خريف | Autumn

By Rarlas

2.3K 228 159

خريف, قصةُ العزلة, الكآبة والعجز بعد الفقد.. واقعٌ بريشةٍ خيالية, ذاتُ رذاذٍ لامعٍ بالأمل, دافئٍ بالمحبة, ومل... More

Autumn | خريف
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6-2
Chapter 7-1
Chapter 7-2
chapter 8-1
Chapter 8-2
Chapter 9-1
Chapter 9-2
Chapter 10-1
Chapter 10-2
Chapter 11-1
Chapter 11-2
Chapter 12-1
Chapter 12-2
Chapter 13-1
Chapter 13-2
Chapter 14-1
Chapter 14-2
Chapter 15
The Epilogue.

Chapter 6-1

58 8 3
By Rarlas

"عندما يصرخ القدر في وجهك 'عِشْ' ستعيش ولو إنتحرت مليون مرة, هذا لأنك نصفٌ صغير من سلسلة عملاقة يتحتم عليك أن تعيشها وإن كان سبب وجودك غير واضحاً! لكنه واضح وبشدة للقدر. عليك أحياناً أن ترضى بما قُسِم لك علّ الرضى يخفف عنك بعض الوجع.."
*
الأمنية, والحلم! مثل التطابق المختلف والاختلاف المتطابق بينهما مُعضلتي, رغم الفرق الذي لا ينتبه إليه أحد, ورغم التشابه الذي يعرفه كل أحد لا يزالان مختلفان متطابقان, وكذا أنا, فـياللأسى..
أمي, رحلت ولا شئ يعيدها مطلقاً! أعود للوحدة بـوحدةٍ أكبر, كانت تُخفف عني الألم, كانت تأتيني بعد كل كوابيسي لـتقول: *حلم سئ, حلمٌ سئٌ لا أكثر*
لطالما كنت أسأل نفسي كيف أستطيع أن أصبح مثل والدتي؟؟ كيف لي أن أكتسب ثقتها العمياء وجرأتها؟ كيف أحتمل وأصبر مثلها! لا أعرف كيف!!
*
أمي, أبي!! ماهذا المكان!.. لمَ السواد يعمّه؟؟
لم لا أرى شيئاً؟
كلا كلا, أستطيع رؤية خيطٍ أبيض وسط الظلام..
لكن لمَ قدماي تقودانني لأتبعه؟؟ ولمَ أرى بياضاً ملطخاً بالدم؟؟ لم أطرح عليكما أسئلتي ولا تجيبان؟؟ لم أسألكما أصلاً؟؟

سحبتني دوامة أسئلتي الغريبة تلك, وعرفت أني في مكان لا أعرفه..
لا أتبيّن شيئاً مما حولي.. حيثما ألتف أرى سواداً!!
لمحت بريقاً ضئيلاً, تتبعته ووصلت لـمكان غريب!
كان كالبركة الموحلة, لكن الفرق أنها سوداء ولها جوانب بيضاء, رأيت منطقة صغيرة بيضاء مدميّة.. دم؟؟ دم!! أوَّاه!! دماء.. أجل,دماء!!
من أين تصدر؟؟ رأسي ويداي وذراعاي وقدماي وأنا!! أنا أنزف, أنزف يا إلهي!!
تذكرت, لقد سقطت من السطح! لا أذكر سوى صوت ارتطامي بالارض وصوتاً غريباً وعويل إحداهنّ.. ترى أين أنا الان؟ هل متُّ؟؟
مابالُ يداي ترتجفان؟ ورأسي أصبح ثقيلاً, قدماي لا تحملانني..
أنا أسقط, أسقط, هوَّةٌ مظلمة.. أُسحب لها تدريجياً, وصوت السلسلة تقيدني, ذاتُ الصوت عندما كنت لا أخرج من غرفتي وتروادني كوابيسي الغريبة!!
صوت السلسلة يتَّحد مع صوت اعتصار قلبي!! أنا أتحطم, قطعة قطعة!
انتهيت ياقدر, انتهيتُ وانتيهتَ أنت مني! لا شئ آخر تسلبه ولا أجزاء أخرى تقطعها, لم يبقَ فيّ شئ حي!
انتهت لعبتي معك, فزت أنت وخسرت رهاني من جديد..
تناثرت كل أشلائي, وذهب كل ما يعنيني!! ما تفعل أكثر من هذا لا يهمني, لا صدمة ولا ألم أقوى مما أنا عليه الان, هذه قمّة عذابي..
جيدٌ جداً يا قدر, لعبت جيداً!!!
تباً, أنا أسقط من مكانٍ ما ولم أرتطم بالأرض بعد!! أريد الصراخ, فقط الصراخ!
*
إنها حقيقة مخيفة, كنت أصرخ بكل قوتي عندما جاء ابن عمي *ياسر* وأريج راكضين.. كنت أصرخ وشعرت مجدداً أن شيئاً من الكتلة الصخرية انزاح..
وجدتني في المشفى, مستحيل!! ارتطمت بالارض!!
كيف أزال حية!! كيف هذا!!
* حمقاء, بلهاء, عديمة فهم, ذات عقل فارغ!!!!! ماذا حل بك! أخبريني.. جننت أم ماذا؟؟ ماذا تظنين أن حالهما الان, أسوأ من حالك بكثير يا أمل.. أتظنين أنهما سعيدان عندما يريانك هكذا.. كنت على حافة الموت!! كيف تصبحين محامية وأنت مجرمة خطيرة هاربة!!
أجرمت في حق نفسك! عليك حقاً تشغيل عقلك الفارغ هذا!! والان..*
كانت أريج تصرخ فيّ بقوة وكأنها تزيح الصخرة من على قلبها وترميها في وجهي! ذات الصخرة على قلبينا!! تغلبت هي عليها في وفاة والدي وهاهي الان تكاد تفوز في وفاة امي..
لم لست مثلها؟؟ لم كل هذا العجز؟؟ لم فقط لم؟؟ أما من أمل؟!
أنا فقط, تائهة في عالم أفكارٍ جريحة! لا أفكر سوى في كيفية تضميد جراحي القديمة ولم أتركها لتُشفى وحدها!! انشغلت بتلك الجراح ولا شئ آخر..
*
مرّت أيام وأنا في المشفى, أُصبت بكسور وجراح عديدة, تزورني أختي هي ومحاضراتها كل يوم, ويزورني بعض أقاربنا.. كانت زيارتهم لمسة شفقة.. يرونَ أنني جننت ولا أدرك ما أفعل!
لا يعلمون أني قفزت وأنا بكامل وعيي وقواي العقلية.. أدرك أني سأموت, أدرك أني سأراهما.. وأغنتني غشاوة عن رؤية الاغطية القديمة المهترئة عن الموت!! سقطت على حافتها, وارتددت على التربة.. وابن عمي الاخر *عمر* لحق بي وأراد إمساكي قبل أن أسقط,لكني تجاوزته, فطار أربعة صفوف من الادراج في أربع قفزات وكانت الخامسة نحو المشفى!
لقد لعب دور البطل بمهارة!!
وصلني كل هذا من أريج, تحدثني بكل شئ, كما تفعل أمي.. سابقاً!
أخبرتني أيضاً بشئ عن أن *عمر* قلق بشأني..
لم أهتم لكلامها كثيراً, كانت أريج سريعاً ما تضجر من كلامها معي, فكنت فقط أحدق في اللاشئ وأستمع ترَّهاتها!!
لكنها بعد أن تقف في لحظة غضب تعود وتجلس بعيونٍ دامعة! غريبة عائلتنا حقاً..
لا يزال أمامي عدة أشهر حتى أتعافى, أصبت بكسور كثيرة وأحدها خطير جداً, لكني واثقة أني سأُشفى سريعاً,ذلك أني لا أبرح سريري كثيراً!
مسألة وقتٍ ونرى, هل سأخرج أم لا!!

مرت أيامي بالمشفى بروتين هادئ مرعب.. تميز الشهران ونصف بأيام قليلة.. جاءت أريج أحد تلك الايام وقالت بفرحة حزينة..
* أمل!, خمِّني ماذا!! موعد خروجك اقترب!! وتعلمين, سنقيم حفلة صغيرة, نبارك فيها شفاءك و.. ونعلن زواج أخي بـ*بشرى* وزواجي بـ*كمال*.. ثم نسافر صباح اليوم التالي..مارأيك؟!*
ابتسمت لها, لم أرد جعلها ترجع خائبة, فالحماسة تتوهج منها.. فرحَت جداً وضمتني إليها..
كانت تبكي بحرقة ومرارة.. صرت أبكي معها, حتى دخل *عمر*..
*اوه, أعتذر, سأعود لاحقاً* قالها بتلعثمٍ وخرج مرتبكاً..
قالت أريج * ستذهبين بعد سفرنا إلى بيت عمي خالد, ستعيشين هناك, وستتأقلمين مع إسراء وأماني!*
جلست أريج قليلاً ثم غادرت, وعدت وحدي مجدداً.. إذاً بيت عمي خالد!
لا بأس به! على ما أعتقد, يشبه منزلنا في تفصيلاته..لكن كيف أستطيع الاعتياد على عائلةٍ جديدة؟؟ هل سأولد من جديد أم ماذا؟؟ لا أظن أني أريد الذهاب..
*
دخل عمر في اليوم التالي لغرفتي, كنت مستلقية وشئ من شعري ظاهر لعينيه.. عدّلت حجابي وعدت لنظرتي في الفراغ!
* إذاً أمل, كيف حالك اليوم؟* يقول هو ولا أجيب أنا..
*بخير على مايبدو لي. حسناً, هل سمعت عن موعد خروجك؟ أمل!!* يقول هو ولا أجيب أنا..
*لا أعتقد, تبقت أيام قليلة عموماً!! * ويقول هو ولا أجيب أنا.
*هيي أمل, ماذا قررت أن تتخصصي؟؟ ألا تزالين عند ذاك الحلم؟*
أجل, الحلم الذي وعدته أبي الراحل.. لا أزال عنده.. دمعت عيناي وأنا أفكر بهذا السؤال!!
قال فزِعاً * أعتذر حقاً لم أقصد تذكيرك!!.. أمل, أريد إخبارك شيئاً وأخاف أن تخبري أحدهم!!*
لم أُعره إهتماماً فقال توتراً:
*ماذا!! صحيح أننا أبناء عمومة لكننا لم نتحدث هكذا قبلاً, مذ كنا صغاراً.. ألا تتذكرين تلك الأيام؟ تلك المشاجرات؟ *
أجل أذكرها جيداً, كم كانت حياتنا بسيطة وجميلة عندما كنت صغيرة, أنا أعقّد كل شئ الان!
تنهَّد قائلاً: *حسناً, أتوافقين أن لا تخبري أحداً؟؟*
ما كمية الغرابة فيك يا عمر؟ لم تكن هكذا قبلاً..
*حسناً, أعتبر أنك تعدينني بالاحتفاظ بالسر! ترينَ يا أمل؟ قد أبدو شخصاً سعيداً أو مرتاح البال!! لكن هناك أمور دوماً تؤرقني, تجعلني أسهر ليلاً وأنا أفكر بها, أحتار كثيراً في الذي يجب عليّ فعله.. أعجز بكل معنى الكلمة!! كنت أقاوم, طيلة حياتي أكسر القضبان وأتحمل شتى مسببات العجز!! لقد وجدت شيئاً كبيراً يشغلني ويؤرقني أكثر من أي شئ آخر, لكني عاجز عن إيجاد أمل فيه!! أخشى أنني لا أستطيع الصمود والتحمل.. تعلمين؟ وكأنني محجوز في غرفة بلا نوافذ ولا أبواب, أنزلني أحدهم من ثقب في السقف وأغلق عليّ!! ويتحتّم أن أواجه كتلة سيئة كبيرة, أريد حقاً لو أنسى كل شئ سيء كنت قد فعلته.. أشعر وكأن فقداني الامل وعجزي سببه أشيائي السيئة التي فعلتها!!*
نظرت له وجهاً لوجه, لأول مرة بعد سنواتٍ طويلة التقت عيناي بعينيه, ولوهلة ظننتني رأيت دمعة تتشكل في زاويتهما!! لكني لم أستطع أن أُصدق أو أُكذب نفسي!! ابتسم وقال لي:
*تذكري وعدك, لن تخبري أحداً, أظن أني سأخرج الان, أراكِ!*  قالها وخرج..
يحيرني أمره, كان يزورني دوماً, يحادثني ويحادثني ويحادثني ويحادثني, ولا أجيب!
قد يكون السبب شفقته أو رغبته في التخفيف عن نفسه, وهو يضمن أنني لن أخبر أحداً!  يصدمني فعلاً إصراره على المجئ يومياً, يبقى لدقائق ويحدث نفسه, يظنها طبيباً نفسياً.. لكنه للاسف فشل في جذب أطراف حديث معي!! مع ذلك, تلك الكلمات الأخيرة, وذاك الألم الخفيف في صوته, مالذي يحدث معه؟!
هو دوماً يتحدث, لكني لا أنتبه إلى كلامه إلا حينما ينطق اسمي!! وهو بشكل غريب يصرّ على حشو كلماته باسمي!! أنا حقاً في حيرة من أمري! لم أفهم مالذي يرمي إليه..
لو أنني بدأت الكلام معه, وهو أمرٌ مستحيل, لا بد أن أفقده, كما فقدتهما!! هجر والدي دوره كأب مذ سبعة أشهر ونصف, ووالدتي منذ شهرين ونصف!!
أظنني أحتاج للنوم, جيدٌ أن سريري قرب النافذة, كنت لأجنّ أكثر..
لكن مالذي سيحدث ومالذي سيتغير إذا انتقلت للعيش مع أسرة عمي خالد! مع إسراء وأماني وعمر..
تباً إنهم لم يطلبوا حتى رأيي.. لا أريد الرحيل عن منزلنا بأي حال!
ليتني في كل مرة أسعل فيها, تخرج كومة من المتاعب مني, أرتاح منها!! أشعر بضيق!

Continue Reading

You'll Also Like

35.7K 219 1
الغزو الأول، مملكة الشياطين. ديابلوس دامون، ولي عهد مملكة الشياطين، الشيطان الملعون الذي يهابه ويكرهه الجميع، حتى ابناء صنفه وعائلته. ديابلوس لم يتو...
22.4M 1.1M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف
1.5K 238 20
~°● تِلكَ التِي تَهَاطَل الغَيثُ بِقَلبِهَا وأِختَرَقَت السِهَام أحشَائِها وتَلَوَثَت دِمَائِها النَقِيه بِعَفَن أَرضِك الضَحلاَء حَان وَقتُكَ لِتُعَ...
89.9K 6.6K 16
أخشى بأنه ستقوم حرباً ظروس ستؤدي بكبريائكِ الذي تعتزين به طريحاً