تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي...

By varia10

159K 9.6K 20.6K

~[ تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ]~ " عندما يصبح الظالمُ مظلومٌ لم... More

الفصل ١ : بداية الحكاية
الفصل ٢ : الشيطان الملكي
الفصل ٣ : وسقطَ القناع
الفصل ٤ : خيانة !
الفصل ٥ : أنا الوريثة وليس انت .
الفصل ٦ : انا آدم .
توضيحات + MBTI
الفصل ٧ : يومي الأول .
الفصل ٨ : جاسوس!
الفصل ٩ : أنا .. حامل!!
الفصل ١٠ : يا ويلي ماذا فعلت ؟
الفصل ١١: اهلاً بعودتك
3,2,1...Booooomالفصل ١٢
الفصل ١٤ : الجريمة والعقاب II
الفصل ١٥ : الجريمة والعقاب III
الفصل ١٦ : الاسم / لويس .. الوظيفة / ابليس !
الفصل ١٧ : معهم تصبح المقالب مصائب !
الفصل ١٨ : انقلاب !
الفصل ١٩ : قُلِبَ قلب القالب المقلوب !
الفصل ٢٠ : هروب .
خارج النص : تخيل الشخصيات !
الفصل ٢١ : ابصرتُ كابوساً في الظلام !
الفصل ٢٢ : صمتَ دهراً و نطقَ شرَّاً !!
الفصل ٢٣ : الطلقة الاخيرة .
الفصل ٢٤ : العنهم واحداً تلو الآخر !
الفصل ٢٥ : و ضحك الشيطان ..!
الفصل ٢٦ : ساعة الصفر
هل أنت ضائع؟ تعال لنرشدك .. #Review
الفصل 19,5: فصل جانبي .
الفصل ٢٧ : اغمض عينيكَ لـ تراه !
الفصل ٢٨ : مواجهةٌ لم تكن في الحسبان !
الفصل ٢٩ : بلا رحمة .
الفصل 30 : ومِنَ الذنوبِ مالا يُغْتَفرْ !!
الفصل ٣١ : حكايةُ ماضٍ لم يمضي..!
الفصل ٣٢ : مصيدة الدجال.
الفصل ٣٣ : ويلٌ للعقرب، من شَرٍّ قد اقترب..!
الفصل ٣٤ : مذنب.. كالملاك!
الفصل ٣٥ : انتكاسة قلب .
الفصل ٣٦ : خيبة منتصر "1"
الفصل ٣٧ : خيبة منتصر "2"
الفصل ٣٨ : انظروا من عاد..لينتقم !!
الفصل ٣٩: و إذا ضربتَ فـ اوجع !!
الفصل ٤٠ : قِفْ على وحل دمائهم وانْتَصِرْ !
الفصل ٤١ : شيطانٌ مرَّ من هنا .
الفصل ٤٢ : روابط ممزَّقة.
الفصل ٤٣ : هبَّتْ نسمة خطر .
الفصل ٤٤ : طريق الهلاك يبدأ بـ عثرة ..!
فصل جانبي ٤٤.٥ : خطيئة الغفران .

الفصل ١٣ : الجريمة والعقاب I

3.2K 233 194
By varia10

( أوشك الحصن على ان يتهاوى ، حيث قصف الرعب أركان الأمان ، صخب الفوضى احرق استقرار الساحة ، استغل الهلع الفرصة ليستولي على قلوبهم فيما اصبحت عقولهم تحت رحمة الذعر ، فما تكاد تسمع غير صرخات استغاثة تبعثها أفواههم ! هل من مجيب لهذا النداء ؟ يقف الجنرال محاصراً في دائرة اليأس فما حدث لم يكن متوقع ، وتلك البيادق تنتظر إشارته بالتحرك لكنه يعلم تماماً ان خطوة واحدة في مسار خاطئ كفيلة بأن تخرجه من المعركة مهزوماً .. وفي أسوأ الأحوال .. جثة هامدة!!)

بيرلو : و ما العمل الآن ؟ نحن لن نبقى مكتوفي الايدي هكذا طويلاً صحيح ؟

( خاطب بكلامه سيده الذي نحر القلق حيلته فجعله يعبث بأصابع يديه عشوائياً وكأنه يحاول تفريغ الوقت ليمضي بسرعة تنسيه هذا الكابوس المزعج ، حتى أحس بيد اخرى تضم كلتا يداه ببعضهما وتقول بهدوء )

بيرلو : اهدئ ! كل شيء بخير ،، لقد قمنا بإخلاء تام وإبعاد الطلبة عن مبنى الجامعة ، هل أنتَ قلق من وجود قنابل داخل مساكن الطلبة ؟

( هز راْسه ببطء نافياً ، بدا وكأن لسانه قد عُقِدْ او اصبح مشلولاً فما عاد بإمكانه اصدار الكلمات ،، ليستقبل سهم آخر ممن يبدو وانه طرف ثالث في الحرب )

ليفان : هييييه ! لستَ جاداً صحيح ؟ أعني ... لطالما تفاخرتَ بقوتك وأنك لا تُهزم ،، والآن في اول تجربة اختبار صرتَ گ نملة دهسها فيل .. ياللعار!

( ورغم برودة كلماته إلا وأنها كانت تلسع بحرارة كافية لتشعل لهيباً في قلب الماستر ، حضر بينهم بجسده فقط أما عقله لم يكن كذلك ،، لقد ضاع في متاهة نسجها خوفٌ ملأ قلبه، كلما وجداً طريقاً للخلاص رأى نهايته مسدودة ، حتى ...)

بيرلو : أتعلم شيئاً ..؟ لن استغرب مطلقاً إن عثرنا على دليل جديد لخيانتك .

ليفان : ههههههههههه اولاً اخرج من هذه الورطة ثم اكتشف خيانتي ،، مع انني لا اعتقد حدوث ذلك طالما انك تعتمد على هذا الفرعون الفاشل

( كتم بيرلو غيظه امام رفيقه اللامبالي ، ولم يلقي اي بالٍ لحديثه المستفز ، ثم عاود توجيه حديثه لسيده ، وقبل ان يلفظ بكلمة دخل الغرفة شخص آخر مسرعاً ، أنفاسه المضطربة تعكس الوضع الحالي خارج الغرفة )

الممرضة : سيدي ! رئيس قسم الشرطة يريد مقابلتك فوراً !!

( رفع راْسه الذي سمح للعجز والاستسلام ان ترسما ملامح وجهه البائس ، لقد تفاقم الوضع اكثر كيف سيبرر للشرطة ما حدث ؟!! )

بيرلو : لا بأس انا سأتولى أمرهم .

الممرضة : لـ..لكن !

( ضغط على يدي سيده راسماً ابتسامة أمل تعيد نبض الحياة الى قلبه واستطرد قائلاً )

بيرلو : ثقْ بي كما أثق بكْ ! سنتجاوز هذه المِحنة معاً .. أليس كذلك ؟

( أومأ راْسه بإيجاب رغم ان وجهه يقول غير ذلك لكن عيناه تخفي مقتَهُ الشديد للخسارة .. بعبارة أخرى " سيفعل شيئاً " .. ولم يخفى ذلك على رفيقه فاتسعتْ ابتسامته اكثر قبل ان تتقلص بسرعة حين سمع كلاماً ساخراً من أكثر شخص يُكِنُّ له البغض في اعماق قلبه )

ليفان : اتمنى ان يحدث ذلك سريعاً ، فأنا هنا لأكمل دراستي لا لكي اشهد مسرحية أبوكاليبس أمامي !!

( ما عاد للكره أي أصفاد اخرى يُقَيَّدُه بها في الخفاء فقد لاح للعلن ولن يتأخر انفجاره طويلاً ، حمل حقيبته و سارع الخطى ليخرج من هذا الكرب المقزز ، هو يحب الهدوء ولا يرغب في توريط نفسه بأمور كهذه .. غدتْ الممرضة تراقب حركتهم المشبوهة حتى تأكدتْ هي الأخرى من وجود خيوط معقودة تقيِّدهم ببعضهم ومع ذلك لم تنطق بشيء ، ترك بيرلو يدا سيده وسارت قدماه نحو الباب ، انتظر قليلاً عند عتبته يأمل بسماع كلمة واحدة على الاقل من سيده لكن ما اراده لم يحصل فتابع خطواته المغادرة .. ؛ ظلَّتْ الممرضة في الغرفة تنظر الى حال سيدها بنظرات بائسة ، رغبتْ في قول شيء لكنها لا تعرف ما هو ، فتمتمت بسؤال مهذب )

الممرضة : هل أستطيع المساعدة في شيء ؟

( صمته كان اجابة كافية لسؤالها ، فرغبت بالمضي قدماً نحو الخارج إلا ..)

الماستر : استدعيه !

( نبرته الحادة بحزم أوقف مسيرتها فالتفتت باهتمام نحوه وسألت باستغراب )

الممرضة : من .. من تقصد ؟

( أخيراً رفع راْسه متجهماً ، والغضب يبرق ضياءه داخل سواد عيناه الحادتان گ أسدٍ هُدِّدَ بإسقاط عرشه داخل عرينه ! ، ارتعبت الممرضة من انتفاضته المفاجئة فقد كان يلعب دور القط الجريح قبل لحظات والآن ..؟ تساءلت في داخلها " هل وجد الحل ؟ " ،، ولعل جوابه زاد من فضولها اكثر حين قال ..)

الماستر : جوي فيرنانديز !

-------

( متاعبٌ تخلِّفُ وراءها مصائب ، حفنة من الفراغ ملأت جوفها سكون يقتل ضحاياه ببرود لا رحمة فيه .. هو يعلم تماماً أن الأمر ليس هيَّناً ولكن لابد من المحاولة فلن يسمح بعقبة كهذه ان تبعثر أوراق مخططه للانتقام ، ذاك الشبح الذي يطوف حوله ليل نهار يحرمه من التحرك في النهار فيبدأ بمضايقاته وحرمانه من النوم ليلاً ،، بهدوء يقظ وثقة لا رجوع فيها ،، فتح الباب على مصراعيه ، وقرعت قدماه الارض بخطوات ثابتة حتى أقبل عليهم بابتسامة بريئة تمحي الشكوك حوله ، و بكلماته المتنمقة بدأ حديثه )

بيرلو : تحياتي لكم أيها السادة ، أتقدم نيابة عن سيدي بالشكر الجزيل لكم على تعاونكم في اخلاء الطلبة الى بر الأمان ، متمنِّيين منكم الدعم المتواصل , وأرجو ان نكون عند حسن ظنـ..

( " كفى !!" صرّح بها رجل في العقد الرابع من عمره وكأنه اكتفى من هذه الألاعيب الدنيئة ، استدار نحو بيرلو بوجهه المتجهم و قال بصوت خشن )

الضابط : أين الماستر ؟ يجدر به القدوم إلى هنا ليفسِّر لنا هذه التفجيرات الإرهابية ، هل آويتم مافيوني هنا ؟

( ثوران الضابط الساخط يشهده الأعمى حتى ، اتسعت ابتسامة بيرلو اكثر حين تردد الى سمعه لقبه " مافيوني " وما زاد من سعادته ان الضابط لا يعلم بالأمر ، اعتلت ابتسامته الصامدة محياه في وجه ذاك الساخط وأكملها بكلمات تدس السم في العسل ، إذ قال ..)

بيرلو : المعذرة حضرة الضابط ، سيدي منشغلٌ بسلامة الطلبة وهو يعلم تماماً أن وقت التحقيقات لم يحن بعد فـ..

( زمجر الضابط غاضباً في وجه بيرلو وهو يقاطعه )

الضابط : توقف عن تلفيق الأكاذيب ، عليه أن يخضع للتحقيق حالاً !! ثم ان سلامة الطلاب هو عمل الشرطة .

بيرلو << ابتسم بمكر >> : إذاً مالذي تفعله هنا ؟ ألا يجدر بكَ البحث عن مواقع القنابل لتعطيلها بدلاً من البحث عن الفاعل أومن له علاقة بالأمر ؟! مالذي حدث لعمل الشرطة فجأة لتجعلوا المسؤول هنا يقوم بأعمالكم الشاقة ؟ ياللوقاحة!.

( لعل كلمات ذاك المافيوني أصابت الهدف تماماً ، أشعرت المتلقي بالإهمال في مسؤولياته وكأنه خذل من يثقون به ، تراجع الى الخلف قليلاً ليسترد شيئاً من اتزانه الداخلي لكن بيرلو لم يدعه يمضي في سبيله )

بيرلو : اذا كُنتَ لا تمانع فبإمكانك البدء الآن ،، ما يزال السبيل ممكناً فانطلق قبل ان يغلق او تصبح النهاية مسدودة

( استعمل التحايل ليوقع بالضابط في فخه وينجو سيده من تلك المكيدة ، تيقَّن الضابط ذلك ، لكن لم يكن بوسعه فعل شيء غير مجاراته والبحث عن مواقع القنابل ثم يصفي حساباته مع الماستر )

-------
.
.
.
.
.

الماستر : بالطبع انا مشوش ، بل عقلي لا يكاد يستوعب شيئاً ،، ليس الأمر وكأنني خائف ولكن ..! اشعر وكأنني أقف في جبهة مكشوفة بالمعركة .. اعني لا اعرف من اين يوجه ضرباته نحوي ؟ ، هذا يجعلني اشعر وكأنني ضائع في حلقة مفرغة لا بداية ولا نهاية وبمجرد ان اخرج عن المسار الدائري ستقع قدماي الى هاوية اللانهاية .. لذا لا أستطيع التفكير في أي مخرج .

(في مكتبه قرر الإفصاح عن ما يدور في خلده ، من توتر فتاك يعصف به ،لا يستطيع رؤيته ولكن يمكنه الإحساس به .. افرغ كل ما يدور في عقله لذاك الشخص الذي يراه محل ثقته ،، لكنه لم يدعه يطرح رأيه اذ واصل حديثه قائلاً..)

الماستر : كلما حاولتُ تهدئة نفسي اجد عقلي محاصر بآلاف من الأسئلة .. مثل .. مثل ، لماذا اختار هذا اليوم بالتحديد للهجوم ؟ لماذا لم يختر اول يوم ؟ حيث تكون الأوضاع هادئة ولا مجال للشك في وقوع امر سيّء ! كيف سيلتقي بشركاءه بعد هذه المهمة ؟ ما الغرض من إرساله تحذير الى ليفان ؟ لماذا لا يقبض عليه فوراً ؟ ألم يخطر بباله احتمال تجاهل ليفان لتحذيره ؟!! ماذا سيفعل حِينَئِذٍ ؟ ،،،،، ااااااااه يكاد عقلي ينفجر من شدة التفكير!

راؤول : هممممممم ! تفكيرك جيد ، أنتَ في تحسن مستمر!

( ورغم اعصاب الماستر المشدودة الا وانه لم يكترث بل تصرف على طبيعته الهادئة ، حتى انفجر ساخطاً في وجهه)

الماستر : توقف عن مضغ العلك وساعدني !

راؤول : حسناً

( أنزل قدماه من على الطاولة لتقرعا الارض بخفة وفتح الدرج ، اخرج ورقة بيضاء برفقة القلم ومدّها للماستر كي يستلمها في استغراب )

راؤول : تفضل

الماستر : ماذا افعل بِهَا ؟

راؤول : دوّن فيها افكارك وهذه التساؤلات التي تدور في ذهنك

( نفخ صدره بقوة قبل ان ينفعل غاضباً )

الماستر : هل تعتقد ان الوقت كافي لذلك ؟ فات الأوان للتخطيط ، نحن بحاجة الى التنفيذ السريع حالاً

راؤول : ماستر توقف عن الانفعال أنتَ لا يمكنك تنفيذ شيء وعقلك مشوش هكذا

الماستر : ليس .. لدي .. اي .. فكرة ! ألا تفهم ذلك ؟!

( نفث كلماته تلك كما لو انه تنين هائج خارج السيطرة ، يعلم راؤول تماماً ان التوتر والانفعال هما من يُشِلّان حركة الماستر التخطيطية نهائياً ، فماذا عساه ان يفعل ؟ استرسل حديثه بنظرات تقول " حسناً! وما هي الخطوة القادمة؟" ، ليعود الماستر الى بحيرة اليأس بائساً ويصبح الضيق هو اكسجينه الذي يحشو جسده به ، اتكأ على المقعد وكأنه يتلو آخر كلماته في وصيته قبل الرحيل )

الماستر : لستُ ادري ! انا فقط اكره في ان اكون عاجزاً فاشل في تحمل المسؤولية ،، أتفهمني ؟

( ادرك راؤول كمية اليأس والاحباط الذي يعانيه سيده فما كان منه إلا ان يكون هو من يبدأ بالخطوة الاولى حيث تنهد قائلاً )

راؤول : لماذا لا يكون السؤال الثالث هو جواب السؤال الاول؟ !

الماستر : هاه؟!

راؤول : بالطبع لا تتذكره لأنك لم تدوّنه :)

الماستر : اجل اجل انا غبي ، أنتَ ذكي !!

( أطلقها ساخراً مغتاظاً مما يجري له ، ليرد الآخر بجدية )

راؤول : انا جاد ،، سؤالك عن " كيف سيلتقي بشركاءه بعد المهمة ؟" ، ألا يمكن ان يكون جواباً لسؤال " لماذا اختار هذا اليوم بالتحديد للهجوم ؟!!" ؟

( لم يجب ، بدا وكأنه يستفيق من صدمة تعرض لها منذ لحظات ،أو كما لو انه تجاهل شيئاً هاماً ولم يلتفت اليه قط غير الآن فصعقه أهمية الأمر ، أردف الآخر بحديثه )

راؤول : فكّر جيداً ! ما هو الشيء الذي سيحدث اليوم ولن يحدث في غيره من الأيام ؟ او لنكن اكثر واقعية ونقول لم يحدث في الأيام الخمسة الماضية !

الماستر : لم يسعني الوقت كي اتصفح جدول أعمالي اليوم !

راؤول : ومالذي تنتظره ؟ مفتاح اللغز هناك

الماستر : وماذا عن ... القنابل ؟

راؤول : هذه حكاية أخرى ، عليك القبض على العدو اولاً ثم تدمير مخططاته تدريجياً !

( باشر الماستر بالبحث عن ملف جدول أعماله ، لقد نسي اين وضعه من شدة الضغط النفسي الذي تعرض له.. في اثناء ذلك فتح راؤول موضوع اخر ..)

راؤول : بالمناسبة .. هل اخبرتكَ ان النظام تلقى إشارة مجهولة وغير مرغوب فيها ؟

الماستر : يعني ..؟

( كان يبحث بعشوائية دون ان يعطي المتحدث انتباهاً كافياً ،، الى ان وصل لنقطة جعلته يصب كل تركيزه وانصاته له حين قال )

راؤول : ألا تعتقد أن ليفان له علاقة بالأمر ؟

( نظرات الماستر آنذاك توضِّح لراؤول بأنه فتح موضوعاً آخر لم يكن الماستر محتاجاً اليه ابداً!! فحاول إصلاح الامر وقد بدا الارتباك واضحاً عليه وهو يتحدث بيداه )

راؤول : اعني ،، بطريقة او بأخرى ... اممم !

( اقترب منه ببطء وسأله بنبرة هادئة لا تبشر بالخير )

الماستر : ماذا تعني ؟

راؤول : حسناً ! انا لستُ متأكداً ، مجرد تخمين واجتهاد شخصي في الاستنتاج ، لا عليك ، انسى الامر

( حاول إغلاق الموضوع بالمماطلة ، لكنه شعر بعينَيْ الماستر تأكل روحه بشكل مريع ، لم يجد حلاً غيره..)

راؤول : حسناً حسناً ! اعتقدتُ ذلك لأنني سبق وان قلت وصلتني إشارة مجهولة غير مقبولة في النظام ليلة البارحة وصادف ذلك التوقيت في منتصف الليل اي بعد قدومه بساعتين و .... تعلم لم يكمل 12 ساعة هنا حتى بدأت الانفجارات هذه بالوقوع وحصل التحذير المشفر في الرسالة .

( ورغم انتهاءه من الحديث إلا وان تلك الأعين رفضت ان تزيح مقلتيها عنه ، كانت تفحصه بنظرات ثاقبة تحاول إيجاد اي ثغرة في كلام من أمامه ،،، لقد ذاق ذرعاً من تجرعه لمرارة خيانة رفيقه المتكررة حتى سئم منه ! اغمض عيناه بقوة قبل ان يدير ظهره ويقبض أنفاسه المتأججة بأصابعه بضغطٍ محكم كي لا تغدر به هي الاخرى ، ظلَّ راؤول يراقبه وينتظر منه رداً او حتى كلمة لكن يبدو ان اعصابه أوشكت على التمزق من شدة الشد ... حتى أتى الفرج ! على هيئة طرقات متسارعة للباب تلاها صوت أنثوي يصدح قائلاً ..)

سيلينا : عذراً سيدي ، هل أستطيع الدخول ؟ الأمر طار...ئ !

( قطعت مسافة بين الحرف الاخير وكلمته ، حين وجدتْ الماستر يفتح لها الباب بقوة ، تعابيره الباردة أربكتها لاسيما وهي ترى الشرر يتطاير من عينيه حتى تألم صدرها من قوة خفقان قلبها حينها " هل يعقل انني جئتُ في توقيت خاطئ؟!!" .. استمر الصمت لبرهة حتى تفوّه بكلمة عادية بنبرة قاسية )

الماستر : تكلَّميْ!

سيلينا << خوف >> : هممم ! حسناً .. أ.. أ ..

( تبعثرت كلماتها على الارض فأسقطت بصرها كي تعيد ترتيبها ، حتى أحسّت بشيء ثقيل على كتفها وإذا بها تجد يده المتشنجة بأصابعه قد تشبثت عند مفصل كتفها ، اقترب منها هامساً )

الماستر : ماذا ؟

سيلينا : في الواقع ..! بالأمس يفترض أن تقلع الطائرة بفصل 4-C في رحلة للتدريب على الطيران وتحط في مطار جزيرة هاواي .. ولكن ..! حصل عطل بمحرك الطائرة لم يعرف المهندسون سبب حدوثه لكنهم اجزموا على عدم إمكانية إقلاع الطائرة وقتها ، لذا تم تأجيل الرحلة لليوم .

( التفت الماستر لراؤول متسائلاً ينتظر اجابة تأكيدية على حقيقة حدوث هذا الامر ، فأجاب الآخر )

راؤول : صحيح !

( " هكذا إذاً ! لهذا السبب كان شنايدر موجوداً ليلة البارحة " ، عادت أنظاره نحوها باهتمام لتستكمل كلامها بتماسك اكثر .. )

سيلينا : المشكلة أنه .. هذا اليوم مقررٌ بأن تحلق الطائرة حاملةً معها فصل من طلاب السنة الاولى ليحضروا حفلاً كبيراً أقامه كبار المهندسين في مجال البناية والتصميم ،، لذا ..؟

( هزّت كتفها بتساؤل مشيرة الى اخذ قرار الماستر بشأن من سيذهب ؟ الا وان الماستر قد صمتَ و باشر بالتفكير في الامر ، لكن راؤول قد سبقه في فهم ما يحدث .. ابتسم بثقة وهو يحلل الموقف في رأسه " إحدى الرحلتان تضمان شركاء العدو وهذه طريقة مناسبة لتهريب المعلومات دون ان يشك احد بهم ، لذا اسرع طريقة لإحباط مخططهم هو الرفض التام ، ولكن كيف سيتعذر الماستر لهذه الآنسة بذلك ؟" فكانت الإجابة الصاعقة هي ..)

الماستر << ابتسم >> : لا بأس ، يمكنكما الذهاب معاً!

سيلينا << ذهول >> : حقاً؟!!

الماستر : نعم

( قفزت المعلمة من الحماس قفزة أفجعت الماستر وجعلته يندفع للخلف بخطوة سريعة ، خجلتْ المعلمة من تصرفها في عدم مقدرتها بالسيطرة على مشاعرها أمام سيدها ، اسرعت بتشتيت الامر بإخراج ورقتان مطويتان من حقيبتها وباشرت بإعطاء الماستر على عجلة محاولةً تبديد حرجِها ،، استلم الماستر الورق واطلع عليهما بنظرة سريعة ثم ألقى سؤالاً على الآنسة )

الماستر : هل هذه قائمة أسماء الطلبة في الرحلة ؟

سيلينا : أجل ، كِلاَ الفصلين و نريد توقيعك المختوم عليها للتأكيد على السماح بذلك

( مكثتْ المعلمة صامتةً تنتظر ردة فعل الماستر وهو يقلّب الورقتين كما لو انه يبحث عن شَيْءٍ ما فيها ، بينما ظّل راؤول يحدق في الماستر باستغراب يبحث عن سبب موافقته لهذه الرحلة " هل يعقل انه لم ينتبه للامر جيداً؟! أم انه يسعى لحل المشكلة بهدوء سِلْمِي ؟ لم اَعِدْ افهمه !" ،، تقدّم الماستر نحو طاولة مكتبه وأخذ الختم ليطبعه على تلك الورقة البيضاء ثم سحب قلماً ودوّن به وثيقة تأكيد الموافقة على الورقة بجانب الختم ثم أعطاها للمعلّمة ، لمح هالات التعجب تحوم حولها فقال بابتسامة مطمئنة )

الماستر : اريد استعمال هاتان الورقتان لبعض الوقت ثم سأعيدها لك والى ذلك الحين استعملي هذه الورقة كبطاقة موافقة رسمية .. حسناً ؟

( أومأتُ رأسها ببطء ، واستلمت البطاقة ثم اخذت طريقها خارج الغرفة ،، بعدها بلحظات انتفض راؤول محتجاً )

راؤول : ما معنى هذا ؟ لا تقل لي انك لم تفهم ما يجري فعلاً !! خروجهم يعني لقاءهم بعدوّك آدم فـ ...

الماستر << قاطعه >> : راؤول!!

( توقف راؤول عن الحديث منتظراً كلمات سيده التي قاطعته ان تصطف جميعاً كي توضح له ما يقصده ،، حاكَ له سؤالاً مريباً بعض الشيء ..)

الماستر : ما نوع الإشارة التي تلقيتها ؟

( خيوط الشك والحيرة غرزت نفسها في عقله فما عاد قادراً على التخلص منها بسهولة ، سمح للإجابة ان تتسلل الى الخارج إذ قال )

راؤول : هاتف عادي غير مدرج في النظام ! لا تسألني كيف فعلوها ، كثّفتُ البحث عن التفسيرات ولكن بلا جدوى

الماستر : ماالذي ورِدَ ذكره في المكالمة ؟

راؤول : لاشيء !

( تصلّبت أطراف وجهه مستوحشاً من هذه الاجابة ،،الى ان ارتخت بعد ان لمحتْ عيناه شيئاً يلوح في الأفق ، مما اجبر الآخر على التدخل و إنقاذ الوضع قبل ان يزداد سوءًا )

راؤول : أنتَ لا تقصد ... اممم! ذاك الشيء

الماستر : اعرف ما افعله


------------- جزء من النص مفقود -----------

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

( نعود الى قلب الحدث لنسلّط الضوء على ضحايا هذه المسرحية المرعبة ، لم يتوقع اي منهم انه سيشارك فيها او ربما متفرجاً لا اكثر ، ولكن ! جرت السفن في مجرى الرياح العاتية , فهل سيُصبِح مصيرها هو الانقلاب ؟ ! )

الطلاب : مالذي يحدث بالضبط ؟ ، الى متى سنبقى محبوسين هنا ؟ ، اوه لقد مللتْ ، مالذي يفعله الماستر الآن؟ ، هل حقاً تلك قنابل ؟ ، اريد الخروج من هنا المكان لا يعجبني ، احمق !! ألهذه الدرجة تريد الموت ؟ ، سمعت ان بعض الطلاب قد سافروا في رحلة على متن الطائرة ، هل سيعودون للمنزل وحدهم ! ، هذا ظلم ، يا الهي اريد العودة للمنزل ، سحقاً لذلك الماستر كم سنبقى ماكثين هنا ؟ ، على الاقل لن نتعرض للأذى هنا عكس الخارج ، ماذا لو أن قنبلةً مزروعة هنا ؟! ، ايييييييييه!!

( وسط تنهيدات تُصْدَر من افواه ضجرة ، حكايات تروى على مسامع من يهمه استقبالها ، وتذمرات الطلاب هنا وهناك ، مذروعين من هذا المصير الذي ينتظرهم .، إذ غدا الهلع يستنزف ارواحهم حتى تصبح لقمة سائغة لشبح الموت الطائف بينهم ،،، حتى صغت آذانهم الى صوت شجِيٍّ يطرب المنصتين له وهو يتلو ألحاناً ناعمة
« Sometimes to win, you've got to sin..!
Don't mean I'm not a believer~~
And major Tom, will sing along~
Yeah, they still say I'm a dreamer..! »
* الترجمة : احياناً كي تفوز ، يجب ان ترتكب خطيئة ..! ولكن هذا لا يعني انني لستُ مؤمناً ~~ و الرائد توم ، سيغني طويلاً ~ أجل ! لايزالون يقولون بأنني حالم ..! *

وتابع إلقاء كلمات الاغنية بإيقاع لامس كيانهم ، كلماته كانت أشبه بتهويدة ملائكية يتغنى بها للأطفال قبل النوم ، غشت على الخوف في قلوبهم لتعود أنفاس الحياة اليهم من جديد قبل ان تخرسهم تلك الصرخة الفاجعة من سماعات معلّقة في زاويا الجدران ..)

جوي : سيداتي آنساتي سادتي ، تحياتي لكم جميعاً في اولى حفلاتي العشوائية لمسيرتي الفنية في سماء الغناء ، ما رأيكم بصوتي ؟ أعجبكم صحيح ؟ بلا شك أنتم مذهولين من حنجرتي الذهبية 😎✨ ، حسناً حسناً انا متواضع لا داعي للتصفيق 😌✋🏼

( تبلّد فظيع تملّكهم ، من يصدق ان صاحب الصوت الشجي هذا يملك صرخة تبعث الأموات من القبور ! )

الطالب : من تكون يا هذا ؟ اين انت ؟ لماذا لا تظهر أمامنا ؟

جوي : احم احم معك الفنان القدير صاحب الحنجرة الذهبية المتواضعة جوي فيرنانديز .

( زمجرة ذاك الطالب أعادت احياء طقوس الهمس المتناقل بينهم ، " من يكون جوي هذا ؟ ، هل ارسله الماستر إلينا ؟، ماذا لو كان هو مفجر القنابل ؟ ، ارجوك لا تقل شيئاً مخيفاً كهذا ، لكنه احتمال ممكن " ، شعروا بالريبة منه لعله أفجعهم بحماقته حين صرّح بها قائلاً ..)

جوي : الماستر ؟! لا ابداً ، هو لا يعلم انني استعملتُ حجرة القيادة الخاصة به لأذيع أنغامي الساحرة لكم ، أراهن انه سيقتلني ان عَلِمَ بذلك ! أتعتقدون ان ما افعله مخالف للقوانين ؟ 🙁

الطالبة : توقف عن هذه السخافة ! أين تعتقد نفسك ؟ نحن في أزمة توتر ، لسنا في مزاج للاستماع الى اهازيجك المزعجة هذه !

( صمت الجميع حينها ، لم تقوى ألسنتهم على البوح بما يشعرون به الآن الا عبر كلمات صريحة أطلقتها تلك الفتاة بانزعاج تام ، فما كان من جوي إلا ان ابتسم وتحدث بثقة هادئة )

جوي : أتفهم مشاعرك يا آنسة ، ولكن ... في ظلِّ هذه الأزمة ،،؟! ألا تعتقدين ان تماسك ارواحنا والإيمان بأن الأمور ستسير على مايرام خير من القلق المرعب الذي يحيط بقيوده علينا ؟

الطالبة : ولكن ..!

جوي : انا ايضاً خائف ! ، لكن الماستر قال أن الأمور بخير اجمالياً فلا حاجة لهذا القلق الزائد عن حدّه ،، وعندما أخاف ابدأُ بالغناء لكي تُرْسَى روحي على بر الطمأنينة .. حسبتُ أن حالكم لن تكون افضل من حالي لذا قررتُ القدوم الى هنا لأشارككم هذا ، ونتخلص من الحزن والكآبة هذه معاً ،، ألديكِ أي مشكلة ؟

( كلماته المتفائلة أخرستها ، بل بدت لهم مسند ثقة يتكئون به على سيدهم في وقت الكربة المريرة هذه ، لذا لزموا الصمت وبدأ في إلقاء تعويذاته الإيقاعية يكمل بها ما تبقى منها
They say before you start a war»
،You better know what you're fighting for...»
* الترجمة : هم يقولون قبل ان تبدأ المعركة من الافضل ان تعرف ما تقاتل لأجله ...*
راسخةً في اذهانهم التي صبّتْ جُلَّ تركيزها نحو الملقي ، بعد ان تَرَكُوا الهموم في قلوبهم تتبخر بواسطة حرارة الإحساس الدفين بالنجاة )

-------------

( تحطم أسفل الزجاجة سمح للسائل بالتسرب في حرية تامة حتى صار الرقيب لا يعلم كيف يوقف التسرب قبل ان يقضي على كل شيء متبقي منه ! ، هكذا كان حال الماستر تماماً في الدقائق الأخيرة لما قبل الفاجعة التي تنتظر وصولها له بفارغ الصبر ،، أخذ يتجول غرف الجامعة مهرولاً يبحث عن رفيقه او رأس التمساح كما يسميه ، فـ التمساح خطير وإن قبضتَ عليه ، سيبقى يكافح بدوران جسده على الارض بسرعة كي يفلت منك ويغدر بك مجدداً ! .. هو يعلم تماماً ان رفيقه لا يكترث لحجم الخطر المحدق به لذا سيفصل نفسه عن ابعد مكان في الجزيرة .. أين ؟ غرفة الموسيقى ،، دفع الباب بقوة صاخبة تشتعل غضباً يحرق أمة بأكملها عن بكرة ابيها ، لتستقبله أعين باردة كالجثة ، قلَّب عيناه مستنكراً وهو يرى سيده يتقدم نحوه بخطوات طويلة سريعة ، ضغط على شفتيه بغلظة قبل ان يباشر في الحديث أملاً في حلَّ الأمور دون ثوران بركانه الهائج كما هو المعتاد وحين لاحظ الآخر ارتجاف شفتيه الفولاذية كما يسميها ساخراً من سيده ، لفظ بهدوء اعصاب شديد ملحوظته )

ليفان : لا حاجة لكبح جنونك فأنا اعلم ان هذه الضغوطات توتِّرُكْ

الماستر : مالذي ستجنيه من هجومك اللامنطقي علي ؟!

ليفان << برود >> : لا افهم ما تثرثر به ، ولا اريد ذلك ، فقط دعني اكمل الفيلم وحسب !

( وضع عصيبْ ، وحصن الأمان قد اصيب ، ورغم أن كل أجراس الانذار تقرع قلوبهم خيفةً من القادم ، ما يزال هذا الاحمق يتجاهل الأمر بأعصابه الباردة ، ليثور سيده في وجهه محطّماً سلاسل التهدئة التي لفّها حول أعماقه ، متجهماً وهو يقتلع الحاسوب من يدي رفيقه ، ويلقيه في الأرض بقوة افرغ نصف طاقته السلبية لدرجة سماع صوت اجنحة المروحة الداخلية للحاسوب اثناء تهشم قطعها ! ، التقط انفاسه بصعوبة وبدأت كلماته بالهجوم العدواني ..)

الماستر : لماذا تصر على الطعن في ظهري ؟ بحق الجحيم مالذي فعلته لَكَ كي تتحالف مع عدوك ضدي أنا ؟!!!

( انتفض الاخر من مكانه كي يبرر لنفسه متعجبًا )

ليفان : هااااه ؟ ماستر كم مرة يجب ان اقسم لَكَ بأنني لا اعرف ذاك المدعو آدم ؟ اتهاماتك هذه تثير اشمئزازي!!

الماستر : اوووه حقاً ؟! وكم مرة كذبتَ علي تجاه قسمك المطبوع حبر على ورق فقط ؟!! خياناتك المتكررة تجعلك المتهم الاول في الساحة وربما الوحيد

ليفان << غير مصدق >> : مــــــاذا؟!!!

( فتح فاهه شاهقاً غير مصدق لما يسمعه ، ليؤكد الماستر على اتهامه بأن أشار بسبابته نحوه ثم أردف كلامه بنبرة قاطعة غير قابلة للشك فيها )

الماستر : نعم ! في كل مصيبة تحصل لي ارى اسمك بين السطور

ليفان << قاطعه صارخاً >>: هذا هوس !

الماستر << تابع كلامه >>: وصلتني إشارة من العدو ، كيف أتت ؟ أنتَ فتحتَ النظام له صحيح ؟

ليفان : اوه صحيح ! ولأنني مبرمج ، بلا شك انا من انشأ صفحة الديب ويب المطورة ! أتعلم شيئاً آخر ؟ ولأنني قد ساهمتُ في تفجيرات 11 سبتمبر ،، سيكون من الطبيعي ان أساهم في تفجير الجامعة التي انا بها !! ما رأيك ؟

( اطلق ليفان سخرياته المتهكمة عدوانية شديدة تؤكد ان الحرب الباردة بينهما على وشك الانهيار ، لكي يفقد القلب الانتظام في النبض وتبدأ حركة التنفس بالتسارع شيئاً فشيئاً أثناء طوفانه في زوايا الغرفة بأعصاب منهارة ، ثم عاد مجدداً ليسلط الضوء في التحقيق ضد صديقه بعد أن أشار له بصوت اكثر هدوءا بعد تلك العاصفة )

الماستر : اثبتْ لي ! كي أصدّقك .

( تنهد الاخر بيأس وقال )

ليفان : كيف ؟

( لم يلبث الماستر في محاولة الشرح طويلاً فقد اعترضه صوت سقوط شَيْءٍ ما على الارض كان أشبه بحاوية النفايات ، فكان اول ما خطر ببال الماستر حِينَئِذٍ ! " يوجد متلصص هنا " ،،،، صدح بصوته الحاد ارجاء الغرفة حين سأل " من هناك ؟! " ،،، استاء وجهه حتى احسَّ بغصة في حلقه وهو يرى تلك القطة السوداء تقترب منه ، ليسترخي جسدها في احضان سيدها ، الذي بالطبع لم يفوت فرصة للسخرية ببرود )

ليفان : اوه ، اعتقد ان بإمكاني اخفاء أداة تفجير القنابل في أحشاء القطة ، فكرة جيدة صحيـ..ح؟

الماستر: يكفي!

( صرخ بغضب عارم ، أفقده ما تبقى من شتات عقله ، لم يعد يقوى على تحمل هذا الوضع الفوضوي الى ابعد حد ففي كل ثانية تتشتت أفكاره وتأبى الانتظام ، حتى استقبل مكالمة هاتفية ، فتح الخط بِـ زفرة ضيق قبل ان يصدمه ذاك الصوت الهادئ وهو يقول )

شنايدر : هناك أمر مهم قد حدث ، تعال الى المسكن بسرعة

الماستر : شنايدر ! مالذي تفعله ؟ يفترض أن تكون ...

شنايدر : هيَّا لا تضيع الوقت ! الامر طارئ .

( اغلق المكالمة بعدها بأسلوب ادخل الوسواس في قلب الماستر ، ليس من عادة شنايدر التحدث بهدوء إلا في حالة واحدة .... ثمة مصيبة قد وقعت في غفلتهم ! ،، غادر الماستر الغرفة مصطحباً رفيقه المتضجر مما يحدث ، يريد الهدوء والسلام حالاً ... إلا وأنهما قد تركاه هناك في زاوية الغرفة ، خرج بعد ان كتم انفاسه طويلاً ، تأفف وهو يخاطب نفسه )

ليديا : سحقاً لهذان الاثنان ! مالذي يخفيانه يا ترى ؟! آدم؟!! من يكون ؟.. اتساءل هل اخبر ابي بما حدث ؟ ربما يعلم شيئاً

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

.
.

---------

الماستر : كيف .. ؟ كـ..

( وقف ينظر بذهول عاجزاً عن تصديق ما تراه عيناه ، التفتَ الى رفاقه لعله يجد اجابة تشفي غليله وتطمئن قلبه ، فلم يجد غير نظرات تترقب اللحظة القادمة بصمت ، ارتشف بيرلو كوب القهوة الذي في راحة يديه قبل ان يتحدث باتزان )

بيرلو : كما ترى ، وجدتُ الحال هكذا عندما أتيتُ لتجهيز العملية .. برفقة شنايدر طبعاً

( قال جملته الاخيرة وهو يلتفت الى صديقه الذي اركن جسده على الجدار ، ولم يتفوه بأي كلمة حتى نظراته لا تحوي شيئاً في جعبتها !)

ليفان : مالذي تنوي فعله الآن ؟

( قالها بهدوء وهو يراقب سيده اثناء مشاهدته للفوضى العارمة داخل الغرفة ، مقبض الباب تمَّ تفكيكه ، اقفال الخزانة مكسورة ، وأوراقه الهامة مبعثرة هنا وهناك ، كل شيء يدل على أمر واحد .. " حالة اقتحام " ، تنفس بصعوبة بالغة كي يسترد هدوءه ويتحدث دون ان ينظر اليهم )

الماستر : سنكمل العملية !

شنايدر : حسناً

بيرلو : لا حاجة للقلق ، كل شيء جاهز ومخطط له جيداً

ليفان : اوه طبعاً ! هذا اكثر ما يبرع المافيوني فيه غير سرقة أموال الغير

( اخذ تنهيدة طويلة ليعود الى طبيعته ويتحدث بحزم امام رفاقه )

الماستر : ما تزال الأمور تحت السيطرة حتى الآن ، العدو لم يخرج من الجزيرة ،، يمكننا النيل منه قبل ان يفلت منّا ،، خذوا مواقعكم مفهوم ؟

بيرلو : عُلِمْ !

( ابتعد شنايدر عن الجدار وانطلق خارج الغرفة ثم عاد حاملاً معه الهاتف ، رماه نحو الماستر من دون ان يلفظ اي كلمة ، فالتقطه الآخر وهو يشعر بريبة منه ، تبادل الى الشعور بأن هناك حلقة ناقصة قد نسيها ، وبالفعل كان حدسه في محله فبمجرد ان اقتربت السماعة من أذنه ، أوجس قلبه خيفةً حتى بات قادرًا على سماع نبضات قلبه المرتعدة فهذا آخر مصيبة يرغب بسماعها في ظّل هذه الأزمة )

المدير : ما صحة الأخبار التي وصلتني ؟!

( توقفت خلايا دماغه عن العمل ، وكأن ثمة التماساً كهربائياً قد اصابها ، إن المصائب لا تأتي فرادى ! وكذلك الحلول لا تأتي دفعة واحدة لاسيما حين تستعمل الحيل في نسجها،، فما نوع الحيلة التي سيستعملها للتخلص من هذا المأزق ؟! )

--

عنوان الفصل القادم : الجريمة والعقاب II

هذا الفصل عبارة عن تخطيط للجريمة و التنفيذ سيكون في الفصل القادم ، لذا لم أوضح كل شيء فيه

آراءكم تهمني وشكراً 🌹

نلتقي لاحقاً 👋🏼

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 81.6K 63
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.
35.5M 2M 57
غرفة مظلمة صراخ لا يعلم سببه ما بعد سكون الجميع يظهر وجعه هي فقط تستطيع ان تسمعه وتتسأل من هذا ومن ذا الذي يعذبه يتناثر فضولها للمعرفه تخطئ بالسير نح...
2.4M 57.7K 58
ماذا ان عشقت فخذلت تهشم قلبك فأصبحت حطام كرهت و تغيرت أصبحت قاسي لا يحرم فلقبت بالشيطان لتمر السنوات عليك وحيد ، غاضب ، إلى أن أمسيت وحشاً...
736K 38.3K 57
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.