~ أغلال طبقية ~

Da Coldsnow5

198K 14.6K 11.9K

تمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر... Altro

المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين
الفصل التاسع و العشرين
الفصل الثلاثين و الأخير
ملاحظة
اضافة

الفصل الثالث عشر

5.3K 468 290
Da Coldsnow5

جلس بِغُرفته وهو يفكر بأنه ربما من الأفضل ان يطلع الجميع على الحقيقة قبل موعد الإحتفال ذاك فصحته تنهار تدريجياً بسبب القلق و التوتر !

خرج من بحور أفكاره مُحدقاً بالباب الذي تم فتحه ليدخل والده للغرفة ، هو أخفض بصره فوراً و مسح دموعه العالقة بينما قطب آيكو حاجباه وهو ينطق :" لماذا تبكي ؟ "

أومئ سلباً فقط بهدوء ليستلقي آيكو لجواره وهو يتحدث بقلق :" أأنت بخير حقاً ؟ ماذا حدث لك بالمعسكر ؟ تبدوا شخصاً آخر تماماً "

عادت دموعه لتترقرق بعيناه وهو ينطق بهمس :" آسف حقاً "

إزداد قلقه هو يضمه لصدره بحنان شديد بينما يعبث بخصل شعره الشقراء وهو ينطق :" ألستُ والدك ؟ عليك أن تثق بي وتُخبرني إن واجهت مُشكلة موافق ؟ أعدك لن أتهمك بالكذب "

تشبث الصغير به وهو يفكر بأنه والده أيضاً ألا يعطيه هذا حق به ؟ أي أن ما يفعله ليس بالأمر الخاطئ ؟

هو تحدث بعد مُدة :" أبي ، آسف لإنني أقلقتك اليوم كثيراً أنا بخير حقاً "

تنهد بتعب فمنذ متى و صغيره عنيد لهذه الدرجة ؟ هو بالعادة كان ليخبره بما يؤرقه مُنذ البداية ، عض على شفتيه وهو يذكر أن هناك موقفين صغيره إستمر بالبكاء و رفض إخباره بشيء ، أيمكن أن يكون أحدهما ؟ الإحتفال يذكره بإحداها إذاً أهذا السبب ؟

بالنهاية هو إستسلم للوقت الحالي مُقرراً أنه سيراقبه بحذر أكبر ، نهض من مكانه ليقبله على جبينه وهو يتحدث :" وعدتني أنك ستكون بخير و أنا أثق بك لذا لا تبكي الآن ! "

رسم يوشي إبتسامة خافتة وهو يمسح دموعه بخفة بينما يجيبه :" شكراً لك أبي "

إبتسم له لكنه ما إن كاد يُغادر حتى عاد أدراجه وهو ينطق :" صحيح كدت أنسى سبب وجودي هنا ، أنظر بالرغم من أنني قلت بأنك لن تحصل على هاتف بجودة الأول ومع هذا أحضرت لك ما هو أفضل منه "

غمرته السعادة وهو ينهض من مكانه لإستلام الهاتف ، ما كانت لهفته لأجل الهاتف بل لإنه و أخيراً سيتمكن من التواصل مع توأمه !

هو ظن أنه عندما يستلم الهاتف أول ما سيقوم به هو الإتصال بهوشي و شتمه بكل ما يعرفه لكن الآن هو فقط يريد التحدث معه لربما حينها ينخفض شعوره بالتوتر .

******

لم تستطع عيناه النقية أن تكبح جماح غضبها و ألمها بما تقع عليه الآن !

أحقاً توأمه تعرض لكل هذا الألم ؟ و كل هذا بسبب ذلك اللعين ذاته ؟ لم يكتفي بإذلاله بكون والدتهم تعمل لديهم بل هو إعتدى أيضاً عليه بالضرب الجسدي ، أي أخضعه لألم جسدي و نفسي !

شعر بجسده يرتجف من الغضب ، لا أحد يحق له فعل هذا به ! إلى أي درجة هو كان يشعر باليأس حتى يبحث عن عمل و بالنهاية يتحمل ثُقل الحجارة و نزيف يديه الصغيرتين ؟

و الآن هو سينتقم لأجله ، لن يسمح لأي منهم بالإقتراب من توأمه مُطلقاً بعد اليوم ، سيجعلهم يدفعون الثمن جميعاً وحتى لو كشف بهذا عن نفسه !

ثوان فقط و إبتسم بكل شقاوة مُخفياً بذلك تلك الدموع التي كادت تُهدد بالإنهمار ، فالآن هو موعد الإنتقام لا البكاء ، يُقسم على أنه سيجعلهم يفقدون عقولهم .

هتف لنفسه بتشجيع ليقرر الخروج فوراً و التوجه لمُقابلتهم حتى يبدأ بخطوته الأولى ، ركص مُغادراً غرفته بسرعة دون الإنتباه حتى للواقف أمامه والذي قطب حاجبيه بإستنكار ليحمله من ياقة قميصه بيد واحدة مُقاطعاً بذلك طريقه .

شهق هوشي بصدمة فهو لم يعلم بوجود شخص ما بالمنزل ، وهذا جعل مقاومته تزداد بشدة بينما يهتف بغضب :" أُتركني حالاً يا عديم الفائدة ! ألا ترى أنني بوسط تنفيذ مهمة إنتقامية و أنت تعيق عملي لذا أنزلني حالاً "

ظهرت إبتسامة خافتة على وجهه وهو يجيبه بتعجب :" إنتقامية ؟ لماذا هل سرق أحدهم دميتك المفضلة ؟ "

لم يتلقى أي إجابة من الصغير الذي إزدادت مقاومته فقط لينتبه هو أنه و بحركته هذه سيجعل نفسه يتألم لذا عدل تاكاشي من طريقة حمله للصغير بحيث أمسكه من خصره بكلتا يديه ويتيح بهذا المجال لهوشي لرؤية ملامح وجهه وبهذا هدأت حركته قليلاً قبل أن يعبس بطريقة لطيفة بينما يهتف :" لا تبدوا لصاً ، ومع هذا لا يوجد ما يمكنك سرقته هنا ، والآن أيمكنك أن تتركني بسلام لأنفذ خطتي ؟"
لم يكن ليستطيع كبح ضحكته على من أمامه ليجيبه بخفة :" أنا لستُ لصاً بل شقيق والدتك الأكبر ! "

رمش عدة مرات وهو ينطق بحيرة :" لكن لا أحد أخبرني من قبل عن وجود خال لي ! "

تجهمت ملامح الأكبر قبل أن يُنزل الطفل أرضاً وهو ينطق :" وهذا بسبب المُغفل والدك "

شهق هوشي بخفة بينما تجهمت ملامحه وهو يتحدث :" أنت للتو أقحمت نفسك بقائمتي ! و من حسن حظك لدي ضحية مُسبقاً علي التصرف معها "

حدق به بلا مُبالاة وقد توجه لغرفة الجلوس مُتجاهلاً الإبتسامة الشقية التي تربعت على وجه الفتى أمامه وقد قرر عدم التدخل به ! 

وبجهة أخرى سار هوشي وهو يفكر بكيف عليه تنفيذ خطته بل ما هي تماما ؟! أولاً عليه أن يلتقي بهما , يسبب بعض المتاعب ثم يبدأ بإزعاجهم و إن كُشفت هويته ! لا أحد يعبث مع توأمه بتلك الطريقة مُطلقاً , ليس وكأنه نسي تلك الدماء التي تواجدت على المذكرة ! قد تكون بضع قطرات لكنها كفيلة بإيصال ألم شقيقه إليه وبوضوح شديد ! 

خرج من أفكاره تلك على صوت رنين هاتفه , هو لم ينظر حتى للرقم بل أجاب بسرعة :" مرحباً أياً كُنت أنا حالياً بصدد مهمة ما لذا يمكنك إعادة الإتصال مُجدداً "

شهقة الطرف الآخر المصدومة و الذي تلاها صراخ بحده :" هوشي تداشي ! لقد أقسمت أنك لن تقوم بأي عمل أحمق وتسبب المشاكل لأمي أم أنك نسيت ذلك ؟ "

توقف عن الركض عندما تهادى له صوت توأمه وهو شعر بمزيج من المشاعر , سعيد لسماع صوته حتى و إن كان يوبخه فقط وبذات الوقت هو يشعر بالألم لإنه لا يريد أن يتخيل هذا الصوت حزيناً , باكياً أو متألماً كما قرأ بتلك المُذكرات ! 

عندما لم يصل الرد ليوشي هو أردف بعتاب :" هوشي تحدث حالاً ! على ماذا تنوي ؟"

إستعاد شتات أفكاره ليهتف بمرح :" بل إتفقنا أن أقوم بمقلب واحد كل أسبوع ! ومن ثُم أعدك إن سائت الأمور سأكشف عن هويتي لأُمي موافق ؟ "

بعثر خُصل شعره الشقراء بيأس فماذا يمكنه أن يجيبه وكلاهما يبعد عن الآخر مئات ألالاف الكيلومترات ؟! هو نطق بإستسلام :" أرجوك فقط لا تتدخل أمي بالمتاعب هوشي فهي ليست بمقدرة أبي على الخروج من المشاكل و أنت رأيت ذلك صحيح ؟ "

وسبب آخر تمت إضافته لهوشي للإنتقام منهم ! أهم من قاموا بضرب والدته حقاً ؟ إزداد حنقه وهو يجيب بهدوء :" لكنني أنا يا أخي قادر على الخروج بسهولة لذا لا تقلق أسوء ما قد يحصل هو أن أضطر للإتصال بأبي ! "

شحب وجهه عند ذكر توأمه أمر أن يكتشف والده الحقيقة , لا يعلم لما هو مرعوب تماماً من إكتشاف والده وجديه لأمره ؟! لكن هذا يذكره بسبب إتصاله اللأساسي ليتحدث :" هوشي ما قصة الإحتفال الذي يتحدثون عنه ؟ أعني هُم يستمرون بقول أنك تكرهه وتهرب منه  دائماً وأنه ذكرى سيئة لك ؟! "

ملامحه إختلفت تماماً كما تبدل صوته للإنزعاج و الألم وهو ينطق :" تجنبه تماماً ! و إن لم تستطع هناك طفل إسمه تيد هو أجنبي مُغفل قادم من فرنسا أو ما شابه ذلك , لا تقترب منه ومن معه أو لا تذهب معهم لأي مكان مُنعزل "

آمال رأسه بحيرة وهو ينطق :" أهم يتنمرون عليك ؟"

سخر من فوره :" أتظن أن توأمك ضعيف لهذه الدرجة ؟ أنا من يقوم بالمقالب عليهم دائماً إضافة إلى أنني لستُ ضعيفاً حتى بالإشتباكات لكنني قلق على نُسختي  فقط ! "

تجهمت ملامحه وهو ينطق بكلمة مُغفل كالعادة ليضحك هوشي بخفة قبل أن يلمح كيجي وشقيقه لينهي المكالمة من فوره , بينما الآخر كان قادراً على تمييز تلك النبرة التي إختلطت مع سخريته , هو كان مُتألم لكن لماذا ؟! 

****

عض على شفتيه بكل قوة , والد سوكي للآن لم يرسل له أي من الأعمال وهو بورطة مع بقية العملاء وكل ما يمكنه قوله أنهم سيبدوؤن قريباً جداً , كشركة سياحية ضخمة هو فقط تعاون مع شركة والد سوكي الترفيهية وبعد أن تم الإعلان عن المشروع ودفع آيكو مبلغ مالي ضخم للغاية بات شريكه يتهرب منه ؟! 

وحتى إبنته ما عادت تظهر بالشركة ! كيف يمكنه تفسير ذلك ؟ أهم يتخلون الآن عن هذه الشراكة ؟ لكن هذا سيجعله بالحضيض ! بقية المستثمرون إضافة للعملاء و هو لا ينسى مصدقيته و أسهم شركته التي قد تنهار تماماً هذا إن لم يتسبب الأمر بالإفلاس التام له , لكن لماذا ؟  هو للآن يظن أن هناك ظرف ما يجعلهم يختفون هذه الفترة لكن عليه أن يضع الإحتمال الأسوء وهو أنه قد يُضطر وقريباً من بيع كل مُمتلكاته لتسديد ديونه !

أهو حقاً يُمانع ؟ على الأقل هذا سيعطيه حجة للعودة للقرية حيث يمتلكون منزل ريفي صغير لم يذهب له أحد منذ سنوات طويلة ويتقرب من زوجته السابقة وإبنه الآخر لذا من يهتم ؟ فقط لولا أن هذا سيسبب لأمه سكتة قلبية !

تنهد بتعب شديد فهو ما عاد يعلم كيف يمكن لكل المشاكل أن تأتيه دفعة واحدة ! حالة صغيره لا تعجبه مُطلقاً هذا إن تناسى أنه لم يتصل على هانا ليطمأن على صغيره الآخر و إن كان قد تحسن أم لا ؟ أو إن كانوا بحاجة لشيء آخر .

هل سيعد جنوناً إن هو ضحك ؟! حقاً لديه رغبة بذلك , الواقع إما أن يضحك و بقوة أو أن يحرق الشركة وكل شيء بيديه الإثنتين ! وأجل هو على وشك الجنون قريباً .

*****

رؤيته لكيجي جعلته يُغلق الخط مع توأمه بالرغم من رغبته الشديدة بإكمال الحديث معه , هو إتجه لهدفه ليعترض طريقه بينما رفع الفتى أحد حاجبيه بإبتسامة ساخرة :" ماذا هل إشتقت للشجار معي أيها الفاشل ؟ أم قررت العودة لتصبح دُميتي مرة أخرى ؟"

ظهر الإستياء على وجهه وهو يجيبه :" كم مرة يجب أن أكرر أنني لستُ دمية لأي أحد ؟! إفهم ذلك جيداً "

تقدم الآخر منه ليُمسك به من ياقته وهو ينطق بسخط :" إذاً يبدوا أنه حقاً يجدر بي أن أجعلك تدرك مدى قيمتك يا متشرد "

وضع كلتا يديه فوق يدي محدثه وهو يفكر بأنه لم يرد أن ينقلب الأمر لشجار ما بينهما بالأيدي ولكنه لن يمانع هذا أيضاً لذا نطق بينما يلقيه بعيداً عنه :" لا تغتر بنفسك كثيراً , يمكنني هزيمتك و الآن هنا ! "

نهض كيجي بغيظ فهو يدرك أن يوشي بالفعل أكثر قوة منه بالإشتباك ولكن أهذا سيهمه حقاً ؟ كل ما يسعى إليه هو إذلاله فقط ! جميع أفراد أسرته لطالما تفاخروا أمامه بقدرتهم على تحويل الآخرين كدمى تخدمهم فقط ! 

وهو دميته تتمرد عليه وهذا ما لن يسمح له بفعله , لذا إنقض هو الآخر عليه ليبدأ كُل منهما بالشجار وبأقصى ما يمتلكه , و بالنهاية حشد من الناس تمكن من إبعادهما عن بغضهما بينما كُل منهما مُصاب بجراح عديدة إلا أن حالة كيجي كانت الأسوء !

بالنهاية وجد نفسه مُجبراً على التراجع للوقت الحالي فقط , ولاحقاً هو سيكمل ما بدأه ! .

******

أسبوع كامل مضى وهاقد أتى موعد الإحتفال و إزداد قلق الصغير أكثر فأكثر لاسيما مع عدم إجابة توأمه على الهاتف منذ ذلك اليوم , هو حاول الإلتصاق بوالده طوال الوقت إلا أن الأول إنشغل بالحديث مع بعض الأشخاص عن مشكلته التي لم يجد لها أي حل بعد , وهو كان قد مل تماماً من تلك الأجواء لذا سار بإتجاه الحديقة الخلفية بينما يتمنى من أعماقه ألا يقابل أي أحد ليستطيع أن يعيد الإتصال بهوشي مُجدداً عله يجيب هذه المرة ! 

و ما إن إتجه لإحدى الأشجار حتى سمع صوت مألوف لديه :" هوشي ماذا تفعل هنا ؟"

هو كتم شهقة مرتعبة عندما تعرف على صاحب الصوت ليلتف بهدوء شديد ليرى المُعلم ناو يقف أمامه , أردف معلمه بهدوء وحنان :" إذاً ماذا تحاول أن تخطط له ؟ أتعلم أن والدك طلب مني القدوم لإنه يرى أنك لست بخير مؤخراً وقلق بشأن الإحتفال "

أخفض رأسه فمن أمامه الآن يعلم تماماً أنه وشقيقه كانا بمكان واحد ولن يصعب عليه تحليل الأمر بمنطقية ليكتشف الحقيقة , جلس المعلم أمامه وهو ينظر له بتمعن قبل أن يضرب جبهته وهو ينطق بشبه توسل :" فقط أيمكنني أن أتوسل لك بأن تخبرني أنك هوشي حقاً و أن  الشك الذي يساورني خاطئ ! "

عض على شفتيه وهو يحرك رأسه نفياً ليتحدث ناو مجدداً بيأس :" أٌدرك أن هوشي خلف الأمر لكن أن توافق أنت .. "

قاطعه بإستياء :" يحق لي رؤية أبي أيضاً صحيح ؟ أرجوك لا تخبرهم عن الأمر "

بعثر خُصل شعره بتوتر وهو يجيبه :" وعلاجك ؟! صحتك ! يوشي أتدرك أنها قد تتدهور ؟! "

هو أخرج عُلبة الدواء من جيبه ليتحدث :" لم أهمله أٌقسم لك , فقط لا تخبرهم ! "

تنفس بعمق وهو يجيبه بهدوء :" ماذا تفعل هنا إذاً ؟ بما أنك لست هوشي إذاً أنت لا تُخطط لمقلب ما صحيح ؟ "

هتف بسرعة وقلق :" هوشي منذ أسبوع لم يجب على هاتفه ! أنا خائف عليه وللغاية هو كان على وشك الخروج و القيام بمقلب ما لأسرة كيجي ! ماذا لو فعلوا به أو بأمي أمر سيء ؟"

نهض من مكانه وهو يخرج هاتفه ليبتعد قليلاُ حتى يتصل على هارو ويجعله يطمأن على تلميذه المشاغب , فهو أيضاً يعرف تماماً ما يعنيه التورط معهم ! 

وبذلك الوقت ظهر فتى أمامه ملامحه لم تدل على كونه من اليابان حتى , لسبب ما هو علم تماماً أنه تيد الذي يزعج توأمه ! 

تحدث الذي أمامه باللغة الفرنسية :" وها قد ظهر المغفل ! "

رفع يوشي أحد حاجبيه بإستياء فهو كان قد تعلم بنفسه القليل من الفرنسية لينطق بهمس :" إن كنت جريئاً فتوقف عن شتمي بلغتك العفنة هذه و تحدث معي بلغتي ! "

صفربإعجاب و سخرية أشد وهو ينطق :" هوشي تعلم الفرنسية فقط لأجل هذا اليوم ! "

جعد ملامحه بإشمئزاز منه ومن الذين معه , من يظن نفسه ليحاول هوشي فعل أي شيء لأجله ؟! هو لم يجب ورغب بالمغادرة فقط لولا أن أحدهم نطق بحزن مصطنع :" ألا تزال تجاهلنا بسبب ما حدث ؟ "

أكمل الآخر بذات نبرة الأول :" تعلم أن تيد قال الحقيقة فقط وقتها و أيضاً  أنت من قدم بوقت خاطئ و إستمعت لذلك ! "

إلتف يوشي وهو ينظر لهم بحيرة وفضول شديد قبل أن ينطق تيد بسخرية :" كل ما قلته بوقتها هو أنني لا أعلم كيف لهم البقاء مع شخص مُمل مثلك وهم قاموا بتأييدي ثم أخبروني أن أسرهم تجبرهم على ذلك بسبب مكانة شركتكم ونفوذكم ! كم هذا فظيع أن تجبر الآخرين أن يكونوا أصدقاء لك "

توقف الوقت بالنسبة له و عيناه مُتسعة و بشدة ، من بين كُل الإحتمالات التي رسمها عقله له بالفترة الماضية لم يخطر بباله أن هذا ما حدث مع توأمه !

هذا حتى اسوء من التعرض للتنمر ، لاسيما أن ردة فعل شقيقه تثبت له بأنه ما كان يكن لهم غير الحب ، و ايضاً أهذا ما قصده ناو عندما أخبره بالمخيم أن هوشي تعرض لتجربة سيئة بسبب أنهم من اسرة ثرية ؟

حدق بمن أمامه بكره شديد وكاد أن ينسحب فقط من المكان  ، لكن مهلاً لماذا هو ينسحب ؟ أعليه حقاً أن يتراجع ؟ هو ليس ضعيفاً و لا عاجزاً عن الدفاع عن نفسه و الشجار  ، ما كان يؤرقه دوماً هو أن لا يسبب المشاكل لأمه لكن الوضع هنا مُختلف صحيح ؟ هُم بالنسبة لوالده لا شيء و بهذا لن يكون السبب بمشكلة ما صحيح ؟

توقف عن السير عندما نطق من أمامه بسخرية :" ماذا هل ستعود و تختبئ خلف الشجر لتبكي كعادتك ؟ "

وهذه العبارة دفعته للركض بإتجاه الفتى و توجيه لكمة قوية لمنتصف وجهه مما جعله يسقط أرضاً ليتبعه يوشي مُمسكاً به من ياقته بإحدى يديه بينما ينهال عليه بالضرب بيده الأخرى !

و بالنسبة لطفل بعمره هو حقاً قوي ، و يغذيه أكثر كرهه لمن أمامه و صورة توأمه وهو يتخيله يبكي تحت شجرة ما بحرقة بسببه ، أيظنونه ضعيفاً ؟ لو كان كذلك ما كان صمد بالمنجم ولو لنصف يوم  !

عدة دقائق و تدخل آيكو لإبعاد طفله عن الآخر بينما حاول يوشي التحرر وهو يهتف بنقم :" دعني حالاً ، أنا أكرهه ، عليه أن يتعلم درسه جيداً و أمثاله لن يفهمه دون من يحطم له جمجمته لذا أتركني الآن ٠"

حمله آيكو وهو ينطق بحدة :" هوشي كفى ! "

منع دموعه من التساقط هو لم ولن يجعل شخص وقح عديم  الفائدة يراها ، لن يضعف أمام من يزعجه بل سيجعله هو من يبكي .

غضبه منعه من رؤية أن الآخر يبكي بالفعل و قد إختبئ خلف أسرته بينما أنفه و شفتيه تنزفان ، ليس وكأن هذا يهمه حقاً !

تحرر من والده أخيراً وهو يرمقه بعتاب شديد ، إن كان يعلم بما حدث لهوشي فكيف يسمح لهم بالعودة ؟ كيف يحتمل شقيقه رؤيتهم مراراً وتكراراً بكل عام ؟

نظر بحده لهم عندما نطق والد الفتى :" سيد تداشي ما هذا الأسلوب الهمجي الذي يتبعه إبنك ؟ "

صرخ به بقوة جعلت كل من آيكو وناو يجفلان :" قُم بتربية عديم الفائدة أولاً ! الهمجي الوحيد هنا هو أنت ! "

صرخت جدته بالمقابل :" هوشي إلى غرفتك حالاً وأعتذر قبل ذهابك "

كز على أسنانه بسخط ، أتظن حقاً أنه سيعتذر ؟ هو عندما أهان أحدهم والدته رغب بالتخلي عن كل أحلامه وحتى دراسته مقابل أن لا يعتذر منه ، إذاً أيظنون و لو لواحد بالمئة  أنه سيفعل و الأمر مُتعلق بكبرياء توأمه ؟ أبداً !

هو ركض لغرفته بسرعة متجاهلاً الجميع لاسيما وأن الألم بصدره يزداد ، أغلق بابها بالمفتاح و من ثم دخل لدورة المياه ليداهمه السعال الحاد ، وضع إحدى يديه على صدره و الأخرى على فمه وهو ينتظر أن تخف حدته و يهدأ بينما دموعه تفجرت بالفعل ، هذا مؤلم و بشدة ، ألمه النفسي إمتزج مع ما يسببه له مرضه الجسدي من ألم .

ما إن إختفى السعال حتى حاول تنظيم أنفاسه دون أن يبعد يده عن صدره الذي بات يشتعل من الألم وكم تمنى لو أنه الآن بمنزله برفقة أمه لتخفف عنه قليلاً !

إزدادت حدة دموعه وهو ينهض بخطوات مُترنحة لغرفته ، أخرج الدواء و تناول إحداها دون أن يتناول وجبة الغداء ، إستلقى على فراشه بينما أمسك بهاتفه للإتصال على توأمه فهو أفسد صورته أكثر مما يجب بينما بأعماقه يتمنى أن يجيبه .

لم تمضي ثانية حتى أجابه الطرف الآخر بمرح شديد :" يوشي جيد أنك إتصلت فأنا أكاد أموت من الملل "

أردف بعدها بتوتر :" أعلم أنك غاضب و بشدة بسبب تجاهلي لإتصالك خلال الاسبوع المنصرم لكنني كنت معاقباً إضافة لبعض المشاكل  "

همس بصعوبة و من بين دموعه مُتجاهلاً كل ما قاله توأمه :" آسف ! "

عبس الآخر الذي أغلق الرواية التي أمامه وهو ينهض ليجيب بقلق :" ما بك ؟ لماذا تعتذر ؟ "

أجابه بندم :" ضربته حتى أدميت وجهه له ! و الآن والده قال أنك همجي ! أنا آسف "

عبست ملامحه أكثر بينما ذبلت عيناه وهو ينطق بألم :" أخبرتك أن تبتعد عنه ! لما لم تستمع لي يا أخي ؟"

لم يصله سوى الصمت وصوت أنفاس شقيقه المُضطربة ليردف بهدوء ليس من عادته :" لا تهتم لذلك ! فأنا بكل عام أقوم لهم بمقلب لطيف لذا لا بأس بالضرب أيضاً ، و لا أهتم بما يطلقه شخص مثله علي من ألقاب لذا لا تبكي بسبب هذا "

إبتسم بمرح فجأة وهو يكمل :" بل أتعلم ماذا ؟ أنا فخور بك للغاية ! توأمي الصغير اللطيف غضب لأجلي ، أرغب بأن تكون أمامي الآن لأقرص وجنتيك وأحتضنك ! "

توقفت دموعه عن الإنهمار وقد إبتسم قليلاً وهو ينطق :" مغفل ! هل تأكدت أنك الأكبر حتى ؟ "

أجابه بترفع كما هي العادة لديه عندما يتعلق الأمر بهذا الأمر :" هذا واضح كوضوح الشمس ! فأنا هو الأفضل كما قلت سابقاً مما يجعلك نسخة لي ! "

أردف بعدها بسرعة بهدوء وجد :" شكراً لك حقاً يوشي "

ليغلق الخط بسرعة بينما إتسعت إبتسامة يوشي و قد غادره تأنيب الضمير الذي كان يشعر به ! و الآن يمكنهم فعل ما يشاؤون به لن يهتم فتوأمه شعر بالسعادة من فعلته إذاً لماذا الندم ؟

بالنهاية هو غفى على فراشه دون أن يشعر حتى ، لكن حرارته أيضاً إرتفعت أكثر فأكثر ، بعد فترة دخل آيكو لغرفته ليتحدث معه ويعاتبه إلا أنه وجد أن صغيره يكاد يشتعل !

هو أسرع إليه ليحمله بخفة ويحتضنه ، بتلك اللحظة فتح عيناه وما إن رآى والده حتى إحتضنه بيديه الصغيرة وهو ينطق بألم :" أنا أكرههم يا أبي ! هم فقط أشخاص فظيعون ، أقسم أنني أكرههم "

ضمه أكثر وهو يعيده للفراش بينما ينطق بندم وقلق :" أجل هم كذلك ! و لا أحد منهم يستحق مصادقة صغيري ! جميعهم فقط مجموعة فظيعة من المُتملقين وصغيري أنا لا يستحق سوى جوهرة مثله لتقدره صحيح ؟ "

ظهرت إبتسامة شاحبة على ملامحه فهوشي لطالما ردد كونه جوهرة أوالده من يلقيها عليه و أخبره بهذا ؟ لكنه محق تماماً ، صحيح أن الأمر مؤلم لكن هذا أفضل حتى لا يصدم بهم لاحقاً إن تعمقت علاقته معهم .

و مع هذا هو أغمض عيناه مانعاً بذلك دموعه التي باتت تتساقط بكثرة و لاسيما أمام والده !

قليلاً من الوقت و شعر آيكو بحرارة صغيره تنخفض دون أن يعلم كيف حدث ذلك ، بالنهاية هو قرر أخذه للمشفى ما إن يعود من عمله بالغد ، غير عالم بما يحمله ذلك الغد له .

بالنهاية هو إستلقى لجوار طفله حتى لا يحتاج شيء ما و يكون بعيداً عنه بل قضل البقاء بقربه مُتجاهلاً بذلك ضيوفه أيضاً و ما هي سوى عدة دقائق حتى غرق بالنوم .

~ نهاية الفصل ~

قراءة ممتعة 😍

آسفة بصدق على التأخير 💔 لكن الكهرباء بالصيف لا أمان لها حقاً 😢

Continua a leggere

Ti piacerà anche

2.6K 179 13
إهداء : لكل نفسًا بقيت صامدة وتملؤها القوة .
50.9K 4.4K 29
ماذا عن رواية .. شريحة من الحياة في سنة الرابعة عشرة .. عندما عشنا الكثير من المشاعر بين الدراسة العلاقات و العائلة .. حيث بدأنا نفهم معنى الحقيقي لو...
1.7M 178K 27
مَن اراد عالمنا فـ ليدخُل اليه حتى كتابنا لم يُفهم من عنوانهُ
9.7K 807 34
الحالة: مكتملة التنزيل: يومي ( تم التعديل لذلك للقراء السابقين قد تجدون بعض الثغرات) ذِكْرَيَاتُ مَاضٍ تَشَتَتْ وَ تَفَرَّقَتْ حَتَّى طُوَتْ فِي حَا...