Past Follows Me | الماضي يلاح...

By noura_kamal

22.7K 1.8K 4.1K

من المؤلم أن تٓحظى بحياة أنت مَجبور عليها أن تُعاشر أشخاصاً الحقارة عنوانهم أن تتعرض للإساءة والتنمر والتعدى... More

مقدمة.
1-لندن.
3-لوو!
4-بداية سيئة.
5-التقاءات.
6-لقد عفوت عنك.
7-لست قاتلة.
8-الملاهى.
9-حفل المبيت.
10-المخيم.
11-القردة.
12-تشوباكابرا.
13-إنكشاف الحقيقة.
14-ميراندا.
15-عيد الميلاد.
رمضان مبارك
16-الوصية.
17-رجل خارق.
18-خيانة.
19-تهديد.
20-آلم.
21-تسرب غاز.
22-سفر.
23-نقطة الصفر.
24-هاواي.
25-غيرة.

2-الجيران المزعجون.

1.1K 106 176
By noura_kamal

#الراوية
فتحتْ الباب ببطء لعدم وجود عيناً تنظُر منها، نظرتْ مُتعجبة من وجود عِدة سيدات وفتيات أمام عتبة منزلها. تسائلت بمن هؤلاء يا ترى وماذا يريدون منها؟! هى حتى لا تعلم أحداً هنا.

"مرحباً؟"

تمتمتْ كسؤال أكثر من ترحيب، لتجيبها سيدة ذات شعر أسود حالك وعينان بنية مُبتسمة بدفئ.

"مرحباً بكِ فى هذا الحي، نحن جيرانك."

حدقتْ بهم لعدة دقائق بدون التفوه بكلمة لتجدهم يتبادلون النظرات كثيراً. حدثت نفسها متسائلة من أن يمكن أن يكون ذلك لأنها لم تدعوهم للدخول؟.. ولكن هل عليها؟!

"امم فلتدخلوا.."

قالت متنحية لهم عن الباب ليدخلوا خلف بعض لتقودهم لغرفة المعيشة.

"تفضلى حبيبتى."

تلفظتْ سيدة ذات شعر كستنائى وعيون خضراء، مناولة إياها صندوقان أحدهما شوكولاه والأخر كعك.

لم تعلم بماذا تُجيبها فهى لم تتعامل مع أشخاص غير ماريا وآدم منذ صغرها، وكانت علاقتهم بدون رسميات تماماً وهذا جعلها عاجزة عن التعامل مع البشر بطريقة لبقة.

"ءء.. امم..حسناً. سأحضر بعض العصير."

تهربتْ من هذا الموقف متوجهة للمطبخ. حضرتْ لهم العصير وعادت واضعة أمامهم الأكواب، لتتمتم بخفوت متوترة من نظراتهم التى لا تفارق تحركاتها.

"ها هو فلتأخذوا."

"شكراً عزيزتى. أنا تريشا جارتك التى تسكن فى المنزل على يمينك، وهذه صغيرتى واليها ولدى زين أيضا ولكنه بالمنزل."

تحدثت السيدة ذات الشعر الأسود، وفور نطقها لكلمة 'عزيزتى' تصلبت أطراف لوراسيا متذكرة والدتها، بلعت الغصة التى تكورت بحلقها بصعوبة تامة. وجهت مقلتاها للفتاة التى أشارت لها تريشا، لتخمن إنها بمرحلة المراهقة يافعة وجميلة. اومئت لها كترحيب.

"وهذه آنى جارتك التى تسكن فى المنزل على يسارك وإبنتها جيما. وتلك كارين وتسكن فى المنزل المقابل لى وإبنتها روز. وأخيراً مورا التى تسكن فى المنزل المقابل لآنى."

كانت تشير لكل واحدة تذكر إسمها هى وإبنتها، وكأن لوراسيا ستحفظ جميع الأسماء! أومئت لهم بإبتسامة مصطنعة.

"تشرفنا بمعرفتكِ حبيبتى."

قالت آنى وعيناها تبتسمان، نظرت لها لوراسيا محاولة تذكر اسمها والذى اندفع داخل رأسها لتومئ لها وتتمتم بهدوء.

"أنا أيضاً."

"ما اسمك ابنتى؟"

تلفظت مورا بحنان، والتى ظنت لوراسيا إنها تُدعى ماور، تحمحمتْ لتنطق بإسمها لهم.

"لوراسيا.."

"اسمكِ جميل."

تمتمتْ إحدى الفتيات الثلاث التى لم تستطع لوراسيا تذكر إسمها، أخذت تردد عدة أسئلة لعقلها علّها تتذكر: ما إسمها؟ ماذا كان؟..حتى تداركت إنها واليها. ردتْ لها بإبتسامة.

"كما قالت تريشا ينقصنا إبنُها زين، وليام إبنى، ونايل وجريج أولاد مورا وهارى إبن آنى."

قالت كارين بابتسامة بشوشة، لتومئ لها وشبح إبتسامة عانق شفاهها.

"إذاً، أين والداكِ عزيزتى؟"

تسائلت تريشا متجولة بعينيها باحثة عن أثر لوالداها لكن لم تجد. تغيرتْ ملامح وجه لوراسيا للتجهم والحزن ولم تُجيبها بشئ.

"ك-كم عمرك لوراسيا؟"

تداركت جيما الأمر وحاولت تغير الموضوع، لتتنهد ونظرتْ لها متفوهة.

"سأبلغ الواحد والعشرون الشهر القادم."

"رائع، تقريباً مثل هارى. أنا فى الرابعة والعشرون."

تلفظت جيما بحماس لتتلوها روز باسمة، لم تكن تعلم لوراسيا إذا أصحت بأسمائهم أم إن عقلها يرسل لها إشارات خاطئة.

"أنا أيضاً فى مثل عُمرها."

"أما أنا فى السابعة عشر."

قالت واليها مصطنعة الحزن كونها الصغرى بينهم. وجهتْ إنتباهها لتريشا فور نُطقها لإسمها.

"لوراسيا عزيزتى؟"

"ماذا؟"

"يوجد لكِ جارة أخرى مقابلة لمنزلكِ، ولكنها ليست موجدة حالياً لذلك لم تستطع المجئ."

"حسناً سيدتى."

لم تعلم لماذا تُخبرها بذلك حتى ولم تهتم، فهى ممتنة كون تلك الجارة غير موجودة فيكفى هذا العدد الهائل بنظرها، هى حتى لا تصدق أنها استطاعت كبت شعورها بالتوتر والخوف من وجود أشخاص حولها وصمدت حتى الآن.

"فقط، تريشا أو خالتى."

قالت بابتسامة مريحة ذكرتها بمن أنجبتها، ليحتل صدرها آلم من نوع الفقدان شئ لم يشعر به إلا القليل. تنهدت آمرة نفسها بالتماسك فلن تبكى أمامهم مهما يحدث.

تداركت أنها تُدعى تريشا وثبتت إسمها بذهنها. لاحظت الصمت الذى ساد المكان للحظات والتى قررت كارين قطع سيطرته بسؤالها.

"إذاً صغيرتى، هل قدمتى فى جامعة معينة أم ماذا؟"

"نعم، قدمت فى جامعة***** وسأبدأ سنتى الرابعة."

نظرت لأصابع يدها متفحصة وكأنها أكثر شئ جذاب فى هذا الوقت.أضافت مورا والتى استوعبت لوراسيا أن هذا أسمها وليس كما ذكرتْ..وقف عقلها على لفظ فتية غير مستوعب، هى لا تريد إدخال أى أحد بحياتها وبالأخص خوفها الأكبر 'الفتية'.

"من حسن حظكِ ابنتى، إنها جامعة الفتية."

"بالتوفيق حبيبتى."

تمنتْ آنى لها ناظرة لوجهها الملائكى، أومئت لها شاكرة باصتناع.

استولى الصمت على ألسنة الجميع ليُخرسهم لفترة مُظهراً مَدى قوته. شعرت لوراسيا بِبعض الضجر من تواجدهم الطويل، تتاوبت عدة مرات ليلاحظوا ولكنهم لم يفهموا مبتغاها.

"هل أُحضر لكم شئ؟"

تمتمت بانزعاج واضح بعض الشئ، لتجيبها تريشا مُرسلة بعض النظرات للبقية.

"لا شكراً عزيزتى؛ فنحن ذاهبون."

وقفوا جميعهم ثم ضموها لهم، بادلتهم الضمة على مضض حتى لا تحرجهم ولكن فى قاموسها هى لا تضم الغرباء من أول لقاء هكذا. قادتهم للخارج ليتفرقوا لمنازلهم بعد تفوه آنى بالوداع.

"وداعاً حبيبتى."

تبسمت ممتنة كونهم أخيراً ذهبوا، أخذت هاتفها لتنظر له متفاجئة من وصول الوقت لمنتصف الليل بهذه السرعة، زفرت بانزعاج لأن جيرانها المزعجون والمتطفلون بمنظورها أطالوا لساعتين كان بإمكانها التلذذ بالنوم أفضل لها ولكن.. القدر! صعدت لغرفتها وتمددت على فراشها بتعب، ضبطت منبهها على العاشرة لتستيقظ للمقابلة. لا تعلم كيف ستتأقلم وسط هذه الصحبة من جيرانها، ولكن الجيد والمحزن بذات الآن كون ظهور جزء بهم يذكرها بحنان وعطف ودفئ الوالدة التى حُرمت منه منذ طفولتها.

___

"أميييى..لااااا.."

انتفضت شاهقة بخوف على هذا الكابوس الذى يُعاد مراراً وتكراراً، إنزلقت دموعها العالقة بمحجريها وسط نحيبها المؤلم، غطت وجهها بكفاها فى محاولة لكبح صوتها عن الدوى فى المنزل، وتقرفصت حول نفسها سامحة لآلام قلبها بالتعبير عن ذاتها قليلاً..

تنهدت بعد أن توقفت عيناها عن ذرف الدموع واعتدلت فى الجلوس، امسكت هاتفها ناظرة للساعة التى كانت التاسعة والنصف، اهتز الهاتف بيدها وإسم الخالة تريشا يغلف الشاشة، فلقد تبادلوا الأرقام.

"مرحباً خالتى."

"مرحبا عزيزتى..اليوم أنتِ مدعوة على الغداء فى الثالثة عصراً، سيكون الجميع موجود ومنهم الفتية والجارة التى أخبرتك عنها ولا مجال للرفض، وداعاً."

فور إنتهائها من الحديث أغلقت بدون أن تسمع ردّ الأخرى حتى! تيقنت لوراسيا بأن هذه الجيرة ستزعجها وجداً.

___

"مرحباً."

همستْ مصافحة مدير الجامعة الذى كان رجلاً فى عقده الخمسين. تبسم لها ببشاشة لتظهر بعض الخطوط الرفيعة على وجهه راسمة خبراته فى الحياة.

"مرحباً بكِ يا ابنتى، بالتأكيد أنتِ لوراسيا."

"صحيح.."

أجابته بهدوء وراحة له فهو يُذكرها بجدها قبل أن يتوفاه الله. مدّ لها بورقة لتمسكها هى منتظراه ليتحدث.

"املائى هذه الإستمارة بالمعلومات."

"هذا فقط!"

تمتمتْ متفاجئة بعض الشئ ليومئ لها مفسراً لتشرع بالكتابة.

"نعم، فقد تكفل والدكِ بالباقى.. ستبدأى أول يوم غداً كالبقية."

"لا بأس."

___

عادت لمنزلها لتستريح على الأريكة قليلاً، ومن ثم حضرت فطورها وتناولته. نظرت لعقارب ساعتها المزينة للحائط لتجدها لم تتعدى الثانية عشر، توجهت للمكتبة واختارت كتاب The Fault In Our Star وانشغلت فى قرائته.

أغلقت أخر صفحات الكتاب ونظرت لساعة هاتفها لتجدها الثالثة إلا ربع، ورغم قصر الوقت على إنهائها للكتاب إلا إنها سريعة القراءة.

حملت نفسها صوب غرفتها لتتجهز لذلك الغداء. ارتدتْ سترة صوفيه سوداء وبنطال واسع أسود، تركت شعرها منسدل على كتفيها ولم تتحمل عناء وضع المساحيق. أخذت هاتفها ومفاتيحها ووضعتهم فى جيب بنطالها واتجهت للمنزل المطلوب.

***

#زين

"زين، واليها، تعالوا هنا!"

صوت أمى اخترق جدران غرفتى ليحملنى على الخروج منها لأصادف واليها.

"تتوقع ماذا تُريد أمى منا؟!"

قالت واليها مجارية خطواتى، نظرت لها بطرف عيناى بغير اكتراث لأتمتم ببطء.

"لا أعلم، فلننتظر ونرى."

"حسناً، أيها البارد."

همست متوقعة منى ألا أسمعها، ضيقت عيناى وتوقفت عن الحراك ملتفتاً لها لأنطق بثقل.

-ماذا قلتى؟!-

"لم أقُل شئ."

صاحت بذلك وركضت للأسفل، قلبت عيناى بسخرية على سذاجتها وخطوت لغرفة المعيشة لأجد أمى جالسة على الأريكة وواليها مقابلة لها، أخذت مكاناً بجانب والى لتسأل أمى عوضاً عنى.

"ماذا هناك أمى؟"

"إن الجميع آتى على الغداء، ولوراسيا قادمة!"

صاحت فى نهاية حديثها لتشاركها واليها بسعادة، وأنا جالس كالأريكة تماماً لا أعلم من تِلك.

-من هى سوراليا هذه؟!-

"لوراسيا!..إنها جارتنا الجديدة."

قالت أمى بسعادة مفرطة لتضيف واليها بنبرة غنائية لعوبة. زفرت بضيق فهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم ولن يبعدو تفكيرهم هذا.

"وهى جميلة جداً."

لم أنتظر أى حديث أخر يؤدى للجدال وصعدت لغرفتى منزعجاً. نظرت للساعة التى أشارت للواحدة ظهراً، أمسكتُ هاتفى وضغطت على أسماء الفتية لنتحدث جميعا.ً

-مرحباً يا رفاق.-

"مرحباًاًاً."

صاح الأحمق لوى لأبعد الهاتف عن أُذنى، هه لن يتغير ابداً.

"هل علمتم بأمر الجارة الجديدة؟"

قال ليام كاسراً أى حديث أخر، همهمت أنا والبقية كإجابة ليضيف هارى بنبرة جعلتنى أشعر بإبتسامته.

"جيما تقول إنها فائقة الجمال."

أدرتُ عيناى على تفاهته، فهازَ يحب وضع لمسته الخاصة فى أى موضوع. أضاف نايل مما جعلنى أظن أنه جائع أو يريد تعلم الطهى.

"أتمنى أن تكون طاهية ماهرة."

"أو تكون مشاغبة، تحب المزاح وافتعال المقالب."

أضاف لوى بخبث، لأقلب عيناى بضيق على سخافتهم المتتالية حول الفتاه بدون مراعاة لشعورى، أعلم عدم تعمدهم للأمر ولكن هذا يؤلمُ فؤادى ويرهق عقلى.

-توقفوا يا حمقى! بالتاكيد ستكون مثل جميع الفتيات.-

زمجرت بغضب ليُخرسهم حديثى، تعالت صوت أنفاسى عبر الهاتف مفصحة عن مدى إنزعاجى.

"ليس جميع الفتيات متشابهات، زين."

قال ليام بهدوء وكأنه يحاول تهدأتى، لم أهتم لحديثه المعتاد المتناقض مع منظورى. رددت بعد فترة بتملل لأسمعهم يتنهدون.

-لا يهم، أراكم."

___

نحن الآن فى غرفة المعيشة والجميع متراص على الأرائك، منتظرين سوراليا هذه!

"لماذا تأخرت هكذا؟"

قالت لوتى بتأفف حاصلة على إنتباه الجميع، لتجيبها أمى.

"لم تتأخر سوى عشر دقائق عزيزتى، بالتاكيد ستأتى الآن."

"ماذا كان اسمها؟"

تسائل لوى محاولا التذكر، لتقرر أمى إجابته فاتحة فمها لكن صوت الجرس منعها من إجابته، لتصيح بحبور أتعجبه فما الذى يُسعدها هكذا فى مجرد فتاه!

"بالتاكيد هذه هى!"

استقامت مُتجهة للباب لتُحضرها، تأخرت عدة دقائق أعتقد كانت تحادثها بهم.

دخلت أمى لغرفة المعيشة وخلفها الفتاه ذات البشرة البيضاء والشعر البندقى، وعينان واسعة خضراء ذات لمعة زرقاء، وطول وجسد متناسقان.  تبدو جيدة بعض الشئ.

أبعدتُ نظرى عنها وصفعتُ نفسى داخلياً، بالتأكيد ستكون كباقى الفتيات!

قفزتْ لعقلى عدة لقطات جعلتنى أظن أننى رأيتها من قبل، أيعقل أن تكون ذات الفتاه؟! أعدت النظر لها ودققت فى ملامحها قليلاً. يا إلهى إنها فعلا هى!! أعلى محادثتها وإخبارها؟ لا لا..سأتظاهر أنى لا أعرفها فهى بالتاكيد لا تعرفنى وهى لم ترى وجهى تلك المرات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاملين أيه؟ وأخبار مذاكرتكوا ايه؟ المهم التشابتر نزل بدرى أهو محرمتكوش من حاجة، أتمنى بس ألاقي دعم يسعدني. الصورة لوراسيا *Tiffany*

Vote+Comment=NewPart

إلى اللقاء ❤

Continue Reading

You'll Also Like

32.9M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
400K 18.4K 44
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.9M 35.8K 43
تبدو لك الحياة أحيانا بائسة حزينة، تظن أنك تحب أحدهم ثم يأتي الزمان يخبرك بمنتهى الخفة أنك لم تكن تحب ذلك الشخص و ان العشق خلق ليكن من أجل شخص اخر