاملة : .. تكذبين !
ضحكت : هههههه .. لا أكذب هيا بنا ..
ومشت قدامها ما عطتها فرصة تسأل ..
سحر تحرّكت وراها بسرعة وهي حاسه بشي غريب تخفيه صوفيا ، والتفتت عفوياً للكوخ الشتوي وهم يمشون قدامه..، تأملته ثووااني كان جداً هادي وما تدري ليش تخيّلت إن وليد مو موجود...
انتبهت صوفيا لنظراتها : .. ما بكِ؟... أتريدين وليد ؟؟

صدّت بسرعة عن الكوخ ، وعفست ملامحها بهدوء : .. لا ...كنت اتساءل فقط يبدو أنه لم يستيقظ بعد ..
صوفيا : ربما قرر أن يقضي يومه خارجاً ..او قرر النوم فاليوم يوم عطلة ..
سحر بدون اهتمااام : ..ربما !

مشوا في الريف ناحية البحيرة اللي تبعد شوي عن منطقة الفيلا حوالي 3 كيلو متر ، ومن حلاوة الجو قرروا يروحون لها مشي عالأقدام لأن نص المتعة في المشي مع انها ممكن تكون متعبة شوي ..
سحر وهم يمشون بالريف والطبيعة حولهم تبهج النفس : لقد مرت فترة طويلة على ذهابي لتلك البحيرة آخر مرة !
صوفيا : أتمنى أن لا تكون مزدحمة جدا !!
سحر : لا لن تكون .. فأغلب من يذهب إليها هم من المناطق المجاورة لها..وتلك المناطق ليست مزدحمة بالسكان ..
صوفيا ابتسمت : معك حق ! ،

استمروا بالمشي وهم يتبادلون أطراف الحديث ، ومرت فترة من غير لا يوقفون ...تعمّقوا بالريف وعبروا أشجار وحقول لين وصلوا مرتفع عالي شوي بس صعووده ماهو صعب ..
من شافته سحر..ابتسمت وركضت لا شعوريا : لقد وصلنااا..البحيرة خلف المرتفع !!
صوفيا اللي حقيبتها ثقيلة شوي هرولت بصعووبة : انتظررري...لا استطيع الركض سوف أقع !
صعدت سحر المرتفع اللي كان سهل الصعوود..ووقفت وهي تتنففس من المنظر اللي ما شااافته من زمان ..
بحيرة قدامها تحفّها الأشجار وتعكس السما على سطح مويتها... لاهي كبيرة ..ولاهي صغيرة مرة ... حجمها أقل من متوسطة ..ماهي مشهـورة مرة بسبب حجمها ، وتعتبر بالنسبة للمناطق اللي حولها متنفّس سواء للصيد أو السباحة ..والاقبال عليها مو بذاك الكثافة.. وتمتاز بالهدوء نوعا ماً .. وضجيجها معقول مع بعض المرتادين لها ،
ابتسمت سحر وهي تلف لـ صوفيا اللي تمشي بشويش : هيا...سوف أسبقك ...تبدو البحيرة خالية من الناس !
صوفيا : لا استطيع الركض مثلك !
سحر وهي تصد للمنحدر اللي قدامها... ضحكت وهي تتذكر مُتعـة النزول فيه لأنك اذا ركضت نازل .. بتطييير ومافيه شي رح يوقفك الا البحيرة !!
سحر بنبرة تأكيد : سأركض !
صوفيا بخوف : مجنونة أنتي !... أتذكرين ما حدث لك عندما فعلتِها آخر مرة !!
سحر وهي تتذكر كيف سوّتها آخر مرة ، كانت قد ركضت وهي بعمر 15 بس فقدت توازنها ، والنتيجة انها تدحرجت لتحت من غير توقف.. وبالأخير طاااارت بالبحيرة وتسبببحت : هههههههههههههههههه كان ذلك ممتعاً !
صوفيا بخوف : لا ..لا تفعلي !
سحر وهي تقدّم رجل وتأخّر رجل بهيئة استعداد : بل سأفعل ...راقبي !
صوفيا : ذلك خطر لا تفعلي ،
سحر بجنون من المتعة : هههههههههههههههههه سأفعلها لا محالة .. افعلي ذلك ايضاً..
صوفيا وهي تشوف سحر تنطلق بالمنحدر وصراخها يتبعهااا : لاااااااااااااااا..... (ركضت لأعلى المنحدر تشوفها ) .. يالك من مجنونةٍ متهوورة !!!
سحر خذاها المنحدر وهي تصرررررخ من قلللب... وبالفعل المنحدر خلّا سرعتها تزيييد بطريقة ما تقدر تتحكم فيها وهالشي خلّاها تركض وهي تضحك من قلللب وهستـرة ..
صوفيا تصرخ من فوووق وهي تحس انها بتطيح في أي لحظة : لاااااااااااااااااااااااااا توقفي !!!

سحر ورجولها طلعت خارج السيطرة .. قامت تصررخ وتصررخ وهي مستمتعة بجنون..لكن اللي بيسمعها ويشوفها بهالحالة بينخدع ، وبيقول إن هذي متوهقـة ومتورطــة بعمرها !!!

تحت عند البحيرة ،
كان مشغول بالسنارة اللي اعطته صوفيا يحاول يفهمها ويفهم كيفية استخدامها ...
لكنه سمع صرااخ متواااصل ، صراااخ مو طبيعي جاي من مكان بالخلف ..!
رفع راسه للمنحدر اللي وراه مباشرة باستغراب ... وطلعــت عيونه من محاجرها بصدمة يوم شاف ركضها المرعب والواضح انها متوووهقه بعمرها !! .. والمشكلة إنها متوجّهه له مباشرة !!
قام واقف بسرعة وهو يشوفها مو قادره توقّف.. وتأكد انها متورطة والدليل انها قامت تصرخ لهاللي قدامها من بعيد تبيه يبعد عن طريقها ،،
لا شعوريا ..وغريزياً تحرّك خطوات جريئة باتجاهها وما أبعد ..
سحر عرفـت اللي واقف مع اقترابه وتغيّر وجهها من الضحك للخووووف ، ومن صدمتها الكبيرة بوجوده صرخت زوود تبغاه يبعد والمنحدر ياخذها وياخذها من غير شورها..
عرفت ان مافيه شي بيوقّفها وبتصدم فيه لا محالة اذا ما تنحى عنها..
بس هو كان يظن انها متوهقه فقرر يتصرف بغريزته وعلى طريقته ..

سحر استسلمت للقدر ووغمممضت عيوونها ، وما حسّت الا وهي ترتطم بثباته اللي زي الجبــل.. وفقد توازنه وبالأخير هوَت معه للأرض..!!
فتحت عيونها وهي مكشّره بشوية ألم ..كانت طايحه على جنبها وفوق ذراعه ومعطيته ظهرها ..ويده الثانية مستقرّه على كتفها ،،
مع ألم الطيحة .. انتفضت بكهرربا وقامت بسرعة ووجهها مقلووب وهي تسمعه يتأوه على خفيف .. "آخ"..
ما استوعبت وقوفه بطريقها... وبوهقه : ..و..وليد !
كان رامي راسه عالأرض ومسكّر عيونه وذراعه بنفس مكانها وشوية ألم مسيطر على وجهه ،
منظره المتوجّع خلاها تهجم عليييه بقهههر مرتبك : أنت وشلوووووووون توقف بطريقي !!؟؟
فتح عين وحده ورمى عليها نظرة حادة من أسلوبها ... وانطمّتتت..
قام قاعد ببطء وهو يفرك ذراعه ..وبنبرة تحقيق : وش كنتي تسوين بالضبط ؟؟؟

قبل تجااوب سمعوا صوت صوفيا وهي تنزل من طريق سهل وتجي ناحيتهم بقلق : .. هل أنتماااا بخير !!؟؟
تركي ما رد ...
وسحر جاوبت : أجل لا تقلقي ..
صوفيا : .. يالك من مجنوونة كدتِ تؤذين نفسك !
سحر : ما بكِ إنها ليست المرة الأولى التي أفعلها !!

هنا ناظرها تركي بحدّة يوم فهم إنها كانت تلعب : .. وش قلتي ؟؟؟؟؟
سحر بعفوية اعترفت : .. قلت لك وخر عن طريقي ما سمعت !!
تنّح فيها شووي يوم استوعب انه انخدع بصراخها ..
وسحر قامت بسرررعة عن مكانها بسبب الموقف المحرج ..طاااح وطيّحها معه !!

قام يطالعها بنظررات ما فهمتها ..وتلخبطت زوود..وعشان تضيّع السالفة غيّرت الموضوع : انت وش جابك هنا أساساً ؟؟؟
قام واقف يوم اختفى الألم وهو ينفض ملابسه بقرف : .. مو معجبك وجودي ؟؟؟

سحر شافت اغراض الصيد موجودة والواضح ان تركي جابها قبلهم ، وبصدمة خفيفة التفتت لـ صوفيا..
صوفيا ابتسمت : ههههه أخبرت وليد أن يأتيَ معنا فليس ممتعا أن نكون وحدنا !
سحر بحنق : لمَ لم تخبريني !!
صوفيا وهي تمشي ناحية المكان اللي راح له تركي : .. خشيت أن ترفضي الذهاب !

سكتت سحر وهي واقفه ..وعيونها تتابع صوفيا اللي راحت عند وليد تكلّمه وتقوله عن السنارة اللي بيده وشكلها تبي تعلّمه ..
غريب ..!
بس تقبّلها لوجوده مو زي أول ...
مع إنها ما توقعت وجوده بس موقفها مو زي العادة ... العادة تضيق وتنكمش وهو قريب ..بس هالفترة فيه شي يتغيّــر ..!!
باديه تتقبّلـه !!
انصدمت من وجوده شوي ...بس مــا عصّبت !!

مشت بشويش ناحية البساط الصغير اللي فرشته صوفيا ..قريب من بساط تركي وبينهم مترين !
حطت صوفيا كرسي صغير هناك من النوع اللي ينطوي ونااادت : هيا سححر ... تبدو الأسماك قريبة ..تعالي لتري !
جت سحر على حافة البحيرة الضحلة وطلّت على المنطقة القريبة : صغاااااااار مرة !!
صوفيا : ماذا ؟؟؟
سحر ضحكت بعفوية : ههههههههه لا شئ إنّ أحجامها صغيرة جداً..
ابتسمت صوفيا وهي تطلّع كيس صغيرة من شنطتها : انظري ماذا أحضرت !
ضحكت سحر : هههههههه طعااام الأسماك !!... تحبين اطعامها أنتِ أكثر من اصطيادها !!
صوفيا وهي تجلس : .. إن هذا ممتع بالنسبة لي !

جلست سحر جنبها وهي تراقب كيف صوفيا تنثر بعض الحبوب بالموية القريبة منهم...ضاربتها على شوي ونثرت بعضه وهي مبسوطة من الجوو ..
التفتت سحر أخيرا ناحية البساط الثاني اللي على مقربة منهم..وشافت وليد يحلّ ويربط بسنارة بيده وشكله يحاول يفهمها بس مو قادر ..!
عفويا قامت بهدوء ..ومشت ناحيته وهو مدنّق مو حاس فيها ..
سحر : عطني أصلحها !!
رفع راسه بصمت لقاها واقفه قدامه :......؟
سحر بابتسامة مستمتعة على شكله التايـه : عطني ... ( ومدت يدها ) ..

شاف ابتسامتها المرتااحة وملامحها المسترخيه ..وابتسم على التقدم اللي حصل له معها..ابتسامة لـ نفسه..
وما عارض عطاها وهو ساااكت...وجلس يراقبها وهي تضبطه ..
ربطت السنارة بطريقتها واللي كانت عبارة عن قطعتين ويوم انتهت .. بعفوية : ... تعرف الصيد ؟؟
تركي وهو يتلّمس عصا السنارة بيده : أول مرة !
سحر : تبي مساعدة ؟؟؟
رفع راسه لكلمتها.. وابتسـم وحدة من ابتساماتـه اللي يعرف تأثيرها زيين : ما يحتاج !.. انبسطي إنتِ !

اخترقتــها ذيك الابتسامة العفووية والتوى شي داخل بطنها... وهي تشوف هالجانب اللطيف فيه يتكرر !!
هالجانب منه اللي ما شافته من قبل غير يوم بكت قدامه !!.. جانب لطيف للغاية مو مستوعبة إنه فيه للحين ..لأنها من يوم عرفته أول مرة قبل شهوور ما كان ذاك الانسان اللي يوحي إنه يحوي في طياته كل هاللطافة واللين ..!
دايماً النافر منها والجامد من ناحيتها ..! أو هذا اللي كانت تحسّه !!
بس ألحين ...فيه شي بشخصيته يختلف عن اللي عرفت !!

رفع تركي راسه لها باستغراب يوم لاحظ انها ما راحت ونظراتها مركّزه عليه بشروود ... عقد حواجبه من سرحااانها العميق فيه..وأخيرا ابتسم مرة ثانية وهو يلوّح بعصا السنارة فالهوا قدام وجهها : شش !
صحت على حرركته وقاامت ترمش بسرعة وهو يطالعها بنظراته المبهمة اللي ما تعرف تفسّرها..وابتسامة على ثغره ،
حاولت ترقّع...بس ما عرفت وش تقول ...وبالأخير استدارت وراحت بسرعة ناحية صووفيا تحت نظراته اللي تتابعها !!
راقبها لثوااني ولقاها تتكلم مع صوفيا وما تحاول حتى تلتفت له ..!
ابتسم من جديد ابتسامته اللي ذات مغزى... تأثيرك عليها صار واضح !! ،
قلتها يالبريئة من قبل.... كل شكوكك اللي شايلتها ..بعرف انا شلون أمحيها ..!!!


بعد ساعة قضوها بعز الهدوء والمنظر المريح اللي قدامهم .. تركت سحر سنارتها عند حافة البحيرة وراحت بعيد عن المكان لأن رغبة التصوير داهمتها..
قامت صوفيا وهي شايله عصير وسندويتش خفيف ناحية وليد اللي له ساعة يحاول يصيد شي...
صوفيا بابتسامة : هل من جديد ؟؟
تركي بابتسامة ونظراته للبحيرة : .. لا شئ ...
صوفيا : لا مشكلة امامك وقت .. !
تركي( رمى نظرة لمكانهم ) : أين الآنسة ؟!
صوفيا : ذهبت لتأخذ بعض الصور... هل أعجبك الصيد ؟؟؟
تركي وهو يحك شعره بملل : أنا على وشك الاستسلام ..
صوفيا : هههههههههههه ...لحظة سوف أعلمك !

وبشكل عفوي جلست جنبه تاركه مسافة بسيطة بينها وبينه .. لاحظ تركي جلوسها وما علّق ولا عارض واكتفى بابتسامة هادية لها ..
بادلته بابتسامة صامتة وهي تمسك سنارته اللي ما عرف يتعامل معها ..
وخلال خمس دقايق بس اهتزّت سنارتهم ..هتفت صوفيا وتركي ركّز معها : ها هيَ !!!!!!!!
تركي بدهشة : بهذه السرعة !!!!!
صوفيا : ههههههههههه ..والدي صياد في قريتنا ان كنت لا تعلم !!
تركي ضحك بعفوية : هههههههههههه هكذا إذن !!!
صوفيا وهي متشبثه بالسنارة اللي تهتز بقووة : .. تبدووو كبيرة !!!...لا أستطيع سحبها هل تستطيع ؟؟
تركي قرر يجرب حظه : .. ربما ..
اقترب منها بجسمه ومسك عصا السنارة فوق يديها بالضبط .. وقام واقف وهو يحاول يركز .. وصوفيا تركت له المهمة !
صوفيا : أعتمد عليك !

بدأ يشدّها من جهة والسنارة تنشد من جهة .. ما كان شي سهل بالنسبة لواحد أول مرة يجرب سنارة !!
تركي بتعجّب : إنها سمكة قووية !
صوفيا حست أنه مو عارف يتعامل معها ويده مو مرنة وممكن بأي لحظة الخيط ينقطع ..وقااامت بسرعة : سوف أساااعدك !
حطت يدها تحت يده وجسمها جنبه بالضبط .. وقامت تجرّ معه والضحكة على وجهها من الموقف !!
تركي بتحدّي : انها عنيييييدة !!
صوفيا : هههههههه سوف ينقطع!! سوف ينقطططع !!
ومن كثر ما كان تركي متصلّب وغير مرن انقطع الخييط وطاااروا اثنينهم لورااا ..!! .. وطاحووا مع بعض !!
تركي انسدح للأرض مستسلم ، وصوفيا قامت قاعده وهي جنبه والضحكة متملكتها وقبعتها طاحت من شعرها : هههههههه ياللخسارة !
تركي وهو راقد : أنا ..أستسلم !
صوفيا بضحكة : ما رأيك أليست تجربة ممتعة ؟؟
تركي وهو مغمض : بل مُتعبة !!

قام جالس وهي جنبه تناظره..ثم قام واقف وطاحت عينه على سحر بعيييد والكاميرا بيدها وتطالعهم بصمت وشكلها جت من سمعت صراخ وضجة ..
تجاهل نظراتها بالعمد ..وابتسم لـ صوفيا وهو يمد يده لها : هاتي يدكِ !
ابتسمت صوفيا بعذوبة ومدت يدها البيضا النحيلة .. مسكها بإحكام وسحبها بقوته عشان توقف ..
صارت قريبة منه ..ورفع عينه لشعرها الأشقر : .. هناك شيء بشعرك !
رفع يده لفوق اذنها وشال ورقة يابسة علقت بشعرها من سقوطها ..
صوفيا سكنـت لين شالها ..، رماها بالهوا ابتسم : هكذا أفضل !
ابتسمت له : شكراً..

وجلس يناظرها بنظرات صامتة وهي بالمثل...
لين أخيرا حس باقترابها منهم .. تقاطعهم : هل أنتما بخير ؟

التفتت صوفيا بسرعة لـ سحر اللي كان الاستغراب واضح على شكلها : ..أجل نحن بخير ..
سحر انتقلت بعينها لـ وليد اللي عطاها ظهره وانحنى ياخذ كابه من الأرض..
ورجعت لصوفيا : مالذي حدث !؟
ضححكت صوفيا : لا شئ لقد انقطع خيط السنارة ..وهربت سمكة وليد ..
سحر وهي تناظر وليد اللي قام ينفض كابه بدون تعليق... وبهدوووء معتريها : حقا ؟
صوفيا : أجل... كان أمرا مضحكاً..
وانتبهت صوفيا للكاميرا اللي بيد سحر... وابتسمت لما خطرت في بالها فكرة : .. ما رأيكم أن نلتقط بعض الصور سوية ؟؟
التفت عليها تركي.ومعه سحر بانتباه من اللي قالت !
صوفيا يوم شافت نظراتهم الغريبة : جميعنا مستمتعين أليس كذلك ؟؟؟... يجب أخْذ صورة جماعية للذكرى ..

سحر عارضت ما تدري ليش : لا داعي لذلك ..
صوفيا : لماذا ؟؟... (ابتسمت) .. حسنا ان كنتِ لا تريدين ...سنأخذ أنا ووليد صورة ... ( التفتت لـ تركي اللي ما علّق عالموضوع).. وليد أتريد ذلك ؟
تركي بابتسامة جانبية مرحّبة : لا مانع !
قرّبت جنبه وهي تلبس الهاات على راسها : ستكون ذكرى جميلة مع صديق جديد !
ابتسم تركي من اللي قالته وما علّق ..

وقفوا قدام سحر بشكل قريب لبعض ..وفهمت سحر إن المطلووب منها ألحين التقاط الصورة لهم ...
سكتت شوي وهي ماسكه الكاام ..وعينها على اثنين الواضح ان علاقتهم قوت أكثر من الأيام الأولى.. اكتشفت الحين ان صوفيا ووليد تقاربوا عن الأيام الفايتة وكأنهم صاروا أصحاب ..
صوفيا وهي ماسكه الهات لا تطير مع الهوا اللي هب : .. هيا ما بكِ ؟
رفعت عينها لهم ... وطاحت على تركي اللي كان ساكت وملامحه هاادية...ينتظر مثل صوفيا !!
حسّت إنه يتفحّص ملامحها بذيك النظرات ما تدري ليش ...!!
وابتسمت مُجبرة عشان تخلّي الجو طبيعي : .. اوكي...يلله !

وعشان ياخذون وضعية التصوير ... حط تركي يده على كتف صوفيا ونزل براسه شوي لمستواها لأنها كانت اقصر منه بشوي ، وصوفيا تفاعلت معه وابتسمت ..
التقطت سحر الصورة وهي ساكتة ... إلا جت صوفيا بسرعة تبي تشوفها : دعيني أرى !
شافتها وابتسمت برضا ..
صوفيا : متأكدة أنك لا ترغبين بالتقاط صورةٍ لك ؟؟

جا تركي بهدوء هالمرة واخذ الكام : هالمرة أنا بصوّر ..!
سحر ناظرته بسكااات ... وتركي قال وهو يحط عينه بعينها : .. ما تبين تصوّرين معي مو مجبورة !

تبدّل شي من ملامحها وهي تطالعه .. غررريب هالآدمي شلون يقرا أفكارها ..
ويفهم اشياء ما تصرّح فيها !!
معقوولة قراها من عيونها ؟!!

اخذ الكام وكرر : .. روحي صوّري مع الشقرا..حرام تتركين المكان من غير صورة ..
صوفيا مع انها ما فهمت اللغة بس فهمت الموضوع يوم اخذ وليد الكااام.. مسكت يد سحر وسحبتهااا قريب من البحيرة وخلّوها خلفية وراهم : .. تعااالي هنا !
سكتت سحر وما اعترضت..التزمت الصمت وهي توقف جنب صوفيا... وشعور غير مفهووم مسيطر عليها .،
ومن يوم مسك وليد الكاام .. وجلس على ركبة وحدة وهو يحط العدسة قبال عيونه بطريقة مصوّر محترف..
توتّرت زوود ..وما تدري ليش حسّت هاللحظة وكأنها تحت المجهرر، مع نظراته المسلّطه عليها عبر الكاميرا ..،

ما اكتشفت عن نفسها إنها متشنجة ومتصلّبة إلا يوم قال تركي وعينه خلف الكاميرا : .. وين الابتسامة يا آنسة ؟
حااولت تبتسم بطبيعية وهي مو قادره تكون طبيعية ماتدري ليش..!
تركي كان يراقبها عبر العدسة : .. حالتك غريبة يا آنسة !
اررتبكت وهو يلقي عليها الملااحظات... وبأمر : .. مو شغلك بسرعة !

ابتسم والكاميرا تغطي عيونه وسحر ما شافت الا ذيك الابتسامة الغريبة اللي ما قدرت تترجمها ..
أخذ الصورة لهم واللي أعجبت صوفيا لكن سحر كانت مشتتة وما علّقت عليها ..
بعدها راحوا يريّحون شوي ..وياكلون ويشربون الوجبات اللي جابتها صوفيا .. وعقب قرروا يرجعون لأن المسا بقى له ساعة ومع مسافة الطريق إلا الليل قد نزل ..،
:
/

لا تبكــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن