~ أغلال طبقية ~

De Coldsnow5

198K 14.6K 11.9K

تمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر... Mai multe

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين
الفصل التاسع و العشرين
الفصل الثلاثين و الأخير
ملاحظة
اضافة

الفصل السادس عشر

5.2K 447 301
De Coldsnow5

إستيقظ من نومه المُتعب و الذي ما فارقته به الكوابيس ولو لدقيقة واحدة , بعثر خُصلات شعره الشقراء بتعب شديد فكأن حياته التي توشك على أن تُصبح رماداً مُتناثر و سعادته التي دُفنت تحت الأنقاض غير كافية !

حدق بالغرفة التي ينام بها بشيء من التعجب فلماذا هو ليس بغرفته ؟! ثوان فقط وتذكر صغيره وتعبه بالأمس ليلتف بسرعة ويراه نائم بهدوء بينما إحدى يديه الصغير تمسك بقميصه بقوة !

إبتسم بحنان وهو يبعثر له خُصلات شعره قبل أن يضع يده على جبينه للتأكد من حرارته , عبس قليلاً فحرارته لم تنخفض بالكامل , أعليه أخذه للمشفى ؟ هو بعثر شعره بشكل أقوى قليلاً بينما يتحدث بهدوء :" هوشي ! إنهض هيا يكفي نوماً "

عبس الصغير بينما يحشر جسده بين يدي والده ويقبض على قميصه بقوة دون أن يفتح عيناه حتى , إتسعت إبتسامة آيكو وهو يهزه برفق :" هيا إنهض هوشي ! "

فتح الصغير عيناه بخفة قبل أن يعتدل بجلسته وهو يفرك عيناه الشبه مغلقة بيداه عله يصحوا ويبعد النوم منهما , حمله والده و أجلسه على قدميه ليضع يوشي رأسه بصدره يسمك قميصه مجدداً ويعود للنوم !

ضحك آيكو بخفة وهو يتحدث :" حقاً ؟ هل ستعود للنوم ؟"

أجابه يوشي بشيء من العبوس و الإنزعاج :" ولماذا لا ؟ "

تنهد آيكو قبل أن يعيد وضعه على الفراش وهو ينطق بحنان :" لا بأس يمكنك العودة و النوم يا صغيري "

لم تصدر أي إجابة من الصغير الذي غرق بالنوم مجدداً ليقبله آيكو على جبنيه بينما ينهض من مكانه فهنالك الكثير مما عليه فعله قبل ليلة الغد .

******
جلست مع بعض من صديقاتها الأرستقراطيات بالحديقة فعلى عكس أجواء الأمس الماطرة كانت السماء صافية و إن هبت بعض النسمات الباردة بين حين و آخر !

وبالرغم من أنها لطالما عشقت هذه الأجواء حيث تستمر بالتفاخر بأعمال إبنها و إنجازته و طاعته وغيرها إلا أنها اليوم حافظت على صمتها و لم تستمع حتى لمن يحدثنها ، كل ما أفكرها إنصبت على طفلها و ردة فعله تلك ، هو ما كان يوماً قادراً على إغضابها بل العكس لطالما سعى لطاعتها و سعادتها !

هو كان مصدر فخرها دائماً و الآن ما عادت تعلم أهي أخطأت أم هو ؟ أحقاً هو يحب تلك المرأة ! بل و أكثر منها حتى ؟ إلى الدرجة التي جعلته يطردها من منزله ؟ لماذا لا يفهم أنها ما أرادت له سوى السعادة ؟!

تلك الباقة المليئة بالورود المنوعة ذات الرائحة العطرة أخرجتها من من تلك الأفكار التي لم ترأف بها مُنذ الأمس ، نظرت أمامها لتجد رجل غريب أمامها بينما يتحدث بإبتسامة :" سيدتي هذه الباقة من السيد تداشي ، هو يطلب منك السماح له برؤيتك للإعتذار شخصياً "

رفعت رأسها بلهفة شديدة لترى من كان يشغل فكرها قبل عدة ثوان يقف أمامها كعادته ، بينما هو بكامل أناقته ليتقدم بضع خطوات قبل أن ينحني أمامها ويقبل يديها وهو ينطق بهدوء :" أمي أنا آسف على فعلته بك ، بالأمس أنا وافقت بالفعل شرطهم ذاك ، و الآن أريد موافقتك فقط فحفل الزفاف بالغد ! "

مُقلتيها تجمعت بهما دموع السعادة بينما تحتضنه بخفة وهي تنطق :" صغيري كنت أعلم أنك لست إبناً سيئاً ! شكراً لك حقاً "

إبتسم لها بخفة شديدة لينهض وهو يتحدث بهدوء :" أعذريني الآن لدي الكثير من العمل ولكنني فقط لم أتمكن من جعلك حزينة ليلة إضافية ، إلى اللقاء "

ما إن عاد للركوب بالسيارة بالمقعد بجوار السائق حتى أعاد رأسه للخلف وهو ينطق بنفسه :" آسف هانا "

نظر له مساعده والذي قدم الورود لوالدته بهدوء قبل أن ينطق :" هل ننطلق الآن سيدي ؟ "

أومئ له بصمت بينما عادت أفكاره لصغيره المتعب بالمنزل ! هو عليه تولي الأعمال الرئيسية فقط و العودة لأجله ، لن يثق بالخدم لرعايته لوقت طويل حقاً "

*******
طغى الملل على تقاسيم وجهه بينما يقلب بقنوات التلفاز بحثاً عن ما يثير إهتمامه !

إلا أنه توقف عند إحدى النشرات الإخبارية ليبتسم بإستهزاء قبل أن يتحدث بصوت مُرتفع :" يوري ! هل رأيتي ذلك الثري المغفل الذي تستمر شقيقتك بالدفاع عنه ؟ هو سيتزوج بالغد !"

شهقت يوري وهي تترك ما بيدها بينما تنطق :" إلهي إن علمت هانا بهذا .."

قاطعها بحده :" لتعلم هذا ! هي تستحق فمنذ البداية طلبت منها أن لا تثق به ! "

حدقت يوري بشقيقها الأكبر بعدم فهم ، فهي تدرك أن آيكو أخطئ عندما وضع والدته تحت الأمر الواقع لكنه يدفع الثمن ! و من ثم ليس هو من إنفصل عن هانا بل هي من تركت المنزل وإنفصلت عنه فلماذا كل هذا الكره ؟

******
إبتسامة شقية تربعت على ثغره بينما ينطق :" إذاً تحضرون الشرطة لإعتقالي ؟ الآن أنا سأجعلكم تدفعون الثمن أسرة المجانين "

بعدها هو تسلل من تلك الفيلا للخارج كما دخلها تماماً بعد أن راقبهم وعلم تحركات كيجي و شقيقه بالكامل لأسبوع !

هو بعدها أخرج هاتفه للإتصال بتوأمه للمرة الثالثة منذ الصباح بقلق فهو لم يجبه مطلقاً !

لكن إبتسامة واسعة صادقة رُسمت على وجهه عندما نبرة صوته ببحة النوم :" مرحبا هوشي "

أجابه بمرح :" أأنت نائم للآن ؟ "

يوشي شعر بشيء من الألم لحال شقيقه و الذي يبدوا له أنه لا يعلم بعد بأي شيء ليجيب :" أجل ، لا أشعر بأنني بخير حقاً "

عقد حاجباه بقلق وهو يتحدث :" إذاً ؟ إذهب لجدي فوراً "

عض على شفتيه بقوة فكيف يمكنه إخباره أن والدهما على وشك الزواج ؟

صمته أثار القلق بداخل الآخر لينطق :" يوشي ما الأمر ؟ "

أغمض عيناه قبل ان يجيب :" لا شيء ، لم أصحوا جيداً بعد عد للإتصال بعد ساعة إن لم يعد أبي للمنزل "

لم يعطه أي وقت للإجابة فهو فصل الخط من فوره ليزداد قلق الصغير أكثر فأكثر على توأمه !

*****

فتحت فمها بدهشة قبل أن تتحدث :" مجدداً ؟ سمحت له بالمغادرة دون أن تعرف وجهته ؟ "

تململ تاكاشي وهو ينطق :" يوري ! لا شأن لي به حقاً ! "

تنهدت بإنزعاج بينما تهتف :" ستغضب هانا إن علمت "

أتاها صوت شقيقتها كالصاعقة :" لماذا علي أن أغضب ؟"

إلتفت بسرعة لتنطق بتوتر :" هانا ! "

صمتت بعدها وهي لا تعلم بماذا عليها أن تجيب ؟ فهناك خبران سيجعلانها تغضب حقاً !

نطق تاكاشي ببرود :" إبنك غادر المنزل و لا أعلم إلى أين !؟ "

هتفت بصدمة :" أأنت جاد ؟ حتى بعد ما فعله المرة الماضية ؟ "

أجابها بذات بروده :" أجل جاد ! فهلا ت قفتي عن إزعاجي فأنا بالكاد أحتمل رؤية إبن ذلك اللعين هنا بالمنزل ! أعيديه لوالده و جدي لنفسك زوجاً صالحاً "

هتفت بحده :" تاكاشي كفى ! ما هي مشكلتك مع آيكو بكل حال ؟ و لا تحلم أن أتخلى عن صغيري "

أجابها بشيء من السخرية :" لا تدافعي عنه فأنتي فقدتي هذا الحق بالفعل ، بالغد فقط سيصبح زوجاً لأخرى لذا فثط ألقه بجحيم ذكرياتك و تخطي الأمر ! "

لا تُنكر أنها صُدمت بالفعل بما قاله لها إلا أنها أخفت كل شيء ببراعة وهي تجيب بهدوء :" هذا الأمر لا يعنينا ! هي حياته الخاصة بالنهاية "

تحدث بإنزعاج ٠:" حقاً ؟ أما كان من المفترض أن تشاركيه إياها حتى نهاية عمر أحدكما ؟ "

هتفت بغضب :" ألم أخبرك ؟ لا تتدخل بإنفصالنا و لا علاقة لك بحياته الخاصة أو حياتي أيضاً ! "

شع الغضب من عيناه وهو ينطق بتهديد :" هانا أعيدي إبنه إليه وأعثري لنفسك على رجل مناسب لتكملي حياتك معه ، إنسي آيكو وكأنه لم يوجد قط هو و إبناه ! "

أجابته بسخرية :" هُما طفلاي ! لذا لا تحلم حتى بذلك "

لم ينتبه أي من الثلاثة للصغير الذي وقف على بعد عدة خطوات منهم بصدمة ، أهم حقاً يتحدثون عن والده ؟!

رمش عدة مرات بصدمة قبل أن يلتف ويغادر بصمت كما دخل أساساً .

*****
فتح عيناه بإرهاق شديد فهة وبعد مُكالمته مع توأمه عاد للنوم مُباشرة !

يشعر وكأن رأسه سينفجر بأي لحظة و صدره يؤلمه للغاية ، سعل عدة مرات بخفة هو يشعر بأنه مُصاب بالزكام .

نظر بهدوء للخادمة التي أطلت عليه بينما تضع له الحساء وهي تتحدث :" أرجوك سيدي الصغير إن شعرت بالألم أخبرنا فوراً ! "

أنهت جملتها بإنحناءة بسيطة لتغادر بعدها بينما هو إتجه للحساء ليتناوله بخفة ، لم يستطع إلا تناول القليل فقط ومن ثم نهض ليسير بخطوات متهالكة نحو دورة المياه ، هو وقف يتأمل ملامح وجهه الشاحبة قليلاً .

أخرجه من ذلك صوت الهاتف ليغادر عائداً لغرفته بعد أن يغسل وجهه بسرعة ، إلتقط الهاتف من فوره و أجاب بتعب :" مرحباً "

إزداد قلقه وألمه أكثر عندما إلتقطت أُذناه صوت شهقات توأمه الذي نطق بإستياء :" لماذا أنت لم تخبرني ؟ كيف سمحت له بالموافقة ؟ "

أسدل خُصلات شعره على عيناه الزُمردية وهو ينطق بصوت خافت مُتعب و مليء بالذنب :" لا أستطيع ، أنا لا يمكنني الرفض ! لا يحق لي بعد كل ما حدث هنا هوشي "

الآخر سالت دموعه بشكل أقوى وقد توقف عن الحديث تماماً فقط صوت شهقاته و ألمه هو ما أرسله لقلب توأمه المُتعب أساساً !

جلس يوشي على فراشه بعد أن خانته قدماه ودموعه تنهمر بصمت فلم يتمكن الطرف الآخر من معرفة أنه يبكي حقاً .

عدة دقائق لم يتبدل بها الحال مطلقاً حتى قاطعها صوت سعال الأصغر منهما القوي ، هو أسقط هاتفه ليضع إحدى يداه على فمه و الأُخرى على صدره محاولاً كتم ألمه ، بينما الآخر حاول منادته أكثر من مرة بقلق شديد دون فائدة !

مضت عدة لحظات قبل أن يُفتح باب غرفته بسرعة ليدخل منه جده الذي أسنده من فوره وأحضر له كوب من المياه وهو يتحدث بقلق :" أخشى أن حالتك أصبحت أسوء بسبب وقوفك تحت المطر ! "

أخفض يوشي رأسه قليلاً وهو يسحب أنفاسه بقوة قبل أن يجول بعيناه على السرير حوله حتى يعثر على هاتفه وما إن رآه حتى نطق بإرهاق :" جدي أيمكنك إعطائي الهاتف من فضلك ؟ "

أومئ له جده إيجابياً لينطق بهدوء :" بالطبع يا بُني ! "

إستلم هاتفه لينطق :" هوشي لاز.."

لم يكد يُكمل جملته هذه حتى أتاه رد الآخر و الذي تحولت دموعه المُتألمة لزواج والده لأُخرى قلقة على شقيقه :" ألم تذهب للمشفى ؟ ما بك أنت الآخر ؟ "

عبس يوشي بخفة وهو يجيبه :" أنا بخير ! الطبيب قال ذلك أيضاً "

جلس جدهما على الفراش أمام الصغير و قد وضع يده على رأسه بهدوء قبل أن ينطق بداخله :" حرارته مُرتفعة ! "

إبتسم قليلاً ليسحب الهاتف من الصغير بينما يتحدث :" إبقى بفراشك اليوم حتى لا تمرض أكثر و تناول دوائك ! و أنا سأكون معك "

شهق يوشي بإعتراض بينما يمد كِلتا يداه الصغيرة محاولا إستعادة الهاتف و هو يهتف :" لا ! أريد الحديث معه أرجوك "

إبتسم وهز يضع الهاتف على أُذنه :" هوشي حفيدي اللطيف "

عبس الآخر وهو يمسح دموعه بينما ينطق :" لست لطيفاً ! أخبرني كيف تسمح لأبي بالزواج ؟ "

تنهد سوزوكا بتعب وهو ينطق :" والدك لم يرد حدوث هذا يا طفلي لذا لا تلقي باللوم عليه ! "

أتاه رد الصغير بسرعة :" حسناً ، إعتني بيوشي موافق ؟ "

لم ينتظر لإستماع الرد وإنما أغلق من فوره ، تنهد الجد من فوره لينظر للآخر الذي نطق بألم :" كان عليك أن تتركني أتحدث معه ! لابد أنه حزين للغاية الآن "

بعثر شعره له وهو ينطق بحنان :" لا تخف عليه فهو مع والدته ! أتظن أن أمكما لن تشعر بألم صغيرها ؟ "

إبتسم الصغير بخفة لطالما أمه عرفت أنه ليس بخير من مجرد نظرة واحدة إتجاهه ، لذا بالطبع ستعلم أن هوشي ليس كذلك !

******
جلس على إحدى الأراجيح وحده وقد ذبلت عيناه الزُمردية ، هو لا يلوم أي شخص و لكنه خائف و بشدة ، هل سيأتي يوم ما و يتخلى والده عنه ؟

إن أصبح له أبناء آخرين هل سينساهم حقاً ؟ هو يتألم و بشدة لكن ماذا يمكنه أن يفعل حقاً ؟

تبللت وجنتيه بالدموع مُجدداً وهو ينطق بحزن شديد :" هو لن يتخلى عنا صحيح ؟ و جداي معنا أيضاً وهنالك أُمي إذاً لا داعي للخوف أليس كذلك ؟ "

وضع يده على قلبه وهو يتحدث بإنكسار :" لماذا جدتي فقط تريده أن يتزوج ؟ "

مسح دموعه بقوة ليسير بسرعة عائداً للمنزل فهو حقاً إكتفى من البُكاء لليوم ، يكفي أنه زاد مرض شقيقه بسبب تذمراته !

دخل بخطوات هادئة وأول من قابله كان خاله الذي نطق بإنزعاج :" أين كنت ؟ و لماذا لم تحضر لي ما طلبته منك ؟"

حدجه بنظرات حاده وهو ينطق بإنزعاج شديد :" لستُ مُضطراً لخدمتك ! "

رفع تاكاشي أحد حاجبيه بإستنكار ليهتف الصغير بإستياء :" لما أنت دخلت حياتنا ؟ أُمي كانت سعيدة من دونك و توقف عن شتم أبي و كأنك تعرفه ! "

بالبداية هو كان ينظر له ببرود شديد و عدم إهتمام لكن عبارته الأخيرة أزعجته بشدة لذا أمسك به من ياقة قميصه وهو ينطق من بين أسنانه :" لا تتدخل بنقاش الكبار و لا تتصنت علينا أهذا مفهوم ؟ و والدك شخص مقرف "

عض على شفتيه أولا قبل أن يصرخ بإنزعاج شديد :" أنت المُقرف الوحيد هنا ! "

هو ألقى الصغير من بين يديه بشدة ليصطدم بإحدى الطاولات وبقوة شديدة ، بذات الوقت دخلت هانا للغرفة للتتسع عيناها قبل أن تركض بإتجاه طفلها !

تأوه هوشي بألم وهو يفرك بداية عنقه حيث إصطدمت بحافة الطاولة ، عبس أكثر و تجمعت دموعه بعيناه بسبب ذلك السائل الأحمر الذي سال منها ، صرخت هانا بغضب :" كيف لك أن تفعل هذا ؟ أأنت مجنون ؟ "

نظر للصغير المُتألم بذنب ليقترب منه من فوره وهو يتحدث بصوت هادئ :" آسف يا صغير حقاً لم أقصد ، دعني أرى الجرح "

أبعد يده عنه وهو يقف بينما ينطق بإستياء و عناد طفولي :" لا ! لن أسامحك هكذا أبداً "

إحتضنته والدته بخفة قبل أن تحمله بين يديها بحنان وهدوء و ترمق شقيقها بإستياء مرة أخيرة لتعود لغرفتها تاركة إياه وحده .

أغمض هو عيناه بينما يتنفس بعمق شديد ، لم يقصد حقاً أن يتسبب للطفل بأي أذى و لكن إستحضار أي ذكر لآيكو تزعجه و بشدة .

******
فتح عيناه على يد والده التي تحركت بحنان شديد على جبينه وهو ينطق بهدوء شديد :" صغيري أأنت بخير ؟ "

نهض بسرعة وهو ينطق بدهشة :" هل عُدت للنوم مُجدداً ؟ "

قبله على جبينه برقة شديدة وهو يتحدث :" أتشعر بأنك بخير الآن ؟ "

نظر لوالده بهدوء لينهض بمساعدة من والده بينما يتحدث بإبتسامة واهنة :" أجل بخير لا تقلق "

حمله آيكو حينها بين يديه وهو يتحدث بإبتسامة :" إذاً لننطلق الآن لتناول العشاء ! "

إتسعت عينا الصغير وهو يتحدث بخجل :" يمكنني السير بمفردي "

أجابه والده بإبتسامة أكثر إتساعاً :" لا ! بل سوف أحملك هذه المرة و أبدل لك ثيابك و من ثم ننزل للأسفل "

عبس أكثر وهو يجيب بخجل :" لا ، لن تفعل "

شهق بسرعة عندما شاهد والده يسير به لدورة المياه بينما يتحدث :" أتراهن على ذلك ؟ أخبرتك بأنني لن أتركك حقاً ! "

أخفض يوشي بصره وتشبث به بقوة شديدة وضعه آيكو على مقعد إستغرب الصغير من وجوده هنا ثم حمل بيده منشفة مُبللة بمياه باردة ومسح بها وجه صغيره بخفة و يبدوا أنه جهز بالفعل لذلك قبل أن يوقظ طفله .

بالنهاية هو أبعد قميصه عنه بهدوء إلا أنه تجمد بمكانه لوهلة قبل أن ينطق بعينان مُظلمة :" من فعل ذلك بك ؟ "

رمش الصغير عدة مرات بحيرة قبل أن يشهق بفزع وهو ينظر لجسده المليء بالكدمات ، بالرغم من أن أغلبها كانت على وشك الإختفاء تماماً فكم مضى من وقت لم يتعرض هو به لأي تنمر من قبل كيجي و من معه ؟

شعر بتوتر كبير إلا أن والده نطق بحزم :" هوشي من فعل هذا ؟ "

أجابه بصوت مُرتجف :" بالمخيم "

بدأ غضبه يتلاشى وهو يذكر أن صغيره تعرض للتنمر بالمخيم لكن هذا لم يجعله يهدأ تماماً فهو لم يعلم أنهم آذوه لدرجة ظهور كدمات مؤلمة على جسده و إلا لما إكتفى بقطع علاقته معهم !

قاطعه من شروده صوت سعال صغيره ليعض على شفتيه و يكمل ما يفعله بهدوء شديد ، هو أراد أن يجعل هذه الليلة مميزة لطفله بما أنه سيتزوج بليلة الغد ، أرادها أن تكون ذكرى لطيفة لذا عليه التحكم بمزاجه الفظيع و الذي يسمح له بإرتكاب جريمة قتل ، فهو من وعد بأنه سيكون أب جيد مهما كانت حالته !

حمله مجدداً و أعاد رسم إبتسامة على شفتيه بينما ينطق :" آسف يا صغيري لكن تعلم لو أخبرتني بأمر الكدمات لما اكتفيت بقطع علاقتي معهم "

إبتسم يوشي لوالده بهدوء ، هو يدرك تماماً أنه يقاتل لرسم إبتسامة من أجله أو ربما لأجل توأمه و الذي لا يعلم كيف هي حالته هو الآخر !

******
نهض من جوار والدته و اتجه لغرفته الخاصة هو أغلق الباب على نفسه وتكور على فراشه ليكمل بكائه المُتألم و الخائف , حقاً خائف من أن يأتي يوم ما لا يجد والده خلفه أو يمسك بيده , أن لا يجده فوق رأسه عندما يغرق ببكائه كالآن , كيف سيعيش حينها ؟ وهل والدته ستتقبله هو إن تخلى والده عنه ؟!

حاول كتم شهقاته حتى لا يوقظ أي أحد بصعوبة تامة فهو غير معتاد على البكاء بصمت مُطلقاً بل لطالما أطلق كل ما بقلبه من ألم و حزن دون أي تفكير مُعتمداً على غريزته كطفل بطلب الأمان و الحنان من أحدهم , إذاً ماذا تغير عليه الآن ؟ لما يشعر بأنهما سيتخليان عنه فقط بسبب زواج والده ؟ والده لن يتغير كما بالحكايات التي تتحدث عن زوجة الأب صحيح ؟

حاول مسح دموعه وإيقاف إنتفاضة جسده عندما شعر بيدان تحيطان بجسده بحنان شديد , هو تشبث بثياب والدته بقوة ليغرس رأسه بصدرها مطالباً بالأمان الذي تمده به .

هانا إحتوت صغيرها بحنان وهدوء بينما عيناها غرقتا بتفكير آخر تماماً , شك كبير بدأ يخترق أعماق قلبها و ما عاد بإمكانها تجاهل الأمر فحسب !

مسحت على شعره بينما عزمت بداخلها أنها وبالغد سيكون عليها زيارة هارو للتأكد من شكوكها ومع ذلك لم تمنع إبتسامة خافتة من الظهور على شفتيها , فهي والدة و إن لم يكبر صغيرها معها ستتمكن قطعاً من تمييزه , نطقت بصوت هادئ وحنون :" لا بأس يا صغيري , سيكون كل شيء بخير أعدك , ليس عليك القلق من أي شيء هذا واجب والديك , عش حياتك فقط و دع الباقي لنا "

رفع رأسه ليحدق بعيناها بكل براءة باحثاً عن التوكيد بهما ! إبتسمت له بلطف أكثر وهي تقرص وجنتيه بخفة بينما تقبل جبهته لتتحدث :" لا تقلق أنا هنا صغيري المشاكس والآن لتنام فقط "

هي جعلته يستلقي لتستلقي هي بجواره وتضمه , فإن كان شكها صحيحاً ومن معها هو صغيرها الآخر فأمامها عمل طويل لإخراج الألم من عينيه ولكن على الأقل هي تدرك بأعماقها أن هذا سيكون أسهل من إزالة الألم بعينا صغيرها الآخر !

شعرت بإنقباضة بقلبها وهي تفكر بأن يوشي هو من يعيش تلك الأحداث , و أن آيكو لم يعلم بالأمر بعد , لا تريد أن يحدث أي موقف يجعل صغيرها ينفر من والده لإنها أكثر من يعلم أن آيكو هو أكثر من يستطيع فهم يوشي , من يعلم قد تكون فرصة لكلا الصغيرين بأن تشفى جروحهما التي حدثت بسبب قرارات الأكبر الأنانية ! .

أغلقت عيناها عندما كادت دموعها تنساب على وجنتيها ليس وكأنها ستنسى أن آيكو سيتزوج بليلة الغد وربما لو أنها قادرة على التحكم بالوقت لجمدته فقط !

******

لم تكد الشمس ترسل أشعتها الأولى حتى دبت الحياة بقصر أسرة تداشي لترتيب و تنظيف المنزل الذي ستأتي له سيدة جديدة ,شيزوكا إهتمت بنفسها بترتيب القصر الجديد و نقل أمتعة سوكي له وتزيين غرفتها و آيكو بينما الأخير غادر للعمل متحججاً بوجود إجتماعات كثيرة بما أنه لن يذهب للعمل لمدة أسبوع تقريباً وإن كان ينوي أن يعود للعمل بعد ثلاثة أيام فقط .

يوشي كان يسير بالقصر بين الخدم ويراقبهم بينما يشعر بفراغ شديد للغاية , هو ليس بخير مُطلقاً وجنتيه المُحمرة بفعل الحرارة , دموعه التي تأبى الإنهمار و بذات الوقت ترفض الأن لا تشكل حاجز يمنعه من الرؤية هو لا يدرك سببها ! أيرغب بالبكاء لزواج والده أم من الألم الذي يشعر به أم كلاهما ؟!

الفراغ الذي يسيطر على قلبه يزعجه أيضاً وبشدة , يتمنى لو أنه لم يوافق على التبديل لربما تمكن هوشي من فعل شيء ما لإيقاف الزواج , أو على الأقل لكان الآن بجوار والدته ولما تعرف على والده وأحبه حقاً !ُ

لم يحاول أحدهم إيقافه أو منعه من مغادرة المنزل بل ربما لم ينتبه أي منهم له أساساً , وهو نفسه لم يكن يعلم إلى أين سيذهب فقط يريد التخلص من ألمه و إنزعاجه , أشقيقه الآن يكرهه ؟ ربما يفعل فهو غضب منه لإنه لم يوقف والده ولكن ماذا كان بإمكانه أن يفعل ؟! كيف له الإعتراض ؟ هل سيسمع أحدهم صوته أم فقط سيضيف هماً فوق هموم والده ؟!

شهق بفزع عندما شعر بيد توضع على كتفه إلا أنه هدأ تماماً عندما إنساب إليه صوت يعرفه تماماً :" يوشي ماذا تفعل هنا ؟! "

حدق الصغير بالواقف أمامه و دموعه توشك على الإنفجار لينخفض الشاب له وهو يتحدث بعطف :" صغيري أعلم أن ما تمر به صعب لكن خروجك من المنزل الآن سيسبب لوالدك المشاكل أكثر "

حمله بينما يكمل بخفة :" أنت قوي و هوشي كذلك ! إن كنت قلقاً على شقيقك فلا داعي لذلك , يمكنك أن تسألني أنا عن ذلك ثق بي هو سيجعلها تندم على زواجها منه كما جعلني أندم على إختيار مهمة التدريس ! "

ضحكة خافتة هربت من بين شفتيه وهو ينظر للمعلم ناو والذي أكمل بخفة :" والدكما شخص جيد ولن يسمح بأن يتم إيذائك أو شقيقك منها فلا داعي للقلق يا طفلي "

أومأ له يوشي بخفة ليمسح على شعره الأشقر بينما يردف :" وتذكر أنا هنا ! سأبقى برفقتك وشقيقك للتأكد من أنكما بخير فهذا واجبي كمعلم لكما أو لشقيقك على الأقل "

نطق يوشي بشيء من الخجل :" أنت مذهل ! شكراً لك حقاً "

سار ناو بهدوء بعد أن وضع يوشي أرضاً و أمسك بيده ليتحدث :" لا داعي للشكر , هل أنت بخير حرارتك مرتفعة ؟! "

أجابها يوشي بعبوس :" جدي قال أنه سيأخذني للمشفى بعد الإحتفال إن لم تنخفض الحرارة ! "

ضحك ناو بخفة وشيء من الإطمئنان وهو يجيبه :" إذاً كان عليك البقاء بفراشك حتى تتحسن "

بعثر الصغير خصلات شعره و قد إزداد عبوسه فهو حقاً لم يفكر بهذا ! كل ما كان يحتل أفكاره هو هوشي و زواج والده فقط .

~ نهاية الفصل ~

أولاً وقبل كل شيء أبشركم بأنني أصبحت متفرغة مجدداً للروايات لذا ستعود سرعة كتابتي للفصول و سيتوقف هذا التأخير و أخيراً !

أهناك يوم محدد ثابت تحبون أن يكون لفصول هذه الرواية ؟ّ! مع العلم بأنه سيكون موعد التنزيل ثابت بهذا اليوم وقد يكون هناك فصل آخر بذات الأسبوع حسب تفرغي و الروايات الأخرى لدي ...

مع العلم أيضاً أن ما تبقى للرواية لن يتجاوز العشر فصول كحد أعلى بإذن الله ...

Continuă lectura

O să-ți placă și

11.6M 823K 62
‏كـ الحرباء داهيةٌ في الذكاء نكدية في بعض الأوقات حنونة دائمًا ومثل عود كبريتٍ سريعةُ الاشتعال هـي مثل جيش احتلال مثل لُغم موثوق مثل قضية اغتيال هـي...
50.8K 4.4K 29
ماذا عن رواية .. شريحة من الحياة في سنة الرابعة عشرة .. عندما عشنا الكثير من المشاعر بين الدراسة العلاقات و العائلة .. حيث بدأنا نفهم معنى الحقيقي لو...
1.9M 72.9K 50
اميرة بين النساء انت لااسيره تركت لك الفصل والخطاب في الاختيار بين مماتي وعشقي نعم هاذه هو الاختيار بيدي سأمحو مر الذكريات الاليمه وستكون لنا بدلا م...
2.6K 179 13
إهداء : لكل نفسًا بقيت صامدة وتملؤها القوة .